الصفحة 178
العالي، والفطرة السليمة الحرّة، غيرَ مأخوذ بما يستدعي اتّباع المشهور لكونه مشهوراً من دون أن تسانده الأدلّة.

وبالإمكان مراجعةُ كتبه الاستدلالية ـ ومنها كتابه المطبوع في مباحث الحجّ ـ لتجد أُسلوبه بارزاً في عرض الأدلّة ومناقشتها، والانتهاء إلى الرأي السـديد.

شِـعره:

والمترجَم له بالإضافة إلى تفوّقه في الفقه والأُصول، وسُـمُـوّه في فهمها، فقد نال حظوةً كبرى في الأدب والنظم، وله مع الشيخ جواد الشـبيبي (رحمه الله) ـ الذي صاهره على ابنته الكبرى ـ مساجلاتٌ أدبية.. ومنها قول الشـبيبي من أبيات مطلعها:


فخرتُ بأعمامي وطُـلْـتُ بأخواليفزاحمتُ في الأفلاكِ كوكـبَها العالي

فأجابه شيخنا المظفّر، وذلك في 26 رمضان 1352 بقصيدة، منها:


سَهرتُ الليالي في أَمان وآمالِفإنّ الأماني بَعْدَكُم رأسُ أموالي
وَكَمْ جُبتُ ليلَ البَيْنِ أقطعُ جَوَّهُبسيّارة للفِكرِ تحملُ أثقالي
أقولُ لعينِ الشمسِ: لا تَبزُغي بهِفقد سارَ بي فِكري على برقِ آمالي


الصفحة 179

تُبشّرني يا شمسُ أنْ سوفَ نلتقيوأحظى برؤيا كوكبِ الشَرفِ العالي
وأنتَ إذا وافيتَ واستترَ الدُجىوأَنْجُمُهُ مَنْ يُخبرُ النَدبَ عَن حالي
وإنّيَ لا أرضى لِضوئكَ مِنّـةًإذا بَزغتْ شمسُ العُلى فوقَ أطلالي
بغُـرّتِها نورُ الجلالةِ ساطعٌبها يهتدي الساري إلى المَفْخَرِ العالي
أضاءتْ على أُفْقِ الكمالِ مُطِلّةًوجَرّتْ بروضِ الفضلِ فاضلَ أذيالِ
وألقتْ سَناها في خمائلَ للعُلىفزانتْ بلادَ الشَرقِ في الحَسَبِ الغالي
وبدرُ الهدى أنوارُه يَستفيدُهالأبنائهِ مِن نورِها الساطعِ الحالي
جَلا اليومَ ذِكراها لنفس تُفيدُهانفائسُ فخر لا نفائسُ أموالِ

*    *    *

وكتب من مدينة القرنة إلى صديقه الشيخ محمّـد رضا الخزاعي في صدر كتاب عام 1329 هـ:


صَبوتُ وقد سقاني الشَوقُ صَاباولَم أرَ صَبْوتي إلاّ صَوابا
وبِنْتُ ولي فؤادٌ مُستَهامٌيَرى عَذْبَ السلُـوِّ لهُ عَذابا


الصفحة 180

رحلتُ وقلبيَ المعمودُ آباإليكَ، فقلتُ: ترجعُ؟ قال: ابى
وقد أَوْدَعْتُه لكَ فَارْعَ فيهِودادي، إنّهُ لهَواكَ ذابا
فأَمْسَـتْ تحسدُ القلبَ المُعنّىعُيوني كي يُعاني ذا الجنابا
فَيـا قلبي ألا أبْلِغْهُ حاليوقُلْ: ودّعتُه صَبّـاً مُصابا
يَبيتُ مُسهَّداً سَهرانَ طَرْفقَريحَ الجَفْنِ يَنسكبُ انسِكابا
فمَنْ لي لَو يَحلّ سوادَ عينيكما هو في سُوَيْدا القلبِ ذابا
وتَجْمَعُني وخيرَ أخ وَدوددِيارٌ أخصبَتْ فيهِ جنابا
فأُشهِدُ واحداً في العِزِّ فَرداًفَتَـىً طابتْ مآثرُهُ وَطابا
حليفَ الفضلِ والإفضالِ قِدماًومَنْ ملأتْ أياديهِ الرِحابا
محمّـدٌ الرِضا الزاكي أُصولارضيَّ الفرعِ نَدْباً مُستطابا
ألا يا نَسمةَ الأسحارِ هُبّيلِمَنْ مَلَـكَتْ مَواهِبُه الرِقابا
وَعنّي بَلّغيهِ سَلامَ عانبهِ حَضَرتْ مودّتُه وغابا

*    *    *

وله قصيدة يخاطب بها أمير المؤمنين الإمام عليّ (عليه السلام):


دَهتـني الهمومُ ولا مُنجـدُوقلبي بها مُتْهِمٌ مُنْجِدُ
وَلاكَ فمُ الضُرِّ قَلبي وقَدْطَوى صَبْرِيَ الزَمنُ الأَنْـكَدُ
فأَقْوَتْ مَعالِمُـهُ بَـعـدمـاوَهى عَن قِوى جَلَدي الجَلْمَدُ
ولَـمّا هَفا كَبِدي للضَنَىوأجْهَدَهُ الشَجَنُ المُـكْمِدُ
رَبطْت ُ فؤادي بكَفِّ المُنىزَماناً ومَا لي سِواها يَدُ
فَمُذْ خابَ ظَنّي وَرَدْتُ الأميرَوما طابَ لي غيرَهُ مَوْرِدُ


الصفحة 181

فيا رحمةَ اللهِ عَطْفاً فَقَدْتَجهّمني الصاحبُ المُسْعِدُ
عَهِدْتُـكَ لِلْمُـلْـتَجي جُنّـةًإذا ما دهى جَلَلٌ مُجْهِدُ
وقد كنتَ مَقصَدَ أهلِ الرَجالَدى الضُرِّ إذْ عَزّ مَن يُقصَدُ
ولولاكَ غاضَتْ بِحارُ النَدىوما كان رِفْدٌ ولا مُرْفِدُ
ولولاكَ ما دَرَّ دَرُّ الحَياولا دارَ في أُفْـقِـهِ فَـرْقَـدُ
فـحـقِّـقْ رَجاي بِما أبتَغيفَقَدْ حُقّ لي مِنكمُ المَوعدُ
أترضى بأنّيَ أشقى وفيفؤادي لظى شَجَني تُوقَدُ؟!
وتَرضى أبيتُ ليالي الأسىوعينُ الرَجا طَرْفُها أرمدُ؟!
وتَرضى أَضلُّ ومنكَ الرشادُوأنتَ لِما نابَني تَشْهَدُ؟!
ولولاكَ ما سارَ فُلْكُ الهُدىولا بانَ رُشْدٌ ولا مُرْشِدُ!
فإنْ لَمْ يَسَعْنا مَدى فَضلِكموضاقَ بِنا فَلِمَنْ نَقْصِدُ؟!
وَحَاشا يَضيقُ وأنتَ الجَوادُوآيةُ جُودِك لا تُجْحَدُ
أتُغْـضِي وأنتَ الوَليُّ الذييُحَلُّ بأمرِكَ ما يُعْـقَدُ؟!
أتُغْـضِي وأنتَ القَديرُ الذيلكَ الأمرُ والنَهيُ والسُؤدَدُ
فإنْ لَم تَغِثْ فَلِمَنْ نَلْتَجيوما في الوَرى مَقْصَدٌ يُحْمَدُ؟!
ببابِ الرَجا عَـكَـفَتْ هِمّتيويَصْرُخُ في نَبَـئِـي المِذْوَدُ
إلى المُصطفى وإليكَ انتهىرَجائي وحَقّـاً به أُسْعَدُ

*    *    *

وله يرثي الإمام الحسـن السبط (عليه السلام) بقوله:


الرُّسْلُ تَفْخَرُ والأملاكُ والأُمَمُبالطاهِرِ المُجتبى والبَيتُ والحَرَمُ


الصفحة 182

والأرضُ تَخضعُ إجلالا لهيبتهِوالعقلُ يَخدمهُ واللَّوحُ والقَلمُ
ما الإنسُ والجِنُّ والأملاكُ قاطبةًإلاّ لهُ خُلِقوا قِدْماً وإنْ عَظَموا
مِن مَعشر أَحدَقتْ بالعَرشِ مُشْرِقةًأنوارُهمْ وَهُمُ الأسحارُ والكَلِمُ
وعصبة كان في نصّ الغديرِ لَهُمْفَضْلٌ جَلِيٌّ وفيهِ تَمّتِ النِّعَمُ
أئمّـةٌ للهُدى طابَتْ أُرُومَـتُـهُـمْوفي بُيُوتِهِمُ الآياتُ والحِكَمُ
لَهُمْ إيابُ الوَرى يومَ الحِسابِ وفيأيْدِيهُمُ الحَوضُ والنَّعْماءُ والنِّقَمُ
فَمِنهُمُ الحَسنُ الزاكي ومَن شَرُفَتْبحُسنهِ الخِصلتانُ الحُكْمُ والكَرَمُ
رُوحُ النبيِّ ونَفْسُ المُرتضى وأخُ الشهيــدِ وابنُ التي تُجْلى بها الظُّلَمُ
هُوَ المَلاذُ ومَن فيهِ المَعاذُ غداًوفيه لِلْمُلْتَجي مَنْجَىً ومُعْتَصَمُ
الدِينُ والعِلمُ والعَليا بِه جُمِعَتْلكنْ تَفرّقَ عنهُ الناسُ حينَ عَمُوا
ما رُوعِيَتْ لرسولِ اللهِ حُرمتُهُفيهِ ولا عَهدُه، كلاّ ولا الرَّحِمُ


الصفحة 183

باعوا بدُنياهُـمُ الأُخرى على خَطَلويَمّموا قَتْلَهُ يا بِئسَما أَمَمُوا
تَعْساً لَهُمْ تَركوا الوَغدَ اللئيمَ علىمنابرِ المُصطفى يَنْـزُو وَيَحْـتَـكِمُ
لا غَرْوَ أنّهمُ أَحرى بَمِثلِـهُمُإذ سادَهُمْ بعدَ يَعسُوبِ الهُدى الرَّخَمُ
قَدْ عاهدَ المُجتبى والغَدرُ شِيمتُـهُفَخانَـهُ وَهْوَ مَن تُرعى بهِ الذِّمَمُ
وَدَسَّ سُمّاً نَقيعاً قد أصابَ بهِفؤادَه يا فِداهُ العُرْبُ والعَجَمُ
ومنهُ ألقى لِما يَلْـقاه طائفةًمِن قلبِه قِطَعاً في الطَّسْتِ وَهْوَ دَمُ

*    *    *

ومن شعره يسـتنجد بالإمام المهديّ (عليه السلام) قوله:


إلامَ أُقاسي الأسى والوَصَبْوحَتّامَ أَضْنى وقلبي يَجِبْ
فيا رَحمةَ اللهِ عَطْفاً علىمُقيم بِجَنبِكَ رَهْنِ النُّوَبْ
تَرامَـتْ إليـكَ رِكابُ الـهَوىتَخُبُّ بِرَكْبِ الرَّجا والطَلَبْ

*    *    *


الصفحة 184
وقال يتشوّق إلى وطنه وهو في البصرة:


رُبوعَ الحِمى هَلْ إليكِ رجوعُوهَلْ لي بِداراتِ الديارِ طُلوعُ؟!
وهل تَرِدُ الألحاظُ مَنْـهَلَ أُنسِهاويَجمعُـها والماجدِينَ شُروعُ؟!
وهل يبلغُ المَعمودُ مأمَنَ عِزّهِفيأمَـنُ رَوْعٌ للكَئيبِ مَرُوعُ؟!
وهلْ لي في تلكَ المَنازِلِ وَقْفةٌتُبَثُّ لَدَيها لَوعةٌ ووُلوعُ؟!
فَقَدْ مَلَـكَتْ قَلْبي الأبيَّ هُمومُـهُوعاصي دُموعي للغَرامِ مُطيعُ
وكَمْ بِتُّ مِنْ بَعدِ الوَداعِ مُسَهَّداًأُعاني الأَسى والوادِعونَ هُجُوعُ
فَمَن لي بِكَوْماء بَرى جِسمَها السُّرىوشَوقي بُراها والغَرامُ نُسوعُ
لِـتُـبْـلِـغني أرضَ الغَرِيِّ ورَوضَــةَ الوصيِّ التي مِنها الزمانُ يَضُوعُ
فأُمْسِكُ أَطرافَ العِتابِ بِمِذْوَديوأَفرُشُ خَدّاً ما عَلاهُ خُضُوعُ

وله هذه المقطوعة الجميلة:


حيّاكَ يا قلبُ فأحياكارِيمُ الحِمى إذْ زارَ مَغْناكا
بُشراكَ فيه زائراً بَعْدَماأبْعَدَ لُقياكَ وأَشجاكا
أخْلَفَكَ الوعدَ ولَم يَتَّـئِبْوعِندما وافاكَ أَوْفاكا


الصفحة 185

لقد قضى بالعدلِ ما بينَـناوبَعْدَما راعاكَ أَرْعاكا
جَنيتُ مِن فِيهِ جَناهُ وَقَدْعَدا بريّاه وأَرْواكا

*    *    *

وله في صدر كتاب عن لسان بعض الأصحاب:


يا مَن به الأحكامُ والحِكَمُدارتْ فأَمَّتْ دارَهُ الأُمَمُ
لكَ في الأنامِ مَناقِبٌ ظَهرَتْلَم يُحصِها القِرطاسُ والقَلمُ
فَنَداكَ قامَ لكَ الفَخارُ بهِإنّ الفَخارَ دِعامُهُ الكَرمُ
وجميلُ خُلْقِكَ دانَ فيهِ لكَالعربُ الكُماةُ الصِّيدُ والعَجَمُ
وعَظيمُ حِلمِكَ قد بَلَغتَ بهِما ليسَ يبلُـغُ نَعْـتَـهُ الكَلِمُ
ما هَزّتِ الأيّامُ رُكنَكَ فيما فيه رُكنُ الطَوْدِ يَنهَدِمُ
هَبّتْ عَليكَ زَعازِعٌ فَغَدَتْمنها بِحارُ البَغْيِ تَلتطِمُ
لـكِنّما قابَلْتَ عاصِفَهابِرَزينِ حِلْم زانَهُ الحُلُمُ
هذا تراثُـكَ مِن نَبيِّ هُدىًتُجْلى بِنُورِ جَبـينِه الظُلَمُ
ووصيِّهِ الزاكي وآلِهِماأسْمى الوَرى وسِواهُمُ الخَدَمُ
فاهْـنَـأْ بأنّكَ يا وَلـيَّـهُمُومُطيعَـهُمْ مِنهُمْ ونَجْـلَـهُمُ
فَهُمُ الأُسودُ وأنتَ شِبلُهُمُوهُمُ الأُصولُ وأنتَ فَرْعُهُمُ
وتَبِعْتَهُمْ في كلّ مَـكْرُمةلِتَنالَ يومَ الفَصلِ وَصْلَـهُمُ
فَغَدَوتَ ربَّ الفَخرِ مُنفَرِداًونَدى يَديكَ وإنّه قَسَمُ
قَسَمَ الإلهُ لكَ العَلاءَ رِضاًدُونَ الوَرى إنّ العُلى قَسَمُ
أُهدي إليكَ سَلامَ ذي كَلَفعاني الحُشاشةَ شَفّهُ الألمُ
ما غَرَّدتْ بِنتُ الأراكِ وماسَقَتِ الوَرى مِن كَـفّكَ الدِّيَمُ

*    *    *


الصفحة 186
وله مؤرّخاً عام ولادة عبـد الأمير بن الشيخ محمّـد رضا الخزاعي:


بِـرَبْعِ العِزِّ عِندَك رَوضُ مَجدِكْيُغرِّدُ في هَناكَ ونُجْحِ قَصدِكْ
ويَنشُرُ فيه أعلامَ التَّهانيويَنشُرُ لؤلؤَ الـبُشرى بجهدِكْ
بمـولود لِـذاتِـك قلتُ: أرِّخْ(تَصَوَّرَ نُورُهُ مِن بَدرِ مَجدِكْ)
  1320

وله تشطيرٌ لأبيات جاءته في رسالة من أحد أصدقائه، يقول فيها:


(دَهري أراني عَجَبا)دامَ لـهُ تَـعَـجُّـبـي
تاهَ بِهِ سَرْحُ النُهى(وهو كثيرُ العَجَبِ)
(مِن عَيْلَم علاّمة)أظهرَ ما لم أحسَبِ
ناهيكَ فيهِ مِن فتىً(حِلْفِ الـنُهى والأدبِ)
(مهذبٌ راسي الحِجَى)خفيفُ طَبع عَربي
إنّي وإنْ قلَّ الفِدا(أفديِه مِن مهذَّبِ)
وما سمِعنا عن فتىًمِثْل لهُ في الأدبِ
قد حالَ عن وُدّ أخذا حسـب ونسـبِ
صدَّقَ ما يسمعُهُمِن كَذِبِ الأوهامِ بي
ولَمْ يُصَدِّقْ نَبَـئيوإنْ يَـكُنْ عنِ النَّبي
وكَذَّبَ الوُجدانَ مِنْصِدْقِ فِعالِ الأنجبِ
قَد طُبِعَتْ نفسي علىطَبْع عَنِ العَرْجِ أبي
يا فئةً طابوا وماتدنّسـوا بالرِّيَبِ
مَذاقُهم طابَ وماطابَ لَهم ذو وَصَبِ


الصفحة 187

أَقـولُـهـا لأنّـهُـمْيَقْلونَ مَن لَمْ يُذنبِ
لَـمْ يَحْفَـظُوني وَهُـمُيَنْسُوْنَ ذَنْبَ المُذْنبِ
نَفْثةُ سُوء صَدرتْمِن ذي أسىً مُعذَّبِ
يَقدحُ منها شَررٌمِنْ مُهجةِ ذِي لَهَبِ
إنّ أخاكَ طَيِّبٌنفساً لِطيبِ الحَسَبِ
نَما بحِـجْر طَـيِّبمِن طَـيِّب مِن طَـيِّبِ
نَـفْـسٌ لـهُ عـزيـزةٌأَنْفَـسُ نَفْس لأبي
كانت كما تَهوى العُلىمَقرُّها في الشُّهُبِ
قَدْ أَنْـجَـبَـتْـهُ عُصْبةٌحَلّتْ بأعلى مَنصِبِ
لَمّا تَنادَتْ للعُلىحَوَتْ جَميـعَ الرُّتَبِ
عِلماً وحِلماً، عفّةًعفواً بيومِ الغضبِ
فَضلا سَخاءً وَرَعاًحَـيَـاً كمالَ الأدبَ
ما السبـبُ الذي بِهِاستحقَّ سُوءَ العَتَبِ
وليـسَ بـالجـاني الـذياستوجَبَ ما لَم يجِبِ
لَم يَجْنِ غيرَ إنّهُأَجَنَّ حُبَّ النُّجُبِ
قَـلَـوْتُـمُ مُـتَـيَّـمـاًقال: هواكُم مَذْهَبي
ومِـلّـتـي حُـبُّـكُـمُوإنْ قَطَعتُمْ سَـببي
ولَم يَزلْ دِيني الهوىوَعَنْهُ لَم أَنقَلِبِ
حتّى أُوارى قَبلَـكُمْتحتَ صفيحِ النُّـوَبِ
ويَدفُنوني دُونَـكُمْفديتُـكُمْ في التُّـرَبِ
ولِلحِسابِ يَنشُـرُونَ كلَّ جِسم تَرِبِ


الصفحة 188

وللجَـوابِ يـسـألـوني عِندَ نَشْرِ الكُتُبِ
فأُفْصِحُ القولَ الذيلَقِيتُ مِنه وَصَبي
مُنادياً فيهِ بمامَنْ قالَه لَمْ يَخِبِ
آلَ محمّـد هَوِيْــتُ حَسـبُـنا ذا الأدبِ
مِنهُمْ وفِيهِمْ قَدْ طَلَـبْــتُ ولِقاهُم مَطْـلَبي
طُوبى لِمَن أَحَـبَّـهُـمْوَهْيَ أَعزُّ الـرُّتَـبِ
وَدانَ في وِلاهُمُوعَنْـهُمْ لَمْ يَرْغَبِ
أنّى وَفَوْا لِحُبّهِوَعْداً وَوَفَّوْا أَرَبي
فإنّني على الإباأفدي وَفاهُم بِأَبي
دامُوا ودامَ وُدُّهُمْما دام عُمْرُ الحِقَبِ
وما زَهَتْ زَهْـرُ الرُّبىتحتَ سَقيطِ الحَبِـبِ

*    *    *

وكتب في صدر رسالة:


كتابي قد تضمّنَ منكَ ذِكرايُحَـلِّي فيهِ ناظرُهُ نشيدَه
إذا نَشرَ المَلا ما فيه يطويويُملي من مزاياكَ العَديدَه
ذكا فيه النديُّ كأنّ فيهغَدَتْ تجني مساعيكَ الحميدَه

*    *    *

وكتب في صدر كتاب:


سَلامٌ ما لَمَى شَفتَيْ غَريرِتَـرَشَّـفُـهُ الذي فيهِ شِفَاهُ
يبيتُ مُسهَّداً سكرانَ صاحِحَليفَ الحُزنِ تَيَّمهُ هَواهُ
رَمَتهُ يدُ النَّوى عنهُ فأمسىيُـكابِدُ ما تحمَّلَ في نَواهُ


الصفحة 189

بَـكاه لِجُودِه بالصدِّ حتّىجَرَتْ في صَوبِ أدمُعِه دِماهُ
غَريقاً في بحورِ الهَمِّ أضحىونارُ لظى الصَّبابةِ في حَشاهُ
بأَطْيَبَ منهُ نَشراً حِينَ يَهديويَنشرُ مِن فَمِ الذِكرى شَذاهُ
ولا رَشفُ الحُمَيّا حِينَ تُجنىبأشهى للنَّدامى مِن جَناهُ
ولا نَقرُ المَثاني حِينَ تَشدوبأحلى للخواطرِ مِن ثَناهُ
ولا زُهْرُ الدَّراري حِينَ تَبدوبأزهى للنواظرِ مِن سَناهُ
إلى عَلياكَ يُهْدى مِن مُعَنّىًنَحيلِ الجسمِ أنحلَهُ عَناهُ
فيا مَلِكَ الفَواضلِ أنتَ بحرٌوأين البدرُ من سامي عُلاهُ؟!
به العَليا تُباهي كلَّ مَولىًفَهل مَن رامَ مَفْخَرَهُ حَكاهُ؟!
وكان إلى الفَواضلِ خيرَ مأوىًفهل ساوى فضائلَه سِواهُ؟!
جَوادٌ ما جرى في الجُودِ إلاّوقالَ الناسُ ما أقصى مَداهُ!
هُمامٌ ما يَهُمُّ بِغَيرِ حَزمولا يَهْمِي الحَيَا كَحَيا حِباهُ
فتى العَلْيا الذي خَطَـبَـتْـهُ قِدماًفأمهرَها بما مَلكَتْ يَداهُ
فيا دامتْ مساعيه ودامتْله البُشرى لِتُبلِغَـهُ مُناهُ
ولا زالَ الفَخارُ به يُناديوفي إظهارِ عَلياهُ نِداهُ

وله مؤرّخاً بناء دار لأحد أصدقائه:


شَيَّدَ بيتاً للنَّدىنَدْبٌ سَما أندادَهُ
بيتاً سما هامَ السَمالمّا غَدا عِمادَهُ
أبو الحَسْنَيْنِ مَنْ بِهنالَ الهُدى مُرادَهُ
إنّ الفَخارَ جُملةًألقى لهُ قِيادَهُ
فَصَحَّ في تاريخِه(لفخرِه قد شادَهُ)
  1329

*    *    *


الصفحة 190
وله يهنّئ الشيخ جواد بن الشيخ صافي الطُّريحي بقرانه سنة 1321، وهو من أوائل شعره:


غادةٌ دارتْ رَحاهابفؤادي مِن شَجاها
تُخْجِلُ الشمسَ إذا مابزغتْ رأدَ ضُحاها
أَحرَقتْ قلبَ المُعَـنّىوشَـجَـتْـهُ بهَواها
بنهارِ الحُسنِ يُهْدىوبِلَيلِ الجَعْدِ تاها
يا خَليلَيَّ إذا عُجْـتُـمْ إلى الحيِّ سَلاها
أتُراها يومَ بانَتْحَنّ قلبي لسِواها
وسَلاها عَن فؤاديأتُرى يوماً سَلاها
عَلّها رَقّتْ لصَبّباتَ رِقّـاً في هَواها
مَلكتْ قلبي فساءتْوبإحسانِ جَزاها
إنْ تكنْ قدْ أَسْخَـطْـتَنيونَفَتْ عنّي رِضاها
فَـبِـمَـدحـي لِـجَـوادحَقَّـقَتْ نفسي مُناها
مِن بُيوتِ المجدِ لكنفَضلُهم فوقَ ذُراها
أُسرةٌ فوقَ الثُّرَيّارَفَعَ الفَخرُ بِناها
قَد سَمَتْ قَدْراً فَشَدَّتْأَنْمُلُ العَلْيا حِباها
هِيَ عَينٌ لِلمَعاليرَغِمَتْ أَنفُ عِداها
أدركوا العَلياءَ حتّىبَلغوا أقصى مَداها
مَلكوا قَيْدَ المَعاليفَقَضَوْا حقَّ عُلاها
دُمْتُمُ في غَضِّ عيشوالعُلى غَضٌّ بِناها