وبالإمكان مراجعةُ كتبه الاستدلالية ـ ومنها كتابه المطبوع في مباحث الحجّ ـ لتجد أُسلوبه بارزاً في عرض الأدلّة ومناقشتها، والانتهاء إلى الرأي السـديد.
شِـعره:
والمترجَم له بالإضافة إلى تفوّقه في الفقه والأُصول، وسُـمُـوّه في فهمها، فقد نال حظوةً كبرى في الأدب والنظم، وله مع الشيخ جواد الشـبيبي (رحمه الله) ـ الذي صاهره على ابنته الكبرى ـ مساجلاتٌ أدبية.. ومنها قول الشـبيبي من أبيات مطلعها:
| فخرتُ بأعمامي وطُـلْـتُ بأخوالي | فزاحمتُ في الأفلاكِ كوكـبَها العالي |
فأجابه شيخنا المظفّر، وذلك في 26 رمضان 1352 بقصيدة، منها:
| سَهرتُ الليالي في أَمان وآمالِ | فإنّ الأماني بَعْدَكُم رأسُ أموالي |
| وَكَمْ جُبتُ ليلَ البَيْنِ أقطعُ جَوَّهُ | بسيّارة للفِكرِ تحملُ أثقالي |
| أقولُ لعينِ الشمسِ: لا تَبزُغي بهِ | فقد سارَ بي فِكري على برقِ آمالي |
| تُبشّرني يا شمسُ أنْ سوفَ نلتقي | وأحظى برؤيا كوكبِ الشَرفِ العالي |
| وأنتَ إذا وافيتَ واستترَ الدُجى | وأَنْجُمُهُ مَنْ يُخبرُ النَدبَ عَن حالي |
| وإنّيَ لا أرضى لِضوئكَ مِنّـةً | إذا بَزغتْ شمسُ العُلى فوقَ أطلالي |
| بغُـرّتِها نورُ الجلالةِ ساطعٌ | بها يهتدي الساري إلى المَفْخَرِ العالي |
| أضاءتْ على أُفْقِ الكمالِ مُطِلّةً | وجَرّتْ بروضِ الفضلِ فاضلَ أذيالِ |
| وألقتْ سَناها في خمائلَ للعُلى | فزانتْ بلادَ الشَرقِ في الحَسَبِ الغالي |
| وبدرُ الهدى أنوارُه يَستفيدُها | لأبنائهِ مِن نورِها الساطعِ الحالي |
| جَلا اليومَ ذِكراها لنفس تُفيدُها | نفائسُ فخر لا نفائسُ أموالِ |
وكتب من مدينة القرنة إلى صديقه الشيخ محمّـد رضا الخزاعي في صدر كتاب عام 1329 هـ:
| صَبوتُ وقد سقاني الشَوقُ صَابا | ولَم أرَ صَبْوتي إلاّ صَوابا |
| وبِنْتُ ولي فؤادٌ مُستَهامٌ | يَرى عَذْبَ السلُـوِّ لهُ عَذابا |
| رحلتُ وقلبيَ المعمودُ آبا | إليكَ، فقلتُ: ترجعُ؟ قال: ابى |
| وقد أَوْدَعْتُه لكَ فَارْعَ فيهِ | ودادي، إنّهُ لهَواكَ ذابا |
| فأَمْسَـتْ تحسدُ القلبَ المُعنّى | عُيوني كي يُعاني ذا الجنابا |
| فَيـا قلبي ألا أبْلِغْهُ حالي | وقُلْ: ودّعتُه صَبّـاً مُصابا |
| يَبيتُ مُسهَّداً سَهرانَ طَرْف | قَريحَ الجَفْنِ يَنسكبُ انسِكابا |
| فمَنْ لي لَو يَحلّ سوادَ عيني | كما هو في سُوَيْدا القلبِ ذابا |
| وتَجْمَعُني وخيرَ أخ وَدود | دِيارٌ أخصبَتْ فيهِ جنابا |
| فأُشهِدُ واحداً في العِزِّ فَرداً | فَتَـىً طابتْ مآثرُهُ وَطابا |
| حليفَ الفضلِ والإفضالِ قِدماً | ومَنْ ملأتْ أياديهِ الرِحابا |
| محمّـدٌ الرِضا الزاكي أُصولا | رضيَّ الفرعِ نَدْباً مُستطابا |
| ألا يا نَسمةَ الأسحارِ هُبّي | لِمَنْ مَلَـكَتْ مَواهِبُه الرِقابا |
| وَعنّي بَلّغيهِ سَلامَ عان | بهِ حَضَرتْ مودّتُه وغابا |
وله قصيدة يخاطب بها أمير المؤمنين الإمام عليّ (عليه السلام):
| دَهتـني الهمومُ ولا مُنجـدُ | وقلبي بها مُتْهِمٌ مُنْجِدُ |
| وَلاكَ فمُ الضُرِّ قَلبي وقَدْ | طَوى صَبْرِيَ الزَمنُ الأَنْـكَدُ |
| فأَقْوَتْ مَعالِمُـهُ بَـعـدمـا | وَهى عَن قِوى جَلَدي الجَلْمَدُ |
| ولَـمّا هَفا كَبِدي للضَنَى | وأجْهَدَهُ الشَجَنُ المُـكْمِدُ |
| رَبطْت ُ فؤادي بكَفِّ المُنى | زَماناً ومَا لي سِواها يَدُ |
| فَمُذْ خابَ ظَنّي وَرَدْتُ الأميرَ | وما طابَ لي غيرَهُ مَوْرِدُ |
| فيا رحمةَ اللهِ عَطْفاً فَقَدْ | تَجهّمني الصاحبُ المُسْعِدُ |
| عَهِدْتُـكَ لِلْمُـلْـتَجي جُنّـةً | إذا ما دهى جَلَلٌ مُجْهِدُ |
| وقد كنتَ مَقصَدَ أهلِ الرَجا | لَدى الضُرِّ إذْ عَزّ مَن يُقصَدُ |
| ولولاكَ غاضَتْ بِحارُ النَدى | وما كان رِفْدٌ ولا مُرْفِدُ |
| ولولاكَ ما دَرَّ دَرُّ الحَيا | ولا دارَ في أُفْـقِـهِ فَـرْقَـدُ |
| فـحـقِّـقْ رَجاي بِما أبتَغي | فَقَدْ حُقّ لي مِنكمُ المَوعدُ |
| أترضى بأنّيَ أشقى وفي | فؤادي لظى شَجَني تُوقَدُ؟! |
| وتَرضى أبيتُ ليالي الأسى | وعينُ الرَجا طَرْفُها أرمدُ؟! |
| وتَرضى أَضلُّ ومنكَ الرشادُ | وأنتَ لِما نابَني تَشْهَدُ؟! |
| ولولاكَ ما سارَ فُلْكُ الهُدى | ولا بانَ رُشْدٌ ولا مُرْشِدُ! |
| فإنْ لَمْ يَسَعْنا مَدى فَضلِكم | وضاقَ بِنا فَلِمَنْ نَقْصِدُ؟! |
| وَحَاشا يَضيقُ وأنتَ الجَوادُ | وآيةُ جُودِك لا تُجْحَدُ |
| أتُغْـضِي وأنتَ الوَليُّ الذي | يُحَلُّ بأمرِكَ ما يُعْـقَدُ؟! |
| أتُغْـضِي وأنتَ القَديرُ الذي | لكَ الأمرُ والنَهيُ والسُؤدَدُ |
| فإنْ لَم تَغِثْ فَلِمَنْ نَلْتَجي | وما في الوَرى مَقْصَدٌ يُحْمَدُ؟! |
| ببابِ الرَجا عَـكَـفَتْ هِمّتي | ويَصْرُخُ في نَبَـئِـي المِذْوَدُ |
| إلى المُصطفى وإليكَ انتهى | رَجائي وحَقّـاً به أُسْعَدُ |
وله يرثي الإمام الحسـن السبط (عليه السلام) بقوله:
| الرُّسْلُ تَفْخَرُ والأملاكُ والأُمَمُ | بالطاهِرِ المُجتبى والبَيتُ والحَرَمُ |
| والأرضُ تَخضعُ إجلالا لهيبتهِ | والعقلُ يَخدمهُ واللَّوحُ والقَلمُ |
| ما الإنسُ والجِنُّ والأملاكُ قاطبةً | إلاّ لهُ خُلِقوا قِدْماً وإنْ عَظَموا |
| مِن مَعشر أَحدَقتْ بالعَرشِ مُشْرِقةً | أنوارُهمْ وَهُمُ الأسحارُ والكَلِمُ |
| وعصبة كان في نصّ الغديرِ لَهُمْ | فَضْلٌ جَلِيٌّ وفيهِ تَمّتِ النِّعَمُ |
| أئمّـةٌ للهُدى طابَتْ أُرُومَـتُـهُـمْ | وفي بُيُوتِهِمُ الآياتُ والحِكَمُ |
| لَهُمْ إيابُ الوَرى يومَ الحِسابِ وفي | أيْدِيهُمُ الحَوضُ والنَّعْماءُ والنِّقَمُ |
| فَمِنهُمُ الحَسنُ الزاكي ومَن شَرُفَتْ | بحُسنهِ الخِصلتانُ الحُكْمُ والكَرَمُ |
| رُوحُ النبيِّ ونَفْسُ المُرتضى وأخُ الشهيـ | ـدِ وابنُ التي تُجْلى بها الظُّلَمُ |
| هُوَ المَلاذُ ومَن فيهِ المَعاذُ غداً | وفيه لِلْمُلْتَجي مَنْجَىً ومُعْتَصَمُ |
| الدِينُ والعِلمُ والعَليا بِه جُمِعَتْ | لكنْ تَفرّقَ عنهُ الناسُ حينَ عَمُوا |
| ما رُوعِيَتْ لرسولِ اللهِ حُرمتُهُ | فيهِ ولا عَهدُه، كلاّ ولا الرَّحِمُ |
| باعوا بدُنياهُـمُ الأُخرى على خَطَل | ويَمّموا قَتْلَهُ يا بِئسَما أَمَمُوا |
| تَعْساً لَهُمْ تَركوا الوَغدَ اللئيمَ على | منابرِ المُصطفى يَنْـزُو وَيَحْـتَـكِمُ |
| لا غَرْوَ أنّهمُ أَحرى بَمِثلِـهُمُ | إذ سادَهُمْ بعدَ يَعسُوبِ الهُدى الرَّخَمُ |
| قَدْ عاهدَ المُجتبى والغَدرُ شِيمتُـهُ | فَخانَـهُ وَهْوَ مَن تُرعى بهِ الذِّمَمُ |
| وَدَسَّ سُمّاً نَقيعاً قد أصابَ بهِ | فؤادَه يا فِداهُ العُرْبُ والعَجَمُ |
| ومنهُ ألقى لِما يَلْـقاه طائفةً | مِن قلبِه قِطَعاً في الطَّسْتِ وَهْوَ دَمُ |
ومن شعره يسـتنجد بالإمام المهديّ (عليه السلام) قوله:
| إلامَ أُقاسي الأسى والوَصَبْ | وحَتّامَ أَضْنى وقلبي يَجِبْ |
| فيا رَحمةَ اللهِ عَطْفاً على | مُقيم بِجَنبِكَ رَهْنِ النُّوَبْ |
| تَرامَـتْ إليـكَ رِكابُ الـهَوى | تَخُبُّ بِرَكْبِ الرَّجا والطَلَبْ |
| رُبوعَ الحِمى هَلْ إليكِ رجوعُ | وهَلْ لي بِداراتِ الديارِ طُلوعُ؟! |
| وهل تَرِدُ الألحاظُ مَنْـهَلَ أُنسِها | ويَجمعُـها والماجدِينَ شُروعُ؟! |
| وهل يبلغُ المَعمودُ مأمَنَ عِزّهِ | فيأمَـنُ رَوْعٌ للكَئيبِ مَرُوعُ؟! |
| وهلْ لي في تلكَ المَنازِلِ وَقْفةٌ | تُبَثُّ لَدَيها لَوعةٌ ووُلوعُ؟! |
| فَقَدْ مَلَـكَتْ قَلْبي الأبيَّ هُمومُـهُ | وعاصي دُموعي للغَرامِ مُطيعُ |
| وكَمْ بِتُّ مِنْ بَعدِ الوَداعِ مُسَهَّداً | أُعاني الأَسى والوادِعونَ هُجُوعُ |
| فَمَن لي بِكَوْماء بَرى جِسمَها السُّرى | وشَوقي بُراها والغَرامُ نُسوعُ |
| لِـتُـبْـلِـغني أرضَ الغَرِيِّ ورَوضَـ | ـةَ الوصيِّ التي مِنها الزمانُ يَضُوعُ |
| فأُمْسِكُ أَطرافَ العِتابِ بِمِذْوَدي | وأَفرُشُ خَدّاً ما عَلاهُ خُضُوعُ |
وله هذه المقطوعة الجميلة:
| حيّاكَ يا قلبُ فأحياكا | رِيمُ الحِمى إذْ زارَ مَغْناكا |
| بُشراكَ فيه زائراً بَعْدَما | أبْعَدَ لُقياكَ وأَشجاكا |
| أخْلَفَكَ الوعدَ ولَم يَتَّـئِبْ | وعِندما وافاكَ أَوْفاكا |
| لقد قضى بالعدلِ ما بينَـنا | وبَعْدَما راعاكَ أَرْعاكا |
| جَنيتُ مِن فِيهِ جَناهُ وَقَدْ | عَدا بريّاه وأَرْواكا |
وله في صدر كتاب عن لسان بعض الأصحاب:
| يا مَن به الأحكامُ والحِكَمُ | دارتْ فأَمَّتْ دارَهُ الأُمَمُ |
| لكَ في الأنامِ مَناقِبٌ ظَهرَتْ | لَم يُحصِها القِرطاسُ والقَلمُ |
| فَنَداكَ قامَ لكَ الفَخارُ بهِ | إنّ الفَخارَ دِعامُهُ الكَرمُ |
| وجميلُ خُلْقِكَ دانَ فيهِ لكَ | العربُ الكُماةُ الصِّيدُ والعَجَمُ |
| وعَظيمُ حِلمِكَ قد بَلَغتَ بهِ | ما ليسَ يبلُـغُ نَعْـتَـهُ الكَلِمُ |
| ما هَزّتِ الأيّامُ رُكنَكَ في | ما فيه رُكنُ الطَوْدِ يَنهَدِمُ |
| هَبّتْ عَليكَ زَعازِعٌ فَغَدَتْ | منها بِحارُ البَغْيِ تَلتطِمُ |
| لـكِنّما قابَلْتَ عاصِفَها | بِرَزينِ حِلْم زانَهُ الحُلُمُ |
| هذا تراثُـكَ مِن نَبيِّ هُدىً | تُجْلى بِنُورِ جَبـينِه الظُلَمُ |
| ووصيِّهِ الزاكي وآلِهِما | أسْمى الوَرى وسِواهُمُ الخَدَمُ |
| فاهْـنَـأْ بأنّكَ يا وَلـيَّـهُمُ | ومُطيعَـهُمْ مِنهُمْ ونَجْـلَـهُمُ |
| فَهُمُ الأُسودُ وأنتَ شِبلُهُمُ | وهُمُ الأُصولُ وأنتَ فَرْعُهُمُ |
| وتَبِعْتَهُمْ في كلّ مَـكْرُمة | لِتَنالَ يومَ الفَصلِ وَصْلَـهُمُ |
| فَغَدَوتَ ربَّ الفَخرِ مُنفَرِداً | ونَدى يَديكَ وإنّه قَسَمُ |
| قَسَمَ الإلهُ لكَ العَلاءَ رِضاً | دُونَ الوَرى إنّ العُلى قَسَمُ |
| أُهدي إليكَ سَلامَ ذي كَلَف | عاني الحُشاشةَ شَفّهُ الألمُ |
| ما غَرَّدتْ بِنتُ الأراكِ وما | سَقَتِ الوَرى مِن كَـفّكَ الدِّيَمُ |
| بِـرَبْعِ العِزِّ عِندَك رَوضُ مَجدِكْ | يُغرِّدُ في هَناكَ ونُجْحِ قَصدِكْ |
| ويَنشُرُ فيه أعلامَ التَّهاني | ويَنشُرُ لؤلؤَ الـبُشرى بجهدِكْ |
| بمـولود لِـذاتِـك قلتُ: أرِّخْ | (تَصَوَّرَ نُورُهُ مِن بَدرِ مَجدِكْ) |
| 1320 |
وله تشطيرٌ لأبيات جاءته في رسالة من أحد أصدقائه، يقول فيها:
| (دَهري أراني عَجَبا) | دامَ لـهُ تَـعَـجُّـبـي |
| تاهَ بِهِ سَرْحُ النُهى | (وهو كثيرُ العَجَبِ) |
| (مِن عَيْلَم علاّمة) | أظهرَ ما لم أحسَبِ |
| ناهيكَ فيهِ مِن فتىً | (حِلْفِ الـنُهى والأدبِ) |
| (مهذبٌ راسي الحِجَى) | خفيفُ طَبع عَربي |
| إنّي وإنْ قلَّ الفِدا | (أفديِه مِن مهذَّبِ) |
| وما سمِعنا عن فتىً | مِثْل لهُ في الأدبِ |
| قد حالَ عن وُدّ أخ | ذا حسـب ونسـبِ |
| صدَّقَ ما يسمعُهُ | مِن كَذِبِ الأوهامِ بي |
| ولَمْ يُصَدِّقْ نَبَـئي | وإنْ يَـكُنْ عنِ النَّبي |
| وكَذَّبَ الوُجدانَ مِنْ | صِدْقِ فِعالِ الأنجبِ |
| قَد طُبِعَتْ نفسي على | طَبْع عَنِ العَرْجِ أبي |
| يا فئةً طابوا وما | تدنّسـوا بالرِّيَبِ |
| مَذاقُهم طابَ وما | طابَ لَهم ذو وَصَبِ |
| أَقـولُـهـا لأنّـهُـمْ | يَقْلونَ مَن لَمْ يُذنبِ |
| لَـمْ يَحْفَـظُوني وَهُـمُ | يَنْسُوْنَ ذَنْبَ المُذْنبِ |
| نَفْثةُ سُوء صَدرتْ | مِن ذي أسىً مُعذَّبِ |
| يَقدحُ منها شَررٌ | مِنْ مُهجةِ ذِي لَهَبِ |
| إنّ أخاكَ طَيِّبٌ | نفساً لِطيبِ الحَسَبِ |
| نَما بحِـجْر طَـيِّب | مِن طَـيِّب مِن طَـيِّبِ |
| نَـفْـسٌ لـهُ عـزيـزةٌ | أَنْفَـسُ نَفْس لأبي |
| كانت كما تَهوى العُلى | مَقرُّها في الشُّهُبِ |
| قَدْ أَنْـجَـبَـتْـهُ عُصْبةٌ | حَلّتْ بأعلى مَنصِبِ |
| لَمّا تَنادَتْ للعُلى | حَوَتْ جَميـعَ الرُّتَبِ |
| عِلماً وحِلماً، عفّةً | عفواً بيومِ الغضبِ |
| فَضلا سَخاءً وَرَعاً | حَـيَـاً كمالَ الأدبَ |
| ما السبـبُ الذي بِهِ | استحقَّ سُوءَ العَتَبِ |
| وليـسَ بـالجـاني الـذي | استوجَبَ ما لَم يجِبِ |
| لَم يَجْنِ غيرَ إنّهُ | أَجَنَّ حُبَّ النُّجُبِ |
| قَـلَـوْتُـمُ مُـتَـيَّـمـاً | قال: هواكُم مَذْهَبي |
| ومِـلّـتـي حُـبُّـكُـمُ | وإنْ قَطَعتُمْ سَـببي |
| ولَم يَزلْ دِيني الهوى | وَعَنْهُ لَم أَنقَلِبِ |
| حتّى أُوارى قَبلَـكُمْ | تحتَ صفيحِ النُّـوَبِ |
| ويَدفُنوني دُونَـكُمْ | فديتُـكُمْ في التُّـرَبِ |
| ولِلحِسابِ يَنشُـرُو | نَ كلَّ جِسم تَرِبِ |
| وللجَـوابِ يـسـألـو | ني عِندَ نَشْرِ الكُتُبِ |
| فأُفْصِحُ القولَ الذي | لَقِيتُ مِنه وَصَبي |
| مُنادياً فيهِ بما | مَنْ قالَه لَمْ يَخِبِ |
| آلَ محمّـد هَوِيْـ | ـتُ حَسـبُـنا ذا الأدبِ |
| مِنهُمْ وفِيهِمْ قَدْ طَلَـبْـ | ـتُ ولِقاهُم مَطْـلَبي |
| طُوبى لِمَن أَحَـبَّـهُـمْ | وَهْيَ أَعزُّ الـرُّتَـبِ |
| وَدانَ في وِلاهُمُ | وعَنْـهُمْ لَمْ يَرْغَبِ |
| أنّى وَفَوْا لِحُبّهِ | وَعْداً وَوَفَّوْا أَرَبي |
| فإنّني على الإبا | أفدي وَفاهُم بِأَبي |
| دامُوا ودامَ وُدُّهُمْ | ما دام عُمْرُ الحِقَبِ |
| وما زَهَتْ زَهْـرُ الرُّبى | تحتَ سَقيطِ الحَبِـبِ |
وكتب في صدر رسالة:
| كتابي قد تضمّنَ منكَ ذِكرا | يُحَـلِّي فيهِ ناظرُهُ نشيدَه |
| إذا نَشرَ المَلا ما فيه يطوي | ويُملي من مزاياكَ العَديدَه |
| ذكا فيه النديُّ كأنّ فيه | غَدَتْ تجني مساعيكَ الحميدَه |
وكتب في صدر كتاب:
| سَلامٌ ما لَمَى شَفتَيْ غَريرِ | تَـرَشَّـفُـهُ الذي فيهِ شِفَاهُ |
| يبيتُ مُسهَّداً سكرانَ صاحِ | حَليفَ الحُزنِ تَيَّمهُ هَواهُ |
| رَمَتهُ يدُ النَّوى عنهُ فأمسى | يُـكابِدُ ما تحمَّلَ في نَواهُ |
| بَـكاه لِجُودِه بالصدِّ حتّى | جَرَتْ في صَوبِ أدمُعِه دِماهُ |
| غَريقاً في بحورِ الهَمِّ أضحى | ونارُ لظى الصَّبابةِ في حَشاهُ |
| بأَطْيَبَ منهُ نَشراً حِينَ يَهدي | ويَنشرُ مِن فَمِ الذِكرى شَذاهُ |
| ولا رَشفُ الحُمَيّا حِينَ تُجنى | بأشهى للنَّدامى مِن جَناهُ |
| ولا نَقرُ المَثاني حِينَ تَشدو | بأحلى للخواطرِ مِن ثَناهُ |
| ولا زُهْرُ الدَّراري حِينَ تَبدو | بأزهى للنواظرِ مِن سَناهُ |
| إلى عَلياكَ يُهْدى مِن مُعَنّىً | نَحيلِ الجسمِ أنحلَهُ عَناهُ |
| فيا مَلِكَ الفَواضلِ أنتَ بحرٌ | وأين البدرُ من سامي عُلاهُ؟! |
| به العَليا تُباهي كلَّ مَولىً | فَهل مَن رامَ مَفْخَرَهُ حَكاهُ؟! |
| وكان إلى الفَواضلِ خيرَ مأوىً | فهل ساوى فضائلَه سِواهُ؟! |
| جَوادٌ ما جرى في الجُودِ إلاّ | وقالَ الناسُ ما أقصى مَداهُ! |
| هُمامٌ ما يَهُمُّ بِغَيرِ حَزم | ولا يَهْمِي الحَيَا كَحَيا حِباهُ |
| فتى العَلْيا الذي خَطَـبَـتْـهُ قِدماً | فأمهرَها بما مَلكَتْ يَداهُ |
| فيا دامتْ مساعيه ودامتْ | له البُشرى لِتُبلِغَـهُ مُناهُ |
| ولا زالَ الفَخارُ به يُنادي | وفي إظهارِ عَلياهُ نِداهُ |
وله مؤرّخاً بناء دار لأحد أصدقائه:
| شَيَّدَ بيتاً للنَّدى | نَدْبٌ سَما أندادَهُ |
| بيتاً سما هامَ السَما | لمّا غَدا عِمادَهُ |
| أبو الحَسْنَيْنِ مَنْ بِه | نالَ الهُدى مُرادَهُ |
| إنّ الفَخارَ جُملةً | ألقى لهُ قِيادَهُ |
| فَصَحَّ في تاريخِه | (لفخرِه قد شادَهُ) |
| 1329 |
| غادةٌ دارتْ رَحاها | بفؤادي مِن شَجاها |
| تُخْجِلُ الشمسَ إذا ما | بزغتْ رأدَ ضُحاها |
| أَحرَقتْ قلبَ المُعَـنّى | وشَـجَـتْـهُ بهَواها |
| بنهارِ الحُسنِ يُهْدى | وبِلَيلِ الجَعْدِ تاها |
| يا خَليلَيَّ إذا عُجْـ | تُـمْ إلى الحيِّ سَلاها |
| أتُراها يومَ بانَتْ | حَنّ قلبي لسِواها |
| وسَلاها عَن فؤادي | أتُرى يوماً سَلاها |
| عَلّها رَقّتْ لصَبّ | باتَ رِقّـاً في هَواها |
| مَلكتْ قلبي فساءتْ | وبإحسانِ جَزاها |
| إنْ تكنْ قدْ أَسْخَـطْـتَني | ونَفَتْ عنّي رِضاها |
| فَـبِـمَـدحـي لِـجَـواد | حَقَّـقَتْ نفسي مُناها |
| مِن بُيوتِ المجدِ لكن | فَضلُهم فوقَ ذُراها |
| أُسرةٌ فوقَ الثُّرَيّا | رَفَعَ الفَخرُ بِناها |
| قَد سَمَتْ قَدْراً فَشَدَّتْ | أَنْمُلُ العَلْيا حِباها |
| هِيَ عَينٌ لِلمَعالي | رَغِمَتْ أَنفُ عِداها |
| أدركوا العَلياءَ حتّى | بَلغوا أقصى مَداها |
| مَلكوا قَيْدَ المَعالي | فَقَضَوْا حقَّ عُلاها |
| دُمْتُمُ في غَضِّ عيش | والعُلى غَضٌّ بِناها |