وأقـول:
لا شكّ أنْ ليس كلُّ مؤمن صدّيقاً ; لأنّ الصدّيق كثير التصديق وكامله ; ولا شهيداً، وهو ظاهر ; فلا بُـدّ أن يراد الخصوص.
وقد علمنا من الأخبار أنّه ليس في هذه الأُمّة صدِّيقٌ غير عليّ (عليه السلام)، فلا بُـدّ أن يكون هو المراد بخصوصه من الآية، أو الأعمّ منه ومن صدّيقي الأُمم الثلاثـة.
فقد نقل السيوطي في " الدرّ المنثور "، بتفسير سورة " يس "، عن أبي داود، وأبي نعيم، وابن عساكر، والديلمي، بأسانيدهم عن أبي ليلى، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" الصـدّيقون ثلاثة: حبيب النجّار مؤمن آل يـس، الذي قال: (يا قومِ اتّبعوا المُرسَلين)(1).
وحزقيل مؤمن آل فرعون، الذي قال: (أتقتلُون رجلا أن يقول ربّي اللهُ)(2).
وعليّ بن أبي طالب، وهو أفضلهم "(3).
____________
(1) سورة يس 36: 20.
(2) سورة غافر 40: 28.
(3) الدرّ المنثور 7 / 53، وانظر: معرفة الصحابة 1 / 86 ـ 87 ح 340، شواهد التنزيل 2 / 223 ـ 226 ح 938 ـ 942، تاريخ دمشق 42 / 43 و ص 313، فردوس الأخبار 2 / 38 ح 3681، كفاية الطالب: 124، ذخائر العقبى: 108، الرياض النضرة 3 / 104، كنز العمّال 11 / 601 ح 32898.
وحكى السيوطي أيضاً في تفسير سورة " يس "، عن البخاري في تاريخه، عن ابن عبّـاس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " الصدّيقون ثلاثة: حزقيل مؤمن آل فرعون، وحبيب النجّار صاحب آل يس، وعليّ بن أبي طالب "(3).
وحكاه في " كنز العمّال "(4)، عن ابن النجّار، عن ابن عبّـاس.
ونقل المصنّف (رحمه الله) حديث أبي ليلى في " منهاج الكرامة "، عن أحمد في مسنده، والديلمي، وابن المغازلي(5).
وأنكر ابن تيميّة كونه من أصل " المسند "، وزعم أنّه من زيادات القطيعي، أخرجه من طريقين ثمّ ناقش في سـندهما(6).
وقد عرفت أنّ المناقشة في سند الأخبار الواردة في فضل أمير المؤمنين (عليه السلام) غير صحيحة ; لِما أوضحناه في المقدّمة من أنّ الاعتبار يشهد بوثاقة رجالها في تلك الأخبار ; على أنّ الرواية إذا كثرت طرقها حكم
____________
(1) سورة غافر " المؤمن " 40: 28.
(2) تفسير الفخر الرازي 27 / 58.
(3) الدرّ المنثور 7 / 53.
(4) ص 152 من الجزء السادس [ 11 / 601 ح 32897 ]. منـه (قدس سره).
(5) منهاج الكرامة: 136، وانظر: فضائل الصحابة ـ لأحمد ـ 2 / 777 ـ 778 ح 1072، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 221 ح 293 ـ 294، فردوس الأخبار 2 / 38 ح 3681، وانظر كذلك: مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ للخوارزمي ـ: 310 ح 307.
(6) منهاج السُـنّة 7 / 224 ـ 225.
ومرّ في الآية الثالثة عشرة ما هو بمعناها، وهو كثير من الأخبار القائلة: إنّ سُبّاق الأُمم ثلاثة(2)، فلا وجه للتشكيك بها.
ويشير إلى هذه الرواياتِ الأخبارُ المصرّحة بأنّ الصدّيق الأكبر هو أمير المؤمنين (عليه السلام) ; كرواية الحاكم في " المستدرك "(3)، عن عبّاد بن عبـد الله الأسدي، عن عليّ (عليه السلام)، قال: " إنّي عبـد الله، وأخو رسوله، وأنـا الصدّيق الأكبر، لا يقولها بعدي إلاّ كاذب... " الحديث.
ثمّ قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين.
وتعقّبه الذهبي بقوله: " [ كذا قال ]، ليس هو على شرطِ واحد منهما، بل ولا [ هو ] بصحيح، بل حديث باطل، فتدبّره. وعبّاد، قال ابن المديني: ضعيـف ".
وفـيـه: إنّه لا اعتبار بتضعيف ابن المديني له مع توثيق غيره له، كالحـاكم(4)، ولو التـفـتنا إلى هـذه التـضعيفات لم يصـحّ لهـم حـديث، ولا أدري ما الذي أنكره الذهبي من الحديث حتّى حكم ببطلانه مع شواهد صحّـته الكـثيـرة؟!
____________
(1) انظر: ج 1 / 7 ـ 25 من هذا الكتاب.
وراجـع: تشـييد المراجَعات وتفنيد المكابرات: 24 ـ 30، الحلقة 16، المنشورة في مجلّة " تراثنا "، العدد 61، السـنة 16، المحرّم 1421 هـ ; فقد صحّح السيّد عليّ الحسـيني الميلاني ـ حفظه الله ـ في الصفحات المشار إليها من مبحث الآية الكريمة: (أُولئك هم الصدّيقون) بعض أسانيد الحديث، وأثبت اعتبارها على ضوء كلمات علماء الجرح والتعديل من الجمهور.
(2) انظر الصفحة 18 وما بعدها من هذا الجزء.
(3) ص 112 من الجزء الثالث [ 3 / 120 ـ 121 ح 4584 ]. منـه (قدس سره).
(4) وانظر: الثقات ـ لابن حبّـان ـ 5 / 141.
ونقل أيضاً(2)، عن العقيلي، ومحمّـد بن أيّوب الرازي، أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قال على منبر البصرة: " أنا الصدّيق الأكبر ".
ونقل في " الكنز " أيضاً(3)، عن الطبراني، عن سلمان وأبي ذرّ معاً، وعن البيهقي وابن عـديّ، عن حـذيفة، أنّ النبـيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قـال في حـقّ عليّ (عليه السلام): " إنّ هذا أوّل من آمن بي، وهو أوّل من يصافحني يوم القيامة، وهذا الصدّيق الأكبر، وهذا فاروق هذه الأُمّة، يُفرّق بين الحقّ والباطل، وهذا يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظالمين ".
ونحوه بـ " إصابة " ابن حجر، بترجمة أبي ليلى الغفاري، وزاد في أوّله: " ستكون بعدي فتنة، فإذا كان كذلك فالزموا عليّ بن أبي طالب، فإنّه أوّل من آمن بي... ".. الحديث(4).
____________
(1) ص 394 من الجزء السادس [ 13 / 122 ح 36389 ]. منـه (قدس سره).
وانظر: مصنّف ابن أبي شيبة 7 / 498 ح 21، خصائص الإمام عليّ (عليه السلام): 21 ح 6، السُـنّة: 584 ح 1324، الضعفاء الكبير 3 / 137 رقم 1120، معرفة الصحابة 1 / 86 ح 339.
(2) ص 405 من الجزء المذكور [ 13 / 164 ح 36497 ]. منـه (قدس سره).
وانظر: الضعفاء الكبير 2 / 130 ـ 131 رقم 616، وكذا: البداية والنهاية 7 / 266، ذخائر العقبى: 108.
(3) ص 156 منه أيضاً [ 11 / 616 ح 32990 ]. منـه (قدس سره).
وانظر: المعجم الكبير 6 / 269 ح 6184، الكامل في ضعفاء الرجال 4 / 229 رقم 1046 ; وانظر أيضاً: تاريخ دمشق 42 / 41 ـ 43، مجمع الزوائد 9 / 102.
(4) الإصابة 7 / 354 رقم 10478.
ولمّا علم الله سبحانه ذلك منهم، أثبت دليلا واضحاً على كذبهم، وهو ما ألحقه بهذا الوصف من وصف الشهداء.
وهذه السرقة ليست بغريبة منهم، فإنّهم سرقوا أيضاً وصف الفاروق من أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى عمر، فقد صرّح بأنّ عليّـاً هو الفاروق... الحديثُ المتقدّم وغيره، كالذي نقله في " كنز العمّال "(1)، عن أبي نعيم، عن أبي ليلى، أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " ستكون بعدي فتنة، فإذا كان ذلك فالزموا عليّ بن أبي طالب، فإنّه الفاروق بين الحقّ والباطل ".
وقال الطبري في " المنتخب من كتاب ذيل المذيّل "، المطبوع في ذيل تاريخه، ص 9: " قال ابن سعد: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح بن كيسان، قال: قال ابن شهاب: بلغنا أنّ أهل الكتاب كانوا أوّل من قال لعمر: الفاروق ; وكان المسـلمون يؤثرون ذلك من قولهم، وما بلغنا أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذكر من ذلك شـيئاً "(2).
____________
(1) ص 155 من الجزء السادس [ 11 / 612 ح 32964 ]. منـه (قدس سره).
وانظر: معرفة الصحابة 6 / 3003 ح 6974، تاريخ دمشق 42 / 450.
(2) المنتخب من كتاب ذيل المذيّـل: 11 ; وانظر: الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ 3 / 205، تاريخ المدينة ـ لابن شـبّة ـ 2 / 662، تاريخ الطبري 2 / 562، تاريخ دمشق 44 / 51، منقب عمر ـ لابن الجوزي ـ: 30، أُسد الغابة 3 / 648.
24 ـ آيـة: (الّذين ينفقون أموالهم...)
قال المصنّـف ـ طاب ثراه ـ(1):
الرابعة والعشرون: قوله تعالى: (الّذين ينفقون أموالهم باللّيل والنهار سـرّاً وعلانيـة)(2).
روى الجمهور، أنّها نزلت في عليّ (عليه السلام)، كانت معه أربعةُ دراهم، أنفق في الليل درهماً، وبالنهار درهماً، وفي السرّ درهماً، وفي العلانية درهمـاً(3).
____________
(1) نهج الحقّ: 187.
(2) سورة البقرة 2: 274.
(3) تفسير الحبري: 243 ح 10، المعجم الكبير 11 / 80 ح 11164، تفسير الثعلبي 2 / 279، ما نزل من القرآن في عليّ: 43، تفسير الماوردي 1 / 347، أسباب النزول: 49، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 241 ح 325، محاضرات الأُدباء 1 / 680، تفسير البغوي 1 / 197، الكشّاف 1 / 398، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام)ـ للخوارزمي ـ: 281 ح 275، تاريخ دمشق 42 / 358، شواهد التنزيل 1 / 109 ـ 115 ح 155 ـ 163، تفسير الفخر الرازي 7 / 91، أُسد الغابة 3 / 601، تفسير القرطبي 3 / 225، تفسير ابن كثير 1 / 308، الدرّ المنثور 2 / 100.
وقال الفضـل(1):
ذكر المفسّرون من أهل السُـنّة أنّ الآية نزلت في عليّ، وهو من فضائله، ولا يثبت به مدّعى النصّ.
____________
(1) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 3 / 252.
وأقـول:
روى الواحدي في " أسباب النزول " ذلك عن ابن عبّـاس، ومجاهد، والكلبي(1).
ونسـب السـيوطي في " الدرّ المنـثور " روايتـه إلى ابـن جـريـر، وعبـد الرزّاق، وعبـد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، وابن عساكر(2).
ونسبه المصنّف (رحمه الله) في " منهاج الكرامة " إلى الثعلبي، وأبي نعيم(3).
ورواه أيضاً الزمخشري، والرازي، وغيرهم(4).
لكنّ ابن تيميّة ـ كعادته ـ زعم كذب الحديث ; بحجّة أنّ الإنفاق في السرّ والعلانية لا يخرج عن الإنفاق بالليل والنهار، فكيف يكون مقابلا لـه(5)؟! وأظهر التبجّح بكلامه كعادته.
وفـيـه: إنّ المراد هو الإنفاق بالليل سرّاً وعلانية، وبالنهار كذلك، أو أنّ المراد أنّه أنفق درهمين بالليل والنهار، ثمّ أنفق درهمين سرّاً وعلانية، فلحظ أوّلا: خصوصيّـة الوقت، ولحظ ثانياً: خصوصيّـة الوصف.
____________
(1) أسباب النزول: 49، وانظر: تنوير المقباس: 51، تفسير الكلبي 1 / 94.
(2) الدرّ المنثور 2 / 100، وانظر: تاريخ دمشق 42 / 358، المعجم الكبير 11 / 80 ح 11164.
(3) منهاج الكرامة: 137، وانظر: تفسير الثعلبي 2 / 279، ما نزل من القرآن في عليّ: 43.
(4) تفسير الكشّاف 1 / 398، تفسير الفخر الرازي 7 / 91، وانظر: تفسير ابن كثير 1 / 308، مجمع الزوائد 6 / 324، أُسد الغابة 3 / 601، الصواعق المحرقة: 202.
(5) منهاج السُـنّة 7 / 229.
هـذا، ونقل الزمخشري عن بعضهم، أنّها نزلت في أبي بكر، حيث تصدّق بأربعين ألف دينار، عشرة بالليل، وعشرة بالنهار، وعشرة في السـرّ، وعشرة في العلانية(1)!
ولا أدري، أأعجب من تخيّل القائل أنّ مدار الفضل على الكثرة دون الإخلاص، حتّى نسب لأبي بكر الصدقة بهذا المقدار، ليعارض صدقة أمير المؤمنين (عليه السلام) ويفوقها؟!
أم أعجب من إرادته إثبات منقبة هي بالمنقصة أشبه ; إذ لا يجتمع هذا المال مع ضعف المسلمين إلاّ من نهاية الإمساك؟!
أم أعجب من دعوى وجود هذا المال عند أبي بكر، البالغ أربعمئة ألف درهم، وهو كان معلّماً للصبيان في الجاهلية، وخيّاطاً في الإسلام(2)، ولم يكن قسمه من الغنائم إلاّ كواحد من المسلمين، وقد كان ماله عند الهجـرة خمسـة آلاف درهم أو سـتّة آلاف، كما رواه الحـاكم عن ابنـتـه أسماء(3)، ورواه أحمد عنها في مسـنده(4)، فمن أين اجتمع له ذلك
____________
(1) تفسير الكشّاف 1 / 398.
(2) انظر: الصوارم المهرقة: 324 عن صحيح البخاري، مصنّف ابن أبي شيبة 1 / 326 ب 68 ح 9، وراجع الصفحة 59 هـ 3 من هذا الجزء.
(3) ص 5 من الجزء الثالث من المستدرك [ 3 / 6 ح 4267 ]. منـه (قدس سره).
وانظر: البداية والنهاية 3 / 141.
(4) ص 350 من الجزء السادس. منـه (قدس سره).
أم أعجب من خفاء الصدقة بهذا المال على عامّة الناس حتّى أظهرها هذا الراوي، وهي ممّا ينبغي أن تُغْني أكثر أهل المدينة في ذلك اليوم؟!
أم أعجب من سماحة نفسه بهذا المال، وهو قد ضَـنّ(1) على أهله بالقليـل؟!
فقد ذكرت أسماء في تتمّة الحديث المذكور، أنّ أبا بكر انطلق بذلك المال لمّا هاجر، ولم يترك لهم شـيئاً(2)!
ولو كان من أهل الصدقة بمثل ذلك المقدار، فلِـمَ أشفق من تقديم الصدقة اليسـيرة في النجوى(3)؟!
ولِـمَ أخذ من رسول الله حين الهجرة والضيق قيمة البعير الذي ابتاعه منـه(4)، وهم قد زعموا أنّه واسى النبيّ بماله؟!
فانظر واعتبـر!!
____________
(1) الـضِّـنَّـةُ والـضِّـنُّ والمَضَـنَّـة والمَضِنَّـة: الإمساك والبخل، وضَنَّ بالشيء ضَِنّـاً: بَخِـلَ به ; انظر: لسان العرب 8 / 94 مادّة " ضنن ".
(2) المستدرك على الصحيحين 3 / 6 ذ ح 4267.
(3) انظر: الصفحة 30 وما بعدها من هذا الجزء.
(4) انظر: الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ 1 / 176، تاريخ الطبري 1 / 568 و 570، البداية والنهاية 3 / 145 و 149.
25 ـ آيـة الصلاة على النبيّ
قال المصنّـف ـ أعلى الله مقامـه ـ(1):
الخامسة والعشرون: قوله تعالى: (إنّ الله وملائكته يصلّون على النبيّ يا أيّها الّذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً)(2).
في صحيح مسلم: قلت: يا رسول الله! أمّا السلام عليك فقد عرفناه، وأمّا الصلاة عليك فكيف هي؟
فقال: " قولوا: اللّهمّ صلِّ على محمّـد وآل محمّـد كما صلّيت على إبراهيم وآل إبراهيم(3).
____________
(1) نهج الحقّ: 187.
(2) سورة الأحزاب 33: 56.
(3) صحيح مسلم 2 / 16، وانظر: صحيح البخاري 4 / 289 ح 172 و ج 6 / 217 ح 291، سنن أبي داود 1 / 255 ح 976 ـ 978 و ص 256 ح 980 و 981، سنن الترمـذي 5 / 334 ـ 335 ح 3220، سـنن النسائي 3 / 45، سـنن ابن ماجة 1 / 292 ـ 293 ح 903 ـ 906، الموطّأ: 152 ح 73، كتاب الأُمّ 1 / 228 ـ 229، مسند أحمد 1 / 162 و ج 3 / 47 و ج 4 / 118 ـ 119 و ج 5 / 274، سنن الدارمي 1 / 221 ح 1343 ـ 1334، صحيح ابن خزيمة 1 / 351 ـ 352 ح 711، مسند البزّار 3 / 157 ح 941 و 942، مسند أبي يعلى 2 / 21 ـ 22 ح 652 ـ 654، المعجم الكبير 5 / 218 ح 5143 و ج 17 / 251 ح 697 و 698 و ج 19 / 116 ح 241، المعجم الأوسط 3 / 88 ح 2389 و ص 156 ح 2606 و 2608 و ج 5 / 41 ح 4481 و ج 7 / 91 ح 6838، المعجم الصغير 1 / 75 و 86، مسند الطيالسي: 142 ح 1061، مصنّف عبـد الرزّاق 2 / 212 ـ 213 ح 3105 ـ 3109، مسند الحميدي 2 / 311 ح 711 و 712، مصنّف ابن أبي شيبة 2 / 390 ـ 391 ح 1 ـ 5، مسند عبـد بن حميد: 144 ح 368، مسند الروياني 1 / 35 ح 57، مسند أبي عوانة 1 / 526 ـ 527 ح 1966 ـ 1972، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان 3 / 206 ـ 207 ح 1954 ـ 1956، سنن الدارقطني 1 / 279 ح 1323 و 1324، المستدرك على الصحيحيـن 1 / 401 ـ 402 ح 988 و 991، السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ 2 / 147 ـ 148.
وقال الفضـل(1):
كأنّه نسي المدّعى، وهو إثبات النصّ، وأخذ يذكر فضائل عليّ، وهذا أمرٌ مسلّم، واتّفق العلماء على أنّه نزلت فيهم آيات كثيرة، ومن يظنّ أنّه ينكر فضل محمّـد وآله؟! فما ينكره إلاّ من ينكر ضوء الشمس والقمـر!!
____________
(1) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 3 / 272.
وأقـول:
جَهِلَ المعترضُ أو تَجاهلَ في مقصود المصنّف (رحمه الله) ; فإنّه يستدلّ بالآيات والروايات على إمامة أميـر المؤمنين ; إمّا لدلالتها عليها بالمطابقة، أو بالالتزام ; لدلالتها على أفضلـيّـته المسـتلزمة للإمامـة(1).
وأنت تعلم دلالة هذه الآية على أفضليّة آل محمّـد ; لأنّها أوجبت الصلاة على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأرادت بها الصلاة عليه وعلى آله معاً، مشيرة بالاكتفاء بذِكره إلى أنّه وإيّاهم كنفس واحدة، وأنّه منهم وهم منه، فلا بُـدّ أن يكونوا أفضل من سائر الأُمّـة.
على أنّ مجرّد وجوب الصلاة عليهم كالنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) دليلٌ على أنّ لهم فضلا ومنزلة يستحقّون بها الصلاة وإيجابها على الأُمّـة كالنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكـفى بذلك فضلا باذخـاً.
والمـراد بآل محمّـد: " عليٌّ وفاطمة والحسن والحسين " كما نطقت به الأخبار المتواترة كـ " حديث الكساء " وغيره(2)، ولا شكّ أنّ عليّـاً أفضلهم، فيكون هو الإمام.
____________
(1) أي إنّ الأدلّة على إمامة عليّ (عليه السلام) تكون تارة بالدلالة المطابقية، وهي النصّ، وأُخرى بلوازم الإمامة، كالعصمة والأفضلية ; وإذا ثبتت أفضليّته عليغ غيره أصبح ذلك صغرى لقاعدة قبح تقديم المفضول على الفاضل أو الأفضل.
(2) صحيح مسلم 7 / 121 و 130، التاريخ الكبير 2 ق 2 / 69 رقم 1719، سنن الترمذي 5 / 327 ح 3205 و ص 596 ذ ح 3724 و ص 621 ح 3787، مسند أحمد 1 / 85 و ج 4 / 107 و ج 6 / 292 و 298 و 304، وانظر: ج 4 / 317 وما بعدها من هذا الكتاب.
ونحوها في " صحيح البخاري "، في تفسير سورة الأحزاب(2).
ولا يبعد عن الصواب من ادّعى تواترهـا(3).
وأمّا قوله: " ومن يظنّ أنّه ينكر فضل محمّـد وآله... " إلى آخره.
فـفيـه: إنّه ليس الكلام في فضلهم، بل أفضلـيّتهم وإمامتهم، والقوم ـ كما ترى ـ قد اجتهدوا في إنكارهما مُراغَمةً(4) للأدلّة الواضحة، بل اجتهدوا في درس فضائلهم بكلّ ما تناله أوهامهم، وجدّوا في الإزراء بهم والغضّ مِن شأْنهم.
كما يشهد له أنّهم مع وجود هذه الآية الشريفة وتلك الأخبار المستفيضة ـ وهي بمرأىً منهم ومسمع ـ تراهم إذا ذكروا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)أفردوه عن آله بالصلاة، وإذا ذكروا واحداً من آله الطاهرين لم يصلّوا أو لم يسلّموا عليه كما أمر الله ورسوله، بل يترضَّـوْن عليه كسائر المسلمين، مع أنّه قد ورد عندهم أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، نهى عن الصلاة البتراء، فقيل له: وما الصلاة البتراء؟
____________
(1) صحيح مسلم 2 / 16.
(2) صحيح البخاري 6 / 217 ح 291.
(3) انظر: المسـتدرك على الصحيحين 3 / 160 ح 4710، جامع الأحاديث الكبير 2 / 131 ح 4393.
(4) المُراغَمة: الهِـجران والمُنابَذة والتَباعُد والمُغاضَبة والمُعاداة والكراهية، على المجاز هنا ; انظر: تاج العروس 16 / 294 ـ 295 مادّة " رغم ".
نعم، ربّما يصلّون على آله معه في أوائل مصنّفاتهم أو أواخرها، ولكن يضيفون إليه صحبه، كراهةً لإفرادهم وتمييزهم على صحبه بالاقتران مع النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، كما ميّزهم الله ورسوله.
ويشهد له أيضاً ما ذكره الزمخشري في تفسير الآية، فإنّه بعدما ذكر الخلاف في وجوبها، كلّما يذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أو في كلّ مجلس مرّةً، أو في العمر مرّةً، قال:
" القياسُ جوازُ الصلاة على سائر المؤمنين ; لقوله تعالى: (هو الذي يصلّي عليكم)(2) وقوله تعالى: (وصلّ عليهم إنّ صلاتك سكنٌ لهم)(3) وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): اللّهمّ صلّ على آل أبي أوفى.
ولكنّ للعلماء تفصيلا في ذلك، وهو: إنّها إنْ كانت على سبيل التَّبع كقولك: صلّى الله على النبيّ وآله، فلا كلام فيها.
وأمّا إذا أُفرِد غيره من أهل البيت بالصلاة كما يُفرد هو، فمكروه ; لأنّ ذلك صار شعاراً لذِكر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولأنّه يؤدّي إلى الاتّهام بالرفض وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقفنّ
____________
(1) الصواعق المحرقة: 225، وانظر: سنن الدارقطني 1 / 281 ح 1328 و 1329، فردوس الأخبار 2 / 311 ح 6403، الشفا 2 / 64، جواهر العقدين: 217 و 221، الصواعق المحرقة: 225، كشف الغمّة عن جميع الأُمّة ـ للشعراني ـ 1 / 342، رشفة الصادي: 68.
(2) سورة الأحزاب 33: 43.
(3) سورة التوبة 9: 103.
ويَـرِد عليـه:
أوّلا: إنّه إذا لم يكن لهم كلام في الصلاة عليهم على سبيل التبع، فلِمَ التزموا بتركها إذا ذكروه (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ كما سبق ـ؟! فهل المنشأ غير الانحراف عن آل محمّـد؟!
ثانياً: لا تصحّ كراهتها عند انفرادهم بالذِكر، وما ذكره من صيرورتها شعاراً لذِكر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو لا يوجب الكراهة ; لأنّهم منه وهو منهم، وتعظيمهم تعظيمه، وما بالهم جعلوها شعاراً لذِكره (صلى الله عليه وآله وسلم) دونهم، وهم شركاؤه في أمر الله بالصلاة عليهم؟!
وأمّا الاتّهام بالرفض ; فهو لو اقتضى كراهة الصلاة على آل محمّـد، وتغيير حكم الله تعالى، لأدّى إلى كراهة حبّهم، ولعلّه لهذا تظهر منهم آثار العـداوة لآل محمّـد.
على أنّ الاتّهام إنّما يقتضي الكراهة في مقام التهمة، فما بالهم تركوا الصلاة على آل محمّـد في كلّ مقام؟!
وأمّا الحـديث ; فلـو صـحّ لـم يمكـن أن يفهـم منـه مسـلمٌ إرادةَ النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) النهيَ عن تعظيم آله الطاهرين، الذي هو من علائم الإيمان، ومأمور به في الكتاب العزيز.
____________
(1) الكشّاف 3 / 273.
26 ـ آيـة: (مـرج البحرين يلتقيان)
قال المصنّـف ـ رفع الله درجته ـ(1):
السادسة والعشرون: قوله تعالى: (مرَجَ البَحرَينِ يَلتَقِيانِ)(2).
روى الجمهور، قال ابن عبّـاس: عليٌّ وفاطمـة، و (بَينهُما بَـرزَخٌ لا يَبغِـيَانِ)(3): النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، (يَخرُجُ مِنهُما اللُّؤلُؤُ والمَرجَانُ)(4): الحسـن والحسـين(5).
ولم يحصل لغيره من الصحابة هذه الفضيلـة.
____________
(1) نهج الحقّ: 188.
(2) سورة الرحمن 55: 19.
(3) سورة الرحمن 55: 20.
(4) سورة الرحمن 55: 22.
(5) تفسير الثعلبي 9 / 182، ما نزل من القرآن في عليّ ـ لأبي نعيم ـ: 236، الدرّ المنثور 7 / 697، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 277 ح 390، شواهد التنزيل 2 / 208 ـ 212 ح 918 ـ 923، مقتل الحسين (عليه السلام) ـ للخوارزمي ـ: 168 ح 75، تذكرة الخواصّ: 212، نور الأبصار: 124.
وقال الفضـل(1):
ليس هذا من تفاسير أهل السُـنّة، ثمّ ما ذكره من أنّ النبيّ برزخٌ بين فاطمـةَ وعليّ، فلا وجه له، وإنْ صحّ التفسير دلّ على فضيلته، لا على النصّ المدّعى.
____________
(1) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 3 / 277.
وأقـول:
ذكـره السـيوطي في تفسـيره " الدرّ المنثور "، نقلا عن ابن مردويه عن ابن عبّـاس وأنـس بن مالك، إلاّ أنّ أنساً لم يذكر تفسـير البـرزخ بالنبـيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)(1).
ونقله في " ينابيع المودّة "، عن الثعلبي، وأبي نعيم ; والمالكي عن أبي سعيد، وابن عبّـاس، وأنـس(2).
ثمّ نقله عن الصادق (عليه السلام)، عن أبي ذرّ(3).
ونقله عن سفيان الثوري(4).
ونقله أيضاً ابن تيميّة عن الثعلبي، عن سفيان الثوري(5)، وناقش في سنده بما سبق جوابه في مقدّمة الكتاب وغيرها(6)، وأورد عليه بما شاء الجهل والنصب ; وفي نقله وردّه ضياع المـداد والقرطاس!
وأمّا دلالته على المطلوب، فظاهرة ; لأنّ الله سبحانه شبّه عليّـاً (عليه السلام)بالبحر لغزارة علمه، ولا مبالغة في قول الله سبحانه وشهادته لعبده، فيكون
____________
(1) الدرّ المنثور 7 / 697.
(2) ينابيع المودّة 1 / 354 ح 4.
(3) ينابيع المودّة 1 / 355 ح 5.
(4) ينابيع المودّة 1 / 354 ح 4.
(5) منهاج السُـنّة 7 / 246 ـ 249.
(6) راجع ج 1 / 7 ـ 25 و ج 4 / 396 و 419.
وأمّا تشبيه النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بالبرزخ بينهما ; فلأنّه الهادي لهما، ولا بُـدّ أن يتّبعاه ; لعصمتهما، فلا يبغي أحدهما على الآخر.
ويقـرّب إرادة عليّ وفاطمـة عليهما السلام من (البحرين)، أنّه لو أُريد ظاهرهما، احتاج الحكم بخروج اللؤلؤ والمرجان منهما إلى توسّع ; لأنّهما إنّما يخرجان من أحدهما كما قيـل.
____________
(1) همـا أبو بكر وعمر ; انـظر مثـلا: سـنن الـدارمي 2 / 249 ح 2968، مصنّف عبـد الرزّاق 10 / 304 ـ 305 ح 19191 ـ 19195، مصنّف ابن أبي شيبة 7 / 363 ح 7، تفسير الطبري 12 / 453 ح 36387، السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ 6 / 223، المستدرك على الصحيحين 2 / 559 ح 3897، الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ 3 / 261، تاريخ بغداد 11 / 468 ـ 469، شعب الإيمان 2 / 424 ح 2281، النهاية في غريب الحديث والأثر 1 / 13 مادّة " أبب "، الكشّاف 4 / 220، تفسير القرطبي 19 / 145، الدرّ المنثور 8 / 421.
وسـيأتي تفصيل ذلك في محلّه من الجزء السابع.
(2) إشارة إلى قول عمر بن الخطّاب: " كلّ أحد أفقه من عمر، حتّى المخدّرات " ; انـظر مثـلا: سـنن سـعيد بن منصـور 1 / 167 ح 958، تمهيد الأوائل: 501، الأربعين في أُصول الدين ـ للفخر الرازي ـ 2 / 303 ـ 304، الكشّاف 1 / 514، تفسير القرطبي 5 / 99، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ 12 / 15، تفسير ابن كثير 1 / 442، مجمع الزوائد 4 / 284، الدرّ المنثور 2 / 466، فتح القدير 1 / 443.
وسـيأتي تفصيل ذلك في محلّه من الجزء السابع.
27 ـ آيـة: (ومَن عندَه عِلمُ الكتاب)
قال المصنّـف ـ قـدّس الله روحـه ـ(1):
السابعة والعشرون: قوله تعالى: (ومَن عندَه عِلم الكتاب)(2).
روى الجمهور، عن عبـد الله بن سلاّم، قال: هو عليّ(3).
____________
(1) نهج الحقّ: 188.
(2) سورة الرعد 13: 43.
(3) انظر: تفسير الحبري: 285 ـ 286 ح 41، تفسير الثعلبي 5 / 303، ما نزل من القرآن في عليّ ـ لأبي نعيم ـ: 125، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 262 ح 258، شواهد التنزيل 1 / 307 ـ 310 ح 422 ـ 427، زاد المسير 4 / 261، تفسير القرطبي 9 / 220، ينابيع المودّة 2 / 250 ح 703.
وقال الفضـل(1):
جمهور المفسّرين على أنّ المراد به علماء اليهود الّذين أسلموا، كعبـد الله بن سلاّم وأضرابـه(2).
وقيل: المراد به هو الله تعالى، ويكون جمعاً بين الوصفين(3).
وأمّا نزوله في شأن عليّ، فليس في التفاسير ; وإنْ سلّمنا لا يستلزم المطلوب.
____________
(1) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 3 / 283.
(2) انظر: تفسير الفخر الرازي 19 / 76 القول الأوّل، تفسير القرطبي 9 / 220، تفسير ابن كثير 2 / 502، الدرّ المنثور 4 / 669، وغيرها.
وراجع الآية الرابعة والسـبعين الآتية في الصفحة 330 من هذا الجزء.
نـقـول: لقد ردّ أغلب المفسّرين هذا القول فتعقّبوه بأنّ هذه الرواية شاذّة وغريبة ; لأنّ عبـد الله بن سلاّم أسلم في المدينة، والآية نزلت في مكّـة.
(3) انظر: تفسير الفخر الرازي 19 / 77 القول الرابع، تفسير القرطبي 9 / 220، الدرّ المنثور 4 / 668 و 669.
وأقـول:
نقله المصنّف (رحمه الله) في " منهاج الكرامة " عن الثعلبي(1).
ونقل فيه أيضاً مثله عن أبي نعيم، عن ابن الحنفيّـة(2).
ونقله في " ينابيع المودّة " عن الثعلبي، وأبي نعيم، عن ابن الحنفيّـة(3).
ونقل أيضاً عن الثعلبي، وابن المغازلي، عن عبـد الله بن عطاء، قال: " كنت مع محمّـد الباقر في المسجد فرأيت ابن عبـد الله بن سلاّم...
فقلت: هذا ابن الذي عنده عِلم الكتاب؟
قال: إنّما ذلك عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) "(4).
ثمّ ذكر في " الينابيع " أنّه روي أيضاً عن أبي سعيد الخدري، والإمام موسـى بن جعفـر (عليه السلام)، وزيـد بن عليّ، وإسماعيل السُّدّي، أنّهم قالوا: هو عليّ بن أبي طالب(5).
.. إلى غير ذلك ممّـا في " الينابيـع "(6).
____________
(1) منهاج الكرامة: 140، وانظر: تفسير الثعلبي 5 / 303.
(2) منهاج الكرامة: 139، وانظر: ما نزل من القرآن في عليّ ـ لأبي نعيم ـ: 125.
(3) ينابيـع المودّة 1 / 305 ح 2.
(4) ينابيع المودّة 1 / 305 ح 1، وانظر: مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 262 ح 258، شواهد التنزيل 1 / 308 ح 425.
(5) ينابيع المودّة 1 / 307 ح 7 و 8، وانظر: شواهد التنزيل 1 / 307 ح 422.
(6) انظر: ينابيع المودّة 1 / 308 ح 11 ـ 13.