تعرفت على هذا الأستاذ الكبير في القاهرة في عصر الخميس 23 ذي القعدة الحرام عام 1375 هـ الموافق 27 / 11 / 1975 بواسطة الأخ الأستاذ أحمد ربيع المصري سكرتير عام لجنة نشر المؤلفات التيمورية بالقاهرة وكنت أتردد عليه في اللجنة وفي أحد الأيام كنت في اللجنة إذ قدم لي الأستاذ أحمد ربيع كتاب: " المجاج ":
ففتحته فرأيت قد كتب عليه الإهداء باسمي بعبارة رقيقة فيها صفات لا تنطبق علي ولا أستحقها فحمدت الله تعالى على حسن ظن أستاذنا الكبير فذهبت لزيارته بداره العامرة بالزمالك بمعية الأستاذ أحمد ربيع المصري وتفضل مشكورا بإهدائه لي آثاره وكانت جلسة ممتعة ودارت بيننا أحاديث متنوعة.
وفي صباح الأربعاء 7 / 4 / 1976 اتصل بي الأستاذ أحمد ربيع وقال:
اتصلت بالأستاذ العلوي وعرفته بوصولك القاهرة ويمكننا مقابلته في منزله بالزمالك في غد، الخميس 8 / 4 / 1976 في الساعة السادسة بعد الظهر.
قلت: سأحضر في عصر غد بعد الساعة الخامسة وفعلا حضرت في الموعد المحدد وذهبت بمعيته إلى أستاذنا العلوي. وفي تمام الساعة السادسة مساء وصلنا داره العامرة وضربنا على الجرس وإذا بأستاذنا الكبير فتح لنا الباب ورحب بنا كثيرا وأدخلنا في صالة الاستقبال وقدم لنا ما يقدم للضيوف ودار الحديث - في هذه الجلسة - عن أشياء كثيرة منها: الوفاء وقلت: إنني تعاملت مع أشخاص كثيرين هنا بمصر ومع الأسف لم أجد من أحدهم وفاء وبعد ذلك فتحت حقيبتي وأخرجت منها كتابي: " مع رجال الفكر في القاهرة، وقرأت فيه على الأستاذ العلوي لقائي مع المرحوم أحمد خيري باشا وكان عنده كلب وقلت:
وقلت: بلغني أن بعض المذاهب الإسلامية يجوز أكل لحم الكلب؟! فهل عثرتم على مصدر.
قال: نعم. ثم قام من مجلسه وجاء بكتاب: " الفقه على المذاهب الأربعة " وإذا بالجزيري يقول فيه:
المالكية - لهم في الكلب قولان: قول بالكراهية وقول بالتحريم..
ثم قال الجزيري: ويحرم أكل الخنزير والكلب والميتة - وهي التي زالت حياتها بغير ذبح شرعي - وقال:
في مبحث ما يمنع أكله وما يباح، أو يحل وما لا يحل (1).
وحين قرب وقت الصلاة " صلاة المغرب " قال الأستاذ العلوي:
ما حكم الصلاة في السفر عندكم، الجمع، أو التقصير؟
قلت: المسافر إن نوى الإقامة في بلد يمكث فيه عشرة أيام تجب عليه الصلاة تامة ولا فرق بينه وبين المقيم فيها.
ولو أن المسافر دخل بلدا لأجل عمل له فيه ولا يدري متى يفرغ منه يومين أو أسبوعا أو أقل أو أكثر وحيث أنه لا يمكنه تحديده عليه أن يأتي بالصلاة قصرا لغاية 29 يوما وبعد هذه المدة يتم الصلاة ولو بقي يوما واحدا هذا: ما عندنا نحن الشيعة الإمامية ثم قال الأستاذ:
____________
(1) راجع: الفقه على المذاهب الأربعة: 2 / 5 طبعة مطبعة الحضارة الشرقية بمصر.
يا حبذا لو أنكم تفكروا بإصدار مجلة أو نشرة - وتباع بسعر رخيص تعرضوا فيها آراء الشيعة الإمامية ومفاهيمها حيث أن المصريين يجهلون حقيقتها ولا يعرفون عنها سوى ما صورها الأعداء.
وقلت: هل نص الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) على الخليفة من بعده؟
قال: نعم لقد نص عليها صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله بأحاديث صريحة صحيحة لا غبار عليها ويفهمها من تجرد عن التعصب وبغض الآل، كما نص عليها أيضا العقل السليم.
أما الأحاديث فمنها:
" أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ".
" أنت ولي كل مؤمن بعدي ".
" القرآن مع علي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ".
" من كنت مولاه فعلي مولاه ".
إن هذه الأحاديث فقط، وفقط لمن أمعن في ألفاظها وعمق معانيها لأكبر دليل على استخلاف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا في قومه حين خرج إلى غزوة تبوك، كما استخلف موسى (عليه السلام) هارون على قومه واستوزره، وأن تشبيه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا بهارون من موسى فيه كل الاستدلال على أن يخلفه بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى.
وقصة الغدير المعروفة المتواترة وحدها، وحدها فقط صريحة في أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أثبت الولاية لعلي ليكون خليفته. وقد هم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يكتب - في مرض
وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) " من كنت مولاه فعلي مولاه " صريح في أن عليا أصبح منذئذ مولى كل مؤمن ومؤمنة.
أما الدليل العقلي: على أحقية الإمام علي بالخلافة كرم الله وجهه.
فهو أن الخلافة وتولي أمور المسلمين بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يجدر أن يتولاها إلا من كان نسيج وحده، وقريع دهره في الشمائل والفضائل، وقد فات أقرانه، وأربى على الأكفاء، وتميز عن النظراء، وترفع عن الأشكال، وانفرد عن مواقف الأشباه، لا تفتح العين على مثله ولا يلقى نظيره، ولا يدرك قرينه، كاملا في دينه، وفي عمله، وفي تقواه، لإعلاء كلمة " لا إله إلا الله محمد رسول الله " ونصرة سيد الأنام (صلى الله عليه وآله وسلم).
وكان أسبق الخلق إلى الإسلام، غير مدافع وأفضلهم وأشجعهم، وأتقاهم غير معارض.
وكل هذه الصفات مستجمعة في الإمام علي الذي ولد مسلما، وأسلم بأمر من الله تبارك وتعالى، وتخرج من مدرسة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) وترعرع وشب منذ نعومة أظفاره في رحاب سيد الوجود وإمام المتقين (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان جهاده في سبيل الإسلام فوق كل جهاد، وتقواه فوق كل تقوى، وبطولاته فوق كل بطولات، وإيمانه وزهده فوق كل زهد وإيمان، يصغي إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
وهو يناجي ربه وخالقه فيرتوي من أقواله وعظاته ويعرف الفضيلة من مصدرها، والعرفان من ينبوعه، والإيمان من مقلعه، عرف كل ذاك.
وهو وليد في رحاب إمام المتقين (صلى الله عليه وآله وسلم) وحيث عنى بتربيته، يضعه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجره ويضمه إلى صدره، ويكنفه في فراشه، ويمسه جسده الشريف (صلى الله عليه وآله وسلم) ويشمه
إن شريط التاريخ حين يمر على العقل السليم، وهو يستعرض كبار الصحابة رضي الله عنهم، وأعمالهم فردا فردا، ويقارن بينه وبين أعمال الإمام علي كرم الله وجهه، وجهوده، وجهاده، ونشأته ومكانته من الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) إلخ، ليحكم دون تردد، بأنه الأجدر بالخلافة، والأحق بها، دون ريب.
أي عقل يا ترى لا يقر أن عليا كرم الله وجهه، أحق بالخلافة، وقد أعطاه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الولاية؟ وهو الذي ولد مسلما، وأخلص بالشهادة لله، وسبق إلى الإسلام بدعوة من الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)؟.
أي عقل يا ترى لا يقول أن عليا كرم الله وجهه ليس أحق بالخلافة وهو الذي ولد بالكعبة، ولم يسجد لصنم قط، وشارك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في أول صلاة صلاها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟
أي عقل لا يقول: إن عليا أحق بالخلافة وهو الذي كان في حروب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من أولها إلى آخرها ما عدا غزوة تبوك حيث استخلفه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) على المدينة.
أي عقل لا يقول إن عليا أحق بالخلافة وهو الذي قال فيه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) " برز الإيمان كله إلى الشرك كله "؟
أي عقل لا يقول: إن عليا أحق بالخلافة وهو الذي لم يدع بيتا في العرب، إلا ترك فيه ناعيا، أو ناعية من أجل: " لا إله إلا الله محمد رسول الله "؟
أي عقل لا يقول: إن عليا أحق بالخلافة، وهو الذي قتل وحده من جيش المشركين في يوم بدر النصف بينما قتل المسلمون بأجمعهم، وأكتعهم، وأبصعهم وأكملهم النصف الآخر؟
أي عقل لا يقول: إن عليا أحق بالخلافة وهو ظهيره، وأخوه في الدنيا والآخرة، وعيبة علمه ووارث حكمته، وسابق الأمة، وصاحب النجوى، وباذل الأموال سرا وعلانية، ووارث الكتاب وذو الأذن الواعية؟
أي عقل لا يؤمن بأحقية علي في الخلافة، وهو أمير المؤمنين، ويعسوب الدين، وزوج البتول وقاتل الفجرة. وصاحب الراية، وسيد العرب؟
أي عقل لا يؤمن بأحقية علي في الخلافة وهو الذي قال فيه عمر بن الخطاب (رض) " لولا علي لهلك عمر "؟
أي عقل لا يؤمن بأحقية الإمام علي في الخلافة، وقد تقدم الشيخان أبو بكر وعمر (رض) إليه يوم غدير خم، وكل منهما يقول: " بخ بخ لك يا بن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة؟
أي عقل لا يؤمن بأحقية الإمام في الخلافة وهو الذي قال فيه الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث طويل: " إن الحق معه حيث دار "؟
إن عليا كرم الله وجهه، هو الأحق بالخلافة، بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لتلكم الصفات المجتمعة فيه، ولا ريب.
وتولي أبي بكر الصديق (رض) الخلافة من بعد الرسول، مع وجود الإمام الفاضل ليس دليلا على أفضلية أبي بكر على علي (1).
____________
(1) قال ابن أبي الحديد:
قال النقيب: ومما جرأ عمر على بيعة أبي بكر والعدول عن علي ما كان يسمعه من الرسول صلى الله عليه وسلم في أمره. وأنكر على الرسول مرارا أمورا... إلى غير ذلك من أمور كثيرة تشتمل عليها كتب الحديث، ولو لم يكن إلا إنكاره قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه:
إئتوني بدواة وكتف أكتب لكم ما لا تضلون بعدي.
وقوله ما قال وسكوت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عنه.
وأعجب الأشياء أنه قال له ذلك اليوم: حسبنا كتاب الله. فافترق الحاضرون من المسلمين في الدار فبعضهم يقول القول ما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وبعضهم يقول القول ما قال عمر. فقال رسول الله وقد كثر اللغط، وعلت الأصوات: قوموا عني، فما ينبغي لنبي أن يكون عنده هذا التنازع فهل بقي للنبوة مزية، أو فضل؟!...
فمن بلغت قوته، وهمته إلى هذا كيف ينكر منه أنه يبايع أبا بكر لمصلحة رآها، ويعدل عن النص.
ومن الذي كان ينكر عليه ذلك، وهو في القول الذي قاله للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في وجهه غير خائف من الأنصار ولا ينكر عليه أحد... وهو أشد من مخالفة النص في الخلافة، وأفظع، وأشنع.
شرح نهج البلاغة: 3 / 117 - 118
وأخرج أبو يعقوب بن شيبة بن الصلت المتوفى سنة 262 هج عن ابن عباس، عن عمر بن الخطاب أنه قال:
لقد صالح نبي الله (صلى الله عليه وسلم) أهل مكة يوم الحديبية على صلح، وأعطاهم شيئا. لو أن نبي الله (صلى الله عليه وسلم) أمر عليا أميرا فصنع الذي صنع نبي الله ما سمعت له ولا أطعت...
مسند أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ص 55 ط بيروت تحقيق كمال يوسف الحوت
ثم قلت: هل تنعقد الخلافة بالنص أم بالإجماع؟
أجاب: لا ريب أنه إذا جاء النص بطل ما دونه وهو قاعدة أصولية.
وقلت: ما رأيكم في فتح باب الاجتهاد، وما هو السبب في غلقه؟
ومن الأسباب التي حالت دون استمرار الاجتهاد عند أهل السنة انقراض العلم وجمود الفكر، وخمول الذهن، وشلل الرأي، وقد يكون خوف السلطة الحاكمة من استمرار الاجتهاد، وتصدي المجتهد لأوضاعهم، والفتوى ضدهم، عاملا من عوامل غلق باب الاجتهاد وتفشي الجمود الفقهي.
ثم قلت: هل أمر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) باتباع أحد المذاهب الأربعة، وما رأيكم فيها؟
قال: كيف يأمر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) باتباع مذهب معين في زمن لم تكن فيه تلكم المذاهب؟
لقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يرجعون في النوازل إلى الكتاب والسنة، وإلى ما يتمخض لديهم من النظر عند فقد الدليل، وكذلك تابعوهم، فإن لم يجدوا، نظروا إلى ما أجمع عليه الصحابة فإن لم يجدوا اجتهدوا، واختار البعض قول صحابي أو تابعي أو إمام حين يطمئن إلى الدليل ويأنس به، ولا يتعين على المسلم أن يتقيد بتقليد مذهب معين، ولم ينقل عن السلف الحجز في ذلك، وتقليد أئمة المذاهب الأربعة، وعدم التقيد بتقليد مذهب، أو قول معين أمر جائز، والتلفيق بين أقوال المذاهب لا محذور فيه (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) والالتزام بتقليد إمام أو مذهب معين لم يحدث إلا في القرن الثالث من الهجرة وبعد فناء القرون التي أثنى عليهم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
ومن المؤسف أن الحكام في ذلكم العصر والسياسة لعبت دورها في تقييد
على أنه قد تواترت الروايات عن الإمام مالك، أنه حين قال له الرشيد: أنه يريد أن يحمل الناس على مذهبه، نهاه عن ذلك. وكذلك الإمام الشافعي القائل: إذا صح الحديث فهو مذهبي.
وقال أبو حنيفة: لا ينبغي لمن لا يعرف دليلي أن يفتي بكلامي.
وقال أحمد: لا تقلدني ولا تقلدن مالكا ولا غيره.
لقد شوهت الحقائق، واتهم كل فريق الآخر بشتى التهم، ورماه بما ليس فيه وخلط الشيعة بين أهل السنة والنواصب، وخلط أهل السنة بين الشيعة والغلاة منهم. وكانت النتيجة الحتمية هي القطيعة بين مئات الملايين من المسلمين مع الأسف الشديد.
إن هناك ولا ريب خلافات في المذاهب ولكن لم تمس والحمد لله أركان الإسلام على أنها بفضل انتشار الشيعة، وتعارف بعضهم بعضا، وأخذ الحقائق الفقهية والعلمية من مصادرها، وقد وهنت خيوطها وضعفت أسبابها، وكادت تتلاشى في المجتمعين الشيعي والسني، وعرف كل منهم أن ما بين تلكم المذاهب من خلافات لم تمس الجوهر من كل مذهب، ولا تستوجب القطيعة والتكفير برغم تعصب الكثيرين من أهل السنة الذين يجهلون مذهب الإمامية، ويروون الموبقات مع الأسف - عنهم.
إنها الآراء الجامحة، والأقلام الطائشة، والحكومات الحاكمة، والجهل المتفشي، والتعصب الأعمى، كل ذلك مجتمعة أو بعضها قد فعل فعله في الماضي وما زال عالقا بالأذهان، وضخمه وبالغ فيه. لا عن قصد ولكن عن جهل وعصبية.
وعلى علماء المسلمين، وهم المسئولون أولا أن يعطوا بكل ما أوتوا من قوة
وسألت الأستاذ عن أبي هريرة وقلت:
ما رأيكم في أبي هريرة، وفي أحاديثه؟
أجاب: رأيي فيه رأي عمر بن الخطاب حين ضربه بالدرة، فلقد قال فيه:
" أكثرت يا أبا هريرة من الرواية، وأحرى بك أن تكون كاذبا على رسول الله " (1).
____________
(1)
شخصية أبي هريرة
قال الأستاذ الكبير عبد الله يحيى العلوي:
" في كتاب " الأحكام " للآمدي: أنكر الصحابة على أبي هريرة كثرة روايته إلخ ".
ويقول ابن قتيبة: كانت عائشة (رض) أشد الصحابة، والسابقين الأولين إنكارا على أبي
هريرة لتطاول الأيام بها وبه.
وكان الإمام علي كرم الله وجهه سيئ الرأي في أبي هريرة وقال عنه:
ألا إنه أكذب الناس. أو قال: " أكذب الأحياء على رسول الله لأبو هريرة ".
وممن اتهم أبا هريرة بالكذب: عمر، وعثمان، وعلي.
ولما قالت عائشة: إنك لتحدث حديثا ما سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم أجابها
بجواب لا أدب فيه ولا وقار، إذ قال لها - كما رواه ابن سعد، والبخاري، وابن كثير وغيرهم -:
شغلك عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) المرآة، والمكحلة.
وقد أفزعت كثرة رواية أبي هريرة: عمر بن الخطاب فضربه بالدرة وقال له:
أكثرت يا أبا هريرة من الرواية وأحر بك أن تكون كاذبا على رسول الله ثم هدده، وأوعده إن لم
يترك الحديث عن رسول الله فإنه ينفيه إلى بلاده.
وقد ذكر أبو محمد بن حزم أن مسند بقي ابن مخلد الأندلسي قد احتوى في حديث أبي
هريرة على: 5274 روى البخاري منها: 446.
وقد استعمل عمر أبا هريرة على البحرين عام 21 ثم بلغه عنه أشياء تخل بأمانة الوالي
العادل فعزله، واستدعاه وقال له:
هل علمت من حين أني استخلفتك على البحرين وأنت بلا نعلين.! ثم بلغني أنك ابتعت
أفراسا بألف دينار، وستمائة دينار.
وفي رواية عن أبي هريرة نفسه أن عمر قال:
يا عدو الله، وعدو كتابه سرقت مال الله من أين اجتمعت لك عشرة آلاف دينار؟! ".
" تقرير سياسي منظوم " مطبعة دار التأليف بالمالية بالقاهرة.
وقد أخرج ابن عساكر من حديث السائب بن يزيد، لتتركن الحديث عن رسول الله أو لألحقنك بأرض دوس، أو بأرض القردة، وجاء مثل هذا في " البداية والنهاية ".
وقلت: هل زرتم مراقد أهل البيت في العراق، وما هي انطباعاتكم عنها؟
قال: لقد كان لي شرف زيارة تلك البقاع الطاهرة حيث يرقد أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، ولا أقول إلا:
ثم قلت للأستاذ: هل اجتمعتم بعلماء الشيعة الإمامية المتمسكة بمذهب أهل البيت؟ وما هي انطباعاتكم عنها؟
قال سيادته: لا شك أن علماء الشيعة المتمسكين بمذهب أهل البيت الذين حملوا مشعل شريعة جدهم الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) على هدى ونور من الله، وأأسف جد الأسف إذ لم يكن لي حظ التعرف بأولئك الأعلام، وأسأل الله تبارك وتعالى أن يتيح لي زيارتهم في مدائنهم.
أجاب: التعبد بمذهب الإمامية لا يحتاج إلى استئذان من شيخ الأزهر أو عالم أزهر حسب أن مذهب الإمام جعفر الصادق، أعلم الناس باختلاف الفقهاء، وأكمل أهل زمانه وأورعهم، وأنصحهم لله.
ملأت آثاره دنيا العرب والإسلام. مذهب اعتصره صاحبه من كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ومن أحاديث جده الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم).
ثم قلت: ما رأيكم حول التقريب بين المذاهب الإسلامية؟.
قال: الدعوة إلى التقريب بين المذاهب مطلوب من كل مسلم، لكون المسلم أيا كان مذهبه أخوه: يحرم عليه عرضه، ودمه، وماله. والمسلم أخو المسلم، لا يخذله ولا يهجره، ولا يبغضه، والحب في الله، والبغض في الله من الدين.
ومن الأسف الشديد أن أكثر علماء السنة يجهلون حقيقة المذهب الإمامي ويتناقلون دائما عما سمعوه من تقولات حول الشيعة وورثوه جهلا عن آبائهم وأجدادهم، من تفشي زواج المتعة بينهم. وتأليههم للإمام علي، الأمر الذي ليس له وجود بينهم اليوم. رغم أن زواج المتعة (1) لو طبق اليوم لما وصل التفسخ بشباب
____________
(1)
" تحريف حديث المتعة في صحيح البخاري "
قال السيد الإمام الخوئي، روى هذا الحديث:
كنا نغزو مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وليس معنا نساء، فقلنا له: ألا نستخصي؟ فنهانا عن ذلك، ثم
رخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل.
ثم قرأ عبد الله: * (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا
يحب المعتدين) *.
رواها عن البخاري جماعة من المحدثين، والمفسرين، والفقهاء بهذا النص، ولكن
الموجود في صحيح البخاري المتداول الجزء 6 الصفحة 53 يخالف ما ذكره هؤلاء من
وجهين:
1 - حذف كلمة: " ابن مسعود " من سند الحديث - وقد ذكره معظمهم - لأنه يقول: بجواز
المتعة، حتى لا تكون قرينة على أن المراد بهذه الرواية هو جواز نكاح المتعة وترخيصه ".
2 - حذف كلمة: " إلى أجل " من آخر الرواية، لأنها صريحة في ترخيص نكاح المتعة، كما
فهمها الشراح وفسروها، لأن الترخيص في النكاح في هذا المورد لا بد وأن يكون ترخيصا
لنكاح المتعة، دون النكاح الدائم، خاصة وأن المقصود من:
" ليس معنا نساء " أي نساؤنا وزوجاتنا، لا مطلق النساء، وإلا لم يكن معنى للترخيص في
النكاح في تلك الحالة، ويؤيد ذلك ما ورد في بعض المصادر " ليس لنا نساء ".
ولدلالة هذه الرواية على نكاح المتعة ادعى غير واحد من الفقهاء نسخ هذا الحكم الثابت
في هذه الرواية بتحريم نكاح المتعة بعد ذلك بروايات أخرى تفيد تحريمها.
ومع أن ذلك لا يتم لهم لأسباب مرت عليك - عند مناقشة تلك الروايات في آية المتعة -
فإن يد التحريف تناولت هذه الرواية فغيرتها عما كانت عليه من الصحة. ألا قاتل الله
التحريف، وأهواء المحرفين.!
ومن المحدثين، والمفسرين، والفقهاء الذين رووا الحديث المذكور عن البخاري على
وجه الصحة هم:
(ا) البيهقي: في سننه الجزء 7 الصفحة 300 طبعة حيدر آباد.
(ب) السيوطي: في تفسيره الجزء 2 الصفحة 307 طبعة الميمنية بمصر.
(ج) الزيلعي: في نصب الراية الجزء 3 الصفحة 180 طبعة دار التأليف بمصر.
(د) ابن تيمية: في المنتقى الجزء 2 الصفحة 517 طبعة الحجازي بمصر.
(هـ) ابن القيم: في زاد المعاد الجزء 4 الصفحة 8 طبعة محمد علي صبيح بمصر.
(و) القنوجي في الروضة الندية الجزء 3 الصفحة 16 طبعة المنيرية بمصر.
(ز) محمد بن سليمان في جمع الفوائد الجزء 1 الصفحة 589 طبعة دار التأليف بمصر ولهذه
الرواية مصادر أخرى وهي:
(ح) مسند أحمد: الجزء 1 الصفحة 430 طبعة مصر 1313.
(ط) تفسير القرطبي: الجزء 5 الصفحة 130 طبعة مصر 1356.
(ى) تفسير ابن كثير: الجزء 2 الصفحة 87 طبعة مصر البابي الحلبي.
(ك) أحكام القرآن: الجزء 2 الصفحة 184 طبعة مصر 1347.
(ل) الاعتبار للحازمي: الصفحة 176 طبعة حيدر آباد.
وهناك مصادر أخرى كصحيح أبي حاتم البستي وغير ذلك من أمهات المصادر.
البيان في تفسير القرآن ص 546 للسيد الإمام الخوئي (قدس سره).
إن علماء السنة كثيرا ما ينسبون إليه الشيعة كافة بما فيهم الإمامية. قولا لغلاة الشيعة أو لفقيه من الإمامية خالف علماءهم جميعا، أو قولا لجاهل لا يفهم عن التشيع شيئا. والشيعة الإمامية أنفسهم لا يقرون به. لأنه قول فرد أفراد خالفهم فيه أكثر فقهاء المذهب نفسه.
وقول مجتهد. أو جماعة من المجتهدين. لا يكون حجة على الآخرين.
ومن الخطأ أن ينسب إلى مذهب الإمامية قول وجد في كتاب عالم منهم.
ومن عرف طريقتهم. وتتبع كلمات علمائهم. تجلت له هذه الحقيقة بأوضح معانيها. وما أحوج علماء الشيعة والسنة اليوم إلى التزاور والتآلف ليعرف بعضهم بعضا على حقيقته. وليقطعوا دابر الساسة الذين فرقوا المسلمين إلى مذاهب.
ثم قمت بعد أن انتهت الجلسة فاستأذنته وانصرفت.
وفي مساء السبت 1 / 5 / 1976 م حضرت لجنة نشر المؤلفات التيمورية لمقابلة الأستاذ أحمد ربيع المصري سكرتير عام اللجنة حيث كنت على موعد معه من قبل وبعد لحظات تناول الأستاذ ربيع التليفون وتحدث مع أستاذنا السيد عبد الله العلوي
وفي الموعد المحدد توجهت إلى زيارته وصحبت معي كتابين " أصل الشيعة وأصولها " بقلم الإمام كاشف الغطاء النجفي و " تحت راية الحق " للعلامة الكبير الشيخ عبد الله السبيتي العاملي (1).
وطلبت من أستاذنا أن يكتب انطباعاته عنه.
وقلت: لعلنا نوفق للقيام بنشره إن شاء الله، ومد أستاذنا يده وتناول " أصل الشيعة " وصار يتأمله وينظر فيه وقال:
لو يوجد تاجر ثري يطبع من " أصل الشيعة " آلافا من النسخ ويوزعها مجانا لكان أسدى بهذا أكبر خدمة إلى الإسلام لأن الكثير لا يعرفون عن الشيعة أي شئ والتقريب بين المسلمين ضروري في هذا العصر.
وبعد هذا: أثنى سيادته ثناء عاطرا على مؤلفنا " مع رجال الفكر في القاهرة " وقد سبق أنني قدمته لسيادته في رحلتي السابقة إلى القاهرة وقال:
أي واحد يقرأ كتابك: " مع رجال الفكر " يجد فيه الملح، والطرائف، والبيانات.
وفي هذه الجلسة المباركة جرى حديث الصلاة بالخفين أو النعلين فعرضت رأي
____________
(1) تحت راية الحق: رد به مؤلفه على ما لفقه أحمد أمين المصري في فجر إسلامه من مفتريات واتهامات ألصقها بالشيعة الإمامية استوحاها من أسياده المستشرقين أعداء الإسلام. جمعها ونشرها بين المسلمين لتفتيت عضدهم خلافا لما أمر الله تعالى به من التمسك والاعتصام حيث قال تعالى: * (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) * فياله من موقف مخز يوم القيامة يوم يعض الظالم على يديه، يوم لا ينفع الندم، وعند ذلك يخسر المبطلون. وطبع تحت راية الحق الطبعة الرابعة منه في القاهرة في: دار التوفيقية للطباعة بالأزهر عام 1398 هـ.
أورد صورا عديدة صاحب كتاب " فتح المتعال " في أوصاف النعال.
وعندنا تصح الصلاة في النعال إذا كان طاهرا وإن كان نجسا مشى به على الأرض وهي تطهر باطن القدم والنعل بالمشي عليها أو المسح بها بشرط أن تزول عين النجاسة إن كانت ويعتبر في الأرض أن تكون يابسة وطاهرة - والنجاسة الحادثة من المشي على الأرض النجسة. ولا فرق في الأرض بين التراب والرمال والحجر. وأن لا يمنع الإبهامين من الرجل حال السجود على الأرض بحيث أن تكون رؤوس الأصابع ظاهرة من النعال لإمكان مباشرتها الأرض.
وأما القير والأسمنت فلا يطلق عليه أرض ولا يطهر باطن القدم والنعل.
وكان النعال العربي في عصر الرسالة لا يستر ظاهر القدم ويمسكه بخيط رفيع وحديث أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مسح على نعليه: لأن المسح ببعض اليد مجز.
ثم قام سيادته وجاء بكتاب: " نفحات القرآن "، وكتاب " الأحاديث القدسية " بجزأيه من مطبوعات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة وتكرم سيادته بإهدائهما لي فأخذتهما شاكرا له هديته الثمينة وانصرفت.
وفي زيارتي للأستاذ العلوي قبل أسبوع كان قد حدثني عن ابن عمه المرحوم العلامة الكبير السيد محمد بن عقيل بن يحيى العلوي صاحب كتاب: " النصائح الكافية لمن يتولى معاوية " إنه اجتمع بالشيخ جمال الدين القاسمي في حفل قد أقيم تكريما لفضيلته عندما زار دمشق وهذا نصه:
بعد الحرب الأولى بسنة سافر ابن عمنا السيد محمد بن عقيل العلوي إلى العراق وإلى دمشق وفي دمشق أقيمت حفلة تكريم لابن عمنا السيد محمد بن عقيل
أجاب وكان الخجل قد أخذ منه مأخذه:
إنني أردت من تأليفي وردي على " النصائح الكافية " أن ألفت أنظار المسلمين إلى ما في هذا الكتاب من بينات وحقائق.
وقال هذا وهو خجل بأنه يؤلف كتابا وهو غير مؤمن بما فيه.
فأجاب السيد محمد بن عقيل العلوي:
إنما الأعمال بالنيات.
ثم قال أستاذنا العلوي: وفي ذلك الحفل سئل ابن عمنا هل لمعاوية فضل قال:
ليس يعرف لمعاوية أي فضل (2).
____________
(1) الشيخ جمال الدين القاسمي من النواصب ومن ألد أعداء الشيعة وخصومهم ومن المناوئين للإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وأهل البيت وكان مقيما بدمشق ويقال له: " علامة الشام " وكان نظيره في القاهرة محب الدين الخطيب يحمل النصب والعداء السافر لأهل بيت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عامة ولشيعتهم خاصة أنظر تعليقه على الطبعة الثالثة من العواصم والقواصم المطبوع بالمطبعة السلفية عام 1387 هـ وحدثني عنه العلامة المحقق الشيخ محمد زهري النجار في القاهرة أنه كان حاضرا عنده من الظهر إلى المغرب وجده لم يؤدي الصلاة وكان تاركا لها وقد لقيا حتفهما الشامي، والخطيب.
نعوذ بالله من سوء العاقبة ويومئذ يخسر المبطلون.
(2) قال ابن أبي الحديد:
معاوية بن أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس وأمه هند وقال:
وكانت هند تذكر في مكة بفجور ونقل ابن أبي الحديد عن الزمخشري في ربيع الأبرار وقال:
كان معاوية: يعزى إلى أربعة: إلى مسافر بن أبي عمرو، وإلى عمارة بن الوليد بن المغيرة وإلى العباس بن عبد المطلب وإلى الصباح مغن كان لعمارة بن الوليد وقد كان أبو سفيان دميما قصيرا.
شرح النهج 1 / 111 الطبعة الأولى بمصر
وقال ابن عبد البر: قال أبو عمر قالوا فلما قتل حمزة (رضي الله عنه) وثبت عليه [ هند ] فمثلت به، وشقت بطنه، واستخرجت كبده فشوت منه وأكلت.
الإستيعاب بهامش الإصابة: 4 / 426 ط مصر
وذكر الدميري: أن معاوية رأى من الشرفة رجلا مع جاريته فدخل عليها وقال للرجل: ما جرأك على ذلك؟.
فقال الرجل: حلمك يا أمير المؤمنين. فحلم عنه معاوية وتركه.
حياة الحيوان 2 / 230 ط مصر
وقال السيوطي: الديلمي في التاريخ " حديث من خرج يدعو إلى نفسه أو إلى غيره وعلى الناس إمام فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين فاقتلوه.
تاريخ الخلفاء ص 92 رقم الحديث: 88
وقال سبط ابن الجوزي: وقد سئل جدي أبو الفرج (رحمه الله) فقيل له:
أشهد معاوية بدرا؟ فقال: نعم. ولكن من ذلك الجانب - يعني من جانب الكفار -
تذكرة الخواص: 104
وأخرج نصر بن مزاحم عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود قالا:
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " إذا رأيتم معاوية بن أبي سفيان يخطب على منبري فاضربوا عنقه ".
قال الحسن فما فعلوا، ولا أفلحوا. وقعة ص 216 ط مصر.
وذكر الشيخ محمود أبو رية معاوية وقال: معاوية بن أبي سفيان.
ومعاوية مطعون في دينه وقد كان في الجاهلية زنديقا، وأصبح بعد الإسلام طليقا. " وقد ورث عن أبيه قوته، وقسوته، وكيده، ودهاءه، ومرونته كذلك، ولم تكن أم معاوية بأقل من أبيه تنكرا للإسلام، وبغضا لأهله، وحفيظة عليهم، وهم قد وتروها يوم بدر فثار لها المشركون يوم أحد. ولكن ضغنها لم يهدأ، وحفيظتها لم تسكن، حتى فتحت مكة فأسلمت كارهة كما أسلم زوجها كارها ".
علي وبنوه للدكتور طه حسين ص 61
ويقول الشيخ محمود أبو رية:
وهند هذه هي التي أغرت وحشيا بحمزة عم النبي حتى قتله ثم أعتقته.
ولما قتل حمزة بقرت بطنه، ولاكت كبده، وفعلت فعلاتها بجثته!
وإذا كان معاوية قد ورث بغض علي عن آبائه مما حدثناك عنه فإن هناك أسبابا أخرى تسعر من نار هذا البغض منها: أن عليا قتل أخاه حنظلة يوم بدر، وخاله: الوليد بن عتبة وغيرهما كثير من أعيان، وأماثل عبد شمس.
ومن أجل ذلك كان معاوية أشد الناس عداوة لعلي يتربص به الدوائر دائما، ولا يفتأ يسعى في الكيد له سرا وعلانية، قولا وعملا.
شيخ المضيرة ص 174 ط دار المعارف بمصر