والذي يقال في(13) هذا على قواعد الجارودية: إن غرض الجارودية لا ينتقض في تصويب علي، أما أنه يلزم منه تصويب عمر - رضوان الله عليه - فلا، بل يلزم عنه أن أهل نهاوند كانوا ضلالا، والمسلمون على الحق، كما أن أصحاب أمير المؤمنين على الحق، [ وعمر على الحق ](14) ومحاربهم على الباطل.
فإن قيل: إذا لزم أن يكون أصحاب أمير المؤمنين على الحق، لزم أن
____________
(1) المصدر: المحق.
(2) المصدر بزيادة: قال و....
(3) ج و ق: يزيد بن صوحان.
(4) ن بزيادة: فقال.
(5) ن والمصدر: يسبقه.
(6) ن: بقتاله.
(7) ن بزيادة: و.
(8) المصدر: ففي.
(9، 11) لا توجد في: المصدر.
(10) في المصدر بزيادة: ذلك.
(12) العثمانية: 249.
(13) قوله: على.
(14) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن.
والجواب: بما أن الجارودية تقول: إن عمر على الحق في إنفاذ الجيوش، وأصحابه على الحق في المحاربة، لكن لا يلزم من ذلك إقرار برئاسة، إذ مجاهدة الكفار حسن.
فإن قيل: هل لغير الرئيس تجهيز الجيوش أم لا؟ فإن قلت: لا، أشكل عليكم، وإن قلتم: نعم، أشكل عليكم.
وتقول(2) الجارودية عند هذا: ليس لغير الرئيس الحق أن يبعث الجيوش، لكن الجيش المحارب عند إصطفاف الكتائب، واصطفاف المقانب(3) متعين عليه القتال، فقاتلهم في النار، ومقتولهم في الجنة، مع أن أمير المؤمنين كان غاية الموافق على إنفاذ الجيوش ونصرة الإسلام، فأي جيش خرج، فعن رضاه خرج، وبرضاه(4) انبعث. وبيانه: المشورة على عمر، بأنه لا يلقى الجيوش بنفسه ويستعين على الجهاد بالمسلمين، فانبعاث الجيوش - إذن - برضا الرئيس ولو لم يكن أمير المؤمنين مثلا يعرف منه الرضا والسخط فإن المسلمين إذا لاقوا المشركين كيف كان، لم يكونوا مأجورين(5) في الدفاع عن أنفسهم وحوزة(6) الإسلام بل مأجورين، مشكورين، مثابين وذكر كلاما بسيطا في الاختيار، عبارة طويلة ومعنى قصير(7)، جثمان
____________
(1) الزيادة من عندنا ليستقيم المعنى.
(2) ن: فنقول.
(3) المقانب: مفرده المقنب، جماعة من الخيل تجتمع للغارة. (المنجد).
(4) ج: مرضاة.
(5) في كل النسخ: مأزورين (كذا).
(6) ق: جوزه.
(7) العثمانية: 250.
وذكر: (أن الصحابة كان يعرف بعضهم بعضا وعولوا على أبي بكر)(5). وادعى (أن النبي عليه السلام لم يختر للأمة رئيسا، ولو اختار لكان خيرا لهم، لكن ذلك لا يلزم، وضرب مثلا)(6).
والذي يقال على هذا: إن الدنيا مع سعة الأقاليم. وتقاذف الجهات، إذا بني الأمر على الاختيار، أشكل الحال فيما بينهم عند العزم على إقامة رئيس عام أفضل، لأنه إما أن يرتقب كل أهل إقليم تعرف من(7) باقي الأقاليم حتى ينصبوا رئيسا أو ينصب كل أقليم رئيسا من غير أن يرتقبوا(8) جميع الأفاضل فيما عدا الإقليم الذي هم فيه فإن كان الأول، أشكل جدا، ونضرب المثل في ذلك عيانا فنقول: إنا لا نعرف من في أقاصي المغرب من العلماء، والأفاضل، وأهل العقد والنقد، والتجربة والشجاعة وميمون التدبير الرئاسي في فنون كثيرة، جمة، يعتبر في جانب الرئيس، وكذا هم قد لا يعرفون، وكذا غير البلاد المغربية من الأصقاع.
____________
(1) العثمانية: 265.
(2) ق ون: إدخال.
(3) العثمانية: 265.
(4) العثمانية: 268.
(5) العثمانية: 268 - 270 منقول بالمعنى.
(6) العثمانية: 278.
(7) ن بزيادة: في.
(8) ن بزيادة: تعرف.
والحال هذه، وأنه مع اجتماع الجميع، والتطلع على أحوالهم يشكل، فكيف مع الذي ذكرت من تباعد الجهات ونبأ(2) (كذا) المحال.
وإن كان الفرض أن كل أهل إقليم يعنون على رئيس حسب ما يقع عندهم من التدبير أشكل، إذ فيه اجتماع خلفاء متعددين وهو ممنوع عند هذا الخصم وعند خصمه، هذا مع إشكال فيه جدا، إذ عقول أصحاب الاختيار متباينة جدا [ ونقدهم ](3) متغاير(4) جدا، ولو اتفقوا مثلا في العقول والتجارب والدين والعلوم، فإن بين هذه المزايا شائبة الهوى، ومفاسد الأغراض وهذه العوارض مانعة من اتفاق من له أهلية الاختيار على شخص واحد.
ثم إن الفرق الإسلامية فنون: هذا شيعي، وهم فرق، وهذا سني وهم فرق بين معتزلي وأشعري، وشافعي، وحنفي، وحنبلي، ومالكي، في غير ذلك من اختلافات(5) بين المسائل في العقائد والفروع، فكل قبيل لا يرضى إلا برئيس على مذهبه، وخليفة على طريقته(6) وهذا يؤدي إلى انتشار عظيم وفساد جم [ و ](7) ربما كان ترك الرئيس أنفع للرعية من مداناته، وأجدى لهم من مقاربته(8).
____________
(1) ق: بدء.
(2) ن: تنائي المجال.
(3) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن.
(4) ن: متغايرة.
(5) ن: الاختلافات.
(6) ن: طريقة.
(7) لا توجد في: ج.
(8) ق: مطاربته.
وأما ادعاءه: (أنهم اتفقوا على عثمان غير مكرهين ولا مجبرين)(3) فإن الجاحظ يطالب بإقامة البرهان عليه، والعيان يخالف ما قال. وكذا ادعاءه (أنهم اجتمعوا على أبي بكر رضوان الله عليه)(4) ولو لم يكن إلا مخالفة سعد بن عبادة إلى أن مات أو قتل.
فإن قال: لا نراعي اعتبار قول الجميع، قلنا: قد سبق الكلام عليه.
وأما إن النبي - عليه السلام - ما عين علي رئيس، فإن الخصم ينازع في ذلك ويتعلق بالوارد من طريق الخصم، عن النبي - عليه السلام - في إمامة أمير المؤمنين - عليه السلام - ولذلك مظان معروفة(5) يعرفها من شاء الوقوف عليها.
وأما أن الله تعالى لم يبن الأمر مع الرعية على الأخف والأقرب. بيانه:
ما تضمنه مثله من مسائل لو كشفت كشفا جيدا، كان أخف وارفه، فإن الجواب عنه: بما أنا والجاحظ جميعا متفقون على أنه لا بد من رئيس، فالإمامية تقول: يجب على الله والجاحظ وحزبه يقولون: يجب على الأمة.
____________
(1) لا يوجد في: ج.
(2) ن: يختص.
(3) العثمانية: 268.
(4) العثمانية: 270.
(5) ن بزيادة: لهم.
وأورد على ادعاء النص (أن أحدا ما ادعاه يوم السقيفة لأحد)(2).
والجواب عنه: بما أن صاحب الحق لم يحضره، ومن حضر السقيفة كان بموضع الكراهية(3) لذكره: أعني الرؤساء، والعامة لا عبرة لهم مع الرؤساء. وقد رأينا المسلمين تفرقوا عن النبي وهو قائم يخطب، ولم يحفلوا بملازمته وذلك بمشهد منه ومرأى، فكيف غير ذلك، وهم على السلم رغبة في شراء حنطة، وفروا عنه مع الحرب في وقعة هوازن إلا أمير المؤمنين - عليه السلام - ونفرا يسيرا. وفر في يوم أحد من فر، وجاء بعد مدة، وفيه نزل قوله تعالى: * (أفرأيت الذي تولى) *(4) رواه الثعلبي وهو ممن لا يتهم. ولم تدع الإمامية: أن النص كان ينادى به على المنابر، ويسمعه البادي والحاضر، وإنما كان بالمقام الذي تنهض به الحجة على الأعيان، والمخالطين من الرؤساء، أسوة بمهمات كثيرة من الشرائع، وهذا شئ يندفع مع المواطأة والممالأة وهذا بحث يحتمل بسطا.
وذكر مقامات - زعم - (كان يليق أن يذكر فيها النص وما ذكر، فلو كان موجودا لذكر)(5).
والجواب على قواعد الجارودية، بما أن عليا عليه السلام لو صرح
____________
(1) ق: فإذا.
(2) العثمانية: 273.
(3) ق: الكراهة.
(4) النجم: 33.
(5) انظر العثمانية: 274 - 275.
ثم إن من اعتبر، عرف أن من الصحابة من أعرض عن صحيح النصوص وصريحها برأيه، ولم يعتمد عليها، وإذا عرف الإنسان أن ذكره دواء المريض(2) لا يستعمل، ويضر الطبيب ذكره، كانت الحكمة موجودة في الإضراب عن ذكره وشغل الوقت بالخوض فيه.
وزعم الجاحظ: (أن عمر بن علي قال: ما أعرف وصية رسول الله - صلى الله عليه وآله - لأبي)(3) قال: (وأيضا وقد تعلمون أن الأمة كلها مع اختلاف أهوائها(4) لا تعرف مما تدعون من أمر النص والوصية قليلا ولا كثيرا وإنما هي دعوى مقصورة فيكم لا يعرفها سواكم)(5).
وقد رأيت أن أذكر ما هو قامع لدعواه، وأن الجاحظ ما(6) بين مباهت وجاهل والمتفنن المتطلع إذا دافع عن شئ ظاهر، الأخلق به أن يكون مباهتا، جاحدا، معاندا.
روى الشيخ الحافظ، يحيى بن البطريق من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا: هيثم بن خلف، قال: حدثنا محمد بن أبي عمر الدوري، قال:
حدثنا: شاذان، قال: حدثنا جعفر بن زياد، عن مطر، عن أنس - يعني ابن
____________
(1) ن: تقوم.
(2) ن: لمرض.
(3) العثمانية: 275.
(4) المصدر بزيادة: ونحلها.
(5) العثمانية: 275.
(6) لا توجد في: ن.
يوشع بن نون، قال(3): وصيي ووارثي يقضي ديني وينجز موعدي علي بن أبي طالب - عليه السلام(4) -.
ومن تفسير الثعلبي، حديث رفعه إلى النبي - عليه السلام - يتضمن الشهادة لعلي بالأخوة، والمؤازرة، والولاية، والوصية بعده، والخلافة في أهله بمعنى(5) الإمارة عليهم(6).
____________
(1) المصدر: من.
(2) لا توجد في المصدر.
(3) المصدر بزيادة فإن.
(4) عمدة عيون صحاح الأخبار: 76. عن فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل 2 / 615 حديث 1052. وروى هذا الحديث أيضا المحب الطبري في الرياض النضرة: 2 / 178 باختلاف في اللفظ يسير. وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد: 9 / 113.
قال: وعن سلمان قال: قلت يا رسول الله إن لكل نبي وصيا فمن وصيك؟ فسكت عني فلما كان بعد رآني فقال: يا سلمان فأسرعت إليه قلت: لبيك قال: تعلم من وصي موسى عليه السلام؟ قلت: نعم يوشع بن نون قال: لم؟ قلت: لأنه كان أعلمهم يومئذ (قال) فإن وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي وينجز عدتي، ويقضي ديني علي بن أبي طالب. قال:
رواه الطبراني. وذكره أيضا ابن حجر في تهذيب التهذيب: 3 / 106 والمتقي الهندي في كنز العمال: 6 / 154 والمناوي في فيض القدير: 4 / 359.
(5) ج: معنى.
(6) وفي عمدة عيون صحاح الأخبار: 76 ومن تفسير الثعلبي في تفسير قوله تعالى: * (وأنذر عشيرتك الأقربين) * الشعراء: 214 وبالإسناد المقدم قال: أخبرني الحسين بن محمد بن الحسين، حدثني موسى بن محمد، حدثنا الحسين بن علي بن شعيب المغربي، حدثنا عباد ابن يعقوب، حدثنا علي بن هاشم، عن صباح بن يحيى المزني، عن زكريا بن ميسرة، عن أبي إسحاق، عن البراء قال:
لما أنزلت * (وأنذر عشيرتك الأقربين) * جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بني عبد المطلب
=>
____________
<=
وهم يومئذ أربعون رجلا، الرجل منهم يأكل المسنة ويشرب العس(*) فأمر عليا أن يدخل شاة
فأدمها، ثم قال: ادنوا بسم الله، فدنى القوم عشرة عشرة، فأكلوا حتى صدروا، ثم
دعا بقعب من لبن، فجرع منه جرعة، ثم قال لهم: اشربوا بسم الله، فشربوا حتى رووا، فبدرهم أبو
لهب فقال: هذا ما سحركم به الرجل، فسكت النبي (صلى الله عليه وآله) يومئذ، فلم
يتكلم. ثم دعاهم من الغد على مثل ذلك الطعام والشراب، ثم أنذرهم رسول الله (صلى الله
عليه وآله) فقال: يا بني عبد المطلب، إني أنا النذير إليكم من الله عز وجل، والبشير بما لم
يجيء به أحد، جئتكم بالدنيا والآخرة، فأسلموا وأطيعوني تهتدوا. ومن يواخيني ويوازرني،
يكون وليي وصيي بعدي وخليفتي في أهلي ويقضي ديني، فأسكت القوم، وأعاد ذلك
ثلاثا، كل ذلك يسكت القوم، ويقول علي (عليه السلام): أنا فقال: أنت. فقام القوم وهم
يقولون لأبي طالب: أطع ابنك فقد أمر عليك.
(1) الذي وجدته في النسخة المطبوعة التي عندي لمناقب ابن المغازلي هو ما يلي: قال في ص
266.
وبسنده عن مالك بن غسان النهشلي [ قال ] حدثنا ثابت عن أنس قال: انقض كوكب على عهد
رسول الله صلى الله عليه وآله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: انظروا إلى هذا
الكوكب فمن انقض في داره فهو الخليفة من بعدي فانظروا فإذا هو قد انقض في منزل علي،
فأنزل الله تعالى * (والنجم إذا هوى. ما ضل صاحبكم وما غوى. وما ينطق عن الهوى. إن هو
إلا وحي يوحى) *. وقال في ص 310.
وبسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كنت جالسا مع فتية من بني هاشم عند النبي صلى الله
عليه وآله إذا انقض كوكب فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من انقض هذا النجم في منزله
فهو الوصي من بعدي! فقام فتية من بني هاشم فنظروا فإذا الكوكب قد انقض في منزل علي
عليه السلام قالوا: يا رسول الله قد غويت في حب علي فأنزل الله تعالى: * (والنجم إذا هوى) *
إلى قوله * (وهو بالأفق الأعلى) *.
(2) النجم: 1 - 7.
(3) يعني ابن البطريق في كتابه العمدة وإلا فإن ابن المغازلي لم يذكر هذه الزيادة.
____________
(*) العس: القدح الضخم (لسان العرب).
قال هذيل بن شرحبيل(4): أبو بكر كان يتأمر علي وصي رسول الله - صلى الله عليه وآله -(5).
ومن كتاب أخطب خطباء خوارزم، يرفع الحديث إلى سلمان الفارسي
____________
(1، 3) من المصدر.
(2) ج و ق: البراوي (كذا).
(4) المصدر: هزيل بن شرجيل.
(5) عمدة عيون صحاح الأخبار: 78 نقلا عن الجمع بين الصحيحين للحميدي الحديث التاسع من المتفق عليه من مسلم، والبخاري، من مسند عبد الله بن أبي عوفي، بالإسناد المقدم عن طلحة بن مصرف قال:
سألت عبد الله بن أبي عوفي، هل كان النبي (صلى الله عليه وآله) أوصى؟ فقال: لا فقلت:
فكيف كتب على الناس الوصية؟ أو أمر بالوصية فقال: أوصى بكتاب الله قال الحميدي: وفي حديث ابن مهدي زيادة ذكرها أبو مسعود وأبو بكر البرقاني ولم يخرجها البخاري ولا مسلم فيما عندنا من كتابيهما وهي قال: قال هزيل بن شرجيل: أبو بكر كان يتأمر على وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله). وفي حديث وكيع، قلت: فكيف أمر الناس بالوصية؟ وفي حديث ابن نمير: كيف كتب على المسلمين الوصية؟ وليس لطلحة بن مصرف عن ابن أبي عوفي في الصحيحين غير هذا الحديث الواحد. قال يحيى بن الحسن ومما يدل على وجوب الوصية، ما هو مذكور في صحيح مسلم في الجزء الثالث من أجزاء سنة في ثلثه الأخير منه في كتاب الفرائض (*).
____________
(*) - ذكر مسلم في صحيحه: 5 / 70.
وبسنده عن ابن شهاب، عن سالم عن أبيه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم قال: ما حق امرئ مسلم له شئ يوصى فيه يبيت ثلاث ليال إلا ووصيته عنده مكتوبة. قال عبد الله بن عمر: ما مرت علي ليلة منذ سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال ذلك إلا وعندي وصيتي. أقول هناك أحاديث أخرى في هذا الباب ذكرها مسلم والبخاري في صحيحه:
4 / 2 و 3 فراجع.
فبم أتختم(3) يا رسول الله؟ قال: بالعقيق الأحمر، فإنه جبل أقر لله بالوحدانية، ولي بالنبوة، ولك بالوصية، ولولدك بالإمامة، ولمحبيك بالجنة ولشيعتك(4) بالفردوس. ومن حديث رفعه المذكور إلى أم سلمة يقول النبي عليه السلام(5):
____________
(1) قال الخوارزمي في مناقبه 233. وأخبرني شهردار هذا إجازة أخبرني أبي شيرويه أخبرني أبو طالب أحمد بن محمد بن خال الريحاني الصوفي بقراءتي عليه من أجل سماعه في مسجد الشونيزية رحمه الله أخبرني أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن طلحة الصعداني أخبرني أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الحلبي بصمر أخبرني أبو أحمد العباس بن الفضل بن جعفر الملي حدثني علي بن العباس المقانعي حدثني سعد بن مزيد الكندي عن عبد الله بن حازم الخزاعي عن إبراهيم بن موسى الجهني عن سلمان الفارسي أن النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام: يا علي تختم باليمين تكن من المقربين. قال: يا رسول الله ومن المقربون؟ قال: جبرئيل وميكائيل. قال: فبم أتختم يا رسول الله؟ قال: بالعقيق الأحمر فإنه أقر لله بالعبودية ولي بالنبوة ولي بالوصية ولولدك بالإمامة ولمحبيك بالجنة ولشيعة ولدك بالفردوس والحديث أيضا ذكر في نزهة المجالس: 2 / 208. ومناقب ابن المغازلي: 281.
(2) في كل النسخ: تكون وظاهر هو من سهو قلم الناسخ.
(3) هـ ق: الختم.
(4) ن: لشيعتك وولدك.
(5) وأول الحديث كما جاء في هذا المصدر:
عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه هذا أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد السري بن يحيى التميمي حدثني المنذر بن محمد بن المنذر، حدثني أبي، حدثني عمي الحسين بن يوسف بن سعيد بن أبي الجهم، حدثني أبي، عن أبان بن تغلب عن علي بن محمد بن المنكدر، عن أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وآله) وكانت الطف نساءه، وأشدهن له حبا، قال: وكان لها مولى خصها ورباها، وكان لا يصلي صلاة إلا سب عليا وشتمه، فقالت: له: يا أبة ما حملك على سب علي؟ قال: لأنه قتل عثمان وشرك في دمه، فقالت له: أما إنه لولا أنك مولاي وربيتني وأنك عندي بمنزلة والدي ما حدثتك بسر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولكن اجلس حتى أحدثك عن علي وما رأيته. قد أقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان يومي، وإنما
=>
____________
<=
كان نصيبي في تسعة أيام، يوم واحد فدخل النبي (صلى الله عليه وآله) وهو مخلل أصابعه في
أصابع علي (عليه السلام) واضعا يده عليه، فقال: يا أم سلمة، أخرجي من البيت واخليه لنا،
فخرجت واقبلا يتناجيان، وأسمع الكلام ولا أدري ما يقولان، حتى إذا أنا قلت قد انتصفت
النهار وأقبلت فقلت: السلام عليكم، ألج؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله): لا تلجي
وارجعي إلى مكانك. ثم تناجيا طويلا، حتى قام عمود الظهر، فقلت: ذهب يومي وشغله علي،
فأقبلت أمشي، حتى وقفت على الباب، فقلت: السلام عليكم، ألج؟ فقال النبي (صلى الله
عليه وآله): لا تلجي، فرجعت وجلست مكاني حتى إذا أنا قلت قد زالت الشمس الآن يخرج
إلى الصلاة، فيذهب يومي ولم أر قط أطول منه، أقبلت أمشي حتى وقفت على باب الدار،
فقلت: السلام عليكم، ألج؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله): نعم، فلجي، فدخلت
وعلي عليه السلام واضع يده على ركبتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قد أدنى فاه من أذن
النبي (صلى الله عليه وآله) وفم النبي (صلى الله عليه وآله) على أذن علي (عليه السلام)
يتساران، وعلي يقول أفأمضي؟ وأفعل؟ والنبي (صلى الله عليه وآله) يقول: نعم. فدخلت
وعلي معرض وجهه حتى دخلت وخرج، فأخذني النبي (صلى الله عليه وآله) وأقعدني في
حجره فالتزمني فأصاب مني ما يصيب الرجل من أهله من اللطف والاعتذار، ثم قال لي: يا أم
سلمة لا تلوميني.... إلى آخره.
(1، 5) ن والمصدر: لا تلوميني.
(2) ن: يأمرني.
(3) لا توجد في: ن.
(4) المصدر بزيادة: و.
(6) ن والمصدر: فإنا نبي.
(7) المصدر: عترتي.
(8) تتمة الحديث كما جاء في هذا المصدر: فهذا ما شهدت من علي عليه السلام، الآن يا أبتاه
فسبه أو دعه. فأقبل أبوها يناجي الليل والنهار، ويقول: اللهم اغفر لي ما جهلت من أمر علي
=>
يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين، وخاتم الوصيين، قال: قلت اللهم اجعله رجلا من الأنصار فكتمته(2)، إذ جاء علي، فقال: من هذا يا أنس، فقلت(3): علي، فقام مستبشرا فاعتنقه ثم قام(4) يمسح عرق وجهه ويمسح عرق وجه علي عن(5) وجهه فقال(6) يا رسول الله، لقد رأيتك صنعت شيئا من صنعت(7) بي قبل، فقال: ما يمنعني وأنت تؤدي عني، وتسمعهم صوتي، وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي(8).
وروى أخطب خطباء خوارزم مرفوعا(9) إلى علي عليه السلام قال:
____________
<=
ابن أبي طالب عليه السلام فإن وليي وليي علي، وعدوي عدو علي، فتاب المولى توبة
نصوحا، وأقبل فيما بقي من دهره يدعو الله أن يغفر له. انظر مناقب الخوارزمي: 89 و 90.
(1) قال: وأنبأني أبو العلاء هذا، أخبرني الحسن بن أحمد المقري أخبرنا أحمد بن عبد الله
الحافظ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن مخلد، حدثني محمد بن عثمان بن أبي شيبة،
حدثني إبراهيم بن محمد بن ميمون حدثني علي بن عباس عن الحرث بن حصين عن القاسم بن
جندب عن أنس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)... الحديث.
(2) المصدر: وكتمته.
(3) المصدر: فقلت جاء علي.
(4) المصدر: جعل.
(5) المصدر: على.
(6) المصدر بزيادة: علي.
(7) المصدر: صنعته بي من قبل.
(8) مناقب الخوارزمي: 42.
وذكره أيضا أبو نعيم في حلية الأولياء 1 / 63.
(9) قال الخوارزمي: وأخبرني شهردار هذا إجازة، أخبرني أبي شيرويه بن شهردار الديلمي،
أخبرني أبو الفضل أحمد بن الحسين بن خيرون الباقلاني الأمين فيما أجازني، أخبرني أبو علي
الحسن بن الحسين بن دوما ببغداد أخبرني أحمد بن نصر بن عبد الله بن الفتح الدراع بالنهروان،
=>
ومن كتاب ابن المغازلي الشافعي يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله يقول لفاطمة: ووصينا خير الأوصياء وهو بعلك(9).
____________
<=
حدثني صدقة بن موسى بن تميم بن ربيعة أبو العباس، حدثني أبي، حدثني الرضا عن أبيه
موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه
الحسين بن علي عن أبيه علي عليه السلام قال: خرجت... الحديث.
(1) المصدر بزيادة: أخوه.
(2 و 3 و 5) المصدر: جرناهما.
(4) المصدر: ثالثة برابعة.
(6) المصدر: رابعة بخامسة.
(7) المصدر بزيادة: هذا.
(8) مناقب الخوارزمي: 221 وفرائد السمطين: 1 / 137 باختلاف في لفظه، ميزان الاعتدال:
1 / 79 لسان الميزان: 1 / 317 أرجح المطالب: 36.
(9) قال: ص 101.
أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي رحمه الله إذنا أن أبا الفتح محمد بن الحسن
البغدادي حدثهم، قال: قرئ على أبي محمد جعفر بن نصير الخلدي وأنا أسمع: حدثنا
محمد بن عبد الله بن سليمان، حدثنا محمد بن مرزوق، حدثنا حسين الأشقر، عن قيس، عن
الأعمش، عن عباية بن ربعي، عن أبي أيوب الأنصاري، إن رسول الله صلى الله عليه وآله
مرض مرضة، فدخلت عليه فاطمة صلى الله عليها تعوده، وهو ناقة من مرضه، فلما رأت ما
برسول الله من الجهد والضعف خنقتها العبرة حتى خرجت دمعتها فقال لها: يا فاطمة إن الله عز
وجل اطلع إلى الأرض اطلاعة، فاختار منها أباك، فبعثه نبيا، ثم اطلع إليها ثانية فاختار منها
بعلك، فأوحى إلي فأنكحته واتخذته وصيا، أما علمت يا فاطمة، إن لكرامة الله إياك زوجك
=>
____________
<=
أعظمهم حلما، وأقدمهم سلما، وأعلمهم علما؟ فسرت بذلك فاطمة عليها السلام
واستبشرت. ثم قال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا فاطمة لعلي ثمانية أضراس
ثواقب، إيمان بالله وبرسوله وحكمته وتزويجه فاطمة، وسبطاه الحسن والحسين وأمره
بالمعروف ونهيه عن المنكر وقضاه بكتاب الله عز وجل يا فاطمة، إنه أهل بيت أعطينا سبع
خصال لم يعطها أحد من الأولين، ولا الآخرين قبلنا - أو قال: ولا يدركها أحد من الآخرين
غيرنا - نبينا أفضل الأنبياء وهو أبوك، ووصينا خير الأوصياء وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء
وهو عم أبيك، ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث يشاء وهو جعفر ابن عمك ومنا
سبطا هذه الأمة وهما ابناك، ومنا والذي نفسي بيده مهدي هذه الأمة. والحديث كما جاء في
مجمع الزوائد للهيثمي: 9 / 165 قال:
وعن علي بن علي الهلالي عن أبيه قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم في
شكاته التي قبض فيها فإذا فاطمة سلام الله عليها عند رأسه، قال: فبكت حتى ارتفع صوتها
فرفع رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم طرفه إليها فقال: حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك؟
فقالت: أخشى الضيعة بعدك فقال: يا حبيبتي أما علمت أن الله عز وجل اطلع على الأرض
اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه برسالته ثم اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها بعلك وأوحى إلي
أن أنكحك إياه؟ يا فاطمة ونحن أهل بيت قد أعطانا الله سبع خصال لم يعط أحد قبلنا ولا
يعطي أحدا بعدنا، أنا خاتم النبيين وأكرم النبيين على الله، وأحب المخلوقين إلى الله عز
وجل، وأنا أبوك ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى الله وهو بعلك، الحديث وروى المتقي في
كنز العمال: 6 / 153، قال:
أما علمت أن الله عز وجل اطلع على أهل الأرض فاختار منهم أباك فبعثه نبيا؟ ثم اطلع الثانية
فاختار بعلك فأوحى إلي فأنكحتكه واتخذه وصيا قاله لفاطمة عليها السلام.
ذكره أيضا الهيثمي في مجمعه: 8 / 253.
وفي كنز العمال: 6 / 392، قال:
عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم: يا بني عبد المطلب إني
قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه فأيكم يوازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟ قال: فأحجم القوم عنها جميعا، قلت: يا نبي الله
أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي ثم قال: هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له
وأطيعوا. أيضا في مجمع الزوائد: 6 / 397.
عن علي عليه السلام لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم: * (وأنذر
عشيرتك الأقربين) * دعاني رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم (إلى أن قال) إن هذا أخي