الصفحة 122

13 ـ حـديث المؤاخـاة

قال المصنّـف ـ طاب ثراه ـ(1):

الثالـث عشـر: في مسـند أحمـد بن حنبل، من عـدّة طرق، أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) آخى بين الناس وترك عليّـاً حتّى بقي آخرهم لا يرى له أخاً، فقال: يا رسول الله! آخيت بين أصحابك وتركتني؟!

فقال: " إنّما تركتك لنفسي، أنت أخي وأنا أخوك، فإنْ ذكرَكَ أحدٌ فقل: أنا عبـد الله وأخو رسوله، لا يدّعيها بعدك إلاّ كـذّاب.

والذي بعثني بالحقّ، ما أخّرتك إلاّ لنفسي، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبيَّ بعدي، وأنت أخي، ووارثي "(2).

وفي " الجمع بين الصحاح السـتّة "، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: " مكتوب على باب الجنّـة: محمّـد رسول الله، عليٌّ أخو رسول الله،

____________

1- نهج الحقّ: 217.

2- أخرجه أحمد في " المسند " كما في ينابيع المودّة 1 / 177 ح 1، وفي فضائل الصحابة 2 / 765 ح 1055 و ص 792 ح 1085 و ص 829 ح 1137; وانظر: سنن الترمذي 5 / 595 ح 3720، الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ 3 / 16، السـيرة النبوية ـ لابن هشام ـ 3 / 36، السيرة النبوية ـ لابن حبّان ـ: 149، المستدرك على الصحيحين 3 / 15 ـ 16 ح 4288 ـ 4289، الاستيعاب 3 / 1098، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 88 ـ 89 ح 57 ـ 60، مصابيح السُـنّة 4 / 173 ح 4769، تاريخ دمشق 42 / 51 ـ 62، كنز العمّال 13 / 105 ـ 106 ح 36345 و ص 140 ح 36440.


الصفحة 123
قبل أن يخلق الله السـموات بألفي عام "(1).


*  *  *

____________

1- انظر: فضائل الصحابة ـ لأحمد ـ 2 / 827 ـ 828 ح 1134 ـ 1135 و ص 831 ـ 832 ح 1140، المعجم الأوسط 5 / 504 ح 5498، حلية الأولياء 7 / 256، تاريخ بغداد 7 / 387 رقم 3919، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 122 ـ 123 ح 134، فردوس الأخبار 2 / 340 ح 6710، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ للخوارزمي ـ: 144 ح 168، تاريخ دمشق 42 / 59، الرياض النضرة 3 / 125، مجمع الزوائد 9 / 111، كنز العمّال 11 / 624 ح 33043 و ج 13 / 138 ح 36435.


الصفحة 124

وقال الفضـل(1):

حديث المؤاخـاة مشهورٌ معتبرٌ معـوّلٌ عليه، ولا شـكّ أنّ عليّـاً أخُ(2) رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومحبّه وحبيبه، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شديدَ الحبّ له، وهذا كلّه يؤخذ من صحاحنا ومن مذهبنا، ولكن لا يدلّ على النصّ; لأنّ أبا بكر كان خليلَ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ووزيرَه وقرينَه، وله أيضاً من الفضائل ما لا يُعدُّ ولا يُحصى، والكلام ليس في عدّ الفضائل وإثباتها، بل وجود النـصّ.


*  *  *

____________

1- إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 7 / 439.

2- كذا في الأصل، وليـس بعزيز من مثل الفضل، والصواب لغةً: " أخـو ".


الصفحة 125

وأقـول:

نقل في " ينابيع المودّة "، في الباب التاسع، حديث المؤاخاة عن أحمـد في مسـنده، عن زيد بن أبي أوفى(1).

كما نقله المصنّف (رحمه الله) في " منهاج الكرامة "، عن " المسـند " أيضاً(2).

وقد سـبق ذِكره في الآية الثانية والثلاثيـن، وأنّ ابن تيميّة زعم أنّـه من زيادات القطيعي(3).

وسبق أنّه قد نقله في " كنز العمّال " و " تذكرة الخواصّ "، عن أحمد في " الفضائل "(4).

ثمّ حكى في " الينابيع " أيضاً، عن أحمد في " مسنده "، عن حذيفة ابن اليمان، قال: " آخى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بين المهاجرين والأنصار، وكان يؤاخي بين الرجل ونظيره، ثمّ أخذ بيد عليّ (عليه السلام)، فقال: هذا أخي "(5).

وحكى أيضاً عن عبـد الله بن أحمد في " زوائد المسند " ثمانية أحـاديث في مؤاخـاة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لعليّ (عليه السلام)(6).

____________

1- ينابيع المودّة 1 / 177 ح 1.

2- منهاج الكرامة: 144 ـ 145.

3- انظر: ج 5 / 143 من هذا الكـتاب، منهاج السُـنّة 7 / 278.

4- فضائل الصحابة ـ لأحمد ـ 2 / 792 ح 1085، وانظر: كنز العمّال 13 / 105 ـ 106 ح 36345، تذكرة الخواصّ: 29 و 31.

5- ينابيع المودّة 1 / 178 ح 4.

6- إنّما هما حديثان عن " زوائد المسـند "، فانظر: ينابيع المودّة 1 / 178 ح 3 و ص 179 ح 6، ويبدو أنّ ذلك من سهو القلم، فمجموعة أحاديث المؤاخاة المذكورة في ينابيع المودّة 1 / 177 ـ 181 ب 9 ح 1 ـ 7 هي من مصادر مختلفة وبطرق متعـدّدة; فلاحــظ!


الصفحة 126
فيمكن أن يكون المصنّف (رحمه الله) أشار إلى هذه الأحاديث بقوله: " من عدّة طرق "، وكأنّ القوم قد تعلّلوا لحذفها من " المسند " في الطبع، بدعوى أنّها من الزيادات، فإنّي لم أعثر على شيء منها!

وروى الترمذي حديث المؤاخاة في فضائل عليّ (عليه السلام) من " سننه "، عن ابن عمر، وحسّـنه، ثمّ قال: وفيه عن زيد بن أبي أوفى(1).

ورواه في " الاستيعاب " بترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام)، عن أبي الطفيل، قال: " لمّا احتضر عمر جعلها شورى بين عليّ، وعثمان، وطلحة، والزبير، وعبـد الرحمن، وسعد، فقال لهم عليٌّ: أنشدكم الله هل فيكم أحدٌ آخى رسـولُ الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بينه وبينه ـ إذ آخى بين المسلمين ـ غيري؟!

قالوا: اللّهمّ لا ".

ثمّ قال: " ورويـنا من وجوه عن عليّ أنّه كان يقول: أنا عبـد الله وأخـو رسـوله، لا يقولها أحد غيري إلاّ كـذّاب ".

ثمّ قال: " قال أبو عمر(2): آخى رسول الله بين المهاجرين [ بمكّة ]، ثمّ آخى بين المهاجرين والأنصار [ بالمدينة ]، وقال في كلّ واحدة منهما لعليّ: أنت أخي في الدنيا والآخرة; وآخى بينه وبين نفسه; فلذلك كان هذا القول وما أشـبهه من عليّ ".

انـتهى ما في " الاسـتيعاب "(3).

____________

1- سنن الترمذي 5 / 595 ح 3720.

2- هو صاحب كـتاب " الاسـتيعاب في معرفة الأصحاب "، أبو عمر يوسف بن عبـد الله بن محمّـد بن عبـد البـرّ الأندلسي، المتوفّى سـنة 463 هـ.

3- الاستيعاب 3 / 1098 ـ 1099.


الصفحة 127
وروى الحاكم حديث المؤاخاة في " المستدرك "، في كتاب الهجرة، من طرق، عن ابن عمر(1).

وحكى في " كنز العمّال "(2)، عن الخلعي، والبيهقي في " سننه "(3)، والضياء في " المختارة "، عن عليّ (عليه السلام)، قال: " آخى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)بيـن عمر وأبي بكر، وبيـن حمـزة بن عبـد المطّـلب وزيد بن حارثـة ـ إلى أن قال: ـ وبيني وبيـن نفسـه ".

وحكى في " الكـنز " أيضـاً(4)، عن أبي يعلى في " مسـنده "(5)، عن عليّ (عليه السلام)، قال: " آخى رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بين الناس وتركني ـ إلى أن قال: ـ قال: إنّما تركتك لنفسي، أنت أخي وأنا أخوك، فإن حاجّك أحـدٌ فقل: إنّي عبـد الله وأخو رسوله، لا يدّعيها أحد بعدك إلاّ كـذّاب ".

وحكى في " الكنز " أيضاً نحوه(6)، عن ابن عديّ، بسنده عن يعلى ابن مـرّة.

وحكـى فيـه أيضـاً، عـن الطـبـراني، عـن ابـن عـبّـاس: قـال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعليّ (عليه السلام): " أَغضِبتَ [ علَيَّ ] حين واخيت بين المهاجرين والأنصار، ولم أُواخِ بينك وبين أحد منهم؟!

____________

1- ص 14 من الجزء الثالث [ 3 / 15 ـ 16 ح 4288 ]. منـه (قدس سره).

2- ص 394 من الجزء السادس [ 13 / 120 ح 36384 ]. منـه (قدس سره).

3- لم نعثر عليه في " السـنن " المطبوع!

4- ص 399 من ج 6 [ 13 / 140 ح 36440 ]. منـه (قدس سره).

5- لم نعثر عليه في " مسـند أبي يعلى " المطبوع!

6- ص 54 من ج 6 [ 11 / 608 ح 32939 ]. منـه (قدس سره).

وانظر: الكامل في ضعفاء الرجال 5 / 35 رقم 1205.


الصفحة 128
أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبيّ بعـدي؟!

ألا مَن أحبّك حُفّ بالأمن والإيمان، ومَن أبغضك أماته الله ميتة الجاهلية "(1).

وحكى أيضاً حديث المؤاخاة بين النبيّ وعليّ، عن ابن عساكر، عن أبي رافع، عن أبي أُمامـة(2).

ونقل سبط ابن الجوزي في " تذكرة الخواصّ " ثلاث روايات في المؤاخاة، عن أحمد في " الفضائل "، كما هي عادته في النقل عنها، وأثبت وثاقتها، ونقل أيضاً عن أحمد ما نقله المصنّف (رحمه الله) عن " الجمع بين الصحاح "(3).

وحكى في " ينابيع المودّة "، في الباب التاسع، عن ابن المغازلي، أنّه أخرج سـتّة أحاديث في المؤاخـاة، وعن أخطب خوارزم اثني(4) عشر حديثـاً، وعن الحمويني حديثين، بأسانيدهم عن ابن عبّـاس، وابن عمر، وحذيفة، وأنس، وزيد بن أرقم، وزيد بن أبي أوفى، وأبي أُمامة، وغيرهم(5).

____________

1- كنز العمّال 11 / 607 ح 32935، وانظر: المعجم الأوسط 8 / 73 ـ 74 ح 7894، المعجم الكبير 11 / 62 ـ 63 ح 11092، مجمع الزوائد 9 / 111.

2- ص 400 من ج 6 [ 13 / 144 ح 36450 ]. منـه (قدس سره).

وانظر: تاريخ دمشق 42 / 51.

3- تذكرة الخواصّ: 29 ـ 31.

4- في المصدر: " إحدى ".

5- ينابيع المودّة 1 / 179 ضمن ح 5، وانظر: منـاقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن الـمـغـازلي ـ: 88 ـ 89 ح 57 ـ 60 و ص 135 ح 154، مـنـاقـب الإمـام عليّ (عليه السلام)ـ للخوارزمي ـ: 111 ـ 112 ح 120 و 121 و ص 140 ح 159 و ص 144 ح 168 و ص 152 ضمن ح 178 و ص 157 ح 186 و ص 294 ح 282 و ص 301 ضمن ح 296 و ص 341 ح 361 و ص 344 ضمن ح 364 و ص 359 ح 372، فرائد السمطين 1 / 112 ـ 116 ح 80 و 81.


الصفحة 129
وقد مرّ في الآية الثالثة والعشرين الأحاديثُ في قول أمير المؤمنين: " أنا عبـد الله وأخو رسوله "(1).

ونقل في " كنز العمّال "(2)، عن العدني، عن أبي يحيى، قال: سمعت عليّـاً يقول: " أنا عبـد الله وأخو رسـوله، لا يقولها أحد بعدي إلاّ كاذب "; فقالها رجل فأصابته جِنّـة.

ويشهد لصحّة أخبار المؤاخاة بين المهاجرين، ما رواه البخاري في باب " كيف يكتب: هذا ما صالح فلان بن فلان "، من كتاب " الصلح "(3).

وفي باب " عمرة القضاء "، من كتاب " المغازي "، أنّه اختصم عليٌّ وجعفر وزيد بن حارثة في كفالة ابنة حمزة لمّا تبعت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وتناولها عليٌّ (عليه السلام); فقال عليٌّ (عليه السلام): أنا أخذتها، وهي بنت عمّي.

وقال جعفر: هي ابنة عمّي، وخالتها تحتي.

وقال زيد: ابنة أخي(4).

ومثله في " مسـتدرك " الحاكم(5).

إذ لا معنى لقول زيد: " ابنة أخي " ومنازعته لأمير المؤمنين وجعفر،

____________

1- راجع: ج 5 / 97 وما بعدهـا من هذا الكـتاب.

2- ص 396 من الجزء السادس [ 13 / 129 ح 36410 ]. منـه (قدس سره).

3- صحيح البخاري 4 / 22 ح 9.

4- صحيح البخاري 5 / 291 ـ 292 ح 263.

5- ص 120 من الجزء الثالث [ 3 / 130 ح 4614 ]. منـه (قدس سره).


الصفحة 130
وهمـا هما مع رحمهما الماسّـة بابنـة عمّـهما لولا المؤاخـاة التي عقدها النبـيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بين حمـزة وزيـد، وهما مهاجريّـان(1).

لكنّ ابن تيميّة أنكر المؤاخاة بين المهاجرين، وبين النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)وأمير المؤمنين(2)، قال: لأنّ المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار لإرفـاق بعضهم ببعض، ولتـأليف قلوب بعضهم ببعض، فلا معنى لمؤاخـاة مهاجـريّ لمهاجـريّ(3).

وفـيـه: إنّ الإرفاق والتأليف أيضاً مطلوبان بين المهاجرين بعضهم مع بعض، مع اشـتمال المؤاخاة على حِكَم كـثيرة أُخـر.

قال في " السـيرة "(4): " قال الحافظ ابن حجر: وهذا ردٌّ للنصّ بالقياس، وبعض المهاجرين كان أقوى من بعض بالمال والعشيرة، فآخى بين الأعلى والأدنى، ليرتفق الأدنى بالأعلى، وليسـتعين الأعلى بالأدنى.

ولهذا تظهر مؤاخاته (صلى الله عليه وآله وسلم) لعليّ (عليه السلام); لأنّه كان هو الذي يقوم بأمره قبل البعثـة(5).

وفي (الصحيح)، في عمرة القضاء، أنّ زيد بن حارثة قال: (إنّ

____________

1- انظر: السيرة النبوية ـ لابن كثير ـ 2 / 324 ـ 325، السيرة الحلبية 2 / 181.

2- انـظـر: منهـاج السُـنّة 4 / 32 ـ 33 و ج 5 / 71 و ج 6 / 172 و ج 7 / 279 و 361 و 362.

3- كما في: السيرة النبوية ـ لابن كثير ـ 2 / 326 ولم يصرّح باسم ابن تيميّة، فتح الباري 7 / 345 ب 50 ح 3937، السيرة الحلبية 2 / 181 ـ 182.

4- ص 22 من الجزء الثاني [ السـيرة الحلبية 2 / 182 ]. منـه (قدس سره).

5- فتح الباري 7 / 345 ب 50 ح 3937.


الصفحة 131
بنـت حمـزة بنت أخي); أي بسـبب المؤاخاة(1) "; انـتهى.

وهو كلام حسـن، سوى إنّ مؤاخـاة النبـيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لعليّ ليسـت للارتزاق; لغنى عليّ (عليه السلام) حينئذ بالغنائم وغيرها، وبلوغه منزلةً يعول بها ولا يُـعـال به.

وإنّما الغرض من مؤاخاته لعليّ تعريفُ منزلته، وبيانُ فضله على غيره; لأنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يؤاخي بين الرجل ونظيره، كما دلّ عليه بعض الأخبار(2); لأنّ ذلك أقرب إلى التعاون والتعاضد، وأوجب للتأليف، فيكون أمير المؤمنين (عليه السلام) هو النظير لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

كما جعلته آيةُ المباهلة نفسَه; وذلك رمز لإمامته; ولذا احتـجّ به أميـر المؤمنين يوم الشورى(3).

كما أشار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ أيضاً ـ إلى ذلك بقوله في كثير من هذه الأحاديث: " أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ".

وقوله: أنت أخي ووارثي; فقال عليٌّ: وما أرث منك؟ قال: ما ورّث الأنبياء قبلي; قال: وما ورَّثوا؟ قال: كتاب الله وسـنن أنبيائه; كما سـبق في الآية الثانية والثلاثين(4).

فإنّ عليّـاً (عليه السلام) إذا ورث مواريث الأنبـياء كان من خلفائهم وإمام الأُمّـة; إذ ليـس الإمام إلاّ من كان كذلك.

____________

1- تقـدّم تخريجـه في الصفحـة السابقة هـ 4.

2- انظر علاوة على أحاديث المؤاخاة المتقدّمة: مطالب السؤول: 87 ـ 88، كفاية الطالب: 194، الرياض النضرة 3 / 187، ينابيع المودّة 1 / 178.

3- انظر مبحث آية المباهلة في ج 4 / 399 وما بعـدها من هذا الكـتاب.

4- انظر: ج 5 / 143 وما بعـدها من هذا الكـتاب.


الصفحة 132
ويشـهـد لـذلـك وصـفُ عليّ (عليه السلام) بالأُخـوّة فـي عـرض وصـف النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بالرسالة، في ما هو مكـتوب على باب الجنّـة، كما في الخبر الذي نقله المصنّـف (رحمه الله) عن " الجمع بين الصحاح "(1)، ونقلناه عن " تذكرة الخواصّ "(2)، ونقله في " كـنز العمّـال " عن الطبراني والخطيـب(3)، وعن ابن عسـاكر(4)، بأسانيدهم عن جابر(5).

وأمّا مناظرة الفضل للحديث بأنّ أبا بكر خليل رسول الله ووزيره وقرينه، فمن مقاومة حجّتنا عليهم بما ليس حجّـة علينا.

والظاهـر، أنّـه أشـار بقولـه: " خليـل رسول الله " إلى ما رووه من قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): " لو كنت متّخذاً خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا "(6).

وأنت ترى أنّه نفيٌ للخُـلّـة(7) لا إثباتٌ لها.

نعم، فيه خُـلّـةٌ فرضيّـةٌ لا تساوي الأُخـوّة الفعلـيّة، مع أنّ الأُخوّة فـوق الخُـلّـة.

____________

1- انظر الصفحة 122 ـ 123 من هذا الجزء.

2- تذكرة الخواصّ: 30، وانظر الصفحة 125 هـ 4 من هذا الجزء.

3- ص 159 من الجزء السادس [ 11 / 624 ح 33043 ]. منـه (قدس سره).

وانظر: المعجم الأوسط 5 / 504 ح 5498، المتّفق والمفترق 1 / 498 ح 260، تاريخ بغـداد 7 / 387 رقم 3919.

4- ص 399 من هذا الجزء [ 13 / 138 ح 36435 ]. منـه (قدس سره).

وانظر: تاريخ دمشـق 42 / 59.

5- وانظـر مبحث حديث المؤاخاة في: تشـييد المراجعات وتفنيد المكابرات 3 / 242 ـ 249!

6- انـظر: سـنن الترمذي 5 / 567 ـ 568 ح 3659 و 3660، مسـند أحمد 1 / 377 و 433.

7- الخُـلّـة: الصداقة المختـصّة التي ليـس فيها خَـلَل; انظر: لسان العرب 4 / 202 مـادّة " خلل ".


الصفحة 133
وسـيأتي إن شاء الله تعالى ما على هذا الخبر من دلائل أنّه من الموضوعات.

14 ـ حـديث: إنّ عليّـاً منّي وأنا من عليّ

قال المصنّـف ـ طاب ثراه ـ(1):

الرابع عشر: من مسند أحمد بن حنبل، وفي الصحاح السـتّة، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، من عدّة طرق: " إنّ علـيّـاً منّي وأنا من عليّ، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي، لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو عليّ "(2).

____________

1- نهج الحقّ: 218.

2- مسند أحمد 4 / 164 و 165 و 438، فضائل الصحابة ـ لأحمد ـ 2 / 735 ح 1010 و ص 742 ح 1023، صحيح البخاري 4 / 22 ح 9 و ج 5 / 87 " باب مناقب عليّ بن أبي طالب، القرشيّ الهاشميّ، أبي الحسـن (رضي الله عنه)، وقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لعليّ: أنت منّي وأنا منك " ولم نجد في هذا الباب حديثاً يدلّ على قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)هذا! وص 292 ذ ح 263، سنن الترمذي 5 / 594 ح 3719، سنن ابن ماجة 1 / 44 ح 119، السـنن الكبـرى ـ للنسائي ـ 5 / 45 ح 8146 ـ 8147 و ص 126 ح 8453 و ص 128 ح 8459 و ص 133 ح 8474، مسند الطيالسي: 111 ح 829، مصنّف ابن أبي شـيبة 7 / 495 ح 8 و ص 504 ح 58، السُـنّة ـ لابن أبي عاصم ـ: 550 ح 1187 و ص 551 ح 1189، مسند أبي يعلى 1 / 293 ح 355، مسند الروياني 1 / 62 ح 119، المعجم الكبير 18 / 129 ح 265، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان 9 / 42 ح 6890، حليـة الأوليـاء 6 / 294 رقم 287، منـاقب الإمام عليّ (عليه السلام)ـ لابن المغازلي ـ: 205 ـ 211 ح 267 ـ 276، مصابيـح السُـنّة 4 / 172 ح 4766 و 4768.


الصفحة 134
وفيه أيضاً: لمّا قَتل عليٌّ أصحابَ الألوية يوم أُحد قال جبرئيل لرسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ هذه [ لهي ](1) المواسـاة.

فقال: النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): " إنّ عليّـاً منّي وأنا منـه ".

فقال جبرئيل: وأنا منكما يا رسـول الله(2).


*  *  *

____________

1- أثبتـناه من " فضائل الصحابة ".

2- انظر: فضائل الصحابة ـ لأحمد ـ 2 / 816 ـ 817 ح 1119 و 1120، المعجم الكبير 1 / 318 ح 941، تاريخ الطبري 2 / 65، الأغاني 15 / 187، ربيع الأبرار 1 / 833، تاريخ دمشق 42 / 76، الكامل في التاريـخ 2 / 49، شـرح نهـج البلاغـة ـ لابن أبي الحديد ـ 14 / 251، الرياض النضرة 3 / 131 عن أحمد، ذخائر العقبى: 127، فرائد السمطين 1 / 257 ـ 258 ح 198، مجمع الزوائد 6 / 114 و 122، كـنز العمّال 13 / 143 ـ 144 ح 36449.


الصفحة 135

وقال الفضـل(1):

إتّصال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بعليّ في النسـب، وأُخوّة الإسلام، والنصرة، والمؤازرة، غير خفيّ على أحد، ولا دلالة على النصّ بخلافته; لأنّ مثل هذا الكلام قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لغير عليّ، كما ذكر أنّه قال: " الأشعريّون إذا قحطوا أَرمَلوا(2)، أنا منهم وهم منّي "(3).

ولا شكّ أنّ الأشعريّـين بهذا الكلام لم يصيروا خلفاء، فلا يكون هـذا نصّـاً.


*  *  *

____________

1- إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 7 / 443.

2- أَرْمَـلَ القومُ: أي نَـفِـدَ زادُهم، وأصله من الـرَّمْـل كأنّهم لَصِقوا بالـرَّمْـلِ، كما قيل للفقير: الـتَّـرِبُ; انظر: لسان العرب 5 / 321 مادّة " رمل ".

3- صحيح البخاري 3 / 276 ح 4، صحيح مسلم 7 / 171 كتاب الفضائل / باب فضائل الأشعريّين، مختصر تاريخ دمشق 13 / 240 رقم 67، كنز العمّال 12 / 56 ح 33973.


الصفحة 136

وأقـول:

روى البخاري والحاكم في " المستدرك "، أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعليّ: " أنت منّي وأنا منك "(1)، وذلك في قصّة مخاصمة أمير المؤمنين وجعفر وزيـد في ابنة حمزة، كما أشرنا إليها في المبحث السابق(2).

وروى الحاكم في " المستدرك "(3)، عن عمران بن حصين ـ وصحّحه على شرط مسلم ـ، قال عمران ما حاصله: إنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) استعمل عليّـاً على سـريّة، فأصاب جاريـة، فأنـكروا عليه، فتعاقـد أربعـة أن يُخبِروا النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فأخبره أحدهم، فأعرض عنه، وكذلك الثاني والثالث.

ثمّ قام الرابع فأخبره، فأقبل عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والغضب في وجهه فقال: " ما تريدون من عليّ؟! إنّ عليّـاً منّي وأنا منه، وهو وليُّ كلّ مؤمـن ".

ونحوه في " سـنن الترمذي "، في مناقب عليّ (عليه السلام)(4).

وفي " مسـند أحمد "(5) و " كنز العمّال "(6)، نقلا عن ابن أبي شيبة،

____________

1- صحيح البخاري 4 / 22 ح 9 و ج 5 / 291 ـ 292 ح 263، المسـتدرك على الصحيحين 3 / 130 ح 4614.

2- انظر الصفحة 125 من هذا الجزء.

3- ص 110 من الجزء الثالث [ 3 / 119 ح 4579 ]. منـه (قدس سره).

4- سنن الترمذي 5 / 590 ـ 591 ح 3712.

5- ص 437 من الجزء الرابع. منـه (قدس سره).

6- ص 154 من الجزء السادس [ 11 / 599 ح 32883 ]. منـه (قدس سره).

وانظر: كنز العمّال 11 / 608 ح 32940 و ج 13 / 142 ح 36444.


الصفحة 137
جميعاً عن عمران(1).

وفي رواية أُخرى لأحمد(2)، ولابن أبي شيبة، كما في " الكنز "(3)، كلاهما عن بريدة، أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " لا تقع في عليّ (عليه السلام)، فإنّه منّي وأنا منه، وهو وليّـكم بعـدي ".

وفي حديث آخر لابن أبي شـيبة، كما في " الكـنز "(4)، عن عمران، ـ وقال: صحيح ـ: " عليٌّ منّي وأنا من عليّ، وعليٌّ وليُّ كلّ مؤمن بعـدي ".

وقد سبق في الحديث السادس أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " عليٌّ منّي وأنا منه، ولا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو عليّ "(5).

رواه أحمد، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة(6).

ودلالة الجميع على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) ظاهرة; لأنّ جعل كلّ من النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليّ (عليه السلام) بعضاً من الآخر دليلٌ على اتّحادهما بالمزايا والفضـل والإمامـة.

كما يشهد له مُضِيُّ فِعل عليّ (عليه السلام) في اصطفاء الجارية من السبي، كما مـرّ في رواية عمران وبريـدة.

____________

1- انظر: فضائل الصحابة ـ لأحمد ـ 2 / 749 ـ 750 ح 1035 و ص 768 ح 1060، مصنّف ابن أبي شـيبة 7 / 504 ح 58.

2- ص 356 من الجزء الخامس. منـه (قدس سره).

3- في الصحيفة السابقة [ 11 / 608 ح 32942 ]. منـه (قدس سره).

4- في الصحيفة السابقة أيضـاً [ 11 / 608 ح 32941 ]. منـه (قدس سره).

وانظر: مصنّـف ابن أبي شـيبة 7 / 504 ذ ح 58.

5- راجع الصفحة 65 وما بعـدها من هذا الجزء.

6- انظر: مسـند أحمد 4 / 164 و 165، سـنن الترمذي 5 / 594 ح 3719، السـنن الكبرى ـ للنسائي ـ 5 / 128 ح 8459، سـنن ابن ماجة 1 / 44 ح 118.


الصفحة 138
وبهذا يُعلم أنّه أراد الإمامة بقوله: " هو وليّ كلّ مؤمن "; إذ لا يصلح إرادة غيـرها في المقام.

وبالجملـة، قد دلّت هذه الروايات على صحّة اصطفاء أمير المؤمنين للجارية، ومُضِيّ فعله; لأنّه مِن رسولِ الله ورسولُ الله منه، فيُفهم منها أنّه إمـامٌ فعلا.

بل يُفهم من مجرّد قوله: " هو منّي وأنا منه "، أنّه بمنزلته فعلا، فيكون إمامـاً فعليّـاً.

ولا يُنافيه التقييـد بالبعديّة في بعض الأخبار المذكورة; لأنّ المراد بها التأخّر في الرتبة، والإشارة إلى قيامه بعده بتمام شؤون الإمامة، كما سـبق تحقيقه في الآية الأُولى من الآيات التي اسـتدلّ بها المصنّـف (رحمه الله) على الإمامـة(1).

وأمّا معارضة الفضل بما ورد عندهم في شأن الأشعريّين، ففي غير محلّها; لأنّه من حديث المخالفين، وهو ليس حجّـة علينا..

مع أنّه من رواية أبي موسى الأشعري، وهو محلّ التهمة، ومنافق; لبغضه عليّـاً(2)، والمنافق أعظم الفاسـقين، فلا تُـقبل روايته لو صحّ السـند

____________

1- راجع: ج 4 / 304 وما بعـدها من هذا الكـتاب.

2- لا يخفى نفاق أبي موسى الأشعري وانحرافه وسوء مواقفه وبغضه لأمير المؤمنين الإمام عليّ (عليه السلام)، ومَن سـبر سـيرته يعلم ذلك جليّـاً..

فموقفه لمّا أتاه كـتاب الإمام عليّ (عليه السلام) بيد محمّـد بن أبي بكر ومحمّـد بن جعفر ـ رضوان الله عليهما ـ ليجمع له أهل الكوفة لحرب الجمل، فثبّطهم عن الخروج، فأرسل له أمير المؤمنين الإمامُ عليّ (عليه السلام) الإمامَ الحسن (عليه السلام) وعمّارَ بن ياسر (رضي الله عنه) إلى الكوفة ليسـتنهضا أهلها، فماطلهما وخذّل الناسَ عن الاسـتجابة لهما، حتّى أتى مالك الأشـتر (رضي الله عنه) وطرده. انظر حـوادث سـنة 36 هـ في: تاريخ الطبري 3 / 25 وما بعـدها، الكامل في التاريخ 3 / 118 وما بعـدها.

وما رواه سـويد بن غفلة، قال: سـمعت أبا موسى الأشعري يقـول: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " يكون في هذه الأُمّة حَـكمَين ضالَّين، ضالٌّ من اتّبعهما " فقلت: يا أبا موسى! انظر لا تكون أحدهما؟! قال: فوالله ما مات حتّى رأيته أحدهمـا. انظر: تاريخ دمشق 32 / 92.

وما روي عن شقيق، قال: كـنّا مع حذيفة جلوساً، فدخل عبـد الله [ أي: ابن مسعود ] وأبو موسى المسجدَ، فقال: أحدهما منافق; ثمّ قال: إنّ أشـبه الناس هدياً ودلاًّ وسمتاً برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عبـد الله. انظر: تاريخ دمشق 32 / 93.

وهذا تلميحٌ أبلغ من التصريح كما لا يخفى; ومن الثابت أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أخبر حذيفة (رضي الله عنه) بأسماء المنافقين. انظر مثلا: أُسد الغابة 1 / 468 رقم 1113.

وما روي عن حُـكَـيّم، قال: كنت جالساً مع عمّار فجاء أبو موسى، فقال: ما لي ولك؟! قال: ألسـتُ أخاك؟! قال: ما أدري! إلاّ أنّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)يلعنك ليلة الجمل [ أي: ليلة العقبة ]; قال: إنّـه اسـتغفر لي; قال عمّار: قد شهدتُ اللعنَ ولم أشهد الاسـتغفار. انظر: تاريخ دمشق 32 / 93.

ولا يخفى دلالة هذا النصّ على أنّ أبا موسى الأشعري كان من النفر الّذين أرادوا قـتل رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم العقبة.

ثمّ موقفه المشـين يوم التحكيم في صِفّين.

.. إلى غير ذلك من المواقف التي تؤكّد انحرافه عن الإمام عليّ (عليه السلام) وبغضه له، فكان مصداقاً لقول النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): " لا يحبّـك إلاّ مؤمن، ولا يبغضك إلاّ منافـق ".


الصفحة 139
إليـه.

ولو سُلّم قبولها، فاسـتعمالُ التبعيض في حديث الأشعريّين ـ بغير الإمامة، بقرينة المقام وغيره ـ لا يستلزم مثله في ما نحن فيه، الذي عرفت ظهوره في الاتّحاد بالفضل والمنزلة; ولذا اقتضى قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في قصّة براءة: " لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو رجل منّي " انعزال أبي بكر، والحال أنّه ليـس دون الأشعريّيـن عند القوم.

وممّا بيّـنّـا يُعلم وجه الاستدلال بقول النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لجبرئيل: " إنّ

الصفحة 140
عليّـاً منّي وأنا منه "; لدلالته على أنّه نفسُ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فله منزلته وفضله، وقد كـرّم جبرئيلُ نفسَه بجعلها بعضاً منهما.

وقد روى هذا الحديث المصنّـف (رحمه الله) عن " مسند أحمد " في ظاهر كلامـه(1).

وحكاه في " كنز العمّال "(2)، عن الطبراني، عن رافع بن خديج.

ورواه الطبري في " تاريخه "(3)، وذكر فيه قتل عليّ (عليه السلام) لأصحاب الألوية، وتفريقه لمن أراد النبيَّ (صلى الله عليه وآله وسلم) من جماعات المشركين، وقتله لبعضهـم.

ومثله في " كامل " ابن الأثير(4).

ونحوه في " شرح النهج " لابن أبي الحديد(5)، نقلا عن غلام ثعلب(6)، ومحمّـد بن حبيب في " أماليه "، وجماعة من المحدّثين، وقال:

____________

1- راجـع الصفحة 133 من هذا الجزء.

2- ص 400 ج 6 [ 13 / 143 ـ 144 ح 36449 ]. منـه (قدس سره).

وانظر: المعجم الكبير 1 / 318 ح 941.

3- ص 17 من الجزء الثالث [ 2 / 65 ]. منـه (قدس سره).

4- ص 74 من الجزء الثاني [ 2 / 49 ]. منـه (قدس سره).

5- نحوه في آخر ص 371 من المجلّد الثالث [ 14 / 250 ـ 251 ]. منـه (قدس سره).

6- هو: أبو عمر محمّـد بن عبـد الواحد بن أبي هاشم المطـرِّز الباوَردي، المعروف بالزاهد، أحد أعلام اللغة المكثرين في التصنيف، صحب أبا العبّـاس ثعلباً النحوي زماناً حتّى لقّب بـ " غلام ثعلب "، وكانت صنعته تطريز الثياب فـنُسـب إليها.

كان نهايةً في النصب والميل على الإمام عليّ (عليه السلام)، مغالياً في حبّ معاوية! وصنّف جزءاً في فضائله!! وكان إذا ورد عليه مَن يروم الأخذ عنه ألزمه بقراءة ذلك الجزء! ومن مصنّفاته: غريب القرآن، غريب الحديث، شرح الفصيح، فائت الفصيح، فائت العين، فائت الجمهرة.

وُلد سـنة 261، وتوفّي ببغـداد سـنة 345 ودُفن بهـا.

انظر: الفهرسـت ـ للنديم ـ: 120، تاريخ بغـداد 2 / 356 رقم 865، طبقات الحنابلة 2 / 56 رقم 603، وفيات الأعيان 4 / 329 رقم 638، تذكرة الحفّاظ 3 / 873 رقم 844، لسان الميزان 5 / 268 رقم 922.


الصفحة 141
" هو من الأخبار المشهورة ".


*  *  *