____________
<=
وأورده أيضا الحاكم في المستدرك: 1 / 121، وأحمد بن حنبل في مسنده: 6 / 323، والنسائي
في خصائصه ص 24.
وجاء في مستدرك الحاكم أيضا: 3 / 121 بسنده عن أبي عبد الله الجدلي يقول:
حججت وأنا غلام فمررت بالمدينة وإذا الناس عنق واحد فأتبعتهم فدخلوا على أم سلمة زوج
النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم فسمعتها تقول: يا شبيب بن ربعي فأجابها رجل جلف
جاف: لبيك يا أماه، قالت: يسب رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم في ناديكم؟ قال
وأني ذلك فقالت: فعلي بن أبي طالب قال: أنا لنقول أشياء نريد عرض الدنيا، قالت: فإني
سمعت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول: من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب
الله.
وذكر هذا أيضا المتقي في كنز العمال: 6 / 401.
وأيضا ذكر الحديث عن أم سلمة رضي الله عنها آخرون منهم: التبريزي في مشكاة المصابيح:
565 والسيوطي في تاريخ الخلفاء: 67 وابن حجر في الصواعق المحرقة: 174 والقندوزي في
ينابيع المودة: 48.
(1) ن: نادى.
(2) المصدر: كبه.
(3) المصدر: منخريه.
(4) تمام الحديث: ثم ولى عنهم ثم قال: يا بني ما ذا رأيتهم صنعوا؟ فقلت له: يا أبه.
نظروا إليك بأعين محمرة نظر التيوس إلى شفار الجازر
فقال: زدني فداك أبوك، فقلت:
خزر العيون نواكس أبصارهم | نظر الذليل إلى العزيز القاهر |
قال: زدني، فداك أبوك، قلت: ليس عندي مزيد، فقال: لكن عندي فداك أبوك:
أحياءهم عار على أمواتهم | والميتون مسبة للغابر |
ورواه أيضا الخوارزمي في مناقبه: 81، 82.
وأورده في الرياض النضرة بألفاظ متقاربة: 2 / 166.
وروى المحب الطبري في ذخائر العقبى ص 66 عن ابن عباس قال:
أشهد بالله لسمعته من رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول: من سب عليا فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله، ومن سب الله عز وجل أكبه الله على منخريه.
حدثنا عبد الله بن محمد القرشي، عن أبي علي الخراساني، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله - " يحشر الشاك في علي من قبره وفي عنقه طوق من نار، فيه ثلاثمائة شعبة، على كل شعبة شيطان يكلح في وجهه حتى يوقفه موقف القيامة ".
ويتعلق في فضل من أشار إليه على علي - عليه السلام - بقوله تعالى:
* (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح) *(3). الآية، قال: (فما ظنك بمن قاتل وأنفق قبل الهجرة؟)(4).
والجواب عن هذا: بما أنا ما عرفنا أن أحدا قاتل قبل الهجرة، وإذا عرفت هذا بأن لك أن الرجل مدغل(5) في الدين، ويبين ذلك نصرته لمذهب
____________
(1) لم ترد ترجمة له ولو مختصرة في كتب التراجم مع أنهم ترجموا لشيوخه أمثال عمر بن شبه ومحمد بن زكريا الغلابي ويعقوب بن شيبة وأحمد بن منصور الرمادي وغيرهم وكذلك ترجموا لمن يروون عنه أمثال أبو الفرج الأصفهاني وأبو عبيد الله المرزباني وأبو القاسم الطبراني وأبو أحمد العسكري نعم ورد ذكر اسمه فقد في مقاتل الطالبين وفي شرح ما يقع فيه التصحيف للحسن بن عبد الله العسكري وفي المعجم الصغير للطبراني وفي الأوراق لأبي بكر الصولي في أخبار الراضي بالله: 64 قال في أحداث سنة 323: وتوفي أحمد بن عبد العزيز الجوهري صاحب عمر بن شبه بالبصرة لخمس بقين من شهر ربيع الآخر، ولعل هناك تعمد في إخفاء اسم الجوهري المذكور والله العالم.
(2) ن: عبد.
(3) الحديد: 10، * (وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والأرض لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى ولله بما تعملون خبير) *.
(4) العثمانية: 38.
(5) أدغل الشئ: أدخل فيه ما يخالفه ويفسده. (المنجد).
قال الناصب: (فإن قالوا(1): عرفنا أن أبا بكر أنفق قبل الهجرة فلا نعرفه قاتل قبل الهجرة، [ فقتال علي بعد الهجرة، أفضل من إنفاق أبي بكر قبل الهجرة ](2).
قلنا: إن أبا بكر وإن لم يقاتل(3) فقد قتل مرارا [ قبل الهجرة ](4) وإن لم يمت)(5).
والجواب: بما أن خصمه لا يوافقه على أن المشار إليه أنفق درهما واحدا(6)، ولأن كان أنفق ما قيل من المال الجم، وما ورد فيه ما ورد في
____________
(1) ن: قيل.
(2) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن.
(3) المصدر بزيادة: قبل الهجرة.
(4) ما بين المعقوفتين لا يوجد في المصدر.
(5) العثمانية: 39.
(6) يعجبني رد الإسكافي عليه (المطبوع آخر العثمانية ص 317) حيث قال:
أخبرونا على أي نوائب الإسلام أنفق هذا المال؟ وفي أي وجه وضعه؟ فإنه ليس بجائز أن يخفى ذلك ويدرس حتى يفوت حفظه، وينسى ذكره.
وأنتم فلم تقفوا على شئ أكثر من عتقه بزعمكم ست رقاب، لعلها يبلغ ثمنها في ذلك العصر مائة درهم، وكيف يدعى له الإنفاق الجليل، وقد باع من رسول الله - صلى الله عليه وآله - بعيرين عند خروجه إلى يثرب وأخذ منه الثمن في تلك الحال، روى ذلك جميع المحدثين.
وقد رويتم أيضا أنه كان حيث كان بالمدينة موسرا، ورويتم عن عائشة أنها قالت: هاجر أبو بكر وعنده عشرة آلاف درهم، وقلتم إن الله تعالى أنزل فيه: * (ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى) *. قلتم: هي في أبي بكر ومسطح بن أثاثة، فأين الفقر الذي زعمتم أنه أنفق حتى تخلل بالعباءة؟.
ورويتم أن لله تعالى في سماءه ملائكة تخللوا بالعباء وأن النبي - صلى الله عليه وآله - رآهم ليلة الإسراء فسأل جبريل عنهم فقال: هؤلاء ملائكة تأسوا بأبي بكر بن أبي قحافة صديقك في
=>
____________
<=
الأرض، فإنه سينفق عليك ماله حتى يخل عباءته في عنقه.
وأنتم رويتم أيضا أن الله تعالى لما أنزل آية النجوى فقال: * (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم
الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلكم خير لكم) * الآية لم يعمل بها إلا علي بن أبي
طالب وحده، مع إقراركم بفقره وقلة ذات يده، وأبو بكر في الذي ذكرنا من السعة أمسك عن
مناجاته، فعاتب الله المؤمنين في ذلك فقال: * (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات
فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم) * فجعله سبحانه ذنبا يتوب عليهم منه. وهو إمساكهم عن
تقديم الصدقة، فكيف سخت نفسه بإنفاق أربعين ألفا وأمسك عن مناجاة الرسول؟ وإنما كان
يحتاج إلى إخراج درهمين.
وأما ما ذكرتم من كثرة عياله ونفقته عليهم، فليس في ذلك دليل على تفضيله لأن نفقته على
عياله واجبة، مع أن أرباب السير ذكروا أنه لم يكن ينفق على أبيه شيئا وأنه كان أجيرا لابن
جدعان على مائدته يطرد عنها الذباب.
(1) تأتي الإشارة إلى ذلك عما قريب إن شاء الله تعالى.
(2) روى ذلك ابن جرير الطبري في تفسيره: 28 / 14 بسنده عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله
تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) * قال: نهوا
عن مناجاة النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم حتى يتصدقوا فلم يناجه أحد إلا علي بن أبي
طالب عليه السلام قدم دينارا صدقة تصدق به ثم أنزلت الرخصة.
وذكر السيوطي في الدر المنثور في ذيل تفسير الآية المذكورة، والمتقي أيضا في كنز العمال:
1 / 268 والمحب الطبري في الرياض النضرة: 2 / 200 كلهم بسنده عن علي عليه السلام
قال:
إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي، آية النجوى، يا أيها الذين
آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة، كان عندي دينار فبعته بعشرة
دراهم، فكنت كلما ناجيت النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم قدمت بين يدي درهما، ثم
نسخت فلم يعمل بها أحد، فنزلت: * (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) *، الآية.
وذكر أيضا الزمخشري في الكشاف في تفسير الآية المذكورة:
أنها نزلت بشأن علي عليه السلام وساق الحديث وكذلك الواحدي أيضا في أسباب النزول:
ص 308.
وقد أورد جماعة كثيرة حديث المناجاة نذكر منهم: النسائي في الخصائص: 56 والحاكم في
=>
وأما أن من أشار إليه، قتل قبل الهجرة مرار فإنه قول لا يستند إلى
____________
<=
مستدركه: 2 / 481 والخازن في تفسيره: 7 / 44 وابن الأثير في جامع الأصول: 2 / 452
والرازي في تفسيره: 29 / 271 وسبط ابن الجوزي في التذكرة: 21 والشافعي في كفاية
الطالب: 120 والقرطبي في تفسيره: 17 / 302 وابن الصباغ في الفصول المهمة: 105
والقندوزي في الينابيع: 100.
(1) ن: رواه.
(2) إن آية * (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف
عليهم ولا هم يحزنون) * البقرة: 274، هي التي نزلت في شأن تصدق المولى أمير المؤمنين
عليه السلام - بأربعة دراهم، وليست سورة * (هل أتى) * وإن كان لها شأن نزول في حقه
سلام الله عليه سيأتي تفصيل ذلك إن شاء الله تعالى فلاحظ.
وأما ما رواه القوم بشأن الآية المذكورة فهو:
أسد الغابة: 4 / 25 روى بطريقين عن مجاهد، عن ابن عباس قال: نزلت في علي بن أبي
طالب - عليه السلام - كان عنده أربعة دراهم، فأنفق بالليل واحدا، وبالنهار واحدا، وفي
السر واحدا، وفي العلانية واحدا. وكذلك رواه الزمخشري في الكشاف في تفسير الآية المذكورة
والسيوطي في الدر المنثور في ذيلها وابن عساكر في تاريخه: 2 / 413 من ترجمة الإمام (عليه
السلام) والهيثمي في مجمع الزوائد: 6 / 324.
وأما المحب الطبري في الرياض النضرة: 6 / 324.
وأما المحب الطبري في الرياض النضرة: 2 / 206 فقد قال:
عن ابن عباس في قوله تعالى: * (الذين ينفقون أموالهم بالليل...) * الآية قال: نزلت في علي
ابن أبي طالب عليه السلام، كانت معه أربعة دراهم، فأنفق في الليل درهما، وفي النهار
درهما، ودرهما في العلانية، فقال له رسول الله - صلى الله عليه (وآله)
وسلم -: ما حملك على هذا؟ فقال: إن استوجب على الله ما (وعدني)، فقال: ألا إن لك
ذلك فنزلت الآية.
وذكر هذا أيضا الفخر الرازي في تفسيره في ذيل الآية المذكورة.
وأما ابن حجر فقد روى في صواعقه: ص 78، قال: وأخرج الواقدي عن ابن عباس قال:
كان مع علي عليه السلام أربعة دراهم لا يملك غيرها فتصدق بدرهم ليلا وبدرهم نهارا وبدرهم
سرا وبدرهم علانية، فنزل فيه: * (الذين ينفقون أموالهم...) * الآية.
وذكره أيضا الشبلنجي في نور الأبصار: ص 70. والواحدي في أسباب النزول: ص 64.
قال مبغض أمير المؤمنين - عليه السلام -، الفاقد للحمية والعزمات الأبية، عبد الدنيا، مملوك هواه: (فليس لعلي موقف من المواقف إلا ولأبي بكر أفضل منه، إما في ذلك الموقف، وإما في غيره، ولأبي بكر مواقف لا يشركه فيها علي ولا غيره)(2).
والذي أقول على هذا: أن الناصب عدل عن(3) المباحث النقلية والاعتبارية إلى مدافعة الأمور الضرورية، رادا على رسول الله، سيد البرية.
أما وجه الأول والأخير فظاهر، وأما بيان ما أشرت إليه من مدافعة المعلوم، فإن فالفضائل الظاهرة [ في ] الذهن التام، والحكمة الباهرة والعلوم الزاهرة، والشجاعة القاهرة، والاجتهادات الفاخرة، والأنساب الطاهرة.
[ و ](5) أما العقل والقوة الحافظة فإنها كانت تاج مولانا أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - يشهد بذلك مشهور خطابته، ومبرور بلاغته، لا يجحد ذلك إلا معاند مجاحد، أو جاهل عن سنن المعرفة حائد، والحكمة مضمون ما أشرت إليه.
فأما(6) القوة الحافظة، فإن ابن عباس - رضي الله عنه - كان يسمع
____________
(1) ماذق: يقال ماذق فلانا في الود، لم يخلص له الود (المنجد).
(2) العثمانية: 41.
(3) ن: من.
(4) اضفناها ليستقيم الكلام.
(5) لا توجد في: ن.
(6) ن: وأما.
وأما العلوم الزاهرة، فكذا عيانا ورواية عن رسول الله - صلى الله عليه وآله - من طريق الخصم(3).
____________
(1) ن: عن.
(2) وروى العلامة القندوزي في ينابيع المودة: 148 (ط اسلامبول) قال:
وإن ابن عباس كان تلميذه قيل له: أين علمك من علم ابن عمك علي؟ فقال: كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط.
وفي ص 70:
عن الكلبي قال ابن عباس: علم النبي صلى الله عليه وسلم من علم الله وعلم علي من علم النبي صلى الله عليه وسلم وعلمي من علم علي وما علمي وعلم الصحابة في علم علي إلا كقطرة في سبعة أبحر.
وذكر هذا أيضا النبهاني في الشرف المؤبد: 58.
(3) نذكر بضع روايات واردة عنه - عليه السلام - في العلوم المختلفة، كشاهد على المدعى وليست للحصر:
محمد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول: 26.
قال علي (رضي الله عنه): سلوني عن طرق السماوات فإني أعرف بها من طرق الأرض.
والنبهاني في الشرف المؤبد: 112 قال:
وأخرج الحافظ، محب الدين ابن النجار في التاريخ بغداد، عن ابن المعتمر مسلم ابن أوس، وحارثة بن قدامة السعدي، أنهما حضرا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - يخطب وهو يقول:
سلوني قبل أن تفقدوني فإني لا أسأل عن شئ دون العرش إلا أخبرت عنه.
ومحمد زنجي الاسفزاري البخاري في روضات الجنات: 158 قال: قال عليه السلام: سلوني ما شئتم دون العرش.
القندوزي في ينابيع المودة: 66 قال: ومن خطبته (عليه السلام) سلوني قبل أن تفقدوني، فأنا بطرق السماء أعلم مني بطرق الأرض قبل أن تشغر برجلها فتنة تطأ في حطامها وتذهب بأحلام قومها.
=>
____________
<=
أبو نعيم في حلية الأولياء: 1 / 65:
بسنده عن عبد الله بن مسعود، قال: إن القرآن نزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلا وله ظهر وبطن، وأن علي بن أبي طالب عنده علم الظاهر والباطن.
القندوزي في ينابيع المودة: 408.
قال: وقال أيضا، أخذ بيدي الإمام علي ليلة فخرج بي إلى البقيع وقال: اقرأ يا ابن عباس فقرأت: بسم الله الرحمن الرحيم، فتكلم في أسرار الباء إلى بزوغ الفجر.
النبهاني في الشرف المؤبد: 58.
عن ابن عباس، قال: قال لي علي: يا ابن عباس، إذا صليت العشاء الآخرة فالحق الجبانة.
قال: فصليت ولحقته وكانت ليلة مقمرة، قال: فقال لي: ما تفسير الألف من الحمد؟ قلت:
لا أعلم. فتكلم في تفسيرها ساعة تامة. ثم قال ما تفسير الحاء من الحمد؟ قال: قلت: لا أعلم، فتكلم فيها ساعة تامة. ثم قال: ما تفسير الميم من الحمد؟ قال قلت: لا أعلم، قال: فتكلم في تفسيرها ساعة تامة. قال: فما تفسير الدال من الحمد؟ قال قلت: لا أدري.
فتكلم فيها إلى أن بزغ عمود الفجر. قال: وقال لي: قم يا ابن عباس إلى منزلك فتأهب لفرضك. فقمت وقد وعيت ما قال، ثم تفكرت فإذا علمي بالقرآن في علم علي كالقرارة في المثعنجر.
قال: القرارة: الغدير الصغير والمثعنجر: البحر.
ابن أبي الحديد في شرح النهج: 1 / 6 قال:
ومن العلوم علم تفسير القرآن، وعنه أخذ ومنه فرع، وإذا رجعت إلى كتب التفسير علمت صحة ذلك، لأن أكثره عنه وعن عبد الله بن عباس، وقد علم الناس حال ابن عباس في ملازمته له وانقطاعه إليه، وأنه تلميذه وخريجه وقيل له أين علمك من علم ابن عمك؟ فقال: كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط.
ابن أبي الحديد في شرح النهج: 1 / 27 (ط دار إحياء الكتب العربية) قال:
وإذا رجعت إلى كتب القراءات، وجدت أئمة القراء كلهم يرجعون إليه، كأبي عمرو بن العلاء، وعاصم بن أبي النجود، وغيرهما لأنهم يرجعون إلى أبي عبد الرحمن السلمي القارئ، وأبو عبد الرحمن كان - تلميذه وعنه أخذ القرآن، فقد صار هذا الفن من الفنون التي تنتهي إليه أيضا.
مطالب السؤول: 28، قال في عداد العلوم التي تنتهي إليه عليه السلام:
وثانيها: علم القراءات، وإمام الكوفيين المشهور بالقراءة منهم عاصم بن أبي النجود، (إلى أن
=>
____________
<=
قال): فعاصم تلميذ لتلميذ علي عليه السلام.
ابن عبد البر في الاستيعاب: 2 / 334.
بسنده عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: ما رأيت أحدا أقرأ من علي.
والجزري في غاية النهاية: 1 / 546 بسنده عنه أيضا قال:
ما رأيت ابن أنثى أقرأ لكتاب الله من علي عليه السلام.
وقال أيضا: ما رأيت أقرأ من علي، عرض القرآن على النبي (صلى الله عليه وآله) وهو من
الذين حفظوه بلا شك عندنا.
ابن أبي الحديد في شرح النهج: 1 / 6 قال:
وقد عرفت أن أشرف العلوم هو العلم الإلهي، لأن شرف العلم بشرف المعلوم، ومعلومه أشرف الموجودات، فكان هو أشرف العلوم، ومن كلامه عليه السلام اقتبس، وعنه نقل، وإليه انتهى، ومنه ابتدأ، فإن المعتزلة الذين هم أهل التوحيد والعدل وأرباب النظر، ومنهم تعلم الناس هذا الفن تلامذته وأصحابه، لأن كبيرهم واصل بن عطاء تلميذ أبي هاشم عبد الله ابن محمد بن الحنفية، وأبو هاشم تلميذ أبيه وأبوه تلميذه عليه السلام.
وأما الأشعرية فإنهم ينتهون إلى أبي الحسن علي بن أبي الحسن علي بن أبي بشر الأشعري وهو تلميذ أبي علي الجبائي، وأبو علي أحد مشايخ المعتزلة، فالأشعرية ينتهون بالآخرة إلى أستاذ المعتزلة ومعلمهم وهو علي بن أبي طالب - عليه السلام -.
وأما الإمامية والزيدية فانتماءهم إليه ظاهر.
نصر الله بن محمد بن الأثير في المثل السائر: 5 قال:
وأول من تكلم في النحو أبو الأسود الدؤلي، وسبب ذلك أنه دخل على ابنة له بالبصرة، فقالت له: أبت ما أشد الحر! متعجبة ورفعت أشد، فظنها مستفهمة، فقال: شهرنا حر، فقالت:
يا أبت إنما أخبرتك ولم أسألك، فأتى علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فقال: يا أمير المؤمنين ذهبت لغة العرب، ويوشك أن تطاول عليها زمان أن تضمحل، فقال له: وما ذاك؟ فأخبره خبر ابنته، فقال: هلم صحيفة ثم أملى عليه، الكلام لا يخرج عن اسم، وفعل، وحرف جاء لمعنى، ثم رسم له رسوما فنقلها النحويون في كتبهم.
الشيباني القفطي في أنباه الرواة على أنباء النحاة: 1 / 4 قال:
الجمهور من أهل الرواية على أن أول من وضع النحو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
=>
____________
<=
ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب 1 / 76 قال:
أبو الأسود الدؤلي الذي أسس النحو بإشارة علي إليه.
القلقشندي في صبح الأعشى: 1 / 420 قال:
أول من وضع النحو أبو الأسود الدؤلي، بأمر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه -
وهو أول من نقط المصاحف النقط الأول على الإعراب.
الأنباري في نزهة الألباء: 3 قال:
روى أبو الأسود قال: دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فوجدت في يده رقعة،
فقلت: ما هذه يا أمير المؤمنين؟ فقال: إني تأملت كلام العرب، فوجدته قد فسد بمخالطة هذه
الحمراء يعني الأعاجم، فأردت أن أصنع شيئا يرجعون إليه، ويعتمدون عليه، ثم ألقى إلي
الرقعة وفيها مكتوب: الكلام كله اسم وفعل وحرف، فالاسم ما أنبأ عن المسمى، والفعل ما
أنبأ به، والحرف ما أفاد معنى. وقال لي: انح هذا النحو، وأضف إليه ما وقع إليك. واعلم
يا أبا الأسود، أن الأسماء ثلاثة: ظاهر ومضمر، واسم لا ظاهر ولا مضمر، وإنما يتفاضل
الناس يا أبا الأسود فيما ليس بظاهر ولا مضمر.
وأراد بذلك الاسم المبهم، قال: ثم وضحت بأبي العطف والنعت، ثم بأبي التعجب
والاستفهام، إلى أن وصلت إلى باب " إن وأخواتها " ما خلا " لكن " فلما عرضتها على علي
- عليه السلام - أمرني بضم (لكن) إليها، وكنت كلما وضعت بابا من أبواب النحو، عرضته
عليه - رضي الله عنه - إلى أن حصلت ما فيه الكفاية. قال: ما أحسن هذا النحو الذي قد
نحوت فلذلك سمي نحوا.
القندوزي في ينابيع المودة: 414.
قال: علي عليه السلام - أول من وضع مربع في مائة في الإسلام، وقد صنف الجفر الجامع في أسرار الحروف، وفيه ما جرى للأولين وما يجري للآخرين، وفيه اسم الله الأعظم. وتاج آدم، وخاتم سليمان، وحجاب آصف.
الآمرتسري في أرجح المطالب: 162 قال:
علم الجفر والحساب كان لعلي - عليه السلام - وبالجملة ما من علم إلا ولعلي عليه السلام له بناء وهو مصدر العلوم كلها.
ابن أبي الحديد في شرح النهج: 1 / 18 قال:
ومن العلوم علم الفقه، وهو - عليه السلام - أصله وأساسه، وكل فقيه في الإسلام فهو عيال
=>
____________
<=
عليه، ومستفيد من فقهه.
أما أصحاب أبي حنيفة كأبي يوسف، ومحمد، وغيرهما، فأخذوا عن أبي حنيفة،
وأما الشافعي، فقرأ على محمد بن الحسن، فيرجع فقهه أيضا إلى أبي حنيفة.
وأما أحمد بن حنبل فقرأ على الشافعي، فيرجع فقهه أيضا إلى أبي حنيفة، وأبو حنيفة قرأ على
جعفر بن محمد - عليه السلام - وقرأ جعفر على أبيه - عليه السلام - وينتهي الأمر إلى علي - عليه
السلام.
وأما مالك بن أنس، فقرأ على ربيعة الرأي وقرأ ربيعة على عكرمة، وقرأ عكرمة، على عبد الله
ابن عباس، وقرأ عبد الله بن عباس على علي بن أبي طالب. وإن شئت فرددت إليه فقه
الشافعي بقراءته على مالك، كان لك ذلك فهؤلاء الفقهاء الأربعة.
وأما فقه الشيعة فرجوعه إليه ظاهر.
وأيضا فإن فقهاء الصحابة كانوا: عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عباس وكلاهما أخذ عن علي
عليه السلام. أما ابن عباس فظاهر، وأما عمر، فقد عرف كل أحد رجوعه إليه في كثير من
المسائل التي أشكلت عليه، وعلى غيره من الصحابة، وقوله غير مرة: لولا علي لهلك عمر،
وقوله: لا بقيت لمعضلة ليس لها أبو الحسن. وقوله: لا يفتين أحد في المسجد وعلي حاضر.
فقد عرف بهذا الوجه أيضا انتهاء الفقه إليه.
الصنعاني في طبقات المعتزلة: 33 قال:
وعن أبي الدرداء، أنه قال: العلماء ثلاثة، رجل بالشام يعني نفسه، ورجل بالكوفة يعني ابن
مسعود، ورجل بالمدينة يعني عليا - عليه السلام - ثم قال: والذي بالشام يسأل الذي بالكوفة،
والذي بالكوفة يسأل الذي بالمدينة، والذي بالمدينة لا يسأل أحدا.
ابن عبد البر في الاستيعاب: 2 / 463 قال:
وكان معاوية يكتب فيما ينزل به ليسأل له علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ذلك فلما بلغه
قتله، قال: ذهب الفقه والعلم بموت ابن أبي طالب، فقال له أخوه عتبة: لا يسمع هذا منك
أهل الشام، فقال له: دعني عنك.
وذكره أيضا الأمر تسري في أرجح المطالب: 658 نقلا عن ابن عبد البر.
ابن أبي الحديد في شرح النهج: 1 / 24.
وأما الفصاحة، فهو عليه السلام إمام الفصحاء، وسيد البلغاء. وفي كلامه قيل: دون كلام الخالق، وفوق كلام المخلوقين. ومنه تعلم الناس الخطابة، والكتابة، قال عبد الحميد بن يحيى: حفظت سبعين خطبة من خطب الأصلع، ففاضت ثم فاضت. وقال ابن نباتة:
=>
____________
<=
حفظت من الخطابة كنزا لا يزيده الإنفاق إلا سعة وكثرة، حفظت مائة فصل من مواعظ علي
ابن أبي طالب.
ولما قال محقن بن أبي محقن لمعاوية: جئتك من عند أعيا الناس، قال له: ويحك، كيف يكون
أعيا الناس! فوالله ما سن الفصاحة لقريش غيره.
ومطالب السؤول: 28 قال في تعداد العلوم التي تنتهي إليه - عليه السلام -.
رابعها: علم البلاغة والفصاحة، وكان فيها إماما لا يشق غباره، ومقدما لا تلحق آثاره.
ابن أبي الحديد في شرح النهج: 1 / 19 قال:
ومن العلوم، علم الطريقة والحقيقة، وأحوال التصوف، وقد عرفت أن أرباب هذا الفن في جميع بلاد الإسلام إليه ينتهون، وعنده يقفون، وقد صرح بذلك الشبلي، والجنيد، وسري، وأبو يزيد البسطامي، وأبو محفوظ معروف الكرخي، وغيرهم، ويكفيك دلالة على ذلك، الخرقة التي هي شعارهم إلى اليوم، وكونهم يسندونها بإسناد متصل إليه - عليه السلام - مطالب السؤول: 28. قال:
وخامسها: علم تصفية الباطن، وتزكية النفس، فقد أجمع أهل التصوف من أرباب الطريقة، وأئمة الحقيقة، أن انتساب خرقتهم ومرجعهم في آداب طريقتهم ومردهم في أسباب حقيقتهم إلى علي - عليه السلام -.
(1) قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: 1 / 20.
وأما الشجاعة، فإنه أنسى الناس فيها ذكر من كان قبله، ومحى اسم من يأتي بعده، ومقاماته في الحرب مشهورة، يضرب بها الأمثال إلى يوم القيامة، وهو الشجاع الذي ما فر قط، ولا ارتاع من كتيبة ولا بارز أحدا إلا قتله، ولا ضرب ضربة قط فاجتاحت الأولى إلى ثانية، وفي الحديث: كانت ضرباته وترا، ولما دعا معاوية إلى المبارزة ليستريح الناس من الحرب بقتل أحدهما، قال له عمرو: لقد أنصفك فقال معاوية: ما غششتني منذ نصحتني إلى اليوم، أتأمرني بمبارزة أبي الحسن وأنت تعلم أنه الشجاع المطرق!، أراك طمعت في إمارة الشام بعدي. وكانت العرب تفتخر بوقوفها في الحرب في مقابلته فأما قتلاه فافتخار رهطهم بأنه - عليه السلام - قتلهم أظهر وأكثر، قالت أخت عمرو بن عبد ود ترثيه:
لو كان قاتل عمرو غير قاتله | بكيته أبدا ما دمت في الأبد |
لكن قاتله من لا نظير له | وكان يدعى أبوه بيضة البلد. |