الصفحة 345
علي - عليه السلام - وإذا تقرر هذا كان الدرك على الممتنع [ لا على الممتنع منه ](1).

وأما حديث طلحة وعائشة، فإن من عرف السيرة، عرف أنهما كانا أصل وقعة البصرة، القادحين في عثمان، عرضاه للمتألف ثم خرجا آخذين بدمه، وهذا لا يجهله إلا جاهل بالسيرة جدا، إذ هو ظاهر عند العدو العارف فضلا عن الصديق المؤالف.

ثم إن أمير المؤمنين - عليه السلام - عند الجاحظ وغيره من المسلمين وقعت البيعة له وصحت، وإذا تقرر هذا فينبغي أن يقوم البرهان على جواز الخروج عليه، وما عرفناه.

ولهذه المباحث مواضع معروفة، وهذا الذي ذكرنا(2) فيه مقنع، إذ هو كيف تقلبت الحال أقوى من كلام الجاحظ عند من اعتبر وأنصف، والمدافعات باب لا يغلق إلا بيد الإنصاف.

ولو أني - مثلا - أوردت ما أعرف مفصلا لأمكن الجاحظ أن يقول: لا نسلم،(3) وأن أحيل على كتاب لهم، يقول: لا أقبل، وإن قبل، تأول(4)، وإن تأول عاند في تأويله، وإن لم يتأول أضرب عن الجواب، شرع في فحش، أو قطع الحديث، مارا في غلوائه(5)، ساريا في بيداء أهوائه.

ونبرهن(6) على هذا ما أظهرناه عليه من البهت وفنون المدافعات عيانا،

____________

(1) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن.

(2) ق: ذكرناه.

(3) ن: أو.

(4) ق: فأول.

(5) الغلواء: الغو (المنجد).

(6) ج: يبرهن.


الصفحة 346
وقد أسلفنا ما يلزم من الدرك في الطعن على أمير المؤمنين عليه السلام والمباعدة له من طريق القوم.

ولنذكر ما روي من قول النبي عليه السلام: " إنك تقاتل(1) الناكثين، والقاسطين والمارقين " من طرق القوم إن شاء الله تعالى.

قال أبو عمر الحافظ ابن عبد البر - صاحب كتاب " الاستيعاب " - المغربي: وروي من حديث علي ومن حديث ابن مسعود وحديث أبي أيوب الأنصاري، أنه أمر بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين.

وروي عنه أنه قال: ما وجدت إلا القتال أو الكفر بما أنزل الله يعني - والله أعلم - * (وجاهدوا في الله حق جهاده) *(2) وما كان مثله. هذا آخر كلامه(3).

ثم قال: وذكر أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني في المؤتلف والمختلف(4) قال: حدثنا محمد بن القاسم بن زكريا، قال: حدثنا عباد بن يعقوب، قال: حدثنا عفان بن سنان(5)، قال: حدثنا أبو حنيفة، عن عطا،

____________

(1) ن: قاتل.

(2) الحج 78.

والآية كاملة هي: * (وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل، وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير) *.

(3) الاستيعاب: 3 / 1117.

وأيضا في فرائد السمطين: 1 / 279 وأنساب الأشراف: 2 / 236 والمستدرك: 3 / 115 وتاريخ دمشق ترجمة أمير المؤمنين: 3 / 174.

(4) ظاهرا أنه مخطوط.

(5) ن: شيبان. وفي المصدر: سيار.


الصفحة 347
قال: قال ابن عمر، ما آسى على شئ إلا على ألا أكون قاتلت الفئة الباغية، وعلى صوم الهواجر(1).

وأقول: إن الشيخ العالم الفاضل يحيى بن البطريق، روى في كتابه - " العمدة من الجمع بين الصحيحين " - قال: وبالإسناد المقدم، ذكره عن أبان ابن سليمان(2)، عن النبي صلى الله عليه [ وآله ]، قال: من سل علينا السيف

____________

(1) الاستيعاب: 3 / 1117، ورواه أيضا المحب الطبري في الرياض النضرة 2 / 242 باختلاف في اللفظ يسير.

وروى الحاكم في مستدركه: 3 / 115.

بسنده عن شعيب بن أبي حمزة القرشي عن الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر، أنه بينما هو جالس. مع عبد الله بن عمر إذ جاءه رجل من أهل العراق فقال: يا أبا عبد الرحمن إني والله لقد حرصت أن اتسمت بسمتك وأقتدي بك في أمر فرقة الناس واعتزال الشر ما استطعت، وأني أقرأ آية من كتاب الله محكمة قد أخذت بقلبي فأخبرني عنها، أرأيت قول الله عز وجل: * (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيئ إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين) *.

أخبرني عن هذه الآية، فقال عبد الله: ما لك ولذلك، انصرف عني فانطلق حتى توارى عنا سواده وأقبل علينا عبد الله بن عمر فقال: ما وجدت في نفسي من شئ في أمر هذه الآية ما وجدت في نفسي أني لم أقاتل هذه الفئة الباغية كما أمرني الله عز وجل.

وابن سعد في طبقاته: ج 4 القسم 1 ص 136.

بسنده عن سعيد بن جبير في حديث ساقه إلى أن قال: قال ابن عمر: ما آسى من الدنيا إلا على ثلاث، ظمأ الهواجر، ومكابدة الليل، وإلا أكون قاتلت هذه الفئة الباغية التي حلت بنا.

وأيضا في الطبقات: ج 4 القسم 1 ص 137.

بسنده عن حبيب بن أبي ثابت قال: بلغني عن ابن عمر في مرضه الذي مات في أنه قال: ما أجدني آسى على شئ من أمر الدنيا إلا أني لا أقاتل الفئة الباغية.

ورواه أيضا ابن الأثير في أسد الغابة: 3 / 33.

وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد: 3 / 182.

قال وعن ابن عمر قال: ما آسى على شئ فاتني إلا الصوم والصلاة، وتركي الفئة الباغية إلا أكون قاتلتها واستقالتي عليا عليه السلام البيعة. قال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط.

(2) في المصدر: عن أياس بن سلمة عن أبيه.


الصفحة 348
فليس منا(1).

أقول: إنه أراد - والله أعلم - من ديننا، وقد أسلفت أن عليا من رسول الله. بمنزلة الرأس من الجسد(2).

وروى أخطب الخطباء خوارزم حديثا مرفوعا إلى أبي سعيد الخدري(3).

صورة لفظه:

أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، قلت: يا رسول الله أمرتنا أن نقاتل هؤلاء، فمع من؟ قال: من علي بن أبي طالب معه يقتل(4) عمار بن ياسر.

ورفع حديثا آخر إلى عبد الله(5) قال: خرج رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] فأتى منزل أم سلمة، فجاء علي فقال رسول الله: هذا والله،

____________

(1) عمدة عيون صحاح الأخبار: 342 نقله عن الجمع بين الصحيحين للحميدي.

أقول: ذكره مسلم في صحيحه: 1 / 98 كتاب الإيمان.

(2) تقدم ص: 108.

(3) قال الخوارزمي: أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلي من همدان أخبرني أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن ع بدوس الهمداني كتابة أخبرني أبو جعفر محمد بن علي بن رحيم الشيباني حدثني الحسين بن الحكم الحبري حدثني إسماعيل بن أبان حدثني إسحاق بن إبراهيم الأزهر عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال:

أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين فقلنا يا رسول الله أمرتنا بقتال هؤلاء فمع من نقاتل؟ قال: مع علي بن أبي طالب خاصة ومعه يقتل عمار بن ياسر. انظر مناقب الخوارزمي: 122 ورواه أيضا ابن الأثير في أسد الغابة 4 / 32 والآمرتسري في أرجح المطالب: 602 والحمويني في فرائد السمطين: 1 / 281.

(4) ج و ق: مقتل.

(5) قال: وأخبرنا أبو منصور شهردار هذا فيما كتب إلي من همدان، أخبرني أبو الفتح عبدوس هذا كتابة، أخبرني الإمام أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه، حدثني الحسن بن علي، حدثني زكريا ابن يحيى الخزاز المقري، حدثني إسماعيل بن عباد المقري، حدثني شريك، عن منصور،

=>


الصفحة 349
قاتل النكاثين والقاسطين والمارقين [ من ](1) بعدي(2).

ورفع حديثا آخر إلى أبي أيوب(3) نحو حديث ابن معبد، ورفع(4) حديثا أخر إلى(5) النبي عليه السلام إنه قال لعمار: تقتلك الفئة الباغية، ثم قال:

أخرجه مسلم في. الصحيح(6).

____________

<=

عن إبراهيم عن علقمة، عن عبد الله، قال:

خرج رسول الله - صلى الله عليه [ وآله ] -: فأتى منزل أم سلمة فجاء علي - عليه السلام - فقال رسول الله - صلى الله عليه [ وآله ] -: هذا والله قاتل القاسطين والمارقين والناكثين بعدي.

(1) لا توجد في: ج.

(2) انظر مناقب الخوارزمي: 122.

ورواه أيضا المتقي الهندي في كنز العمال: 6 / 319 والمحب الطبري في الرياض النضرة:

2 / 240 والحمويني في فرائد السمطين: 1 / 283 وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: 3 / 162.

(3) قال: وأخبرني أبو منصور شهردار هذا كتابة، أخبرني أبو الفتح عبدوس هذا كتابة، أخبرني أبو بكر محمد بن بابويه، حدثني الحسن بن علي بن شبيب المعمري، حدثني محمد بن حميد، حدثني سلمة بن الفضيل، قال: حدثني أبو زيد الأحول، عن غياث، عن ثعلبة، قال:

حدثني أبو أيوب الأنصاري في خلافة عمر بن الخطاب، قال:

أمرني رسول الله - صلى الله عليه [ وآله ] - بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين مع علي بن أبي طالب - عليه السلام - انظر: مناقب الخوارزمي: 122 وأيضا المستدرك: 3 / 139 وفرائد السمطين: 1 / 282.

(4) قال: وبهذا الإسناد عن إبراهيم بن مرزوق هذا، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، عن خالد الحذاء، عن الحسن بن أبي الحسن، عن أبيه، عن أم سلمة: إن رسول الله - صلى الله عليه [ وآله ] - قال لعمار: تقتلك الفئة الباغية.

(5) ن: إن.

(6) مناقب الخوارزمي: 123. أقول: لقد وردت أحاديث كثيرة لقول النبي (صلى الله عليه وآله) لعمار بن ياسر: تقتلك الفئة الباغية ونحن نشير إلى قسم من المصادر التي ذكرت هذا الحديث. منها:

صحيح البخاري: في كتاب الصلاة في باب التعاون في بناء المسجد 1 / 122 وصحيح مسلم: في كتاب الفتن وأشراط الساعة في باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكانه، بطريقين 4 / 2235. وصحيح الترمذي:: 5 / 669. في مناقب عمار. ومستدرك الصحيحين:

2 / 148 و 3 / 385 و 3 / 386 و 3 / 387، ومسند أحمد بن حنبل: 2 / 161 و 2 / 164 و 4 / 197

=>


الصفحة 350
وقال أخطب خوارزم فيما رواه في كتاب المناقب -: إن عليا عليه السلام فسر الناكثين بأصحاب الجمل، والمارقين بالخوارج، والقاسطين بأهل الشام(1).

ومن كتاب الطرائف، عن الخطيب: أن أبا أيوب فسر الناكثين والقاسطين بما فسره(2) أمير المؤمنين عليه السلام، وقال: وأما المارقون [ فهم ](3) أهل الطرفاوات(4) وأهل السعيفات وأهل النخيلات وأهل النهروانات، والله ما أدري أين هم، ولكن لا بد من قتالهم(5).

____________

<=

و 6 / 289. ومسند أبي داود الطيالسي: 3 / 90 وحلية الأولياء: 4 / 172 وتاريخ بغداد:

13 / 186 و 5 / 315 و 7 / 414. وطبقات ابن سعد: ج 3 ق 1 ص 177 و ج 3 ق 1 ص 179 و ج 3 ق 1 ص 181. وأسد الغابة: 2 / 143 و 2 / 217 والإمامة والسياسة: 106 والإصابة: ج 1 ق 4 ص 125 والرياض النضرة: 1 / 14، ونور الأبصار: 89 وكنز العمال: 7 / 72 و 7 / 73 و 7 / 74 ومجمع الزوائد: 9 / 297 و 7 / 242 و 9 / 296.

(1) مناقب الخوارزمي: 125.

ومجمع الزوائد: 7 / 238 وينابيع المودة: 128.

(2) ن: فسر.

(3) لا توجد في: ن.

(4) ج و ق: الطرقاوات.

(5) الطرائف (لرضي الدين علي بن موسى بن طاووس رحمه الله): 1 / 103 ورواه أيضا الخطيب في تاريخ بغداد: 13 / 186 بسنده عن علقمة والأسود قالا:

أتينا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه من صفين فقلنا له: يا أبا أيوب إن الله أكرمك بنزول محمد صلى الله عليه (وآله) وسلم وبمجئ ناقته تفضلا من الله وكراما لك حتى أناخت ببابك دون الناس ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب به أهل لا إله إلا الله، فقال: يا هذا إن الرائد لا يكذب أهله، وأن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم أمرنا بقتال ثلاثة مع علي عليه السلام بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، فأما الناكثون فقد قاتلناهم، أهل الجمل طلحة والزبير، وأما القاسطون فهذا منصرفنا من عندهم - يعني معاوية وعمرا - وما المارقون فهم أهل الطرقات وأهل السعيفات وأهل النخيلات وأهل النهروانات، والله ما أدري أين هم ولكن لا بد من قتالهم إن شاء الله.

قال: وسمعت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول لعمار: تقتلك الفئة وأنت إذ ذاك مع الحق والحق معك، يا عمار بن ياسر إن رأيت عليا قد سلك واديا وسلم الناس واديا غيره فاسلك مع علي فإنه لن يدليك في ردى ولن يخرجك من هدى، يا عمار من تقلد سيفا أعان

=>


الصفحة 351

____________

<=

به عليا على عدوه قلده الله يوم القيامة وشاحين من در، ومن تقلد سيفا أعان به عدو علي عليه قلده الله يوم القيامة وشاحين من نار، قلنا يا حسبك رحمك الله حسبك رحمك الله.

رواه أيضا المتقي في كنز العمال: 4 / 155 إلا أنه قال فيه لن يدلك على ردى ولن يخرجك من الهدى.

وروى الحاكم في مستدركه: 3 / 139.

بسنده عن عقاب بن ثعلبة، حدثني أبو أيوب الأنصاري في خلافة عمر بن الخطاب، قال: أمر رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم علي بن أبي طالب (عليه السلام) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين.

وأيضا في مستدرك الصحيحين: 3 / 139.

بسنده عن الأصبغ بن نباتة عن أبي أيوب الأنصاري قال: سمعت النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول لعلي بن أبي طالب (عليه السلام): تقاتل الناكثين والقاسطين بالطرقات والنهروانات وبالسعفات، قال: أبو أيوب: قلت: يا رسول الله مع من نقاتل هؤلاء الأقوام؟ قال: مع علي ابن أبي طالب.

وذكر الخطيب في تاريخ بغداد: 8 / 340.

بسنده عن خليد العصري قال: سمعت أمير المؤمنين عليا (عليه السلام) يقول يوم النهروان:

أمرني رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم بقتال الناكثين والمارقين والقاسطين.

وابن الأثير في أسد الغابة: 4 / 33.

بسنده عن مخنف بن سليم قال: أتينا أبا أيوب الأنصاري فقلنا: قاتلت بسيفك المشركين مع رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ثم جئت تقاتل المسلمين قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم بقتل الناكثين والقاسطين والمارقين. وأيضا في أسد الغابة: 4 / 33.

بسنده عن علي بن ربيعة قال: سمعت عليا (عليه السلام) على منبركم هذا يقول: عهد إلي رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم أن أقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين.

والمتقي في كنز العمال: 6 / 82.

قال: عن علي بن ربيعة قال: سمعت عليا عليه السلام على المنبر وأتاه رجل فقال: يا أمير المؤمنين ما لي أراك تستحل الناس استحلال الرجل إبله، أبعهد من رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم أو شيئا رأيته؟

قال: والله ما كذبت ولا كذبت ولا ضللت ولا ضل بي بل عهد من رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم عهده إلي وقد خاب من افترى، عهد إلي النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم أن أقاتل

=>


الصفحة 352
وقد كان يونس بن حبيب(1) يقول: أحب أن أتولى حساب ثلاثة، منهم: طلحة والزبير، ما الذي نقما على علي حتى خرجا عليه؟ أو شيئا شبه هذا المعنى(2).

هذا ما نقلناه عن سبيل التخصيص(3)، وأما ما يقال على سبيل العموم، فإن ابن المغازلي الشافعي روى بإسناده عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال:

قال رسول الله - صلى الله عليه وآله - أتاني جبرئيل عليه السلام بدرنوك من

____________

<=

الناكثين والقاسطين والمارقين.

وأيضا في كنز العمال: 6 / 88.

قال: عن الثوري ومعمر عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن أبي صادق قال: قدم علينا أبو أيوب الأنصاري العراق فقلت له: يا أبو أيوب قد كرمك الله بصحبة نبيه محمد صلى الله عليه (وآله) وسلم وبنزوله عليك، فما لي أراك تستقبل الناس تقاتلهم، تستقبل هؤلاء مرة وهؤلاء مرة، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم عهد إلينا إن نقاتل مع علي (عليه السلام) الناكثين، فقد قاتلناهم، وعهد إلينا أن نقاتل مع علي عليه السلام المارقين فلم أرهم بعد.

وأيضا في كنز العمال: 6 / 72.

قال: عن علي عليه السلام قال: أمرت بقتال ثلاثة: القاسطين والناكثين والمارقين، فأما القاسطون فأهل الشام وأما الناكثون فذكرهم وأما المارقون فأهل النهروان - يعني الحرورية -.

وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد: 9 / 235.

قال: وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: أمر رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين. وقد ذكر أيضا روايات بهذه المضامين وأن اختلفت الألفاظ في مجمعه. انظر: 9 / 235 و 7 / 238.

(1) لعله يونس بن حبيب النحوي وكنيته أبو عبد الرحمن وهو مولى ضبة ولد سنة 90 وأخذ الأدب عن أبي عمرو بن العلاء وحماد بن سلمة وكان النحو أغلب عليه، له من الكتب: " معاني القرآن الكريم " و " اللغات " و " الأمثال " و " النوادر " مات 182 وقيل غير ذلك ترجم له: وفيات الأعيان: 7 / 244 ومعجم الأدباء: 20 / 64 وتهذيب التهذيب: 5 / 346.

(2) ن بزيادة: وقد ذكرنا في كتاب الموضوعات طرفا من هذه المواضيع:

(3) ن: التلخيص.


الصفحة 353
الجنة(1)، فجلست عليه، فلما صرت بين يدي ربي، كلمني وناجاني، فما علمني (") شيئا إلا علمه عليا(3) ثم دعاه(4) إليه فقال:(5): يا علي، سلمك سلمي، وحربك حربي، وأنت العلم فيما بيني وبين أمتي(6) بعدي(7).

وذكر كلاما عن الشعبي، لا طائل فيه وهو عدو مبين من حزب عبد الملك، وقد كانت للشعبي قصة في السرقة للدراهم، ولا ينبغي أن يقبل قول سارق، وهو مع ذلك خليط بني مروان، وأمير المؤمنين مشنوؤهم(8) صلى الله عليه.

قال عن الشعبي: (إنه لم يشهد الجمل ممن شهد " بدرا " أكثر من أربعة)!!(9) وقول الشعبي [ كلا قول ](10) ولو لم يشهد من أهل " بدر " إلا أربعة، فإن الدرك عليهم، إذ(11) البيعة وقعت لأمير المؤمنين عليه السلام وصحت عند الخصوم، فالمتخلف زاهق، والناهض معه موفق لاحق، ومن عرف السير(12)، وعرف أصل القاعدة في حروب أمير المؤمنين - عليه السلام - كان

____________

(1) في المصدر بزيادة: من درانيك الجنة.

(2) ج و ق: علمه.

(3) في المصدر بزيادة: فهو باب مدينة علمي.

(4) في المصدر بزيادة: النبي (صلى الله عليه وآله).

(5) في المصدر بزيادة: له.

(6) في المصدر بزيادة: من.

(7) مناقب ابن المغازلي: 50 حديث 73.

(8) ن: مسبوبهم.

(9) العثمانية: 176.

(10) ق: بدله (على قول).

(11) ق: أو.

(12) ق: المسير.


الصفحة 354
المصوب له وإن لم يرد حديث بأن موافقته صواب والعدول عنه خطأ.

أول الحال: أن أصحاب الجمل نقموا على عثمان ما [ نقم عليه غيرهم ](1)، وكانوا محاربيه معاديه، وعلي مخاصم طلحة على حمل الماء(2) إليه، وعائشة فحاله معها معلوم. رواه الرواة ودونوه، وقد ذكر جملة منه صاحب كتاب " الاستيعاب " الذي لا يتهم(3)، فلما قتل عثمان شرعوا مطالبين عليا بدمه، إلا أن خروجهم كان لغير ذلك، لأنه لم يتجدد من علي شئ أصلا يخاصمونه عليه ويؤاخذونه به، ولا طالت له مدة يحدث(4). فيها حوادث، ولا عرفت محقا ولا مبطلا ادعى ذلك.

ثم شرع معاوية يطالب بدم ابن عمه عثمان، محاربا أمير المؤمنين عليه السلام، باغيا عليه، فكان ما كان.

وقد قال(5) مولانا أمير المؤمنين - عليه السلام -: " فأينا كان أهدى لمقاتله "(6).

ثم كان من الخوارج ما كان، قهروه على التحكيم، فلما فعل حاربوه عليه، وهذه أمور لا يبنى عليها من حديث خاص بل هذه سير يعرفها الخائضون في السير، بل من قاربهم، فضلا عن الإيغال(7) معهم فيما أو غلوا فيه.

____________

(1) ق: بدله (ما نقموا عليه وغيرهم).

(2) ن: المال.

(3) الاستيعاب: 3 / 1037 - 1052.

(4) ن: فحدثت.

(5) نهج البلاغة كتاب 28.

وهو جواب إلى معاوية منه: ثم ذكرت ما كان من أمري وأمر عثمان فلك أن تجاب عن هذه لرحمك منه فأينا كان أعدى له وأهدى إلى مقاتله؟ أمن بذل له نصرته فاستقعده واستكفه. أمن استنصره فتراخى عنه وبث المنون إليه حتى أتى قدره عليه... إلى آخره.

(6) ن: لمقاتلته.

(7) ق: الأفعال.


الصفحة 355
واعترض الطعن بخلاف سلمان على أبي بكر بوهن(1) حاله في الإسلام(2)، وهو دفع للمعلوم و (بأنه ولي لعمر بن الخطاب، وبأنه كان عند عمر معظما، ولا يكون عنده معظما من(3) يطعن في أبي بكر. ونبه على ذلك. بأن عمر نازل أبا بكر في خالد بن سعيد لما عقد له على أجناد الشام لما وقعت منه كلمة في بيعة أبي بكر حتى عزله)(4).

والذي يقال على هذه الجملة: أن أبا عمر - صاحب كتاب " الاستيعاب " - المغربي قال في جملة صفاته(5): أول مشاهده الخندق، ولم يفته بعد ذلك مشهد مع رسول الله - صلى الله عليه [ وآله ] - وكان خيرا(6)، فاضلا، عالما، زاهدا متقشفا(7). وذكر جملة حسنة من حال زهده وتقشفه(8).

____________

(1) ق: موهن.

(2) قال الجاحظ: إنه ليس من المهاجرين ولا ممن شهد بدرا ولا أحدا ولا لقي في الله ما لقي نظراؤه عند الناس كبلال وصهيب وخباب وعمار ولا كان من الذين آووا، ونصروا، وذكروا في القرآن وقدموا وكان حديث الإسلام، قليل المشاهد، وإنما أسلم حتى انحسرت الشدة وانكشف عنهم معظم الكربة... إلى آخر كلامه. انظر العثمانية: 178.

(3) ق: لمن.

(4) العثمانية: 178 - 179.

(5) يعني سلمان الفارسي.

(6) في المصدر بزيادة: حبرا.

(7) الاستيعاب: 2 / 635.

(8) قال صاحب الاستيعاب: ذكر هشام بن حسان عن الحسن قال: كان عطاء سلمان خمسة آلاف، وكان إذا خرج عطاءه تصدق به، ويأكل من عمل يده، وكانت له عباءة يفترش بعضها ويلبس بعضها. وذكر ابن وهب وابن نافع عن مالك قال: كان سلمان يعمل الخوص بيده فيعيش منه، ولا يقبل من أحد شيئا، قال: ولم يكن له بيت وإنما كان يستظل بالجذور والشجر: وأن رجلا قال له: إلا ابني لك بيتا تسكن فيه؟ فقال: ما لي به حاجة، فما زال به الرجل حتى قال له: إني أعرف البيت الذي يوافقك، قال: فصفه لي، قال: ابني لك بيتا إذا أنت قمت فيه أصاب رأسك سقفه، وإن أنت مددت فيه رجليك أصاب أصابعهما الجدار، قال: نعم، فبنى له بيتا كذلك. الاستيعاب: 2 / 635.


الصفحة 356
إذا عرفت هذا فما بعد(1) هذا مرتبة في رفعة.

فإن قيل: هذا شئ على(2) غير الرأي والاعتبار، فإن الجواب عنه: بما أن عمر رضي رأيه واستنبله إذ جعله في مقام كسرى بالمدائن وأما أنه لو كان طعن على أبي بكر رضوان الله عليه ترك استنابته قياس على خالد، فإن الجواب عنه: بما أن الأمور استقرت وانتظمت، ورأى من قاعدة سلمان سدادا ومعرفة باللغة العجمية(3) وهي(4) بمقام العدم في العرب، فولاه بلادا اللسان فيها اللغة(5) العجمية، [ وقد يغضي العاقل عن شئ لشئ كما يكره شيئا لشئ ](6).

ولم يكن ذا قوم يخالف على الملك منه، ويحاذر عليه بطريقه، فهاتان علتان اقتضت تقديم سلمان، العجمة وعدم القوم، ومنع من تقديم خالد، الكلمة المشار إليها وحصول القوم الذين لهم الشكيمة والقوة.

وأما أنه ولي لعمر بن الخطاب - رضوان الله عليه - فلأن الدين قاض بأنه إذا رأى الإنسان مصلحة للمسلمين، دخل في ولاية من كان ومن الذي شهد على نية سلمان بأنه كان يمضي الأمور وينوي بذلك أنه نائب(7) لعمر بن الخطاب - رضوان الله عليه؟ - وفسر (كلمة سلمان - رحمه الله تعالى - في شأن البيعة، " كرداد ونكرداد " بمعنى أنكم صنعتم وما صنعتم، وأن المراد من ذلك: أنكم أقمتم فاضلا

____________

(1) ج و ق: فبعد.

(2) لا توجد كلمة (على) في: ج و ن.

(3) ن بزيادة: كما يكره شيئا لشئ.

(4) ن: وهو.

(5) ق: بلغة.

(6) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن.

(7) ن: كاتب.


الصفحة 357
مجربا، ولو كان غيره كان أفضل منه)(1) والذي يقال على هذا: إن الجارودية يكفيهم تفسير الجاحظ، إذ سلمان أنكر ما جرى، إذ قدموا المفضول على الفاضل، إذ لو كان جيدا ما أنكره. ولا يرد على هذا: لعل(2) في تقديم المفضول مصلحة اقتضت تقدمه، إذ لو كان ذلك، كذلك لما أنكره سلمان(3).

أما أن يكون المراد من قوله: " صنعتم وما صنعتم " صوابا أو بالعكس، فإن كان الأول والثاني كان متناقضا، لا يقع من سديد، إذ يكون المعنى:

صنعتم صوابا بتقديمه، وما صنعتم صوابا بتقديمه، وإن كان الثالث كان محصلا لغرض الجارودية. والرابع(4) باطل بالإجماع منا ومن الجاحظ، مع أن صورة ما أثبته بعض الثقات من صورة الكلمة: " كرديد ونكرديد وحق ميره ببرديد " يعني: فعلتم وما فعلتم، وحق الرجل أذهبتم، أي: بايعتموه في حضرة الرسول ولم تفوا(5) بالبيعة فكأنكم(6) لم تبايعوه وأذهبتم حقه.

منع (دعوى من ادعى: أن بلالا أنكر على أبي بكر وعمر بكونه ولي لهما دمشق)(7).

أقول: إن لسان الجارودية أجاب عن مثل هذا في حال سلمان.

وادعى: (أن المقداد كان متنكرا(8) لأمير المؤمنين - عليه السلام - مقويا بذلك

____________

(1) العثمانية: 179.

(2) ن: العمل.

(3) ن بزيادة: صنعتم وما صنعتم.

(4) ن بزيادة: هو.

(5) ق: تفوه.

(6) ن: وكأنكم.

(7) العثمانية: 180.

(8) ن: منكرا.


الصفحة 358
أنه ما أنكر خلافة أبي بكر)!!(1) ولا نعرف هذا التنكر(2) بل المقرر عند الإمامية خلافه، ويكفي الإمامية في الإيراد مخالفة من خالف، ولو لم تثبت إلا مخالفة خالد بن سعيد في كلمته لكفى، وما قررته الإمامية من إنكار علي وجماعته وهو بحث طويل ذكره الأصحاب(3) في كثير من كتبهم.

وحكى قصة كاذبة(4)، لا أصل لها، مكذبة رسول الله صلى الله عليه

____________

(1) العثمانية: 181.

(2) ن: النكر.

(3) قال الطبرسي في الاحتجاج: 75 " عن أبان بن تغلب قال: قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: جعلت فداك هل كان أحد في أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنكر على أبي بكر فعله وجلوسه مجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: نعم كان الذي أنكر على أبي بكر اثنا عشر رجلا، من المهاجرين: خالد بن سعيد بن العاص وكان من بني أمية وسلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري والمقداد بن الأسود وعمار بن ياسر وبريدة الأسلمي.

ومن الأنصار: أبو الهيثم بن التيهان وسهل وعثمان ابنا حنيف، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين.

وأبي بن كعب وأبو أيوب الأنصاري.

(إلى أن قال) فسار القوم حتى أحدقوا بمنبر رسول الله وكان يوم الجمعة فلما صعد أبو بكر المنبر فأول من تكلم خالد بن سعيد بن العاص ثم باقي المهاجرين ثم بعدهم الأنصار. (إلى أن قال) فقام إليه خالد بن سعيد بن العاص وقال: اتق الله يا أبا بكر، فقد علمت أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال - ونحن محتوشوه يوم بني قريظة حيت فتح الله له وقد قتل علي بن أبي طالب يومئذ عدة من صناديد رجالهم وأولي البأس والنجدة منهم -: يا معشر المهاجرين والأنصار إني موصيكم بوصية فاحفظوها ومودعكم أمرا فاحفظوه، ألا إن علي بن أبي طالب أميركم بعدي وخليفتي فيكم بذلك أوصاني ربي ألا وإنكم إن لم تحفظوا فيه وصيتي وتؤازروه وتنصروه اختلفتم في أحكامكم واضطرب عليكم أمر دينكم ووليكم شراركم، ألا وإن أهل بيتي هم الوارثون لأمري والعالمون لأمر أمتي من بعدي. اللهم، ومن أساء خلافتي في أهل بيتي فأحرمه الجنة التي عرضها كعرض السماء والأرض ".. الحديث.

(4) قال الجاحظ: والأغلب علينا أن المقداد لم يزل متنكرا لعلي، لأن المقداد حين خطب ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب إلى النبي صلى الله عليه [ وآله ] بعث النبي إليها عليا بذلك يخبرها، وأنه قد رضيه لها، فكره علي ذلك فرجع إلى النبي صلى الله عليه [ وآله ] وقال: رأيتها كارهة.

فأرسل النبي إليها رسولا فقالت: أو لم أخبر عليا أنني قد رضيت لنفسي بما رضي به النبي؟ فقام

=>


الصفحة 359
وآله في قوله: " إن الحق مع علي " منافيه شرف أمير المؤمنين، مرجحا قول ضباعة(1) على قول أمير المؤمنين - عليه السلام -.

وإذا بنيت المباحث على هذا، فلقائل أن يقول: إن الجاحظ كذب على الله ورسوله، غير بانين(2) ذلك على أصل، وكما أن هذا لا ينبغي قبل ثبوته، فكذا داك.

____________

<=

النبي صلى الله عليه [ وآله ] خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: " يا علي قم فانظر من عن يمينك وعن شمالك، واعلم أنه ليس لك فضل على أسودهم وأحمرهم إلا بالدين ".

انظر العثمانية: 181.

وخالد بن سعيد بن العاص بن عبد شمس القرشي الأموي يكنى أبا سعيد.

قال عنه في الاستيعاب: 2 / 420 - 424، أسلم قديما يقال إنه كان ثالثا أو رابعا وقيل كان خامسا هاجر إلى أرض الحبشة مع امرأته الخزاعية وولد له بها ابنه سعيد بن خالد وابنته أم خالد وكان قدومه من الحبشة مع جعفر بن أبي طالب، شهد مع رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] بعض غزواته وبعثه رسول الله على صدقات اليمن فتوفي رسول الله وهو باليمن وقال عنه: 3 / 973.

ضمن حديث: وبويع له [ يعني أبا بكر ] في اليوم الذي مات فيه رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] في سقيفة بني ساعدة، ثم بويع البيعة العامة يوم الثلاثاء من غد ذلك اليوم وتخلف عنه من قريش: علي والزبير وطلحة وخالد بن سعيد بن العاص. وقال: 3 / 975. وحدثنا أحمد بن محمد، حدثنا أحمد بن الفضل، حدثنا محمد بن جرير، حدثنا محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر: إن خالد بن سعيد لما قدم من اليمن بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] تربص ببيعته لأبي بكر شهرين ولقي علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وقال: يا بني عبد مناف لقد طبتم نفسا عن أمركم يليه غيركم، فأما أبو بكر فلم يحفل بها وأما عمر فاضطغنها عليه فلما بعث أبو بكر خالد بن سعيد أميرا على ربع من أرباع الشام، وكان أول من استعمل عليها، فجعل عمر يقول: أتؤمره؟ وقد قال ما قال، فلم يزل بأبي بكر حتى عزله وولى يزيد بن أبي سفيان.

(1) ق: منباعة. ج: متباعة.

(2) ن: بان.