الصفحة 273

____________

<=

بيانه) * القيامة: 17 - 19.

يحوي الدليل القاطع على أن القرآن كان مجموعا في عهد الرسول، وأن الرسول تلقى بيانه من جبرئيل والسؤال الذي يطرح نفسه:

أين بيان القرآن؟ ولماذا لم يظهر في عملية الجمع...؟!

إن الإجابة على هذا السؤال تكشف لنا حقيقة المؤامرة التي نسجت خيوطها بعد وفاة الرسول فالقرآن النبوي ببيانه لا يتماش مع الخط القبلي والأموي من بعده، فمن ثم كانت الحاجة إلى تجريد القرآن من هذا البيان حتى يمكن أن يتماشى مع الاتجاه السائد...

(السيف والسياسة: ص 151 - 154)

- من هم آل البيت؟ -

أوصى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بآل البيت في روايات كثيرة وفي حجة الوداع حين قال:

أذكركم الله أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي.

مسلم كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل علي.

وقال: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي.

(المرجع السابق).

ويروي مسلم أنه لما نزلت هذه الآية: * (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم) * دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي) *.

(المرجع السابق - وهي تسمى آية المباهلة انظر: كتب التفسير سورة آل عمران آية رقم 61 الترمذي: 2 ومسند أحمد: 1 والحاكم: 3 والبيهقي: 7، وانظر المراجع السابقة).

ويروى: خرج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فأدخله ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله. ثم قال إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا. (المرجع السابق باب فضائل أهل بيت النبي).

إن ربط الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) القرآن بأهل البيت يعني تلازمهما. كما يعني أن فهم القرآن والالتزام به لن يتم إلا عن طريقهم.

وفي هذا إشارة إلى أن الرسول ورثهم بيان القرآن وتفسيره الذي أخذه عن جبريل.

من هنا كانت الحرب الضروس من قبل الأمويين على آل البيت بداية بالإمام علي ونهاية بالإمام الحسين تلك الحرب التي انتهت بقتل الأئمة الثلاثة وتصفية أنصارهم وشيعتهم.

=>


الصفحة 274

____________

<=

ثم أكمل العباسيون الحرب من بعدهم فقتلوا بقية أئمة آل البيت وبطشوا ونكلوا بأتباعهم *.

هذه الحرب كانت في حقيقتها بين إسلامين متناقضين بقاء أي منهما لا بد وأن يكون على حساب الآخر. فمن ثم لا مجال للقاء بينهما. وما دامت السلطة والسيادة قد تملكها أعداء آل البيت فلا بد لهم أن يبطشوا بهم لكونهم ممثلو الإسلام النبوي والناطقون بلسانه ذلك الإسلام الذي يشكل الخطر الأكبر على الإسلام الذي يرفعون رايته والذي يرتبط به وجودهم ومستقبلهم..

ولقد ارتبطت الجماهير المسلمة على الدوام بآل البيت على الرغم من إرهاب الحكام وتعتيمهم عليهم وذلك لمكانة آل البيت في قلوب المسلمين تلك المكانة المستمدة من النصوص الشرعية التي وردت فيهم والتي لم يستطع الحكام بإعلامهم وبطشهم أن يطمسوها.

أنظر سيرة آل البيت في الكتب التالية: حياة أئمة آل البيت وهي سلسلة في الأئمة الاثني عشر لهاشم معروف الحسني ط بيروت. وقادتنا كيف نعرفهم للميلاني ط بيروت. وأعيان الشيعة لمحسن الأمين ط بيروت. وانظر خصائص الإمام علي للنسائي ونور الأبصار في مناقب آل البيت المختار للشبلنجي ط بيروت والقاهرة. وانظر لنا حركة آل البيت بيروت.

وهذه الكتب على كثرتها إنما تدل على مكانة آل البيت الخاصة والمتميزة التي وضعهم فيها الشرع..

السيف والسياسة: ص 154 - 155.

وقال العلامة المحقق الثبت السيد حامد حسين اللكنهوي طاب ثراه:

دلالة الحديث على عصمة الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام)

1 - لأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر فيه باتباع أهل البيت (عليهم السلام)، وحاشاه (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يأمر باتباع الخاطئين

=>

____________

(*) عاصر العباسيون كل من الإمام جعفر الصادق، والإمام موسى الكاظم، والإمام علي الرضا وحتى الإمام الحادي عشر ثم ظهر المهدي في عصرهم واختفى.. وجميع هؤلاء الأئمة قد قتلوا على يد حكام بني العباس. ويذكر أن العباسيين استثمروا دعوة آل البيت والإسلام النبوي في ثورتهم ضد الأمويين، ولو لا تسترهم بالإسلام النبوي وخط آل البيت ما أمكن لهم النجاح.


الصفحة 275
يفترقا حتى يردا على الحوض فانظروا كيف تخلفونني فيهما ".

فالعترة: هي المفسرة لكتاب الله جل شأنه ونسبة الهجر إلى رسول الإسلام لا يرضى به الباري تعالى وقد نزهه الله سبحانه ونسبه بقوله:

(وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى) النجم: 3.

____________

<=

والمخالفين للكتاب والسنة.

2 - لأنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قرنهم بالكتاب، وأمر باتباعهما معا فكما أن الكتاب منزه من كل باطل، فأهل البيت (عليهم السلام) كذلك.

3 - لأنه جعل التمسك بهم مانعا من الضلال كالكتاب، ومن كان جائزا عليه الضلال لا يكون مانع منه...

4 - لأنه (صلى الله عليه وآله وسلم) صرح بعدم الافتراق بين الكتاب والعترة. أي فإنهم لا يخالفون في وقت من الأوقات.

5 - لأنه صرح في بعض طرقه بقوله: (هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض).

وهذا تخصيص بعد تعميم.... انتهى كلامه طاب ثراه وقال الله تعالى: * (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) *.    الحشر: 7.

1 - أنظر مسلم. كتاب فضائل الصحابة. باب من فضائل علي.

2 - المرجع السابق. ويلاحظ أن هذه الرواية جاءت على لسان الإمام علي بنفس النص.

أنظر: طبقات ابن سعد 2 / 338

3 - أنظر: البخاري. وكتب تاريخ القرآن. فصل القرآن من كتابنا: الخدعة.

4 - أنظر: المراجع السابقة والإتقان في علوم القرآن للسيوطي.

5 - السيف والسياسة ص 151 - 154

6 - مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل على.

7 - المرجع السابق.

8 - المرجع السابق، وهي تسمى آية المباهلة، انظر كتب التفسير: سورة آل عمران آية رقم:

61 الترمذي ج 2 ومسند أحمد ج 1 والحاكم ج 3 والبيهقي ج 7 وانظر المراجع السابقة.

9 - المرجع السابق. باب فضائل أهل بيت النبي.

10 - عبقات الأنوار في إمامة الأئمة الأطهار: 2 / 44 حديث الثقلين قسم السند.

الصفحة 276
وبعد هذا سألت الدكتور عن رأيه في الخليفة عثمان فقال:

كان عثمان يقاد كالثور.

ثم سألته عن أم المؤمنين عائشة فقال:

كان أحد الأساتذة يقول:

لو أدركت عائشة لأوجعتها ضربا حتى أقعدتها في بيتها لقوله تعالى: (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) الأحزاب: 33.

ثم قال الدكتور: ولما بلغ عائشة خلافة الإمام علي قالت:

ليت السماء قد أطبقت على الأرض.

ولما بلغها وفاته فرحت وتمثلت بهذا البيت وقالت:

فألقت عصاها واستقر بها النوى * كما قر عينا بالإياب المسافر (1)

____________

(1) قال الأمير أحمد حسين بهادرخان الهندي:

وفي المعارف لابن قتيبة قال:

توفيت عائشة (رض) سنة ثمان وخمسين فقيل لها ندفنك عند رسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت: إني قد أحدثت بعده. ادفنوني مع أخواتي فيدفنوها بالبقيع.

تاريخ الأحمدي: ص 223 ط بيروت نشر مركز الدراسات والبحوث العلمية بيروت.

وقال ابن عبد ربه الأندلسي:

وماتت عائشة في أيام معاوية، وقد قاربت السبعين. وقيل لها:

تدفنين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: لا، إني أحدثت بعده حدثا فادفنوني مع إخوتي بالبقيع.

العقد الفريد 4 / 331 ط مكتبة النهضة المصرية بالقاهرة.

وقال ابن عبد ربه:

قال: ودخلت أم أوفى العبدية على عائشة بعد وقعة الجمل فقالت لها:

يا أم المؤمنين، ما تقولين في امرأة قتلت ابنا لها صغيرا؟

قالت: وجبت لها النار. قالت:

فما تقولين في امرأة قتلت من أولادها الأكابر عشرين ألفا في صعيد واحد؟

قالت: خذو بيد عدوة الله.

المصدر السابق.

وقال الأمير أحمد حسين بهادرخان الهندي:

وفي المستدرك بسند صحيح عن قيس بن أبي حازم قال:

قالت: إني أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثا ادفنوني مع أزواجه فدفنت بالبقيع. تاريخ الأحمدي ص 223.

وفي هامش الصفحة من التاريخ قال:

قال ابن عبد ربه: وقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لها: يا حميراء، كأني بك تنبحك كلاب الحوأب، تقاتلين عليا وأنت له ظالمة، والحوأب بضم الحاء وتثقيل الواو، وقد زعموا أن الحوب ماء في طريق البصرة، قال في ذلك بعض الشعراء:

إني أدين بحب آل محمد * وبنى الوصي شهودهم والغيب
وأنا البرى من الزبير وطلحة * ومن التي نبحت كلاب الحوب


الصفحة 277
وعندما أهديت مجموعة الكتب للدكتور وهي التي قمت بنشرها في القاهرة مع كتاب " الإسلام " للأستاذ العلامة الكبير الشيخ محمد أمين زين الدين، وكتاب " مصادر نهج البلاغة وأسانيده " لصديقنا العلامة المحقق السيد عبد الزهراء الخطيب وذكرت له أسماءها واحدا بعد واحد إلى أن وصلت ذكر كتاب " عبد الله بن سبأ " سألني الدكتور:

هل قرأت " الفتنة الكبرى "؟ فأجبته لا، فقال:

إني نصرتكم في عبد الله بن سبأ وقلت: في كتابي: " الفتنة الكبرى:

إن عبد الله بن سبأ شخصية خيالية أوجدها خصوم الشيعة للطعن بهم، ما فيش حاجة اسمها عبد الله بن سبأ "، لم يخلق الله شيئا اسمه عبد الله بن سبأ.

فأجبته هذا هو رأيك يا أستاذ.


الصفحة 278
وإليك نص ما قاله الدكتور طه حسين في كتابه الفتنة الكبرى 2 / 98 طبعة دار المعارف بمصر عام 1953 م:

وأقل ما يدل عليه إعراض المؤرخين عن السبئية، وعن ابن السوداء في حرب صفين: إن أمر السبئية وصاحبهم ابن السوداء إنما كان متكلفا منحولا. قد اخترع بأخرة حين كان الجدال بين الشيعة وغيرهم من الفرق الإسلامية.

أراد خصوم الشيعة أن يدخلوا في أصول هذا المذهب عنصرا يهوديا إمعانا في الكيد لهم، والنيل منهم.

ولو قد كان أمر ابن السوداء مستندا إلى أساس من الحق، والتاريخ الصحيح لكان من الطبيعي أن يظهر أثره وكيده في هذه الحرب المعقدة المفصلة التي كانت بصفين.

ولكان من الطبيعي أن يظهر أثره حين اختلف أصحاب علي في أمر الحكومة.

ولكان من الطبيعي بنوع خاص أن يظهر أثره في تكوين هذا الحرب الجديد الذي كان يكره الصلح وينفر منه ويكفر من مال إليه أو شارك فيه.

ولكنا لا نرى لابن السوداء ذكرا في أمر الخوارج. فكيف يمكن تعليل هذا الإهمال؟ أو كيف يمكن أن نعلل غياب ابن سبأ من وقعة صفين وعن نشأة حزب المحكمة؟!.

أما أنا فلا أعلل الأمرين إلا بعلة واحدة، وهي:

أن ابن السوداء لم يكن إلا وهما، وإن وجد بالفعل فلم يكن ذا خطر كالذي صوره المؤرخون وصوروا نشاطه في أيام عثمان وفي العام الأول من خلافة علي.

وإنما هو شخص أدخره خصوم الشيعة وحدهم ولم يدخروه للخوارج... الخ.


الصفحة 279
إن الدكتور طه حسين لإلمامه بالتاريخ، ولتعمقه فيه، ولسعة اطلاعه استطاع أن يقول: بجرأة وقوة إن عبد الله بن سبأ شخصية خيالية كما صرح لي سيادته بذلك، وهو أول من نبه على هذا وذكره في كتابه: " الفتنة الكبرى ": 2 / 98. (1) وعلى أثر صدور هذا الكتاب أخذ السيد العسكري يبحث هذا الموضوع بحثا مطولا وأخرج نصوصه ونشر الجزء الأول منه بعنوان: " المدخل " وطبع في النجف الأشرف - العراق عام 1375 هـ - 1955 م وأضاف عليه بعض التحقيق والتعليق ونشرته مكتبتنا مكتبة النجاح ضمن مطبوعاتها مطبوعات النجاح بالقاهرة وذلك في عام 1965 م ثم بعد ذلك أخذ السيد المؤلف يعقب هذا الموضوع حتى استطاع أن يلحقه بجزء ثان وطبع في طهران عام 1972 م.

ثم قلت للدكتور: إن الدكتور حامد ألف كتابا في الصاحب بن عباد ولي رغبة في أن تكتب سيادتك تقديما له، وإن الصاحب بن عباد كان عميد الأدب العربي في النصف الثاني من القرن الرابع، وأنت يا أستاذ عميد الأدب العربي في النصف الثاني من القرن الرابع عشر وبينك وبينه ألف عام فابتسم سيادته ابتسامة حلوة وقال:

هات الكتاب لأقرأه.

وكنت قد صحبت الكتاب معي عندما قابلته في داره فدفعته إليه وتركته عنده ليطلع عليه ويكتب التقديم له واستأذنته وانصرفت.

وكان هذا الكتاب: " الصاحب بن عباد بعد ألف عام " رسالة الماجستير التي قدمها الدكتور حامد حفني داود إلى الجامعة وحصل على هذه الدرجة.

وبعد أيام قصدت منزل الدكتور حامد وطلبت منه الاتصال بالدكتور طه

____________

(1) اطلعنا أخيرا على أن أول من نبه على هذا هو الأستاذ، محمد كرد على وذكر رأيه هذا في عدد من مجلة المجمع العربي التي كان يصدرها بدمشق.

الصفحة 280
حسين وقلت:

لعل الدكتور طه حسين قد أتم التقديم للكتاب فأرجو أن تتصلوا به الآن فاتصل به الدكتور حامد واتفق معه على موعد محدد للمقابلة وذهبت بصحبة الدكتور حامد إليه، ولما دخلنا عليه سلمنا وجلسنا وفتحت الحديث معه حول الكتاب فقال:

الكتاب كله نقول، وليست فيه فكرة جديدة؟ فإن أردت مني أن أقدم للكتاب فسأذكر فيه هذا، فامتنعت وأجبته: لا.

ثم أخذت الكتاب منه وانصرفنا.

وعرضنا مذكرتنا وذكرياتنا عن الدكتور طه حسين على أستاذنا الكبير عبد الهادي مسعود فتفضل سيادته مشكورا بعرض بعض المفاهيم عن شخصية الدكتور طه حسين. فقال:

ولعله من المصلحة العامة لقرائنا أن نعرض بعض ما قاله:

إطلعت على ما كتبه الأستاذ مرتضى الرضوي، عن محادثاته مع الدكتور ولم أجد فيها ما يغني في بيان شخصية طه حسين.

فقد لفت نظري عن هذا الرجل أشياء؟ وليس أقلها ما طالعته في كتابه " الأيام " عن محاولة النيل من القرآن الكريم والطعن فيه. (1)

____________

(1) لم يكن الدكتور طه حسين وحده قد تفرد بالطعن في القرآن بل طعن فيه جماعة قبله:

أبو الحسن الأشعري والآلوسي، والباقلاني وغيرهم من أعلام علماء السنة.

وقد نقل ابن حزم في كتابه: الفصل في الملل والنحل رأي الأشعري وقال:

أبو الحسن الأشعري يقول:

وأما الذي يقرأ في المصاحف فليس معجزا بل مقدور على مثله.

أنظر: الفصل في الملل والنحل: 4 / 2078 ط مصر.

2 - وقال الآلوسي: إن القرآن غير خارج عن كلام العرب وما من أحد من بلغائهم إلا وقد كان مقدورا له الإتيان بقليل من ذلك، والقادر على البعض قادر على الكل.

(روح المعاني: 1 / 27 ط مصر).

3 - قال ابن حزم، وقال الباقلاني:

ومما يدل على أن العرب لا يجوز أن تعجز عن مثل هذا القرآن لأنه قد صح وثبت أن العجز لا يكون عجزا إلا عن موجود... ولما يكن كذلك ثبت أنه لا يجوز عجز العباد على الحقيقة عن مثل القرآن.

(الفصل في الملل والنحل: 4 / 233).

المؤلف: قد مر عليك أيها القارئ الكريم رأى أبو الحسن الأشعري والآلوسي، والباقلاني في تكذيب القرآن بأنه غير معجز والله تعالى يقول: * (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله) *.

وهؤلاء الثلاثة يقولون: يمكن للعرب الإتيان على مثل القرآن والقادر على البعض قادر على الكل.

الصفحة 281
ولفت نظري في حياته الكثير مما قد لا يكون المجال متسعا له كله.

ذكر الدكتور طه في الجزء الأول من كتاب " الأيام " (طبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر بمصر الطبعة الرابعة عام 1963 م ص 69 / 71) وهو يتكلم عن نفسه:

" لأنه أزهري، قد قرأ العلم وحفظ الألفية والجوهرة والخريدة!!.

" فلم لا يبتهج الصبي حين يرى أنه سيقرأ من العلم ما قرأ أخوه، وأن سيمتاز من رفاقه وأترابه بحفظ الألفية والجوهرة والخريدة!!.

" وكم كان فرحا مختالا حين غدى إلى " الكتاب " يوم السبت وفي يده نسخة من الألفية!! لقد رفعته هذه النسخة درجات وإن كانت هذه النسخة ضئيلة قذرة سيئة الجلد، ولكنها على ضآلتها وقذارتها كانت تعدل عنده خمسين مصحفا من هذه المصاحف التي كان يحملها أترابه.


الصفحة 282
" المصحف! لقد حفظ ما فيه فما أفاد من حفظه شيئا وكثير من الشباب يحفظونه فلا يحفل بهم أحد، ولا ينتخبون خلفاء يوم المولد النبوي ولكن الألفية... وما أدراك ما الألفية؟

وحسبك أن سيدنا لا يحفظ منها حرفا وحسبك أن العريف لا يحسن أن يقرأ الأبيات الأولى منها ".

والألفية شعر، وليس في المصحف شعر.

الحق إنه ابتهج بهذا البيت:

قال محمد هو بن مالك * أحمد ربي الله خير مالك

إبتهاجا لم يشعر بشئ مثله أمام أي سورة من القرآن.

انتهى كلام طه حسين في كتابه " الأيام " في ص 72.

وكلامه هذا يدل على خبئ..

ودار بيني وبين " الأستاذ مرتضى " نقاش حول هذه الكلمات.. فقال:

كلامه هذا يدل على عدم إيمانه بالقرآن.. وعقبت على قوله مستدركا:

وذلك برغم ادعائه الدفاع عن الإسلام.

لقد غلف الدكتور كلماته هذه بطريقة غاية في الدهاء والذكاء، وليس الدهاء عن شخصيته غريبا، بل إن الدهاء بالفعل عنصر في تكوينه...

وإذا كان طه حسين قد صاغ عباراته هذه على أنها مشاعر الصبا إلا أنه عبر عن رأيه هذا وهو في كامل وعيه وبعد أن صار كاتبا شهيرا، وحسبنا أنه اختزن مفصل تلك الوقائع في عقله منذ صباه الباكر حتى شرع في تحرير كتابه فدونها على هذا الوجه في هذا الكتيب الذي يعتبره مؤلفه كما يعتبره النقاد نوعا من الترجمة

الصفحة 283
الذاتية لتلك الفترة المبكرة من حياة طه حسين الذي اكتسبه شهرة واسعة حتى وصل إلى منصب وزير التربية والتعليم وهو منصب خطير يجب التحري عن صاحبه أصلا وفصلا، وعقيدة ونسبا واتجاها وفكرا...

وقد طبع كتاب " الأيام " أربع مرات وفيه هذا الكلام لم يحاول هو أن يغير فيه أو يبدل منه، ولم يلتفت أحد إلى أن في هذه العبارات سب مباشر في المصحف الشريف.. وهذه هي مأساة الفكر في بلدنا.

هذه الفلتات تعبر عن مكنون نفس قائلها من كراهية للقرآن الكريم، وتنزيل في شأنه لا يغفر ذلك أنه ألف عن الإسلام كتبا.. لأن " جورجي زيدان " قد ألف عشرات من الكتب في صيغة قصصية عن الإسلام كلها مشحونة بالدس على التاريخ الإسلامي وعلى العقيدة والإسلام.

إنهم يتقنون تغطية أهدافهم بحيث تخفى عن العامة وهو أمر يجب أن نلتفت، ونلفت الأنظار إليه.

ولعله مما يلفت النظر كذلك أن طه حسين قد طعن على الإسلام في كتابه " في الشعر الجاهلي " وثارت ثورة الأزهر الشريف في حينه، غير أن الصحافة، قصدت لمساندته بدعوى حرية الرأي، بينما أغفلت إغفالا متعمدا للرأي الآخر،

ومن واجبنا أن نعلم ما هي الصحافة في مصر، قد ناصرت طه حسين بدعوى الدفاع عن حرية الرأي،

ونصوص ما قاله وردود العلماء على أقواله موجودة في مؤلفات عديدة لم ينشر عنها إلا القليل.

هؤلاء وغيرهم من أتباعهم تبنوا بصفة خاصة فكرة الهجوم على الإسلام والقرآن، وناصروا خصومهما، وبذلوا جهدا كبيرا في تدعيم شهرتهم ليتمكنوا من

الصفحة 284
خلال هذه الشهرة من تخريب الإسلام وتشويه عقائده والتفريق بين صفوفه بكل طريق.

ولعل ابتهاج طه حسين بالألفية، ذلك الابتهاج الذي " لم يشعر بمثله أمام أي سورة من سور القرآن " على حد قوله قد كان مصدر ابتهاج حقيقي لدى كل العاملين والموجهين للصحافة في مصر حينذاك، فظلوا يتبنون ذات الفكرة، ويعملون في خط متواز معها، لأن الكفرة لم يحاربوا القرآن، والإسلام بالسيف إلا مرات معدودة، ولكن حربهم الإسلام بالكتاب الذي ينشر الإلحاد، والمجلة التي تدعم الفجور والانحراف دائم على مر الأجيال...

إن أول دكتوراه منحتها " كلية الآداب " تحت إشراف الدكتور طه كانت بعنوان:

" القبائل اليهودية في البلاد العربية " تأليف " إسرائيل ولفنسون " وهو عميد جامعة هاداسا في تل أبيب الآن.

  • والدكتور طه - كما هو معروف - متزوج من فرنسية هي:

    السيدة سوزان.

  • وحصل على الدكتوراه من السوربون في فرنسا.

  • وكان مديرا ورئيسا لتحرير مجلة: " الكاتب المصري " التي أصدرتها الجالية اليهودية في مصر، طوال مدة صدورها في مصر.

  • كما أنه عين عددا من الأساتذة الأجانب في كلية الآداب استوردهم وبعضهم يهود وكلهم كانوا يحاربون الإسلام أو يشككون فيه.

  • ثم أنه تبنى إصدار قرار بتعيين الحاخام اليهودي " حاييم ناحوم أفندي " حينذاك عضوا في مجمعنا اللغوي ليكون عينا على المفكرين ورجال اللغة وليكون موجها في بعض المجالات العلمية إلى كل ما لا يجدي ولا يفيد من الجدل والهراء.


    الصفحة 285
    " فإذا أضفنا إلى كل أولئك أن أباه جاء إلى صعيد مصر من بلد غير معلوم من المغرب وعلمنا أنه كان يعمل وزانا (قباني) في شركة يهودية هي شركة السكر كان علينا أن نلفت الأنظار إلى وجوب الإلمام بكل ما يحيط برجال قياداتنا.

    ويهمنا - مهما يكن من أمر - أن نسلط الأضواء على أنساب الرجال الذين يتولون زمام الأمور في بلادنا حتى لا يتمكنون من تدميرها من الداخل كما هو التخطيط المذكور في كتب اليهود كما يهمنا متابعة هذه الأنساب لأنه عمل شرعي يفرضه علينا الدين الذي غفلنا عن كثير من تراثنا المجيد.

    عبد الهادي مسعود / القاهرة


    الصفحة 286

    الصفحة 287

    - 5 -
    حرف الخاء




    15 - أحمد خيري باشا

    16 - أمين الخولي

    17 - خالد محمد خالد

    18 - عبد الكريم الخطيب

    19 - عبد المنعم خفاجي


    الصفحة 288

    الصفحة 289

    - 15 -
    أحمد خيري باشا
    من العلماء والمحققين الأفاضل


    الصفحة 290

  • ولادته: ولد في الإسكندرية بحي محرم بك عام 1324 هـ. الموافق عام 1907 م.

  • تلقى العلم بالمدارس الحكومية، وعلى بعض الأعلام الأفاضل.

  • حفظ القرآن الكريم وأتم حفظه عام 1352 هـ.

  • كان عالما بالعلوم الشرعية والحديث، والفقه، وعلم لمصطلح، والبلاغة، واللغة والتأريخ وأصبح حجة فيها.

  • له إلمام باللغات الحية: العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والإيطالية، والتركية.

  • له صلات كثيرة مع جميع العلماء الأعلام في مختلف البلاد الإسلامية.

  • توفي يوم الثلاثاء 6 رجب ودفن يوم الأربعاء 7 رجب عام 1387 هـ.

    الموافق 12 / 10 / 1967 م ودفن في روضته في حديقته بجوار منزله تغمده الله برحمته الواسعة وحشره مع أهل البيت (عليهم السلام).

  • تعرفت إليه في روضته في دسونس - البحيرة عام 1965 م.

  • عالم جليل، ومحقق خبير، ومؤلف بارع، وشاعر عبقري.

  • إمتاز بالتحقيق والتدقيق فيما كتب.

  • يشعر بحساسية تجاه معاوية بن أبي سفيان.

  • يوالي أهل بيت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ويقدسهم.


    الصفحة 291
    تعرفت إليه بواسطة الدكتور حامد حفني داود وعند وصولي إلى القاهرة في عام 1965 م.

    أرسل الدكتور رسالة للأستاذ العلامة أحمد خيري بك أخبره فيها بوصولي القاهرة، فجاء الجواب منه دعوة لي وللدكتور حامد إلى روضته في دسونس - البحيرة، وبعد أيام أرسل تلغرافا أكد فيه الدعوة والحضور في روضة خيري باشا، وبعد وصول التلغراف صممنا على السفر إلى الإسكندرية يوم الخميس ومكثنا فيها زمنا وبعد ذلك استأجرنا سيارة منها إلى دسونس - البحيرة، ودخلنا الروضة (روضة خيري باشا) فنزلنا من السيارة ومشينا على الأقدام حتى دخلنا عليه الدار ولما شاهدنا ودخلنا قام منتصبا واستقبلنا وحيانا ورحب بنا كثيرا وبعد أن جلسنا عمل لنا القهوة وأحضر لنا الشاي وأتى بفاكهة وتلى علينا بعض قصائده التي أنشأها في أهل البيت (عليهم السلام) وكان ذلك قبيل الظهر من يوم الجمعة وللغداء ذبح لنا سيادته كبشا وعمل لنا مأدبة مفصلة في ذلك اليوم وجلس على المائدة وتناولنا الطعام معه في داره العامرة بالروضة.

    وكان عند الأستاذ خيري كلب أسود أسماه باسم كان يناديه به ويقول: تعال هنا. وعندما كان الكلب يسمع صوته يحضر كالصقر من مكان بعيد وبعد ذلك يقول له: " رح رح " فكان يرجع إلى المكان الذي جاء منه وكان هذا الكلب يضع رأسه على فخذ الأستاذ خيري.


    الصفحة 292
    ولما حضر الطعام وجلسنا على المائدة نادى الأستاذ هذا الكلب باسمه فحضر ووقف إلى جنبه، فكان الأستاذ خيري يأخذ بيده القطعة الكبيرة من اللحم المشوي ويشير إلى الكلب الأسود والكلب يأكلها وهي في يده.

    ويذكرنا هذا الاستئناس والرفق بهذا الحيوان ببعض الفتاوى الفقهية، لأحد المذاهب الإسلامية من قبيل رأي الإمام أبي حنيفة في طهارة الكلب العينية ونجاسة لعابه حال الحياة تبعا لنجاسة لحمه بعد موته عند الإمام مالك (1) فلم يكن الأستاذ قد أتى بشئ شاذ. ولو لا نجاسة هذا الحيوان وقذارته لكان يليق به أن يكون نديما للإنسان بما له من صفات قل ما توجد في غيره. وعن

    توحيد المفضل: " من محبة الكلب لصاحبه، وحراسته منزله وأنه يبلغ من محبته لصاحبه أن يبذل نفسه للموت دونه ودون ماشيته وماله ويألفه غاية الألف حتى يصبر معه على الجوع والجفوة ".

    وقد احتل هذا الحيوان في حياة البداوة مكانة هامة، فقد وضع العرب له " 75 " اسما تدل على مختلف صفاته وحالاته.

    وعلى الرغم من قذارة الكلب ونجاسته الذاتية فقد أعطاه الله صفات دلت على نبل سريرته فإذا وجدت واحدة بها في الإنسان دلت على طهارة نفسه وصفاء ضميره وطهارة قلبه.

    وبعد أن فرغنا من تناول الطعام وانتهينا من أكل الفواكه على تلك المائدة التي أعدت لنا وكانت تكفي لعشرة أضعاف منا وكان فضيلته هيأها لنا وحدنا وإن دل هذا على شئ فإنه يدل على كرمه وطيب نفسه لانتمائه إلى أهل بيت الكرم والجود آل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).

    ____________

    (1) أنظر: الفقه على المذاهب الأربعة الجزء الأول مبحث الأعيان الطاهرة.

    الصفحة 293
    وكان الأستاذ خيري قد أعد لنا مكانا وفراشا للاستراحة بعد الغداء وفي العصر ذهبنا إلى جامع في الروضة هناك لأداء فريضة الصلاة فيه، وبعد الفراغ من الصلاة توجهنا إلى مكتبته العامرة في تلك الروضة وكانت تضم ما يزيد على سبعة وعشرين ألف مجلد، وأطلعنا على نفائس المخطوطات والكتب التي كانت بخطه كما أن فضيلته أطلعني على بعض الآثار والنوادر التي كانت تضمها المكتبة.

    وبالوقت أهداني مجموعة من مؤلفاته وآثاره وقصائده،

    وكنت قد أهديت له كتاب الحديث، الذي نشرته في القاهرة عام 1958 م في خمس مجلدات وهو " وسائل الشيعة ومستدركاتها "

    كما أني أهديته أيضا كتاب: " مصادر نهج البلاغة وأسانيده، وكما أني أهديته الكتب التي قمت بنشرها في القاهرة وبعد هذا ودعناه وانصرفنا. وعدت إلى القاهرة بصحبة الدكتور حامد.

    وعندما رجعت إلى العراق وصلتني منه عدة رسائل وفي أحدها طلب مني أن أرسل لفضيلته تراجم بعض الأعلام كالسهروردي، وأية الله السيد حسين البروجردي، وغيرهما.

    وآخر رسالة وصلتني من الأستاذ عبد السلام النجار سكرتيره كان فيها نبأ وفاته، تغمده الله برحمة الواسعة وحشره الله مع أئمة الحق والعدل أهل بيت نبي الرحمة عليهم أفضل الصلاة والسلام.

    وفي رحلتي إلى القاهرة عام 1975 م حصلت على قصيدة: " الأرجوزة اللطيفة " من نظم وشرح الأستاذ العلامة المغفور له: أحمد خيري باشا عند أحد الإخوان، وفيها القصيدة التي بدأها بذم معاوية بن أبي سفيان وذكر مساويه وختمها بمديح أهل بيت الرسول (عليهم السلام) وإليك نصها:


    الصفحة 294

    معاوية بن أبي سفيان (1)

    فأول المعدود في الطغام (2) * والجالب السوء إلى الإسلام
    المستعين دائما بالزوار * والممتطي مراكب الشرور
    كبير أهل الزيغ والضلال * لعين (3) ذي الإكرام والجلال
    خصيم آل سيد الوجود * طريده عن حوضه المورود (4)
    أعني طليق (5) السيف أي معاوية * من بطنه في كل جوف خاوية (6)
    فانظر رعاك الله في أقواله * وابحث هداك الله عن أفعاله
    ترى الخداع والنفاق والكذب * مع الفجور والرياء واللعب (7)
    ويخذل الشهيد ذا النورين * ويخدع الناس بكل مين (8)
    وقتل عمار وما عمار * من قال فيه السيد المختار

    ____________

    (1) الأرجوزة اللطيفة ص 9 مطبعة المعارف بغداد.

    (2) الطغام: أوغاد الناس.

    (3) لعله يشير إلى أن معاوية ملعون على لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث لعن القائد والراكب والسائق - ومن يلعنه رسول الله فهو ملعون (لعين) من الله سبحانه، لأن من يلعن عليا عليه السلام وآله يلعن الله تعالى.

    (4) أنظر الموطأ 1 / 39 كتاب الطهارة صحيح البخاري 9 / 118 كتاب الرقاق باب الحوض.

    (5) إشارة إله أنه من مسلمة الفتح - واسمهم الطلقاء - وفي الإستيعاب ص 253 معاوية وأبوه من المؤلفة قلوبهم.

    (6) إشارة إلى الحديث عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " لا أشبع الله بطنه ".

    (7) الخداع مسألة المصاحف يوم صفين " والنفاق " غدره بالحسن (عليه السلام): " والكذب " ما قاله يوم بيعة يزيد بالعهد، " والفجور " قتله حجرا ومن معه، و " الرياء " إظهار المطالبة بدم عثمان وهو : إنما يريد الملك لنفسه و " اللعب " للعبه بعقول من معه وإفهامهم أنهم على الحق.

    (8) المين: الكذب.

    الصفحة 295

    ما في الصحيحين أتى واشتهرا * وعده السيوطي تواترا
    فالبغي حكم قاتليه قطعا * واللعن حكم البغي ذاك شرعا
    هذا وكيف الناس يوما تنسى * قتل أويس (1) يا لها من بأسا
    وغدره للسبط بعد العهد * وجهره بأنه بالضد (2)
    وسبه أبا تراب (3) ومعه * ذرية وصحبة ما أفظعه
    وإن ترد دليل ذا يا صاحبي * في مسلم فانظره في المناقب
    وقتله السبط (4) بسم ثم إن * تحقق الأمر وجاءه اطمأن
    وما الشمات أمره منكور * وقد بدا السجود والتكبير (5)
    لولا النساء لمنه لما حزن * ولا استمر مظهرا بغض الحسن

    ____________

    (1) وفي الحديث إن خير التابعين رجل يقال له: أوليس أنظر صحيح مسلم 189 / 7.

    (2) ذكر ابن أبي الحديد أن معاوية قال: ألا إن كل شئ أعطيته الحسن بن علي تحت قدمي لا أفي به، شرح النهج 16 / 16 ومن غدر بجزء لا يبعد عليه الغدر بالكل وهذا هو النفاق.

    (3) هو سيدنا علي بن أبي طالب عليه أفضل السلام، أفضل الصحابة على الإطلاق أنظر مؤلفي:

    " القول الجلي ص 9 و " أبو تراب " اسم سماه به رسول الله (ص) وكان من أحب أسمائه إليه - الإستيعاب 2 / 467.

    (4) الظاهر أن السم كان سلاح معاوية في التخلص من خصومه وأنصاره على السواء.

    (5) ذكره المسعودي في مروج الذهب 2 / 53 وذكر إظهار الشماتة أبو حنيفة في أخبار الطوال ص 24 وذكر السجود كل من ابن قتيبة في الإمامة والسياسة: 1 / 127 وأبي الفداء في تاريخه: 1 / 193 وابن الوردي في تتمه المختصر في أخبار البشر 1 / 167 وزاد الأخير أن معاوية لما سجد قال بعضهم:

    أصبح اليوم ابن هند شامتا * ظاهر النخوة إذ مات الحسن
    يا ابن هند إن تذق كأس الردى * تلك في الدهر كشئ لم يكن
    لست بالباقي فلا تشمت به * كل حي للمنايا مرتهن *

    (*) هذا البيت وسابقاه يشير إلى أن الحسن عليه السلام مات مسموما سنة " 49 هـ " سمته جعدة بتدسيس معاوية. الإستيعاب 1 / 141.