11 ـ آيـة: (وَقِـفوهم إنّـهم مسـؤولون)

قال المصنّـف ـ قـدّس الله روحه ـ(1):

الحادية عشرة: قوله تعالى: (وقفوهم إنّـهم مسـؤولون)(2).

روى الجمهور عن ابن عبّـاس، وعن أبي سـعيد الخـدري، عـن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: " عن ولاية عليّ بن أبي طالب "(3).


*    *    *

____________

(1) نهج الحقّ: 181.

(2) سورة الصافّات 37: 24.

(3) تفسير الحبري: 312 ـ 313 ح 60، ما نزل من القرآن في عليّ ـ لأبي نعيم ـ: 196، شـواهد التـنـزيـل 2 / 106 ـ 108 ح 785 ـ 790، منـاقب الإمـام عليّ (عليه السلام)ـ للخوارزمي ـ: 275 ح 256، تذكرة الخواصّ: 26، كفاية الطالب: 247، فرائد السمطين 1 / 78 ـ 79 ح 46 و 47، جواهر العقدين: 252، الصواعق المحرقة: 229.


الصفحة 6

وقال الفضـل(1):

ليس هذا من رواية أهل السُـنّة، ولو صحّ دلّ على أنّه من أولياء الله تعالى، فالوليُّ: هو المحبّ المطيع، وليس هو بنصّ في الإمامة.


*    *    *

____________

(1) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 3 / 107.


الصفحة 7

وأقـول:

قال ابن حجر في " الصواعق "، في الآية الرابعة من الآيات النازلة في أهل البيت (عليهم السلام): " أخرج الديلمي، عن أبي سعيد، أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (وقفوهم إنّهم مسـؤولون) ; عن ولاية عليّ.

وكأنّ هذا مراد الواحدي بقوله: روي في قوله تعالى: (وقفوهم إنّـهم مسـؤولون) أي عن ولاية عليّ وأهل البيت (عليهم السلام) "(1).

ونقل المصنّف (رحمه الله) في " منهاج الكرامة " حديث الديلمي، وحديثاً آخر مثله عن أبي نعيم بسـنده عن ابن عبّـاس(2).

ونقلهما معاً في " ينابيـع المودّة "(3).

ونقل أيضاً في " الينابيع "، عن " المناقب "، عن ثمامة بن عبـد الله بن أنس، عن أبيه، عن جدّه، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: " إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على جهنّم، لم يجز عليه إلاّ من كان معه جواز فيه ولاية عليّ بن أبي طالب، وذلك قوله تعالى: (وقفوهم إنّهم مسـؤولون) عن ولاية عليّ "(4).

وفي " الينابيـع " أيضاً، عن الحمويني، بسـنده عن عليّ (عليه السلام)، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " إذا نصب الصراط على جهنّم، لم يجز عنه أحد إلاّ

____________

(1) الصواعق المحرقة: 229.

(2) منهاج الكرامة: 127.

(3) ينابيع المودّة 1 / 334 ح 11 و 12.

(4) ينابيع المودّة 1 / 338 ح 21، وانظر: مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 218 ح 289.


الصفحة 8
من كانت معه براءة بولاية عليّ بن أبي طالب "(1)..

وفيها نحوه أيضاً، عن موفّق بن أحمد، عن ابن مسعود، من طريقين، وعن ابن عبّـاس من طريق..

وأيضاً عن ابن المغازلي، عن ابن عبّـاس، من طريقين..

وعن أبي سـعيد، من طريق..

وعن أنس، من طريق(2).

ويؤيّد هذه الأخبار ما في " ميزان الاعتدال " بترجمة إبراهيم بن عبـد الله الصاعدي، قال: " روى عن ذي النون، عن مالك، خبراً باطلا ومتنه: إذا نصب الصراط لم يجز أحد إلاّ من كانت معه براءة بولاية عليّ ".

ثمّ قال: ذكره ابن الجوزي في (الموضوعات)، وقال: إبراهيم مـتروك الحديث "(3).

ولا سبب للحكم بوضعه وبطلانه، إلاّ التعصّب والاستبعاد، وكيف يستبعد ذلك في حقّ أخ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ونفسه، وثقله في أُمّـته؟!

وذكر السيوطي في " اللآلئ المصنوعة " هذا الحديث نقلا عن الحاكم بسنده عن عليّ (عليه السلام)، وذكر كلام ابن الجوزي والذهبي، وتعقّبهما بأنّ للحديث طريقاً آخر ذكره أبو عليّ الحـدّاد(4) في معجمه، ثمّ بيّن

____________

(1) ينابيع المودّة 1 / 335 ح 14، وانظر: فرائد السمطين 1 / 289 ح 228.

(2) ينابيع المودّة 1 / 335 ذ ح 14، وانظر: مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ للخوارزمي ـ: 319 ـ 320 ح 324، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 147 ح 172 و ص 218 ح 289.

(3) ميزان الاعتدال 1 / 165 رقم 132، وانظر: الموضوعات 1 / 399.

(4) هو: أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن بن محمّـد بن عليّ الأصبهاني الحدّاد، شيخ أصبهان بالقراءات والحديث جميعاً، المقرئ المجوّد، مسند الوقت، كان مع علـوّ إسناده أوسع أهل وقته روايةً، حَمَلَ الكثير عن أبي نُعيم، وخرّج لنفسه معجم أسامي مشايخه ; قال عنه السمعاني: كان ثقة صدوقـاً.

وُلد في شعبان سنة 419، وتوفّي في ذي الحجّـة سـنة 515.

انظر: المنتظم 10 / 179، سير أعلام النبلاء 19 / 303 رقم 193، معرفة القرّاء الكبار 1 / 471 رقم 415، العبر في خبر من غبر 2 / 404، مرآة الجنان 3 / 161، غاية النهاية في طبقات القرّاء 1 / 206 رقم 946، توضيح المشـتبه 8 / 294، شذرات الذهب 4 / 47.


الصفحة 9

الصفحة 10
الطريـق(1).

وحينئذ فلا بُـدّ للمنصف من الحكم بصدق مضمون الحديث، بل تواتره، ولا سـيّما بضميمة أخبارنا(2) واقـتضاء فضل أمير المؤمنين (عليه السلام)لمثلـه.

وكيـف كان ; فهذه الآيـة ـ علـى ذلـك المعـنى ـ دالّـة عـلى إمامـة عليّ (عليه السلام) ; لأنّ الإمامة أوّل ما يُسأل عنه بعد الوحدانية والرسالة، وأحقّ ما يحتاج إلى معرفته في الجواز على الصراط ; لأنّ من لا يعرف إمامة إمامه مات ميتة جاهلية، كما سـبق(3)، بخلاف سائر الواجبات، فإنّ من لا يقوم بها لا يخرج عن الدين، إذ ليست من أُصوله، ولذلك جاءت الآية الكريمة في أثناء ذِكر الكافرين.

وممّا بيّـنّا يُعلم ما في قول الفضل: " ولو صحّ دلّ على أنّه من أولياء الله تعالى ".

____________

(1) اللآلئ المصنوعة 1 / 347.

(2) انظر مثلا: معاني الأخبار: 67 ح 7 و ص 387 ح 23، الاعتـقادات ـ للشيخ المفيد ـ: 72، الأمالي ـ للشيخ الطوسي ـ: 290 ح 564، مناقب آل أبي طالب 4 / 174 و 175 و 178، عمدة عيون صحاح الأخبار: 363 ح 530.

(3) راجع ج 4 / 213 ـ 214 من هذا الكتاب.


الصفحة 11
وأيّ عاقل يفهم هذا المعنى من تلك الرواية؟!

ولو سُلّم، فالسؤال عن ولايته (عليه السلام) بهذا المعنى دون سائر الأولياء دليل على تميّزه عليهم بالفضل، والقرب إلى الله عزّ وجلّ، وهو يستدعي الإمامـة.

ويبعد أيضاً أنْ يُراد بالولاية في الأخبار: الحبّ، وإنْ كان حبّه واجباً وأجراً للرسالة، اللّهمّ إلاّ بلحاظ الملازمة بين الحبّ الخالص له والإقرار بإمامته، إذ لا ينكرها بعد وضوح أمرها إلاّ من يميل عنه.

مع أنّ السؤال عن حبّه، وتوقّـف الجواز على الصراط على ودّه، دليل على أنّ له ـ دون سائر الصحابة ـ منزلة عظمى ومرتبة توجب ذلك ; لفضله عليهم ; والأفضل أحـقّ بالإمامـة.

وقد نقل في " الينابيع " القول بإرادة الحبّ من الولاية، عن الحاكم، والأعمش، ومحمّـد بن إسحاق صاحب كتاب " المغازي "(1).

ويشهد لهم الأخبار الكـثيـرة الدالّـة على السـؤال عن حبّ أهـل البيت (عليهم السلام)(2).

منها: ما في " الينابيع " عن الثعلبي وابن المغازلي، بسنديهما عن ابن عبّـاس(3)..

____________

(1) ينابيع المودّة 1 / 335 ح 13.

(2) انظر: المعجم الكبير 11 / 83 ـ 84 ح 11177، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 141 ح 157، كفاية الطالب: 324، جامع المسانيد والسنن ـ لابن كثير ـ 32 / 325 ح 3351، مجمع الزوائد 10 / 346 ; وانظر: ج 4 / 386 هـ 4 من هذا الكتاب.

(3) ينابيع المودّة 1 / 336 ذ ح 15، وانظر: مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 141 ح 157.


الصفحة 12
وعن الترمذي(1) وموفّق بن أحمد(2)، بسنديهما عن أبي برزة الأسلمي..

وعن موفّـق أيضاً، بسـنده عن أبي هريرة(3)..

وعن الحاكم، بسـنده عن أبي سـعيد(4)..

وعن الحمويني، بسـنده عن عليّ أمير المؤمنين (عليه السلام)(5)..

وعن " المناقب "، بسـنده عن الباقر (عليه السلام)(6)..

قالوا: قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تزول قدم عبـد عن قدم حتّى يُسأل عن عمره، فيما أفناه؟ وعن جسده فيما أبلاه؟ ـ وفي رواية: " وعن شبابه " بدل " جسده " ـ، وعن ماله ممّا اكتسبه؟ وفيما أنفقه؟ وعن حبّـنا أهل البـيت ".

وكلّ الروايات بهذا اللفظ أو بهذا المضمون، إلى كـثير من الأخبار التي يطول ذِكرها، وسـبق بعضها في آية القربى(7).

____________

(1) ينابيع المودّة 1 / 337 ذ ح 18، وانظر: سنن الترمذي 4 / 529 ح 2416 و 2417 ولم ترد فيهما جملة: " وعن حبّنا أهل البيت " أو ما بمعناها، أمّا الحديث الثاني فهو عن أبي برزة الأسلمي، وأمّا الحديث الأوّل فهو عن ابن مسعود، وقال الترمذي في ذيله: " وفي الباب عن أبي برزة وأبي سعيد "، فلعلّ يد التحريف طالت الحديثيـن طمسـاً للحـقّ ; فلاحـظ!

(2) ينابيع المودّة 1 / 336 ذ ح 15.

(3) يـنــابـيــع الـمــودّة 1 / 336 ـ 337 ح 18، وانـظـر: مـنـاقـب الإمـام عليّ (عليه السلام)ـ للخوارزمي ـ: 76 ـ 77 ح 59.

(4) ينابيع المودّة 1 / 336 ذ ح 15.

(5) ينابيع المودّة 1 / 335 ـ 336 ح 15، وانظر: فرائد السمطين 2 / 301 ح 557.

(6) ينابيع المودّة 1 / 337 ـ 338 ح 20.

(7) راجع: ج 4 / 386 هـ 4 من هذا الكتاب.


الصفحة 13
وليت شعري أكان أبو بكر، وعمر، وعثمان أئمّةً لأمير المؤمنين وهم لا يجوزون الصراط إلاّ ويسألون عن ولايته، ولا يمرّون عليه إلاّ ببراءة منـه وسـند منه؟!

مـا هـذا إلاّ عجـب!!


*    *    *


الصفحة 14

12 ـ آيـة: (ولتعرفـنّهم في لحنِ القولِ)

قال المصنّـف ـ قـدّس سرّه ـ(1):

الثانية عشرة: قوله تعالى: (ولتعرفـنّهم في لحنِ القولِ)(2).

روى الجـمـهـور، عـن أبـي سـعيـد الخـدري، قـال: بـبغـضهـم علـيّـاً (عليه السلام)(3).


*    *    *

____________

(1) نهج الحقّ: 181.

(2) سورة محمّـد 47: 30.

(3) ما نزل من القرآن في عليّ ـ لأبي نعيم ـ: 227، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 262 ح 359، شواهد التنزيل 2 / 178 ـ 179 ح 883 ـ 885، تاريخ دمشق 42 / 360 وقد حُـرِّفت فيه كلمة " ببغضهم " إلى " بعضهم " وقد غفل المحـرِّف وفاته أنّ المعنى لا يسـتقيم بها، كفاية الطالب: 235، الدرّ المنثور 7 / 504.


الصفحة 15

وقال الفضـل(1):

ليس في تفسير أهل السُـنّة، وإنْ صحّ دلّ على فضيلته لا نصّ على إمامتـه.


*    *    *

____________

(1) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 3 / 114.


الصفحة 16

وأقـول:

ذكره السيوطي في تفسيره " الدرّ المنثور "، ونقله عن ابن مردويه، وابن عساكر، عن أبي سـعيد(1).

ونقله المصنّف (رحمه الله) في " منهاج الكرامة "، عن أبي نعيم، عن أبي سعيد أيضـاً(2).

وقال السيوطي أيضاً: أخرج ابن مردويه، عن ابن مسعود، قال: ما كـنّا نعرف المنافقين على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلاّ ببغضهم عليّ بن أبي طالـب(3).

أقـول:

وروى الترمذي في فضائل عليّ (عليه السلام)، عن أبي سعيد، قال: " إنّا كنّا لنعرف المنافقين ـ نحن معاشر الأنصار ـ ببغضهم عليّ بن أبي طالب "(4).

وروى أيضاً، عن أُمّ سلمة، قالت: " كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: " لا يحبُّ عليّـاً منافق، ولا يبغضه مؤمن "(5).

____________

(1) الدرّ المنثور 7 / 504، وانظر: تاريخ دمشق 42 / 360.

(2) منهاج الكرامة: 127، وانظر: ما نزل من القرآن في عليّ: 227.

(3) الدرّ المنثور 7 / 504.

(4) سنن الترمذي 5 / 593 ح 3717، وانظر: فضائل الصحابة ـ لأحمد بن حنبل ـ 2 / 715 ح 979.

(5) سنن الترمذي 5 / 594 ح 3717 م، وانظر أيضاً: مصنّف ابن أبي شيبة 7 / 503 ح 51، مسند أحمد 6 / 292، مسند أبي يعلى 12 / 331 ـ 332 ح 6904، المعجم الكبير 23 / 375 ح 885 و 886.


الصفحة 17

الصفحة 18
وروى مسلم، عن عليّ (عليه السلام)، قال: " والذي فلـق الحبّـة وبَـرأَ النَسَـمة، [ إنّه ] لعهد النبيّ الأُمّي إليَّ أنّه لا يُحبّـني إلاّ مؤمن، ولا يُبغضني إلاّ منافق "(1).

ونحوه في " سنن النسائي "، في علامة الإيمان من كتاب الإيمان(2).

ورواه بسـند آخر في علامة النفاق(3).

وأيضاً نحوه في " سنن الترمذي "، في فضائل عليّ (عليه السلام)(4).

وكذا في " كنز العمّال " في فضائل عليّ(5)، عن الحميدي، وابن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل، والعدني، وابن ماجة، وابن حبّان، وأبي نعيم في " الحلية "، وابن أبي عاصم في " السُـنّة "(6).

____________

(1) صحيح مسلم 1 / 61، كتاب الإيمان، باب الدليل على أنّ حبّ الأنصار وعليّ من الإيمان وبغضهم من علامات النفاق.

(2) سنن النسائي 8 / 116.

(3) سنن النسائي 8 / 117.

(4) سنن الترمذي 5 / 601 ح 3736.

(5) ص 394 من الجزء السادس [ 13 / 120 ح 36385 ]. منـه (قدس سره).

(6) انظر: مسند الحميدي 1 / 31 ح 58، مصنّف ابن أبي شيبة 7 / 494 باب 18 ح 1، مسند أحمد 1 / 84 و 95 و 128، سنن ابن ماجة 1 / 42 ح 114، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان 9 / 40 ح 6885، حلية الأولياء 4 / 185، السُـنّة ـ لابن أبي عاصم ـ: 584 ح 1325، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ 5 / 47 ح 8153 و ص 137 ح 8485 ـ 8487، فضـائل الصحـابـة ـ لأحمـد بن حنبـل ـ 2 / 696 ح 948 و ص 704 ح 961، مسند البزّار 2 / 182 ح 560، مسند أبي يعلى 1 / 251 ح 291، العلل ـ لابن أبي حاتم ـ 2 / 400 ح 2709، الاستيعاب 3 / 1100 رقم 1855، تاريخ بغداد 2 / 255 رقم 728، مصابيح السُـنّة 4 / 171 ح 4763، تاريخ دمشق 42 / 271 ـ 277.


الصفحة 19
وروى الحاكم في " المستدرك "، في مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام)(1)، عن أبي ذرّ، قال: " ما كنّا نعرف المنافقين إلاّ بتكذيبهم الله ورسوله، والتخلّف عن الصلوات، والبغض لعليّ بن أبي طالب ".

ثمّ قال: " هذا حديث صحيح على شرط مسلم ".

ونقله في " كنز العمّال " في فضائل عليّ، عن الخطيب في " المتّـفق "(2).

ونقل ابن حجر في " الصواعق "، في المقصد الثالث من المقاصد المتعلّقة بآية القربى، عن أحمد والترمذي، عن جابر: " ما كنّا نعرف المنافقين إلاّ ببغضهم عليّـاً "(3).

والحصر في هذا الحديث ونحوه بلحاظ أنّ المنافق يتسـتّر بجميع علائم النفاق إلاّ ببغض عليّ (عليه السلام) ; لكثرة مبغضيه، حتّى أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يعرفه منهم بلحن القول، مع علمهم بحبّه له وشدّة اختصاصه به، ولذا لمّا قُبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجدوا الفرصة، فاتّـفق عليه أكثر قريش وكثير من الأنصـار.

وهذه الأحاديث وإنْ لم تذكر نزول الآية، لكنّها تؤيّد رواية أبي سعيد التي أشار إليها المصنّف(4)، ودلالتها على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) ظاهرة ;

____________

(1) ص 129 من الجزء الثالث [ 3 / 139 ح 4643 ]. منـه (قدس سره).

(2) ص 390 من الجزء السادس [ كنز العمّال 13 / 106 ح 36346 ]. منـه (قدس سره).

وانظر: المتّفق والمفترق 1 / 434 ح 220.

(3) الصواعق المحرقة: 265، وانظر: فضائل الصحابة ـ لأحمد ـ 2 / 792 ـ 793 ح 1086 و ص 835 ح 1146، سنن الترمذي 5 / 593 ح 3717، المعجم الأوسط 2 / 391 ح 2146 و ج 4 / 443 ـ 444 ح 4151، تاريخ دمشق 42 / 374.

(4) انظر: ج 4 / من هذا الكتاب.


الصفحة 20
لأنّ من كان حبّه إيماناً، وبغضه نفاقاً وكفراً، لا بُـدّ أن يكون متّصفاً بأصل من أُصول الدين الذي يشترط في الإيمان الإقرارُ به، إذ ليس المدار في الإيمان والنفاق على ذات الحبّ والبغض، بل على ما يلزمهما عادة من الإقرار بخلافته المنصوصة وإنكارها، فإنّ من أبغضه أنكر إمامته عادة، فيكون بإظهار الإيمان منافقاً، ومن أحبّه قال بإمامته، إذ لا داعي له لإنكارها بعد اتّضاح ثبوتها بالكتاب والسُـنّة.

ولا ينافي المدّعى ما رواه القوم من أنّ حبّ الأنصار إيمان وبغضهم نفاق(1)، فإنّه لو صحّ كان مفاده أنّ حبَّـهم وبغضَـهم إيمانٌ ونفاقٌ لنصرتهم لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ; لأنّ الأنصار وصفٌ، وتعليق الحكم بالوصف مشعر بالحيثيـة..

وهـذا بخلاف تعليق الحكم بعليّ (عليه السلام)، فإنّه ليس لوصف النصرة، بل لذاته الشريفة، ويلزمه أنّ المنشأ هو الإمامة لا النصرة، وإلاّ لعاد الأمر إلى الإيمان بالنبيّ وعدمه، ولم يكن لعليّ دخل، وهو خلاف ظاهر الحـديث.


*    *    *

____________

(1) صحيح البخاري 1 / 18 ح 16، صحيح مسلم 1 / 60، سنن الترمذي 5 / 669 ح 3900، سنن النسائي 8 / 116، مسند أحمد 3 / 70 و 130.


الصفحة 21

13 ـ آيـة: (والسابقون السابقون)

قال المصنّـف ـ رفع الله درجتـه ـ(1):

الثالثة عشرة: قوله تعالى: (والسابقون السابقون * أُولئك المقـرَّبون)(2).

روى الجمهور، عن ابن عبّـاس، قال: سابق هذه الأُمّة عليّ بن أبي طالـب (عليه السلام)(3).


*    *    *

____________

(1) نهج الحقّ: 181.

(2) سورة الواقعة 56: 10 و 11.

(3) ما نزل من القرآن في عليّ ـ لأبي نعيم ـ: 240، شواهد التنزيل 2 / 216 ح 929، تاريخ دمشق 42 / 44.


الصفحة 22

وقال الفضـل(1):

هذا الحديث جاء في رواية أهل السُـنّة، ولكن بهذه العبارة: " سُبّاق الأُمم ثلاثة: مؤمن آل فرعون، وحبيب (بن)(2) النجّار، وعليّ بن أبي طالـب "(3).

ولا شكّ في أنّ عليّـاً سابق في الإسلام، وصاحب السابقة والفضائل التي لا تخفى، ولكن لا تدلّ الآية على نصّ إمامته وذلك المدّعى.


*    *    *

____________

(1) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 3 / 121.

(2) كذا في الأصل، وكلمة " بن " غير موجودة في إحقاق الحقّ أو كفاية الطالب، ولعلّها سهو ; فلاحـظ!

(3) انظر: الكشّاف 3 / 319، كفاية الطالب: 123.


الصفحة 23

وأقـول:

إذا كان أمير المؤمنين (عليه السلام) سابق هذه الأُمّة، كان خيرهم وأفضلهم ; لأنّ السبق إلى الإسلام أمارة الأعرفية والأفضلية كما يشهد له قوله تعالى: (أُولئك المقـرَّبون) ; لإفادته الحصر وأنّه المقرّب دون غيره من الصحابة، لِـجَعل قُربِ غيره كَـلاَ قُرب بالنسبة إليه، فيكون بينه وبينهم في المعرفة والفضل والتقوى بونٌ(1) شاسـع.

ولا ريب أنّ مَن كان كذلك فهو الإمام، لا سيّما وهو أفضل السابقين الثلاثة، كما يدلّ عليه ما ذكره السيوطي في تفسير الآية..

قال: أخرج ابن مردويه، عن ابن عبّـاس، في قوله تعالى: (والسابقون السابقون)، قال: " نزلت في حزقيل مؤمن آل فرعون، وحبيب النجّار ـ الذي ذُكر في (يـس)(2) ـ، وعليّ بن أبي طالب، وكلّ رجل منهم سابق أُمّته، وعليٌّ أفضلهم سبقاً "(3).

وفي رواية أُخرى عبّر عنهم بالصدّيقين، وذكر عليّـاً وقال: " وهو أفضلهم "، نقلها السيوطي في تفسير سورة (يـس)، عن أبي داود وأبي نعيم والديلمي وابن عساكر(4)، كما ستسمعها في الآية الثالثة والعشرين إنْ

____________

(1) البَـوْنُ والبُـوْنُ: مسافةُ ما بين الشـيئين ; انظر: لسان العرب 1 / 543 مادّة " بون ".

(2) سورة يس 36: 20 ـ 27.

(3) الدرّ المنثور 8 / 7.

(4) الدرّ المنثور 7 / 53، وانظر: معرفة الصحابة ـ لأبي نعيم ـ 5 / 2806 ح 6649، فردوس الأخبار 2 / 38 ح 3681، تاريخ دمشق 42 / 43 و 313، فضـائل الصحابـة ـ لأحمد ـ 2 / 778 ح 1072 و ص 814 ح 1117، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 221 ـ 222 ح 293 و 294، شواهد التنزيل 2 / 223 ـ 226 ح 938 ـ 942، الرياض النضرة 3 / 104، ذخائر العقبى: 108، كنز العمّال 11 / 601 ح 32897 و 32898.


الصفحة 24

الصفحة 25
شاء الله تعالى.

ولا ينافي ما ذكرنا أنّ حزقيل سابق أُمّة موسى ولم يكن إمامهم ; وذلك لأنّه مات في حياة موسى، ولو بقي بعده لكان هو الإمام لا يوشع، على أنّ الموجود في بعض الأخبار " يوشع " بدل " حزقيل "، ولعلّه الأصـوب، فيرتفع الإشكال..

روى السيوطي في المقام، عن ابن أبي حاتم، وابن مردويه، أنّهما أخرجا عن ابن عبّـاس في قوله: (والسابقون السابقون)، قال: " يوشع ابن نون سبق إلى موسى، ومؤمن آل يس سبق إلى عيسى، وعليّ بن أبي طالب سـبق إلى رسـول الله "(1).

وروى السيوطي في تفسير سورة (يـس)، عن الطبراني، وابن مردويه، عن ابن عبّـاس، قال: " السُّـبّق ثلاثة، فالسابق إلى موسى يوشع ابن نون، والسابق إلى عيسى صاحب يس، والسابق إلى محمّـد عليُّ بن أبي طالب "(2).

____________

(1) الدرّ المنثور 8 / 6، وانظر: مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 265 ح 365، شواهد التنزيل 2 / 213 ـ 215 ح 924 ـ 926 و ص 216 ـ 217 ح 931.

(2) الدرّ المنثور 7 / 52، وانظر: المعجم الكبير 11 / 77 ح 11152، شواهد التنزيل 2 / 213 ـ 215 ح 924 ـ 926، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ للخوارزمي ـ: 55 ح 20، شرح نهج البلاغة 13 / 225، مجمع الزوائد 9 /102، كنز العمّال 11 / 601 ح 32896.


الصفحة 26
وحكى المصنّف في " منهاج الكرامة "، عن ابن المغازلي، عن مجاهد، عن ابن عبّـاس، قال: " سبق يوشع بن نون إلى موسى وهارون، وسبق صاحب يس إلى عيسى، وسـبق عليٌّ إلى محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم) "(1).

ويحتمل أن يكون يوشع وحزقيل سابقَين معاً إلى موسى، وكلّ قسم من الأخبار خصّ واحداً بالذِكر لخصوصية، والإمام هو يوشع لأفضليّته بجهات أُخر.

ثمّ إنّ الرواية التي ذكرها المصنّف (رحمه الله) هنا قد نقلها بعبارتها في " منهاج الكرامة " عن أبي نعيم(2).

هـذا، وروى الزمخـشـري في تـفـسـير سـورة (يـس) عـن رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " سُـبّاق الأُمم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين: عليُّ ابن أبي طالب، وصاحب يـس، ومؤمن آل فرعون "(3).

وهي دالّة على فضل آخر لأمير المؤمنين (عليه السلام) على غيره من الصحابة، وهو أنّه لم يكفر بالله طرفة عين، مع صغر سِـنّه ونشأته بين عبـدة الأصنام، فيكون أحقّ بالإمامة ممّن عبَـدها في كثير من عمره لقصور عقله ووفور جهله!


*    *    *

____________

(1) منهاج الكرامة: 128، وانظر: مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 265 ح 365، البداية والنهاية 1 / 208، تفسير ابن كثير 3 / 547.

(2) منهاج الكرامة: 128.

(3) الكشّاف 3 / 319، وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق 42 / 313 عن جابر، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، أنّه قال: " ثلاثة ما كفروا بالله قطّ: مؤمن آل ياسين، وعليُّ بن أبي طالب، وآسـية امرأة فرعون "، وانظر: تاريخ بغـداد 14 / 155 رقم 7468.


الصفحة 27

14 ـ آيـة: (أجعلتم سـقاية الحـاجّ)

قال المصنّـف ـ طاب ثراه ـ(1):

الرابعة عشرة: قوله تعالى: (أجعلتم سقاية الحاجّ وعمارة المسجد الحرام) إلى قوله تعالى: (إنّ الله عنده أجر عظيم)(2).

روى الجمهور في " الجمع بين الصحاح الستّة "(3)، أنّها نزلت في عليّ ابن أبي طالب لمّا افتخر طلحة بن شـيبة(4) والعبّـاس، فقال طلحة: أنا أَوْلى بالبيت ; لأنّ المفتاح بيدي.

وقال العبّـاس: أنا أَوْلى، أنا صاحب السقاية، والقائم عليها.

فقال عليٌّ: أنا أوّل الناس إيماناً، وأكثرهم جهاداً(5).

فأنزل الله هذه الآيـة لبـيان أفضلـيّـته.


*    *    *

____________

(1) نهج الحقّ: 182.

(2) سورة التوبة 9: 19 ـ 22.

(3) مـرّ التعريف به وبمؤلّـفه في ج 4 / 297 هـ 4 من هذا الكتاب، فراجع.

(4) كذا في الأصل، وفي بعض الأحاديث الواردة بهذا الخصوص: " شيبة " بدل " طلحة بن شـيبة ".

(5) جامع الأُصول 8 / 663 ـ 664 ح 6514 عن رزين، وانظر: تنوير المقباس من تفسير ابن عبّاس: 200، تفسير الحسن البصري 1 / 410 ـ 411، مصنّف ابن أبي شيبة 7 / 504 ح 61، تفسير الحبري: 273، تفسير الطبري 6 / 337 ح 16577، تفسير الثعلبي 5 / 20، ما نزل من القرآن في عليّ ـ لأبي نعيم ـ: 98، فضائل الصحـابة ـ لأبي نعيم ـ: 81 ح 72، أسباب النزول ـ للواحدي ـ: 136، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 266 ح 367 و 368، شواهد التنزيل 1 / 246 ـ 251 ح 333 ـ 339، تفسير البغوي 2 / 232، ربيع الأبرار 3 / 423 ـ 424، تاريخ دمشق 42 / 357 ـ 358، زاد المسـير 3 / 310 ـ 311، تفسـير الفخر الرازي 16 / 12، تفسير القرطبي 8 / 59، فرائد السمطين 1 / 203 ـ 204 ح 159، التسهيل لعلوم التنزيل 2 / 72، تفسير ابن كثير 2 / 327، لباب النقول: 116، الدرّ المنثور 4 / 146، فتح القدير 2 / 346.


الصفحة 28

الصفحة 29

الصفحة 30

وقال الفضـل(1):

هذا صحيح من رواية الجمهور من أهل السُـنّة، وقد عدّها العلماء في فضائل أمير المؤمنين، وفضائله أكثر من أن تُحصى، وليس هذا محلّ الخلاف كما مرّ حتّى يُقيم عليه الدلائل، بل الكلام في النصّ على إمامته، وهذا لا يدلّ عليه.


*    *    *

____________

(1) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 3 / 122.


الصفحة 31

وأقـول:

دلالة الآيـة على المطلـوب تـتمّ بضميمـة الروايـة ; لأنّ أميـر المؤمنيـن (عليه السلام) فضّل نفسه عليهما بما يقتضي الفضل على جميع الأُمّة، حيث قال: أنا أوّل الناس إيماناً، وأكثرهم جهاداً(1).

وأقرّه الله سبحانه على دعوى الفضل بذلك، وأنكر على مَن لا يرى له الفضل به، فيكون أفضل الأُمّـة وأَوْلاها بالإمامة.

على أنّ الآيات متضمّنة للبشارة له بالرحمة والرضوان من الله تعالى، والخلود بالجنّـة.

وستعرف إن شاء الله في الآية الثانية والثلاثين اقتضاء البشارة لشخص بعينه، وإعلامه بالجنّة، كونه معصوماً أو قريباً منه، فيكون أَوْلى من الخلفاء الثلاثة بالإمامـة.

ثمّ إنّ الرواية المذكورة قد نقلها السيوطي في " الدرّ المنثور " عن ابن مردويه، وعبـد الرزّاق، وابن عساكر، وأبي نعيم، وابن جرير، وأبي الشيخ، وابن أبي حاتم، وابن المنذر، وابن أبي شيبة، عن ابن عبّـاس، وأنس، والشعبي، والحسن، وابن كعب(2).

ونقله في " ينابيع المودّة " عن النسائي في سننه، عن محمّـد بن

____________

(1) راجع الصفحة 24 من هذا الجزء.

(2) الدرّ المنثور 4 / 145 ـ 147.


الصفحة 32
كعب، ونقله أيضاً عن جماعة آخرين(1).

وقال الواحدي في " أسباب النزول ": " قال الحسن والشعبي والقُرَظي(2): نزلت الآية في عليّ والعبّـاس وطلحة بن شيبة، وذلك أنّهم افتخروا، فقال طلحة: أنا صاحب البيت، بيدي مفتاحه، وإليَّ ثياب بيته.

وقال العبّـاس: أنا صاحب السقاية والقائم عليها.

وقال عليٌّ: ما أدري ما تقولان؟! لقد صلّيت ستّة أشهر قبل الناس، وأنا صاحب الجهاد.

فأنزل الله هـذه الآيـة "(3).

ولا إشكال بأنّ نزولها في عليّ والعبّـاس وطلحة بقصّة الافتخار بينهم من المشهورات، فلا حاجة إلى الإطالة.

زاد الله فضل سيّد الوصيّين (عليه السلام)، فقد أعلن الكتاب المجيد بتفضيله بشـتّى الوجوه، فأين القلوب الواعية؟!


*    *    *

____________

(1) ينابيع المودّة 1 / 277 ح 1، وانظر: مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 266 ح 367 و 368، فضائل الخلفاء ـ لأبي نُعيم ـ: 81 ـ 82 ح 72، فرائد السمطين 1 / 203 ـ 204 ح 159، الفصول المهمّة: 124 ـ 125.

(2) كان في الأصل: " القرضي "، وهو تصحيف، والصواب ما أثبتـناه في المتن من المصـدر.

والقُـرَظي، هو: أبو حمزة ـ وقيل: أبو عبـد الله ـ محمّـد بن كعب بن سُليم بن أسد القرظي المدني، من حلفاء الأوس، وكان أبوه من سـبي بني قُريظة، سكن الكوفة، ثمّ المدينة، خرّج له أصحاب الصحاح السـتّة ; قال ابن سعد: كان ثقة ; وقال العجلي: مدني تابعي ثقة ; وُلد سنة 40، وتوفّي سنة 118 هـ.

انظر: سير أعلام النبلاء 5 / 65 رقم 23، تهذيب التهذيب 7 / 397 رقم 6509.

(3) أسباب النزول: 136.