فلو أن أفواه الرجال عواطل | من القول قال ألمجدها أنا مقرب |
أنضد من در العيان مناقبا | يذوب لها فخر البرايا ويذهب |
أقول وإن لم ينظم القول ناظم | وأشدو وإن لم يلف(1) قول يطرب |
ألا فليقل من قال أو ظل صامتا | سواء لديه حاضرون وغيب |
فلا صامت يمحو فخار ابن فاطم | علي ولا ذو مقول يتعتب. |
وبعد: فإن الدرك على تارك التزكية مع المعرفة بشرف المزكي الإحاطة بمماجد الرئيس.
أراد أبو عثمان غمص(2) ابن فاطم | علي فألقى نفسه في المعاطب |
إذا(3) المجد يجلوه(4) لسان مؤيد | ينظمه في سلك در المناقب |
فكيف بغى نصرا(5) لغير مشيد | فخار تجلى عنده كالثواقب |
[ ثم إن كلام الجاحظ سيأتي ](6)، والرواية عن أبي بكر - رضوان الله عليه - من جملة المحدثين من غيرنا: أن رسول الله قال [ في ](7) علي والحسن والحسين وفاطمة: أنا سلم لمن سالمهم، حرب لمن حاربهم ولي لمن والاهم(8).
____________
(1) ن: يكف.
(2) ج و ق: غمض وغمصه: احتقره.
(3) ن: إذ.
(4) ج و ق: يحلوه.
(5) ن: غمصا.
(6) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن وبدله: وبعد فقد جاءت التزكية في الرواية.... إلى آخره.
(7) لا توجد في: ج و ق.
(8) الرواية عن أبي بكر ذكرها المحب الطبري في الرياض النضرة: 2 / 199 وسيأتي ذكر مصادر الرواية في محلها إن شاء الله.
إذ لو كانوا(1) بمقام من يدخل(2) في مهابط الزيغ، ويلج في أبواب النقائص، لم يكن(3) هذا الوصف التام حليتهم، والثناء العام صفتهم.
وذكر: (أن عثمان اشتبهت عليه كلمة النجاة!، وأن أبا بكر نبهه على أنها الكلمة التي قال النبي: إني عرضتها على عمي فأباها)(4).
وأول ما نقول على هذا: كونه لم يسند ذلك إلى كتاب أو سند يبنى عليه أو لا يبنى عليه، وكونه جهل عثمان، فبإزاء ما مدح صحابيا ذم صحابيا.
وقد بينا في كتابنا المتعلق بأيمان أبي طالب، ما يدفع ضعف هذه الحكاية عن رسول الله - صلى الله عليه وآله -.
وذكر (حال جيش أسامة وتجهيزه)(5):
والشيعة تقول: إن المحذور قام في تأخره عنه ولهم في ذلك كلام طويل.
____________
(1) ج و ق: كان.
(2) ج و ق: حل.
(3) ج و ق بزيادة: بعد.
(4) قال الجاحظ:
وذلك أن عثمان حزن عن النبي (صلى الله عليه وآله) حزنا لم يحزنه أحد فأقبل أبو بكر يعزيه للذي يرى به من عظيم ما فدحه وغمره فقال عثمان: ما آسي على شئ إنما آسي على أنني لم أسأل النبي (صلى الله عليه وآله) عما فيه نجاة هذه الأمة، قال أبو بكر: قد سألت النبي (صلى الله عليه وآله) عن ذلك، فقال: من قبل الكلمة التي عرضتها على عمي فأباها أنظر العثمانية: 82، 83.
(5) العثمانية: 83.
وذكر (أنه كان المفزع في موضع دفن رسول الله)(1).
والذي يقال على هذا: إن الشيعة تروي الرأي في ذلك عن أمير المؤمنين - عليه السلام -(2) وللجاحظ عادة بالتوسط عند الاختلاف، فليكن الوساطة في أن أهل الرجل ابنته وابن عمه ووصيه أعرف بمقاصده من البعداء
____________
(1) قال الجاحظ:
ومما يدل على سعة علمه (يعني أبا بكر) وأنه كان المفزع دون غيره أن المهاجرين عامة وبني هاشم خاصة اختلفوا في موضع دفن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال قائل: خير المدافن البقيع لأنه كان كثيرا ما يستغفر لأهله وقال آخرون: خير المواضع موضع مصلاه وقال آخرون عند المنبر، قال لهم أبو بكر: أن عندي فيما تختلفون في علما قالوا: فقل يا أبا بكر، قال:
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: ما مات نبي قط إلا دفن حيث يقبض فخطوا حول فراشه ثم حولوا رأس رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالفراش في ناحية البيت... إلى آخره.
انظر العثمانية: 83.
(2) ذكر المفيد في الإرشاد: 100.
لما أراد أمير المؤمنين (عليه السلام) غسل الرسول - صلى الله عليه وآله - استدعى الفضل بن العباس، فأمره أن يناوله الماء لغسله، بعد أن عصب عينه، ثم شق قميصه من قبل جيبه حتى بلغ به إلى سرته، وتولى غسله وتحنيطه وتكفينه، والفضل يعاطيه الماء ويعينه عليه، فلما فرغ من غسله وتجهيزه، تقدم فصلى عليه وحده ولم يشركه معه أحد في الصلاة عليه، وكان المسلمون في المسجد يخوضون فيمن يؤمهم في الصلاة عليه، وأين يدفن فخرج إليهم أمير المؤمنين - عليه السلام - وقال لهم: إن رسول الله - صلى الله عليه وآله - إمامنا حيا وميتا، فليدخل عليه فوج بعد فوج منكم فيصلون عليه بغير إمام، وينصرفون وأن الله تعالى لم يقبض نبيا في مكان إلا وقد ارتضاه لرمسه فيه، وإني لدافنه في حجرته التي قبض فيها، فسلم القوم لذلك ورضوا به.
وقد ذكر ذلك أيضا جماعة من الخاصة انظر: فقه الرضا: 20 و 21 مناقب آل أبي طالب:
1 / 203 - 206 إعلام الورى: 83 و 84، كشف الغمة: 6 - 8 كفاية الأثر: 304 أصول الكافي: 1 / 451.
وقد روى العلماء من غيرنا(1) أن النبي - صلى الله عليه وآله - نص على موضع دفنه(2)، وهو أثبت من رواية يتهم راويها، ويستغش حاكيها، وقد أشرت إلى ذلك في كتاب " الروح ".
وذكر من فضائل منصوره: (أن رسول الله - صلى الله عليه وآله - قال:
إن عبدا من عباد الله خير بين الدنيا والآخرة، فاختار ما عند الله، فبكى أبو بكر!!)(3) ولا أدري ما برهان كون ذلك من المناقب؟.
وذكر (من مناقبه تولية(4) خالد)،(5) وكأن المشار إليه كان جاهلا بالسيرة أو متجاهلا، إذ(6) كان لخالد في ولايته من المخاطر ما أنكره عمر(7).
____________
(1) ابن سعد بسنده عن ابن مسعود ضمن حديث له:
قلنا يا رسول الله من يغسلك؟ فقال: رجال من أهلي، الأدنى فالأدنى، قلنا: يا رسول الله ففيم نكفنك؟ فقال: في ثيابي هذه إن شئتم أو ثياب مصر أو في حلة يمانية، قال: قلنا يا رسول الله من يصلي عليك؟ وبكينا وبكى، فقال: مهلا رحمكم الله وجزاكم عن نبيكم خيرا، إذا أنتم غسلتموني وكفنتموني فضعوني على سريري هذا، على شفة قبري في بيتي هذا، ثم أخرجوا عني ساعة فإن أول من يصلي علي حبيبي وخليلي جبرئيل ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم ملك الموت معه جنوده من الملائكة بأجمعهم... الحديث.
انظر طبقات ابن سعد: 2 / ق 2 / 46 وتاريخ الطبري 2 / 435.
(2) ج: مدفنه.
(3) العثمانية: 85.
(4) ن: توليه.
(5) العثمانية: 86.
(6) ق: بدل (إذ) (و).
(7) ذكر ابن حجر في إصابته ج 2 القسم 1 ص 99 قال:
وكان سبب عزل عمر خالدا (يعني من الشام) واستعماله أبا عبيدة عليه، ما ذكره الزبير بن بكار قال: كان خالد إذا صار إليه المال قسمه في أهل الغنائم، ولم يرفع إلى أبي بكر حسابا.
وكان فيه تقدم على أبي بكر يفعل أشياء لا يراها أبو بكر، أقدم على قتل مالك بن نويرة ونكح
=>
وهذا رجل فاسد الذهن وإن تكثرت كلماته، وتوافرت ألفاظه، بيانه:
مخاطبة الخصم بما يعلم أنه لا يوافق على استحسانه ولا يجامعه على جميل اعتماده.
قال عدو الله: (فأي فقه [ أشرف ](2) وأي علم أصح، وأي مذهب أحمد
____________
<=
امرأته فكره ذلك أبو بكر وعرض الدية على متمم بن نويرة وأمر خالدا بطلاق امرأة مالك ولم ير
أن يعزله وكان عمر ينكر هذا وشبهه على خالد.
وذكر ابن سعد في طبقاته ج 7 القسم 2 ص 120 قال:
أخبرنا أبو معاوية الضرير، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، قال كانت في بني سليم ردة،
فبعث أبو بكر خالد بن الوليد، فجمع منهم رجالا في حضائر ثم أحرقهم بالنار، فجاء عمر إلى
أبي بكر فقال: انزع رجلا عذب بعذاب الله فقال أبو بكر لا والله.
وذكر ابن جرير الطبري في تاريخه 2 / 502 بسنده عن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي
بكر.
إن أبا بكر كان من عهده إلى جيوشه أن إذا غشيتم دارا من دور الناس، فسمعتم فيه أذانا
للصلاة فأمسكوا عنه أهلها حتى تسألوهم ما الذي نقموا، وإن لم تسمعوا أذانا فشنوا الغارة
فاقتلوا وأحرقوا، وكان ممن شهد لمالك بالإسلام أبو قتادة الحارث بن ربعي أخو بني سلمة،
وقد كان عاهد الله أن لا يشهد مع خالد بن الوليد حربا أبدا بعدها، وكان يحدث أنهم لما غشوا
القوم راعوهم تحت الليل فأخذ القوم السلاح قال: فقلنا إنا المسلمون فقالوا: ونحن المسلمون
قلنا: فما بال السلاح معكم؟ قالوا لنا: فما بال السلاح معكم؟ قلنا فإن كنتم كما تقولون
فضعوا السلاح، قال: فوضعوها ثم صلينا وصلوا (إلى أن قال) ثم أقدمه (يعني خالد) مالكا
فضرب عنقه، وأعناق أصحابه، قال: فلما بلغ قتلهم عمر بن الخطاب تكلم فيه عند أبي بكر
فأكثر، وقال: عدو الله عدا على امرئ مسلم فقتله ثم نزا على امرأته. وأقبل خالد بن الوليد
قافلا حتى دخل المسجد وعليه قباء له عليه صدأ الحديد، معتجرا بعمامة له قد غرز في عمامته
أسهما، فلما أن دخل المسجد قام إليه عمر فانتزع الأسهم من رأسه فحطمها، ثم قال أرياءا
قتلت امرأ مسلما ثم نزوت على امرأته والله لأرجمنك بأحجارك. (الحديث).
(1) العثمانية: 68.
(2) فقط في: ن.
والذي يقال على هذا:
ومن البلية أن يخط يراعنا | في ذي المهازل كي يدال جوابا(10) |
أي شئ ذكر حتى يستكثره ويستوفره؟ فإنه بما ذكر بمقام قادح في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله - إذ كان يرى أن منصوره أفضلهم.
وإذا كان ما أشار إليه نهاية الإكبار(11)، وغاية المدح، فما يكون حال غيره ممن لا يجري مجراه عنده، ولا يناسب مجده مجده؟ وقد ذكرنا على ما ذكر ما اتفق مع نزارته وقلته.
ومما ينبه من كلام رسول الله - صلى الله عليه وآله - على كذب أبي عثمان
____________
(1) لا توجد في المصدر.
(2) المصدر: لا تستطيعون.
(3) المصدر: حكينا.
(4) المصدر: عليا.
(5) في جميع النسخ: رجلا.
(6) في المصدر بزيادة: عرض.
(7) العثمانية: 86 و 87.
(8) المصدر: تقديمه.
(9) المصدر: للمشيخة.
(10) في الهامش: له دام انتفاعه.
(11) ن: الإكثار.
قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: قسمت الحكمة(1) عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة أجزاء وأعطي الناس جزءا واحدا(2).
ومن كتاب ابن المغازلي مرفوعا(3) عن ابن عباس، قال: قال رسول الله أنا دار الحكمة، وعلي بابها فمن أراد الحكمة فليأت الباب(4).
____________
(1) في المصدر: على عشرة أجزاء.
(2) مناقب الخوارزمي: 40.
قال: وأخبرنا شهردار هذا إجازة، أخبرني أبي، أخبرني الميداني الحافظ، أخبرني أبو محمد الخلال، أخبرني محمد بن العباس بن حيويه، أخبرني أبو عبد الله الحسين بن علي الدهان، أخبرني محمد بن عبيد الله بن عتبة الكندي، حدثني أبو هاشم محمد بن علي الوهبي، أخبرني أحمد بن عمران بن سلمة، عن سفيان بن سعيد، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله... الحديث وأورده أيضا في مقتل الحسين: 43 وذكره أيضا ابن المغازلي في مناقبه: 286 وابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمة أمير المؤمنين 2 / 481 والحمويني في فرائد السمطين: 1 / 94 وأبو نعيم في حلية الأولياء: 1 / 64 والمتقي في كنز العمال: 6 / 154 و 401 وفي آخره: وعلي أعلم بالواحد منهم. ومحمد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول: 21 والذهبي في ميزان الاعتدال 1 / 58 والقندوزي في ينابيع المودة: 70.
(3) ما ذكره ابن المغازلي مرفوعا عن ابن عباس هو بلفظ أنا مدينة الحكمة وعلي بابها فمن أراد الحكمة فليأت الباب، وسنده إليه هو أنه قال:
أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان البغدادي قدم علينا واسطا أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن لؤلؤ إذنا حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة حدثنا محمد بن يحيى حدثنا محمد ابن جعفر الكوفي عن محمد بن الطفيل عن أبي معونة عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم: أنا مدينة الحكمة... الحديث وأما الحديث بلفظ: أنا دار الحكمة... إلى آخره فقد رواه عن علي عليه السلام بسنده إليه. انظر مناقب ابن المغازلي: 86 و 87.
(4) وقد ورد هذا الحديث باللفظين أعني: " أنا دار الحكمة " و " أنا مدينة الحكمة " إلى آخره في عدة
=>
وصرت إلى خدري، استأذن ودخل(5) - إشارة إلى علي - فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: تعرفينه(6)؟ قلت: نعم، هذا علي بن أبي
____________
<=
مصادر بالإضافة إلى ابن المغازلي نذكر منها: سنن الترمذي في الباب 20 من كتاب المناقب.
حلية الأولياء: 1 / 64 وفرائد السمطين: 1 / 99 وتاريخ ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين:
2 / 459 وينابيع المودة: 71، وتذكرة الخواص: 53 والرياض النضرة: 2 / 193، وذخائر
العقبى: 77 / والبداية والنهاية: 7 / 358 والصواعق المحرقة: 37، وتاريخ بغداد:
11 / 204، وكنز العمال: 6 / 401 وأرجح المطالب: 105.
(1) ن: رجلا.
(2) العثمانية: 87.
(3) فقط: ن.
(4) وأول الحديث كما جاء في المصدر:
خرج النبي (صلى الله عليه وآله) من عند زينب بن جحش فأتى بيت أم سلمة وكان يومها من
رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلم يلبث أن جاء علي (عليه السلام) فدق الباب دقا خفيا
فاستبشر رسول الله الدق وأنكرته أم سلمة فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله) قومي فافتحي
له الباب، فقالت: يا رسول الله من هذا الذي بلغ من خطره أن افتح له الباب فأتلقاه بمعاصمي
وقد نزلت في آية من كتاب الله بالأمس، فقال لها كالمغضب: إن طاعته طاعة الرسول ومن
عصى الرسول فقد عصى الله، إن بالباب رجلا ليس بالنزق ولا بالخرق يحب الله ورسوله ويحبه
الله ورسوله، ففتحت له الباب فأخذ بعضادتي الباب، حتى إذا لم يسمع حسا ولا حركة وصرت
إلى خدري... إلى آخره.
(5) في المصدر: فدخل.
(6) في المصدر: أتعرفينه.
وأما قول عدو الدين: (إن عليا سكت ترجيحا للشيوخ عليه)(6) ففي الشقشقية(7) جواب هذ الكلام وغيرها مما حوته عرصات الصحائف وعرفه أهل النقل من الموافق والمخالف.
روى(8) أخطب خطباء خوارزم: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) دفع إليه الراية يوم بدر وعمره عشرون سنة(9). وهي الواقعة الحاطمة قرون الشرك، المؤيدة قواعد الإسلام، فنهض بها نهضات الأنجاد الكرام.
رفيع العماد طويل النجاد | ساد عشيرته أمردا(10) |
____________
(1) في المصدر: سجيته من سجيتي وفي ن: شحمه من شحمي.
(2) في المصدر بإضافة: هو قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين من بعدي.
(3) في المصدر بزيادة: عام (4) في المصدر: يوم القيامة.
(5) مناقب الخوارزمي: 43، 44 وأورده أيضا الحمويني في فرائد السمطين: 1 / 331 وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: 3 / 207 والكنجي الشافعي في كفاية الطالب: 312 باختلاف في بعض الألفاظ يسير.
(6) العثمانية: 89.
(7) الخطبة الثالثة من نهج البلاغة.
(8) مناقب الخوارزمي: 102 ونص الحديث: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) دفع الراية إلى علي (عليه السلام) يوم بدر وهو ابن عشرين سنة.
(9) لا يوجد لفظ سنة في: ن.
(10) الأبيات للخنساء، تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد المتوفاة (24 هـ) من قصيدة ترثي بها أخاها صخرا أولها:
أعيني جودا ولا تجمدا | ألا تبكيان لصخر الندي |
إذ القوم مدوا بأعناقهم(1) | إلى المجد مد إليه يدا |
فنال الذي فوق أعناقهم(2) | من المجد ثم ثنى(3) مصعدا |
يكلفه القوم(4) ما عالهم | وإن كان أصغرهم مولدا |
وإذا تقرر هذا، فكيف يرى أمير المؤمنين - عليه السلام -(5) نفسه مرؤسا للأشياخ مع أن الله تعالى ورسوله ومناقبه أهلنه(6) رئيسا للأشياخ، وهو ابن عشرين، فكيف وقد بلغ عند موت الرسول (صلى الله عليه وآله) نيفا على الثلاثين؟. هذا خلف من القول ساقط.
ثم إن أبا عثمان هذى جدا في نظم كلامه لأنه ينقص أمير المؤمنين - عليه السلام - في علمه وفقهه ومناقبه.
ثم قال بعد: [ إن ](7) الذي نراه(8) أن الذي منع أمير المؤمنين من المقامات تقديمه الشيوخ(9) عليه، وقد كان ينبغي أن يكون نظم الكلام أنه كان تام الفضائل، وإنما رأى تقديم الأشياخ للشيخوخة عليه.
وذكر (من مناقبه صدق ظنه(10).
أقول: إن هذا كلام رجل دقيق الفطنة في إلقاح الفتن، لا في لطائف المباحث، لأنه يأتي إلى شخص يبالغ في سب أبيه، أو سب إمامه على غير وجه، فإن لم يحجز ذلك المسافة دين أو عقل، توغل في الممدوح المشرف،
____________
(1، 2) في الديوان: أيديهم.
(3) في الديوان: انتمى.
(4) في الديوان: ويحمل للقوم.
(5) في ن: بزيادة: هضم.
(6) ن: أهلته.
(7) لا توجد في: ن.
(8) ن: تراه.
(9) ن: الأشياخ.
(10) العثمانية: 87 والضمير في (ظنه) يعود على أبي بكر.
بيان هذه الجملة: أن أمير المؤمنين - عليه السلام - كان صاحب العلوم الغيبية، والمواهب الكشفية، حتى أنه حفر الآبار، وألقى فيها النار، وحفر غير ذلك وألقى فيها من يدعي ربوبيته، وفتق ما بين ذلك لينزلوه(2) عن درجات الإلهية فما وافقوا عليه، حيث بهرتهم غرائبه وعجائبه، وإلى الآن أمم لا ترجع عن هذه الدعوى.
وفي ذلك تنبيه على مكاشفاته لا فراساته التي تخطئ وتصيب، وتظفر وتخيب، ولولا أنا نخاف من السأم، وكون هذه الأوراق تخرج عن الحد الذي وضعت له، لذكرنا من ذلك تفاصيل لا يدفعها إلا مبغض شانئ غير خاف(3) على فهم السيرة النبوية والقواعد الإسلامية، أو معاند.
ومما ينبه حمله(4) على هذه الحال قوله غير مكتتم: " فوالله لا تسألوني عن فئة تضل مائة أو تهدي مائة إلا أنبأتكم بناعقها وسائقها ومناخ ركابها ومحط رحالها ومن يقتل من أهلها قتلا ويموت موتا "(5).
____________
(1) ن: يحنو.
(2) ن: ليزلوا به.
(3) ن: جان.
(4) ن: جملة.
(5) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2 / 174 (ط القاهرة) وفي 1 / 208 من الكتاب المذكور:
روى ابن هلال الثقفي في كتاب الغارات عن زكريا بن يحيى العطار عن فضيل عن محمد بن علي قال: لما قال علي سلوني قبل أن تفقدوني فوالله لا تسألوني عن فئة تضل مائة وتهدي مائة إلا أنبأتكم بناعقتها وسائقتها، قام إليه رجل فقال أخبرني بما في رأسي ولحيتي من طاقة شعر فقال له علي عليه السلام والله لقد حدثني خليلي أن على كل طاقة شعر من رأسك ملكا يلعنك وأن على كل طاقة شعر من لحيتك شيطانا يغويك وأن في بيتك سخلا يقتل ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان ابنه قاتل الحسين عليه السلام يومئذ طفلا يحبو وهو سنان بن أنس النخعي.
=>
شابهت نوره ذكاء(1) | مع البدر بسر من المزايا عجاب |
بهداه تبدو الهداية كالشمس بها | البدر حاسر عن نقاب |
فإذا أزور(2) وجهها عنه أمسى | كاسف اللون مدرجا في حجاب(3) |
من الطرائف(4): أنه شرع يحكي(5) عن الشعبي قوله: إن عليا أحد القضاة وعمر، وما حكى مع بغضته عن قائل إن أبا بكر أحدهم، وقد حكينا ضرورة عمر إليه ضرورة التلميذ إلى مسدده، والمعلم(6) إلى مؤيده، وهو مأثور يكاد يلحق بالمتواترات(7).
____________
<=
وذكر القندوزي في ينابيع المودة: 73 (ط اسلامبول) قال:
في المناقب عن الأعمش عن عبابة بن ربعي قال: كان علي رضي الله عنه كثيرا يقول: سلوني
قبل أن تفقدوني فوالله ما من أرض مخصبة ولا مجدية ولا فئة تضل مائة أو تهدي مائة إلا وأنا
أعلم قائدها وسائقها وناعقها إلى يوم القيامة.
وأما قوله عليه السلام سلوني قبل أن تفقدوني فقد رواه خلق كثير منهم الخوارزمي في مناقبه:
46 و 47 وتفسير ابن كثير: 4 / 231 والرياض النضرة: 2 / 198 وتاريخ الخلفاء: 171
وتهذيب التهذيب: 7 / 338 ومناقب ابن المغازلي: 430 وفتح الباري: 8 / 485 وعمدة
القارئ: 9 / 167 وحلية الأولياء: 1 / 68 وينابيع المودة: 274 والصواعق المحرقة: 76
وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين: 3 / 30 والحديث أشهر من أن يحصيه متتبع حتى عد من
خصوصيات أمير المؤمنين عليه السلام في أيامه.
قال سعيد بن المسيب: لم يكن أحد من الصحابة يقول سلوني إلا علي بن أبي طالب.
رواه أحمد بن حنبل في فضائله: 2 / 646.
(1) ذكاء: الشمس.
(2) أزور: عدل وانحرف.
(3) الأبيات الثلاثة لا توجد في: ج و ق.
(4) ن: الطريف.
(5) العثمانية: 88.
(6) ن: المتعلم.
(7) مرت الإشارة إلى مصادر قسم من تلك الأحاديث هامش: ص 85.
وقال: (وما كان إلا كبعض فقهائهم الذين يكثر صوابهم، ويقل خطؤهم)(3) والذي يقال على هذا مع كونه مما لا يرضى به ذو أنفة من المخالفين، أو دين من المتباعدين حتى من الفرقة الخارجة الغوية:
إنه ادعى ما لا نعرفه(4) وقد كان ينبغي أن يبين وجهه الواضح بيانا ثابتا، وما فعل.
ولكن العاجز الساقط يرمي سهاما طائشة، يشغل بها أندية الخطاب، وإن(5) كانت بعيدة عن الصواب.
وأما أنه كان (كأحد الفقهاء الذين يكثر صوابهم ويقل خطؤهم)، فهو فيما قال راد على رسول الله - صلى الله عليه [ وآله ] - لأنه(6) قال: (الحق مع علي). رواه رجال القوم(7).
____________
(1) المصدر: وأقاويل.
(2) العثمانية: 88.
(3) نفس المصدر السابق والصفحة.
(4) ن: يعرفه.
(5) ج و ق: فإن.
(6) ق و ج: أنه.
(7) الخطيب في تاريخ بغداد: 14 / 321.
روى بسنده عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال: دخلت على أم سلمة فرأيتها تبكي وتذكر عليا عليه السلام، وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول: علي مع الحق والحق مع علي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض يوم القيامة.
الهيثمي في مجمعه: 9 / 134 قال:
وعن أم سلمة أنها كانت تقول: كان علي عليه السلام على الحق، من اتبعه اتبع الحق، ومن تركه ترك الحق، عهد معهود قبل يومه هذا.
=>
وأما " أن أصحاب الفتيا لا يجوزون ما كان بيني(3) مولانا عليه ":
فليس بعار والنقائص حلية | لمن حاد عن نهج الطريق المقوم(4) |
أضاءت دجى الخطب البهيم نجومه | إذا اسود نجم بالقتام(5) المفدم |
بدا فتراءته العيون فمبصر | وطرف عم في حيرة أيما عم |
وبعد: فإن الناصب بذلك قاذف لتارك الاعتماد على فتاويه، والبناء على ما يرتضيه.
____________
<=
والهيثمي أيضا في مجمعه: 7 / 243 قال:
وعن أبي سعيد - يعني الخدري - قال: كنا عند بيت النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم في نفر
من المهاجرين والأنصار (إلى أن قال) ومر علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: الحق مع ذا،
الحق مع ذا.
وذكر هذا أيضا المناوي في كنوز الحقائق: ص 65.
والمتقي في كنز العمال: 6 / 157 قال.
قال (صلى الله عليه وآله): تكون بين الناس فرقة واختلاف فيكون هذا وأصحابه على الحق
- يعني عليا عليه السلام -.
وأيضا ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين: 3 / 153.
(1) ج و ق: أسوة.
(2) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن.
(3) ن: يفتى.
(4) في الهامش: للمصنف.
(5) القتام: الغبار الأسود، المفدم: الحالك المشبع (لسان العرب).