الصفحة 251
وتبيانا لرواته وطرق روايته على مر العصور، وإثباتا لما يستفاد منه من معنى الولاية للإمام " علي " لكان بذلك كافيا.

ولكن العلامة الأستاذ " عبد الحسين أحمد " أراد أن يجعل من " الغدير " بحرا متلاطم الأمواج، جياش العباب... وشاء أن يجعل منه موسوعة كبيرة تدور حول الكلمات الطاهرة التي نطق بها الرسول (صلى الله عليه وسلم) للإمام علي كرم الله وجه، فأثبت الشعراء الذين ذكروا الغدير في قصيدهم، وعطروا بذكره أنفاس أشعارهم، وصاحبهم المؤلف الدؤوب في موكب رائع الجلال من عهد النبي صلوات الله عليه إلى القرون الإسلامية قرنا فقرنا، فهو يذكر في كل قرن شعراء الغدير فيه ويذكر غديرياتهم، ولا يكتفي بذلك كله، بل يترجم لهؤلاء الشعراء تراجم لا يستغني عنها مؤرخ أو باحث أو أديب: ثم لا يكتفي بذلك، بل يذكر المصادر الكثيرة الموزعة لهؤلاء الشعراء، فيقع القارئ من هذه المصادر على ذخيرة من المعرفة بالكتب قل أن تتاح لباحث من باحثي زماننا هذا.

ولست هنا مبالغا في تقدير هذه التراجم، فترجمة الشاعر " الكميت ".

مثلا من شعراء الغدير في القرن الثاني قد بلغت ثلاثين صفحة من الجزء الثاني، حتى كادت تصلح أن تكون في ذاتها كتابا قائما بدراسة " الكميت " وترجمة " السيد الحميري " الشاعر وتضعه في الإطار الذي يخصه بين شعراء عصره.

وترجمة " ابن الرومي " في الجزء الثالث من " الغدير " تبلغ 26 صفحة. وقس على هذا بقية مواكب الشعراء.

وليست العبرة في طوال التراجم واتساع صفحاتها.. ولكن العبرة في هذا الصبر العجيب الذي تابع به المؤلف حياة الشعراء الذي يترجم لهم، فقد رجع علامتنا الجليل حين كتب عن " ابن الرومي " إلى عشرات من الكتب في القديم والحديث وجمع أخباره ونوادره من مصادر لم يطلع عليها الأكثرون ولم يكد يفوته

الصفحة 252
كتاب واحد ذكر فيه " ابن الرومي " بخير أو شر... حتى مجلة الهدى العراقية، وكتاب الأستاذ عباس محمود العقاد.

وعلى ذكر المراجع والمصادر نود أن نسجل للحق أن مؤلف " الغدير " الجليل قد أحاط منها بما لا يحيط به إلا من رزقه الله قدرة، وصبرا وحسن وقوع على الموارد، فهو حين يترجم مثلا لأبي تمام الشاعر في الجزء الثاني من " الغدير " يذكر أسماء الأعلام الذين شرحوا ديوان الحماسة، فيبلغون سبعة وعشرين... يبدأون بأبي عبد الله محمد بن القاسم، وينتهون بالمرحوم الشيخ سيد بن علي المرصفي من رجال الأدب في زماننا هذا، وهو حين يذكر المؤلفين من أخبار أبي تمام وترجمته بعد عشرات يبدأون بأبي الفضل أحمد ابن أبي طاهر من رجال القرن الثالث الهجري.

ويبلغ في زماننا هذا الدكتور عمر فروخ من كتاب عصرنا الحديث.

هذا هو " الغدير " في نظرة عاجلة، أعجلني بها من أمر الزمان وشغل الحدثان ما كنت أود أن تطول معه الوقفة وتعمق النظرة، ولكن علامتنا الكبير الأستاذ " عبد الحسين أحمد الأمني " حرى أن يغفر لصديقه السني المصري ما لم يسعفه به زمانه.

وأسأل الله أن يجعل من هذا الغدير الصافي صفاء لما بين أهل السنة والشيعة من أخوة إسلامية، يتجهون بها في كتلة واحدة وبناء مرصوص، إلى الحياة الحرة الكريمة التي يعتز بها الإسلام، ويعلو له بها في العالم مقام.

والله يوفق أستاذنا العلامة الجليل (1).

محمد عبد الغني حسن     
القاهرة:             
7 من ربيع الأول سنة 1372 هـ
15 من نوفمبر سنة 1952   

____________

(1) الغدير لسماحة العلامة المحقق الأميني الجزء الأول الطبعة الثانية.

- المؤلف -


الصفحة 253

- 12 -
الأستاذ محمود حجازي
من علماء الأزهر ومدير معهد المنصورة


الصفحة 254

  • درس في الأزهر الشريف وتخرج فيه.

  • عين مديرا لمعهد المنصورة.

  • أهم آثاره: " التفسير الواضح " 3 مجلدات طبع أكثر من مرة وكتاب: " الوحدة الموضوعية للقرآن الكريم ".

  • تعرفت إليه عام 1965 م.

  • من علماء الأزهر الشريف ومن رجال التفسير البارزين.

  • ناقشته موضوع الخلافة فلمست منه التفهم، والمرونة.

  • ناقشته تشريع المتعة وجوازها، فلم أجد فيه ما يمنعه من قبوله والاعتراف به.

  • كتابه: " التفسير الواضح " تفسير قريب التناول لعشاق القرآن الكريم..


    الصفحة 255
    تعرفت إلى فضيلة الشيخ محمد محمود حجازي في مكتبة الأخ محمود الزناري الكائنة في أرض شريف قرب مطبعة السنة المحمدية سابقا والتقيت به أكثر من مرة في مكتب شيخ الأزهر وبحثت معه موضوع الخلافة والإمامة عند الشيعة الإمامية وأحقية الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بالخلافة ونصبه من قبل الله عز وجل إماما وخليفة في غدير خم (1)، كما وصفه ذلك الشاعر حسان بن ثابت في هذه الأبيات:

    يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم وأسمع بالرسول مناديا
    وقال فمن مولاكم ووليكم * فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
    إلهك مولانا وأنت ولينا * ولن تجدن منا لك اليوم عاصيا
    فقال له قم يا علي فإنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا
    فمن كنت مولاه فهذا وليه * فكونوا له أنصار صدق مواليا
    هناك دعا اللهم وال وليه * وكن للذي عادى عليا معاديا

    فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تزال يا حسان مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك.

    وقال أبو تمام الطائي في قصيدة له عصماء:

    ويوم الغدير استوضح لحق أهله * بفيحاء ما فيها حجاب ولا ستر
    يمد بضبعيه ويعلم أنه * ولي ومولاكم فهل لكم خبر

    ____________

    (1) أنظر: محادثاتنا مع الأستاذ خالد محمد خالد ستأتي في رقم 15 من هذا الكتاب.

    الصفحة 256

    فكان له جهر بإثبات حقه * وكان لهم في بزهم حقه جهر (1)

    وللكميت رحمه الله تعالى بعض الأشعار ذكرها الأستاذ العلامة الشيخ محمد محمد المدني في كتابه " دعوة التقريب " فقال:

    ومهما تختلف الآراء في الكميت، فإن مما لا يخامره ريب أنه لم يكن غاليا في تشيعه، ولا مسرفا فيه بل كان معتدلا معقولا، عف اللسان، شريف الهجاء، لم يلعن، ولم يسب سبا مقذعا، ولم يقل كما قال السيد الحميري يخاطب المهدي:

    قل لابن عباس سمي محمد * لا تعطين بني عدي درهما
    أحرم بني تيم بن مرة أنهم * شر البرية آخرا، ومقدما
    منعوا تراث محمد أعمامه * وبنيه، وابنته عديلة مريما
    وتآمروا في غير أن يستخلفوا * وكفى بما فعلوا هنالك مأثما
    لم يشكروا لمحمد إنعامه * أفيشكرون لغيره إن أنعما
    والله من عليهم بمحمد * وهداهم وكسا الجنوب وأطعما
    ثم انبروا لوصيه ووليه * بالمنكرات فجرعوه العلقما

    وقال الكميت مرة:

    ويوم الدوح دوح غدير خم * أبان له الولاية لو أطيعا
    ولكن الرجال تبايعوها * فلم أر مثلها خطرا مبيعا
    فلم أبلغ بها لعنا، ولكن * أساء بذاك أولهم صنيعا

    وقال في مرة أخرى:

    أهوى عليا أمير المؤمنين ولا * ألوم يوما... إلخ

    ____________

    (1) أنظر: ديوان أبي تمام الطائي.

    الصفحة 257
    ثم قال الأستاذ المدني رحم الله الكميت، وأحسن جزاءه على قدر بلائه من الله (1).

    وللسيد الحميري من قصيدة يقول:

    يوم الغدير وكل الناس قد حضروا * من كنت مولاه في سر وإجهار
    هذا أخي ووصي في الأمور ومن * يقوم فيكم مقامي عند تذكاري
    يا رب عاد الذي عاداه من بشر * وأصله في جحيم ذات أسعار (2)

    ثم قلت للأستاذ إن الله تعالى جعل عليا نفس الرسول الأكرم في كتابه العزيز وذلك عندما جاء وفد نصارى نجران إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) للمباهلة فقال تعالى:

    (قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) (3) وإن الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وهو نفس النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) كما تقدم بنص آية المباهلة.

    وجاء في تفسير الفخر الرازي، في تفسير آية المباهلة:

    الإجماع دل على أن محمدا (عليه السلام) كان أفضل من سائر الأنبياء (عليهم السلام)، فيلزم أن يكون علي أفضل من سائر الأنبياء.

    فهذا وجه الاستدلال بهذه الآية...

    ويؤيد الاستدلال بهذه، الحديث المقبول عند الموافق والمخالف، وهو قوله (عليه السلام):

    " من أراد أن يرى آدم في علمه، ونوحا في طاعته، وإبراهيم في خلته، وموسى في

    ____________

    (1) أنظر: دعوة التقريب ص 434 ط المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة عام 1386 هـ.

    (2) ديوان السيد الحميري ص 232 طبع دار مكتبة الحياة بيروت.

    (3) آل عمران: 61.

    الصفحة 258
    هيبته، وعيسى في صفوته فلينظر إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) " (1).

    فالحديث دل على أنه اجتمع فيه ما كان متفرقا فيهم، وذلك يدل على أن عليا (عليه السلام) أفضل من جميع الأنبياء سوى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)...

    وكان نفس محمد أفضل من الصحابة رضوان الله عليهم، فوجب أن يكون نفس علي أفضل أيضا من سائر الصحابة (2).

    وإليك بعض المصادر التي تذكر أن المقصود من قوله تعالى: (وأنفسنا) هو: علي بن أبي طالب (عليه السلام) (3):

    وقال الآلوسي في تفسير قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل

    ____________

    (1) أخرج هذا الحديث محمد بن يوسف الكنجي الشافعي في كفاية الطالب ص 122.

    (2) تفسير الفخر الرازي: 8 / 90 ط دار الفكر بيروت.

    (3) أنظر جامع البيان في تفسير القرآن - لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، آل عمران: 61.

    الجواهر في تفسير القرآن - للشيخ جوهري طنطاوي، آية المباهلة، آل عمران: 61.

    إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم - لأبي السعود، آية المباهلة.

    تفسير القرآن الكريم - للشيخ محمد مصطفى المراغي، آية المباهلة.

    تفسير الكشاف - للزمخشري، آية المباهلة، آل عمران: 61.

    تفسير النيسابوري.

    تفسير القاسمي (محاسن التأويل)، آية المباهلة.

    تفسير الخازن. آية المباهلة آل عمران: 61.

    تفسير النسفي (مدارك التنزيل)، آل عمران: 61.

    تفسير روح المعاني للآلوسي.

    تفسير القرآن الكريم - لابن كثير الدمشقي، آية المباهلة.

    التفسير الكبير (مفاتيح الغيب) - للفخر الرازي، آية المباهلة، آل عمران: 61. تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور - للشيخ جلال الدين السيوطي - آل عمران: 61.

    أنوار التنزيل للبيضاوي.

    غرائب القرآن للنيسابوري - آل عمران: 61.

    الصفحة 259
    البيت ويطهركم تطهيرا) (1).

    " وقد صح ما يدل على أن العموم غير مراد أخرج الترمذي والحاكم وصححاه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه، والبيهقي في سننه، عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها من طرق قالت:

    في بيتي نزلت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) - وفي البيت فاطمة وعلي والحسن والحسين فجللهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بكساء كان عليه ثم قال: " هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ".

    وجاء في بعض الروايات أنه عليه الصلاة والسلام أخرج يده من الكساء وأومأ بها إلى السماء وقال:

    اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ثلاث مرات.

    وفي بعض آخر أنه عليه الصلاة والسلام ألقى عليهم كساء فدكيا ثم وضع يده عليهم ثم قال:

    اللهم إن هؤلاء أهل بيتي (وفي لفظ آل محمد) فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

    وجاء في رواية أخرجها الطبراني عن أم سلمة أنها قالت:

    فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه (صلى الله عليه وسلم) من يدي وقال:

    إنك على خير وفي أخرى رواها ابن مردويه عنها أنها قالت:

    ألست من أهل البيت فقال (صلى الله عليه وسلم): إنك إلى خير، إنك من أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم).

    ____________

    (1) الأحزاب: 33.

    الصفحة 260
    وفي آخرها رواها الترمذي وجماعة عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي عليه الصلاة والسلام قال:

    قالت أم سلمة: وأنا معهم يا نبي الله قال: أنت على مكانك وإنك على خير.

    وأخبار إدخاله (صلى الله عليه وسلم) عليا وفاطمة وابناهما رضي الله تعالى عنهم تحت الكساء.

    وقوله عليه الصلاة والسلام:

    " اللهم هؤلاء أهل بيتي " ودعاؤه لهم وعدم إدخال أم سلمة أكثر من أن تحصى وهي مخصصة لعموم أهل البيت بأي معنى كان البيت.

    فالمراد بهم من شملهم الكساء ولا يدخل فيهم أزواجه (صلى الله عليه وسلم) " انتهى ما أورده الآلوسي (1).

    وبعد أن أتيت على آخر هذا الحديث وما ورد بما فيه من النصوص التي لا يمكن ردها لم يكن للأستاذ أي رد على ذلك.

    ثم أهديت له مجموعة من مطبوعاتنا التي نشرتها في القاهرة (2).

    * * *

    ____________

    (1) في تفسير روح المعاني: 7 / 44 - 45 طبعة مطبعة الأميرية عام 1301 هـ.

    (2) مر ذكرها في حرف الألف من هذا الكتاب ضمن محادثاتنا مع الأستاذ أبي الفضل إبراهيم فراجعه.

    الصفحة 261

    - 13 -
    الأستاذ محمد سيد جاد الحق
    من المحققين وذوي الاختصاص في علم الرجال


    الصفحة 262

  • ولادته: ولد في مدينة " الحسنة " مركز " طما " محافظة سوهاج في 15 / 10 / 1904 م.

  • درس في الأزهر الشريف وتخرج منه في عام 1923 م.

  • اشتغل بالتأليف والتحقيق في 1949 م.

  • أتخذ إماما لجامع السيدة زينب بنت الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) عام 1949 م لمدة خمسة عشر عاما.

  • أهم آثاره: " تاريخ السيدة زينب "، و " عقود الجوهر من خطب المنبر " و " نفحة العنبر من خطب المنبر ".

  • حقق كتبا كثيرة منها: " الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة " لابن حجر في خمسة مجلدات " ومعرفة القراء للذهبي " في مجلدين و " تلقيح فهوم أهل الأثر " لابن الجوزي في مجلدين و " الفصول المهمة " لابن الصباغ المالكي و " الحطة في ذكر الصحاح الستة " للصديق حسن خان الهندي وشرح " معاني الآثار " للطحاوي.

  • تعرفت إليه عام 1961 م.

  • من علماء الأزهر الشريف ومن المحققين وذوي الاختصاص بعلم الرجال.

  • يتحلى فيما يحقق بروح الاعتدال والموضوعية.

  • له دراية تامة في الأعلام الغربية والوقوف عليها والبحث عن الحقيقة في جميع مظانها.


    الصفحة 263
    تعرفت على فضيلته في مكتبة دار الكتب الحديثة لتوفيق عفيفي عامر وقد حقق هذا الأستاذ لدار الكتب الحديثة وغيره عدة كتب (1) وكنت ألتقي به هناك متى ما ذهبت إلى توفيق عفيفي وشاهدته أكثر من مرة في مكتبة الحاج " نجيب الخانجي " وكنت على اتصال دائم به وطلب مني كتاب " الفصول المهمة " في معرفة أحوال الأئمة لابن الصباغ المالكي (2) وكان فضيلته يرغب في تحقيق هذا الكتاب وإحيائه بإخراج مصادره فوعدت فضيلته أن أهيأه له وعند عودتي إلى العراق سألت عنه كثيرا في المكتبات ولم أوفق للعثور عليه لشرائه وإرساله إليه وعندما انتقلت إلى إيران وأقمت في طهران سألت عنه في المكتبات جميعها ولم أحصل عليه وكما أني سألت عنه مكتبات " إصفهان " و " مشهد " و " قم " ولسوء الحظ لم أعثر عليه في أسواق هذه المدن.

    وفي أحد الأيام حين تشرفت بزيارة مرقد السيدة فاطمة " معصومة " ابنة الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) في مدينة قم ذهبت إلى دار سماحة العلامة الكبير شيخنا الكلباسي وجرى حديث الكتب المؤلفة في أهل البيت (عليهم السلام) بأقلام علماء أهل السنة.

    فأجاب سماحته:

    إن " الفصول المهمة في معرفة أحوال الأئمة " لابن الصباغ المالكي، الطبعة

    ____________

    (1) تقدم ذكرها في الصفحة المتقدمة تحت عنوان: أهم آثاره.

    (2) طبع هذا الكتاب لأول مرة في إيران وطبع ثانيا في النجف الأشرف - العراق.

    الصفحة 264
    الإيرانية موجودة عندي فأخبرته بأن فضيلة الشيخ محمد سيد جاد الحق يطلبها ويرغب في تحقيقها ونشرها بالقاهرة وإني لا زلت منذ زمان طويل أفتش عن هذا الكتاب ولم أحصل عليه فطلب مني صاحب السماحة العلامة الكلباسي عنوان فضيلة الشيخ محمد سيد جاد الحق في القاهرة فأعطيته العنوان بمعرفة " مكتبة الخانجي ".

    وكان قد سافر سماحته إلى القاهرة واتصل بفضيلته بالعنوان المذكور أعلاه وسلمه الكتاب وشرع الأستاذ الشيخ محمد سيد جاد الحق بتحقيقه لإعداده وإخراجه إلى حيز الوجود فجزاه الله عن الإسلام خير الجزاء.

    وفي رحلتي إلى القاهرة في شهر شعبان المعظم عام 1398 هـ - 1978 م زار القاهرة سماحة العلامة الكبير شيخنا الكلباسي وذهبت إلى دار الأستاذ المحقق الشيخ محمد سيد جاد الحق فأخبرنا نجله البار بسفره إلى " أبو ظبي " فطلب مولانا الشيخ الكلباسي رقم تليفونه في " أبي ظبي " واتصل به وتحدث معه حول عودته إلى القاهرة فأجاب:

    سأعود بعد شهر رمضان إن شاء الله.

    فذهبت مع سماحة العلامة الشيخ الكلباسي إلى مطبعة اللجنة وعرفت سماحته بالأستاذ صلاح الدجوي صاحب " مطابع الدجوي في القاهرة " وعملنا معه عقدا واتفاقا لطبع كتاب: " الفصول المهمة " وحضرت هذا الاتفاق عما تم مع سماحة العلامة الشيخ الكلباسي وبعد كتابة العقد اتفقنا مع الأستاذ الدجوي صاحب المطبعة أن يكون الشروع بطبع الكتاب بعد عودة فضيلة الشيخ محمد سيد جاد الحق من السفر إلى القاهرة.


    الصفحة 265

    - 14 -
    الدكتور طه حسين
    عميد الأدب العربي في القرن العشرين


    الصفحة 266

  • ولادته: ولد بمديرية " المينا " بالصعيد في 21 اكتوبر 1889 م.

  • درس في الأزهر الشريف والتحق بالجامعة الأهلية.

  • حصل على الدكتوراه من جامعة السوربون في فرنسا 1918 م.

  • كان مديرا أو رئيسا لتحرير مجلة الكاتب المصري.

  • أهم آثاره " الأيام " جزءان ويتضمن تاريخ حياته " الأدب الجاهلي "، " الشعر الجاهلي ". " تجديد ذكرى أبي العلاء "، " الفتنة الكبرى " جزءان وله عشرات المقالات، والمؤلفات الأخرى.

  • توفي في 14 نوفمبر 1973 م.

  • من مشاهير رجال الأدب والفكر في العالم العربي.

  • يتميز بحرية الرأي والجرأة الأدبية في عرض آرائه.

  • يرى أن عبد الله بن سبأ شخصية أسطورية وله اتجاه واضح في تأييد الشيعة في مجال تحليله لشخصية ابن سبأ، كما أنه يرى أن خروج عائشة لحرب الإمام علي (عليه السلام) كان تحديثا للكتاب وخرقا لوصايا الرسول ويعتقد في عثمان أنه: كان يقاد ولم يكن ليقود.

  • لبعض المفكرين العرب رأي: عن الدكتور: طه حسين وتحليل لشخصيته مما يجب الاطلاع عليه.


    الصفحة 267
    جرى حديث الدكتور طه حسين بين أساتذه وكتاب وكان الدكتور حامد حفني داود إلى جنبي فطلبت منه أن يتصل بالدكتور طه حسين ليحدد لنا موعدا نلتقي به معه: فاتصل به الدكتور حامد وقال له:

    قدم ناشر من العراق ومعه كتب للشيعة ويريد مقابلتك، وإهداء الكتب لسيادتك فعين الدكتور وقت المقابلة في الساعة السادسة من مساء الأربعاء فاتصل بي الدكتور حامد وأخبرني بتحديد الموعد للمقابلة مع سعادة الدكتور طه حسين فحضرنا القصر " الفيلا " الذي يقيم فيه الدكتور في الوقت الذي حدده لنا سعادته.

    ولما طرقنا الباب فتحها الأستاذ فريد شحاته الملازم له. فقال له الدكتور حامد: لنا موعد سابق في هذه الساعة مع سعادة الدكتور فرحب بنا ودخلنا عليه في غرفة الاستقبال - وكان الدكتور حاضرا - وبعد أن سلمنا عليه ورد علينا الجواب خاطبني قائلا:

    حضرتك من أين؟

    قلت: من النجف الأشرف - العراق.

    قال: شيعي؟

    قلت: نعم بالطبع شيعي.

    ثم قلت: الشيعة تعتقد أن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قد ظلم، وغصب حقه، واعتدي عليه وخالفوا في شأنه نص الرسول.


    الصفحة 268
    فأجاب الدكتور قائلا:

    لو أننا نعترف بوجود نص لكفرنا جميع الصحابة.

    فقلت: قال الله تعالى:

    (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم (1) على أعقابكم). آل عمران: 144.

    ولم يبق يا دكتور من الصحابة سوى أفراد يعدون بالأصابع. (2) فأجاب الدكتور قائلا: لا، لا أكثر من هذا.

    ____________

    (1) مفهوم الإنقلاب

    قال العلامة المغفور له الشيخ محمود أبو ريه (رحمه الله):

    إنقلب، التي هي مطاوع قلب، تعني: إنكب ورجع، وقلب الشئ بمعنى حوله عن وجهه أو حالته، أو جعل أعلاه أسفله، أو جعل باطنه ظاهره.

    فالانقلاب - إذا - يعني: التغيير للشئ تغييرا جذريا، حتى يكون معه تحويل، ولو يجعل الأعلى أسفل، أو الباطل المخفى ظاهرا مرئيا، ليخفي معه الجانب المرئي - بطبيعة الحال.

    ومن هنا جاء الاستعمال، عند ما يحدث تغيير في الحكم في إحدى الدول، سواء كان تغييرا في شكل من ملكية إلى جمهورية - مثلا - أو تغييرا في وجوه الحكام واستبدالهم بآخرين فإنه يقال: وقع " إنقلاب " في المحل الفلاني وهو لا يعنى في الغالب - تغييرا للأحسن... الآن مثل هذا التغيير يعبر عنه ب " الثورة " فالكلمة - في الآية الكريمة - تعني ما تعنيه لغتها ووضعها على حقيقتها.

    علي وما لقيه من صحابة الرسول (مخطوط)

    (2) قال ابن حجر العسقلاني في ترجمة عمرو بن ثابت *:

    قال عمر: ولما مات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كفر الناس إلا خمسة. أنظر: تهذيب التهذيب: 8 / 9 ط دار الفكر بيروت.

    (*) قال ابن عبد البر: قال إسحاق: زعم لي عاصم بن عمرو بن قتادة أنه قتل يوم أحد شهيدا.

    وأما ابناه عمرو بن ثابت، وعمر بن ثابت فقتلا يومئذ شهيدين رحمهما الله.

    أنظر الإستيعاب: 1 / 204 تحقيق علي محمد البجاوي


    الصفحة 269
    وقد لاحظت على الدكتور أنه يرى للخليفتين - " أبو بكر وعمر " منزلة خاصة فقلت:

    إن عمر قد تجرأ على الرسول، وتحداه ووقف دون وصيته، ونسب إليه ما نسب له عند مرضه.

    روى البخاري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال: يوم الخميس وما يوم الخميس اشتد برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجعه وتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا: ما شأنه أهجر؟ استفهموه فذهبوا يردون عليه " الحديث " (1).

    قال الدكتور: حاشا لعمر أن يقول هذا، وهذا الحديث غير صحيح.

    فأجبته: يا دكتور: الحديث الذي يوافقك تأخذ به، والذي يخالفك ترفضه وتحكم بعدم صحته، فإما أن تعترف بصحة ما جاء بالبخاري، وإما أن تحكم بعدم صحته ولا تستشهد به وإن ابن عباس (2) كان يقول:

    ____________

    (1) صحيح البخاري: 6 / 11.

    (2) محاورة بين ابن عباس وعمر بن الخطاب.

    قال أبو جعفر بن محمد بن جرير الطبري:

    ... فقال عمر يا بن عباس:

    أتدري ما منع قومكم منهم بعد محمد فكرهت أن أجيبه. فقلت: إن لم أكن أدري فأمير المؤمنين يدري فقال عمر:

    كرهوا أن يجمعوا لكم النبوة والخلافة فتبجحوا على قومكم بجحا بجحا فاختارت قريش لأنفسها فأصابت، ووفقت.

    فقلت يا أمير المؤمنين:

    إن تأذن لي في الكلام، وتمط عني الغضب تكلمت فقال تكلم يا بن عباس:

    فقلت: أما قولك يا أمير المؤمنين اختارت قريش لأنفسها فأصابت، ووفقت، فلو أن قريشا اختارت لأنفسها حيث اختار الله عز وجل لها لكان الصواب بيدها، غير مردود، ولا محسود.

    وأما قولك إنهم كرهوا أن تكون لنا النبوة، والخلافة فإن الله عز وجل وصف قوما بالكراهية فقال: * (ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم) *.

    فقال عمر: هيهات والله يا بن عباس قد كانت تبلغني عنك أشياء كنت أكره أن أقرك عليها فتزيل منزلتك مني. فقلت: وما هي يا أمير المؤمنين فإن كان حقا فما ينبغي أن تزيل منزلتي منك، وإن كان باطلا فمثلي أماط الباطل عن نفسه. فقال عمر:

    بلغني أنك تقول: إنما صرفوها عنا حسدا، وظلما فقلت:

    أما قولك يا أمير المؤمنين: ظلما فقد تبين للجاهل، والحكيم.

    وأما قولك: حسدا فإن إبليس حسد آدم فنحن ولده المحسودون. فقال عمر:

    هيهات أبت والله قلوبكم يا بني هاشم إلا حسدا يحول، وضعنا، وغشا ما يزول.

    فقلت: مهلا يا أمير المؤمنين لا تصب قلوب قوم أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا بالحسد والغش فإن قلب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من قلوب بني هاشم.

    قال عمر: إليك عني يا بن عباس. فقلت: افعل فلما ذهبت لأقوم استحيا مني فقال يا بن عباس مكانك فوالله إني لراع لحقك محب لما سرك.

    فقلت: يا أمير المؤمنين إن لي عليك حقا وعلى كل مسلم فمن حفظه فحظه أصاب، ومن أضاعه فحظه أخطأ ثم قام فمضى.

    أنظر تاريخ الطبري 5 / 31 ط بمصر


    الصفحة 270
    الرزية الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب.

    فأجاب الدكتور: إن ابن عباس لا يحتج بقوله.

    فقلت له:

    إن الشيعة غير مجمعة على صحة جميع ما روي عنه، ولكنه حبر الأمة. ولكن أليس أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أراد الخير لأمته بأن يكتب لهم الكتاب كي لا يضلوا بعده، وقال عمر:

    حسبنا كتاب الله.

    أفهل يمكن العمل بالكتاب وحده! أليس السنة هي المبينة للكتاب؟

    قال الله تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) النمل: 44.


    الصفحة 271
    وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " إني تارك فيكم الثقلين (1) كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن

    ____________

    (1)

    حديث الثقلين وعصمة أهل البيت (عليهم السلام)

    " دلالته على عصمة أهل البيت: لاقترانهم بالكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وتصريحه بعدم افتراقهم عنه، ومن البديهي أن صدور أية مخالفة للشريعة سواء كانت عن عمد أم سهو أم غفلة، تعتبر افتراق عن القرآن في هذا الحال وإن لم يتحقق انطباق عنوان المعصية عليها أحيانا كما في الغافل، والساهي، والمدار في صدق عنوان الافتراق عنه عدم مصاحبته لعدم التقيد بأحكامه وإن كان معذورا في ذلك، فيقال فلان - مثلا افترق عن الكتاب وكان معذورا في افتراقه عنه، والحديث صريح في عدم افتراقهما حتى يردا على الحوض ".

    أنظر: الأصول العامة للفقه المقارن ص 166.

    ومن خطبة للإمام الحسن السبط (عليه السلام) فيما خص الله به أهل البيت (عليهم السلام) قال:

    وأقسم بالله لو تمسكت الأمة بالثقلين لأعطتهم السماء قطرها، والأرض بركتها، ولأكلوا نعمتها خضراء من فوقهم ومن تحت أرجلهم من غير اختلاف بينهم إلى يوم القيامة.

    قال الله عز وجل: * (ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم) *.

    وقال عز وجل: * (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون) *.

    (الروائع المختارة من خطب الإمام الحسن ص 58 ط مصر)

    وقال الكاتب المصري صالح الورداني:

    لقد ترك الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) للأمة الكتاب، وربط هذا الكتاب بآل البيت بزعامة الإمام علي فمن التزم بالكتاب التزم بآل البيت. ومن حاد عن الكتاب حاد عن آل البيت.

    إن ربط الكتاب بالإمام يضفي المشروعية على كل خطوات الإمام و. فهو قد اختير من قبل الرسول ليكون مفسر هذا الكتاب والمعبر عنه والناطق بلسانه.

    (السيف والسياسة ص 112 ط أولى عام 1996 م - القاهرة)

    وقال الكاتب المصري الأستاذ صالح الورداني

    ركائز الإسلام النبوي: - القرآن - آل البيت...

    القرآن: لقد أوصى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الأمة بالقرآن وحض عليه في روايات ومواضع كثيرة كانت آخرها حجة الوداع حيث أوصى الأمة بضرورة التمسك بالكتاب والعترة آل البيت...

    =>


    الصفحة 272

    ____________

    <=

    يروي البخاري عن طلحة قال: سألت عبد الله بن أبي أوحى، أوصى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ فقال: لا.

    فقال: كيف كتب على الناس الوصية أمروا بها لم يوصي فقال:

    أنظر: البخاري كتاب فضائل القرآن باب 18.

    ويروى عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) خيركم من تعلم القرآن وعلمه.

    (المرجع السابق باب 21).

    ويروي مسلم عن الرسول قوله في خطبة الوداع:.. كتاب الله فيه الهدى، والنور فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به فحث على كتاب الله، ورغب فيه...

    (أنظر: مسلم. كتاب فضائل الصحابة. باب من فضائل على).

    ومثل هذه الروايات إنما تشير إلى أن القرآن كان موجودا على عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان الصحابة يتناولونه من الرسول. وقد برز من بينهم من هو ما فيه ملتزم به يحفظه عن ظهر قلب. وعلى رأس هؤلاء كان الإمام علي، وابن مسعود، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل..

    ويروى عن ابن مسعود قوله: والله الذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين نزلت. ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيمن أنزلت.

    المرجع السابق. ويلا حظ أن هذه الرواية جاءت على لسان الإمام علي بنفس النص انظر: طبقات ابن سعد: 2 / 338.

    إلا أن أبا بكر حين قام بجمع القرآن لم يستعن إلا بزيد بن ثابت وحده.

    وعثمان حين ألزم الأمة بمصحف واحد اختار مصحف حفصة الذي كان قد جمعه أبو بكر، ولم يختر مصحف الإمام أو ابن مسعود، أو أبي بن كعب أو ابن عباس، ولم يستعن بأي من هؤلاء لا في عهد أبي بكر، ولا في عهد عثمان حتى أنه كان هناك مصحف لدى عائشة أيضا لم يستعن به. (أنظر: البخاري. وكتب تاريخ القرآن. وفصل القرآن في كتابنا: الخدعة).

    إن هذا القرآن الذي تركه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وتلقاه منه الإمام علي وابن مسعود، وابن عباس، وأبي وغيرهم هو ركيزة الإسلام النبوي التي حض عليها ووصى بها. وإن ما ورثه الإمام عن النبي من تفسيرات حوله وورثها عنه شيعته هي الدافع الفعلي الذي دفع أنصار الإسلام القبلي ومن بعدهم أنصار الإسلام الأموي إلى ضرب هذا القرآن واستبداله بقرآن آخر لا يحوي هذه التفسيرات وليس مرتبا على الترتيب النبوي!) (المراجع السابقة. والإتقان في علوم القرآن للسيوطي).

    وقوله تعالى للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): * (إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا

    =>