الصفحة 460
وأبو يعلى، والبـزّار، وأبو نعيم، وابن النجّـار، وابن مندة، وابن أبي شـيبة، وابن سعد، وابن شاهين، والديلمي، وابن عساكر، وغيـرهم(1).

وربّما أخرجه الواحد منهم من نحو عشرة طرق عن جماعة من الصحابـة(2).

ويُعلم الكـثير من هذا من مراجعة ما أشرنا إليه من محالّ روايات سـيادة أُمّهما فاطمـة (عليها السلام); فإنّ كـثيراً ممّن يروي سـيادتها يروي سـيادة

____________

1- مسند أبي يعلى 2 / 395 ح 1169، مسند البزّار 3 / 102 ح 885، تاريخ أصفهان 2 / 321 ـ 322 رقم 1847، فضائل الخلفاء: 118 ـ 119 ح 129 و 130، معرفة الصحابة 2 / 655 ح 1741 ـ 1742 و ص 664 ح 1771، حلية الأولياء 4 / 139 ـ 140 و ج 5 / 58 و 71، كنز العمّال 12 / 117 ـ 118 ح 34274 عن ابن النجّار و ج 13 / 661 ح 37680 عن ابن شاهين و ص 665 ح 37693 عن ابن مندة، مصنّف ابن أبي شيبة 7 / 512 ح 2 و 5، ترجمـة الإمـام الحسـن (عليه السلام) من الطبقـات الكبـرى ـ لابن سعد ـ: 47 ـ 50 ح 54 ـ 58، ترجمة الإمام الحسـين (عليه السلام) من الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ: 28 ح 211، فردوس الأخبار 1 / 355 ح 2624، تاريخ دمشق 13 / 207 ـ 212 و ج 14 / 130 ـ 137.

وانظر: سنن ابن ماجة 1 / 44 ح 118، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ 5 / 50 ح 8169 و ص 95 ح 8365، فضـائل الصحابة ـ لأحمد بن حنبل ـ 2 / 968 ح 1360 و ص 972 ح 1368 و ص 979 ح 1384 و ص 990 ح 1406، مشــكل الآثـار 2 / 269 ح 2103، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان 9 / 55 ح 6920 و 6921، تاريخ بغداد 1 / 140 رقم 2 و ج 2 / 185 رقم 598 و ج 4 / 207 رقم 1896 و ج 6 / 372 رقم 3397 و ج 9 / 231 و 232 رقم 4804 و ج 11 / 90 رقم 5778 و ج 12 / 4 رقم 6352، مصابيح السُـنّة 4 / 193 ح 4827 و ص 196 ح 4835، شرح السُـنّة 8 / 104 ح 3935.

2- كالطبراني في المعجمين الكبير والأوسط، وابن عساكر في تاريخ دمشق.


الصفحة 461
ولديهـا(1).

وقد وجدتُ حديث سـيادتهما وحدهما، أو مع أُمّهما، في " مسند أحمد "، عن أبي سعيد، من عـدّة طرق(2)..

وعن حذيفـة من طريقين(3).

واعلم أنّه جاء في بعض ما أشرنا إليه من الأخبار أنّهما سـيّدا شـباب أهل الجنّـة إلاّ ابني الخالة عيسى ويحيى(4).

والظاهر أنّه من قلم التصرّف; لأنّ المراد بالشـباب: إمّا الشـباب في الدنيا أو في الآخرة..

لا شكّ أنّه لا يُراد الأوّل; لأنّ الحسـنين في أيّام كلام جدّهما (صلى الله عليه وآله وسلم)كانا طفلين، وبلحاظ ما بلغاه من السنّ، كان الحسن كهلا والحسين شـيخاً..

كما أنّ عيسى حينما رفعه الله تعالى قد بلغ سنّ الكهولة أو تجاوزه; لقوله تعالى: { ويكلّم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين }(5)، وحينما يُنزله يوم خروج المهديّ عجّل الله فرجه يكون من أكبر الأنبياء سـنّـاً..

____________

1- كما في: سنن الترمذي 5 / 619 ح 3781، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ 5 / 95 ح 8365، فضائل الصحابة ـ لأحمد بن حنبل ـ 2 / 990 ح 1406، المعجم الكبير 22 / 403 ح 1005، مصابيـح السُـنّـة 4 / 196 ح 4835، تاريـخ دمشـق 13 / 207 و ج 14 / 134 ـ 135.

2- ص 3 و 62 و 64 و 82 ج 3. منـه (قدس سره).

3- ص 391 و 392 ج 5. منـه (قدس سره).

4- انظر: المستدرك على الصحيحين 3 / 182 ح 4778، المعجم الكبير 3 / 36 ح 2603، مجمع الزوائد 9 / 182.

5- سورة آل عمران 3: 46.


الصفحة 462
فكيف يقول النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): " الحسـن والحسـين سـيّدا شـباب أهل الجنّـة " ثمّ يسـتثـني عيسى؟!

فلا بُـدّ أن يكون المراد: هو الشـباب في الآخرة.

وحينئـذ فلا وجه لاسـتـثناء عيسى ويحيى وحدهما، والناس كلّهم شـباب في الجنّـة، ومنهم من هو أفضل من يحيى، كنوح وإبراهيم وموسى.

فلا بُـدّ أن يكون الاسـتثناء باطلا، ويكون الحسـنان سـيّدَي شـباب أهل الجنّـة من دون اسـتثناء، كما تواترت به أخبارنا(1)، واسـتفاضت به بقـيّـة أخبارهم(2).

____________

1- انظر مثلا: كتاب سُـليم 2 / 734 ح 21، قـرب الإسـنـاد: 111 ح 386، الغَيـبـة ـ للنعماني ـ: 65 ح 1، عيون أخبار الرضـا (عليه السلام) 2 / 30 ح 12 و ص 36 ح 56، الخصال: 320 ح 1 و ص 550 و 575، الأمالي ـ للصدوق ـ: 74 ح 42 و ص 112 ح 90 و ص 187 ح 196 و ص 245 ذ ح 262 و ص 524 و ص 560 ح 748 و ص 575 ح 787 و ص 652 ح 888، كمال الدين: 258 ح 3 و ص 263 ح 10 و ص 669 ح 14، معـاني الأخبـار: 124 ح 1، دعائم الإسلام 1 / 37، كفاية الأثـر: 38 و 100 و 102 و 124 و 144 ـ 145 و 222، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد 2 / 27 و 97، الأمالي ـ للمفيد ـ: 21 ح 2، الأمالي ـ للطوسي ـ: 85 ح 127 و ص 312 ح 634، مئة منقبة: 42 رقم 2، الاحتجاج 1 / 158، إعلام الورى 1 / 407، روضـة الواعظين 1 / 337 ح 346 و ص 360 ح 381، الخرائج والجرائح 1 / 237، مناقب آل أبي طالب 3 / 445.

2- بل يمكن القول بأنها قد تجاوزت حدّ الاسـتفاضة وبلغت التواتر بناءً على ما هو المعتمد عندهم في بلوغ حد التواتر، فقد حدّده بعضهم بالأربعة، وقيل: خمسة، كما عن الباقلاّني، وقيل: سـبعة، وقيل: عشرة، كما عن الإصطخري، وقيل غير ذلـك. انظر: شرح شرح نخبة الفكر: 164، تدريب الراوي 2 / 176.

وقد روي هذا الحديث ـ كما تقدّم ـ من طريق: الإمام عليّ (عليه السلام)، والإمام الحسـين بن عليّ (عليه السلام)، وعمر بن الخطّاب، وأبي هريرة، وجابر بن عبـد الله، وحذيفة بن اليمان، وقرّة بن إياس، وأُسامة بن زيد، ومالك بن الحويرث، والبراء ابن عازب، وابن عمر، وبريدة، وأنـس بن مالك، وجهم، وابن عبّـاس، وعبـد الله بن مسعود، وابن أبي رمثة، وبعض طرق أبي سعيد الخدري..

فهذه ثمانية عشر طريقاً لم يرد فيها الاســتـثـناء; فلاحـظ!


الصفحة 463
ولم يخرج من العموم إلاّ جدُّهما (صلى الله عليه وآله وسلم); لأنّـه المتكلّم، مع كون خروجه ضروريّـاً..

وأبوهما; لقول النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في كثير من هذه الأخبار: " وأبوهما خيـرٌ منهما "، كما رواه الحاكم في " المسـتدرك "(1)، من طريق عن ابن مسعود، وطريق عن ابن عمر، واتّفق هو والذهبي على صحّة حديث ابن مسـعود.

ونقله في " كنز العمّال "(2) بلفظه، أو بلفظ: " وأبوهما أفضل منهما "، عن ابن عساكر، عن عليّ (عليه السلام)..

وعن النسائي وابن عساكر، عن ابن عمر; وعن الطبراني، عن قرّة ومالك بن الحويرث(3)..

ونقله أيضاً بعد ذلك(4)، عن الديلمي، عن أنـس; وعن الطبراني،

____________

1- ص 167 من الجزء الثالث [ 3 / 182 ح 4779 و 4780 ]. منـه (قدس سره).

2- ص 220 من الجزء السادس [ 12 / 112 ح 34246 و 34247 ]. منـه (قدس سره).

وانظر: تاريخ دمشق 13 / 209.

3- كنز العمّال 12 / 115 ح 34259، وانظر: السنن الكبرى ـ للنسائي ـ 5 / 149 ح 8525 ـ 8527، تاريخ دمشق 13 / 209، المعجم الكبير 3 / 39 ح 2617 و ج 19 / 292 ح 650.

نـقـول: لم ترد فقرة " وأبوهما أفضل ـ أو: خيرٌ ـ منهما " في رواية النسائي، كما إنّ سـنده ينتهي إلى أبي سعيد بدل ابن عمر; فلاحـظ!

4- ص 222 ج 6 [ 12 / 122 ح 34293 و 34295 ]. منـه (قدس سره).

وانظر: فردوس الأخبار 2 / 385 ح 7227، المعجم الكبير 3 / 37 ـ 38 ح 2608.


الصفحة 464
عن حذيفـة.

ولو سُلّم صحّة الاسـتـثناء المذكور، فهو كالنـصّ في سـيادة الحسـنين لبقـيّـة الأنبيـاء، وهو الشرف الذي لا يوازى، ودليـلُ فضلهما على بقـيّـة الأنبـياء، فكيف بآحـاد أُمّـتنا وغيرها؟!

وإنّما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " سـيّدا شـباب أهل الجنّـة " ولم يقـل: " [ سـيّدا ](1) أهل الجنّـة "; للإشارة إلى أنّ أهـل الجنّـة شـبابٌ كلُّـهم.

وفي بعض أخبارنا أنّ جميع أهل الجـنّة شـباب إلاّ محمّـداً وعليّـاً وآدم ونوحاً وإبراهيم، فإنّهم شِـيبٌ.

وعليـه: فيتّجه التقيـيد بالشـباب، ويرتفع الإشكال عن خروج محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليّ (عليه السلام).

هـذا، ولمّا أراد بعض القوم أن يُناظر الحسـنين بالشـيخين، وضع على لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّهما سـيّدا كهول أهل الجـنّـة(2)، وما تصوّر أنّهما في الدنيا بلغا سـنّ الشـيخوخة حتّى في زمن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنّ أهل الجـنّـة شـبابٌ لا كهلَ فيهم.

وقد ذكر في " ميزان الاعتدال " حديث أنّهما سيّدا كهول أهل الجنّة، بترجمة محمّـد بن كثير الصنعاني، كما ذكرناه بترجمته في مقدّمة الكتاب، وذكرنـا أنّ ابن المديني بعدمـا سمع روايته لهذا الحـديث قال: " لا أُحبّ

____________

1- أثبتـناه لضرورة النسـق.

2- كنز العمّال 13 / 10 ح 36104 و 36105.


الصفحة 465
أن أراه "(1).

وينبغي التعرّض ـ أيضاً ـ لِما رواه المصنّف (رحمه الله)، عن جابر، من ركوب الحسـنين عليهما السلام على ظهر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقوله: " نِعْمَ الجَملُ جملُـكما، ونِـعْمَ العِـدْلان أنتما "(2)..

فنـقول: نقله في " كنز العمّال "، في فضائل الحسـنين(3)، عن ابن عـديّ، والرامهرمزي في " الأمثال "، وعن ابن عساكر من ثلاثة طرق، وكلّهم عن جابر، إلاّ أنّه قال في إحدى روايات ابن عساكر: دخلتُ على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يمشي بينهما(4)، فقلت: نِعْمَ الجملُ جملُـكما; فقال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " ونِعْمَ الراكبان هما "(5).

ونقله أيضاً عن الطبراني، عن سلمان ـ بقصّة طويلة أُخرى ـ، قال: " كـنّا حول النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فجاءت أُمّ أيمن، فقالت: يا رسول الله! لقد ضلّ الحسـن والحسـين، وذلك رَأْدُ(6) النهار.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قوموا فاطلبوا ابنَـيَّ!

____________

1- راجع: ج 1 / 245 رقم 298 من هذا الكـتاب، وانظر: ميزان الاعتدال 6 / 312 رقم 8106.

2- تقـدّم آنفاً في الصفحة 451.

3- ص 108 من الـجـزء الـسـابـع [ 13 / 663 ح 37687 و ص 664 ح 37689 ]. منـه (قدس سره).

وانظر: الكامل في ضعفـاء الرجال 5 / 259 رقم 1404، تاريخ دمشـق 13 / 216 ـ 217.

4- في المصدر: " بهما "، وهو المناسـب لتتمّـة الحديث; فلاحـظ!

5- كنز العمّال 13 / 664 ح 37690، تاريخ دمشق 13 / 216.

6- الـرَّأْد: رونق الضحى، وقيل: هو بعد انبساط الشمس وارتفاع النهار; انظر: لسان العرب 5 / 79 مادّة " رأد ".


الصفحة 466
وأخذ كلّ رجل تُجاهَ وَجهِه، وأخذتُ نحوَ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، [ فلم يزل حتّى أتى سطح جبل ]، وإذا الحسـن والحسـين يلتزق كلّ واحد منهما صاحبه، وإذا شجاعٌ(1) قائم على ذَنَبه يُخرج مِن فيه شِـبهَ النار، فأسرع إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فالتفتَ مخاطباً لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثمّ انساب فدخل بعض الأحجرة، ثمّ أتاهما فأفرق بينهما ومسح وجوههما، وقال: " بأبي وأُمّي أنتما! ما أكرمكما على الله! "، ثمّ حمل أحدهما على عاتقه الأيمن والآخر على عاتقه الأيسر.

فقلت: طوبى لكما! نِعْمَ المطيّـةُ مطـيّـتُـكما.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ونِعْمَ الراكبان هما، وأبوهما خيرٌ منهمـا "(2).

وروى الترمذي، في مناقب الحسـنين، عن ابن عبّـاس، قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حامل الحسـن(3) على عاتقه، فقال رجل: نِعْمَ المركبُ ركبتَ يا غلام!

فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): ونِعْـمَ الراكـبُ هـو(4).

ورواه الحاكم في فضائل الحسـن(5).

____________

1- شُِجاع ـ بالضمّ والكسر ـ: هي الحيّـة الذكر، وقيل: الحيّة مطلقاً; انظر مادّة " شجع " في: النهاية في غريب الحديث والأثر 2 / 447، لسان العرب 7 / 38.

2- كنز العمّال 13 / 662 ـ 663 ح 37685، المعجم الكبير 3 / 65 ح 2677.

3- كذا في الأصل، وفي المصـدر: " الحسـين ".

4- سـنن الترمذي 5 / 620 ح 3784.

5- ص 170 من الجزء الثالث [ المسـتدرك على الصحيحيـن 3 / 186 ح 4794 ]. مـنـه (قدس سره).

وقال الحاكم: " حديث صحيح الإسـناد ولم يخـرّجاه ".


الصفحة 467
وقريب من ذلك ما رواه الحاكم(1) في " المسـتدرك " أيضاً، في فضائل الحسـنين عليهما السلام، وصحّـحه، عن أبي هريرة، قال: " كـنّا نُصلّي مع رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) العشاء، فإذا سجد وثب الحسـن والحسـين على ظهره، وإذا رفع رأسه أخذهما فوضعهما وضعاً رفيقاً، فإذا عاد عادا، فلمّا صلّى جعل واحداً ها هنا، وواحداً ها هنا.

فقلت: يا رسول الله! ألا أذهب بهما إلى أُمّـهما؟

قال: لا.

فبرقت برقة، فقال: إلحقا بأُمّـكما.

فما زالا يمشـيان في ضوئها حتّى دخلا ".

ومثله في " مسـند أحمد " من طريقين، عن أبي هريرة(2).

ونقله في " كنز العمّال "(3)، عن ابن عساكر، من طريقين، عن أبي هريرة.

وأمّـا أحاديث حـبّ النبيّ للحسـنين فمتـواترة، ومن أحسـنها ما رواه الحاكم(4) وصحّحه، عن أبي هريرة، أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من أحبّـهما فقد أحبّني، ومن أبغضهما فقد أبغضني.

ونقله في " كنز العمّال "(5)، عن أحمد في " مسنده "، وابن ماجة.

____________

1- ص 167 ج 3 [ 3 / 183 ح 4782 ]. منـه (قدس سره).

2- ص 513 من الجزء الثاني. منـه (قدس سره).

3- ص 109 من الجزء السابع [ 13 / 669 ح 37706 و 37707 ]. منـه (قدس سره).

وانظر: تاريخ دمشق 13 / 213 ـ 214.

4- ص 166 ج 3 [ المستدرك على الصحيحين 3 / 182 ح 4777 ]. منـه (قدس سره).

ووافقه الذهبي في " تلخيص المسـتدرك "، وقال: " صحيـح ".

5- ص 220 من الجزء السادس [ 12 / 116 ح 34268 ]. منـه (قدس سره).

وانظر: مسـند أحمد 2 / 288، سنن ابن ماجة 1 / 51 ح 143.


الصفحة 468
وروى الحاكم ـ أيضاً ـ قبل الحديث المذكور، وصحّحه على شرط الشـيخين، عن سلمان، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: الحسـن والحسـين ابنايَ، مَن أحبّهما أحبّني، ومَن أحبّني أحبّ(1) الله، ومَن أحبّ(2) الله أدخله الجنّـة، ومَن أبغضهما أبغضني، ومَن أبغضني أبغضه الله، ومَن أبغضه الله أدخله النار.

وتعقّبه الذهبيّ بقوله: " هذا حديث منكَر، وإنّما رواه بَـقِـيُّ بن خالد(3) بإسـناد آخرَ واه، عن زاذان، عن سلمان "(4).

أقـول:

حقّـاً له أن يسـتنكره; لأنّه يسـتوجب دخول أكثر أوليائه النار، ومجـرّد روايته بإسـناد آخرَ واه لا يمنع من روايته بإسـناد صحيح على شرط الشـيخين، ولذا لم يناقـش الذهبيّ في هذا الإسـناد!

____________

1 و 2) كـذا في الأصل، وفي المصدر: " أحـبّــه ".

3- كذا في الأصل، وهو تصحيف، والصحيح: " مَـخْـلَـد ".

وهو: أبو عبـد الرحمن بَـقِـيُّ بن مَـخْـلَـد الأندلسي القرطبي، الحافظ، وُلد في حدود سـنة 200 هـ، أو قبلها بقليل، وتفـقّه في إفريقـيّـة، وحمل الحديث عن أهل الحرمين ومصر والشام والعـراق، كان ذا خاصّة من أحمد بن حنبل، وجارياً في مضمار البخاري ومسلم والنسائي، له من المصنّفات: تفسـير ومسـند وجزء في ما روي في الحوض والكوثر، توفّي سـنة 276 هـ.

انظر: تاريخ دمشق 10 / 354 رقم 935، طبقات الحنابلة 1 / 112 رقم 141، سير أعلام النبلاء 13 / 285 رقم 137، تذكرة الحفّاظ 2 / 629 رقم 656، طبقات الحفّاظ: 281 رقم 633.

4- المسـتدرك على الصحيحين 3 / 181 ح 4776.


الصفحة 469
وحكى نحوه في " كنز العمّال "(1)، عن أبي نعيم وابن عساكر، عن سلمان; وعن أبي نعيم، عن أبي هريرة; لكن بهذا اللفظ: " مَن أحبّهما أحببته، ومَن أحببته أحبّه الله، ومَن أحبّه الله أدخله جنّات النِّعم، ومَن أبغضهما أو بغى عليهما أبغضته، ومَن أبغضته أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله جهنّم، وله عذاب مقيم ".

وأمّـا حديث فداء النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ابنه إبراهيم للحسـين (عليه السلام)، فقد وردت به أخبارنا أيضـاً(2).

وحكاه السـيوطي في " اللآلئ المصنوعة "، عن الخطيب، وقال: " زعم ابن الجوزي أنّه موضوع، آفـته محمّـد بن الحسـن النقّاش "(3).

وفـيـه ـ مع ما عرفت في مقـدّمة الكـتاب مِن أنّ مَن روى فضيلة لأهل البيـت ثقـةٌ فيها(4) ـ: إنّ النـقّـاش ممّن أثنى عليه أبو عمرو الداني(5)، وكان شيخ المقرئين في عصره، ورحل إلى عدّة مدائن في طلب

____________

1- ص 221 ج 6 [ 12 / 119 ـ 120 ح 34284 ]. منـه (قدس سره).

وانظر: تاريخ دمشق 14 / 156، معرفة الصحابة 2 / 669 ح 1797.

2- انظر: مناقب آل أبي طالب 4 / 88 ـ 89، الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف: 202 ح 289.

3- اللآلئ المصنوعة 1 / 356 ـ 357، وانظر: تاريخ بغـداد 2 / 204 رقم 635، الموضوعات 1 / 407.

4- راجـع: ج 1 / 7 وما بعدها من هذا الكـتاب.

5- قال الداني فيه: " النقّاش جائز القول، مقبول الشهادة "; انظر: غاية النهاية في طبقات القـرّاء 2 / 121 ذيل الرقم 2938.

أمّا الداني فهو: أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر الأُموي، مولاهم الأندلسي، القرطبي ثمّ الداني، ويعرف بابن الصيرفي، صاحب التصانيف الكـثيرة في القراءات والقرآن، وُلد سـنة 371 هـ، وتوفّي سـنة 444 هـ ودُفن بمقبرة دانية.

والداني: نسـبة إلى دانِـية، وهي مدينة بالأندلـس من أعمال بلنـســية، على ضفة البحر شرقاً، مَرساها عجيب يسمّى السُّمّان، ولها رساتيق واسعة كـثيرة التين والعنب واللوز.

انظر: سـير أعلام النبلاء 18 / 77 رقم 36، معجم البلدان 2 / 494 رقم 4671.


الصفحة 470
العلم، واحتيج إليه، كما ذكره في " ميزان الاعتدال "(1)، فأيّ داع له ـ وهو من أهل السُـنّة ـ إلى وضع هذا الحديث، ويُسقِط نفسه بين قومه؟!


*  *  *

____________

1- ميزان الاعتدال 6 / 115 رقم 7410.

وقال فيه الذهبي ـ كذلك ـ ما نصّـه: " أبو بكر النقّاش، محمّـد بن الحسـن بن محمّـد بن زياد بن هارون المَوْصِلي، ثمّ البغـدادي، المقرئ، المفسِّر، أحد الأعلام، وُلد سـنة سـتّ وسـتّين ومئـتين... ".

انظر: معرفة القـرّاء الكبار: 294 رقم 209.


الصفحة 471

محـبّـتـه وموالاتـه


قال المصنّـف ـ قـدّس الله نفسه ـ(1):

المطلب الثالث: في محـبّـته

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ كما في " مسند أحمد بن حنبل "، وقد أخذ بيد حسـن وحسـين ـ: " مَن أحبّني وأحبّ هذين وأحبّ أباهما وأُمّهما كان معي في درجتي يوم القيامـة "(2).

وعن حذيفة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " مَن أحبّ أن يتمسّك بقصبة الياقوت التي خلقها الله تعالى، ثمّ قال لها: كوني، فكانت، فليتولّ عليّ بن أبي طالب من بعدي "(3).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " لو اجتمع الناس على حبّ عليّ لم يخلقِ اللهُ النار "(4).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " حبُّ عليّ حسنةٌ لا يضرّ معها سيّئةٌ، وبُغض عليّ

____________

1- نهج الحقّ: 259.

2- مسند أحمد 1 / 77، ورواه في فضائل الصحابة 2 / 862 ـ 863 ح 1185، وقد تقدّم تخريجه عن جمع من الحفّاظ في مبحث الحديث الخامس والعشرين، في الصفحة 235 من هذا الجزء، فراجـع!

3- انظر: فضائل الصحابة 2 / 826 ح 1132، حلية لأولياء 1 / 86 و ج 4 / 174 رقم 270، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 202 ـ 204 ح 260 ـ 264.

4- فردوس الأخبار 2 / 203 ح 5175، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ للخوارزمي ـ: 67 ح 39، نزهة المجالس 2 / 207، ينابيـع المودّة 1 / 272 ح 9 و ج 2 / 290 ح 830.


الصفحة 472
سـيّـئةٌ لا ينفع معها حسـنةٌ "(1).

وقال رجل لسلمان: ما أشدّ حبّـك لعليّ (عليه السلام)!

قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: " مَن أحبّ عليّـاً فقد أحبّني، ومَن أبغض عليّـاً فقد أبغضني "(2).

ومن " المناقـب " لخطيـب خـوارزم، عن ابن عمر، قال: قـال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " مَن أحبّ عليّـاً قَبِـلَ الله منه صلاته وصيامه وقيامه واسـتجاب دعاءه.

ألا ومَن أحبّ عليّـاً أعطاه بكلّ عِرق في بدنه مدينة في الجنّة.

ألا ومَن أحبّ آل محمّـد أَمِن الحساب والميزان والصراط.

ألا ومَن مات على حبّ آل محمّـد فأنا كفيله بالجنّة مع الأنبياء.

ألا ومَن أبغض آل محمّـد جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه: آيـس من رحمة الله "(3).

والأخبار في ذلك أكـثر من أن تُحصى(4)..

____________

1- فردوس الأخبار 1 / 347 ح 2547، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ للخوارزمي ـ: 75 ـ 76 ح 56، نزهة المجالـس 2 / 207، ينابيـع المـودّة 1 / 270 ح 4 و ص 375 ح 6 و ج 2 / 75 ح 54 و ص 292 ح 841.

2- المستدرك على الصحيحين 3 / 141 ح 4648، الاستيعاب 3 / 1101، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ للخوارزمي ـ: 69 ـ 70 ح 44، وانظر: المعجم الكبير 23 / 380 ح 901 وفيه زيادة: " ومن أبغضني فقد أبغض الله ".

3- منـاقـب الإمـام عليّ (عليه السلام) ـ للخـوارزمـي ـ: 72 ـ 73 ح 51، مقـتل الحسـين (عليه السلام)ـ للخوارزمي ـ: 72 ح 15، وانظر: تفسير الكشّاف 3 / 467، تفسير الفخر الرازي 27 / 166 ـ 167، تفسير القرطبي 16 / 16، فرائد السـمطين 2 / 255 ح 524، نزهة المجالس 2 / 222، جواهر العقدين: 337 ـ 338.

4- انظـر: جواهر العقدين: 317 ـ 340، الصواعق المحرقة: 259 ـ 274 و ص 339 ـ 348.


الصفحة 473
وآيات القرآن دالّـة عليه..

قال الله تعالى: { قل لا أسألُكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى }(1)، جعل مودّة عليّ وآله أجراً لرسالة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)(2).

وفي " الجمـع بين الصحاح السـتّة "، عن ابن عبّـاس، قال: إنّ رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " أَحِـبّوا الله لِما يغذوكم به مِن نعمة، ولِما هو أهله، وأَحِـبّوني لحبّ الله، وأَحِـبّوا أهل بيتي لحبّي "(3).

ومن " مناقب " الخوارزمي: عن أبي ذرّ، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " مَن ناصبَ عليّـاً الخلافة بعدي فهو كافر، وقد حارب الله ورسوله "(4).

ومـنـه: عـن معاوية بـن حَـيْـدَةَ الـقُـشَـيْـري(5)، قـال: سـمعـت

____________

1- سورة الشورى 42: 23.

2- تفسير البغوي 4 / 111، تفسير الكشّاف 3 / 467، زاد المسير 7 / 117، تفسير الفخر الرازي 27 / 167، تفسير القرطبي 16 / 16، تفسير البيضاوي 2 / 362، تفسير ابن كثير 4 / 115، الدرّ المنثور 7 / 348، فتح القدير 4 / 537، روح المعاني 25 / 49.

3- رواه رزين العبدري في " الجمع بين الصحاح السـتّة " نقلا عن " سـنن أبي داود " كما في عمدة عيون صحاح الأخبار: 464 ح 749، وانظر: سنن الترمذي 5 / 622 ح 3789، المعجم الكبير 3 / 46 ح 2639 و ج 10 / 281 ح 10664، المستدرك على الصحيحين 3 / 162 ح 4716، حلية الأولياء 3 / 211، تاريخ بغداد 4 / 160 رقم 1833، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 151 ح 180.

4- أخرجه الخوارزمي في كـتابه كما في " مناقب عليّ " ـ للعيني الحيدر آبادي ـ: 52، وانظر: مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 93 ح 68.

5- كان في الأصل: " عن معاوية بن وحيد، بخطّ القشـيري "، ووضع المصنّف (قدس سره)في المخطوط الحرف " خ " على كلمة " بخطّ " إشارة إلى أنّها نسخة بدل; وكلّ ذلك تصحيف، وما أثبتـناه في المتن هو الصحيـح.

انـظـر: الطـبقـات الكبـرى ـ لابـن سـعد ـ 7 / 25 رقـم 2855، تاريـخ الثقـات ـ للعجلي ـ: 432 رقم 1592، الثقات ـ لابن حبّان ـ 3 / 374، معرفة الصحابة 5 / 2503 رقم 2658، الاسـتيعاب 3 / 1415 رقم 2434، أُسد الغابة 4 / 432 رقم 4975، تهذيب الكمال 18 / 198 رقم 6643، الإصابة 6 / 149 رقم 8071.


الصفحة 474
النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لعليّ: " يا عليّ! لا يبالي مَن مات وهو يبغضك مات يهوديّـاً أو نصرانـيّـاً "(1).

ومنه: عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعليّ: " كذب مَن زعم أنّـه يُبغضك ويحبّـني "(2).

وعن أبي هريرة، قال: أبصر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) عليّـاً وحسـناً وحسـيناً وفاطمـة، فقال: " أنا حربٌ لِمن حاربكم، وسِلمٌ لِمن سالمكم "(3).

ومنه: عن ابن عبّـاس، قال: قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لعليّ: " أنت سـيّد في الدنيا، وسـيّد في الآخرة، مَن أحبّك فقد أحبّني، ومَن أحبّـني

____________

1- انظر: مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 96 ح 74، فردوس الأخبار 2 / 482 ح 8312، وراجع الصفحة 185 من هذا الجزء.

2- انظـر: منـاقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغـازلي ـ: 97 ح 75، مناقـب الإمـام عليّ (عليه السلام) ـ للخوارزمي ـ: 76 ح 57، تاريخ دمشق 42 / 268، كفاية الطالب: 320.

3- انظر: سنن الترمذي 5 / 656 ح 3870، سنن ابن ماجة 1 / 52 ح 145، مسند أحمد 2 / 442، فضائل الصحابة 2 / 962 ح 1350، المعجم الكبير 3 / 40 ح 2619 ـ 2621 و ج 5 / 184 ح 5030 و 5031، المعجم الأوسط 3 / 256 ح 2875 و ج 5 / 316 ح 5015 و ج 7 / 242 ح 7259، المعجم الصغير 2 / 3، مصنّف ابن أبي شيبة 7 / 512 ح 7، الإحسان بترتيب صحيـح ابن حبّان 9 / 61 ح 6938، الكنى والأسـماء ـ للـدولابي ـ 2 / 160، المسـتدرك على الصحيـحيـن 3 / 161 ح 4713 و 4714، تاريخ بغداد 7 / 137 رقم 3582، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 105 ح 90، مصابيح السُـنّة 4 / 190 ح 4817، تاريخ دمشق 14 / 144 و 157 ـ 158، بغية الطلب 6 / 2576.


الصفحة 475
أحبّ الله عـزّ وجلّ(1)، وعدوّك عدوّي، وعدوّي عدوّ الله، ويلٌ لمن أبغضـك "(2).


*  *  *

____________

1- وفي نسـخة: " وحبيبـي حبيب الله عـزّ وجـلّ ". منـه (قدس سره).

2- مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ للخوارزمي ـ: 327 ح 337، وانظر: فضائل الصحابة 2 / 797 ح 1092، سـير أعلام النبلاء 12 / 366 رقم 157.

وقد تقـدّم تخريجـه في ج 1 / 12 هـ 2 من هذا الكـتاب; فراجـع!


الصفحة 476

وقال الفضـل(1):

ما ذكر في هذا المطلب من وجوب محبّة أهل بيت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، سـيّما عليّ بن أبي طالب، فهو أمرٌ لا منازع فيه، والأخبار والآثار والدلائل على هذا المقصود عند أهل السُـنّة والجماعة كـثيرة.

ولكن ذكر في هذا المطلب أخباراً منكَرة موضوعة، ظاهر عليها أثر الوضع والنَّـكارة(2) والمجهولية.

ولكن ما يتعلّق بذِكر الفضائل لا يتعرّض لكونه موضوعاً أو مجهولا; لأنّ ذِكر الفضائل مقصود، ولا يتعلّق بالمذهب ولا يتوجّه إليه ردّ.

وأمّا ما ذكره من " مناقب الخوارزمي " نقلا عن أبي ذرّ، أنّه قال: " مَن ناصـبَ عليّـاً الخلافـةَ بعدي فهو كافر "، فهذا حديثٌ موضوع، منكَر، لا يرتضيه العلماء، وأكـثر ما ذكر من " مناقب الخوارزمي "، فكذلك.

وهـذا الخوارزمي رجـلٌ كأنّـه شـيعيٌّ مجهـول، لا يُعـرف بحـال، ولا يَعـدّه العلماء من أهل العلم، بل لا يعرفه أحد، ولا اعتداد برواياته وأخبـاره!

____________

1- إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ: 465 الطبعة الحجرية.

2- الـنَّـكْـرُ والـنُّـكْـرُ والـنَّـكَارةُ والـنَّـكْراءُ ـ لغـةً ـ: الدهاء والفِطنة، والـنُّـكْـرُ والـنُّـكُـرُ: المُـنْـكَـرُ والأمرُ الشديدُ; انظر: تاج العروس 7 / 557 مادّة " نكر ".

وفي الاصطلاح، فإنّ الحديث المنكَر: هو ما يرويه غير الثـقة خلافاً لِما عليه المشهور، بخلاف الشاذّ الذي يرويه الثـقـة خلافاً لِما عليه المشهور.

انظر: شرح شرح نخبة الفكر: 337 ـ 338، علوم الحديث: 76 ـ 79، تدريب الراوي 1 / 239.