وقال الفضـل(1):
حقيقة هذا الخبر، أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في السنة الثامنة من الهجرة بعث أبا بكر الصدّيق أميراً للحـاجّ، وأمره أن يقرأ أوائل سورة " بـراءة " على المشركين في الموسم(2)، وكان بين النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وقبائل العرب عهود، فأمر أبا بكر بأن ينبـذ إليهم عهدهم إلى مدّة أربعة أشهر، كما جاء في صدر سورة " براءة " عند قوله تعالى: { فسـيحوا في الأرض أربعة أشـهر }(3).
وأمر أيضاً أبا بكر بأن ينادي في الناس أن لا يطوف بالبيت عريان، ولا يحجّ بعد العام مشرك.
فلمّا خرج أبو بكر إلى الحجّ بدا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في أمر تبليغ
____________
1- إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 7 / 420.
2- لا يخفى عدم صحة قول الفضل هذا، فإنّ سورة التوبة نزلت في السنة التاسعة من الهجرة وبعد غزوة تبوك، ولا خلاف في هذا; انظر مثلا: تفسير الفخر الرازي 15 / 226، الكـشّاف 2 / 172.
3- سورة التوبة 9: 2.
فلمّا وصل عليٌّ إلى أبي بكر قال له أبو بكر: أأمير؟
قال: لا، بل مبلّغ لنبذ العهود.
فذهبـا جميعـاً إلى أمرهم، فلمّا حجّـوا ورجعـوا قـال أبو بكر لرسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): فداك أبي وأُمّي يا رسول الله! أنَزَلَ فيَّ شيء؟
قال: لا، ولكن لا يبلّغ عنّي إلاّ أنا أو رجل من أهل بيتي.
هذا حقيقة الخبر، وليس فيه دلالةٌ على نصّ ولا قدحٌ في أبي بكر.
وأمّا ما ذكر أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " لا، ولكنّ جبرئيل أتاني "، فهذا من ملحقاته، وليس في أصل الحديث هذا الكلام.
وأقـول:
آثارُ الوضع في ما زعمه حقيقة الخبر ظاهرة، والأدلّـة على وضعـه كـثيـرة..
أوّلها: إنّه لو كان العرب لا يعتبرون عقد العهد ونبذه إلاّ بمباشرة مَن له الأمر أو أحد أقاربه، لَما خالف النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه القاعدة!
فهل خالفها عمداً تساهلا بتنفيذ أمر الله تعالى، أو جهلا بما يعرفه الناس؟!
وكلّ ذلك لا يصـحّ!
ثانيها: إنّ أبا بكر أشفق من عزله حتّى خاف أن يكون نزل به شيء كما سـتـسمع، ولو كان عزله بعليّ (عليه السلام) على مقتضى القاعدة لَما أشـفق، ولا سـيّما أنّه قد بقي بزعمهم على إمرة الحجّ والنداء بأنْ لا يطوف في البـيت عريـان، وأنْ لا يحـجّ بعد العام مشرك، وخصوصـاً قد صـار عليٌّ (عليه السلام) تحت إمرته في الحجّ كما زعموا!
فهل مع هذا كلّه محلٌّ لإشفاقه وبكائه لمجرّد العزل عن نبذ العهد إذا قضت به القاعـدة؟!
ثالثها: إنّه لا وجه لهذه القاعدة المزعومة; فإنّ العهد ونبذه إنّما يحتاجان إلى اليقين بحصولهما ممّن له الأمر، فأيُّ وجه لتخصيص قرابته دون خاصّـتـه؟! لا سـيّما والعهد المنبوذ في المقام هو الذي لم يفِ المشركون بشروطه، فيكون منحلاًّ بنفسه، وإنّما أجّلهم الله ورسولُه مع مَن لم يكن لهم عهد إلى أربعة اشهر إحساناً وتفضّـلا.
رابعها: الأخبار المصرّحة بأنّ ذلك من خواصّ(1) عليّ (عليه السلام) دون سائر أقاربه، كما في " مسند أحمد "(2)، عن يحيى بن آدم السلولي، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " عليٌّ منّي وأنا منه، ولا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو عليّ "(3).
وفيه أيضاً عن حبشي بن جنادة مثل ذلك، من ثلاثة طُرق(4).
ومثله أيضاً في " سنن الترمذي " بفضائل عليّ (عليه السلام)، وقال: حسن صحيح(5).
____________
1- الـخَـواصُّ: على صيغة منتهى الجموع " فواعل "، جمع الخاصّ; وقد يشكل بعضهم في اسـتخدامه هنا ويقول: الصحيح أن يقال: " خصائص "; وكلاهما جائز، وقد ورد اسـتعماله وشاع في كلام فقهاء الطائفة القدماء ومَن بعدهم، وهو صحيح من ناحية اللغة والاسـتعمال هنا، والتقدير في كلام الشـيخ المظـفّر (قدس سره): بأنّ ذلك الأمر هو من خواصّ عليّ (عليه السلام); أي مختصٌّ به.
2- ص 164 من الجزء الرابع. منـه (قدس سره).
3- وانظر: مصنّف ابن أبي شيبة 7 / 495 ب 18 ح 8، المعجم الكبير 4 / 16 ح 3511 و 3513، تمهيد الأوائل: 546، مصابيح السُـنّة 4 / 172 ح 4768، مرقاة المفاتيح 10 / 464 ح 6092.
4- ص 165 من ج 4. منـه (قدس سره).
5- سنن الترمذي 5 / 594 ح 3719، وفيه: " حسن غريب " بدلا من " حسن صحيح ".
وهذا ممّا طالته يد الخيانة، فأسقطت كلمة " صحيح " وأبقت كلمة " غريب "; فقد جاءت الجملة هكذا: " هذا حديث حسن غريب صحيح " في نسخة شرحَي سـنن الترمذي; فانظر: عارضة الأحوذي 7 / 154 ـ 155 ح 3740، تحفة الأحوذي 10 / 151 ـ 152 ب 86 ح 3967.
ونحوه في بعض الأخبار الآتيـة.
خامسها: الأخبار الدالّة على رجوع أبي بكر عند وصول عليّ (عليه السلام)إليـه..
منها: ما رواه أحمد في مسنده(2)، عن أبي بكر، أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)بعثـه بـ " بـراءة " لأهـل مكّـة: لا يحـجّ بعـد العام مشرك، ولا يطـوف بالبيت عُريان، ولا يدخل الجنّـة إلاّ نفس مسلمة، مَن كان بينه وبيـن رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مدّة فأجلُه إلى مدّته، واللهُ بريء من المشركين ورسولُه.
قال: فسار بها ثلاثاً، ثمّ قال لعليّ: إلحقه! فَـرُدَّ علَيَّ أبا بكر، وبلِّـغها أنت! ففعل.
فلمّا قدم على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أبو بكر بكى، قال: يا رسول الله! حدث فيَّ شيء؟!
قال: ما حدث فيك إلاّ خير، ولكن أُمرت أن لا يبلّغه إلاّ أنا أو رجل منّي.
وحكاه في " كنز العمّال " بتفسير سورة التوبة(3)، عن ابن خزيمة، وأبي عوانة، والدارقطني في " الأفراد ".
ومنها: ما رواه أحمد أيضاً(4)، عن عليّ (عليه السلام)، قال: لمّا نزلت عشر
____________
1- ص 153 من ج 6 [ 11 / 603 ح 32913 ]. منـه (قدس سره).
وانظر: السنن الكبرى ـ للنسائي ـ 5 / 45 ح 8147 و ص 128 ح 8459، سنن ابن ماجة 1 / 44 ح 119.
2- ص 3 من ج 1. منـه (قدس سره).
3- ص 246 من الجزء الأوّل [ 2 / 417 ح 4389 ]. منـه (قدس سره).
4- ص 151 من الجزء الأوّل. منـه (قدس سره).
فلحقتـه بالـجُحفـة(1)، فأخذت الكـتاب منه، ورجع أبو بكر إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: يا رسول الله! نزلَ فيَّ شيء؟!
قال: لا، ولكن جبرئيل جاءني فقال: لن يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك.
ونقله في " كنز العمّال "، عن أبي الشيخ، وابن مردويه(2).
ونحوه في " الكـشّاف " أيضـاً(3).
وهذا مصدّق لِما نقله المصنّـف (رحمه الله) من قول جبرئيـل.
ومنها: ما رواه أحمد في مسـنده(4)، عن أنس، أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)بعث بـ " براءة " مع أبي بكر إلى أهل مكّة، قال: ثمّ دعاه فبعث بها عليّـاً.
ونحوه في " سنن الترمذي " في تفسير سورة " التوبة "، وقال: هذا
____________
1- الجُـحْـفَـةُ ـ بالضمّ، ثمّ السكون والفاء ـ: كانت قرية كبيرة ذات منبر على طريق المدينة من مكّة على أربع مراحل، وهي ميقات أهل مصر والشام إن لم يمرّوا على المدينة، وكان اسمها: " مَـهْيعة "، إنّما سمّيت الجُحفة; لأنّ السـيل اجتحفها.
انظر: معجم البلدان 2 / 129 رقم 2955.
2- ص 247 من الجزء الأوّل [ 2 / 422 ح 4400 ]. منـه (قدس سره).
وانظر: زوائد عبـد الله بن أحمد على المسـند: 353 ح 146.
3- الكشّاف 2 / 172.
4- ص 283 ج 3. منـه (قدس سره).
وفي " كنز العمّال "، نقلا عن ابن أبي شـيبة(2).
ومنها: ما رواه الحاكم في " المسـتدرك "، في كتاب المغازي(3)، عن ابن عمر، من حديث قال فيه: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعث أبا بكر وعمر بـ " براءة " إلى أهل مكّة فانطلقا، فإذا هما براكب، فقالا: من هذا؟!
قال: أنا عليٌّ يا أبا بكر! هاتِ الكتاب الذي معك!
فأخذ عليٌّ الكتاب فذهب به، ورجع أبو بكر وعمر إلى المدينة، فقالا: ما لنا يا رسـول الله؟!
قال: ما لكما إلاّ خير، ولكن قيل لي: [ إنّه ] لا يبلّغ عنك إلاّ أنت أو رجل منك.
سادسها: الأخبار المصرّحة بأنّ عليّـاً بُعث أيضاً بأن لا يحجّ بعد العام مشرك، وأن لا يطوف بالبيت عريان; كالذي رواه الترمذي في سورة التوبة وصحّـحه(4)، عن زيد بن تبيع(5)، قال: " سألنا عليّـاً بأيّ شيء بُعثت
____________
1- سنن الترمذي 5 / 256 ح 3090.
2- ص 249 من الجزء الأوّل [ 2 / 431 ح 4421 ]. منـه (قدس سره).
وانظر: مصنّف ابن أبي شـيبة 7 / 506 ح 72.
3- ص 51 من الجزء الثالث [ 3 / 53 ح 4374 ]. منـه (قدس سره).
4- وهذا ممّا طالته يد الخيانة كذلك، فأسـقطت كلمة " صحيـح " من متن كتاب سـنن الترمذي; فقد جاءت الجملة في سنن الترمذي هكذا: " هذا حديث حسن " فقط، بينما جاءت في نسخة شرحَي سـنن الترمذي هكذا: " هذا حديث حسن صحيـح "; فانظـر: عارضـة الأحوذي 6 / 184 ذ ح 3103، تحفة الأحوذي 8 / 388 ذ ح 3288.
5- كذا في الأصل، وفي المصدر: يثيع; والظاهر أنّه الصواب; فهو: زيد بن يُـثَـيْـع ـ أو أُثَـيْـع ـ الـهَـمْـداني الكوفي; انظر: الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ 6 / 245 رقم 2218، التاريخ الكبير 3 / 408 رقم 1356، الثقات ـ لابن حبّان ـ 4 / 251، الإكمال 1 / 12 باب أُثيع، تهذيب الكمال 6 / 490 رقم 2114، ميزان الاعتدال 3 / 158 رقم 3035، الكاشف 1 / 295 رقم 1774، تهذيب التهذيب 3 / 239 رقم 2234، تعجيل المنفعة: 174 رقم 349، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1 / 355 رقم 2283.
قال: بُعثت بأربع: أن لا يطوف بالبيت عُريان; ومن كان بينه وبين النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) عهد فهو إلى مدّته، ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر; ولا يدخل الجنّة إلاّ نفس مؤمنة; ولا يجتمع المشركون والمسلمون بعد عامهم هذا "(1).
ونقله في " كنز العمّال "(2)، عن الحميدي، وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، والعدني، وأبي داود، وابن مردويه، والدارقطني، وجماعة(3).
وكالذي رواه الحاكم في " المستدرك "(4)، وصحّحه، عن أبي هريرة، قال: " كنت في البعث الّذين بعثهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مع عليّ ببراءة إلى
____________
1- سنن الترمذي 5 / 257 ـ 258 ح 3092.
وانظر: سنن الترمذي 3 / 222 ب 44 ح 871 كتاب الحـجّ، وقال عنه: " حديث عليّ حديثٌ حسن "; وقال عنه ابن العربي المالكي في عارضة الأحوذي 2 / 299 ح 872: " الحديث مشهور بأبي هريرة، وهو كلّه حسن صحيح "، وقال عنه المباركفوري في تحفة الأحوذي 3 / 519 ذ ح 872: " أخرجه الشـيخان "، وهو إشعار بصحّته; فتأمّـل!
2- ص 331 من الجزء المذكور [ 2 / 422 ح 4402 ]. منـه (قدس سره).
3- انظر: مسند الحميدي 1 / 26 ح 48، مصنّف ابن أبي شيبة 4 / 420 ح 5، سنن الدارمي 2 / 48 ح 1918، مسند أحمد 1 / 79، مسند أبي يعلى 1 / 351 ح 452، العلل الواردة في الأحاديث ـ للدارقطني ـ 3 / 164 رقم 329.
4- ص 331 من الجزء الثاني، تفسير سورة براءة [ 2 / 361 ح 3275 ]. منـه (قدس سره).
قال: كـنّا نقول: لا يدخل الجنّـة إلاّ مؤمن، ولا يحجّ بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عُريان، ومن كان بينه وبين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)عهد فإنّ أجله أربعة أشهر; فناديت حتّى صَحِـلَ(1) صوتي ".
وروى الطبري في تفسيره نحو هذين الحديثين، عن عليّ، وابن عبّـاس، وأبي هريرة، من عدّة طرق(2).
فثبت بما ذكرنا كذب ما زعمه الفضل حقيقة الخبر، وظهر أنّ أبا بكر رجع قبل الحجّ معزولا، لا لقضاء قواعد العرب بإرسال عليّ (عليه السلام)، بل لتوقّف مثل هذا العمل عند الله سبحانه على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أو عليّ (عليه السلام); لأنّه منـه ونفسُـه..
فلا بُـدّ أن يكون نصب أبي بكر، ثمّ عزله بعليّ (عليه السلام) في أثناء الطريق بعد اشتهار نصبه، إنّما هو للتنبيه من الله تعالى ونبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم) على أنّ أبا بكر غير صالح للقيام مقام النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في ذلك، فلا يصلح ـ بالأولويّة ـ للزعامـة العظمى بعـده!
وللتنبيه أيضاً على أنّ مثل هذا العمل إذا لم يصلح إلاّ لمن هو من النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ونفسه، فالإمامة أَوْلى!..
فـفيه إرشـاد إلـى فضـل عليّ، وأنّـه هـو المتعيّـن للقيـام مقـام رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الإمامة والزعامة العامّة دون سائر الناس، ولو أَرسل
____________
1- صَحِلَ صوتُـه: بَـحَّ صوتُـه; انظر: لسان العرب 7 / 291 ـ 292 مادّة " صحل ".
2- تفسير الطبري 6 / 305 ـ 306 ح 16382 ـ 16385.
7 ـ حـديث اختصـاص المناجاة بعليّ
قال المصنّـف ـ قـدّس الله روحه ـ(2):
السابع: في الجمع بين الصحاح الستّة، وتفسير الثعلبي، ورواية ابن المغازلي الشافعي آية المناجاة، واختصاص أمير المؤمنين (عليه السلام) بها، " تصدّق بدينار حال المناجاة، ولم يتصدّق أحد قبله ولا بعده ".
ثمّ قال عليّ (عليه السلام): إنّ في كـتاب الله آيـة ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي، وهي: { يا أيّها الّذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول... }(3) الآيـة.
وبي خفّـف الله تعالى عن هذه الأُمّة، فلم تنزل في أحد بعـدي(4).
____________
1- وانظر: الإمامة في أهمّ الكـتب الكلامية: 68 ـ 72 قضيّـة إبلاغ سورة براءة تعقيباً على " شرح المواقف ".
2- نهج الحقّ: 215.
3- سورة المجادلة 58: 12.
4- جامع الأُصول 2 / 379 ـ 380 ح 836 عن الجمع بين الصحاح الستّة، تفسير الثعلبي 9 / 261 ـ 262، مناقـب الإمـام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغـازلي ـ: 269 ح 372 و 373; وانظر: سنن الترمذي 5 / 379 ح 3300، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ 5 / 152 ـ 153 ح 8537، مصنّف ابن أبي شيبة 7 / 505 ح 62 ـ 63، مسند عبـد ابن حميد: 59 ـ 60 ح 90، تفسير الحبري: 320 ح 65، تفسير الطبري 12 / 20 ح 33788 ـ 33791، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان 9 / 47 ـ 48 ح 6902 ـ 6903، أحكام القرآن ـ للجصّاص ـ 3 / 640، المستدرك على الصحيحين 2 / 524 ح 3794 وصحّحه هو والذهبي، ما نزل من القرآن في عليّ ـ لأبي نعيم ـ: 249، أسباب النزول ـ للواحدي ـ: 230، شواهد التنزيل 2 / 231 ـ 243 ح 949 ـ 967، تفسير البغوي 4 / 283، تفسير الكشّاف 4 / 76، تفسير الفخر الرازي 29 / 272 ـ 273، تفسير النيسابوري 6 / 274 ـ 276، ينابيع المودّة 1 / 299 ح 1.
وقال الفضـل(1):
قد ذكرنا أنّ هذا من فضائل أمير المؤمنين، ولم يشاركه أحد في هذه الفضيلة، وهي مذكورة في الصحاح، ولكن لا تدلّ على النصّ المدّعى.
____________
1- إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 7 / 426.
وأقـول:
قد أوضحنـا دلالتها على إمامتـه، فراجـع وتبصّـر(1)!
____________
1- انظر: ج 5 / 31 ـ 38 من هذا الكـتاب.
وقد ردّ نظام الدين النيسابوري، المتوفّى سـنة 728 هـ، في تفسـيره 6 / 274 ـ 276 على ما أشكل به القاضي عبـد الجبّار والفخر الرازي على هذه الفضيلة، فقال ما نصّـه:
" قال القاضي: هذا لا يدلّ على فضله على أكابر الصحابة; لأنّ الوقت لعلّه لم يتّسـع للعمل بهذا الفرض.
وقال فخر الدين الرازي [ تفسير الفخر الرازي 29 / 273 ]: سلّمنا أنّ الوقت قد وسع، إلاّ أنّ الإقدام على هذا العمل ممّا يضيّق قلب الفقير الذي لا يجد شـيئاً، وينفّر الرجل الغني، ولم يكن في تركه مضرّة; لأنّ الذي يكون سبباً للأُلفة أَوْلى ممّـا يكون سـبباً للوحشـة.
وأيضاً: الصدقة عند المناجاة واجبة، أمّا المناجاة فليسـت بواجبة ولا مندوبة، بل الأَوْلى ترك المناجاة; لِما بـيّـنّـا من أنّها كانت سـبباً لسآمة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم).
قـلـت: هذا الكلام لا يخلو عن تعصّب مّـا!
ومن أين يلزمنا أن نثبت مفضوليّـة عليّ (رضي الله عنه) في كلّ خصلة؟!
ولِـمَ لا يجوز أن يحصل له فضيلة لم توجد لغيره من أكابر الصحابة؟! فقد روي عن ابن عمر: كان لعليّ (رضي الله عنه) ثلاث، لو كانت لي واحدة منهنّ كانت أحب ُّ إليّ مـن حُـمُـر الـنَّـعَـم: تزويجـه بفاطمـة رضي الله عنها، وإعطاؤه الراية يوم خيبر، وآيـة النجـوى.
وهل يقول منصف: إنّ مناجاة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) نقيصة؟!
على أنّه لم يرد في الآية نهيٌ عن المناجاة، وإنّما ورد تقديم الصدقة على المناجاة، فمن عمل بالآية حصل له الفضيلة من جهتين: سدّ خلّة بعض الفقراء، ومن جهة محبّـة نجوى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، ففيها القرب منه، وحلّ المسائل العويصة، وإظهار أنّ نجواه أحبّ إلى المناجي من المال ".
8 ـ حـديث المباهلـة
قال المصنّـف ـ طـيّب الله رمسـه ـ(1):
الثامن: آية المباهلة: في " الجمع بين الصحيحين "، أنّه لمّا أراد المباهلة لنصارى نجران احتضن الحسين، وأخذ بيد الحسن، وفاطمـة تمشي خلفه، وعليٌّ يمشي خلفها، وهو يقول لهم: إذا دعوت فأمِّـنوا(2).
فأيّ فضل أعظم من هذا، والنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يَـسْـتَـسْـعِـدُ(3) بدعائه، ويجعله واسطة بينه وبين ربّـه تعالى؟!
____________
1- نهج الحقّ: 215.
2- الجمع بين الصحيحين 1 / 198 ذ ح 208، وقد مرّ تخريج حديث نزول الآية الكريمة مفصّـلا في ج 4 / 399 ـ 400; فراجـع!
3- الإسعاد: المعونة; والمساعدة: المعاونة، وساعَدَه مُساعدة وسِعاداً وأَسعده: أَعانه، ويَسـتـسـعد به: أي يَسـتعيـن به ويَـعُـدُّهُ سَـعْـداً ويُـمنـاً.
انظر مادّة " سعد " في: لسان العرب 6 / 262 ـ 263، تاج العروس 5 / 16.
وقال الفضـل(1):
قصّة المباهلة مشهورة، وهي فضيلة عظيمة كما ذكرنا، وليـس فيه دلالة على النصّ.
وأمّا ما ذكره من أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يستسعد بدعائه، فهذا لا يدلّ على احتياج النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى دعاء أهل بيته وتأمينهم، ولكن عادة المباهلة كما ذكر الله في القرآن أن يجمع الرجل أهله وقومه وأولاده; ليكون أهيب في أعين المباهلين، ويشمل البهلة إيّاه وقومه وأتباعه، وهذا سرّ طلب التأمين منهم، لا أنّه استعان بهم وجعلهم واسطة بينه وبين ربّه ليلزم أنّهم كانوا أقرب إلى الله منه.
هذا يُفهم من كلامه ومن معتـقده الميشوم الباطل!
نعوذ بالله من أن يُعتقد أنّ في أُمّة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من كان أقرب إلى الله منه.
____________
1- إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 7 / 427.
وأقـول:
لا ريب أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكلّ صالح مقرَّب، لا يرى لنفسه استحقاقاً في استجابة دعائه، ولا يجعل الاعتماد على نفسه، بل يتوسّل إلى الإجابة بأنواع الوسائل التي يقتضيها المقام، كتعظيم الله سبحانه، وتمجيده بأسمائه الحسـنى، والتملّق له بحمده وشكر نعمائه وإظهار المذلّة والخضوع لجنابه الأرفع قولا وفعلا; بأن يجلس على الأرض ويُعفّر وجهه بالتراب مثلا.
وربّما تقتضي أهمّـيّة المطلوب أن يجمع معه المقرَّبين; لاحتمال أنّ للاجتماع مدخليّةً في حصول الإجابة، أو مبادرتها، أو كونها تخصّ أحدهم لخصوصيّـة هناك.
فحينـئذ لا مانع من اسـتـسعاد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بدعاء أهل بيته (عليهم السلام)، واسـتعانته بهم في التأمين على دعائه، وجعلهم واسطة بينه وبين ربّه، وإنْ كان هو أقرب منهم إلى الله تعالى، ولا سـيّما إذا كان المراد ـ مع ذلك ـ إظهار فضلهم على سائر الأُمّة من الأقارب والأباعد والأكابر والأصاغر.
فلا معنى لِما زعمه الفضل من لزوم أنّهم أقرب إلى الله منه، وليس هو معتقَداً للمصنّف (رحمه الله)، ولا يجوّزه أحدٌ منّا، ولكن يجوّزه بعضُ القوم كما عرفت(1)، أنّ ابن حزم نقله عن الباقلاّني الأشعري، وهو لازم مذهب الأشاعرة من نفي الحسن والقبح العقلـيَّـين.
____________
1- في الجزء الأوّل، ص 374، المبحث الثاني من مباحث النبوّة [ 4 / 30 ـ 37 مبحث عصمة الأنبياء ]. منـه (قدس سره).
وانظر: الفصل في الملل والأهواء والنحل 2 / 284.
الأُولى: إظهار اعتماده على أنّه المحـقّ; فإنّ إدخال أعزّ الناس في محلّ الخطر دليل على ذلك، وعلى اعتقاده بالنجاح والسلامة.
الثانيـة: الاسـتـسعاد بهم والاسـتعانة بدعائهم; ولذا أمرهم بالتأمين على دعائه، ولا وجه لِما قاله الفضل مِن أنّ سرّ طلب التأميـن شمول البهلة لهم لا الاسـتعانة بدعائهم; فإنّ خروجهم معه كاف في شـمول البهلة لهم بلا حاجة إلى تأمينهم.
ولو كان التأمين هو السرَّ في شمول البهلة لهم، فمن أين عَلِم شمولها لقوم النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وأتباعه، ولم يأخذهم معه، وما أراد تأمينهم؟!
الثالثة: بيان فضلهم على الأُمّة بإشراكهم معه كما أمر الله تعالى، دون أقاربه وخاصّته، في إثبات دعوى النبوّة بالمقام الشهير المشهود; فإنّه منزلة عظمى، لا سـيّما لعليّ (عليه السلام) الذي عـبّر الله سـبحانه عنه بنفس النبيّ.
ودعوى أنّ عادة المباهلة أن يجمع الرجل أهله وقومه وأولاده، كاذبة ـ كما سبق في الآية السادسة(1)، وإلاّ لَما خالفها النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولاعترض عليه النصارى في المخالفة ـ; كدعوى شـمول البهلة للأتباع، وإلاّ لأدخل النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) معه ولو واحـداً منهم!
وكون وجوده هو الأصل والمدار فيسـتغني عن وجودهم، وارد في المرأة والطفلين بالأولويّـة، فلِمَ لا اسـتغنى عنهم؟!
____________
1- راجـع: ج 4 / 402 من هذا الكـتاب.
وقد مـرّ في الآية السادسة ما يزيدك تحقيقاً وبياناً للمطلوب(2).
ثمّ إنّ غاية ما قلنا هو اسـتـسعاد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) واسـتعانته في الدعاء على المبطلين بمن طـهّرهم الله عن الرجس تطهيراً، وقد زعم القوم أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) اسـتـسـعد بالدعاء لنفسه الشريفة بعمر بن الخطّاب، وهو أعظم من الاسـتـسعاد في الأوّل، ولم يـسـتنكره القوم; لأنّـه متعلّق بأوليائهم!..
روى ابن حجر في " الصواعق "، في فضائل عمر، أنّ رسول الله قال له: " لا تنـسـنا يا أخي من دعائك ".(3) وفي روايـة أُخـرى قـال له: " يا أخي أشـرِكنا في صـالح دعـائك، ولا تنـسـنا "(4).
بل رووا أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) اسـتـسعد بأبي بكر وعمر وعثمان في حفظ نفسه المقدّسة، وجعلهم واسطة لسلامته!..
____________
1- الحَـفَـدَة: الأعوان والخَـدَمة، واحدهم: حافِد; انظر: لسان العرب 3 / 235 مادّة " حفد ".
2- راجع: ج 4 / 402 وما بعـدها من هذا الكـتاب، وانظر مبحث آية المباهلة في: تشـييد المراجعات وتفنيـد المكابرات 1 / 342 ـ 466.
3- الصواعق المحرقة: 149 ح 61; وانظر: سنن أبي داود 2 / 81 ح 498، مسند أحمد 1 / 29.
4- الصواعق المحرقة: 149 ح 62; وانظر: سنن ابن ماجة 2 / 966 ح 2894، سنن الترمذي 5 / 523 ح 3562، مسند أحمد 2 / 59.
____________
1- صحيح البخاري 5 / 74 ح 172 و ص 78 ح 182 و ص 83 ح 195، سنن أبي داود 4 / 212 ح 4651، سنن الترمذي 5 / 582 ـ 583 ح 3696 و 3697، مسند أحمد 5 / 331 و 346.
9 ـ حـديث المنـزلـة
قال المصنّـف ـ أعلى الله مقامه ـ(1):
التاسع: في مسند أحمد من عدّة طرق، وفي صحيح البخاري ومسلم من عدّة طرق، أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لمّا خرج إلى تَبوك(2) استخلف عليّـاً في المدينة وعلى أهله، فقال عليٌّ: ما كنت أُوثِر أن تخرج في وجه إلاّ وأنا معك.
فقال: أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي؟!(3).
____________
1- نهج الحقّ: 216.
2- تَـبُـوْك ـ بالفتح، ثمّ الضمّ، وواو ساكـنة ـ: موضع بين وادي القرى والشام، بينها وبين المدينة اثنتا عشرة مرحلة، وفيها كانت غزوة تبوك سنة 9 هـ.
انظر: معجم البلدان 2 / 17 رقم 2445.
3- مسند أحمد 1 / 170 و 173 و 175 و 177 و 179 و 182 و 184 و 185 و ج 3 / 32 و 338 و ج 6 / 369 و 438، صحيح البخاري 5 / 89 ح 202 و ج 6 / 18 ح 408، صحيح مسلم 7 / 120 كتاب الفضائل ـ باب فضائل أمير المؤمنين.
وانظر: سنن الترمذي 5 / 596 ح 3724 و ص 599 ح 3730 و 3731، سنن ابن ماجة 1 / 42 ـ 43 ح 115 و ص 45 ح 121، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ 5 / 44 ح 8138 ـ 8143 و ص 119 ـ 125 ح 8429 ـ 8449 من طرق كثيرة و ص 240 ح 8780، مسند الطيالسي: 28 و 29 ح 205 و 209، مصنّف عبـد الرزّاق 5 / 406 ح 9745 و ج 11 / 226 ح 20390، مسند الحميدي 1 / 38 ح 71، الطبقات الكبـرى ـ لابن سعد ـ 3 / 16 ـ 17، مصنّف ابن أبي شيبة 7 / 496 ح 11 ـ 15 و ج 8 / 562 ح 4، فضائل الصحابة ـ لأحمـد بن حنبل ـ 2 / 700 ـ 701 ح 954 و 956 و 957 و ص 703 ـ 704 ح 960 و ص 732 ـ 733 ح 1005 ـ 1006 و ص 740 ـ 741 ح 1020 و ص 755 ح 1041 و ص 757 ح 1045 و ص 785 ح 1079، مسند سعد ابن أبي وقّـاص ـ للـدورقـي ـ: 51 ح 19 و ص 103 ح 49 و ص 136 ح 75 و 76 و ص 139 ح 80 و ص 174 ـ 177 ح 100 ـ 102، التاريخ الكبير 1 / 115 رقم 333، السُـنّة ـ لابن أبي عاصم ـ: 551 ح 1188 و ص 586 ـ 589 ح 1331 ـ 1351 و ص 595 ـ 596 ح 1381 ـ 1387، مسند البزّار 3 / 276 ـ 279 ح 1065 و 1066 و 1068 و ص 283 ـ 285 ح 1074 ـ 1076 و ص 324 ح 1120 و ص 368 ح 1170، مسند أبي يعلى 1 / 285 ـ 286 ح 344 و ج 2 / 57 ح 698 و ص 66 ح 709 و ص 73 ح 718 و ص 86 ح 738 و 739 و ص 99 ح 755 و ص 132 ح 809 و ج 12 / 310 ح 6883، المعجم الكبير 1 / 146 ح 328 و ص 148 ح 333 و 334 و ج 2 / 247 ح 2035 و ج 4 / 17 ح 3515 و ص 184 ح 4087 و ج 5 / 203 ح 5094 و 5095 و ج 11 / 61 ح 11087 و ص 63 ح 11092 و ج 12 / 78 ح 12593 و ج 19 / 291 ح 647 و ج 23 / 377 ح 892 و ج 24 / 146 ـ 147 ح 384 ـ 389، المعجم الأوسط 3 / 211 ح 2749 و ج 4 / 484 ح 4248 و ج 5 / 439 ح 5335 و ج 6 / 32 ح 5569 و ص 138 ح 5845 و ص 146 ح 5866 و ج 7 / 361 ح 7592 و ج 8 / 74 ح 7894، المعـجـم الصـغيـر 2 / 22 و 54، الكـنـى والأسـمـاء ـ للدولابي ـ 1 / 192، الجعديات 2 / 77 ح 2058، مسند الشاشي 1 / 161 ح 99 و ص 165 ـ 166 ح 105 و 106 و ص 186 ح 134 و ص 188 ـ 189 ح 137 و ص 195 ح 147 و 148، الإحسان بترتيـب صحيـح ابن حبّـان 8 / 221 ح 6609 و ج 9 / 40 ـ 41 ح 6887 و 6888، الغيلانيات 1 / 97 ح 50 و ص 170 ح 128، طبقات المحدّثين بأصفهان ـ لأبي الشيخ ـ 4 / 264 ح 1020 رقم 655، العلل الواردة في الأحاديث ـ للدارقطني ـ 4 / 373 ـ 376 رقم 638، المسـتدرك على الصحيحين 2 / 367 ح 3294 و ج 3 / 117 ح 4575، حلية الأولياء 7 / 195 ـ 196، السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ 9 / 40، الاستيعاب 3 / 1097 وقال: " وهو من أثبت الآثار وأصحّها "، تاريخ بغداد 1 / 325 و ج 3 / 406 و ج 4 / 204 و 383 و ج 8 / 53 و 268 و ج 9 / 365 و ج 10 / 43 و ج 11 / 432 و ج 12 / 323، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 79 ـ 87 ح 40 ـ 56 من عدّة طرق، تاريخ دمشق 42 / 142 ـ 186 من طرق كـثيرة جـدّاً.