الصفحة 477

وأقـول:

قد سـبق كـثير ممّا ذكره المصنّـف (رحمه الله) هنا وبيّـنّـا ثبوته(1)، ولو احتـجنا إلى إثبـات البـاقي لذكرنـاه، وفي " المسـتدرك " و " الكـنز " أكـثره(2)، لكن لا حاجة إليه بعد قوله سـبحانه: { قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى }(3)، وغيرها من الآيات(4)..

وبعد اسـتفاضة الروايات في وجوب حبّهم وفضله، وأنّ حبّهم علامة الإيمان، وبغضهم علامة النفاق، وأنّ مَن أحبّهم أحبّ الله ورسوله، ومَن أبغضهم أبغض الله ورسوله.

والإنسان في غنىً عن البحث في سـند الأحاديث المتعلّقة بحبّهم وبغضهم; لاشـتهارها، بل تواترها معنىً.

وإذا تأمّلت كثرة ما ورد في الترغيب بحبّهم، والتحذير من بغضهم، والوصيّة فيهم بالكيفيّات المختلفة، والوجوه المتعدّدة، لَعلمت أنّ ذلك لم يكن إلاّ لأمر في الأصحاب، وإلاّ لو كانوا كما يظنّ الظانّون، لَما احتاجوا إلى ذلك; لقضاء العادة بحبّهم لأهل البيت (عليهم السلام)، واحترامهم لهم; لقربهم

____________

1- تقـدّم في ج 4 / 215 ـ 216 من هذا الكتاب، وفي الصفحات 142 و 184 و 235 و 432 من هذا الجزء.

2- انظر: المستدرك على الصحيحين 3 / 138 ـ 145 ح 4640 ـ 4657 و ص 161 ـ 162 ح 4713 ـ 4717، كنز العمّال 12 / 103 ـ 105 ح 34194 ـ 34206 و ج 13 / 139 وما بعـدها.

3- سورة الشورى 42: 23.

4- راجـع: ج 4 / 297 ـ 435 وتمام الجزء الخامـس من هذا الكـتاب.


الصفحة 478
من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فضلا عن أهليّتهم في أنفسهم وكـثرة آثار عليّ (عليه السلام)في الإسـلام..

فلا بُـدّ أن يكون النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قد علم ما نقوله، مِن بُغض غالبِ الأصحاب لهم، وظلمهم إيّاهم، وأنّ النفاق قد فشا فيهم وانقلبوا على الأعقاب!

بل لو تأمّل المنصف أخبار حبّهم وبغضهم لم يفهم منها إلاّ إرادة وجوب التمسّك بهم، فهي بيانٌ لإمامتهم، ولسانٌ في وجوب اتّباعهم وحرمة مخالفتهم، وإلاّ فالحبّ والبغض من حيث هما ليسا بتلك الأهمّـيّـة التي اشـتمل عليها الكـتاب والسُـنّة.

وبهذا يُعلم صحّة ما رواه أبو ذرّ (رحمه الله)، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، أنّه قال: " مَـن ناصب عليّـاً الخلافة [ بعـدي ] فهو كافر "..

وما زعمه ـ من كونه منكَراً موضوعاً ـ تامٌّ على مذهبه، وإلاّ فبالنظر إلى الخبر بنفسه لا نكارةَ فيه، وهو وأشـباهه حجّـة عليهم.

ويؤيّـده ما في " كنز العمّال "(1)، عن الدارقطني في " الأفراد "، عن ابن عبّـاس: " عليٌّ باب حِطّة، مَن دخل منه كان مؤمناً، ومَن خرج منه كان كافراً ".

وما في " الكنز " أيضاً، عن عليّ، وجابر، وابن مسعود، بطرق: " عليٌّ خير البشر، فمن أبى فقد كفر "(2).

ورواه السيوطي في " اللآلئ "، عن ابن عديّ، بسنده عن أبي سعيد;

____________

1- ص 153 ج 3 [ 11 / 603 ح 32910 ]. منـه (قدس سره).

2- كنز العمّال 11 / 625 ح 33045 و 33046، وانظر: تاريخ بغداد 3 / 192 رقم 1234 و ج 7 / 421 رقم 3984.


الصفحة 479
وعن أبي الحسن بن شاذان الفضلي، بسـنده عن حذيفـة(1).

فهو كـثير الطرق، حقيـقٌ بالاعتبار..

.. إلى نحوها من الأخبار(2).

ولا يخفى أنّ قول الفضل: " ولكن ما يتعلّق بذِكر الفضائل لا يتعرّض لكونه موضوعاً... " إلى آخـره(3)..

مناف لِما ذكره في أوّل المبحث الخامس، حيث قال: " يشترط في ذِكر الفضائل أن يروى من الصحاح المعتبرة، ومن العلماء الّذين اعتمدهم الناس... " إلى آخـره(4).

والظاهر أنّ السـبب في هذا العدول إرادتُـه روايةَ فضائلِ أوليائه قريباً، لِـتُـقـبَـل على عـلاّتها ولا يُلتفت إلى وضعها!

وأمّـا ما طعن به الخوارزمي، فليس إلاّ لرواياته في فضائل أهل البيت، والحال أنّه قد اسـتفاض أكـثرها بطرق أُخرَ عن غيره، بل كلّها بلحاظ شواهدها ومناسـباتها.

وهو ممّن لا يُجهل عند القوم، فقد روى عنه ابن حجر، وكـنّاه بـ " أبي بكر " في " الصواعق "، في المقصد الثاني من المقاصد المتعلّقة بالآية الرابعة عشرة، من الآيات الواردة في أهل البيت (عليهم السلام)(5).

وقد ذكره الذهبيّ في " الميزان "، بترجمة " محمّـد بن عبـد الله بن

____________

1- اللآلئ المصنوعة 1 / 301، الكامل في ضعفاء الرجال 4 / 10 رقم 888.

2- راجع: جواهر العقدين: 341 ـ 358، الصواعق المحرقة: 264 ـ 267 و 357.

3- تقـدّم آنفاً في الصفحة 476.

4- انظر الصفحة 286 من هذا الجـزء.

5- الصواعق المحرقة: 263.


الصفحة 480
محمّـد البلوي "، فقال ـ بعدما ذكر حديثاً في فضل عليّ (عليه السلام) ـ: " رواه أخطب خوارزم "(1).

وذكره أيضاً بترجمة " محمّـد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان "، فإنّه ذكر في ترجمته أحاديث له في فضائل عليّ (عليه السلام)، ثمّ قال: " ولقد ساق خطيب خوارزم من طريق هذا الدجّال ابن شاذان أحاديث كـثيرةً باطلةً سمجةً ركيكةً في مناقب السـيّد عليّ "(2).

ولولا أنّ الرجل كبير المنزلة عندهم، مسلّم الوثاقة بينهم، لَعرفت كيف رمته سهام ألسـنتهم، وطعنت فيه أسـنّة أقلامهم!

فهذا ابن شاذان قد سمعت ما قال الذهبيّ فيه، وهو لم يروِ إلاّ اليسير من فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام)، فكيف بالخوارزمي وقد روى الكثير لولا فضله الكبير بينهم؟!

وغاية ما طعن به ابن تيميّة على خبث لسانه أن قال: " ليس الحديث من صنعته "(3)، ذكر هذا في ردّه لـ " منهاج الكرامة ".

فكأنّـه لا يكون من أهل صنعـة الحديث إلاّ أن يترك رواية فضـائل آل محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم)، أو يرويَ ما يتحمّـله رأي ابن تيميّـةَ خاصّـةً(4).

____________

1- ميزان الاعتدال 6 / 206 رقم 7763.

2- ميزان الاعتدال 6 / 54 ـ 55 رقم 7196.

3- انظر: منهاج السُـنّة 5 / 41 ـ 42 و ج 7 / 62.

4- وخطيب ـ أو: أخطب ـ خوارزم هو: ضياء الدين أبو المؤيّد الموفّـق ـ أو: موفّق الدين ـ بن أحمد بن محمّـد المكّي، الخوارزمي، الحنفي، وُلد سـنة 484 هـ، وتوفّي بخوارزم سـنة 568 هـ.

من أفاضل أعيان علماء أهل السُـنّة وفقهائهم ومحدّثيهم، كان شاعراً بليغاً وأديباً فصيحاً مفـوّهاً، برع في إنشاء الخطب، أخذ علم العربية عن جار الله الزمخشري، وتخـرّج به جماعة، من مصنّفاته: مناقب الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، مناقب الإمام أبي حنيفة.

انظر: الجواهر المضيّة في طبقات الحنفيّة 3 / 523 رقم 1718، المختصر المحتاج إليه من ذيل تاريخ بغـداد ـ للذهبي ـ: 360 رقم 1341، كشف الظنون 2 / 1837 و 1844، هديّـة العارفين 6 / 482، معجم البلدان 2 / 454 رقم 4444.


الصفحة 481

إنّـه صاحب الحوض، واللواء، والصراط، والإذن


قال المصنّـف ـ أعلى الله مقامه ـ(1):

المطلب الرابع: في أنّه صاحب الحوض، واللواء،
والصراط، والإذن.

روى الخوارزمي، عن ابن عبّـاس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " عليٌّ يوم القيامة على الحوض، لا يَدخل الجنّة إلاّ مَن جاء بجواز من عليّ "(2).

وعنه، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " إذا كان يوم القيامة أمر الله تعالى جبرئيل أن يجلس على باب الجنّة، فلا يدخلها إلاّ من معه براءةٌ مِن عليّ (عليه السلام) "(3).

____________

1- نهج الحقّ: 261.

2- لم نجـده بهذا اللفظ، وانظـر: مناقـب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ للخوارزمي ـ: 71 ح 48 و ص 310 ح 308، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 140 ح 156.

3- مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ للخوارزمي ـ: 319 ـ 320 ح 324، وانظر: تاريخ أصفهان 1 / 400 ح 755، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 148 ح 172، فرائد السمطين 1 / 289 ح 228; وراجـع: ج 5 / 7 ـ 8 من هذا الكـتاب!


الصفحة 482
وعن جابر بن سمرة، قال: قيل: يا رسول الله! مَن صاحب لوائك في الآخـرة؟

قال: " صاحب لوائي في الآخرة، صاحب لوائي في الدنيا، عليّ ابن أبي طالب "(1).

وعن عبـد الله بن أنس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " إذا كان يوم القيامة ونُصب الصراط على شفير جهنّم، لم يجز عليه إلاّ مَن معه كـتاب بولاية عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) "(2).

والأخبار في ذلك أكـثر من أن تحُصى.

فلينظر العاقلُ إذا كانت مِثل هذه وأضعافها أضعافاً مضاعفة يرويها السُـنّة في صحاح الأخبار عندهم، والآيات ـ أيضاً ـ موافقةٌ لها ثمّ يتركونها، هل يجوز له تقليدهم؟!

ومع ذلك لم ينقلوا عن أئمّة الشـيعة منقصةً ولا رذيلةً ولا معصيةً ألْـبـتّـة، والتجـأُوا في التقليـد إلى قوم رَوَوْا عنهم كلَّ رذيلـة، ونسـبوهم إلى مخالفة الشريعة في قضايا كـثيرة! ولنذكر هنا بعضها في مطالب..


*  *  *

____________

1- مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ للخوارزمي ـ: 358 ح 369; وانظر الصفحة 424 ـ 425 من هذا الجـزء.

2- انظر: منـاقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ للخوارزمي ـ: 71 ح 48، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام)ـ لابن المغازلي ـ: 219 ح 289; وراجـع الصفحة 199 هـ 3 من هذا الجزء.


الصفحة 483

وقال الفضـل(1):

من ضروريّـات الدين أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) صاحب الحوض المورود، والشفاعة العظمى، والمقام المحمود يوم القيامة.

وأمّا أنّ عليّـاً صاحب الحوض، فهو من مخترعات الشـيعة، ولم يرد به نقلٌ صحيـح.

وهذا الرجل، الذي ينقل كلّ مطالبه من كتب أصحابنا، لم ينقل هذا منهم; وذلك لأنّه لم يصحّ فيه نقل عندنا.

ولكن ما ذكـره لمّـا كان مـن الفضـائل والمنـاقب لمولانـا عليّ بن أبي طالب، فنحن لا ننكره; لأنّ كلّ ما نُقل من فضائله وفضائل أهل بيت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، ما لم يكن سـبباً إلى الطعن في أفاضل الصحابة، فنتسلّمه ونوافقه فيه; لأنّ فضائلهم لا تُحصى، ولا ينكره إلاّ منكر نور الشمس والقمـر.

وأمّا ما ذكره، أنّ أمثال هذه الأخبار يرويها السُـنّة، وهي في صحاح الأخبار عندهم، والآيات أيضاً موافقة لها، ثمّ يتركونها، هل يجوز لهم تقليدهم؟!

فإنّ أهل السُـنّة يعملون بكلّ حديث وخبر صحيح بشرائطها.

ولكن كما صحّ عندهم الأحاديث الدالّة على فضل عليّ بن أبي طالب وأهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، كذلك صحّ عندهم الأحاديث الدالّة على

____________

1- إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ: 467 الطبعة الحجرية.


الصفحة 484
فضائل الخلفاء الراشدين، فهم يجمعون بين الأحاديث الصحاح، وينزلون كلاًّ منزلَه الذي أنزله الله، ولا ينقصون أحداً ممّن صحّ فيه هذا الحديث..

والشـيعة ينقلون الأحاديث من كتب أصحابنا ممّا يتعلّق بفضائل أهل البيت، ويسكتون عن فضائل الخلفاء وأكابر الصحابة; ليتمشّى لهم الطعن والقدح، وهذا غاية الخيانة في الدين.

وأيّة خيانة أعظم من أنّ رجلا ذكر بعض كلام أحد ممّا يتعلّق بشيء، وترك البعض الآخر بما يتعلّق بعين ذلك الشيء، ليتمشّى به مذهبه ومعتقده؟!

ونعوذ بالله من هذه العقائد الفاسدة.

ثـمّ ما ذكـره، أنّ أهـل السُـنّة " لم ينقلوا عن أئمّـة الشـيعة منقصـةً ولا رذيلةً ولا معصيةً ألبتّـة ".

فجوابه أن نقول:

أيّها الجاهل العامّي، الضالّ العاصي! الشـيعة ينسـبون أنفسهم إلى الأئمّـة الاثني عشر..

أترى أئمّة أهل السُـنّة والجماعة يقدحون في أهل بيت النبوّة والولاية؟!

أتراهم ـ يا أعمى القلب! ـ أنّهم يفترون مثلك ومثل أضرابك على الأئمّة، ويفترون المطاعن والمثالب ممّا لم يصحّ به خبر، بل ظاهر عليه آثار الوضع والبطلان، ولا كظهور البدر ليلة الأضحيان؟!

ثـمّ ذكر أنّهم " التجأوا في التقليد إلى قوم رَوَوْا عنهم كلَّ رذيلة، ونسـبوهم إلى مخالفة الشريعة ".

فجوابه: إنّهم لم يَـرْوُوا عمّن يقلّدونه رذيلةً أصلا، بل هو يفتري

الصفحة 485
الكذب عليهم، ومن ها هنا يريد أن يشرع في مطاعن الخلفاء، ويبدأ بأبي بكر الصدّيق..

ونحـن نقول له: أنت لا تروي شـيئاً يُعتـدّ بـه إلاّ مـن صحاحنـا، وها نحن قبل شروعك في مطاعن أبي بكر الصدّيق، نذكر شيئاً يسيراً من فضائله المذكورة في صحاحنا.

وصحاحنا ليـس ككتب الشـيعة التي اشـتهر عند السُـنّة أنّها من موضوعات يهودي كان يريد تخريب بناء الإسلام، فعملَها وجعلَها وديعةً عند الإمام جعفر الصادق، فلمّا توفّي حسـب الناس أنّه من كلامه(1)..

والله أعلم بحقيقة هذا الكلام، وهذا من المشهورات..

مع هذا، لا ثقة لأهل السُـنّة بالمشهورات، بل لا بُـدّ من الإسناد الصحيح حتّى يصحّ الروايةُ.

وأمّـا صحـاحنـا، فـقد اتّـفـق العلمـاء أنّ كـلّ مـا عُـدّ مـن الصحـاح ـ سوى التعليقات في الصحاح السـتّة ـ لو حُلف بالطلاق أنّه من قول رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أو مِن فِعله وتقريره، لم يقع الطلاق، ولم يحنث(2).

وها نحن نشرع في بعض فضائل الصدّيق; إظهاراً للحقّ، الحقيقِ

____________

1- نـقـول: إنْ كان يقصـد باليهودي هو مَن يسـمّى بـ " عبـد الله بن سـبأ "، فلنـا أن نتساءل ـ على فرض ثبوت شخصية ابن سـبأ ـ، أنّه كيف لقي الإمام الصادق (عليه السلام)، المسـتـشهَد سنة 148 هـ؟! فإنّ ابن سـبأ ـ على ما يروى ويدّعى ـ كان في عصر عثمان، وهو الذي ألّب الناس عليه، وأجّج نار الثورة حتّى قُتل، وهو الذي أحرقه الإمامُ عليّ (عليه السلام) وأصحابَه، فكيف اجتمع بالإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، وهو متأخّر عنه بزمن طويل، حتّى يودعه كتبه الموضوعة المختلقة؟!

2- انظر: شرح صحيح مسلم ـ للنووي ـ 1 / 28، مقـدّمة ابن الصلاح: 16.

وراجـع: ج 1 / 39 من هذا الكـتاب!


الصفحة 486
بالتحقيـق، فنقول:

أوّل خلفاء الإسلام: أبو بكر عبـد الله بن أبي قحافة، من أولاد تَيْم ابن مرّة، ونسـبه يتّصل برسول الله في مرّة، كان له ولدان: تَيْم وكلاب، فكلاب هو أبو قُصيّ، وقُصيّ جدّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتَيْم هو جدّ أبي بكر الصدّيق.

وكان أبو بكر الصدّيق قبل البعثة من أكابر قريش وأشرافها، وصناديدها، وكان قاضياً حكماً بينهم، وكان صاحب أموال كثيرة، حتّى اتّفق جميع أرباب التواريخ، أنّه لم يبلغ مال قريش مبلغ مال أبي بكر.

وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يصادقه ويحبّه، ويجلس في دكّانه، وهو كان يحبّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) محبّة شديدة، لا يفارقه ليلا ولا نهاراً، وكان يُعين رسول الله بماله وأسـبابه.

فلمّا بُعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان لا يُظهر حال نبوّته في أوّل الأمر على الناس، فذكر لأبي بكر فصدّقه، وقال رسول الله: " ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلاّ وأظهر تردّداً ما خلا أبي(1) بكر "(2) (كما قال)(3).

فأخذ أبو بكر يدعو الناس إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فآخر ذلك اليوم الذي أسلم أتى بعيون قبائل قريش ممّا(4) كانوا يصادقونه في مكّة، وهم:

عثمان بن عفّان ـ من عيون بني أُميّة ـ، وسعد بن أبي وقّاص ـ من

____________

1- كذا في الأصل وإحقاق الحقّ; والصواب لغة: " أبـا "!

2- انظر: البداية والنهاية 3 / 22.

3- كذا في الأصل وإحقاق الحقّ; والعبارة مضطربة ومبهمة، وذلك غير عزيز من فصاحة وبلاغة الفضل! ولعلّ في العبارة سقطاً، وربّما كان مراده: " فكان الأمر كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حقّ أبي بكر "; فلاحــظ!

4- كذا في الأصل وإحقاق الحقّ; والصواب لغة: " مـمّـن "!


الصفحة 487
أشراف بني زهرة ـ، وطلحة بن عبيـد الله ـ من أشراف تيم ـ، والزبير بن العوّام ـ من أشراف بني أسد بن عبـد العزّى ـ، وغيرهم من الأشراف، فبايعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على الإسلام(1).

ثمّ أخذ في الدعوة، ولا يقدِم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على أمر إلاّ بمشاورته وهو يدعو الناس!

وكان عاقلا لبيباً مدبّراً، مقبول القول، وكان يبذل ماله في إعانة المسلمين وفي تشـهير الإسلام.

وروي في الصحيح، أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " مِن أَمَنّ الناسِ علَيَّ في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متّخذاً خليلا من أُمّتي لاتّخذت أبا بكر، ولكن أُخوّة الإسلام ومودّته، لا تَبقينّ في المسجد خوخةٌ إلاّ خوخة أبي بكر "(2).

وفيه ـ أيضاً ـ: عن عبـد الله بن مسعود، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، أنّه قال: " لو كنت متّـخذاً خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا، ولكـنّه أخي وصاحبي، وقد اتّخذ الله صاحبكم خليلا "(3).

وفي الصحاح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " ما لأحد عندنا يدٌ إلاّ وقد كافأناه ما خلا أبا بكر، فإنّ له عندنا يداً يكافئه الله يوم القيامة، وما نفعني مالُ أحد قطّ ما نفعني مالُ أبي بكر، ولو كنت متّخذاً خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا، أَلا وإنّ صاحبكم خليل الله "(4).

____________

1- انظر: السـيرة الحلبية 1 / 449.

2- انظر: صحيح البخاري 1 / 201 ح 125، صحيح مسلم 7 / 108.

3- صحيح مسلم 7 / 108.

4- سـنن الترمذي 5 / 568 ـ 569 ح 3661.


الصفحة 488
ثمّ لمّا أخذ الكفّار في إيذاء المسلمين وتعذيبهم، قام أبو بكر بأعباء أذيّة قريش وإعانة المعذّبين، والذبّ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بما هو مشتهر معلوم لا يحتاج إلى بيانه.

وكان يشتري المعذَّبين من الكفّار، واشترى بلال بن رباح، وفدى غيره من الصحابة، وابتلي بلاءً حسناً لا يكون فوقها مرتبةٌ حتّى جاء وقت الهجرة فصاحَبَ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الغار، وأنزل الله فيه: { ثاني اثنين إذ هُما في الغار إذ يقولُ لصاحبه لا تحزن }(1).

وأثنى الله عليه في كتابه العزيز في مواضع عديدة ممّا يطول ذِكرها، ولولا أنّ الكتاب غير موضوع لذِكر التفاصيل، لفصّلنا مناقبه في عشر مجلّـدات!

ثمّ بعد الهجرة أقام يحفظ الدين والجهاد، ولم يقدر أحد من الشـيعة أن يدّعي أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) غزا غزوة وتخلّف عنه أبو بكر حتّى توفّي.

وإجماع الأُمّة على أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقدّمه على أصحابه ويفضّله عليهم، وهو لم يفارق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قطّ في غزاة، ولا سفر، ولا فـرّ في غزوة، ومن ادّعى خلاف ذلك فهو مفتر كذّاب، مخالفٌ لضرورات الدين.

ذكر في " صحيح البخاري "، عن محمّـد بن الحنفيّة، قال: قلت لأبي: أيُّ الناس خير بعد النبيّ؟

قال: أبو بكر.

قلت: ثمّ من؟

____________

1- سورة التوبة 9: 40.


الصفحة 489
قال: عمر.

قال: [ و ] خشـيت أن يقول: عثمان، قلت: ثمّ أنت؟

قال: ما أنا إلاّ رجل من المسلمين(1).

انظروا معاشر العقلاء! إنّ أمير المؤمنين عليٌّ هكذا يذكر الخلفاء، ثمّ جاء ابن المطهّر الأعرابي، البوّال على عقبيه، ويضع لهم المطاعن، قاتله الله من رجل سوء بَـطّـاط(2).

وأيضـاً: عـن عبـد الله بن عمر، قـال: كـنّـا فـي زمـن النبـيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)لا نَـعْـدِل بأبي بكر أحـداً، ثمّ عمر، ثمّ عثمان، ثـمّ نـترك أصحـاب النبيّ لا نُـفاضل بينهم(3).

وفي رواية: كـنّا نحن نقول ـ ورسول الله حيٌّ ـ: أفضل أُمّة النبيّ بعده أبو بكر، ثمّ عمر، ثمّ عثمان(4).

وفي الصحاح: عن ابن عمر، عن رسول الله، أنّه قال لأبي بكر: " أنت صاحبي في الغار، وصاحبي في الحوض "(5).

وفيها: عنه، قال: قال رسول الله: " أنا أوّل من تنشقّ عنه الأرض، ثمّ أبو بكر، ثمّ عمر، ثمّ يأتي أهل البقيـع فيُحشرون معي، ثمّ ينتـظر أهل

____________

1- صحيح البخاري 5 / 71 ح 168.

2- الـبَـطّـاط: صانع البطّات، جمع البطّة; وهي الدبّـة بلغة أهل مكّة; لأنّها تُعمل على شكل البطّة من الحيوان، أو هو إناء كالقارورة يوضع فيه الدهن وغيره; انظر مادّة " بطط " في: لسان العرب 1 / 431، تاج العروس 10 / 198.

3- صحيح البخاري 5 / 82 ح 193.

4- سـنن أبي داود 4 / 205 ـ 206 ح 4628.

5- سـنن الترمذي 5 / 572 ح 3670.


الصفحة 490
مكّـة حتّى تحشر بين الحرمين "(1).

وفي الصحاح: عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " أتاني جبرئيل فأخذ بيدي فأراني باب الجنّة الذي يدخل منه أُمّتي.

فقال أبو بكر: يا رسول الله! وددت أنّي كنت معك حتّى أنظر إليه.

فقال رسول الله: أما إنّك يا أبا بكر أوّل من يدخل الجنّة من أُمّـتي "(2).

والأخبار في هذا أكـثر من أن تحصى..

ثمّ لمّا قرب وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جعله في مرضه إماماً للناس; ليكون تلويحاً إلى خلافته، وهذا كالمتواتر عند المسلمين، ولم يتردّد واحـدٌ في أنّ أبا بكر في أيّام مرض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يؤمّ الناس.

وفي الصحاح: عن عائشة، قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في مرضه: " ادعي لي أبا بكر أباك، وأخاك، حتّى أكتب كتاباً، فإنّي أخاف أن يتمنّى متمنّ، ويقول قائل: أنا أَوْلى، ويأبى الله والمؤمنون إلاّ أبا بكر "(3).

وفي الصحاح: عن جبير بن مطعم، قال: أتت النبيّ امرأةٌ فكلّمته في شيء، فأمرها أن ترجع إليه، قالت، يا رسول الله! أرأيت إن جئت ولم أجدك؟ ـ كأنّـها تريد الموت ـ.

قال: إن لم تجديني فَـأْتي أبا بكر(4).

____________

1- انظر: سـنن الترمذي 5 / 581 ح 3692، المسـتدرك على الصحيحين 2 / 505 ح 3732.

2- سـنن أبي داود 4 / 212 ح 4652، المستدرك على الصحيحين 3 / 77 ح 4444.

3- صحيح مسلم 7 / 110، وانظر: الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ 3 / 134، السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ 8 / 153.

4- انظر: صحيح مسلم 7 / 110.


الصفحة 491
والأخبار الدالّة على الإشارة بخلافته كثيرة، وهي تعارض الأخبار الدالّـة على خلافـة عليّ.

والإجماع فضـلٌ زائـد ودليل تامٌّ على صحّـة خلافتـه.

ثمّ إنّ الرجل السوء يذكر لمثل هذا الرجل المطاعن، لعن الله كلّ مخالف طاعن.

وكـنت حين بلغـت باب المطـاعن أردت أن أطـوي عنـه كشـحاً، ولا أذكر منه شـيئاً; لأنّها تؤلم خاطر المؤمن، ويفرح بها المنافق الفاسد الدين; لأنّ من المعلوم أنّ الدين قام في خلافة هؤلاء الخلفاء الراشدين.

ولمّا سمع المنافق أنّ هـؤلاء مطعونون، فـرح بأنّ الدين المحمّـدي لا اعتداد به; لأنّ هؤلاء المطعونين ـ حاشاهم ـ كانوا مؤسّـسي هذا الدين، وهـذا ثلمة عظيمة في الإسـلام، وتقوية كاملة للكفر، أقـدمَ به الروافض، لا أفلحوا!

ولكن رأيت لو أنّي أترك هذا الباب ولم أُجاوبه، يظنّ الناس أنّ ما أورده من الأباطيل كان كلاماً متيناً، ونقلا صحيحاً لا يُقدر على مجاوبته، فعزمت أن أجري على وفق ما جريت في هذا الكتاب، مِن ذِكر كلامه والردّ عليه، والله الموفّـق.


*  *  *


الصفحة 492

وأقـول:

لا ريب أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) هو صاحب الحوض، ولكنّ عليّـاً هو المتولّي عليه، فهو صاحبه أيضاً، كما أنّ لواء النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في الآخرة ـ وهو لواء الحمد ـ بيد عليّ (عليه السلام) أيضاً، كما صرّحت بهذا كلّه أخبار القوم(1)، فضـلا عن أخبارنـا(2).

فمنها: ما رواه الحاكم في " المستدرك "(3)، عن عليّ بن أبي طلحة،

____________

1- فلم يكن ذلك من مخترعات الشـيعة كما ادّعاه ابن روزبهان، بل رواه جمع من أئمّة وحفّاظ وأعلام أهل السُـنّة، فانظر ـ علاوة على ما تقـدّم في الصفحتيـن 481 و 482 من هذا الجزء، وما سـيأتي في الصفحات التالية منه ـ: المعجم الأوسط 1 / 110 ح 190، تاريخ دمشق 42 / 139 ـ 140، مطالب السؤول: 81، مختصر تاريخ دمشق 17 / 382 و 383.

وانظر مادّة " صيد " في: الفائق في غريب الحديث 2 / 324، النهاية في غريب الحديث والأثر 3 / 65، لسان العرب 7 / 451.

2- انظر مثلا: كـتاب سُليم 2 / 708 ح 16 و ص 747 ح 24، بصـائر الدرجات: 436 ـ 437 ح 11، تفسـير فرات 2 / 366 ـ 367 ح 498 و 499، تفسـير القمّي 2 / 364 ـ 365، تفسـير العيّاشي 2 / 116 ح 127، كفاية الأثر: 101، علل الشرائع 1 / 196 ـ 197 ب 130 ح 6 و ص 205 ـ 206 ب 137 ح 1، عيون أخبار الرضـا (عليه السلام) 1 / 272 ح 63 و ج 2 / 52 ـ 53 ح 189، الخصـال: 203 ـ 204 ح 19 و ص 415 ـ 416 ح 5 و 6 و ص 573 و 582 ـ 583 ح 7، الأمالي ـ للصدوق ـ: 178 ح 180 و ص 402 ح 520 و ص 586 ح 807 و ص 756 ح 1019، الأمــالـي ـ للمفيد ـ: 272 ذ ح 3، الأمالي ـ للطوسي ـ: 209 ح 359، فضائل الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ـ لابن شاذان ـ: 69 ـ 70 ح 94 و 95، إعلام الورى 1 / 369 ـ 370، مناقب آل أبي طالب 2 / 185.

3- ص 138 ج 3 [ 3 / 148 ح 4669 ]. منـه (قدس سره).

وانظر: السُـنّة ـ لابن أبي عاصم ـ: 346 ح 776، مسند أبي يعلى 12 / 139 ـ 141 ح 6771، مجمع الزوائـد 9 / 130.


الصفحة 493
وصحّحه، أنّ الحسن (عليه السلام)، قال لمعاوية بن حديج: أنت السابُّ لعليّ... واللهِ إنْ لقيـتَـه ـ وما أحسـبك تلقاه ـ يوم القيامـة، لتجده قائماً على حوض رسـول الله يذود عنه رايات المنافقين.

ونحوه في " الصواعق "، عن الطبراني(1).

ومنها: ما في " الصواعق " ـ أيضاً ـ، عن الطبراني: يا عليّ! معك يوم القيامة عصاً من عِصيّ الجنّة تذود بها المنافقين عن الحوض(2).

ومنهـا: ما في " الصـواعق "، عن أحمد: أُعطيـت في عليّ خمسـاً ـ إلى أن قال: ـ وأمّا الثانية: فلواء الحمد بيده، آدم ومَن وَلَـدَه تحته.

وأمّا الثالثة: فواقف على حوضي، يسقي مَن عرف مِن أُمّتي(3).

ونحوه في " كـنز العمّـال "(4).

وروى في " الكنز " ـ أيضاً ـ، عن الطبراني، عن عليّ (عليه السلام): إنّي أذود عن حوض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيدَيَّ هاتين القصيرتين; الكـفّـارَ

____________

1- في المقصد الثالث من المقاصد المتعلقة بالآية الرابعة عشرة، وهي آية المودّة [ الصواعق المحرقة: 265 ]. منـه (قدس سره).

وانظر: المعجم الكبير 3 / 81 ـ 82 ح 2727 و ص 91 ـ 92 ح 2758.

2- الصواعق المحرقة: 265، وانظر: المعجم الصغير 2 / 89، فردوس الأخبار 2 / 482 ح 8314، ذخائر العقبى: 163 ـ 164، الرياض النضرة 3 / 185 ـ 186، جواهر المطالب 1 / 233.

3- الصواعق المحرقة: 265، وانظر: فضائل الصحابة 2 / 822 ح 1127، ذخائر العقبى: 155، مختصر تاريخ دمشق 17 / 384.

4- ص 402 و 403 مـن الـجـزء الـســادس [ 13 / 152 ح 46476 و ص 154 ح 36479 ]. منـه (قدس سره).


الصفحة 494
والمنافقين(1).

وروى فـيـه ـ أيضـاً(2) ـ، عن عمر ـ من حـديث طويـل ـ، عن النبـيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال فيه: وأنت تتقـدّمني بلواء الحمد، وتذود عن حوضي.

وفيـه ـ أيضاً(3) ـ: عن ابن عبّـاس، قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)لعليّ: أنت أمامي يوم القيامة، فيدفع إليَّ لواء الحمد، فأدفعه إليك، وأنت تذود الناس عن حوضي.

وقد ذكر كـثيرٌ من أخبارهم أمرَ اللواء فقط، كخبر " الكنز "(4)، عن الديلمي، عن أبي سعيد: يا عليّ! أنت صاحب لوائي في الدنيا والآخـرة.

وخبـره الآخـر(5)، عن الخطيـب، والرافعـي، عن عليّ (عليه السلام)، أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال له: سألت اللهَ يا عليّ فيك خمساً ـ إلى أن قال: ـ أعطاني فيك أنّ أوّل مَن تنشقّ عنه الأرض يوم القيامة أنا، وأنت معي، معك لواء الحمد، وأنت تحمله بين يدَيَّ تسـبق به الأوّلين والآخِـرين.

____________

1- كنز العمّال 13 / 157 ح 36484، وانظر: المعجم الأوسط 5 / 367 ح 5153، مجمع الزوائـد 9 / 135، الرياض النضرة 3 / 186، جواهر المطالب 1 / 233.

2- ص 393 ج 6 [ 13 / 117 ذ ح 36378 ]. منـه (قدس سره).

3- ص 400 ج 6 [ 13 / 145 ح 36455 ]. منـه (قدس سره).

4- ص 155 ج 6 [ 11 / 612 ح 32965 ]. منـه (قدس سره).

5- ص 159 ج 6 [ 11 / 625 ح 33047 ]. منـه (قدس سره).

وانظر: تاريخ بغـداد 4 / 339 رقم 2167، التدوين في أخبار قزوين 2 / 42 رقم 863.