وأقـول:
ما صحَّ عندهم سقيمٌ عندنا وعند كلّ عاقل، وإلاّ لكان التكليف لغواً والدين لَعبـاً!
أتـرى أنّ أحـداً يـخـرج عـلى إمـام زمـانـه الـذي يـقـول فيـه رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " حربه حربي "(1)، وينهب بيت مال المسلمين، ويلفّ الأُلوف بالأُلوف، ويقتل ما لا يُحصى منهم، ثمّ يُقتل في ميدان الحرب أو خارجه على عناده، من دون إصلاح لِما أفسد(2)، ومع هذا يكون عند الله تعالى قريناً لذلك الإمام المصلح الأعظم؟! ما أظنُّ عاقلا يرتضيـه!
ثمّ إنّ الحديث الذي ذكره المصنّف هنا، قد نقله في " منهاج الكرامة " مفصّـلا(3).
ونقله سبط ابن الجوزي، عن أحمد في " الفضائل "(4).
وكذا صاحب " كنز العمّال "(5).
____________
(1) انظر: كنز العمّال 12 / 97 ح 34164، وقد تقـدّم مؤدّاه في ج 4 / 358 هـ 4 من هذا الكتاب، وسـيأتي ذِكره مفصّـلا.
(2) انظر: تاريخ الطبري 3 / 18 و 21 ـ 22 و 40 ـ 43 و 55 و 56، الكامل في التاريخ 3 / 108 ـ 113 و 128 و 130 ـ 132 حوادث سنة 36 هـ.
(3) منهاج الكرامة: 144 ـ 145.
(4) تذكرة الخواصّ: 31، وانظر: فضائل الصحابة 2 / 739 ح 1018 و ص 791 ح 1085 و ص 829 ح 1137.
(5) ص 390 من الجزء السادس [ 9 / 167 ح 25554 ]. منـه (قدس سره).
وانظر: كنز العمّال 2 / 450 ح 4472 و ج 9 / 167 ذ ح 25555 و ج 13 / 105 ـ 106 ح 36345.
قال المصنّف (رحمه الله): من مسند أحمد، بإسناده إلى زيد بن [ أبي ]أوفى، قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مسجده ـ وذكر قصّة مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)... إلى أن قال: ـ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" والذي بعثني بالحقّ! ما أخّرتك إلاّ لنفسي، فأنت منّي بمنزلة هارون من موسـى، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي، وأنت أخي ووارثي... وأنت معي في قصري في الجنّـة، ومع ابنـتي فاطمـة، فأنت أخي ورفيقي ; ثمّ تلا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إخواناً على سُرر متقابلين) "(1).
وزعم ابن تيميّة أنّه من زيادات القطيعي لا من نفس المسند، وذكر أنّ للحديث تتمّة، وهي: أنّ عليّـاً (عليه السلام) قال عند قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " وأنت أخي ووارثي ": وما أرث منك يا رسول الله؟
قال: ما ورّث الأنبياء من قبلي.
قال: وما ورّث الأنبياء من قبلك؟
قال: كتاب الله وسُـنّة نبيّـهم(2).
وذكر السبط هذه التتـمّـة أيضـاً(3).
وكذا صاحب " كنز العمّال "(4).
وقد أطـال ابن تيميّة القول هنا كعادته، وذكر ما لا يحتجُّ به عاقل
____________
(1) فضائل الصحابة ـ لأحمد ـ 2 / 791 ـ 792 ح 1085 و ص 829 ح 1137.
(2) منهاج السُـنّة 7 / 278 ـ 279.
(3) تذكرة الخواصّ: 31.
(4) كنز العمّال 9 / 167 ح 25554 و ص 170 ح 25555 و ج 13 / 105 ح 36345.
ولا يسـتحقّ أن يُذكر من كلامه شيء إلاّ إنكار صحّـة الحديث لضعف سـنده، وقد عرفت جوابه مراراً في المقدّمة وبعـدها(2).
على أنّ السبط قد وثّق رجال ما رواه أحمد في " الفضائل "، وقال: " هو من غير رواية عبـد المؤمن، والضعيف ما رواه عبـد المؤمن "(3).
وسيأتي إنّ شاء الله تعالى في الآية الخامسة والسبعين ما يؤيّد هذا الحديث(4)، وهو دالٌّ على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) من وجوه، والآية تدلّ عليها من بعضها:
الأوّل: مؤاخاة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) له ; فإنّها تدلّ على فضله على سائر الصحابة بمناسـبته للنبيّ دونهم ; والأفضل هو الإمام.
الثاني: قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): " أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه
____________
(1) انظر: منهاج السُـنّة 4 / 32 و ج 5 / 71 و ج 7 / 117 و 279 و 361.
وراجع: دراسات في منهاج السُـنّة: 275 ـ 278، تشـييد المراجعات وتفنيد المكابرات: الحلقة 20، ص 78 و 88، والحلقة 21، ص 7 ـ 12، المنشورتين في مجلّة " تراثنا "، العددين 66 ـ 67 و 68، السـنة 17، ربيع الآخر وشوّال 1422 هـ ; فقد أورد فيها السـيّد علي الحسـيني الميلاني كلمات علماء الجمهور ومصادرهم في ردّ تكذيب ابن تيميّة لحادثتَي المؤاخاة وحديثها، التي وقعت في مكّة مرّة وفي المدينة أُخرى!
(2) راجع ج 1 / 25 وما بعدها.
(3) تذكرة الخواصّ: 31.
نـقـول: وحتّى عبـد المؤمن بن عبّاد ـ أو: عبادة ـ العبـدي، الذي ضُـعّـف السـند لأجله، قد وثّـقه ابن حبّـان، وقال عنه: " روى عنه البصريّون " ; انظر: الثقات 8 / 417.
(4) انظر الصفحة 333 وما بعدها من هذا الجزء.
الثالث: إنّه ورث منه ميراث الأنبياء لخلفائهم وأوصيائهم من الكتاب والسُـنّة.
الرابع: إنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) أخبر أنّهما بقصر واحد ; وهو دليل الفضل والامتياز على الأُمّـة.
الخامس: إنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) أخبر بأنّه من أهل الجنّة، وبيّن نزول الآية فيـهم.
ومن الواضح أنّه لا يصحّ إخبار شخص بعينه بأنّه من أهل الجنّة إلاّ مع العلم بعصمته، أو أنّ له مَلَكَة تحجزه عن الذنوب إعظاماً لله تعالى، حتّى مع أمانه من ناره، وإنْ أذنب نادراً ـ خطأً أو عمداً ـ مع التوبة، وإلاّ كان إخباره بأنّه من أهل الجنّة نقضاً للغرض، وهو تجنّب المحرّمات، وكان تشجيعاً له على الحرام ; لأنّه إذا كسب الأمان من العقاب لم يحجزه عن المعصية حاجـز.
وبهذا يُعلم كذب حديث تبشير العشرة بالجنّة الذي رواه القوم(1) ; لامتناع أن يبشّر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بالجنّة من لا مَلَكَة له تردعه عن الخروج على إمام زمانه، وقتل النفوس المحترمة، وغصب الأموال المحـرّمة.
على أنّ راوي حديث تبشير العشرة هو منهم، وهو موضع التهمة
____________
(1) لقد توسّع السيّد حسن الحسيني آل المجدّد الشيرازي ـ حفظه الله ـ بدراسة حديث العشرة المبشّرة، سنداً ودلالة، في مقاله: " الصحف المُنشَّرة في بطلان حديث العشرة المبشّـرة "، المنشور في مجلّـة " تراثنـا "، السـنة 11، العدد المزدوج 41 ـ 42، ص 13 ـ 64 ; فراجـع!
وقال البخاري: لم يصحّ ; كما حكاه عنه في " ميزان الاعتدال " بترجمة عبـد الله بن ظالم(1).
وقال العقيلي أيضاً: لم يصحّ ; كما حكاه عنه ابن حجر في " تهذيب التهذيب " بترجمة عبـد الله أيضاً(2).
مضافاً إلى القرائن الدالّة على كذبه، كتحريض بعض العشرة على عثمان يوم الدار حتّى قتل(3)، فإنّه لا يجتمع مع كون الجميع من أهل
____________
(1) ميزان الاعتدال 4 / 129 رقم 4398، وانظر: التاريخ الكبير 5 / 125 رقم 367.
(2) تهذيب التهذيب 4 / 350 رقم 3488، وانظر: الضعفاء الكبير ـ للعقيلي ـ 2 / 267 رقم 827.
(3) روى القوم أنّ طلحة والزبير من العشرة الّذين بشّرهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالجنّة ; كيف؟! وهما أشدّ الناس تحريضاً على قتل عثمان، وأشد تحريضاً على محاربة عليّ (عليه السلام) يوم الجمل.
فقد رووا أنّ عثمان قال: ويلي على ابن الحضرميّة ـ يعني طلحة ـ! أعطيته كذا وكذا بُهاراً ذهباً، وهو يروم دمي يحرّض على نفسي، اللّهمّ لا تمتّعه به، ولقّه عواقب بغيه.
وروى المؤرّخون والمؤلّفون الّذين صنّفوا في واقعة الدار: إنّ طلحة كان يوم قُتل عثمان مقنّعاً بثوب قد اسـتتر عن أعين الناس، يرمي الدار بالسهام.
ورووا أيضاً: إنّه لمّا امتنع على الّذين حصروه الدخول من باب الدار، حملهم طلحة إلى دار لبعض الأنصار، فأصعدهم إلى سطحها، وتسوّروا منها على عثمان داره فقتلوه.
ورووا أيضاً: إنّ الزبير كان يقول: اقتلوه! فقد بدّل دينكم ; فقالوا: إنّ ابنك يحامي عنه بالباب ; فقال: ما أكره أن يقتل عثمان ولو بُدئ بابني، إنّ عثمان لجيفـة على الصراط غـداً.
أفمثل هؤلاء يبشّرهم الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) بالجنّة؟! وهم الّذين زرعوا الفتنة والحقد لإمام زمانهم، وقتلوا آلافاً مؤلّفة من الناس ظلماً وعدواناً!
انظر: شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ 9 / 35 و 36، الإمامة والسياسة 1 / 57 و 71، أنساب الأشراف 6 / 211.
وكاتّفاق جلّ المهاجرين والأنصار على خلع عثمان، والحُكم بأنّه أتى من المحرّمات ما يستحقّ به العزل، فإنّه يمتنع مع ما زعمه أهل السُـنّة من عدالة الصحابة جميعاً أن يفعلوا ذلك بمن بشّره النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بالجنّة..
وكعدم احتجاج عثمان به يوم الدار..
.. إلى غير ذلك من القرائن على كذبـه.
وكيف كان! فإذا كانت بشارة الآية والرواية لأمير المؤمنين (عليه السلام) دليلا على عصمته أو ثبوت تلك المَلَكَة له، كان هو الأفضل والإمام ; لأنّ أوّل الخلفاء الثلاثة ـ وهو أعظمهم ـ لم يكن كذلك، فضلا عن صاحبيه ; لأنّه كما قال في خطبته عن نفسه: " أطيعوني ما أطعتُ اللهَ ورسولَه، فإذا عصيـت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم، ألا وإنّ لي شيطاناً يعتريني، فإذا أتاني فاجتنبوني لا أُؤثّر في أشعاركم وأبشاركم "(1).
ولا أدري كيف يبشّر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بالجنّة من كان كذلك، ويؤمنه من النار حتّى يكون ذلك سبباً لأن تهون عليه المعصية وظلم الأُمّة؟!
والكلام في عمر وعثمان أعظم!
____________
(1) الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ 3 / 159، الإمامة والسياسة 1 / 34، تاريخ الطبري 2 / 244 ـ 245، تاريخ دمشق 30 / 303 و 304، صفة الصفوة 1 / 110، شرح نهج البلاغة 6 / 20، البداية والنهاية 5 / 188 و 189، مجمع الزوائد 5 / 183 ـ 184، تاريخ الخلفاء: 84.
33 ـ آيـة: (وإذ أخـذ ربُّـك من بني آدم)
قال المصنّـف ـ أعلى الله مقامـه ـ(1):
الثالثة والثلاثون: قوله تعالى: (وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظُهورِهم ذُرّيّتَهم وأشهدَهم على أنفسهم)(2).
روى الجمهور، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " لو يعلم الناس متى سُمّي عليٌّ (أمير المؤمنين) ما أنكروا فضله! سُمّي (أمير المؤمنين) وآدم بين الروح والجسـد، قال الله عزّ وجلّ: (وإذ أخذَ ربّك من بني آدم من ظُهورهم ذُرّيتّهم وأشهدهم على أنفسهم ألسـتُ بربّـكم).
قالت الملائكة: بلى.
فقال تعالى: أنا ربّـكم، ومحمّـد نبيّـكم، وعليٌّ أميركم "(3).
____________
(1) نهج الحقّ: 191.
(2) سورة الأعراف 7: 172.
(3) فردوس الأخبار 2 / 197 ح 5104، ينابيع المودّة 2 / 247 ح 696 و ص 279 ح 803، وانظر: مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 237 ح 319.
وقال الفضـل(1):
هذا من تفاسير الشيعة، وليس من تفاسير المفسّرين، والعجب أنّه لم يتابع المعتزلة في هذه المسألة ; فإنّهم ينكرون إخراج الذَرّ من ظهر آدم، ويقولون: هذا تمثيل وتخييل لا حقيقة له(2) ; لأنّه ينافي قواعدهم في نفي القضاء والقدر السابق.
وإنْ صحّ النقل، فيدلّ على أنّ عليّـاً أمير المؤمنين، وهذا مسلّم ; لأنّه كان من الخلفاء، ولم يلزم منه نصّ على أنّه أمير المؤمنين بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)حتّى يثبت به مطلوبه.
____________
(1) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 3 / 308.
(2) انظر: الكشّاف 2 / 129.
وأقـول:
إنّما نسـبه المصنّف (رحمه الله) إلى رواية الجمهور، لا إلى تفسيرهم حتّى ينفيه المعتـرض.
وقد ذكر المصنّف راويه في " منهاج الكرامة "، وهو الديلمي في الفـردوس(1)، وهو ممّن أقرّ له ابن تيميّة بالعلم والدين، ولم ينكر وجود الحديث في كتابه، وإنّما ناقش بأُمور أُخر، منها المطالبة بصحّة الحديث(2)، وقد مرّ جوابه مراراً(3).
ومنها ما ستعرف جوابه في طيّ الكلام الآتي.
وينبغي قبل بيان المطلوب التعرّض للخلاف في أمر الذَرّ، فنقول:
ذهب الأشاعرة إلى وجوده وإخراجه من ظهر آدم (عليه السلام) وأخذ الميثاق عليـه(4).
وأنكره الإماميّـة والمعتـزلة(5).
واستدلّ الأشاعرة برواية مسلم [ بن يسار الجهني ]، أنّ عمر سُئل عن هذه الآية، فقال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سُئل عنها، فقال: " إنّ الله
____________
(1) منهاج الكرامة: 146، وانظر: فردوس الأخبار 2 / 197 ح 5104.
(2) منهاج السُـنّة 7 / 289.
(3) انظر: ج 1 / 25 من هذا الكتاب.
(4) الإبانة عن أُصول الديانة: 159 رقم 255، تفسير الفخر الرازي 15 / 55، تفسير القرطبي 7 / 200 ـ 202.
(5) انظر: التبيان 5 / 28، جوامع الجامع 1 / 719، مجمع البيان 4 / 358 ـ 359، الكـشّاف 2 / 129، تفسير الفخر الرازي 15 / 50 و 51 الحجّة الأُولى.
وبما عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " لمّا خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كلّ نَسَمة من ذرّيّته إلى يوم القيامة "(2).
وبما عن مقاتل: إنّ الله تعالى مسح صفحة ظهر آدم اليمنى، فخرج منه ذُرّية بيضاء كهيئة الذَرّ فتحرّك(3)، ثمّ مسح صفحة ظهره اليسرى، فخرج منه ذُرّية سوداء كهيئة الذَرّ، فقال: يا آدم! هذه ذُرّيّتك ; ثمّ قال: (ألسـت بربّكم قالوا بلى).
إلى أن قال: وقال تعالى في من نقض العهد الأوّل: (وما وجدنا لأكثرهم من عَهد)(4)(5).
____________
(1) سنن أبي داود 4 / 226 ح 4703، سنن الترمذي 5 / 248 ح 3075، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ 6 / 347 ح 11190، مسند أحمد 1 / 44، العقيدة الطحاوية: 81، التنبيه والردّ على أهل الأهواء والبدع ـ للملطي الشافعي ـ: 137 ـ 138، تفسير البغوي 2 / 177، تفسير الفخر الرازي 15 / 50، تفسير القرطبي 7 / 200.
(2) سنن الترمذي 5 / 249 ح 3076، المستدرك على الصحيحين 2 / 355 ح 3257، تفسير البغوي 2 / 177، تفسير الفخر الرازي 15 / 50، تفسير القرطبي 7 / 200.
(3) كذا في الأصل، وفي المصدر: تتحرّك.
(4) سورة الأعراف 7: 102.
(5) تفسير الفخر الرازي 15 / 50.
(6) سورة الأعراف 7: 172.
وبمخالفته لظواهر آيات أُخر..
كقوله تعالى: (أَمَـتّـنا اثـنـتين وأحييتنا اثـنـتيـن)(2)(3) ; فإنّه لو صحّ أخذ الميثاق على الذَرّ لكانت الموتات ثلاثاً ; لأنّ أخذ الميثاق عليه يتوقّف على حياته، ولا ريب بموته بعد ذلك ; إذ لا يمكن القول باستمرار حياته إلى هذا العالم الحاضر ; لشهادة الوجدان بعدم الحياة للنطفة والعلقة والمضغة، فهذه موتـة..
والثانية: موتـة الدنيا، وقبلها حياة..
والثالثة: موتـة القبر، وبعدها حياة.
وكقوله تعالى: (خُلق من ماء دافق)(4) ; فإنّه ظاهرٌ في خلق بني آدم من الماء الحادث، وإنّه أصلهم، لا الـذَرّ(5)، كما إنّ أصل آدم هو الطين، الذي هو مبدأ خلق الإنسان(6).
منها: إنّ أخذ الميثاق إنّما يصحّ من العاقل، ولو كان الذَرّ ممّن يعقل لَما نسيه الناس كلّهم، وبهذا يبطل القول بالتناسخ..
____________
(1) مجمع البيان 4 / 358، تفسير الفخر الرازي 15 / 51 الحجّة الثانية.
(2) سورة غافر 40: 11.
(3) تفسير الفخر الرازي 15 / 53 الحجّة الحادية عشرة.
(4) سورة الطارق 86: 6.
(5) انظر: تفسير القرطبي 20 / 5.
(6) بدلالة قوله تعالى: (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين) سورة المؤمنون 23: 12 ; انظر: تفسير القرطبي 12 / 73 و 74، مجمع البيان 7 / 160، الكافي 2 / 28 ـ 30 ح 1 ـ 3.
ومنها: إنّ أخذ الميثاق على الذَرّ إنْ كان ليصير حجّةً عليهم في ذلك الوقت، فباطل ; لأنّه ليس وقتُ تكليف بالإجماع، وإنْ كان ليصير عليهم حجّة بعد البلوغ، أو يوم القيامة، فالمفروض عدم تذكّر أحد له(2).
وأجاب الرازي: بأنّه يمكن أن يكون أخذ الميثاق ليميّز الملائكةُ في ذلك الوقت: السعيدَ من الشقي(3).
ويردّه: إنّ الآية قالت: (أنْ تقولوا يوم القيامة إنّا كنّا عن هذا غافلين)(4)، وهو يدلّ على أنّ الفائدة في أخذ الميثاق عليهم، هو كونه حجّة عليهم، لا تمييز الملائكة بين السعيد والشقي.
على أنّ التمييز إنْ كان بنقض العهد وحفظه، فهما في هذه الحياة الفعلية لا حين أخذ الميثاق، وإنْ كان بالبياض والسواد، كان أخذ الميثاق لغواً، فيبطل جعل التمييز فائدة لأخذ الميثاق.
اللّهمّ إلاّ أن يقال: إنّ الله سبحانه كما أرى الملائكة أخذ الميثاق على الناس في عالم الذَرّ، يمكن أن يكون أراهم أيضاً كيف ينقضون العهد أو يحفظونه في الحياة الدنيوية، فيكون التمييز فائدة لأخذ الميثاق بما يقترن
____________
(1) انظر: تفسير الفخر الرازي 15 / 51 الحجّة الرابعة.
(2) انظر: تفسير الفخر الرازي 15 / 52 الحجّة السابعة.
(3) انظر: تفسير الفخر الرازي 15 / 55.
(4) سورة الأعراف 7: 172.
على أنّ الفائدة في أخذ الميثاق كونُه حجّةً عليهم لا تمييز الملائكة، فلا بُـدّ أن يكون معنى الآية أنّ الله عزّ وجلّ أخرج ذُرّيّـة بني آدم من ظهورهم ; لكونهم نطفة في أصلابهم، وأشـهدهم على أنفسـهم، فقال لهم ـ بما أراهم من عجائب الصنع في أنفسهم ـ: (ألسـتُ بربّكم)؟ فقالوا: (بلى شهدنا)، بلسان حالهم وحاجتهم إلى مدبّر لهم يخرج النطفة، ثمّ يجعلها عَـلَـقَـةً، ثمّ مضغةً، ثمّ بشراً سويّـاً(1).
ولهذا نظائر في الكتاب العزيز وغيره..
قال تعالى: (فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين)(2) ; فإنّ قولهما: (أتينا طائعين) إنّما هو بلسان الحال.
وقال الشاعر [ من الرجـز ]:
امتلأ الحوضُ وقال: قَطْنِـي(3) | مَهلا رُوَيْداً قَد مَلأتَ بَطني(4) |
فإذا عرفت هـذا، فنقول:
اسـتدلال المصنّف (رحمه الله) ـ بما ذكره ـ إمّا مبنيٌّ على إلزام الأشاعرة
____________
(1) انظر: تفسير الفخر الرازي 15 / 53 ضمن القول الثاني، مجمع البيان 4 / 359 ضمن الوجه الثاني.
(2) سورة فصّلت 41: 11.
(3) قَـطْ: حَسْـبُ، وهو الاكتفاء، وقَطني بمعنى: حسـبي، أي: اكتفيت ; انظر: الصحاح 3 / 1153، النهاية في غريب الحديث والأثر 4 / 78، لسان العرب 11 / 218 ـ 219، مادّة " قَطَطَ ".
(4) هذا رجز من شواهد اللغة، استشهد به الجوهري في " الصحاح "، ولم ينسبه لأحد، وإنّما قال: " قال الراجز "، وكذا في " لسان العرب "، إلاّ أنّه قال: " سلا رويداً " ; راجع الهامش السابق.
لكن يبقى عليه سؤال ; إنّ الرواية تقول: " وآدم بين الروح والجسد "(2)، وفي هذه الحال لا وجود للذَرّ، ولا يقول الأشاعرة بأخذ الميثاق فيه، فإنّهم إنّما يقولون به بعد تعلّق الروح بآدم.
وقد يجاب عنه بأنّه مجاز في النسبة، للمبالغة في تقدّم أخذ الميثاق.
وإمّا مبنيٌّ على ما يقوله الإماميّة من الإشهاد بلسان حال إبداء الصنع العجيب، والشهادة بلسان حال الحاجة، فإنّ البشر كما يحتاج إلى خالق، يحتاج إلى حجّة من رسول أو إمام(3).
لكـن يـبقى عليـه أيضاً سـؤال ; إنّ هـذا إنّما يقـتضي وجود حجّـة بلا تعيين، فمن أين يتعيّن محمّـد وعليٌّ كما ذكرته الرواية؟!
وقد يجاب عنه بأنّ التعيين إنّما هو للتنصيص من الله تعالى الذي أظهره للملائكة.
وإنّما أضاف النبوّة والإمرة إلى ضمير خطاب الملائكة، فقال:
____________
(1) انظر: الصفحة 150 من هذا الجزء.
(2) انظر: الصفحة 148 من هذا الجزء.
(3) انظر: الذخيرة في علم الكلام: 323 وما بعدها و 429 وما بعدها، الاقتصاد في ما يتعلّق بالاعتقاد: 296 وما بعدها، مناهج اليقين: 266 و 290، الكشّاف 2 / 441، مجمع البيان 6 / 217.
ويبقى أيضاً سؤال ; إنّ الرواية تريد تطبيق ما ذكرته على الآية، وهو غير منطبـق ; لأنّ الآية ـ بناء على تفسـير الإماميـة ـ إنّما ذكرت شهادة الذرّيّة بلسان الحال المتأخّر، والرواية ذكرت شهادة الملائكة في القِدم.
وقد يجاب عنه بجواز وقوع الشهادة منهما، فالذُرّيّة بلسان الحال المتأخّر، والملائكة بلسان المقال المتقدّم، فإنّهم يعلمون بإخراج ذُرّيّة بني آدم من ظهورهم، وصيرورتهم أناسيّ، الدالَّـيْن على حاجتهم إلى الخالق، فشهدوا بالربوبية في القِدم.
وكيف كان! فالرواية قاضية بإمرة عليّ (عليه السلام) حتّى على الخلفاء الثلاثة ; لأنّهـم ممّـن أُخِـذ عليـه الميثـاق ; ولأنّ أَخْـذَ الميـثاق بإمرته مع نبوّة محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم) دليلٌ على أنّه خليفتُه بلا فصل، وإلاّ فلا وجه لترك السابقين عليـه!
34 ـ آيـة: (وصالح المؤمنين)
قال المصنّـف ـ نـوّر الله ضريحـه ـ(1):
الرابعة والثلاثون: قوله تعالى: (وصالح المؤمنين)(2).
أجمع المفسّرون، وروى الجمهور، أنّه عليٌّ (عليه السلام)(3).
____________
(1) نهج الحقّ: 191.
(2) سورة التحريم 66: 4.
(3) تفسير الحبري: 323 ـ 325 ح 67 و 68، تفسير الثعلبي 9 / 348، ما نزل من القرآن في عليّ ـ لأبي نعيم ـ: 255، تفسير الماوردي 6 / 41، شواهد التنزيل 2 / 254 ـ 263 ح 979 ـ 996، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 235 ح 316، تاريخ دمشق 42 / 361 و 362، زاد المسير 8 / 82، كفاية الطالب: 137 ـ 139، تفسير القرطبي 18 / 124 و 126، فرائد السمطين 1 / 363 ح 290، تفسير ابن كثير 4 / 390، كنز العمّال 2 / 539 ح 4675، فتح القدير 5 / 253، روح المعاني 28 / 228.
وقال الفضـل(1):
هذه الآية في سورة التحريم، وهي نازلة في شأن عائشة وحفصة، واتّفق المفسّرون أنّ المراد من (صالح المؤمنين): أبو بكر وعمر ; لأنّ صدر الآية هكذا: (وإنْ تظاهرا عليه فإنّ الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين)(2).
يعني: إنْ تَظاهرَ عائشةُ وحفصةُ على جَنْبِ(3) رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من نسـائه، فإنّ (الله) مـولاه، و (جبـريـل)، بأن يخبـره عن صنيـعهمـا، و (صالح المؤمنين)، المراد به: أبواهما(4) ; فإنّهما كانا ينصحانهما بترك الأفعال التي تكون للضـرّات.
وإنْ صحّ نزوله في أمير المؤمنين، فلا شكّ أنّه (صالح المؤمنين)، ولكن لا يدلّ على النصّ المدّعى.
____________
(1) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 3 / 314.
(2) سورة التحريم 66: 4.
(3) الجَنْبُ ـ على المجاز هنا ـ: الحـقّ ; والمعنى هنا: أنّهما تظاهرا على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)بالغِـيلَـة والفتنة والوقيعة والشـتم ; انظر مادّة " جنب " في: لسان العرب 2 / 372، تاج العروس 1 / 378.
(4) تفسير البغوي 4 / 337، الدرّ المنثور 8 / 223.
وأقـول:
أراد المصنّف (رحمه الله) بإجماع المفسّرين، عدم اختصاص مفسّري الشيعة به، وإن كان الموافق لهم بعض خصومهم، فقد نُقل القول به عن مجاهد(1).
وقال ابن تيميّة: " وقيل: هو ـ أي (صالح المؤمنين) ـ عليّ، حكاه الماوردي "(2).
وقد استفاضت به رواية القوم، فقد نقل السيوطي في " الدرّ المنثور " عن ابن أبي حاتم، أنّه أخرج عن عليّ (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أنّ (صالح المؤمنين): عليّ(3).
ونقله أيضاً، عن ابن مردويه، وابن عساكر، بسنديهما عن ابن عبّـاس(4).
ونقله أيضاً، عن ابن مردويه، بسـنده عن أسماء بنت عميس، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)(5).
ونقله المصنّف (رحمه الله) في " منهاج الكرامة "، عن أبي نعيم، عن
____________
(1) مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 235 ح 316، تفسير ابن كثير 4 / 390، مجمع البيان 10 / 53.
(2) منهاج السُـنّة 7 / 293، وانظر: تفسير الماوردي 6 / 41.
(3) الدرّ المنثور 8 / 224.
(4) الدرّ المنثور 8 / 224، وانظر، تاريخ دمشق 42 / 361 و 362.
(5) الدرّ المنثور 8 / 224.
وحكاه محمّـد بن طلحة الشافعي(2) في كتابه " مطالب السـؤول "، عن الثعلبي، عن أسماء، قالت: لمّا نزل قوله تعالى: (وإن تظاهرا...)(3) الآية، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: (صالح المؤمنين): عليّ (عليه السلام)(4).
وحكاه في " ينابيع المودّة "، عن أبي نعيم والثعلبي، عن أسماء أيضـاً(5).
ونقله السـيّد السـعيد (رحمه الله) عن السُّـدّي في تفسيره، عن أبي مالك، وابن عبّـاس(6).
____________
(1) منهاج الكرامة: 146، وانظر: ينابيع المودّة 1 / 278 ح 2 عن أبي نعيم عن أسماء بنت عميـس.
(2) هو: أبو سالم كمال الدين محمّـد بن طلحة بن محمّـد بن الحسـن القرشي العدوي النصيبي الشافعي، مفتي دمشق وخطيبها (582 ـ 652 هـ)، كان من الصدور الأكابر والرؤساء المعظّمين، ذا جلال وحشمة، برع في فقه المذهب وأُصوله، مشارك في عدّة فنون، أقام بدمشق بالمدرسة الأمينية، ولي الوزارة بدمشق يومين ثمّ تركها وتزهّـد، سمع الحديث بنيسابور وحدّث ببلاد كثيرة حتّى توفّي بحلب.
انظر: سير أعلام النبلاء 23 / 293 رقم 199، العبر 3 / 269، طبقات الشافعية الكبرى ـ للسبكي ـ 8 / 63 رقم 1076، طبقات الشافعية ـ للأسـنوي ـ 2 / 282 رقم 1200، طبقات الفقهاء الشافعيّين ـ لابن كثير ـ 2 / 877 رقم 14، شذرات الذهب 5 / 259.
(3) سورة التحريم 66: 4.
(4) مطالب السؤول: 81.
(5) ينابيع المودّة 1 / 278 ح 2، وانظر: ما نزل من القرآن في عليّ ـ لأبي نعيم ـ: 255، تفسير الثعلبي 9 / 348.
(6) إحقاق الحقّ 3 / 316.
ولا يعارضها روايتهم عن ابن عبّـاس أنّ (صالح المؤمنين): أبو بكر وعمر ; لأنّ الراوي لها هو عبـد الوهّاب بن مجاهد عن أبيه، كما بيّنه في " ميزان الاعتدال " بترجمة عبـد الوهّاب(2)، وقد سبق في المقدّمة بيان حاله وحال أبيه، فراجـع(3).
ولا يمكن أن تعارض هذه الرواية البالغة منتهى الضعف تلك الروايات المستفيضة، مع أنّ المنصرف من (صالح المؤمنين) هو الأوحد في الصلاح، كما يعرف من نظائره، يقال: شاعر القوم، وعالمهم، وشجاعهم ; ويراد به أوحدهم في الوصف.
ولا شكّ أن أمير المؤمنين (عليه السلام) هو الأحقّ بهذا الوصف ; لآية التطهير(4) وغيرها، ولأنّ الله سـبحانه جعل نصرة (صالح المؤمنيـن)للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في قرن نصرته ونصرة جبرئيل.
وبالضرورة أنّ أظهرَ المؤمنين في نصرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هو أمير المؤمنين (عليه السلام).
على أنّ استعمال (صالح المؤمنين) في الاثنين خلاف الظاهر ; فإنّ " فاعلا " ليس كـ " فعيل " في اسـتعماله في الواحد والأكثر(5).
____________
(1) راجع ما تقـدّم في الصفحة 158 هـ 3.
(2) ميزان الاعتدال 4 / 436 رقم 5329.
(3) انظر: ج 1 / 184 رقم 208 و ص 232 رقم 276.
(4) مـرّ مبحث آية التطهير في ج 4 / 351 ـ 380 ; فراجـع!
(5) مراده (قدس سره) أنّ صيغة " فاعل " تستعمل غالباً في الواحد، كقولنا: هذا شاهدٌ، وهو ضاربٌ... إلى آخره، وإنْ كانت الصيغة بنفسها صالحة للواحد والأكثر ; بخلاف صيغة " فعيل "، التي هي صيغة مبالغة لـ " فاعل "، فإنّ اسـتخدامها في الأكثر هو الغالب.
وقد يسـتدلّ بقول مقاتل على أنّ المراد بـ (صالح المؤمنين) هو عليٌّ خاصّـة ; لِما سـبق مـن أنّ مقاتـلا من أعـداء أميـر المؤمنيـن (عليه السلام)(2)، فـلا يكون ذِكره له ـ وهو من أعدائه ـ إلاّ لمعلوميّة إرادته، وليروّج منه إدخال الشيخين، فإنّه أدفع للتهمة!
فإذا عرفت أنّ المراد بـ (صالح المؤمنين) أوحدُهم صلاحاً، وأنّه عليّ (عليه السلام)، عرفت أنّه الأحقّ بالإمامة ; لأنّها منزلة دينية لا يليق لها إلاّ الأصلح الأقوى في النصرة.
وأمّا ما زعمه الفضل من اتّفاق مفسّريهم على أنّ المراد بـ (صالح المؤمنين): أبو بكر وعمر، فلا يعارض أخبارهم السابقة، التي هي حجّة عليهم، وأيّ عبرة بالقول الناشئ عن الهوى، المتفرّع عن تلك الرواية الضعيفة، لا سيّما وهو مخالف للّـغة؟!
على أنّ دعوى اتّفاقهم كاذبة ; لاختلاف مفسّريهم في المراد به، أهو الصحابة، أو خيار المؤمنين، أو الأنبياء، أو الخلفاء.. إلى غير ذلك من أقوالهم، كما ذكره الزمخشري والرازي وغيرهما(3)؟!
____________
(1) الدرّ المنثور 8 / 224.
(2) انظر: ج 4 / 356.
(3) الكشّاف 4 / 127، تفسير الفخر الرازي 30 / 45، تفسير البغوي 4 / 337، تفسير القرطبي 18 / 124.