[ ورواه في إسناد متصل بسلمة بن كهيل ](2). وروى ذلك(3) في إسناد متصل عن الحسن بن زيد عن أبيه عن آبائه. ورواه من طريق آخر. عن ابن عباس ومن طريقين آخرين، ومن طريق آخر متصل بابن عباس(4).
[ وروى بإسناده المتصل عن مجاهد ](5).
[ ورواه بإسناد متصل(6) عن السدي ](7). ورواه في إسناد متصل بالضحاك عن ابن عباس. ورواه الثعلبي في إسناد متصل بعباية الربعي في متن مطول حسن قال في سياقه: قال أبو ذر: فوالله ما استتم رسول الله - صلى الله عليه [ وآله ] - حتى أنزل عليه جبرئيل - عليه السلام - من عند الله عز وجل، فقال: يا محمد اقرأ، قال: ومن أقرأ؟ [ قال ](8): اقرأ * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) *.
وذكر أن إعطاء السائل الخاتم، كان بعين النبي - صلى الله عليه [ وآله ] - ودعائه بعد ذلك: " اللهم فاشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واجعل لي وزيرا من أهلي عليا أشدد به ظهري "(9) وحكى الثعلبي عن السدي، وعتبة(10) ابن أبي حكيم، وعتبة بن عبد الله، إنما عنى بقوله سبحانه: * (والذين آمنوا،
____________
(1) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ق.
(2) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن.
(3) ن: ورواه.
(4) ن: عن السدي.
(5) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ق ون.
(6) ق: وروى بإسناده المتصل.
(7) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن.
(8) لا يوجد في: ج.
(9) الكشف والبيان: مخطوط.
(10) ق: عنه ابن أبي حكيم.
أقول: وقد روى الثعلبي بإسناد عن ابن عباس، أنها نزلت في عبادة بن الصامت وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله -.
وروى الشيخ الفاضل العالم يحيى بن البطريق(2) من طريق ابن المغازلي الشافعي بالإسناد الذي له إليه، قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن(3) الحسن بن شاذان البزاز، إذنا قال: حدثنا الحسن(4) بن علي العدوي، قال: حدثنا سلمة بن شبيب، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مجاهد عن ابن عباس، في قوله تعالى: * (إنما وليكم الله ورسوله، والذين آمنوا، الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) *، قال: نزلت في علي - عليه السلام -(5).
وهذا الطريق لا أعرف فيه متهما مقدوحا فيه. وفي صحيح النسائي عن ابن سلام، قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه [ وآله ] - فقلنا: يا رسول الله إن قومنا حادونا لما صدقنا(6) الله ورسوله، وأقسموا لا يكلموننا، فأنزل الله تعالى: * (إنما وليكم الله ورسوله) *... الآية. ثم أذن بلال مؤذنه لصلاة الظهر فقام الناس يصلون، فمن بين ساجد وراكع وسائل يسأل(7) فأعطى علي خاتمه وهو راكع، فأخبر السائل رسول الله - صلى الله عليه [ وآله ] - فقرأ
____________
(1) الكشف والبيان: مخطوط.
(2) عمدة عيون صحاح الأخبار: 122.
(3) ق: عن.
(4) في المصدر: الحسين.
(5) مناقب ابن المغازلي: 311 حديث 354.
(6) ن: صدوا.
(7) ن: إذ سائل بسؤال.
أقول: إن الترجيح لما رويناه من وجوه.
أحدهما: كثرة الرواية(2) والقائلين ونزارة هذه الرواية.
الوجه الثاني: أن أيام رسول الله عقبتها دول مختلفة منها دولة بني أمية، وعبد الله بن الزبير، والجميع أعداء مجاهرون، إلا عمر بن عبد العزيز، وكان معاوية يبذل الرغائب على الوضع من علي - عليه السلام - وسبه، وكانوا يعلمون الصبيان في المكاتب فنونا تضع من علي - عليه السلام - حتى أن معاوية بذل لسمرة بن جندب(3) أربعمائة ألف درهم، على معنيين، يجعل أحدهما في علي، والآخر في عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله، فأجاب إلى ذلك، وهو قوله تعالى: * (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) *(4) والمعنى الآخر * (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها) *(5) المعنى المتعلق بالمدح في
____________
(1) عمدة عيون صحاح الأخبار: 121 نقلا عن الجمع بين الصحاح الستة من صحيح النسائي وكذلك غاية المرام: 104 والدر المنثور: 2 / 293.
(2) ن: الروايات.
(3) سمرة بن جندب بن هلال الفزاري، نزل البصرة وسكن بها.
عن أبي هريرة: إن النبي صلى الله عليه وآله قال لعشرة في بيت من أصحابه: " آخركم موتا في النار " فيهم سمرة بن جندب فكان سمرة آخرهم موتا، عن عامر بن أبي عامر، قال: كنا في مجلس يونس بن عبيد فقالوا: ما في الأرض بقعة نشفت من الدم ما نشفت هذه، يعنون دار الإمارة قتل بها سبعون ألفا. فسألت يونس، فقال: نعم من بين قتيل وقطيع، قيل من فعل ذلك؟ قال: زياد وابنه وسمرة. مات سمرة سنة ثمان وخمسين وقيل: سنة تسع وخمسين انظر: سير أعلام النبلاء: 3 / 183 وأسد الغابة: 2 / 354 والإصابة: 2 / 78 والجرح والتعديل: 4 / 154.
(4) البقرة: 207 وآخر الآية: * (والله رؤوف بالعباد) *.
(5) البقرة: 205.
=>
ثم إن الرواية عن ابن عباس ليس فيها صورة حال، وجملة من هذه الروايات فيها صورة أحوال، وهي قرينة(1) صوابها.
وأما رواية ابن عباس إن صحت عنه، فلعله سمع من غير ثقة فأدى ذلك على ما سمع، أو حسن ظنه [ مثلا ](2) بمن لمن يحسن الظن به.
وتعلق الجاحظ في الخلاف بفنون، منها: (أن عليا كان أزهد الناس، فكيف يحول الحول وعنده مال يجب فيه الزكاة)؟(3).
قال: (ولو كان ذلك كذلك ما كان بلغ من قدر صنيع رجل في إعطاء درهم ودرهمين من زكاته الواجبة، ما إن يبلغ به إلى هذا القدر الذي ليس فوقه قدر؟)(4).
قال: (وكيف اتفق له ألا يزكي إلا وهو يصلي)(5): (فإن لا تفيد الآية الدلالة إلا أن تكون مشهورة كقصة(6) الغار، أو يكون لفظه يدل على غير ما قال غيرهم، أو أن ينص الرسول على أن هذه الآية نزلت في علي، ولو كان كذلك ما اختلف فيه أصحاب التأويل)
____________
<=
وتتمتها: * (ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد) *.
(1) ق: قريبة.
(2) لا يوجد في: ق.
(3) العثمانية: 119.
(4) المصدر السابق.
(5) المصدر السابق.
(6) ق: كقضية.
(7) العثمانية: 120.
قوله: (كيف يجامع الزهد استبقاء المال حولا يجب فيه الزكاة)، قول ساقط من وجوه: أحدهما: إن الله - تعالى - قال لرسوله - صلى الله عليه وآله - * (ولو تجعل يدك مغلولة إلى عنقك، ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا) *(2) أي: لا تكن بخيلا ولا متلافا، فتعينت متابعته * (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) *(3).
أضربنا عن هذا، فبناء الجاحظ على أن الزكاة وجوبها محصور في حؤول(4) الحول، دليل جهله، إذا الغلات لا يراعي [ في ](5) وجوبها الحول، فلعل مولانا زرع زرعا، أو جاءه ثمر(6) نخل تعينت فيه الزكاة، وكان اداءه في وقت ذلك.
أضربنا عن هذا، فهل يستنكر لزاهد أو نبي أن يكون عنده خمسة أباعر لسفره وحركته ومنفعته الفنون(7) في حضرته؟.
هذا لا ينكره إلا سفيه، لا يعرف السنة ولا مذاهب الحكمة، وشرف المزايا، إذ من بذل ما فيه يديه احتاج إلى غيره، وذل لمن سواه، والمؤمن لا
____________
(1) ج و ن: بزيادة (أولا).
(2) الإسراء: 29.
(3) الأحزاب: 21.
تتمتها: * (لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثرا) *.
(4) ن: حول.
(5) لا توجد في: ن.
(6) ق: تمر.
(7) الفنون: ما يشعر مزاولها بلذة عند مزاولته إياها كركوب الخيل (المنجد).
قوله: (وما بلغ من قدر الصدقة بدرهمين حتى يبلغ به هذا المبلغ)(1).
قلت: هذا مع الذي قررناه(2) من صواب الرواية بحث مع إله الوجود.
أضربنا عن هذا، فإن الذي شرع فيه ناقضا(3) لغرضنا، بل لغرضنا، إذ كان الشكر التمام كما ذكر مع نزارة الدرهمين، برهان إخلاص مولانا صلوات الله عليه [ وإلا ](4) فهي نظرا إلى حقارتها، ليست موضع المدح التام كما ذكر.
أضربنا عن هذا، فلعل الله تعالى جلاله أراد أن يوقظ أحداق(5) الغافلين بالثناء الجم حيث لم يفعلوا مثل فعله، مقوما لهم عوج غفلتهم بذلك.
أضربنا عن هذا، فلعل الله تعالى(6) جلاله أراد أن يبين أن كثيرا ممن يتصدق، لا تقارن أعماله خلوص النية ليرجع إلى الله تعالى في إخلاص النية، حيث يرى أثرها. أضربنا عن هذا، فلعل الله تعالى أراد أن يبين لمن يبالغ في الثناء على إنسان عند إعطاء الأموال الوافرة، أن هاتيك الصدقات غير منوطة بالمقاصد الصالحات لئلا يعتمدوا عليه ويقصدوا في المهمات إليه فيزلوا.
بيان ذلك أنهم يرون الثناء الجم توجه لأجل درهمين، ولا يتوجه إلى
____________
(1) العثمانية: 119.
(2) ق: كررناه.
(3) ق: ناقصا.
(4) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن.
(5) ن: حذاق.
(6) ن بزيادة: جل.
وأما استطرافه(3) لكونه أدى الزكاة في حال صلاته لا في غير تلك الحال، فإن الجواب عنه: بما أنه رأى المحل القابل وقعود من حضر عن مساعدته فرأى اغتنام(4) رحمته، أو، لأن الله تعالى بعث ذلك السائل ليظهر للحاضرين قدر عناية الله تعالى به عقيب صدقته بما أنزل من الآي في مدحته، وإرغام الأعداء بتفخيم ناحيته(5) من حضر منهم ومن غاب عنهم.
وأما [ قوله ](6): " إنه إما لفظ دال أو ما يناسب خبر الغار " فقد بينا فيما روينا صريحا عن أعيان، وعن النبي - صلى الله عليه وآله - بقرائن أحوال، أن الآية نزلت في أمير المؤمنين - عليه السلام -.
وأما حديث الغار فقد تكرر وتكرر الجواب عنه.
وقال لسان الجارودية عند استثمار الشرف منه:
على أنني راض بأن أحمل الهوى | وأخلص منه لا علي ولا ليا |
وأما قوله: (إن النبي لو نص على أن الآية في أمير المؤمنين، ما اختلفوا فيه)(7) فقول رجل جاهل بالسنة، بعيد عن صواب النقل، إذ الآثار النبوية مختلفة جدا، وما لزم ذلك بطلانها.
____________
(1) ن: فيزول.
(2) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن.
(3) ن: استطراقه.
(4) ق و ج: أغنام.
(5) ن: ناحية.
(6) لا يوجد في: ج.
(7) العثمانية: 120.
هذا فيما يرجع إلى أحكام ليست أغراضا للمختلفين فكيف ما هو مظنة لاختلاف المختلفين؟ ومنع قول من قال إن قول الله تعالى: * (ومن عنده علم الكتاب) *(2) علي(3).
فقد(4) ذكرنا ما عندنا في ذلك في مطاوي هذه الأوراق، وقرائن الأحوال شاهدة بأنه المحل القابل لها، ولو لم تنطق هذه الرواية بها، وقد سلف تبيينه(5) على ذلك.
قال - وكذب -: (إن النبي مات ولم يجمع القرآن)(6) إذ القراء المشهورون يروون عن الأوائل الذين مصدر القراءة عنهم، أنهم قرأوه على رسول الله - صلى الله عليه وآله - فكيف يقرأه من لا يجمعه؟.
وقد ذكر ابن عبد البر المغربي، أن جماعة جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله منهم: علي(7).
____________
(1) ن: يختلفون.
(2) الرعد: 43.
والآية كاملة هي: * (ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) *.
(3) العثمانية: 121.
(4) ن: وقد (5) ق: تبنيه.
(6) العثمانية: 121.
(7) لم أعثر عليه في الاستيعاب المطبوع.
وطعن: (بما أن السائل إذا سأل عن علماء التأويل ذكروا ابن عباس ونحوه ولم يذكروه)(3) وقد سبق جواب الجاهل عن ذلك وأتمم ذلك فأقول:.
إنه قد يكون إغفال ذكره لاشتهار أمره، إذ الشمس لا تحتاج إلى دال عليها ولا كاشف لها. وأما أن أبا بكر وعمر لا يذكران في علماء التأويل كما قال، فإن الوجه فيه عدم ضبطهما القرآن وحفظه، فكيف يتأول متأول شيئا لا يحويه ولا يدريه؟
وقد كان عمر - رضوان الله عليه - حفظ البقرة في سبع عشر سنة، وقيل في اثنتي عشرة سنة ونحر جزورا(4).
وهذا يوضح عذره - رضوان الله عليه - في عدم المعرفة بالتأويل، وكذا نعذر أبا بكر(5) في عدم المعرفة بالأب وعمر أيضا(6).
____________
(1) ن: بزيادة: و.
(2) ن: تكلم.
(3) العثمانية: 121.
(4) عن عبد الله بن عمر، قال: تعلم عمر سورة البقرة في اثنتي عشرة سنة فلما ختمها نحر جزورا. انظر: تفسير القرطبي 1 / 34 وشرح ابن أبي الحديد: 3 / 111 والدر المنثور:
1 / 21.
(5) أخرج أبو عبيدة عن إبراهيم التيمي قال:
سئل أبو بكر عن قوله تعالى: * (وفاكهة وإبا) *؟ فقال: أي سماء تظلني؟ أو أي أرض تقلني إن قلت في كتاب الله ما لا أعلم؟ وفي لفظ القرطبي: أي سماء تظلني؟ وأي أرض تقلني؟ وأين اذهب؟ وكيف أصنع؟ إذا قلت في حرف من كتاب الله بغير ما أراد تبارك وتعالى.
ذكره القرطبي في تفسيره: 1 / 29 الزمخشري في الكشاف: 3 / 253 وابن كثير في تفسيره:
1 / 5 الخازن في تفسيره: 4 / 374 النسفي في تفسيره: 8 / 389 السيوطي في الدر المنثور:
6 / 317 ابن حجر في فتح الباري: 13 / 230.
(6) عن أنس بن مالك قال:
=>
ويكفينا في الشهادة(2) على تكذيبه، ذل الحبر المعظم ابن عباس بين يديه واستخذاءه عندما [ نبهه عليه ](3) من معنى " العاديات " عليه، وقد سلف(4) من طريق لا يتهم، فأراد الجاحظ أن يضع من علي فرفع منه، إذ كان المدعي له معرفة التأويل ضارعا عنده، مستفيدا منه، مقرا على نفسه بالعجز عن مداناته على ما أسلفت، فأراد الجاحظ أن يذم فمدح، وأن يفضح فافتضح.
____________
<=
إن عمر قرأ على المنبر: * (فأنبتنا فيها حبا. وعنبا وقضبا. وزيتونا ونخلا. وحدائق غلبا.
وفاكهة وأبا) *، قال: كل هذا عرفناه فما الأب؟ ثم رفض عصا كانت في يده فقال: هذا لعمر
الله هو التكلف، فما عليك أن لا تدري ما الأب؟ اتبعوا ما بين لكم هداه من الكتاب فاعملوا به
وما لم تعرفوه فكلوه إلى ربه. وفي لفظ آخر: قال أنس: بينا عمر جالس في أصحابه إذ تلا هذه
الآية: * (فأنبتنا فيها حبا... إلى آخرها) * ثم قال: هذا كله عرفناه فما الأب؟ قال: وفي يده
عصية يضرب بها الأرض فقال: هذا لعمر الله التكلف، فخذوا أيها الناس بما بين لكم فاعملوا
به، وما لم تعرفوه فكلوه إلى ربه. وبلفظ آخر أن عمر قرأ هذه الآية فقال: كل هذا عرفناه فما
الأب؟ ثم رفض عما كانت بيده وقال: هذا لعمر الله التكلف، وما عليك يا ابن أم عمران لا
تدري ما الأب، ثم قال: اتبعوا ما تبين لكم من هذا الكتاب وما لا فدعوه وعن ثابت: أن رجلا
سأل عمر بن الخطاب عن قوله: * (وفاكهة وإبا) *: ما الأب فقال عمر: نهينا عن التعمق
والتكلف أورد هذه الأحاديث:
ابن جرير في تفسيره: 30 / 38 والحاكم في المستدرك: 2 / 514 والخطيب في تاريخ بغداد:
11 / 468 والزمخشري في الكشاف: 3 / 253 ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة:
2 / 49 وابن الأثير في النهاية: 1 / 10 وابن كثير في تفسيره: 4 / 473 والخازن في تفسيره:
4 / 374 والسيوطي في الدر المنثور: 6 / 317 والمتقي في كنز العمال: 1 / 227 وابن حجر في
فتح الباري: 13 / 230 والقسطلاني في إرشاد الساري: 10 / 298.
(1) العثمانية: 122.
(2) ن: بالشهادة.
(3) ج: تممه.
(4) ص: (107).
ادعى: أن العثمانية فضلت أبا بكر على علي بما أن النبي - صلى الله عليه [ وآله ] - سماه " الصديق "!!. قال: " ولم يسم النبي عليا باسم يبينه(2) به)(3).
وهذا قول جاهل بالسيرة أو معاند، وكلا القسمين يمنعان ذا الدين أن يجاري أهل الفضل في ميادينه ويساميهم في براهينه، إذ قد روى المحدثون من غيرنا أن رسول الله (ص) بأنه يكون أمير المؤمنين(4). ذكر أخي السعيد رضي
____________
(1) ن: عليه.
(2) في المصدر: ينسبه.
(3) العثمانية: 122.
(4) روى أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء 1 / 63 بسنده عن أنس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ]: يا أنس اسكب لي وضوءا ثم قام فصلى ركعتين ثم قال: يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين قال أنس: قلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار وكتمته إذ جاء علي فقال: من هذا يا أنس؟ فقلت: علي فقام مستبشرا فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه ويمسح عرق وجه علي بوجهه قال علي: يا رسول الله لقد رايتك صنعت بي شيئا ما صنعت بي من قبل قال وما يمنعني وأنت تودي عني وتسمعهم صوتي وتبين لهم ما اختلفوا فيه من بعدي.
وروى الحديث بعين ما تقدم:
الخوارزمي في مناقبه: 42 وكمال الدين الشافعي في مطالب السؤل: 21 والحمويني في فرائد السمطين: 1 / 145 وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: 2 / 259.
وفي تاريخ بغداد: 13 / 122 بسنده عن ابن عباس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم: ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة فقام عمه العباس فقال له: فداك أبي وأمي أنت ومن؟ قال: أما أنا فعلى دابة الله البراق، وأما أخي صالح على ناقة الله التي عقرت، وعمي حمزة أسد الله وأسد رسوله على ناقتي العضباء، وأخي
=>
____________
<=
وابن عمي وصهري علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة.
(إلى أن قال) فلا يمر بملأ من الملائكة إلا قالوا: هذا ملك مقرب، أو نبي مرسل، أو حامل
عرش رب العالمين، فينادي مناد من لدنان العرش - أو قال: من بطنان العرش - ليس هذا ملكا
مقربا، ولا نبيا مرسلا، ولا حامل عرش رب العالمين، هذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين
وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين إلى جنان رب العالمين، أفلح من صدقه، وخباب من
كذبه، ولو أن عابدا عبد الله بين الركن والمقام ألف عام وألف عام حتى يكون كالشن البالي
ولقي الله مبغضا لآل محمد أكبه الله على منخره في نار جهنم.
وفي مناقب أخطب خطباء خوارزم: 86 بسنده عن ابن عباس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] هذا علي بن أبي طالب لحمه من لحمي ودمه من دمي وهو
مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي وقال يا أم سلمة اشهدي واعلمي واسمعي هذا
علي أمير المؤمنين وسيد المسلمين وعيبة علمي وبابي الذي أؤتى منه، أخي في الدين وخدني
في الآخرة ومعي في السنام الأعلى.
(1) هو السيد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر الحسني أخو المؤلف.
عالم زاهد فقيه ورع أديب شاعر صاحب الكرامات والمقامات العالية.
قال عنه العلامة في بعض إجازاته: وكان رضي الدين علي صاحب كرامات حكى لي بعضها
وروى لي والدي البعض الآخر.
وقال في موضع آخر: إن السيد رضي الدين كان أزهد أهل زمانه. وقال عنه الحر العاملي في
أمل الآمل: 2 / 205:
حاله في العلم والفضل والزهد والعبادة والثقة والفقه والجلالة والورع أشهر من أن يذكر وكان
أيضا شاعرا أديبا منشئا بليغا.
وقال عنه الأمين في أعيان الشيعة: 8 / 358.
وكان أبرز أعلام هذه الأسرة - يعني أسرة بني طاووس - السيد النقيب رضي الدين علي بن سعد
الدين أبي إبراهيم موسى بن جعفر (إلى أن قال) ولد قبل ظهر يوم الخميس منتصف المحرم سنة
589 بالحلة وبها نشأ وترعرع ثم عد من كتبه 48 كتابا.
ثم قال عنه: كان رضي الدين على جانب كبير من العلم والفضل والمعرفة كما تشهد به مؤلفاته
وآثاره وأقوال المؤرخين والرجاليين الذين ترجموا له.
توفي سنة 664 وحمل إلى مشهد جده علي بن أبي طالب عليه السلام.
=>
ومنها: ما قاله ولم يذكر أنه أوحى إليه ](6).
ومنها: ما سماه [ به ](7) " حيوان صامت ".
ومنها: ما سماه به " جماد " بإذن الله جل جلاله، وذكر غير هذا.
وفي بعض ما ذكرت مقنع، إذ هو في مقابلة دعوى لا أصل لها.
ثم من طريف الأمور، أن يدعي إجماع المسلمين على هذا الاسم، وأنه لأبي بكر دون غيره(8).
واعلم أن الذي يرد على عدو السنة فيما قال، ما رواه الشيخ الثقة يحيى
____________
<=
ترجم له كثيرون من أرباب التراجم منها:
الحر العاملي في أمل الآمل: 2 / 205 والأمين في أعيان الشيعة: 8 / 358 لؤلؤة البحرين:
235 مقدمة البحار: 1 / 143 روضات الجنات: 4 / 325.
(1) ما بين القوسين لا يوجد في: ن.
(2) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ق.
(3) ن بزيادة: جل.
(4) لا يوجد في: ق.
(5) لا توجد في: ن.
(6) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن.
(7) لا توجد في: ج و ق.
(8) العثمانية: 123.
حدثنا أبي، قال: حدثنا ابن نمير وأبو أحمد(2) الزبيري، قالا: حدثنا العلاء ابن صالح عن المنهال بن عمر(3) عن عمارة ابن عبد الله، قال سمعت عليا عليه السلام يقول: أنا عبد الله وأخو رسوله، قال ابن نمير في حديثه: وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعد، قال أبو أحمد: بعدي إلا كاذب مفتر، ولقد صليت قبل الناس سبع سنين، قال أبو أحمد: ولقد أسلمت قبل الناس بسبع سنين(5).
وتقرير العمل بهذه الرواية، ما رويناه(6) من طريق القوم من أن الحق معه.
وبالإسناد، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا محمد
____________
(1) عمدة عيون صحاح الأخبار: 220.
(2) في المصدر: بزيادة: هو.
(3) في المصدر: عمرو وكذا في " العمدة ".
(4) في المصدر: عباد وكذا في " العمدة ".
(5) فضائل الصحابة: 2 / 586 و 587 حديث 993. وأيضا النسائي في خصائصه: ص 3.
روى بسنده عن عمرو بن عباد بن عبد الله قال: قال علي عليه السلام: أنا عبد الله وأخو رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كذاب، آمنت قبل الناس سبع سنين.
ورواه أيضا ابن جرير الطبري في تاريخه: 2 / 56 والمحب الطبري في الرياض النضرة:
2 / 155. وذكر المتقي في كنز العمال: 6 / 405.
قال: عن سليمان بن عبد الله عن معاذة العدوية قالت: سمعت عليا عليه السلام وهو يخطب على منبر البصرة يقول: أنا الصديق الأكبر، آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر، وأسلمت قبل أن يسلم.
وذكر هذا أيضا الذهبي في ميزان الاعتدال: 1 / 417 والمحب الطبري في الرياض النضرة:
2 / 157.
(6) مرت الإشارة إليه ص (97).
إذا عرفت هذا، فأين التعلق بما لا يعرف أصله من التعلق بما يعرف أصله من طريق من لا يستغش ولا يتهم؟.
قال: (وإن جميع الأمة قالت: يا خليفة رسول الله)!!(9).
وهذه نطقات عاجز عن إقامة البراهين، فيتعلق بالدعوى مع العلم بعدم الموافقة من جماعة المسلمين عليها، وإن الإجماع مع دفع العوارض التي في هذا المقام وتحصيله استقراء(10) في مقام الممتنع، فكيف في مثل هذا المقام والعيان يخالفها؟.
وذكر(11) أشعارا تساعده، وإن استشهادا بشعر في مدح رئيس اجتمع أكثر
____________
(1) ن: جميع، وكذا في المصدر.
(2) في المصدر: عن أخيه عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه.
(3) ما بين المعقوفتين لا يوجد في المصدر.
(4) ج: حزبيل. والمصدر: خرتيل.
(5) فضائل الصحابة: 2 / 627 و 628 حديث 1072 وذكر حديثا ثانيا يختلف مع ما ذكر باللفظ.
انظر ص: 655 و 656 حديث 1117.
(6) الكشف والبيان: مخطوط.
(7) عمدة عيون صحاح الأخبار: 222.
(8) مناقب ابن المغازلي: 345 حديث 293.
(9) العثمانية: 123.
(10) ن: اسفرا.
(11) العثمانية: 124.
وعارض(4) بالاعتماد على قول رشيد الهجري،(5) والسيد الحميري(6)
____________
(1) ن: ظريف.
(2) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن، وفيها: يشاءون.
(3) * (والشعراء يتبعهم الغاوون. ألم تر أنهم في كل واد يهيمون. وأنهم يقولون ما لا يفعلون. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) * الشعراء 224 حتى 227.
(4) العثمانية: 128.
(5) من أصحاب أمير المؤمنين الأوفياء وكان يحمل علم البلايا والمنايا.
قال النجاشي وبسنده عن أبي حيان البجلي عن قنواء بنت رشيد الهجري قال: قلت لها:
أخبريني ما سمعت أبيك؟ قالت: سمعت أبي يقول: أخبرني أمير المؤمنين عليه السلام فقال يا رشيد كيف صبرك إذا أرسل إليك دعي بني أمية فقطع يديك ورجليك ولسانك؟ قلت: يا أمير المؤمنين آخر ذلك إلى الجنة؟ فقال: يا رشيد أنت معي في الدنيا والآخرة.
قالت: فوالله ما ذهبت الأيام حتى أرسل إليه عبيد الله بن زياد الدعي، فدعاه إلى البراءة من أمير المؤمنين عليه السلام فأبى أن يبرأ منه، فقال له الدعي: فبأي ميتة قال لك تموت؟ فقال له: أخبرني خليلي أنك تدعوني إلى البراءة منه فلا البراء فتقدمني فتقطع يدي ورجلي ولساني.
فقال: والله لأكذبن قوله فيك.
قال: فقدموه فقطعوا يديه ورجليه وتركوا لسانه، فحملت أطراف يديه ورجليه فقلت: يا أبت هل تجد ألما لما أصابك؟ فقال: لا يا بنية إلا كالزحام بين الناس، فلما احتملناه وأخرجناه من القصر اجتمع الناس حوله فقال: ايتوني بصحيفة ودواة أكتب لكم ما يكون إلى يوم الساعة، فأرسل إليه الحجام حتى يقطع لسانه، فمات رحمة الله عليه في ليله.
قال: وكان أمير المؤمنين عليه السلام يسميه رشيد البلايا، وكان قد ألقى إليه علم المنايا والبلايا وكان حياته إذا لقي الرجل قال له: فلان أنت تموت بميتة كذا وتقتل أنت يا فلان بقتلة كذا وكذا فيكون كما يقول رشيد. و (رشيد) بضم الراء مصغرا.
انظر: تنقيح المقال: 1 / 431 رجال الكشي: 1 / 290 رجال ابن داود: 95.
(6) هو إسماعيل بن محمد بن يزيد بن وداع الحميري الملقب بالسيد.