وقال الفضـل(1):
جوابه: إنّ المراد من الوليّ: الناصر، فإنّ الوليّ لفظٌ مشترك، يقال للمتصرّف، والناصر، والمحبّ، والأَوْلى بالتصرّف، كوليّ الصبيّ والمرأة.
والمشترك إذا تردّد بين معانيه، يلزم وجود القرينة للمعنى المطلوب منه، وها هنا كذلك، فلا يكون هذا نصّاً على إمامة عليّ، فبطل الاستدلال بـه.
وأمّا القرائن على أنّ المراد بالوليّ: الناصر ـ في الآية ـ لا الأَوْلى والأحقّ بالتصرّف ; لأنّه لو حُمل على هذا لكان غير مناسب لِما قبلها، وهو قوله تعالى: ( يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض )(2)، فإنّ الأولياء ها هنا: الأنصار، لا بمعنى الأحقّين بالتصـرّف..
وغير مناسب لِما بعدها، وهو قوله تعالى: ( ومن يتولّ الله ورسوله والّذين آمنوا فإنّ حزب الله هم الغالبون )(3)، فإنّ التولّي ها هنا بمعنى المحبّـة والنصرة.
فوجـب أن يُحمل ما بينهما على النصرة أيضـاً ; ليتلاءم أجزاء الكـلام.
____________
(1) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 2 / 408.
(2) سورة المائدة 5: 51.
(3) سورة المائدة 5: 56.
وأقـول:
لا يبعد أنّ الوليّ مشترك معنىً، موضوع للقائم بالأمر، أي الذي له سلطان على المولّى عليه ـ ولو في الجملة ـ، فيكون مشـتقّـاً من الولاية، بمعنى السلطان.
ومنه: وليّ المرأة والصبي والرعيّة، أي القائم بأُمورهم وله سلطان عليهم في الجملة.
ومنه أيضاً: الوليّ: بمعنى الصديق والمحبّ، فإنّ للصديق ولايةً وسلطاناً في الجملة على صديقه وقياماً بأُموره.
وكذا الناصر بالنسبة إلى المنصور، والحليف بالنسبة إلى حليفه، والجار بالنسبة إلى جاره.. إلى غير ذلك(1).
فحينئذ يكون معنى الآية: إنّما القائم بأُموركم هو الله ورسوله وأمير المؤمنين، ولا شكّ أنّ ولاية الله تعالى عامّة في ذاتها، مع أنّ الآية مطلقة فتـفيد العموم بقرينـة الحكمـة(2)، فكذا ولاية النبيّ والوصيّ..
فيكون عليٌّ (عليه السلام) هو القائم بأُمور المؤمنين، والسلطان عليهم، والإمام
____________
(1) انظر مادّة " ولي " في: لسان العرب 15 / 401 ـ 403، تاج العروس 20 / 310 ـ 316.
(2) قرينة الحكمة: هي أنّه إذا كان المتكلّم الحكيم في مقام بيان مراده الجدّي، وكان ملتفتاً إلى انقسامات موضوع حكمه، ولم يُقم قرينة على إرادة خصوصيـة منها، كان كلامه ظاهراً في الإطلاق بحكم العقل، ويعمّ كلّ الانقسامات ; لأنّه لو أراد شيئاً منها بخصوصه كان مقتضى الحكمة إقامة القرينة على ذلك.
انظر مثلا: أُصول الفقه: 184 ـ 186.
ولو سُلّم تعدّد المعاني واشتراك الوليّ بينها لفظاً، فلا ريب أنّ المناسب لإنزال الله الآية في مقام التصدّق أن يكون المراد بالوليّ: هو القائم بالأُمور، لا الناصر.
إذ أيّ عاقل يتصوّر أنّ إسراع الله سبحانه بذِكر فضيلة التصدّق واهتمامه في بيانها بهذا البيان العجيب لا يفيد إلاّ مجرّد بيان أمر ضروري، وهو نصرةُ عليّ (عليه السلام) للمؤمنيـن؟!
ولو سُلّم أنّ المراد: الناصر، فحصر (الناصر) بالله ورسـوله وعليّ، لا يصحّ إلاّ بلحاظ إحدى جهتيـن:
الأُولى: إنّ نصرتهم للمؤمنين مشتملةٌ على القيام والتصرّف بأُمورهم، وحينئذ يرجع إلى المعنى المطلوب.
الثانية: أن تكون نصرة غيرهم للمؤمنين، كـ لا نصرة بالنسبة إلى نصرتهم، وحينئذ يتمّ المطلوب أيضاً، إذ من أظهر لوازم الإمامة النصرة الكاملة للمؤمنين، ولا سيّما قد حكم الله عزّ وجلّ بأنّها في قرن نصرته ونصرة رسوله.
وبالجملة: قد دلّت الآية الكريمة على انحصار الولاية ـ بأيّ معنىً فُسّرت ـ بالله ورسوله وأمير المؤمنين، وأنّ ولايتهم من سـنخ واحد.
فلا بُـدّ أن يكون أمير الؤمنيـن (عليه السلام) ممتـازاً على الناس جميعـاً، بما لا يحيط به وصف الواصفين، فلا يليق إلاّ أن يكون إماماً لهم، ونائباً من الله تعالى عليهم جميعاً.
ويشهد لإرادة الإمامة من هذه الآية: الآيةُ التي قبلها، الداخلة معها في
فإنّها ظاهرة في أنّ مَن يأتي بهم الله تعالى، من أهل الولاية على الناس والقيام بأُمورهم ; لأنّ معناها: ( يا أيّها الّذين آمنوا من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم ) مخصوصين معه بالمحبّة بينه وبينهم، ( أذلّة على المؤمنين ) أي: متواضعين لهم تواضع ولاة عليهم، للتعبير بـ "على " التي تفيد العلُوّ والارتفاع، ( أعزة على الكافرين ) أي: ظاهري العزّة عليهم والعظمة عندهم، ومن شأنهم الجهاد في سبيل الله ولا يخافون لومة لائـم.
ومن المعلوم أنّ هذه الأوصاف إنّما تناسب ذا الولاية والحكم والإمامة، فيكون تعقّبها بقوله تعالى: ( إنّما وليُّـكُمُ اللهُ... ) الآية، دليلا على أنّ المراد بوليّ المؤمنين إمامهم القائم بأُمورهم ; للارتباط بين الآيتين.
وأمّا ما زعمه الفضل من أنّ إرادة الأَوْلى بالتصرّف لا تناسب ما قبل الآية، وهو قوله تعالى: ( يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا اليهود والنصارى أولياء )(2) الآية ; لأنّ المراد بالأولياء: الأنصار لا الأحقّين بالتصرّف..
فخطـأٌ ; لأنّ هذه الآية مفصولة عن آية المقام بآيات عديدة أجنبـية
____________
(1) سورة المائدة 5: 54 ـ 55.
(2) سورة المائدة 5: 51.
ولنـتْـلُ عليك الآيات لتـتّضح الحال:
قال تعالى بعد الآية التي ذكرها الفضل: ( فَـتَـرَى الّذينَ في قُـلُوبِـهِم مرضٌ يسارِعُونَ فيهم يقُولُونَ نَخشى أن تُصِيبَنا دائرةٌ فعَسَى اللهُ أن يأتي بالفَتحِ أو أمر مِن عندهِ فيُصبِحوا على ما أسَرُّوا في أنفُسِهم نادِمينَ * ويقُولُ الّذين آمنُوا أهؤلاءِ الّذين أقسَمُوا باللهِ جَهدَ أيمانهمْ إنّهم لَمَعكُم حَبِطتْ أعمالُهُم فأصبحُوا خَاسِرِينَ * يا أيّها الّذين آمنُوا من يَرتدّ مِنكُم عَن دِينِه... )(1) الآية.
ثمّ قال بعدها: ( إنّما وليُّـكُمُ اللهُ ورسُولُهُ... )(2) الآية.
فأنت ترى أنّه انتـقل في قوله: ( يا أيّـها الّذينَ آمنُوا من يَرتـدّ مِنكُم... ) إلى تمام الآيتين، إلى مطلب آخر مسـتقلّ بخطاب، فكيف تكون إرادة الأنصار من الأولياء في الآية الأُولى البعيدة، موجبةً لعدم إرادة الأَوْلى بالتصرّف من الوليّ في الآية الأخيرة؟!
ولو سُلّم أنّ الآيات كلّها مرتبطةٌ بعضها ببعض فلا ينافي المطلوب ; لأنّ المراد أيضاً بالأولياء في الآية الأُولى هو: القائمون بالأُمور في الجملة، ولو بالنسبة إلى النصرة والمحافظة ; لِما بيّـنّاه في معنى (الوليّ)، وأنّه مشـتركٌ معنىً.
فيتمّ المطلوب من كلّ وجه، ولا سيّما بضميمة قوله تعالى: ( مَن يرتدّ مِنكُم عن دِيْـنِه ) الآية ; لاشتمالها كما عرفت على الأوصاف
____________
(1) سورة المائدة 5: 52 ـ 54.
(2) سورة المائدة 5: 55.
وأمّا قوله: " وغيرُ مناسب لِما بعدها وهو قوله: ( وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ ورَسُولَهُ والّذينَ آمنُوا فإنّ حِزبَ اللهِ هُمُ الغالِـبُونَ )(1) "..
فظاهر البطلان ; لأنّ المراد بتولّي الله ورسوله والّذين آمنوا هو اتّخاذهم أولياء، وتسليم الولاية لهم بالمعنى الذي أُريد من (الوليّ) في قولـه تعـالى قبلـه: ( إنّـما وليُّـكُمُ اللهُ ورسُـولُـهُ... ) الآيـة.. فـكيـف لا تحصل المناسبة؟!
هـذا، وقد اعترض القوم على الاسـتدلال بالآية بأُمور أُخر:
الأوّل: إنّ الحصر إنّـما ينفي ما فيه تردّد، ولا نزاع ولا خفاء في أنّه لا نزاع في إمامة الثلاثة عند نزول الآية(2).
وفيـه ـ مع النقض بالنسبة إلى الله ورسوله، فإنّه لا نزاع للمخاطبين في ولاية ما يضادّهما ـ: إنّه لو سُلّم اعتبار التردّد والنزاع فإنّما هو في القصر الإضافي لا الحقيقي.
ولو سُلّم، كفى النزاع في علم الله تعالى، فإنّه سبحانه عالم بوقوع النزاع في إمامة الثلاثة في المسـتقبل.
الثاني: إنّ ظاهر الآية ثبوت الولاية بالفعل، ولا شبهة في أنّ إمامة عليّ (عليه السلام) إنّما كانت بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وصرفُ الآية إلى ما يكون في المآل دون الحال لا يسـتقيم في حقّ الله ورسوله(3).
وفيـه: إنّ ولاية كلّ منهم بحسـبه، فولاية الوصيّ في طول ولاية النبيّ وبعدهـا، فإذا دلّـت الآية على ولاية أمير المؤمنيـن (عليه السلام) وإمامتـه،
____________
(1) سورة المائدة 5: 56.
(2 و3) انظر: شرح المقاصد 5 / 271، شرح التجريد ـ للقوشجي ـ: 476 ـ 477.
على أنّ الحقّ ثبوت الولاية لأمير المؤمنين (عليه السلام) في حياة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)برتبة ثانية، فتجب طاعته وتمضي تصرّفاته، لكنّه ساكتٌ غالباً كما هو شأن الإمام في حياة الإمام الذي قبله، كالحسـن (عليه السلام) في زمـن أبيه، والحسـين في زمن أخيـه (عليه السلام).
ويدلّ على ذلك حديث المنزلة(1)، فإنّه دالٌّ على أنّ منزلة أمير
____________
(1) انظر: صحيح البخاري 5 / 89 ـ 90 ح 202 و ج 6 / 18 ح 408، صحيح مسلم 7 / 120 ـ 121، سـنن الترمـذي 5 / 599 ح 3730 و 3731، سنن ابن ماجة 1 / 42 ـ 43 ح 115 و ص 45 ح 121، الـسـنـن الـكـبـرى ـ لـلـنـسـائـي ـ 5 / 44 ح 8138 ـ 8143 و ص 108 ح 8399 و ص 113 ح 8409 و ص 119 ـ 125 ح 8429 ـ 8449، مسند أحمد 1 / 170 و 173 و 175 و 177 و 179 و 182 و 184 و 185 و ج 3 / 32 و ج 6 / 369 و 438، مسند الطيالسي: 29 ح 209، مسند الحميدي 1 / 38 ح 71، مصنّف عبـد الرزّاق 5 / 406 ح 9745 و ج 11 / 226 ح 20390، الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ 3 / 17، مصنّف ابن أبي شيبة 7 / 496 ح 11 ـ 15، مسـند سـعد بن أبي وقّـاص ـ للـدورقي ـ: 51 ح 19 و ص 103 ح 49 و ص 136 ح 75 و 76 و ص 174 ـ 177 ح 100 ـ 102، السُـنّـة ـ لابن أبي عاصـم ـ: 551 ح 1188 و ص 586 ـ 588 ح 1331 ـ 1350 و ص 595 ـ 596 ح 1384 ـ 1387، مسـند البزّار 3 / 276 ـ 278 ح 1065 ـ 1068 و ص 283 ـ 284 ح 1074 ـ 1076 و ص 324 ح 1120 و ص 368 ح 1170، مسند أبي يعلى 1 / 286 ح 344 و ج 2 / 57 ح 698 و ص 66 ح 709 و ص 73 ح 718 و ص 86 ـ 87 ح 738 ـ 739 و ص 99 ح 755 و ص 132 ح 809، الجعديات 2 / 77 ح 2058، الإحسـان بترتيب صحيح ابن حبّان 8 / 221 ح 6609 و ج 9 / 41 ح 6887 و 6888، المعجـم الكبيـر ـ للطبـراني ـ 1 / 146 ح 328 و ص 148 ح 333 و 334 و ج 2 / 247 ح 2035 و ج 4 / 17 ح 3515 و ص 184 ح 4087 و ج 5 / 203 ح 5094 و 5095 و ج 11 / 61 ـ 63 ح 11087 و 11092 و ج 12 / 78 ح 12593 و ج 19 / 291 ح 647 و ج 23 / 377 ح 892 و ج 24 / 146 ـ 147 ح 384 ـ 389، المعجم الأوسط 3 / 211 ح 2749 و ج 4 / 484 ح 4248 و ج 5 / 439 ح 5335 و ج 6 / 32 ح 5569 و ص 138 ح 5845 و ص 146 ح 5866 و ج 7 / 361 ح 7592 و ج 8 / 73 ـ 74 ح 7894، المعجم الصغير 2 / 53 ـ 54، المستدرك على الصحيحين 2 / 367 ح 3294 و ج 3 / 117 ح 4575 و ص 143 ـ 144 ح 4652، حلية الأولياء 4 / 345 و ج 7 / 194 ـ 197 و ج 8 / 307، السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ 9 / 40، مصابيح السُـنّة 4 / 170 ح 4762.
ومن المعلوم ثبوت الولاية لهارون مع موسى ; لأنّه شريكُه، فكذا أمير المؤمنين له الولاية الفعلية أيضاً وإنْ سكتَ ; إذ لم يسـتثنِ إلاّ النبوّة.
ويدلّ ـ أيضاً ـ على ذلك حديث الغدير، ولذا قال له عمر: " أصبحت وأمسـيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة " كما رواه أحمد في مسنده، عن البراء بن عازب(1).
ومثله عن الثعلبي في تفسـيره(2).
ورواه الرازي في تفسير قوله تعالى: ( يا أيُّها الرسُول بلّغ ما أُنزل إليك... )(3) الآية، ولكن بلفظ: " أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة "(4).
ورواه ابن حجر في أوائل " الصواعق "، في الشبهة الحادية عشر [ة] ، عن الطبراني، عن عمر وأبي بكر، بلفط: " أمسـيتَ [يا بن أبي طالب] مولى كلّ مؤمن ومؤمنة "(5).
____________
(1) ص 281 من الجزء الرابع. منه (قدس سره).
(2) تفسير الثعلبي 4 / 92.
(3) سورة المائدة 5: 67.
(4) تفسير الفخر الرازي 12 / 53.
(5) الصواعق المحرقة: 67 وقال: " أخرجه الدارقطني " ; وانظر: مسند أحمد 4 / 281، مصنّـف ابن أبي شيبة 7 / 503 ح 55، فضائل الصحابة ـ لأحمد بن حنبل ـ 2 / 738 ـ 739 ح 1016، تمهيد الأوائل: 453، الاعتقاد على مذهب السـلف ـ للبـيهقي ـ: 204، تاريـخ بغـداد 8 / 290 رقم 4392، منـاقب الإمـام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 69 ح 24، الملل والنحل ـ للشهرستاني ـ 1 / 164، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ للخوارزمي ـ: 156 ح 184، تاريخ دمشق 42 / 220 ـ 222.
" ما تريدون من عليّ؟! ما تريدون من عليّ؟! [ما تريدون من عليّ؟!] إنّ عليّـاً منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي "(1).
فإنّه دالٌّ على مضيّ فِعل عليّ في ذلك الوقت، وأنّ له الاصطفاء من الغنيمة كالنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، لولايته مثله ; لأنّه منه ـ أي أنّه كنفسه ـ، ففِعلُه كفِعله.
وعليـه: فالـبَعدِيّة في هذه الرواية بلحاظ الرتبة لا الزمان، كما يُـقـرِّبُه خلـوُّ الحديث في بعض الروايات عن لفظ " بعـدي " كما رواه الحاكم في " المسـتدرك " بفضائل أمير المؤمنيـن (عليه السلام)(2).
وقد جاء أيضاً في أحاديث كثيرة أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " من كنتُ
____________
(1) سنن الترمذي 5 / 590 ح 3712 ; وانظر: السنن الكبرى ـ للنسائي ـ 5 / 132 ـ 133 ح 8474، مسند أحمد 4 / 437، مسند أبي يعلى 1 / 293 ح 355، المعجم الكبير 18 / 128 ح 265، مسند الطيالسي: 111 ح 829، مصنّف ابن أبي شيبة 7 / 504 ح 58، مسند الروياني 1 / 62 ح 119، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان 9 / 41 ـ 42 ح 6890، حلية الأولياء 6 / 294، كنز العمّال 13 / 142 ح 36444.
(2) ص 110 من الجزء الثالث [3 / 119 ح 4579] . منـه (قدس سره).
وانظر: مصابيح السُـنّة 4 / 172 ح 4766.
الأمر الثالث: إنّ ( الّذين آمنوا ) صيغة جمع فلا تُصرف إلى الواحد إلاّ بدليل، وقول المفسّرين: " نزلت في عليّ " لا يقتضي الاختصاص، ودعوى انحصار الأوصاف فيه مبنية على جعل ( وهم راكعون ) حالا من ضمير ( يؤتون ) وليس بلازم، بل يحتمل العطف، بمعنى أنّهم يركعون في صلاتهم، لا كصلاة اليهود خالية من الركوع، أو بمعنى أنّهم خاضعون(2).
وفيـه: إنّ الحالـيّة متعـيّنة لوجهين:
[الوجه] الأوّل: بُعد الاحتمالين المذكورين ; لاستلزام أوّلهما التأكيد المخالف للأصل ; لأنّ لفظ (الصلاة) مُغن عن بيان أنّهم يركعون في صلاتهم، لتبادر ذات الركوع منها، كما يتبادر من الركوع ما هو المعروف، فيبطل الاحتمال الثاني أيضاً.
الوجه الثاني: إنّ روايات النزول صريحةٌ بالحاليّة وإرادة الركوع المعـروف..
فمنها: ما في " الدرّ المنثور " للسيوطي، عن ابن مردويه، من حديث طويل قال في آخره:
____________
(1) ص 350 و 358 من الجزء الخامس. منـه (قدس سره).
نـقول: ويضاف إلى ردّ الشيخ المظـفّر (قدس سره) بأنّه يمكن أن يجاب عن إشكال الفضل هذا، بأنّه غير صحيح أصلا ; لأنّه مبتن على كون " الولاية " بمعنى " الحكومة " ; في حين أنّ " الحكومة " شأن من شؤون " الولاية "، فيندفع الإشكال كبروياً وصغروياً، فإنّ اجتماع " الحكومتين " في زمان واحد غير ممكن لا اجتماع " الولايتين " ; فلاحـظ!
(2) شرح المقاصد 5 / 272، شرح التجريد ـ للقوشجي ـ: 477.
قال: نعم.
قال: من؟
قال: ذلك الرجل القائم.
قال: على أيِّ حال أعطاكه؟
قال: وهو راكع.
قال: وذلك عليُّ بن أبي طالب.
فكـبّر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عند ذلك وهو يقول: ( وَمَن يتولَّ الله ورسُولَهُ والّذين آمنوا فإنّ حزبَ الله هُمُ الغالبُون )(1)(2).
ومثله في " أسباب النزول " للواحـدي(3).
ومنها: ما في " الدرّ المنثور " أيضاً، عن الخطيب في " المتّفق "، عن ابن عبّـاس، قال: تصدّق عليٌّ بخاتمه وهو راكع، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): من أعطاك هذا الخاتم؟
قال: ذاك الراكع.
فأنزل الله: ( إنّما وليُّـكمُ اللهُ ورسُولُـهُ... )(4).. الآية(5).
ومنهـا: ما في " الدرّ المنـثور " أيضاً، عن الطبراني وابن مردويه، عـن عمّـار بن ياسـر، قال: وقـف بعليّ سـائل وهو راكع في صلاة تطوّع،
____________
(1) سورة المائدة 5: 56.
(2) الدرّ المنثور 3 / 105 ـ 106.
(3) أسباب النزول: 111 ; وانظر: معرفة علوم الحديث: 102، زاد المسير 2 / 227، تفسير ابن كثير 2 / 68.
(4) سورة المائدة 5: 55.
(5) الدرّ المنثور 3 / 104 و 105، وانظر: المتّفق والمفترق 1 / 258 ح 79.
ونحوه في التقيـيد بقوله: " وهو راكع " ما في " الدرّ المنثور " أيضاً، عن ابن أبي حاتم، وأبي الشيخ، وابن عساكر، عن سلمة بن كهيل(2).
ونحوه أيضاً فيه، عن ابن جرير، عن السدّي وعتبة بن [أبي] (3)حكيـم(4).
ومنها: ما عن الثعلبي ; وفي تفسير الرازي، عن أبي ذرّ (رحمه الله)، قال: " سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بهاتين وإلاّ صمّتا، ورأيته بهاتين وإلاّ عميتا، يقول: عليٌّ قائـد البررة، وقاتل الكـفرة، منصور من نصره، مخذول من خـذله.
أمَا إنّي صلّيت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صلاة الظهر، فسأل سائل في المسـجد، فلم يُعطـه أحدٌ شـيئاً، وكان عليٌّ راكعـاً، فأومأ بخنصره إليه وكان يتخـتّم فيها، فأقبل السائل حتّى أخذ الخاتم من خُنصره، فتضرّع النبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الله عزّ وجلّ فقال:
اللّهمّ إنّ أخي موسى سألك فقال: اللّهمّ ( اشرح لي صدري *
____________
(1) الدرّ المنثور 3 / 105 ; وانظر: المعجم الأوسط ـ للطبراني ـ 6 / 294 ح 6232.
(2) الدرّ المنثور 3 / 105 ; وانظر: تفسير ابن كثير 2 / 68، لباب النقول: 93.
(3) أثبتـناه من تفسـير الطبري ; وهو: عتبة بن أبي حكيم الهَـمْداني الشعباني الأُردني، روى له الأربعة ـ أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة ـ والبخاري في " خلق أفعال العباد " ووقع في كتاب العلم من صحيحه ضمناً.
انظر: تهذيب الكمال 12 / 359 رقم 4355، ميزان الاعتدال 5 / 37 رقم 5475، تهذيب التهذيب 5 / 456 رقم 4561.
(4) الدرّ المنثور 3 / 105 ; وانظر: تفسير السدّي: 231، تفسير الطبري 4 / 628 ح 12215 و ص 629 ح 12218 و 12219.
اللّهمّ وأنا محمّـد عبـدك ونبيُّك، فاشرح لي صدري، ويسّر لي أمري، واجعل لي وزيراً من أهلي، عليّـاً اشدُد به ظهري.
قال أبو ذرّ (رحمه الله): فوالله ما اسـتتمّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الكلمة حتّى هبط جبرئيـل بهذه الآيـة "(3).
ومنها: ما في تفسير الرازي، عن عبـد الله بن سلاّم، قال: " لمّا نزلت هذه الآية، قلت: يا رسول الله! أنا رأيت عليّـاً تصدّق بخاتمه [على محتاج] وهو راكع، فنحن نتولاّه "(4).
.. إلى غير ذلك من الأخبار التي لا تُحصى، الصريحة في الحاليّة، وإرادة الركوع المعروف، الدالّة على أنّ المراد تعيين أمير المؤمنين (عليه السلام)بهذه الأوصـاف(5).
كما لا ريب بإرادة المفسّرين اختصاص الآية بأمير المؤمنين (عليه السلام) ; لأنّ تفسـيرهم مأخوذ من هذه الروايات ونحوها(6).
____________
(1) سورة طـه 20: 25 ـ 32.
(2) سورة القصص 28: 35.
(3) تفسـير الثعلبي 4 / 80 ـ 81، تفسـير الفخر الرازي 12 / 28.
(4) تفسـير الفخر الرازي 12 / 28.
(5) راجع الصفحة 297 من هذا الجزء.
(6) انظر: تفسير الطبري 4 / 629 ح 12219، تفسير البغوي 2 / 38، تفسير القرطبي 6 / 143 ـ 144، تفسير الدرّ المنثور 3 / 104 و 105، روح المعاني 6 / 244 ـ 245.
وذلك غير خفيّ على القوم، ولكنّ البغض والعداوة داءٌ لا دواءَ له!
فيا هل ترى لو نزلت هذه الآية في حقّ أبي بكر أو عُمر أكانوا يُـجْرون فيها هذه التأويلات، أو يجعلونها أدلَّ النصوص على الإمامة؟!
وأنت تعلم أنّهم يزعمون أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر أبا بكر بالصلاة في الناس(1)، ومن مذهبهم جوازُ إمامة الفاسق في الصلاة(2)، ومع ذلك قالوا إنّه دليلٌ على إمامته!! فيا بُعـدَ ما بينَ المقامَين، ولا أمر كأمر أبي بكر وأبي حسـن وحسـين!!
ثمّ إنّ الفائدة في التعبير عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ـ وهو فردٌ ـ بصيغة الجمع، هي تعظيمه(3)، والإشارة إلى أنّه بمنزلة جميع المؤمنين المصلّين المزكّين ; لأنّه عميدُهم، ومن أقوى الأسباب في إيمانهم ومبرّاتهم، كما أشار إلى ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله يوم الخندق: " برز الإيمانُ كلُّه إلى الشركِ كلِّه "(4).
____________
(1) سـيأتي تفصيله في محلّه من الجزء السابع من هذا الكتاب.
(2) انظر الصفحة 206 هـ 2 من هذا الجزء.
(3) انظر: تفسير الفخر الرازي 12 / 30، مجمع البيان 3 / 348.
(4) انظر: شرح نهج البلاغة 13 / 261 و 285، حياة الحيوان الكبرى ـ للدميري ـ 1 / 274، ينابيع المودّة 1 / 281 ح 2 و 284 ح 7، مناقب آل أبي طالب 3 / 161، الطرائف: 16.
____________
(1) الكشّاف 1 / 624.
(2) وللعلاّمة السيّد عبـد الحسـين شرف الدين (قدس سره) بيان آخر لهذه المسألة، فبعد أن أورد قولَي الطبرسي والزمخشري، قال ما نصّـه:
" قلت: عندي في ذلك نكتة ألطف وأدقّ، هي: إنّه إنّما أتى بعبارة الجمع دون عبارة المفرد بقياً منه تعالى على كثير من الناس، فإنّ شانئي عليّ وأعداء بني هاشم وسائر المنافقين وأهل الحسد والتنافس، لا يطيقون أن يسمعوها بصيغة المفرد ; إذ لا يبقى لهم حينئـذ مطمـع في تمويـه، ولا ملتمـس في التضليـل، فيكـون منهـم ـ بسـبب يأسهم ـ حينئذ ما تُخشى عواقبه على الإسلام، فجاءت الآية بصيغة الجمع ـ مع كونها للمفرد ـ اتّقاءً من معرّتهم، ثمّ كانت النصوص بعدها تترى بعبارات مختلفة، ومقامات متعدّدة، وبثّ فيهم أمر الولاية تدريجاً تدريجاً حتّى أكمل الدين وأتمّ النعمة، جرياً منه (صلى الله عليه وآله وسلم) على عادة الحكماء في تبليغ الناس ما يشقّ عليهم، ولو كانت الآية بالعبارة المختصّة بالمفرد، لجعلوا أصابعهم في آذانهم، واسـتغشوا ثيابهم، وأصرّوا واسـتكبروا اسـتكباراً!
وهذه الحكمة مطّردة في كلّ ما جاء في القرآن الحكيم من آيات فضل أمير المؤمنين وأهل بيته الطاهرين كما لا يخفى... ".
انظر: المراجعات: 263 رقم 5.
2 ـ آيـة: (يا أيُّـها الرسولُ بلِّـغ...)
قال المصنّـف ـ قـدّس الله روحه ـ(1):
الثانية: قوله تعالى: ( يا أيُّها الرسولُ بلّغ ما أُنزل إليك من ربّـك... )(2).
نقل الجمهور أنّها نزلت في بيان فضل عليّ (عليه السلام) يوم الغدير، فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيد عليّ (عليه السلام) وقال: " أيُّها الناس! ألستُ أَوْلى منكم بأنفسكم ".
قالوا: بلى يا رسول الله.
قال: " من كنتُ مولاهُ فعليٌّ مولاه، اللّهمّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصرْ من نصره، واخذل من خذله، وأدرِ الحقّ معه كيفما دار "(3).
المولى يراد به: الأَوْلى بالتصرّف ; لتقدّم " ألستُ أَوْلى "، ولعدم صلاحيّـة غيره ها هنـا.
____________
(1) نهج الحقّ: 172.
(2) سورة المائدة 5: 67.
(3) انظر: تفسير الحبري: 262 ح 24 و ص 285 ـ 287 ح 41، تفسير الثعلبي 4 / 92، أسباب النزول ـ للواحدي ـ: 112، شواهد التنزيل 1 / 187 ـ 192 ح 243 ـ 250، تاريخ دمشق 42 / 237، تفسير الفخر الرازي 12 / 53، مطالب السؤول: 79، فرائد السمطين 1 / 158 ح 120، الفصول المهمّة ـ لابن الصبّاغ المالكي ـ: 42، الدرّ المنثور 3 / 117، ينابيع المودّة 1 / 359.
وقال الفضـل(1):
أمّا ما ذكره من إجماع المفسّرين على أنّ الآية نزلت في عليّ، فهو باطل ; فإنّ المفسّرين لم يُجمعوا على هذا.
وأمّا ما رُوي من أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذكره يوم غدير خمّ حين أخذ بيد عليّ وقال: " ألسـتُ أَوْلى... "، فقد ثبت هذا في الصحاح(2).
وقد ذكرنا سرّ هذا في ترجمة كتاب " كشف الغُمّة في معرفة الأئمّـة "(3)..
ومجملُه: إنّ واقعة غدير خُمّ كانت في مرجع رسول الله عام حجّة الوداع، وغدير خُمّ: محلّ افتراق قبائل العرب، وكان رسول الله يعلم أنّه آخرُ عُمره، وأنّه لا يجتمع العرب بعد هذا عنده مثل هذا الاجتماع، فأراد أن يوصي العرب بحفظ محبّـة أهل بيته وقبيلته..
ولا شكّ أنّ عليّـاً كان بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سيّد بني هاشم وأكبر أهل البيت، فذكَرَ فضائله، وساواه بنفسه في وجوب الولاية والنصرة والمحبّة معه، ليتّخذه العرب سـيّداً ويعرفوا فضله وكماله.
____________
(1) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 2 / 482.
(2) انظر: سنن ابن ماجة 1 / 43 ح 116، سنن الترمذي 5 / 591 ح 3713، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ 5 / 134 ح 8478، مسند أحمد 1 / 119 و ج 4 / 372 و ج 5 / 347، المعجم الكبير 5 / 194 ـ 195 ح 5066 و 5068 ـ 5071، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان 9 / 42 ح 6892، المستدرك على الصحيحين 3 / 118 ح 4576.
(3) راجع ج 2 / 20 ـ 21 من هذا الكتاب.
إنْ أنصف المتأمّـلُ العاقلُ، عَلِم أن لا نصّ هناك!
____________
(1) هو: مُسيلمة بن حبيب من بني تميم، متنبّئ، وقد وضع عن قومه الصلاة، وأحلّ لهم الخمر والزنا، وجعل يسجع لهم السجعات مضاهاةً للقرآن، كان من المعمّرين، وُلد باليمامة قبل ولادة والد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، تلقّب بالجاهلية بالرحمن، وعرف برحمن اليمامة، قالوا في وصفه: كان رُوَيْجِلا، أُصيغر، أُخينس، كان اسمه مَسْلَمة، وسمّاه المسلمون مُسيلمة تصغيراً له، قُتل في غزوة اليمامة عام 12 هـ وكان عمره آنذاك 150 سنة.
انظر: تاريخ الطبري 2 / 199 ـ 200، تاريخ الخلفاء ـ للسيوطي ـ: 89، شذرات الذهب 1 / 23.
(2) تقـدّمت ترجمتها في ج 1 / 142 هـ 1 من هذا الكتاب.
(3) هو: طُليحة بن خويلد بن نوفل بن نضلة بن الأشتر الأسدي، كان ممّن شهد الخندق مع الأحزاب، وأسلم سنة 9 هـ، ثمّ ارتدّ وادّعى النبوّة في عهد أبي بكر، ثمّ كانت له وقائع كثيرة مع المسلمين، ثمّ خذله الله وهرب حتّى لحق بأعمال دمشق، ونزل على آل جَفْنّة، ثمّ أسلم وقدم مكّة معتمراً، ثمّ خرج إلى الشام مجاهداً، وشهد اليرموك، وشهد بعض حروب الفرس، وقُتل بنهاوند سنة 21 هـ.
انظر: الاستيعاب 2 / 773 رقم 773، أُسد الغابة 2 / 477 رقم 2639، تاريخ دمشق 25 / 149 ـ 172 رقم 2992.
(4) الـنَّـبْـسُ: هو أقلّ الكلام، وما نَبَسَ: أي ما تحرّكت شفتاه بشيء، وما نَبَـسَ بكلمة: أي ما تكلّم ; انظر: لسان العرب 14 / 20 مادّة " نبس ".
وأقـول:
لم يذكر المصنّف (رحمه الله) المفسّرين في كلامه هنا، فضلا عن أنّه ادّعى إجماعهم، وإنّما نقل رواية الجمهور لنزول الآية في فضل عليّ (عليه السلام)، وهو حـقٌّ، فإنّه قد رواه الكثير منهم.
فقد نقل السيوطي في " الدرّ المنثور " بتفسير الآية، عن ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر بأسانيدهم، عن أبي سعيد، قال: " نزلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم غـدير خُـمّ في عليّ "(1).
ونقل أيضاً عن ابن مردويه، بإسناده عن ابن مسعود، قال: " كنّا نقرأ على عهد رسول الله: ( يا أيُّها الرسول بلِّغ ما أُنزل إليك من ربّك )(2) أنّ عليّـاً مولى المؤمنين ( وإنْ لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس )(3)(4).
وروى الواحدي في " أسباب النزول "، عن أبي سعيد، قال: " نزلت يوم غدير خُمّ في عليّ "(5).
ونقل المصنّف (رحمه الله) نحو هذا في " منهاج الكرامـة "، عن أبي نعيم، عن عطيّـة(6).
____________
(1) الدرّ المنثور 3 / 117، وانظر: تاريخ دمشق 42 / 237.
(2) سورة المائدة 5: 67.
(3) سورة المائدة 5: 67.
(4) الدرّ المنثور 3 / 117.
(5) أسباب النزول: 112.
(6) منهاج الكرامة: 117، وانظر: ما نزل من القرآن في عليّ: 86.