وقد تقـدّم في الآية الحادية والأربعين ما يصدّق هذا الحديث(2).
ونقل السـيوطي في " اللآلئ المصنوعـة " ما هو قريب منه، عن ابن مردويه، بسـند فيه عبّاد بن يعقوب، أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " مَثَلي مثل شجرة، أنا أصلُها، وعليٌّ فرعها، والحسن والحسين ثمرتها، والشـيعة ورقها، فأيُّ شيء يخرج من الطـيّب إلاّ الطـيّب "(3).
قال ابن الجوزي: " عبّـاد، رافضي، يروي المناكير "(4).
أقـول:
لا وجه لذِكر حديثه في " الموضوعات "، وإلاّ لجرّ الطعن إلى صحاحهم; لأنّه ممّن روى له البخاري في " صحيحه "، وروى له الترمذي، وابن ماجة، ووثّـقـه جماعـة(5).
____________
1- تقدّم تخريجه مفصّـلا في الصفحة 235 هـ 3 من هذا الجزء; فراجـع!
2- راجـع: ج 5 / 200 ـ 201 من هذا الكـتاب.
3- اللآلئ المصنوعة 1 / 345.
4- الموضوعات 1 / 397.
5- انظر: تهذيب الكمال 9 / 433 رقم 3088، ميزان الاعتدال 4 / 44 رقم 4154، تهذيب التهذيب 4 / 199 رقم 3239، تقريب التهذيب 1 / 274 رقم 3239، هدي الساري مقـدّمة فتح الباري: 579، وقد وضعوا له رمز البخاري والترمذي وابن ماجـة.
وعبّـاد هو: أبو سعيد عَـبّـاد بن يعقوب الأسدي الـرَّوَاجِني الكوفي، المتوفّى سـنة 250 هـ.
ومن جملة ما تثبت به وثاقته ـ فضلا عن كونه من رجال البخاري والترمذي وابن ماجـة ـ رواية كبار أعلام الجمهور ومحدّثيهم عنه، وتوثيقهم له; فقد روى عنه أبو حاتم والبـزّار وابن خزيمـة.
وقال عنه أبو حاتم: شـيخٌ، ثـقـة.
وقال الحاكم: كان ابن خزيمـة يقول عنه: حدّثنا الثـقـة في روايتـه.
وقال الدارقطني: صـدوق.
وقال إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شـيبة: لولا رجلان من الشـيعة ما صحّ لهم حـديث; عبّاد بن يعقوب، وإبراهيم بن محمّـد بن ميمون.
وقال الذهبي: صادق في الحديث.
وقال ابن حجر مـرّةً: بالغ ابن حبّـان فقال: يسـتحقّ الترك.
وقال أُخرى: رافضيّ مشهور، إلاّ أنّـه كان صدوقاً.
قال ابن عديّ: " روى أحاديث في الفضائل أُنكرت عليه " كما حكاه عنه في " ميزان الاعتدال "(1).
وأظهر من الحديثين المذكورين في الدلالة على مذهب الإماميّـة حديثُ الزمخشـري(2); فتبصّـر واعتبر!
____________
1- ميزان الاعتدال 4 / 44 رقم 4154; وانظر: الكامل في ضعفاء الرجال 4 / 348 رقم 1180.
2- تقـدّم في الصفحة 236 ـ 237; فراجـع!
26 ـ حـديث الكسـاء
قال المصنّـف ـ قـدّس الله روحـه ـ(1):
السادس والعشرون: في " مسند أحمد بن حنبل "، من عدّة طرق، وفـي " الجمـع بيـن الصحـاح السـتّـة "، عـن أُمّ سـلمة، قالـت: كـان رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في بيتي، فأتت فاطمة فقال: ادعي زوجك وابنيك.
فجاء عليٌّ وفاطمة والحسن والحسين، وكان تحته كساء خيبري، فأنزل الله: { إنّما يُريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً }(2).
فأخذ فضل الكساء وكساهم به، ثمّ أخرج يده فألوى بها إلى السماء وقال: هؤلاء أهل بيتي.
فأدخلتُ رأسي البيتَ وقلت: وأنا معهم يا رسول الله.
قال: إنّـكِ إلى خير(3).
____________
1- نهج الحقّ: 228.
2- سورة الأحزاب 33: 33.
3- انظر: مسند أحمد 1 / 331 و ج 3 / 259 و 285 و ج 4 / 107 و ج 6 / 292 و 304 و 323.
وأخرجه رزين العبدري في " الجمع بين الصحاح السـتّة " من موطّـأ مالك وصحيحَي البخاري ومسلم وسنن أبي داود وصحيح الترمذي والنسخة الكبيرة من صحيح النسائي.
راجـع: عمدة عيون صحاح الأخبار: 88 ح 34 و 35.
و " موطّـأ مالك "(2)..
و " صحيح مسلم " في عـدّة مواضع وعـدّة طرق(3).
____________
1- انظر: سنن أبي داود 4 / 43 ح 4032 باب في لبس الصوف والشعر!! وطالته يد الخيانة فبترت الحديث، فلم يبق منه إلاّ: " خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعليه مِـرْطٌ مُرَحَّـلٌ من شعر أسود " فجاء ناقص المعنى!!
2- عمدة عيون صحاح الأخبار: 88 ـ 89 ح 34 و 36 و 37 عن " الموطّـأ ".
3- صحيح مسلم 7 / 130 ـ 131 كتاب الفضائل / باب فضائل أهل بيت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم).
وقال الفضـل(1):
إنّ الأُمّة اختلفت فيها أنّها في مَن نزلت؟ وظاهر القرآن يدلّ على أنّها نزلت في أزواج النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم).
وإنْ صدق في النقل عن " الصحاح " فكانت نازلةً في آل العباء، وهي من فضائلهم، ولا تدلّ على النصّ بالإمامـة.
____________
1- إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 7 / 475.
وأقـول:
سـبق في الآية الثالـثة ما فيه تبصرة ومعتـبَـر(1).
وليت شعري، كيف تكون ذاهبةَ الرجسِ، طاهرةً عند الله سبحانه، مَن ضُرِب مَـثَـلُها في الكـتاب العزيز بامرأة نوح وامرأة لوط(2)؟!
____________
1- تقـدّم في مبحث آية التطهير، في ج 4 / 356 ـ 380; فراجــع!
2- إشارة إلى قوله تعالى: (ضرب الله مثلا للّذين كفروا امرأةَ نوح وامرأةَ لوط كانتا تحت عبدَين من عبادنا صالحَين فخانتاهما فلم يُغنيا عنهما من الله شيئاً وقيل ادخُلا النارَ مع الداخلين) سورة التحريم 66: 10.
وراجع مبحث الآية 34، وهي قوله تعالى: (وصالح المؤمنيـن) سورة التحريم 66: 4، في ج 5 / 159 ـ 163 من هذا الكـتاب.
وانظر: ج 4 / 359 هـ 2 و 3 من هذا الكـتاب.
27 ـ حـديث: أهل بيتي أمان لأهل الأرض
قال المصنّـف ـ طاب ثراه ـ(1):
السـابـع والعشـرون: فـي " مسـنـد أحمـد بـن حنبـل "، قـال رسـول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): " النجوم أمان لأهل السماء، فإذا ذهبت ذهبوا، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهب أهل بيتي، ذهب أهل الأرض "(2).
ورواه صدر الأئمـّة موفّـق بن أحمد المكّي(3).
وفي " مسـند أحمد ": قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " اللّهمّ إنّي أقول كما قال أخي موسى: [ اللّهمّ ] { اجعل لي وزيراً من أهلي }(4)، عليّـاً
____________
1- نهج الحقّ: 229.
2- أخرجه أحمد في " المسـند " كما في أرجح المطالب: 328; وانظر: فضائل الصحابة ـ لأحمد بن حنبل ـ 2 / 835 ح 1145، ينابيع المودّة 1 / 71 ح 1 عن عبـد الله بن أحمد في " زيادات المسـند ".
3- مقتل الحسـين (عليه السلام) 1 / 162 ح 65; وانظر: المعجم الكبير 7 / 22 ح 6260، نوادر الأُصـول ـ للحكيم الترمذي ـ 2 / 101، المسـتدرك على الصحيحين 3 / 162 ح 4715، موضّح أوهام الجمع والتفريق 2 / 463 رقم 461، فردوس الأخبار 2 / 379 ح 7166، تاريخ دمشق 40 / 20 رقم 4630، ذخائر العقبى: 49، فرائد السمطين 2 / 241 ح 515 و ص 252 ـ 253 ح 521 و 522، مجمع الزوائد 9 / 174، جواهر العقدين: 259، كنز العمّال 12 / 101 ـ 102 ح 34188 ـ 34190.
4- سورة طـه 20: 29.
____________
1- سورة طـه 20: 31 و 32.
2- رواه أحمد في " المسـند " كما في عمدة عيون صحاح الأخبار: 335 ح 454; وانظر: فضائل الصحابة ـ لأحمد ـ 2 / 843 ـ 844 ح 1158، ينابيع المودّة 1 / 258 ح 5، الدرّ المنثور 5 / 566 عن ابن مردويه والخطيب البغدادي، الطيوريات: 753 ح 25 م، شواهد التنزيل 1 / 369 ـ 371 ح 511 ـ 513، تاريخ دمشق 42 / 52، ذخائر العقبى: 119، الرياض النضرة 3 / 118.
وقال الفضـل(1):
هذا موافق في المعنى للحديث المذكور قبل، وهو أنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعليّ: " أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي "(2).
ومراد موسى في قوله: { وأَشرِكه في أَمري }، الإشراك في أمر النبوّة، ودعوة فرعون.
وهذا لا يصحّ هناك; لقوله: " إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي "، اللّهمّ إلاّ أن يُراد المشاركة في دفع الكـفّار بالحرب وتبليغ العلم.
____________
1- إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 7 / 476.
2- راجـع مبحث حديث المنزلة في الصفحة 80 وما بعـدها من هذا الجـزء.
وأقـول:
سبق دلالة هذا الحديث ورواته في آخر آية من الآيات التي ذكرناها في الخاتمـة; فراجـع(1).
وما زعمه من إرادة المشاركة في دفع الكفّار وتبليغ العِلم ظاهر البطلان; لأنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) إنّما سأل عين ما سأله موسى (عليه السلام) بقوله: { وأَشرِكه في أَمري }.
ومن الواضح أنّ موسى لم يُرد المشاركة في دفع الكفّار; لأنّه قد طلب دفعهـم بطلب جعله وزيراً، فإنّ دفع الأعـداء أظهر فوائـد الوزارة، فلا حاجة لإعادة هذا الطلب بقوله: { وأَشرِكه في أَمري }.
فينبغي أن يريد المشاركة في النبوّة، والرئاسة على الأُمّة، وتحمّل العلوم.. إلى نحو ذلك.
فإذا دعا النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بما دعا به موسى (عليه السلام)، ثبتت لعليّ المشاركة في كلّ ذلك سوى النبـوّة; للدليل المُخـرِج لها.
على أنّ ظاهر الأخبار كونُ المشاركة من خواصّ أمير المؤمنين (عليه السلام)، فلا يُراد بهـا المشاركـة في دفع الكـفّار وتبليـغ العلـم; لأنّـها لا تخـصّ عليّـاً (عليه السلام)، إلاّ أن يُراد بها أعلى مراتب المشاركة في الدفع والتبليغ، بحيث لا يُعـدّ غيره مشارِكاً بالنسـبة إليه، فله وجـهٌ.
ولكـنّه ـ أيضاً ـ مثبِتٌ للمطلوب; لأنّه فرعُ الفضل العظيم على غيره،
____________
1- راجـع: ج 5 / 408 وما بعـدها من هذا الكـتاب.
وقد تقـدّم في الحديث التاسـع ما ينفعك; فراجـع(1).
واعلم أنّ الحديث الأوّل ـ الذي حكاه المصنّف (رحمه الله) عن أحمد وموفّق بن أحمد(2) ـ لم يتعرّض الفضلُ لجوابه غفلةً أو تغافلا، وقد حكاه غير المصنّـف عن " المسـند "، كصاحب " ينابيـع المودّة "(3)، وابن حجر في " الصواعق "(4)، كما سـتعرف.
وأنا لم أجده في " المسـند " بعد التتـبّع، والظاهر أنّ أيدي التلاعب لعبت في إسقاطه!
ولعلّ الحديث الآخر كذلك(5)، ولا ريب أنّه من أدلّ الأُمور على إمامة أهل البيت (عليهم السلام); إذ لا يكون المكلّف أماناً لأهل الأرض إلاّ لكرامته على الله تعالى، وامتيازه في الطاعة والمزايا الفاضلة، مع كونه معصوماً، فإنّ العاصي لا يأمن على نفسه، فضلا عن أن يكون أماناً لغيره، ولا سـيّما إذا كان عظيماً، فإنّ المعصية من العظيم أعظم، والحجّـة عليه ألزم.
فإذا كانوا أفضلَ الناس ومعصومين، فقد تعيّنت الإمامة لهم، وهو دليلٌ على بقائهم ما دامت الأرض، كما هو مذهبنـا.
وقد جعل الله تعالى هذه الكرامة العظيمة لنبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل أهل بيته،
____________
1- انظر كلامه (قدس سره) في مبحث حديث المنزلة، في الصفحات 83 ـ 87 من هذا الجـزء.
2- تقـدّم آنفـاً في الصفحـة 255.
3- ينابيع المودّة 1 / 71 ح 1.
4- الصواعق المحرقة: 234.
5- تقـدّم آنفـاً في الصفحـة 255.
وأشار إلى ذلك ابن حجر في " صواعقه "(2)، فقال: " السابعة: قوله تعالى: { وما كان الله ليعذّبهم وأنت فيهم }، أشار (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى وجود هذا المعنى في أهل بـيته، وأنّهم أمانٌ لأهل الأرض كما كان هو (صلى الله عليه وآله وسلم) أماناً لهم، وفي ذلك أحاديث كـثيرة ".
ثـمّ ذكر أخباراً من جملتها رواية أحمـد التي ذكرها المصنّـف (رحمه الله)أوّلا(3).
وحكى في " كنز العمّال " في فضائل أهل البيت(4)، عن ابن أبي شيبة، ومسدّد، والحكيم، وأبي يعلى، والطبراني، وابن عساكر، أنّهم رووا عن سلمة بن الأكوع، أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " النجوم أمانٌ لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأُمّـتي ".
وروى الحاكم في " المستدرك "، وصحّحه(5)، عن ابن عبّـاس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " النجوم أمانٌ لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمانٌ لأُمّتي من الاختلاف، فإذا خالفتها قبيلة من العرب، اختلفوا
____________
1- سورة الأنفال 8: 33.
2- عند الكلام على الآية السابعة من الآيات الواردة في أهل البيت (عليهم السلام) [ ص 233 ]. منـه (قدس سره).
3- الصواعق المحرقة: 234 ـ 235.
4- ص 217 من الجزء السادس [ 12 / 101 ـ 102 ح 34188 ]. منـه (قدس سره).
وانظر: نوادر الأُصول ـ للحكيم الترمذي ـ 2 / 101، المعجم الكبير 7 / 22 ح 6260، تاريخ دمشق 40 / 20 رقم 4630.
أمّا في مسـند أبي يعلى 13 / 260 ح 7276 فقد جاءت لفظة " أصحابي " بدلا عن لفظة " أهل بيتي "; فلاحـظ!
5- ص 149 من الجزء الثالث [ 3 / 162 ح 4715 ]. منـه (قدس سره).
وهو كالأوّل في الدلالة على إمامتهم; إذ شأنُ الإمام أن يكون أماناً من الاختلاف; لعلمه وعصمته، فلا يختلف في الدين مَن اتّبعه، ولا في الدنيا; لِـمَـنْـعِـهِ الناسَ عن ظلم بعضهم بعضاً لو بُسِـطت يـدُه.
وقريب من هذه الأخبار ما اسـتفاض عن رسـول الله: " إنّما مَـثَلُ أهل بيتي فيكم كَـمَـثَـلِ سـفينةِ نوح "(1) و " إنّما مَـثَـلُ أهل بيتي فيكم مِثْل باب حطّـة في بني إسرائيل "(2).
قال ابن حجر بعد كلامه السابق: " جاء من طرق عديدة يقوّي بعضها بعضاً: إنّما مَـثَـلُ أهل بيتي فيكم كَـمَـثَلِ سفينة نوح، من ركبها نجا.
____________
1- فضائل الصحابة ـ لأحمد ـ 2 / 987 ح 1402، مسند البزّار 9 / 343 ح 3900، المعجم الكبير 3 / 45 ـ 46 ح 2636 ـ 2638 و ج 12 / 27 ح 12388، المعجم الأوسط 4 / 104 ح 3478 و ج 6 / 17 ح 5536 و ص 147 ح 5870، المعجم الصغير 1 / 139 و ج 2 / 22، المعرفة والتاريخ ـ للفسوي ـ 1 / 296، العلل الواردة في الأحاديث النبوية ـ للدارقطني ـ 6 / 236 السؤال 1098، المستدرك على الصحيحين 2 / 373 ح 3312 و ج 3 / 163 ح 4720، الكنى والأسماء ـ للدولابي ـ 1 / 76، عيون الأخبار 1 / 310، المعارف: 146، البدء والتاريخ 1 / 220، حلية الأولياء 4 / 306، تاريخ بغداد 12 / 91 رقم 6507، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 148 ـ 149 ح 173 ـ 177، أساس البلاغة: 268، مشكاة المصابيح 3 / 378 ح 6183 عن " مسـند أحمد "، مجمع الزوائد 9 / 168، جواهر العقدين: 260 عن " مسند أبي يعلى " وغيره، الصواعق المحرقة: 234 عن أحمد ومسلم وغيرهما، كنز العمّال 12 / 98 ح 34169.
2- المعجم الكبير 3 / 46 ح 2637، المعجم الأوسط 4 / 104 ح 3478 و ج 6 / 147 ح 5870، المعجم الصغير 1 / 140 و ج 2 / 22، كفاية الطالب: 378 ـ 379، فرائد السمطين 2 / 242 ح 516، مجمع الزوائد 9 / 168، جواهر العقدين: 260 ـ 261.
وفي رواية: هلك.
و: إنّما مَـثَـلُ أهل بيتي فيكم مَـثَـلُ باب حطّة في بني إسرائيل، مَن دخله غُفر له.
وفي رواية: غفر له الذنوب "(1).
وروى الـحـاكـم فـي " المسـتـدرك "(2) عـن أبي ذرّ، سـمـعـت رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: " ألا إنّ مَـثَـلَ أهلِ بيتي فيكم مَـثَـلُ سفينة نـوح، مَن ركبها نجا، ومَن تخلّف عنها غرق ".
وحكى مثله في " كنز العمّال "(3)، عن البزّار، عن ابن عبّـاس.
وحكى مثله أيضاً بإبدال " غرق " بـ " هلك "، عن ابن جرير والحاكم، عن أبي ذرّ(4).
وكذا عن الطبراني، عن أبي ذرّ، مع زيادة قوله: " ومثل باب حطّة في بني إسرائيل "(5).
____________
1- الصواعق المحرقة: 234.
2- ص 343 من الجزء الثاني [ 2 / 373 ح 3312 ]، و ص 151 من الجزء الثالث [ 3 / 163 ح 4720 ]. منـه (قدس سره).
3- ص 216 من الجزء السادس [ 12 / 95 ح 34151 ]. منـه (قدس سره).
وانظر: مسـند البزّار 9 / 343 ح 3900 عن أبي ذرّ.
4- كنز العمّال 12 / 94 ح 34144 و ص 98 ح 34169; وانظر: المسـتدرك على الصحيحين 3 / 163 ح 4720.
5- كنز العمّال 12 / 98 ح 34170; وانظر: المعجم الكبير 3 / 45 ح 2637، المعجم الأوسط 4 / 104 ح 3478، المعجم الصغير 1 / 139 ـ 140.
ولذا جاء في الخبر: " عليّ باب حطّة، من دخل منه كان مؤمناً، ومن خرج منه كان كافراً ".
ونقله في " الكـنز "(1)، عن الدارقطني، عن ابن عبّـاس.
____________
1- ص 153 من الجزء المذكور [ 11 / 603 ح 32910 ]. منـه (قدس سره).
وانظر: فردوس الأخبار 2 / 78 ح 3998.
28 ـ حـديث: اثـنا عشر خليفة
قال المصنّـف ـ طاب مرقـده ـ(1):
الثامن والعشرون: في " صحيح البخاري "، في موضعين بطريقين، عن جابر وابن عُيينة، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم اثنا عشر خليفةً، كلّهم من قريـش "(2).
وفي رواية عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): " لا يزال أمر الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفةً، كلّهم من قريـش "(3).
وفي " صحيح مسلم " أيضاً: " لا يزال الدين قائماً حتّى تقوم الساعة، ويكون عليهم اثنا عشر خليفةً، كلّهم من قريـش "(4).
____________
1- نهج الحقّ: 230.
2- انظر: جامع الأُصول 4 / 45 ح 2022 عن " صحيح البخاري "، وانظر: التاريخ الكبير ـ للبخاري ـ 1 / 446 رقم 1426 و ج 3 / 185 رقم 627 و ج 8 / 410 ـ 411 رقم 3520.
3- انظر: صحيح البخاري 9 / 147 ح 79، صحيح مسلم 6 / 3.
4- صحيح مسلم 6 / 4.
وانظر: سنن أبي داود 4 / 103 ح 4279 ـ 4281، سنن الترمذي 4 / 434 ح 2223، مسند أحمد 5 / 86 و 87 و 88 و 89 و 90 و 92 و 93 و 98 و 99 و 100 و 101 و 106 و 107 و 108، مسند أبي يعلى 8 / 444 ح 5031 و ج 9 / 222 ـ 223 ح 5322 و 5323 و ج 13 / 456 ـ 457 ح 7463، المعجم الكبير 2 / 195 ـ 197 ح 1791 ـ 1801 و ص 199 ح 1808 و 1809 و ص 206 ح 1841 و ص 208 ح 1849 ـ 1852 و ص 214 ح 1875 و 1876 و ص 215 ح 1883 و ص 218 ح 1896 و ص 223 ح 1923 و ص 226 ح 1936 و ص 232 ح 1964 و ص 240 ـ 241 ـ 2007 و ص 248 ـ 249 ح 2044 و ص 253 ـ 254 ح 2059 ـ 2063 و ص 255 ح 2067 ـ 2071 و ص 256 ح 2073، المعجم الأوسط 2 / 122 ح 1452 و ج 3 / 279 ح 2943 و ج 4 / 366 ح 3938 و ج 6 / 285 ح 6211، مسند الطيالسي: 105 ح 767 و ص 180 ح 1278، الفتن ـ لنعيم بن حمّاد ـ: 52، السُـنّة ـ لابن أبي عاصم ـ: 518 ح 1123، مسند أبي عوانة 4 / 369 ـ 373 ح 6976 ـ 6998، أخبار القضاة 3 / 17، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان 8 / 230 ح 6626 ـ 6628، المستدرك على الصحيحين 3 / 715 ـ 716 ح 6586 و 6589، تاريخ أصبهان 2 / 147 رقم 1327، حلية الأولياء 4 / 333، دلائل النبـوّة ـ لأبي نعيم ـ 2 / 550 ح 485 و 486، دلائل النبوّة ـ للبيهقي ـ 6 / 324 و ص 519 ـ 520، تاريخ بغـداد 14 / 353 رقم 7673، الكفاية في علم الرواية: 73، فردوس الأخبار 2 / 427 ح 7705، مصابيح السُـنّة 4 / 137 ح 4680، البداية والنهاية 6 / 185 ـ 186، مجمع الزوائـد 5 / 190.
وكذا في " صحيح أبي داود "(2) و " الجمع بين الصحيحين "(3).
وقد ذكر السُّـدّي في تفسيره ـ وهو من علماء الجمهور وثقاتهم(4) ـ،
____________
1- عمدة عيون صحاح الأخبار: 487 ح 807 عن " الجمع بين الصحاح السـتّة ".
2- انظر: سنن أبي داود 4 / 103 ح 4279 ـ 4281.
3- الجمع بين الصحيحين 1 / 337 ـ 338 ذ ح 520.
4- والسُّـدّيّ هو: أبو محمّـد إسماعيل بن عبـد الرحمن بن أبي كريمة الأعور، الحجازي الكوفي القرشي، مولاهم، المعروف بالسُّـدّيّ الكبير، كان يقعد في سُـدّة باب الجامع بالكوفة، فـسُـمّي السُّـدّيّ، توفّي سـنة 127 أو 128 هـ.
روى عن جملة من الصحابة ـ كأنـس وابن عبّـاس ـ، وروى عنه كبار القوم والتابعين، وأخرج له مسلم والأربعـة.
وقد وثّـقه أعلام الجمهور وأئمّـة الجرح والتعديل عندهم، ووصفوه بالإمام المفسِّـر..
روى البخاري عن ابن أبي خالد أنّـه قال: السُّـدّي أعلم بالقـرآن من الشـعبي.
وقال عنه يحيى القطّان: ما رأيت أحداً يذكر السُّـدّي إلاّ بخير، وما تركه أحد.
وسُـئل عنه يحيى فقال: السُّـدّي عندي لا بأس به.
وقال أحمد بن حنبل: ثـقـة.
وسمع عبـدُ الرحمن بن مهدي يوماً تضعيفَ السُّـدّي فغضب غضباً شديداً وقال: سـبحان الله! إيـش ذا؟!
وقال العجلي: ثقة، روى عنه سفيان وشعبة وزائدة، عالم بتفسـير القرآن، راويـةٌ له.
وقال النسائي في الكنى: صالح الحديث.
وقال في موضع آخر: ليـس به بأس.
وقال ابن عديّ: وهو عندي مسـتقيم الحديث، صدوق، لا بأس به.
وذكره ابن حبّـان في " الثقـات ".
وقال الحاكم ـ في باب الرواة الّذين عيب على مسلم إخراج حديثهم ـ: تعديل عبـد الرحمن بن المهدي أقوى عند مسلم.
انظر: العلل ومعرفة الرجال ـ لأحمد بن حنبل ـ 2 / 544 رقم 4581، التاريخ الكبير 1 / 361 رقم 1145، تاريخ الثقات ـ للعجلي ـ: 66 رقم 94، الثقات ـ لابن حبّـان ـ 4 / 20، الكامل في ضعفاء الرجال 1 / 276 رقم 116، المدخل إلى معرفة الصحيح ـ للحاكم ـ 2 / 709 رقم 3055، سـير أعلام النبلاء 5 / 264 رقم 124، تهذيب التهذيب 1 / 324 رقم 499، الإتقان في علوم القرآن 2 / 534.
____________
1- انظر: الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف: 172 ح 269 عن السُـدّي، بحار الأنوار 36 / 214 ح 16.
____________
1- الكافي 1 / 605 ح 1385، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1 / 51 ـ 60 ح 5 ـ 25، الأمالي ـ للصدوق ـ: 728 ح 998، كمال الدين 1 / 259 ح 4 و ص 269 ح 13، الغَيبة ـ للنعماني ـ: 74ـ 79، الغَيبة ـ للطوسي ـ: 127 ـ 157 ح 90 ـ 114، مناقب آل أبي طالب 1 / 358 ـ 361، دلائل الإمامة: 237.