قال: أخبرني عن قوله تعالى: (باسرة).
قال: كالحة، أما سمعت قول عبيد بن الابرص:
قال: أخبرني عن قوله تعالى: (ضيزى).
قال: جائرة، أما سمعت قول امرئ القيس:
قال: أخبرني عن قوله تعالى: (لم يتسنه).
قال: لم يغره السنون، أما سمعت قول الشاعر:
قال: أخبرني عن قوله تعالى: (ختار):
قال: الغدار الظلوم الغشوم، أما سمعت قول الشاعر:
قال: أخبرني عن قوله تعالى: (عين القطر).
قال: الصفر، أما سمعت قول الشاعر:
قال: أخبرني عن قوله تعالى: (أكل خمط).
قال: الاراك، أما سمعت قول الشاعر:
ما مغزل (3) فرد تراعي بعينها، أغن غضيض الطرف من خلل الخمط قال: أخبرني عن قوله تعالى: (اشمأزت).
____________
(1) في نسخة: وقد توجس ركزا مقفرندس.
(2) في نسخة: لن ترى.
(3) في نسخة: ما مغزل.
قال: أخبرني عن قوله تعالى: (جدد).
قال: طرائق، أما سمعت قول الشاعر:
قال: أخبرني عن قوله تعالى: (أغنى وأقنى).
قال: اغنى من الفقر وأقنى من الغنى فقنع به، أما سمعت قول عنترة العبسي:
قال: أخبرني عن قوله تعالى: (لا يلتكم).
قال: لا ينقصكم بلغة بني عبس، أما سمعت قول الخطيئة (3) العبسي:
قال أخبرني عن قوله تعالى: (وأبا).
قال: الاب ما يعتلف (5) منه الدواب، أما سمعت قول الشاعر:
قال أخبرني عن قوله تعالى: (لا تواعدوهن سرا).
قال: السر: الجماع، أما سمعت قول امرئ القيس:
____________
(1) في نسخة: الثقاف.
(2) في نسخة: فاقنى حياك.
(3) في نسخة: الحطيئة.
(4) في نسخة: مغلغلة.
(5) في نسخة: تعتلف.
(6) في نسخة: الغرب.
قال: أخبرني عن قوله تعالى: (فيه تسيمون).
قال تزرعون، أما سمعت قول الاعشى:
قال: أخبرني عن قوله تعالى: (لا ترجون لله وقارا).
قال لا تخشون لله عظمة، أما سمعت قول أبي ذويب:
قال: أخبرني عن وقله تعالى: (ذا متربة).
قال: ذا حاجة وجهد، أما سمعت قول الشاعر:
قال: أخبرني عن قوله تعالى: (مهطعين).
قال: مذعنين خاضعين، أما سمعت قول تبع:
قال: أخبرني عن قوله تعالى: (هل تعلم له سميا).
قال: ولدا، أما سمعت قول الشاعر:
قال: أخبرني عن قوله تعالى: (يصهر).
قال: يذاب، أما سمعت قول الشاعر:
____________
(1) في نسخة:
(2) في نسخة: عواسل.
(3) في نسخة: يداك.
(4) في نسخة: مذيف.
قال: أخبرني عن قوله تعالى: (لتنوء بالعصبة).
قال: لتثقل، أما سمعت قول امرئ القيس:
قال: أخبرني عن قوله تعالى: (كل بنان).
قال: أطراف الاصابع، أما سمعت قول عنترة:
قال: أخبرني عن قوله تعالى: (إعصار).
قال: الريح الشديدة، أما سمعت قول الشاعر:
فله في آثارهن خوان (3) وحفيف كأنه إعصار قال: أخبرني عن قوله تعالى: (مراغما).
قال: منفسحا بلغة هذيل، أما سمعت قول الشاعر:
قال: أخبرني عن قوله تعالى: (صلدا).
قال: أملس، أما سمعت قول أبي طالب:
قال: أخبرني عن قوله: (لاجرا غير ممنون).
قال: غير منقوص، أما سمعت قول زهير:
____________
(1) في نسخة: عثانه.
(2) في نسخة: إذا علقوا الاسنة بالبنان.
(3) في نسخة: خوار.
(4) في نسخة: نزقا.
قل: نقبوا الحجارة في الجبال فاتخذوها بيوتا، أما سمعت قول امية:
قال: أخبرني عن قوله تعالى: (حبا جما).
قال: كثيرا، أما سمعت قول امية:
قال: أخبرني عن قوله تعالى: (غاسق).
قال: الظلمة: أما سمعت قول زهير:
قال: أخبرني عن قوله تعالى: (في قلوبهم مرض).
قال: النفاق، أما سمعت قول الشاعر:
قال: أخبرني عن قوله تعالى: (يعمهون).
قال: يلعبون ويترددون، أما سمعت قول الاعشى:
قال: أخبرني عن قوله تعالى: (الى بارئكم).
قال: خالقكم، أما سمعت قول تبع:
قال: أخبرني عن قوله تعالى: (لاريب فيه).
قال: لاشك فيه، أما سمعت قول ابن الزبعرى:
قال: أخبرني عن قوله تعالى: (ختم الله على قلوبهم).
قال: طبع عليها، أما سمعت قول الاعشى:
قال: أخبرني عن قوله تعالى: (صفوان).
قال الحجر الاملس، أما سمعت قول أوس بن حجر:
قال: أخبرني عن قوله تعالى: (فيها صر).
قال: برد، أما سمعت قول نابغة:
قال: أخبرني عن قوله تعالى: (تبوء المؤمنين) (2).
قال: توطن المؤمنين، أما سمعت قول الاعشى:
قال: أخبرني عن قوله تعالى: (ربيون).
قال: جموع كثيرة، أما سمعت قول حسان:
وإذا معشر تجافوا عن القصد حملنا عليهم ربينا (4) قال: أخبرني عن قوله تعالى: (مخمصة).
قال: مجاعة، أما سمعت قول الاعشى:
قال: أخبرني عن قوله تعالى: (وليقترفوا ما هم مقترفون).
قال: ليكتسبوا ما هم مكتسبون، أما سمعت قول لبيد:
____________
(1) في نسخة: يهوديها.
(2) في نسخة: تبوء المؤمنين مقاعد للقتال.
(3) بأجياد غربي الصفا والمحرم.
(4) في نسخة: ربيا.
(5) غرن.
قال الاحمدي: قال السيوطي (الاتقان: ج 1 ص 133): هذا آخر مسائل نافع بن الازرق وقد حذفت منها يسيرا نحو بضعة عشر سؤالا، وهي أسئلة مشهورة أخرج الائمة افرادا منها بأسانيد مختلفة الى ابن عباس.
وأخرج أبو بكر بن الانباري في كتاب الوقف والابتداء منها قطعة وهي المعلم عليها بالحمرة صورة (ك) قال: حدثنا بشر بن أنس، أنبأنا محمد بن علي ابن الحسن بن شقيق، أنبأنا أبو صالح هدبة بن مجاهد، أنبأنا مجاهد بن شجاع أنبأنا محمد بن زياد اليشكري، عن ميمون بن مهران قال: دخل نافع بن الازرق المسجد... فذكره.
وأخرج الطبراني في معجمه الكبير منها قطعة وهي المعلم عليها صورة (ط) من طريق جويبر عن الضحاك بن مزاحم قال: خرج نافع بن الازرق ... فذكره.
قال محمد علي آذر شب في مقالة: وفي الاصل المخطوط لهذه السؤالات طائفة لم ترد في الاتقان - كما صرح به السيوطي على ما قدمنا - ولما كان هذا الكتاب الاخير قد أصبح مصدرا لكل من يبحث في هذه السؤالات أو يعيد نشرها، والاهمية هذه الاسئلة تاريخيا ولغويا وتفسيريا، فقد آثرنا نشر الطائفة التي يفتقدها (الاتقان) عسى أن ينتفع بها المعنيون بكلام الله تعالى....
روى هذه الاسئلة وأجوبتها السيوطي في الاتقان، ثم أعاد نشرها محمد فؤاد عبد الباقي وذيل بها كتابه (معجم غريب القرآن)، ولكنه نشر المسائل الموجودة في الاتقان على نمط معجمه المذكور.
والمسائل الموجودة في الاتقان غير كاملة.
وهناك أصل المخطوط هذه المسائل محفوظ في دائرة الكتب المصرية تحت رقم / 116، وقام الدكتور ابراهيم السامرائي بتحقيق هذا الاصل معتمدا على
وقمت بمقارنة الاصل المخطوط مع الاتقان فوجدت في الاصل المسائل المذكورة في الاتقان مع شواهد أكثر وشرح أوفى، لكن الاهم من هذا احتواء الاصل على طائفة من الاسئلة لم ترد في الاتقان أصلا. ونظرا لما تتمتع به هذه المسائل من أهمية لغوية وتفسيرية فإني آثرت نشر هذه الطائفة من المسائل كي تكون مكملة لما في كتاب (الاتقان) الذي تحتويه معظم المكتبات العامة والخاصة معتمدا في المقارنة على نسخة الاتقان التي طبعتها المكتبة التجارية الكبرى في القاهرة.
قال (نافع): يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل: (الطلاق مرتان) هل كانت العرب تعرف الطلاق ثلاثا في الجاهلية؟
قال (ابن عباس): نعم كانت العرب تعرفه ثلاثا باتا، ويحك يا ابن ام الازرق، أما سمعت قول الاعشى وقد أخذه اختانه فقالوا: والله لا نرفع عنك العصا أو تطلق أهلك، فإنك قد أضررت بها، فقال:
فقالوا: والله لا نرفع عنك العصا أو تثني لها الطلاق، فقال:
فقالوا: والله لا نرفع عنك أو تثلث لها الطلاق، فقال:
قال: يا ابن عباس، أخبرني عن قوله عزوجل: (إلا أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح).
قال: نعم، أما سمعت زهير بن أبي سلمى وهو يقول:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل: (لا تأخذه سنة ولا نوم).
قال: السنة الوسنان الذي هو نائم وليس بنائم. قال: وهل تعرف العرب ذلك.
قال: نعم، أما سمعت قول زهير أبي سلمى وهو يقول:
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزوجل: (من كل زوج بهيج).
قال: الزوج الواحد، والبهيج: الحسن. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت قول الاعشى وهو يقول:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل: (الانصاب والازلام).
قال: الانصاب: الحجارة التي كانت العرب تعبدها من دون الله وتذبح لها، والازلام: القداح. قال: وهل تعرف العرف ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت قول نابغة بني ذبيان وهو يقول:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل: (ولا يؤوده حفظهما).
قال: لا يثقله حملهما عزوجل. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل: (أسفل سافلين).
قال: نعم، أما سمعت علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وهو يقول:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل: (من كل حدب ينسلون).
قال: ينشرون من جوف الارض من كل ناحية. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت طرفة بن العبد، وهو يقول:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل: (للدين حنيفا).
قال: دينا مخلصا. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت حمزة بن عبد المطلب وهو يقول:
وقال أيضا رجل يذكر بني عبد المطلب وفضلهم:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قوله عزوجل: (مسومين).
قال: الملائكة عليهم عمائم بيض مسومة فتلك سيما الملائكة يا ابن ام الازرق. قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل: (صواع الملك).
قال: الصواع: الكأس الذي كان يشرب به. قال: وهل تعرف العرب
قال: نعم، أما سمعت الاعشى وهو يقول:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل ((فانفروا ثبات).
قال: الثبة: عشرة فما فوق ذلك. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم أما سمعت عمرو بن كلثوم وهو يقول:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل: (والمنخنقة).
قال: كانت العرب تخنق الشاة فإذا ماتت أكلوا لحمها. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت امرئ القيس وهو يقول:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل: (ولا تيموموا الخبيث منه).
قال: لا تعمدوا الى شر ثماركم وخرقتكم فتعطوه في الصدقة لو أعطيتم ذلك لم تقبلوا. قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الاعشى وهو يقول:
وقال أيضا:
____________
(1) الديسق: الحوض الملان ماء.
(2) المهمة: المفازة البعيدة لاماء بها ولا انيس.
(3) ذي شزن: الشزن: شدة الاعياء من الحفا والغلظ.
قال: هن العاشقات لازواجهن اللاتي خلقن من الزعفران، والاتراب:
المستويات. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان يقول:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل: (سامرا تهجرون).
قال: كانوا يهجرون على اللهو والباطل. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل: (في يوم نحس مستمر).
قال: النحس: البلاء والشدة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت زهير بن أبي سلمى وهو يقول:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل: (بالعشي والاشراق).
قال: إذا أشرقت الشمس وحلت الصلاة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الاعشى وهو يقول:
قال: ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا).
قال: سبحان تنزيه له وحده لا شريك له الذي أسرى محمدا صلى الله عليه وآله من المسجد الحرام. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الاعشى وهو يقول:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل: (قد شغفها حبا).
يوسف.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان وهو يقول:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل: (ماء ثجاجا).
قال: الثجيج: الكثير الذي ينبت منه الزرع. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أبا ذويب وهو يقول:
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزوجل: (ملوما محسورا).
قال: مستحيا مستحلا قد حسرت من المال فتقول: هلا أيقنت. قال:
وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الهذلي وهو يقول:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل: (حسوما).
قال: دائمة شديدة محسوسة بالبلاء. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت امية بن الصلت يقول:
قال: نعم، أما سمعت امية بن الصلت يقول:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل (وحور عين).
قال: الحوراء: البيضاء المنعمة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: أما سمعت الاعشى وهو يقول:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل: (كل جبار عنيد).
قال: الجبار: القتال، والعنيد الذي يعند عن حق الله. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر وهو يقول:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل: (وما هو بالهزل).
قال: القرآن ليس بالباطل واللعب. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت قيس بن رفاعة وهو يقول:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل: (على سرر موضونة).
قال: الموضونة ما يوزن بقضبان الفضة عليها سبعون فراشا. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت حسان بن ثابت وهو يقول:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل: (الى ربهم ينسلون).
قال: النسل: المشي الخبب وهذا يوم القيامة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني جعدة وهو يقول:
____________
(1) نسل: أسرع في المشي. العسلان مصدر من عسل الذئب أو الفرس عسلانا: اضطرب في عدوه وهز رأسه.
قال: العنق: الجماعة من الناس.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الحارث بن هشام وهو يقول ويذكر أبا جهل:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل: (انا).
قال: الانا النضج يعني إذا أدرك الطعام، وذلك ان امراء المؤمنين كانوا يدخلون بيت النبي صلى الله عليه وآله فيحدثون قبل أن يدرك الطعام ويكلمون نساءه وذلك قبل الحجاب، فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وآله فأنزل الله عزوجل: (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم الى طعام غير ناظرين اناه).
فلم يدخلوا بعد ذلك لا بإذن، وكانوا إذا دخلوا أكلوا الطعام وانتشروا.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل: (فشاربون شرب الهيم).
قال: الابل يأخذها داء يقال لها: الهيام فلا تروى من الماء.
قال: فشبه شرب أهل النار من الحميم بشرب الابل الهيم. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة يقول:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل: (فدكتا دكة واحدة) قال: زلزلة شديدة عند النفخة الاخرة. قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عدي بن زيد وهو يقول:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل: (لم يطمثهن). قال:
كذلك نساء أهل الجنة لم يدن منهن غير أزواجهن. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل: (فأنا أول العابدين) قال: أنا أول الابقين من أن يكون لله ولد. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت تبعا وهو يقول:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل (حمولة وفرشا).
قال: الحمولة: ما تحمل عليه، والفرش: الصغار من الانعام. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: أما سمعت امية بن أبي الصلت وهو يقول:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل (فقطع دابر القوم الذين ظلموا).
قال: قطع أصلهم واستؤصلوا من ورائهم. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت زهيرا وهو يقول:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل: (خذ العفو).
قال: أمر الله عزوجل النبي صلى الله عليه وآله أن يأخذ ذلك. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عبيد بن الابرص وهو يقول:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل: (إلا مكاء وتصدية).
قال: المكاء: القنبرة. والتصدية: صوت العصافير وهو التصفيق، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا قام الى الصلاة بمكة كان يصلي قائما بين الحجر وبين الركن اليماني فيجئ رجلان من بني سهم يقوم أحدهما عن يمينه والاخر عن يساره فيصيح أحدهما كما تصيح المكاء والاخر يصفق بيديه كتصدية العصافير ليفسد عليه صلاته. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت حسان بن ثابت وهو يقول:
وقال اخر من الشعراء في التصدية:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل: (الحرث والنسل).
قال: النسل: الطائر والدواب. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: أما سمعت الشاعر وهو يقول:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل: (كمثل الذي ينعق بما لا يسمع). شبه الله أصوات المنافقين والكفار بأصوات البهم، أي انهم لا يعقلون. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل: (فيما شجر بينهم).
قال: فيما أشكل عليهم. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت زهيرا وهو يقول:
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزوجل: (لاتحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا).
قال: عهدا كما حملته على اليهود فعصوك فمسختهم قردة وخنازير. قال:
وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أبا طالب وهو يقول:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل: (أن تبوء بإثمي وإثمك).
قال: أن ترجع بإثمي وإثمك الذي عملت فتستوجب النار. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل: (أنا أعطيناك الكوثر).
قال: نهر في بطنان الجنة حافته قباب الدر والياقوت. قال: وبأي شئ ذكر ذلك؟
قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله دخل باب المروة وخرج من باب الصفا فاستقبله العاص بن وائل السهمي فرجع العاص الى قريش، فقالت
(إنا أعطيناك الكوثر) نهر في بطنان الجنة حافتاه قباب الدر والياقوت فيها أزواجه وخدمه، ثم قال: (فصل لربك وانحر إن شانئك هو الابتر) يعني عدوك هو العاص بن وائل السهمي الابتر من الخير، لا اذكر مكانا إلا ذكرت معي يا محمد، فمن ذكرني ولم يذكر ليس له في الجنة نصيب. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت حسان بن ثابت وهو يقول:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل: (الذين يؤمنون بالغيب).
قال: ما غاب عنهم من أمر الجنة والنار. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أبا سفيان بن الحارث وهو يقول:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل: (صفراء فاقع لونها).
قال: الفاقع: الصافي اللونخ من الصفرة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت قول عبد الله بن الزبعرى يقول:
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزوجل: (مواقيت للناس).
قال: في عدة نسائهم ومحل دينهم وشروط الناس. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر يقول: