مصنّـفاتـه:
وقد أغنى الشيخ المظفّر (قدس سره) المكتبة الإسلامية بمصنّفات جليلة في شتّى العلوم، منها:
1 ـ دلائل الصدق لنهج الحقّ: وهو من أنفس الكتب في بابه، طبع غير مرّة في النجف الأشرف، وطهران، والقاهـرة، وهو الذي تقرأ له هذه المقـدّمة.
2 ـ شرح القواعد، وهو شرح كبير على قواعد الأحكام للعلاّمة الحلّي.
3 ـ الإفصاح عن أحوال رجال الصحاح: كتاب وحيد في بابه، وهو قيد التحقيق في مؤسّـستنا، وسيصدر قريباً إن شاء الله تعالى.
4 ـ شرح كفاية الأُصول للآخوند الخراساني.
5 ـ حاشية على العروة الوثقى.
6 ـ رسالة في فروع العلم الإجمالي.
7 ـ وجيزة المسائل: وهي رسالة عملية مطبوعة تتضمّن خلاصة آرائه وفتاواه في المسائل الفقهية، كتبها لتكون مرجعاً لمقلّديه.
8 ـ حاشية على رسالة السيّد أبو الحسن الأصفهاني.
9 ـ حاشية على رسالته الصغيرة.
10 ـ حاشية على مناسك الحجّ للسيّد أبو الحسن الأصفهاني.
11 ـ حاشية على الرسالة العملية للشيخ عبـد الحسـين مبارك.
12 ـ مضافاً إلى مجموعة شعره.
وفـاتـه:
توفّي رحمه الله ظهيرة يوم الأربعاء 23 ربيع الأوّل سنة 1375 هـ بمستشفى الكرخ ببغداد، بعد مرض عضال، وحين أُعلن عن وفاته اهتزّت الأوساط الشيعية في العراق وغيره لهذا النبأ المروّع، ونقل جثمانه الطاهر إلى النجف الأشرف يوم الخميس 24 ربيع الأوّل بموكب قلّ نظيرُه، وقد رقد في جوار إمامه أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام)، في مقبرته الخاصّة الكائنة على الشارع العامّ من طريق الكوفة اليوم.
وقد كان يومه يوماً مشهوداً شاركت فيه جماهير المؤمنين، وتعطّلت فيه الأعمال، وأُغلقت الأسواق، وتوقّفت الدراسات الدينية لمدّة عشرة أيّام حزناً على شيخنا العظيم، وأُقيمت مجالس الفاتحة في النجف وفي كثير من أنحاء العراق وخارجه، وامتدّت إلى يوم الأربعين.
كما أُقيم في ذكرى أربعينيّته حفل تأبينيّ كبير في مدرسة الإمام البروجردي في النجف الأشرف يوم 8 جمادى الآخرة سنة 1375 هـ، وأُخرى في مدينة البصرة في 22 جمادى الآخرة، أُلقيت فيها قصائد الرثاء وكلمات التأبين من قِبل علماء الأُمّة وأُدبائها عبّرت عمّا لشيخنا رضوان الله عليه من مكانة سامية في نفوس المؤمنين ; وقد أرّخ وفاته شعراً عدد من الأفاضل، كان من بينهم العلاّمة السيّد محمّـد الحلّي، الذي قال:
كم للهدى بعد أبي أحمد | مِن أمل خابَ ونجم خَبا |
فشِرْعَةُ الحقِّ بتاريخها | تنعى رجالُها (الحسنَ) المجتبى |
تَبقى ـ يَتيهُ بها الخُلودُ ويَفْخَرُ ـ | ذِكْراكَ في شَفَةِ الزمانِ تَـكَرَّرُ |
الليـلُ يَطوِيـها: خُشوعاً ذابِلا | والصُبحُ يُطلِقُها: قِوىً تَتَـفجّرُ |
وَلأَنْتَ في الحالَينِ: أقوى ضَارع | يَـعنو.. وأَلْيَـنُ قائد يَـتـحرّرُ |
شَمَختْ طَهارةُ أصْغَرَيْكَ: فمنطِقٌ | صَاف، وقلبٌ بالحنانِ مُفجَّرُ |
وصَلابةٌ في الحقِّ دُونَ مَنالِها | فِكرٌ أَشَلُّ، وخاطِرٌ مُتحجِّرُ |
تَعِبتْ عيونُ الركبِ.. ليس بمُدرِك | أذيالَ شَوطِكَ طرفُهُ المتحيِّرُ |
وَكَبَتْ بِهم صَهَواتُ مَجد خَيلُها | هَزْلى، من العُشْبِ المُهَوِّمِ تَعثُرُ |
وتَدرّعوا جُبَبَاً بَلَيْنَ، يَكادُ مِن | مِزَق بها تَرَفُ الغَضارةِ يَطفُرُ |
آمنتُ أنّ الصِدْقَ أبلَقُ دُونَهُ | سَعَةُ المَدى.. والزَيْفَ أعرجُ أَزْوَرُ |
أأبا (الدلائلِ) مِن ضَمِيركَ (صِدقُها) | يُسقى.. ومِن وَضَح بطبعِكَ تُسفِرُ |
ومن الصَفاءِ العَذْبِ تَجري رِقّةً | وصَفاءَ طَبع، في مَداها، الأسطرُ |
فالنفسُ ـ وَاضِحةَ السُلوكِ وَجْهَمَةً ـ | لا بُدَّ في ما أنْتَجَتْ تَتصوَّرُ |
فإذا صَفا طَبْعُ النجومِ وَجَدتَ في | وَضَحِ الغديرِ صَفاءَها يَتموَّرُ |
وإذا غَرَسْتَ الكَرْمَ في مُستَنْقَع | سَبِخ.. طَعِمْتَ المِلحَ في ما يُثمِرُ |
يُهنِيكَ أنّكَ قد وَصَلْتَ إلى المدى | عَفَّ اليَدَيْنِ، وَوَجْهُ يومِكَ مُسفِرُ |
وبَلَغْتَ مَرماها، وثوبُكَ لم يكن | أبداً بِلَونِ غُبارِها يَتغيَّرُ |
في حينَ صَفَّقَتِ الجُموعُ لفارس | يَطَأُ العِنانَ جَوادُهُ فَيُقَصِّرُ |
ومُساهِم في الشوطِ أكبرُ حِذْقِهِ: | لو يَعتلِيهِ مِن الغُبارِ الأكثَرُ!! |
ومُجانِب سَمْتَ الجميعِ وهَمُّهُ | في: كيفَ يَختَزِلُ الطريقَ فيَظْهَرُ!! |
ومُحشِّدِ الأنصارِ، يُوهِمُ نَفْسَهُ | أنّ المُصفِّقَ مُعجَبٌ مُتأثِّرُ!! |
تَعِبوا... فَدُونَ الغايةِ الكبرى يدٌ | تُوهِي العِنانَ، وحَاجِزٌ لا يُطفَرُ |
ومنهـا:
أأبا (الدلائلِ) هل تَراك قصيدتي | سَمْحاً، كعهدِكَ في الحياة فتَعْذِرُ؟! |
فلقد حَشَدْتُ خواطري ليَطِيبَ مِن | ذِكراكَ هذا المِنبرُ المُتذكِّرُ |
لـكـنّها ثارتْ، وأَطْبَقَ أُفقُها | بدُخانِ قَلب لم يَزلْ يَتفجّرُ |
حتّى إذا انحسَرَ الدُخانُ وَلُحْتَ في | طُرَرِ الغُروبِ، وضَوءُ وجهِكَ أصفرُ |
أدركتُ أنّا قادِمونَ لليلة | عُسرى، يَغيمُ بها الرجاءُ الخيِّرُ |
يُهْنِـيكَ أنّكَ قد بلغتَ مَغِيبَها | كالشمسِ، لم يَحْجُبْ سَناكَ العِثْيَرُ |
وتَركتَ في (القَمَريْنِ) بعدكَ للسُرى | في الليلةِ الظَلماءِ ما يُـتَـنَـوَّرُ |
فالجيلُ مِن هَديِ (الرِضا) مُتقدِّمٌ | في شوطِهِ، ومن (الحسينِ مُظفَّرُ) |
أُسلوب العمل ومنهج التحقيق
لأهمّـيّة الكتاب المتمثّلة بكونه دورة كلامية عقائدية كاملة، جاءت على مباحث الإلهيّات والنبوّة والإمامة بأُسلوب علميّ رصين، قويّ السبك، وبلغة سهلة، مع خُلق رفيع في أدب المناظرة والحوار، ممّا جعله في نظر الأوساط العلمية الردّ الأمثل على كتاب ابن روزبهان، والكتاب الأفضل في تبيين عقائد الإمامية الاثني عشرية وإبراز معالمها، فأصبح " دلائل الصدق " في موقع الريادة على المستويين الحِجاجي والكلامي.
مضافاً إلى ذلك أنّ أيّاً من طبعتَي الكتاب في طهران والقاهرة غير متوفّرتين في المكتبات لمن يروم اقتناءها، بعد مضيّ أكثر من ربع قرن على آخر طبعاته، ممّا جعل الحصول على إحداها عسيراً.
لذلك كلّه فقد شرعت مؤسّـسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث بتحقيق هذا السفر الجليل وفق أُسلوب العمل الجماعي، الذي تميّزت به أعمالها.
هـذا، وقد جرت خطوات العمل كالآتي:
النسـخ المعتمـدة:
اعتمدنا في عملنا على مخطوطة ومطبوعتين، هي:
1 ـ النسخة المخطوطة:
وهي التي أتحفنا بها نجل المؤلّف الأُستاذ الدكتور محمود المظفّر ـ حفظه الله تعالى ـ، دوّنها الشيخ المصنّف (قدس سره)بخطّه الشريف، وهي كاملة المحتوى، واضحة الخطّ، كُتبت عناوينها بشكل بارز، ويشاهد فيها بعض التصحيحات والتعليقات كتبها الشيخ المؤلّف (رحمه الله) في الحاشية.
وتتألّف هذه النسخة من ثلاثة أجزاء، وقع الفراغ منها في 29 ربيع الآخر 1350 هـ، تضمّنت هذه الأجزاء أُصول الدين، ولم يتعرّض فيها إلى أُصول الفقه وفروعه في ردّه على ابن روزبهان، وقد أشار إلى سبب ذلك بقوله: " وليقف إلى هنا جواد القلم، فإنّ أُصول الدين هي الأصل، فإنْ وفّق الله سبحانه الناظرَ في هذا الكتاب لاتّباع الحقِّ فهو في غنىً عن الكلام في
وذكر الشيخ المظفّر (قدس سره) في خاتمة الكتاب منهجيّته في النقل من كتب أهل السُـنّة، فقد قال فيها:
" خاتمة: نقدّم فيها العذر لإخواننا الكرام عن قلّة ما ننقل من كتب أهل السُـنّة، فنقول:
أنت تعلم أنّ النجف الأشرف بلدة إمامية، ولا حاجة لأهلها في اقتناء كتب القوم، ولكن قد توجد في بعض المكتبات، وأنا بالخصوص لا أملك شيئاً منها سوى كنز العمّال في أثناء تأليفي لهذا الكتاب، وما كنت أعرف أكثر كتبهم مسمّىً ولا اسماً.
ولمّا شرعت في هذا الكتاب التزمت باستعارة ما أحتاجه منها، فاستعرت ما تيسّر لي منها، فقلَّ لذلك نقلي عن كتبهم، وقد كان لا يهون على نفسي أن تطول عندي إقامة كتاب غيري، فأنا ربّما استعرت الكتاب حيناً وأعدته إلى صاحبه، ولذا تراني أنقل عن الكتاب الواحد مرّة عنه بنفسه ومرّة بالواسطة، وربّما أنقل عن الكتاب شيئاً في مقام وفيه أشياء نافعة لمقامات أُخر لا أعلم بها، مضافاً إلى ضيق الوقت واهتمامي بما هو أهمّ لديّ.. ومع ذلك قد جاء بحمد الله تعالى وافياً بالمطلوب، كافياً لطالب الحقّ.
وأنا أرجو ممّن يطّلع من إخواني على أكثر ممّا ضمّنته هذا الكتاب، أن يعلّق عليه، وله الفضل علَيَّ، والجزاء الأسنى من الله عزّ وجلّ.
فممّا نقلت عنه كثيراً:
ونقلت أيضاً عن صحيح الترمذي في جملة من المقامات..
كما نقلت قليلا عن صحيحي النسائي وأبي داود وموطّـأ مالك، وعيّـنت المحلّ بالباب والكتاب ونحو ذلك..
ونقلت كثيراً عن الدرّ المنثور للسيوطي، وتعرف المحلّ منه بالآية..
كما ربّما نقلت عن تفسير الزمخشري والرازي وبعض التفاسير الأُخر، وتعرف المحلّ أيضاً بالآية..
ونقلت أيضاً عن مستدرك الحاكم أبي عبـد الله، المطبوع بالطبعة الأُولى بمطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية بحيدر آباد الدكن..
وعن كنز العمّال، المطبوع أيضاً بهذه المطبعة..
وعن تاريخ الطبري، المطبوع بالطبعة الأُولى بالمطبعة الحسينية المصرية..
وعن كامل ابن الأثير، المطبوع أيضاً بالطبعة الأُولى بالمطبعة الأزهرية المصرية..
وعن مسند أحمد بن حنبل، المطبوع بالمطبعة الميمنية بمصر، الذي انتهى طبعه سنة 1313 هجرية..
وعن شرح النهج لابن أبي الحديد، المطبوع بمطبعة دار الكتب العربية الكبرى بمصر، الذي انتهى طبعه سنة 1329 هجرية..
وعيّنت المحلّ في هذه المذكورات أخيراً بالصحيفة من الجزء، ليكون أسهل للتناول..
ونقلت أيضاً كثيراً عن صواعق ابن حجر، وعيّنت المحلّ بالفصل والباب..
وعلى هذا القيـاس..
وقد وقع الفراغ من تأليف هذا الكتاب في اليوم... ".
2 ـ طبعة طهران:
وقد طُبعت في حياة المؤلّف (قدس سره)، وأشرف على تصحيحها بنفسه، فجاءت مختلفة عن النسخة المخطوطة في موارد كثيرة، فقد غيّر وأصلح كثيراً من الموارد في ردّه على الفضل بن روزبهان، ورتّب بعض فقراتها ـ قياساً لِما كانت عليه في النسخة المخطوطة ـ كتغيير جملة بجملة أُخرى، أو تقديم حديث على آخر، كما أضاف إليها عناوين للمطالب.
وجاءت هذه الطبعة في ثلاثة أجزاء.. طُبع الجزء الأوّل منها بمطبعة " بو ذر جمهري " في طهران، سنة 1369 هـ.
وطُبع الجزء الثاني بالمطبعة الحيدرية في النجف الأشرف، سنة 1372 هـ.
أمّا الجزء الثالث فقد طُبع بمطبعتَي " بو ذر جمهري " و " مروي چاپخانه عالي علوي " في طهران، سنة 1373 هـ.
وقد طُبعت هذه الطبعة مرّة أُخرى في كلّ من طهران وبيروت بالتصوير " الأُوفسيت "، إلاّ أنّ طبعة لبنان لم ترَ النور، لِما كانت تمرّ بلبنان من ظروف عصيبة في تلك الفترة.
3 ـ طبعة القاهرة:
وهي التي طُبعت بعد وفاة الشـيخ المظفّر (قدس سره)، وبعد مرور نحو ربع قرن على الطبعة الأُولى، وهي في ثلاثة أجزاء ضخام، تمَّ طبعها بصفّ جديد في مطبعة " دار المعلّم للطباعة " في القاهرة، سنة 1396 هـ.
ثمّ أعادت مؤسّـسة الثقافة الإسلامية " بنـياد فرهنگي كوشانپور " في طهران طبع الكتاب بالتصوير على هذه الطبعة.
وقد كانت هذه الطبعة كثيرة الأسقاط والأغلاط، وتوجد فيها اختلافات كثيرة مقارنة بالنسخة المخطوطة وطبعة طهران، المذكورتين آنفاً، لذا فقد جعلناها نسخة مساعدة في تحقيقنا للكتاب.
وعبّرنا عن هذه الطبعة بـ: " طبعة القاهرة ".
وبما أنّ " طبعة القاهرة " هي الأكثر تداولا اليوم، فقد اعتمدها سماحة السيّد الميلاني حفظه الله في كتابته " أجلى البرهان " مقدّمةً لهذه الطبعة المحقّقة من الكتاب، والتي مرّت بنا سابقاً.
عملنا في الكـتاب:
1 ـ قمنا بعملية المقابلة بين النسخة المخطوطة وبين المطبوعتين ومعارضتها على بعضها، وتثبيت ما ورد من اختلافات مهمّة، وذلك باتّباع أُسلوب التلفيق بين النسخة المخطوطة وبـين طبعة طهران، اللتين
فإنْ كان هناك خلاف مع المصدر وكانتا متّفقتين على شيء، قلنـا في الهامش: " في الأصل:... كذا وكذا "، وإنْ لم تكونا كذلك، ذكرنا صفة النسخة للتمييز بينهما، وربّما ذكرنا الاختلاف الوارد في طبعة القاهرة ـ ولم يحدث ذلك إلاّ نادراً جدّاً ـ فنذكر مكان الطبع تمييزاً لها عمّا في المطبوعة الأُخرى.
كما قمنا بمقابلة كلام العلاّمة الحلّي (قدس سره) على " نهج الحقّ " و " إحقاق الحقّ " المطبوع والمخطوط.
أمّا بالنسبة إلى كلام ابن روزبهان، فقد قابلناه وطبّقناه على كتاب " إحقاق الحقّ "، لأنّ كتابه " إبطال نهج الباطل " لم يُطبع مستقلاًّ، كما أنّه لم يُطبع كاملا في " إحقاق الحقّ " المطبوع، لأنّه هو الآخر لم يُطبع بتمامه، ممّا حدا بنا لمقابلة نصوص ابن روزبهان على ما طُبع من " إحقاق الحقّ " والبقية على المخطوط منه، الذي نمتلك منه عدّة نسخ مخطوطة.
2 ـ استخراج النصوص والأقوال الأُخرى الواردة في الكتاب من المصادر المنقولة عنها مباشرة أو بالواسطة إنْ لم يتوفّر لدينا ذلك المصدر.
ولم نُـعْـنَ بالاختلافات البسيطة والطفيفة والجزئية منها، ولم نُشِر في الهامش إلاّ إلى ما كان منها ذا تأثير على المعنى، أو ما كان منها اختلافاً مهمّاً ضرورياً، فلم نُشِر إلى تقديم كلمة على أُخرى، أو جملة على أُختها، أو ما نقله الشيخ المظفّر (قدس سره) بالمعنى أو مختصراً، إلاّ في حالات الضرورة.
3 ـ تصحيح الأخطاء المطبعية أو الإملائية أو النحوية دون الإشارة إليها في الهامش.
5 ـ التعريف ببعض الأعلام والوقائع المذكورة في ثنايا الكتاب، وتوسّعنا في اسـتخراج بعض الأحاديث والمطالب إنْ دعت الضرورة إلى ذلك.
6 ـ التنسيق في ما بين العمليات السابقة وصياغة الهوامش بعد سبر غور الاختلافات والتعليقات الموجودة، وانتقاء الصحيح والمناسب منها ضمن نسق واحد.
7 ـ تقطيع النصّ وتوزيعه وتقويمه، تجري بصورة تبادلية تكاملية، أي إنّ ما ورد من اختلافات سواءً ما بين النسخ المعتمدة في التحقيق، أو في المصادر التي استخرجت منها الأقوال والنصوص، أو ما كتب من تعليقات وتوضيحات، فإنّها تخضع لقراءتين مختلفتَي الذوق والأُسلوب، لنحصل على أكمل وأفضل صورة ممكنة.
8 ـ صفّ الحروف وتنضيدها إلكـترونياً.
9 ـ مراجعة نهائية لكلّ ما ورد في متن الكتاب وهامشه، وملاحظة كلّ الأعمال التي جرت على الكتاب في النقاط السابقة على شاشة الكمپيوتر.
تـنبـيـهات:
1 ـ كلّ ما بيـن القوسـين المعقوفتيـن [ ] في المتـن ـ ما عدا العناوين الرئيسة أو الفرعية، أو أسماء الأوزان الشِعرية ـ هو من المصدر، إلاّ ما أُشير إليه في الهامش.
3 ـ وفي تراجم الرجال من مقدّمة الشيخ المظفّر (قدس سره) اكتفينا بتخريج الأقـوال مـن المصـدرَين المعتـمَـدَين مـن قِبلـه، وهمـا " ميزان الاعتـدال " و " تهذيب التهذيب " إلاّ إذا دعت الضرورة إلى غير ذلك، أو جاء التصريح باسم مصدر ما في أحد الأقوال المنقولة.
4 ـ وكذا الحال بالنسـبة إلى النقولات الأُخرى في الكتاب، فقد التزمنا بالتخريج عن المصادر المنقول عنها في المتن، إلاّ إذا اضطررنا لإيضاح مبهم أو توضيح مطلب.
شـكر وثـناء:
نسدي شكرنا إلى مرشد العمل في الكتاب وموجّهه والمشرف عليه: سماحة العلاّمة حجّة الإسلام والمسلمين السـيّد علي الحسـيني الميلاني.
ولا يفوتنا أن نشكر كلّ من ساهم وأدلى بدلوه في سبيل إخراج هذا السِفر القيّم إلى الملأ العلمي، ولا سيّما الإخوة منتسبي المؤسّسة في دمشق، الّذين قاموا بإنجاز عملية التحقيق بمختلف مراحلها بأفضل صورة ممكنة، وهم: رباح كاظم ناصر الفتلي، عامر عبـد الحسـين عبّـاس، علي جلال باقر، عبـد الكريم حسن الجوهر، جواد حسـين محمّـد الورد، علي
كما نثمّن الدور القيّم الذي اضطلع به مدير فرع المؤسّـسة في دمشق الأُستاذ المحقّق الفاضل السـيّد محمّـد علي الحكيم في تقويم نصّ الكتاب وإدارة أعماله.
ونسأله جلّ شأنه أن يتقبّل عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم، ويجعله هديّة مزجاة إلى وليّ نعمتنا، وليّ الله الأعظم، الإمام الحجّة المنتـظر المهديّ، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، ملتمسين منه نظرة لطف وعطف ورحمـة.
مؤسّـسة آل البيت (عليهم السلام)
لإحياء التراث
متن كتاب
دلائل الصدق لنهج الحق
تأليف
آية الله العلامة
الشيخ محمد حسن المظفّر
(1301 ـ 1375 هـ)
الجزء الأول
تحقيق
مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث
الحمـد لله الذي جلّ أن تدركه المشاعر والأبصار، وتنـزّه أن يتّحد بغيره، أو يشبه الأغيار.
العدل الذي لا يعذّب مع الجبر والاضطرار، ولا يكلّف بدون الوسع والاختيار.
والصلاة الزاكية على طيّب الذِكر والآثار، سـيّدنا ونبيّـنا المعصوم بالجهر والإسرار، وعلى آله المصطفَـيْنَ حجج الملك الجبّار، وسلّم عليهم تسليماً دائماً ما اختلف الليل والنهار، وجعلنا من أوليائهم ومعهم في دار القرار.
وبعـد:
فإنّي لمّا سُعِدت بالنظر إلى كتاب " نهج الحقّ وكشف الصدق " للإمام العلاّمة، الذي انتهت إليه في العلم والعمل الزعامة، الطاهر المطهَّر، الحسن بن يوسف بن المطهَّر، قدّس الله روحه، ونوّر ضريحه، وجدتُه كتاباً حافلا بالفضل، مشحوناً بالقول الفصل.
وقد ردّ عليه فاضل الأشاعرة بوقته: الفضل بن روزبهان، وأجاب عنه
لكنّي أحببت أن أقتدي به وأُصنّف غيره، عسى أن أفوز مثله بالأجر والشـهادة، ونقلت عنه كثيراً، وعبّرت عنه بـ: السـيّد السـعيد.
وتعرّضت في بعض المقامات ـ تتميماً للفائدة ـ إلى بعض كلمات ابن تيميّة التي يليق التعرّض لها، ممّا ردّ بها كتاب " منهاج الكرامة " للإمام المصنّف العلاّمة، وإنْ لم أُصرّح باسمه غالباً..
ولولا سفالةُ مطالبه، وبذاءة لسان قلمه، وطول عباراته، وظهور نصبه وعداوته، لنفس النبيّ الأمين وأبنائه الطاهرين، لكان هو الأحقّ بالبحث معه ; لأنّي ـ إلى الآن ـ لم أجد لأحد من علمائنا ردّاً عليه، لكنّي نزهت قلمي عن مجاراته، كما نزّه العلماء أقلامهم وآراءهم عن ردّه.
ولمّا كان عمدة جوابه وجواب غيره ـ في مسألة الإمامة ـ هو المناقشة في سند الأحاديث الواردة في فضائل أهل البيت ومطاعن أعدائهم، وضعت المقدّمة الآتية لتسـتغني بها عن جواب هذا على وجه الإجمال، ولنفعها في المقصود.
ولقد سـمّيت كتابي هذا:
دلائـل الصـدق لنهـج الحـقّ
فأسأل الله ربّي أن يعينني على إتمامه، ويوفّقني لحسن ختامه، إنّه أكرم المسؤولين وأرحم الراحمين.
المـقـدّمـة
إعلم أنّه لا يصحّ الاستدلال على خصم إلاّ بما هو حجّة عليه، ولذا ترى المصنّفَ (رحمه الله) وغيره من علمائنا إذا كتبوا في الاحتجاج على أهل السُـنّة التزموا بذِكر أخبارهم لا أخبارنا.
والقومُ لم يلتزموا بقاعدة البحث، ولم يسلكوا طريق المناظرة! فإنّهم يسـتدلّون في مقام البحث بأخبارهم على مذهبهم، ويسـتندون إليها في الجواب عمّا نورده عليهم، وهو خطأٌ ظاهر!
على أنّ أحاديثهم ـ كما ستعرف ـ حَرِيّةٌ بأنْ لا تصلح للاستدلال بها في سائر مطالبهم ـ حتّى عندهم! ـ وإنْ كانت ممّا تُوسَمُ بالصحّة بينهم!
لكنّها صالحة للاسـتدلال عليهم وإثبات مناقب آل محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومثالب أعدائهم وإنْ ضعّفوا جملة منها.
وبيان المدّعى يحتاج إلى البحث في مطالب:
[المطلب] الأوّل
أخبار العامّـة حُجّـة عليهم
إنّ عامّة أخبارهم ـ التي نسـتدلّ بها عليهم ـ حجّةٌ عليهم ; لأمرين:
[الأمر] الأوّل:
إنّها إمّا صحيحة السند عندهم، أو متعدّدة الطرق بينهم ; والتعدّد يوجب الوثوق والاعتبار كما ستعرفه في طيّ مباحث الكتاب.
الأمر الثاني:
إنّها ممّا يُقطع ـ عادةً ـ بصحّتها ; لأنّ كلّ رواية لهم في مناقب أهل البيت ومثالب أعدائهم، محكومة بوثاقة رجال سـندها وصدقهم في تلك الرواية وإنْ لم يكونوا ثقات في أنفسهم!
ضرورةَ أنّ من جملة ما تُعرف به وثاقة الرجل وصدقه في روايته التي يرويها: عدم اغتراره بالجاه والمال، وعدم مبالاته ـ في سبيلها ـ بالخطر الواقع عليه، فإنّ غير الصادق لا يتحمّل المضارّ بأنواعها لأجل كذبة يكذبها لا يعود عليه فيها نفع، ولا يجد في سبيلها إلاّ الضرر!
ومن المعلـوم أنّ من يـروي في تلك العصـور السـالفـة فضيـلـةً لأمير المؤمنين (عليه السلام) أو منقصةً لأعدائه فقد غرّر بنفسه، وجلب البلاء إليه، كما هو واضح لكلّ ذي أُذُن وعين.
ذكر الذهبي في " تذكرة الحفّاظ " بترجمة الحافظ ابن السقّاء عبـد الله
____________
1- في المصدر بدل " في واسط ": " فلم تحتمله نفوسهم "، ولعلّ هذه العبارة إضافة منه (قدس سره) لبيان أين أملى الحديث.
2- تذكرة الحفّاظ 3 / 966.
وحديث الطير حديث صحيـح متواتر مسـلّم الصدور عن رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفق القواعد المقرّرة، خلاصته أنّه أُهدي إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) طائر مشويّ فدعا الله تعالى قائلا: " اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطير " فجاء عليٌّ (عليه السلام)فأكل معه.
وقد رواه 12 صحابيّـاً، أحدهم أنس بن مالك، ورواه عن أنس وحده مئةٌ من التابعين أو أكثر.
ورواه مشاهير الأئمّـة والحفّاظ والمحدّثين والعلماء في كلّ قرن، وأفرده بعضهم بالتأليف، فجمعوا طرقه وألفاظه بمؤلّفات خاصّـة، نذكر منها:
1 ـ حديث الطير، للمفسّر والمؤرّخ أبي جعفر محمّد بن جرير الطبري (224 ـ 310 هـ).
ذكره له ابن كثير في البداية والنهاية 7 / 281 و 11 / 125.
2 ـ قصّة الطير، للحاكم النيسابوري، أبي عبـد الله محمّـد بن عبـد الله بن محمّـد بن حمدويه، ابن البيِّع الشافعي (321 ـ 405 هـ).
ذكره هو لنفسـه في كتابه معرفـة علوم الحـديث: 252 في النوع الخمسـين، والذهبي في سير أعلام النبلاء 17 / 176.
3 ـ حديث الطير، للحافظ المحدّث أبي بكر بن مردويه، أحمد بن موسى الأصبهاني (313 ـ 410 هـ).
ذكره له ابن كثير في البداية والنهاية 7 / 281.
4 ـ حديث الطير، للحافظ أبي نُعيـم أحمـد بن عبـد الله الأصبهـاني (336 ـ 430 هـ).
ذكره له السمعاني في التحبير 1 / 181، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19 / 306.
=>
____________
<=
5 ـ طرق حديث الطير، للحافظ أبي طاهر محمّـد بن أحمـد بن علي بن حمدان الخراساني، من أعلام القرن الخامس الهجري.
ذكره له الذهبي في سير أعلام النبلاء 17 / 663 وتذكرة الحفّاظ 3 / 1112، وابن كثير في البداية والنهاية 7 / 281.
6 ـ حديث الطير، لشمس الدين الذهبي، أبي عبـد الله محمّـد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الدمشقي الشافعي (673 ـ 748 هـ).
ذكره هو لنفسه بترجمة الحاكم النيسابوري من كتابيه سير أعلام النبلاء 17 / 169 وتذكرة الحفّاظ 3 / 1042 ـ 1043 وقال فيه: " وأمّا حديث الطير فله طرق كثيرة جدّاً قد أفردتُها بمصنّف، ومجموعها هو يوجب أن يكون الحديث له أصل "!
وقد ورد الحديث بألفاظ مختلفة في العديد من أُمّهات مصنّفاتهم، نذكر منها:
التاريخ الكبير ـ للبخاري ـ 2 / 2 رقم 1488، سنن الترمذي 5 / 595 ح 3721، فضائل الصحابة ـ لابن حنبل ـ 2 / 692 ـ 693 ح 945، أنساب الأشراف 2 / 378، خصائص الإمام عليّ (عليه السلام) ـ للنسائي ـ: 25 ـ 26 ح 12، مسند أبي يعلى 7 / 105 ح 1297، المعجم الكبيـر 1 / 253 ح 730 و ج 7 / 82 ح 6437 و ج 10 / 282 ح 10667، مروج الذهب 2 / 425، تاريخ أصبهان 1 / 279 رقم 468، المستدرك على الصحيحين 3 / 141 و 142 ح 4650 و 4651، قال الحاكم في ذيل الحديث الأوّل: " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرّجاه، وقد رواه عن أنس جماعة من أصحابه زيادة على ثلاثين نفساً، ثمّ صحّت الرواية عن عليّ وأبي سعيد الخـدري وسـفينة "، حلية الأولياء 6 / 339، مناقـب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 163 ـ 176 ح 189 ـ 212، مصابيح السُـنّة 4 / 173 ح 4770، تاريخ بـغـداد 3 / 171، مـنـاقـب الإمـام عليّ (عليه السلام) ـ للـخـوارزمـي ـ: 107 ح 113 و 114 و ص 114 ح 125 و ص 200 ذ ح 240، تاريخ دمشق 37 / 406 ح 7548 و ج 42 / 245 ـ 259 ح 8763 ـ 8788، أُسد الغابة 3 / 608، كفاية الطالب: 144 ـ 156 ب 33 و ص 387، الرياض النضرة 3 / 114 ـ 115، ذخائر العقبى: 116 ـ 117، جامع الأُصول 8 / 653 ح 6494، مخـتصر تاريـخ دمشق 15 / 304 ح 305 و ج 17 / 362 ـ 364 و ج 21 / 278 ح 192، الخلفاء الراشدون ـ للذهبي ـ: 385، البداية والنهاية 7 / 279 ـ 281، جامع المسانيد والسنن 19 / 42 و ج 21 / 63 ح 93 و ج 22 / 513 ح 1971 و ج 32 / 136 ح 2894، مـجــمــع الـزوائــد 9 / 125 و 126، قال الهيثمي عن حديث سفينة: " رواه البزّار والطبراني باختصار، ورجال الطبراني رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة "، جامع الأحاديث الكبير 19 / 42 ـ 43 ح 13447 و 13448، كنز العمّال 13 / 166 ح 36505 و ص 167 ح 36507 و 36508، تحفة الأحوذي 10 / 153 ح 3969، درّ السحابة في مناقب القرابة والصحابة: 220 ـ 222 ح 98 ـ 102.
وقد فصّل وأسهب المحقّق السـيّد عبـد العـزيز الطباطبائي (قدس سره) في ذِكر رواة الحديث ـ من الصحابة والتابعين ـ وطرقه وألفاظه ومصادره، وعلّق بدقّة على أقوال الحفّاظ والمحدّثين فيه، عند كلامه على كتـاب الحاكم النيسـابوري بهذا الخصـوص ـ المارّ ذِكره آنفاً ـ في كتابه: أهل البيت (عليهم السلام) في المكتبة العربية: 384 ـ 413 رقم 594.
كما توسّـع العلاّمـة السـيّد عليّ الحسـيني الميـلاني ـ حفظـه الله ورعاه ـ بدراسـة الحديث دراسة موسّعة، سنداً ودلالةً، في الجزءين 13 و 14 من موسوعته القيّـمـة: " نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار في إمامة الأئمّـة الأطهار ".
فأحسـنا وأجـادا، فـراجــع.
وفي رواية أُخرى: لا أعرف له فضيلة إلاّ: لا أشبع الله بطنه... فما زالوا يدفعون في حضنه... ـ وفي رواية: يدفعون في خصييه ـ وداسوه، حتّى حُمل إلى الرملة ومات بها...
وقال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني: لمّا داسوه بدمشق مات بسبب ذلك الدوس وهو منقول "(1).
____________
1- وفيات الأعيان 1 / 77 رقم 29 باختلاف يسير.
وقال ابن أبي الحـديد في شـرح نهج البلاغـة 4 / 55: تظاهرت الأخبار أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) دعا على معاوية لمّا بعث إليه يسـتدعيه فوجده يأكل، ثمّ بعـث [إليه] فوجده يأكل! فقال: " اللّهمّ لا تُشْـبِـع بطنه ".
قال الشاعر:
وصاحِب لي بَطْنـُـهُ كالهاوِيَهْ | كأنّ في أحشـائهِ مُعـاوِيَهْ |
وانظر بخصوص حديث: " لا أشبع الله بطنه ": صحيح مسلم 8 / 27، مسـند أبي داود الطيالسي: 359 ح 2746، أنساب الأشراف 2 / 193، تاريخ الطبري 5 / 622، دلائل النبوّة ـ للبيهقي ـ 6 / 243، الاستيعاب 3 / 1421، أُسد الغابة 4 / 434، مختصر تاريخ دمشق 3 / 101، البداية والنهاية 6 / 129، سير أعلام النبلاء 14 / 129، تذكرة الحفّاظ 2 / 699، تهذيب الكمال 1 / 157، تهذيب التهذيب 1 / 69، شذرات الذهب 2 / 240، الإشاعة لأشراط الساعة: 59.
وذكر ابن حجر في " تهذيب التهذيب " بترجمة نصر بن عليّ بن صهبان، نقلا عن عبـد الله بن أحمد بن حنبل، قال: " لمّا حدّث نصر بأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أخذ بيد حسـن وحسـين، فقال:
من أحبّني وأحبّ هذين وأباهما وأُمّهما كان في درجتي يوم القيـامـة(1)..
أمر المتوكّـلُ بضربه ألفَ سـوط!
____________
1- مسند أحمد 1 / 77، سنن الترمذي 5 / 599 ح 3733 كتاب المناقب، المعجم الكبير 3 / 50 ح 2654، المعجم الصغير 2 / 70، تاريخ أصبهان 1 / 233 رقم 361، تاريخ بغـداد 13 / 288، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 297 ذ ح 417، الشفا ـ للقاضي عياض ـ 2 / 49، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ للخوارزمي ـ: 138 ح 156، تاريـخ دمشـق 13 / 169 ح 3163 و 3164، أُسد الغابة 3 / 607 في ترجمة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، كفاية الطالب: 81، الرياض النضرة 3 / 189، ذخائر العقبى: 164 و 214، مختصر تاريخ دمشق 7 / 11، فرائد السـمطين 2 / 25 ـ 26 ح 366، جامع المسانيد والسـنن 19 / 165 ح 145، جامع الأحاديث الكبير 6 / 485 ح 20111 و ج 11 / 160 ح 32633، الصـواعـق المحـرقـة: 213 ذ ح 13 و ص 284 ح 18، كنز العمّال 12 / 97 ح 34161 و ج 13 / 639 ح 37613، ينابيع المودّة 2 / 33 ح 1 و ص 179 ح 515 و ج 3 / 460، نور الأبصار: 126.
ونقل ابن حجر أيضاً في الكتاب المذكور بترجمة أبي الأزهر أحمد ابن الأزهر النيسابوري، أنّه لمّا حدّث أبو الأزهر، عن عبـد الرزّاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبيـد الله، عن ابن عبّـاس، قال:
" نظر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى عليّ (عليه السلام) فقال:
أنت سـيّدٌ في الدنيا، سـيّدٌ في الآخرة.. الحديث(2)..
أُخبر بذلك يحيى بن معين، فبينا هو عنده في جماعة [من أهل الحـديث] إذ قال يحيى: مَن هذا الكذّاب النيسابوري الذي يحدِّث عن عبـد الرزّاق بهذا الحـديث؟!
فقام أبو الأزهر فقال: هو ذا أنا!
فتبسّم يحيى فقال: أما إنّك لست بكذّاب ; وتعجّب من سلامته وقال: الذنب لغيرك في هذا الحديث! "(3). انتهى.
____________
1- تهذيب التهذيب 8 / 495.
2- ورد الحديث بألفاظ مختلفة ومعنىً واحد في العديد من المصادر ; انظر مثلا:
المستدرك على الصحيحين 3 / 138 ح 4640، وقال: صحيح على شرط الشيخين، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 130 ح 145 و ص 304 ح 431، تاريخ بغداد 4 / 41، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ للخوارزمي ـ: 327 ح 337، تاريخ دمشـق 42 / 292 ح 8822، الرياض النضرة 3 / 122، مختصر تاريخ دمشق 3 / 20 و ج 17 / 373، البداية والنهاية 7 / 283 حوادث سنة 40 هـ، مجمع الزوائد 9 / 133 من دون صدر الحديث، درّ السحابة: 212 ح 68، ينابيع المودّة 1 / 271 ح 6 و ج 2 / 278 ح 799، نور الأبصار: 90.
3- تهذيب التهذيب 1 / 44.
ويعني بغيره: محمّـد بن عليّ بن سفيان النجّـاري(2) كما بيّـنه الذهبي.
فليت شعري ما الذي يخافه عبـد الرزّاق مع شرفه وشهرته وفضله، لولا عادِيَـةُ(3) النواصب، وداعية السوء، وأنْ يواجهه مثل ابن معين بالتكذيب، وأن يشـيطوا(4) بدمه؟!
ويا عجباً من ابن معين! لم يرضَ بكتمانه فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام)
____________
1- كذا في الأصل ; وفي ميزان الاعتدال 1 / 213 هكذا: " وكان عبـد الرزّاق يعرف الأُمور، فما جسر يحدّث بهذا إلاّ سرّاً لأحمد بن الأزهر ولغيره ; فقد رواه محمّـد ابن حمدون النيسابوري، عن محمّـد بن علي بن سفيان النجّار، عن عبـد الرزّاق ; فبرئ أبو الأزهر من عهدته ".
2- كان في الأصل: " البخاري "، وهو تصحيف، وما أثبـتناه من تهذيب التهذيب 1 / 44.
وفي ميزان الاعتدال 1 / 213، وتاريخ بغداد 4 / 42، وسير أعلام النبلاء 12 / 366: " النجّـار ".
و " النجّـار " أو " النجّـاري " نسـبة إلى بني النجّـار ; انظر: تبصير المنتبه بتحرير المشـتبه 1 / 129 ـ 130.
3- العادِيَة: الحِدّة والغضب، والظلم والشـرّ، وعادِيَةُ الرجل: عَـدْوُه عليك بالمكـروه.
انظر مادّة " عَدَا " في: الصحاح 6 / 2422، لسان العرب 9 / 95، ومادّة " عَدَوَ " في: تاج العروس 19 / 666.
4- شاط دمه: ذَهَب دمه هدراً، وعُرِّض للقتل. انظر: الصحاح 3 / 1139، لسان العرب 7 / 256، مادّة " شَيَطَ ".