وأقـول:
نعـم، هو من تلـطّفاته (صلى الله عليه وآله وسلم) وحبّه لأمير المؤمنين (عليه السلام)، ولكن تلـطّـفه بـه حـالَ نومـه في المسـجد مـن دون إشـعار بالكراهـة، دليـلٌ على عدم كراهة النوم له فيه، وعلى مساواته للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في الحكم والطهارة، كما يفيده حديث سدّ الأبواب إلاّ بابه(1)، وقد سـبق وجهُ دلالته على إمامتـه (عليه السلام)(2).
مضافـاً إلـى دلالـة هـذا الحـديث عـلى شـدّة زهـده البالـغ أقصـى الغايـات، الـذي يمتـاز بـه علـى سـائر أهـل الدرجـات; لأنّـه مـن بيـت النعمـة والشـرف، وابـنُ شـيخِ البطحـاء(3)،
____________
1- راجع الصفحة 105 وما بعـدها من هذا الجـزء.
2- راجع الصفحـة 117 وما سـبقها من هذا الجـزء.
3- شـيخُ البطحاء: لقب أبي طالب (عليه السلام)، حامي الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكافله، وناصره، الذي رُمي ظلماً بالشرك، وما ذاك إلاّ بغضاً لابنه عليّ (عليه السلام); وكيف يكون مشركاً وأحاديث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الثابتة تشهد بإيمانه، ولطالمـا أثـنى عليه النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، كقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) عندما سأله عمّه العبّـاس: ما ترجو لأبي طالب؟ قال: كلّ الخير أرجو من ربّي.
مضافاً إلى ذلك الأدلّة الأُخرى، النقلية والعقلية، التي أثبتها الإمامية وغيرهم في عشرات الكتب والرسائل التي ألّفوها لإثبات إيمانه، ومن هذه الأدلّـة:
1 ـ إنّ الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يفـرّق بين أبي طالب وبين زوجه فاطمة بنت أسد وهي عاشر من أسلم، فلم تزل معه حتّى توفّي; إذ لو كان مشركاً لفـرّق بينهما كما فعـل مع غيـره، وقد قـال تعالى: (ولا تَنكحوا المشركات حتّى يُؤمِنّ... ولا تُنكحوا المشركين حتّى يؤمنوا) سورة البقرة 2: 221، وقال سـبحانه: (فإنْ عَلِمتموهنّ مؤمنات فلا تَرجعوهنّ إلى الكـفّار لا هُنّ حِلٌّ لهم ولا هم يَحلّون لهنّ)سورة الممتحنة 60: 10.
2 ـ إنّ الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) حزن لوفاته، حتّى إنّه سمّى عام وفاته ووفاة زوجه السـيّدة خديجة الكبرى بـ " عام الحزن "; ومحال أن يحزن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) على مشرك أو كافر وهو المعصوم بنصّ القرآن الكريم {وما ينطق عن الهوى * إنْ هو إلاّ وحي يوحى}، ومعلوم أنّ قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفِعله وتقريره حجّة وسُـنّة يجب التسليم لها والعمل بها والاهتـداء بهديها.
3 ـ إنّ أبا طالب كان يأمر ابنه جعفراً أن يصلّي مع النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وابنه عليّ (عليه السلام)، ولا يعقل أن يكون هذا الأمر من مشرك لمسلم.
4 ـ وقد ورد أنّ أبا بكر جاء بأبيه أبي قحافة إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) عامَ الفتح يقوده، وهو شيخ كبير أعمى، فقال رسول الله: ألا تركتَ الشيخَ حتّى نأتيَـه؟! فقال: أردتُ يا رسول الله أن يأجره الله! أمَا والذي بعثك بالحقّ لأَنا كنت أشدّ فرحاً بإسلام عمّك أبي طالب منّي بإسلام أبي، ألتمس بذلك قـرّة عينك; فقال: صـدقـت.
5 ـ ويوم الدار، لمّا جمع النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وجوه قريش وبلّغهم بآية (وأَنذِر عشـيرتك الأقربين) ضحك القوم وقالوا لأبي طالب: قد أمركَ أن تسمع لابنك وتطيـع!
ولا يمكن توجيه قولهم هذا إليه لو لم يكن مسلماً.
6 ـ إجماع أهل البيت (عليهم السلام) على إيمانه، وإجماعهم حجّـة; لحديث الـثِّـقْـلَـين وغيـره مـن الأخبار المتواترة عند الفريقيـن.
هـذا فضلا عمّا ورد في أشعاره من التصريح بالإيمان، فقد قال:
فخيرُ بني هاشـم أحمـد | رسولُ الإلـه على فترةِ |
وقال:
وعرضتَ ديناً قد علمتُ بأنّه | من خير أديان البرية دينا |
وقال:
مليكُ الناسِ ليس له شريكٌ | هو الوهّاب والمُبدي والمعيدُ |
ومَن فوق السماء له لحقٌّ | ومَن تحت السماء له عبـيدُ |
وأمّا الروايات الواردة في تعذيب أبي طالب، فهي روايات مكذوبة موضوعة، وأسانيدها معلولة بجرح أحد رواتها أو أكثر، أو بعلّة أُخرى كالإرسال والانقطاع وغيرهما.
انظر في ما يخصّ تفريق الزوجين إذا أسلم أحدهما: صحيح البخاري 7 / 86 ـ 87 ح 32 وباب " إذا أسلمت المشركة أو النصرانية... "، سنن أبي داود 2 / 278 ـ 279 ح 2238 ـ 2240، سنن الترمذي 3 / 447 ـ 449 ح 1142 ـ 1144، سنن النسائي 6 / 185، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان 6 / 182 ح 4147، الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ 8 / 25 رقم 4098، الاسـتيعاب 4 / 1701 رقم 3061، أُسد الغابة 5 / 185 رقم 6035، المدوّنة الكبرى 2 / 212 ـ 213، كـتاب الأُمّ 5 / 9 تحريم المسلمات على المشركين، المغني ـ لابن قدامة ـ 7 / 363، شرح فتح القـدير 3 / 418 ـ 421.
وانظر لِما خلا ذلك: تفسير الطبري 9 / 483 ـ 484 ح 26806، مجمع البيان 7 / 319، الحجّة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: 319، ديوان أبي طالب: 87 و 158، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ 14 / 61 ـ 84، معجم ما أُلِّـف عن أبي طالب (عليه السلام) ـ المنشور في مجلّة " تراثـنــا "، العدد المزدوج 63 ـ 64، السـنة 16، رجب 1421 هـ ـ: 163 ـ 233، وغيرهــا.
فيكون ذلك الزهدُ منه دليلا على فضل إيمانه ومعرفته، وزيادة تقواه ويقينـه.
____________
1- بَـيضةُ البلد: عليُّ بن أبي طالب (عليه السلام); لأنّـه فردٌ ليـس أحدٌ مِثلَه في الشرف.
قالت أُخت عمرو بن عبـد وُدّ ترثيه، وتذكر قتلَ عليّ إيّـاه يوم الخنـدق:
لو كان قاتلُ عَمْرو غيرَ قاتلِهِ | بَكيتُهُ ما أقام الروحُ في جسدي |
لكنّ قاتلَه مَن لا يُعابُ بِهِ | وكانَ يُدعى قديماً بيضةَ البلدِ |
كما أنّ من معاني بيضة البلد: السَّـيِّـدُ، والرجلُ الكريم، وواحدُ البلد الذي يُجْتَمعُ إليه ويُقْـبَلُ قولُه، والرجلُ الفَـرْدُ ليس أحدٌ مثله في شرفه.
انظر: الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد 1 / 108، المسـتدرك على الصحيحين 3 / 35 ـ 36 ح 4330، لسان العرب 1 / 553 و 554 مادّة " بيض "، تاج العروس 10 / 21 مادّة " بيض ".
23 ـ أحاديث: كسر الأصنام،
وصـكّ الولاية،
وردّ الشمس،
وغيـرهـا
قال المصنّـف ـ قـدّس الله روحه ـ(1):
الثـالـث والعشـرون: روى الـجـمـهـور مـن عـدّة طـرق، أنّ رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حمل عليّـاً حتّى كسر الأصنام من فوق الكعبـة(2).
وأنّـه لا يجـوز على الصـراط إلاّ من كان معه كتابٌ بولاية عليّ بن أبي طالـب(3).
____________
1- نهج الحقّ: 223.
2- السنن الكبرى ـ للنسائي ـ 5 / 142 ح 8507، مسند أحمد 1 / 84 و 151، مصنّف ابن أبي شيبة 8 / 534 ح 9، مسند أبي يعلى 1 / 251 ح 292، المستدرك على الصحيحين 2 / 398 ح 3387 و ج 3 / 6 ح 4265، موضّح أوهام الجمع والتفريق 2 / 499 ـ 500 رقم 488، تاريخ بغداد 13 / 302 و 303 رقم 7282، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 193 ح 240، مجمع الزوائد 6 / 23، كـنز العمّال 13 / 171 ح 36516.
3- انـظر: تاريخ أصبـهان 1 / 400 رقم 755، منـاقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 140 ح 156 و ص 147 ـ 148 ح 172 و ص 218 ـ 219 ح 289، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ للخوارزمي ـ: 71 ح 48، مقتل الحسين (عليه السلام): 71 ح 11، الريـاض النضـرة 3 / 137، ذخائـر العقبى: 131، فرائد السمطين 1 / 289 ح 228 و ص 292 ح 230، الصواعق المحرقة: 195.
وأنّه نزل إليه سَطْلٌ(2) عليه منديل، وفيه ماءٌ، فتوضّأ للصلاة، ولَحِقَ بصلاة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)(3).
وأنّ منادياً من السماء نادى يوم أُحُـد:
____________
1- المعجم الكبير 24 / 144 ح 382 و ص 147 ـ 152 ح 390 و 391، مشكل الآثار 2 / 7 ح 1207 و 1208 و ج 4 / 268 ح 3850 و 3851، الذرّيّة الطاهرة: 129 ح 156، الشفا بتعريف حقوق المصطفى 1 / 284، شرح الشفا ـ للقاري ـ 1 / 589 ـ 592، قصص الأنبياء ـ للثعلبي ـ: 249، أعلام النبوّة ـ للماوردي ـ: 149، فيض القدير 5 / 561 ـ 562 شرح ح 7889، زين الفتى 2 / 50 ـ 56 ح 331 و 332، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 126 ـ 127 ح 140 و 141، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ للخوارزمي ـ: 306 ـ 307 ح 301 و 302، تاريخ دمشق 70 / 36 رقم 9409، المنتقى من مناقب المرتضى: 111 ـ 112 ح 24 و 25، تفسير الفخر الرازي 32 / 127، التدوين في أخبار قزوين 2 / 146 رقم 1115، ذيل تاريخ بغداد ـ لابن النجّار ـ 17 / 154 ـ 155 رقم 390، تذكرة الخواصّ: 53، كفاية الطالب: 383 ـ 387، التذكرة في أحوال الموتى وأُمور الآخرة ـ للقرطبي ـ: 15، الرياض النضرة 3 / 140، فرائد السمطين 1 / 183 ح 146، مجمع الزوائد 8 / 296 ـ 297، كشف اللبس عن ردّ الشمس: 89 ـ 108 ح 1 ـ 17، الصواعق المحرقة: 197، كـنز العمّال 12 / 349 ح 35353.
2- الـسَّـطْـلُ ـ وجمعها: سُطُولٌ ـ: طُـسَـيْـسَـةٌ صغيرة، يقال إنّها على هيئة الـتَّـوْر، لها عُـرْوَة كَـعُـرْوَة المِرْجَـل; انظر مادّة " سطل " في: لسان العرب 6 / 259، تاج العـروس 14 / 345.
والـتَّـوْر: إناءٌ صغير من صُـفْر أو حجارة، كالإجّانة، يُشرَبُ فيه وقد يُتوضّأُ منـه; انظر مادّة " تور " في: لسان العرب 2 / 63، تاج العروس 6 / 135.
3- مناقـب الإمـام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 125 ح 139، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام)ـ للخوارزمي ـ: 304 ح 300، كفاية الطالب 289 ـ 291، ينابيع المودّة 1/ 428 ـ 429 ح 6.
لا سـيفَ إلاّ ذو الفَـقَـا | ر، ولا فتىً إلاّ عليّ(1) |
____________
1- السيرة النبوية ـ لابن هشام ـ 4 / 51، وقعـة صِفّين: 315، تاريخ الطبري 2 / 65، الأغاني 15 / 186 ـ 187، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 190 ح 234، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ للخوارزمي ـ: 173 ح 208، الروض الأُنف 3 / 288، الكامل في التاريخ 2 / 49، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ 14 / 251، ميزان الاعتدال 5 / 390 رقم 6619، شرح المقاصد 5 / 298.
أمّا " ذو الفَقار ": فهو سيف للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم); قيل: كان عند المنبّه بن الحجّاج بن عامر بن سهم.
وقيل: كان عند ابنه العاص; إذ كان من ضمن السيوف السـتّة التي أهدتها بلقيس للنبيّ سليمان (عليه السلام)، ثمّ وصل إلى العاص بن منبّه، الذي قتله الإمامُ عليّ (عليه السلام)يوم بـدر كافراً، وقيل: قتل أباه أيضاً.
وقيل: إنّ الحجّاج بن عِلاط أهدى ذا الفقار لرسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
وقيل: أنزله جبريل (عليه السلام) من السماء.
وقيل غير ذلك.
ولعلّ بسبب هذا الاختلاف ذكرت بعض المصادر أنّ نداء جبريل (عليه السلام) كان يوم بـدر، وذكر بعضها الآخر أنّـه كان يوم أُحـد; ولعلّ النداء كان في كِلا اليومين فأخبرت كلُّ جماعـة عن أحدهمـا.
وسُمّي ذا الفقار; لأنّ فيه حُفَر صِغار حِسان، ويقال للحفرة: فُقْرة، وجمعها: فُقَر، وذُكر أنّ الإمام زين العابدين (عليه السلام) أخرج ذا الفقار فإذا قبيعته من فضّة، وإذا حلقته التي تكون فيها الحمائل من فضّـة، وسلسلته.
وقال الأصمعي: ما رأيتُ شيئاً قطّ أحسن منه، إذا نُصب لم يُر فيه شيء، وإذا بُطح على الأرض عُدّ منه سبع فُـقَر، وإذا هو صفيحة يمانية يَحار الطرف فيه من حسـنه.
وكيف كان، فقد أجمع المؤرّخون على أنّ السـيف كان لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثمّ وهبه لأمير المؤمنين (عليه السلام).
انظر: تاريخ الطبري 2 / 48 و 220، العقد الفريد 2 / 466، تاريخ دمشق 42 / 71، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ 14 / 169، مختصر تاريخ دمشق 2 / 348 ـ 350 و ج 17 / 319، البداية والنهاية 7 / 180 حوادث سنة 35، السيرة الحلبية 2 / 517، مادّة " فقر " في: لسان العرب 10 / 301، القاموس المحيط 2 / 115، تاج العروس 7 / 357، مجمع البحرين 3 / 443 ـ 444.
____________
1- مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 191 ح 235 و 236، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ للخوارزمي ـ: 167 ح 200، تاريخ دمشق 42 / 71، كفاية الطالب: 277 ـ 280.
وقال الفضـل(1):
ما ذكر من الأشـياء بعضُـه منكَـرٌ، منها:
إنّ النداء يومَ بدر بأنّ " لا سـيف إلاّ ذو الفَـقار " من المنكَرات; لأنّ " ذو الفقار " كان سيفاً لمُنبّه بن الحجّاج(2)، من أشراف قريش، وهو قُتِل يوم بدر، وصار سـيفه المشهور بذي الفقار لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فكان ذو الفَـقار يوم بدر في يد الكـفّار، وكانوا يقتلون به المؤمنين، فكيف يجوز أن ينادي مناديها أنْ: لا سـيف إلاّ ذو الفَـقار؟!.
نعم، هو مطابقٌ لمذهبه، فإنّه يدّعي أنّ قتل أصحاب محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم)واجبٌ، فلا يبعد أن يدّعي أنّ المنادي يومَ بدر نادى بذِكر منقبة ذي الفَقار وهو في يد الكـفّار.
وهذا السفيه ما كان يعلم الحديث ولا التاريخ، ومدارُ أمره ذِكرُ المنكَرات والمجهولات، ولا يبالي التناقض والمخالفة بين الروايات.
____________
1- إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 7 / 466.
2- هو: منـبّـه بن الحجّاج بن عامر السهمي، كان من وجوه قريش وزنادقتها في الجاهلية، وكان نديماً لطعيمة بن عديّ، شهد هو وأخوه نبيه بدراً، وقُتل فيها بيد أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام).
انظر: المحبّر: 177، الأغاني 17 / 282.
وأقـول:
ما بيّنه في وجه الإنكار خطأٌ; لاحتمال أن يكون لأمير المؤمنين (عليه السلام)سيفٌ ذو فَقار حارب به يومَ بدر، أو أنّ سيف منبّه أو ابنه العاص ـ على الخلاف الذي ذكره ابن أبي الحديد(1) ـ صار إلى عليّ (عليه السلام)، وقاتل به لمّا قتلهما وقتل نُبيهاً أخا منبّه، كما في " شرح النهج " أيضـاً(2).
فعلى أحد هذين الاحتماليـن لا يمتنع أن ينادي المنادي يومَ بدر: " لا سـيف إلاّ ذو الفَـقار ".
وقد حكى السيوطي في " اللآلئ " رواية النداء يومَ بدر، عن ابن عديّ، وذكر أنّ ابن الجوزي زعم أنّها موضوعة; لأنّ في سندها عمّار ابن أُخت سفيان، وهو متروك(3).
فتعقّبه السيوطي بقوله: " كلاّ، بل هو ثقةٌ ثبتٌ، من رجال مسلم، وأحد الأولياء الأبدال(4)، والمصنّف تبع ابن حبّان في تجريحه، وقد رُدّ عليـه "(5).
ثمّ إنّه ينبغي التعرّض لثبوت الأخبار التي ذكرها المصنّف بطرقهم، وبيـان وجه الاسـتدلال بهـا..
____________
1- ص 347 من المجلّد الثالث [ شرح نهج البلاغة 14 / 168 و 169 ]. منـه (قدس سره).
2- ص 358 من المجلّد المذكور [ 14 / 212 ]. منـه (قدس سره).
3- انظر: الموضوعات 1 / 382.
4- انظر: تارخ أسماء الثقات ـ لابن شاهين ـ: 228 رقم 839، ميزان الاعتدال 5 / 203 رقم 6008، تهذيب التهذيب 6 / 9 رقم 4983.
5- اللآلئ المصنوعة 1 / 333، وانظر: المجروحين ـ لابن حبّان ـ 2 / 195.
[ 1 ـ كسر الأصنام ]
أمّا الخبر الأوّل; وهو خبرُ كسرِ الأصنام..
فقد أخرجه الحاكم في " المسـتدرك "(1)، عن عليّ (عليه السلام)، وصحّحه، قال: " لمّا كانت الليلة التي أمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن أبيت على فراشه وخرج من مكّة مهاجراً، انطلق بي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الأصنام، فقال: اجلـس.
فجلست إلى جانب الكعبة، ثمّ صعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على منكبي، ثمّ قال: انهض.
فنهضت به، فلمّا رأى ضعفي تحته، قال: " اجلـس ".
فجلسـت، فأنزلته عنّي، وجلس لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثمّ قال لي: يا عليّ! اصعـد!
فصعدت على منكبيه، ثمّ نهض بي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وخُيّل لي أنّي لو شئت نلتُ السماء، وصعدتُ إلى الكعبة.. " الحـديث.
ونحوه في " مسند أحمد "(2) لكن من دون تعيين الليلة، وكذا في " كنز العمّال "(3)، نقلا عن ابن أبي شيبة، وأبي يعلى في مسنده، وابن جرير، والخطيب(4).
____________
1- ص 5 من الجزء الثالث [ 3 / 6 ح 4265 ]. منـه (قدس سره).
2- ص 84 من الجزء الأوّل. منـه (قدس سره).
3- ص 407 من الجزء السادس [ 13 / 171 ح 36516 ]. منـه (قدس سره).
4- انظر: مصنّف ابن أبي شيبة 8 / 534 ح 9، مسند أبي يعلى 1 / 251 ح 292، تهذيب الآثار 4 / 236 ـ 237 ح 31 ـ 32، تاريخ بغـداد 13 / 302 ـ 303 رقم 7282.
وقد أشار الشافعي إلى هذه الواقعة مادحاً لأمير المؤمنين (عليه السلام)، كما حكاه في " ينابيع المودّة "(2)، فقال [ من الـرَّمَـل ]:
قيلَ لي: قُـل في عليّ مِدَحاً | ذِكْـرُه يُخمدُ ناراً مُوصَدَهْ |
قلتُ: لا أُقدِمُ في مدح امرئ | ضَـلَّ ذو اللُّـبِّ إلى أن عَبَـدَهْ |
والنبيُّ المصطفى قال لنا | ليلـةَ المعراجِ لمّا صَعَـدَهْ: |
وَضعَ اللهُ بظـهري يدَهُ | فأحـسَّ القلبُ أن قد بَرّدَهْ |
وعليٌّ واضعٌ أقدامَـهُ | في مـحـلّ وَضـعَ اللهُ يَـدَهْ |
بل قد يقال بدلالة الحديث على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) من وجه آخر; وهو أنّ ضعفه عن حمل النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لمّا كان مخالفاً لِما هو عليه مـن القوّة العظيمة، دلّ على أنّ المنشأ في ضعفه هو رعاية جهةِ النبوّة; ولـذا خُيّـل له أن لو شاء أن ينال السماء نالها، فلا يرفـع النبيّ على منكبـيه
____________
1- العيّوق: نجم أحمر مضيء بطرف المجرّة الأيمن، يتلو الثريّا، ويطلع قبل الجوزاء، سمّي بذلك لأنّه يعوق الدَّبران عن لقاء الثريّـا.
انظر مادّة " عوق " في: لسان العرب 9 / 477، القاموس المحيط 3 / 279، تاج العروس 13 / 367.
2- في الباب 48 [ 1 / 423 ]. منـه (قدس سره).
[ 2 ـ ولاية عليّ (عليه السلام) ]
وأمّا الحديثُ الثاني; وهو أنّه لا يجوز على الصراط إلاّ مَن كان معه كـتاب بولايـة عليّ (عليه السلام)..
فقد سـبق مع دلالته على المطلوب في الآية الحـادية عشـرة(1).
3 ـ ردّ الشـمس
وأمّا الحديث الثالث; وهو حديثُ ردّ الشمـس..
فقد أخرجه كـثيرٌ بطرق كـثيرة، وصحّـحه جماعة..
قال ابنُ حجر في " الصواعق "(2): حديثُ ردِّها صحّحه الطحاوي والقاضي في " الشفاء "، وحسّنه شيخُ الإسلام أبو زُرعة وتبعه غيره "(3).
لكنّ ابن الجوزي على عادته في إنكار ما صحّ في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) زعم وَضْعَ الحـديث، وذكر بعض طرقه فوهّنها، كما حكاه عنه السـيوطي في " اللآلئ "(4).
____________
1- راجـع: ج 5 / 7 وما بعـدها من هذا الكـتاب.
2- الفصل الثالث من الباب التاسع [ ص 197 ]. منـه (قدس سره).
3- انظر: مشكل الآثار 2 / 7 ح 1207 و 1208، الشفا بتعريف حقوق المصطفى 1 / 284، طرح التثريب 6 / 247.
4- اللآلئ المصنوعة 1 / 308، وانظر: الموضوعات 1 / 355 و 357.
قال بعد ذِكر حديث العقيلي عن أسماء بنت عميس: موضوع، اضطربت فيه الروايات، رواه سعيد بن مسعود، عن أسماء بنت عميس، بسـند فيه فضيل بن مرزوق، ضعّـفه يحيى، وقال ابن حبّـان: يروي الموضوعات، ويخطئ على الثقات(1).
وذكـر حـديثـاً آخـر، عن ابن شـاهين، عن أسـماء، وفي سـنده عبـد الرحمن بن شريك; قال أبو حاتم: واهي الحديث، وشيخُ ابنِ شاهينَ ابنُ عقدةَ رافضيٌّ، رُمي بالكذب، وهو المتّهم به(2).
وذكر أيضاً حديثاً عن ابن مردويه، عن أبي هريرة، وفي سنده داوود ابن فراهيج، ضعّـفه شعبة(3).
انتهى ما عن ابن الجوزي.
وتعقّبه السيوطي بقوله: " فضيل، الذي أَعَـلَّ به الطريق الأوّل، ثقةٌ صدوق، احتجّ به مسلمٌ في صحيحه، وأخرج له الأربعة(4).
____________
1- الموضوعات 1 / 355 ـ 356، وانظر: الضعفاء الكبير ـ للعقيلي ـ 3 / 327 ـ 328 رقم 1347.
2- الموضوعات 1 / 356.
3- الموضوعات 1 / 357.
4- انظر روايته في: صحيح مسلم 2 / 112 و ج 3 / 85، سنن ابن ماجة 1 / 191 ح 576 و ص 256 ح 778، سنن أبي داود 4 / 31 ح 3978، سـنن الترمذي 2 / 342 ح 477 و ج 3 / 617 ح 1329.
وأمّا ما حكاه ابن الجوزي من تضعيف ابن معين لفضيل بن مرزوق، فغير صحيح، فقد وثّقه في كتابيه: التاريخ 2 / 476 رقم 1298، ومعرفة الرجال 2 / 239 ح 824 وفيه: " عن حميد الرواسي، أنّه كان مِن أصدق مَن رأينا من الناس "، ويعضد هذا التوثيق ما في: تهذيب الكمال 15 / 119 ـ 120 رقم 5355، ميزان الاعتدال 5 / 439 ـ 440 رقم 6778، تهذيب التهذيب 6 / 425 رقم 5626.
وابنُ عقدة، من كبار الحفّاظ، والناسُ مختلفون في مدحه وذمّه; قال الدارقطني: كذب من اتّهمه بالوضع; وقال حمزة السهمي: ما يتّهمه بالوضع إلاّ ذو الأباطيل; وقال أبو علي الحافظ: أبو العبّـاس إمامٌ حافظ، محلّـه محلّ مَن يسأل عن التابعين وأتباعهم(3)(4).
____________
1- انظر: ميزان الاعتدال 4 / 289 رقم 4892.
نـقـول: لقد نصَّ الذهبي في ترجمة أبي حاتم على أنّـه إذا جرح رجلا يُنظر فيه، فإنْ وثّـقه غيره قُـدّم التوثيق على جرح أبي حاتم، فقال ما لفظه: " إذا وثّـق أبو حاتم رجلا فَـتَـمَـسَّـك بقوله، فإنّـه لا يوثّـق إلاّ رجلا صحيح الحديث، وإذا لَـيَّـنَ رجلا، أو قال فيه: لا يُحتجّ به; فتوقَّـفْ حتّى ترى ما قال غيرُه فيه، فإنْ وثّـقه أحدٌ فلا تَـبْنِ على تجريح أبي حاتم، فإنّـه مُـتَـعَـنِّـتٌ في الرجال " انظر: سـير أعلام النبلاء 13 / 260.
وكذا وصفه ابن حجر، فقال عنه: " وأبو حاتم عنـده عنتٌ " انظر: هدي الساري مقدّمة فتح الباري: 616 ترجمـة محمّـد بن أبي عديّ البصري.
2- الأدب المفرد: 218 ح 820.
3- انظر: تاريخ بغداد 5 / 14 رقم 2365، سير أعلام النبلاء 15 / 340 رقم 178، ميزان الاعتدال 1 / 281 رقم 547.
4- وابن عُـقْـدَة، هو: أبو العبّـاس أحمد بن محمّـد بن سعيد السـبيعي الـهَـمْـداني الكوفي، الحافظ العلاّمة، أحد أعلام الحديث، كان زيدياً جارودياً.
وُلد سـنة 249 هـ بالكوفة، وطلب الحديث عن خلق كـثير بالكوفة وبغـداد ومكّـة، وتوفّي سـنة 332 هـ.
صنّـف كـتبـاً كـثيرة نفيـسـة، منها: تسمية من شهد مع أمير المؤمنين (عليه السلام)حروبه من الصحابة والتابعين، جزء في فضائل عليّ (عليه السلام)، حديث الراية، صلح الحسـن (عليه السلام) ومعاوية، طرق حديث الطير، طرق حديث النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، كـتاب من روى عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ومسـنده، كـتاب من روى عن الحسـن والحسـين والأئمّـة (عليهم السلام)، كـتاب من روى عن عليّ بن الحسـين (عليه السلام)، كـتاب من روى عن أبي جعفر محمّـد بن عليّ (عليه السلام)، كـتاب من روى عن جعفر بن محمّـد (عليه السلام)، كـتاب من روى عن زيد بن عليّ ومسـنده، كـتاب من روى عن عليّ أنّـه: قسـيم النار، كـتاب من روى عن فاطمـة من أولادها، كـتاب الولايـة.
وثّـقه أغلب علماء الرجال وأكابر حفّـاظ أهل السُـنّة، وأثنوا على علمه وحفظه وخبرته وسعة اطّـلاعه، ونصّوا على اعتمادهم عليه، ونقلوا آراءه في رجال الحـديث..
قال عنه السمعاني: " كان حافظاً متقناً عالماً، جمع التراجم والأبواب والمشـيخة، وأكـثر الرواية وانتـشر حديثه... روى عنه الأكابر من الحفّـاظ... وكان الدارقطني يقول: أجمع أهل الكوفة على أنّـه لم يُـرَ من زمن عبـد الله بن مسعود إلى زمن أبي العبّـاس ابن عقدة أحفظ منه ".
وقال سـبط ابن الجوزي: " وابن عقدة مشهور بالعدالة، كان يروي فضائل أهل البيت ويقتصر عليها... فنـسـبوه إلى الرفض ".
وقـال السـبكي ـ في ذِكر الطبقات ـ: " فأين أهل عصرنا من حفّـاظ هذه الشريعـة:... وأبي العبّـاس ابن عقدة... فهؤلاء مهرة الفنّ، وقد أغفلنا كـثيراً من الأئمّة، وأهملنا عدداً صالحاً من المحدّثين، وإنّما ذكرنا من ذكرناه لـننـبّـه بهم على مَن عداهم ".
وقال السـيوطي: " سمع أُمماً لا يحصون، وكـتب العالي والنازل حتّى عن أصحابه، وكان إليه المنتهى في قـوّة الحفظ وكـثرة الحديث، ورحلته قليلة، ألّف، وجمع ".
وقال الهندي الفتني: " وابن عقدة من كبار الحفّـاظ، وثّـقه الناس، وما ضعّـفه إلاّ عصريّ متعصّب ".
وأمّـا طعن بعضهم فيه وقدحهم به وتضعيفهم له، فلا يُـعتـدّ به ولا يُلتفت إليه; لأنّـه ليـس بشيء، ولا لشيء إلاّ كـثرة ما ألّـفه وأخرجه في مناقب أهل البيت (عليهم السلام)وفضائلهم; ولا سـيّما ما أخرجه من طرق حديث الغـدير، حتّى أفرد لها كـتاباً مسـتقلاًّ أسماه: " كـتاب الولايـة "، وما نقموا منه إلاّ ذلك.
انظر: الأنساب ـ للسمعاني ـ 4 / 214 " الـعُـقَـدي "، تذكرة الخواصّ: 54، طبقات الشافعية الكبرى ـ للسبكي ـ 1 / 314 ـ 318، طبقات الحفّـاظ: 350 رقم 789، تذكرة الموضوعات: 96، هديّـة العارفين 5 / 60، أهل البيت (عليهم السلام) في المكـتبة العربية: 623 ـ 625 رقم 762 ـ 769 ومواضع أُخر، الغدير في التراث الإسلامي: 41 رقم 6، نفحـات الأزهار 6 / 71 ـ 79.
ثمّ الحديث، صرّح جماعةٌ من الأئمّـة والحفّـاظ بأنّه صحيحٌ..
قال القاضي عياض في (الشفاء): أخرج الطحاوي في (مشكل الحديث)، عن أسماء بنت عميس من طريقين، أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يُوحى إليه ورأسه في حِجر عليّ; فذكر هذا الحديث.
قال الطحاوي: وهذان الحديثان ثابتان، ورواتهما ثقات.
وحكى الطحاوي أنّ أحمد بن صالح كان يقول: لا ينبغي لمن سبيله العلم التخلّف عن حفظ حديث أسماء; لأنّه من علامات النبـوّة(2) "(3).
ثمّ ذكر السيوطي للحديث الأوّل طريقاً للطبراني، وآخر للعقيلي، وثالثـاً للخطيب في " تلخيص المتـشابه "، ورابعـاً لأبي بشر الدولابي في " الذرّيّـة الطاهرة "(4).
ثمّ قال: " ثمّ وقفتُ على جزء مستقلّ في جمع طرق هذا الحديث،
____________
1- انظر: ميزان الاعتدال 3 / 31 ـ 32 رقم 2644.
2- انظر: الشفا بتعريف حقوق المصطفى 1 / 283 ـ 284، مشكل الآثار 2 / 7 ح 1207 و 1208 و ص 8 ذ ح 1211 و ج 4 / 268 ح 3850 و 3851.
3- اللآلئ المصنوعة 1 / 308 ـ 309.
4- اللآلئ المصنوعة 1 / 309; وانظر: المعجم الكبير 24 / 152 ح 391، الضعفاء الكبير 3 / 327 رقم 1347، تلخيص المتشابه 1 / 225 رقم 353، الذرّيّة الطاهرة: 129 ح 156.
" قال عليٌّ يومَ الشورى: أنشدكم بالله، هل فيكم من رُدّت عليه الشمسُ غيري حين نام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجعل رأسه في حجري حتّى غابت الشمسُ، فانتبه فقال: يا عليُّ!... صلّيتَ العصر؟
قلت: اللّهمّ لا.
فقال: اللّهم ارددها عليه، فإنّه كان في طاعتك وطاعة رسولك ".
ثمّ قال السيوطي: " وروى ابن أبي شيبة طرقاً من حديث أسماء ".
ثمّ قال: " وممّا يشهد بصحّة ذلك قولُ الإمام الشافعي وغيره: ما أُوتي نبيٌّ معجزةً إلاّ أُوتي نبيُّـنا نظيرَها أو أبلغَ منها.
وقد صـحّ أنّ الشمـس حُبسـت على يوشـع ليالي قاتل الجبّـارين، فلا بُـدّ أن يكون لنبيّنا نظيرُ ذلك، فكانت هذه القصّة نظير تلك ".
انـتهى ما في " اللآلئ "(1).
وقد نسج ابن تيميّة على منوال ابن الجوزي، فحكم بوضع الحـديث(2).
قال المصنّف (رحمه الله) في " منهاج الكرامة ": " التاسع: رجوع الشمس له مرّتين، إحداهما: في زمن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، والثانية: بعـده.
أمّا الأُولى: فروى جابر وأبو سعيد الخدري، أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
____________
1- اللآلئ المصنوعة 1 / 309 ـ 312.
2- منهاج السُـنّة 8 / 165.