الصفحة 30

الصحابي الخامس: عبد الله بن عباس

ففي المستدرك على الصحيحين(1) قال الحاكم النيسابوري:

(أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ببغداد من أصل كتابة، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا يحيى بن حمّاد، حدثنا أبو عوانة، حدثنا أبو بلج، حدثنا عمرو بن ميمون قال: إني جالس عند ابن عباس إذْ أتاه تسعة رهط فقالوا: يا ابن عباس إما أن تقوم معنا وإما أن تخلوا بنا من بين هؤلاء، قال: فقال ابن عباس: بل أنا أقوم معكم، قال: وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى، قال: فابتدؤا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا، قال: فجاء ينفض ثوبه ويقول: أفٍ وتفِّ! وقعوا في رجل له بضعة عشرة فضائل ليست لأحد غيره! وقعوا في رجل قال له النبي (ص) لأبعثن رجلاً لا يخزيه الله أبداً، يحب الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله، فاستشرف لها من استشرف، فقال: أين علي؟ فقالوا إنه في الرحى يطحن، قال: وما كان أحدهم ليطحن، قال: فجاء وهو أرمد لا يكاد أن يبصر، قال فنفث في عينيه ثم هزّ الراية ثلاثاً فأعطاه إياها.

فقال ابن عباس: ثم بعث رسول الله (ص) فلاناً(2) بسورة التوبة فبعث علياً خلفه فأخذها منه وقال: لا يذهب بها إلاّ رجل هو مني وأنا منه!.

فقال ابن عباس: وقال النبي (ص) لبني عمه: أيّكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ قال وعلي جالسٌ معهم، فقال رسول الله (ص) وأقبل على

____________

(1) المستدرك على الصحيحين 3/143 برقم: 4652.

(2) هو أبو بكر بن أبي قحافة.


الصفحة 31
رجل منهم فقال: أيكم بواليني في الدنيا والآخرة؟ فأبوا فقال لعلي: أنت وليي في الدنيا والآخرة.

قال ابن عباس: وكان علي أول من آمن من الناس بعد خديجة رضي الله عنها، قال: وأخذ رسول الله (ص) ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين وقال: { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }... الخ).

قال الحاكم النيسابوري: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه).

وقال الذهبي في التلخيص: (صحيح).

وهذه الرّواية أخرجها النسائي في السنن الكبرى(1)، وأيضاً في خصائص الإمام علي(2)، وأحمد بن حنبل في مسنده(3)، وفي فضائل الصحابة(4)، وغيرهم.

____________

(1) السنن الكبرى 5/112 برقم: 8409.

(2) خصائص الإمام علي للنسائي 44 برقم: 23.

(3) مسند أحمد بن حنبل 1/330 برقم: 3062.

(4) فضائل الصحابة 2/682 برقم: 1168.


الصفحة 32

الصحابي السادس: واثلة بن الأسقع

خرجت رواية واثلة بن الأسقع لحديث الكساء في العديد من المصادر منها مصنف ابن أبي شيبة(1) قال:

(حدثنا محمد بن مصعب، عن الأوزاعي، عن شداد أبي عمار قال: دخلت على واثلة وعنده قوم فذكروا علياً فشتموه!! فشتمته معهم! فقال: ألا أخبرك بما سمعت من رسول الله (ص)؟ قلت: بلى، قال: أتيت فاطمة أسألها عن علي فقالت: توجه رسول الله (ص) إلى.. الحاصل..، فجاء رسول الله (ص) ومعه علي وحسن وحسين كل واحد منهما آخذ بيده فأدنى علياً وفاطمة فأجلسهما بين يديه وأجلس حسناً وحسيناً كل واحد منهما على فخذه، ثم لفّ عليهم ثوبه أو قال كساءه، ثم تلا هذه الآية: { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ }، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق).

وهذه الرواية أخرجها أحمد بن حنبل في مسنده(2)، وفي فضائل الصحابة أيضاً(3).

وفي رواية أخرى أخرجها ابن حبّان في صحيحه(4) قال:

____________

(1) مصنف ابن أبي شيبة 6/370 برقم: 32102.

(2) مسند أحمد بن حنبل 4/107 برقم: 17029، وقال عنها شعيب الأرنؤوط: (حديث صحيح).

(3) فضائل الصحابة 2/577 برقم: 978.

(4) صحيح ابن حبان 15/432 برقم: 6976.


الصفحة 33
(أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم، حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، حدثنا الوليد بن مسلم وعمر بن عبد الواحد قالا: حدثنا الأوزاعي، عن شداد أبي عمار، عن واثلة بن الأسقع قال: سألت عن علي في منزله فقيل لي ذهب يأتي برسول الله (ص) إذْ جاء، فدخل رسول الله (ص) ودخلت فجلس رسول الله (ص) على الفراش وأجلس فاطمة عن يمينه وعلياً عن يساره وحسناً وحسيناً بين يديه وقال: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ }، اللهم هؤلاء أهلي.

قال واثلة: فقلت من ناحية البيت: وأنا يا رسول الله من أهلك؟ قال: وأنت من أهلي، قال واثلة: إنها من أرجى ما أرتجي).

وأخرج رواية واثلة هذه الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين(1).

وفي هذه الرواية يدعي واثلة أو يدعون عن لسانه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وآله: (وأنا يا رسول الله من أهلك؟ قال: وأنت من أهلي) انتهى.

أقول: من المعلوم قطعاً أن واثلة خارج من مفهوم أهل البيت عليهم السلام في آية التطهير، فلا بد أن تكون هذه زيادة من قبل بعض الرواة لهذا الخبر بهدف توسيع دائرة مفهوم أهل البيت عليهم السلام في آية التطهير، ليشمل واثلة وغيره، وذلك عناداً وبغضاً لأصحاب الكساء عليهم السلام، خصوصاً وأن هذه الزيادة لم ترد في كل روايات واثلة لحديث الكساء بل في بعضها.

____________

(1) المستدرك على الصحيحين 2/147 وقال: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه).


الصفحة 34
وقد حاول بعضهم تأويل ما نسبوه إلى واثلة على أنه على المجاز! لكن كيف يستقيم المجاز والنبي صلى الله عليه وآله في مقام التحديد والحصر، ولو صح كون واثلة منهم لناقض النبي صلى الله عليه وآله نفسه بحصره لهم، وبنفيه أن تكون أم سلمة منهم!.

وبهذا يتضح ضعف قول الطحاوي في مشكل الآثار: (فكان قوله لواثلة: أنت من أهلي على معنى: لاتباعك إياي وإيمانك بي فدخلت بذلك في جملتي، وقد وجدنا الله قد ذكر في كتابه ما يدل على هذا المعنى بقوله: { وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي }، فأجابه في ذلك بأن قال له: { إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ }، فكما جاز أن يخرجه من أهله – وإن يكون ابنه – لخلافه إياه في دينه، جاز أن يدخل في أهله من يوافقه على دينه وإن لم يكن من ذوي نسبه)(1).

وكذلك يتضح أيضاً ضعف قول (أبو المحاسن الحنفي) الذي هو بمعنى قول الطحاوي هذا.

بل الصحيح أنه لا بد من رد هذه الرواية عن واثلة، لأن الحديث يقول إن النبي صلى الله عليه وآله حددهم وحصرهم، وهذه تلغي التحديد.

____________

(1) تحفة الأخيار بترتيب شرح مشكل الآثار 8/477.


الصفحة 35

الصحابي السابع: عبد الله بن جعفر

أخرج روايته لحديث الكساء الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين(1) قال:

(حدثني أبو الحسن إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني، حدثنا جدي، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة الحزامي، حدثنا محمد بن إسماعيل ابن أبي فديك، حدثني عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي، عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن أبيه قال: لما نظر رسول الله (ص) إلى الرحمة هابطة قال: ادعوا لي، ادعوا لي، فقالت صفية: من يا رسول الله؟ قال: أهل بيتي، علياً وفاطمة والحسن والحسين فجيىء بهم، فألقى عليهم النبي (ص) كساءه ثم رفع يديه ثم قال: اللهم هؤلاء آلي، فصل على محمد وعلى آل محمد، وأنزل الله عزّ وجل: { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }.

قال الحاكم النيسابوري: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه).

ونكتفي بهذا العدد من الصحابة الذين رووا حديث الكساء، ففيه كفاية لمن كان منصفاً، ومن مجموع رواياته يتضح معناه وهدف النبي (ص) منه.

وبه يتضح أن إيهام عثمان الخميس بأن الحديث مروي عن عائشة فقط تدليس في رواية أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله.

____________

(1) المستدرك على الصحيحين 3/148.


الصفحة 36

الصفحة 37

الصفحة 38

الفصل الثاني
أين دراية الحديث عند عثمان الخميس؟

قال عثمان الخميس:

(يستدلون بهذا الحديث على أن الله تبارك وتعالى أراد أن يذهب عنهم الرجس، وما يريده الله يقع فإذا أهذب الله عنهم الرجس صاروا معصومين، فإذا صاروا معصومين فيجب أن يكونوا هم الأولى بالخلافة من غيرهم، وهذا ادعاء باطل لأمور كثيرة منها:...)(1).

أقول: إن الشيعة الإمامية الإثنى عشرية يقولون إن الإرادة في قوله تعالى: { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } إرادة تكوينية، والمراد منه سبحانه وتعالى بالإرادة التكوينية لا يتخلف عن إرادته: { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }(2)، فهو سبحانه يخبر في هذه الآية عن طهارة أهل البيت عليهم السلام ونزاهتهم من كل الأرجاس والأدناس، وما داموا مطهرين من كل ذلك فهم معصومون بلا شك، والمعصوم هو الإمام الأولى والأحق بأن يتولى منصب خلافة النبي صلى الله عليه وآله.

____________

(1) حقبة من التاريخ: 187.

(2) سورة يس الآية: 82.


الصفحة 39
فاستدلال الشيعة لإثبات ذلك معتمد على ما نفيده وتعطيه الآية الكريمة وليس على حديث الكساء كما يدّعي الشيخ الخميس، نعم يستند الشيعة إلى حديث الكساء لإثبات أن المراد بأهل البيت في آية التطهير هم أصحاب الكساء الذين جللهم الرسول صلى الله عليه وآله بكسائه ثم دعا لهم بما أثبته الله لهم فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

ومن عجائب عثمان الخميس أنه يقول إن ذلك باطل من وجوه، ثم يذكر وجوهاً سبعة ليس في واحد منها ما يبطل رأي الشيعة في اختصاص الآية الكريمة واختصاص مفهوم أهل البيت فيها بأصحاب الكساء، ولا فيها ما يبطل دلالة الآية على عصمتهم وإمامتهم عليهم السلام.

قال: (أولاً: إنّ هذه الآية وهي التي تسمى بآية التطهير، إنما نزلت في نساء النبي (ص) كما قال تبارك واعالى: { يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً * وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً }(1).

فالذي يراعي سياق الآيات يوقن أنها في نساء النبي (ص) خاصة، وهم يستدلون بقول الله تبارك وتعالى: { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ } ولم يقل

____________

(1) سورة الأحزاب الآية 32- 34.


الصفحة 40
عنكن، وقال: { وَيُطَهِّرَكُمْ }، ولم يقل يطهركن، فيقولون لما جاءت هنا ميم الجماعة دل على خروج نساء النبي من التطهير ودخول علي وفاطمة والحسن والحسين بدليل الحديث، وهذا باطل لأن الآية متصلة وهي قول الله تبارك وتعالى: { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } ثم أتبعها كذلك: { وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ }، فالخطاب كله في هذه الآية لنساء النبي (ص)) انتهى.

أقول: وهذا الوجه الذي ذكره كما ترى ليس فيه ما يبطل قول الشيعة بكون الإرادة في الآية تكوينية، وأنها إخبار منه سبحانه وتعالى عن طهارة أهل البيت وعصمتهم عليهم السلام، وغاية ما فيه أنه يدّعي أن الآية الكريمة خاصة بزوجات النبي صلى الله عليه وآله مستنداً في إثبات ذلك إلى سياق الآيات الكريمة، فلم يأت بدليل غيره لأثبات هذه الدعوى، ونحن نبطله بوجوه:

بطلان استدلال الخميس بالسياق

الدليل الأول: إن الروايات التي أوردنا نماذج منها كلها صريحة في الدلالة على أن الذين قصدهم الله تعالى بآية التطهير هم الذين جللهم النبي صلى الله عليه وآله تحت الكساء، يفهم ذلك كل قارىء وقد فهمه العديد من علماء أهل السنة! فلا يبقى وجه لدعوى كونها في غيرهم إلاّ المضادة للنبي صلى الله عليه وآله والاجتهاد في مقابل النص! وهذه جملة من أقوال علمائهم المؤيدة لنا:


الصفحة 41

من اقوال علماء السنة باختصاص الآية بأصحاب الكساء

قال الطحاوي في " مشكل الآثار "(1) تحت عنوان: (باب بيان مشكل ما روي عنه (ص) في المراد بقول الله: { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } من هم؟ قال:

(حدثنا الربيع المرادي، حدثنا أسد بن موسى حدثنا حاتم بن إسماعيل، حدثنا بكير بن مسمار عن عامر بن سعد عن أبيه قال: لما نزلت هذه الآية دعا رسول الله (ص) علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال: اللهم هؤلاء أهلي).

ثم قال الطحاوي: (ففي هذا الحديث أن المرادين بما في هذه الآية هم رسول الله (ص) وعلي وفاطمة وحسن وحسن).

ثم قال:

(حدثنا فهد، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن جعفر بن عبد الرحمن البجلي، عن حكيم بن سعد، عن أم سلمة قالت: نزلت هذه الآية في رسول الله (ص) وعلي وفاطمة وحسن وحسين { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }. ثم قال الطحاوي: (ففي هذا الحديث مثل الذي في الأول).

وقال بعد أن ذكر مجموعة من الرّوايات لحديث الكساء من طريق السيدة أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها:

(فدل ما رويناه في هذه الآثار مما كان من رسول الله (ص) إلى أم سلمة مما ذكر فيها لم يرد به أنها كانت ممن أريد به ما في الآية المتلوة في هذا

____________

(1) تحفة الأخيار بترتيب شرح مشكل الآثار 8/470 – 471.


الصفحة 42
الباب، وأنّ المرادين فيها رسول الله (ص) وعلي وفاطمة وحسن وحسين دون من سواهم)(1).

وقال العلامة يوسف بن موسى الحنفي (ابو المحاسن):

(روي أن رسول الله (ص) لما نزلت هذه الآية: { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } دعا علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال: اللهم هؤلاء أهلي، وروي أنه جمع (علياً)(2) وفاطمة والحسن والحسين، ثم أدخلهم تحت ثوبه ثم جأر إلى الله تعالى، رب هؤلاء أهلي، قالت أم سلمة: يا رسول الله فتدخلني معهم؟ قال: أنت من أهلي يعني من أزواجه كما في حديث الإفك: من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي، لا أنها أهل الآية المتلوة في هذا الباب.

يؤيده ما روي عن أم سلمة أن هذه الآية نزلت في بيتي فقلت: يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ قال: أنت على خير، إنك من أزواج النبي، وفي البيت علي وفاطمة والحسن والحسين.

وما روي أيضاً عن واثلة بن الأسقع أنه قال: أتيت علياً فلم أجده، فقالت فاطمة: انطلق إلى رسول الله (ص) يريده قال: فجاء مع رسول الله (ص) فدخلا ودخلت معهما فدعا رسول الله (ص) الحسن والحسين وأقعد كل

____________

(1) تحفة الأخيار بترتيب شرح مشكل ألاثار 8/476.

(2) لم يذكر علياً عليه السلام ضمن من جمعهم النبي صلى الله عليه وآله تحت الكساء والظاهر أنه اشتباه منه أو من الناسخ.


الصفحة 43
واحد منهما على فخذه وأدنى فاطمة من حجره وزوجها ثم لف عليهم ثوباً وأنا منتبذ ثم قال: { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }، ثم قال: اللهم هؤلاء أهلي، اللهم هؤلاء أهلي، إنهم أهل حق، فقلت: يا رسول الله وأنا من أهلك؟ قال: وأنت من أهلي، قال واثلة: فإنها من أرجى ما نرجو، وواثلة أبعد من أم سلمة لأنه ليس من قريش، وأم سلمة موضعها من قريش موضعها، فكان قوله (ص) لواثلة: أنت من أهلي لاتباعك إياي وإيمانك بي، وأهل الأنبياء متبعوهم، يؤيده قوله تعالى لنوح: { إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ }، فكما خرج ابنه بالخلاف من أهله فكذلك يدخل المرء في أهله بالموافقة على دينه وإن لم يكن من ذوي نسبته، والكلام لخطاب أزواج النبي (ص) تمّ عند قوله: { وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ... }، وقوله تعالى: { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ } استئناف تشريعاً لأهل البيت وترفيعاً لمقدارهم، ألا ترى أنه جاء على خطاب المذكر فقال عنكم ولم يقل عنكن، فلا حجة لأحد في إدخال الأزواج في هذه الآية.

يدل عليه ما روي أن رسول الله (ص) كان إذا أصبح أتى باب فاطمة فقال: السلام عليكم أهل البيت { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً })(1).

____________

(1) معتصر المختصر 2/266- 267.


الصفحة 44
وقال العلامة الشيخ حسن السقاف: (وأهل البيت هم سيدنا علي والسيدة فاطمة، وسيدنا الحسن وسيدنا الحسين، وذريتهم من بعدهم ومن تناسل منهم للحديث الصحيح الذي نص النبي صلى الله عليه وآله فيه على ذلك، ففي الحديث الصحيح: نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وآله: { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } في بيت أم سلمة فدعا النبي صلى الله عليه وآله فاطمة وحسناً وحسيناً فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره فجلله بكساء ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، قالت أم سلمة: وأنا معهم يا نبي الله؟ قال: أنت مكانك، وأنت إلى خير)(1).

وقال في هامش ص 657 من نفس المصدر وهو يرد على الشيخ الألباني في قوله: (وتخصيص الشيعة أهل البيت في الآية بعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم دون نسائه (ص) من تحريفهم لآيات الله تعالى انتصاراً لأهوائهم كما هو مشروح في موضعه) فقال رداً عليه:

(وهذا من تلبيساته وتمحله في رد السنة الثابتة في تفسيره لأهل البيت، وهو بهذا أراد أن يلبس على القارىء بأن من قال أن أهل البيت هم أهل الكساء أنهم الشيعة! والحق أن من قال ذلك جميع أهل السنة والجماعة وقبلهم الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وآله، ولكن هذا هو النصب الذي يفضي بصاحبه إلى ما ترى كما شرحنا في موضعه).

____________

(1) صحيح شرح العقيدة الطحاوية: 655.


الصفحة 45
أقول: إن رد السقاف لكلام الألباني قوي، فالحديث النبوي الصحيح عندهم وعندنا يحصر المقصودين بأهل البيت في الآية بعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وقد ثبت عندنا عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال بعد الحسن والحسين: وتسعة من ذريو الحسين آخرهم المهدي.

أما قول السقاف: وسيدنا الحسين وذريتهم من بعدهم ومن تناسل منهم) فم تدل عليه حتى رواية واحدة، بل الدليل العقلي والنقلي على ضده، إذ كيف يكون كل من تناسل من ذرية علي وفاطمة عليهما السلام مطهراً من المعاصي، وفيهم الفسّاق والفجّار، بل فيهم الكفّار؟!.

وقال العلامة أبو بكر الحضرمي في " رشفة الصادي من بحر فضائل النبي الهادي "(1):

(والذي قال به الجماهير من العلماء وقطع به أكابر الأئمة وقامت به البراهين وتظافرت به الأدلة أن أهل البيت المرادين في الآية هم سيدنا علي وفاطمة وابناهما، وما تخصيصهم بذلك منه (ص) إلاّ عن أمر إلهي ووحي سماوي).

وقال أيضاً: (والأحاديث في هذا الباب كثيرة، وبما أوردته منها يعلم قطعاً أن المراد بأهل البيت هم علي وفاطمة وابناهما رضوان الله عليهم، ولا

____________

(1) رشفة الصادي 13- 14 الباب الأول.


الصفحة 46
التفات إلى ما ذكره صاحب روح البيان من أن تخصيص الخمسة المذكورين بكونهم من أهل البيت من أقوال الشيعة لأنّ ذلك محض تهوّر يقتضي بالعجب، وبما سبق من الأحاديث وما في كتب أهل السنة السنية يسفر الصبح لذي عينين) انتهى.

وقال العلامة الشوكاني في " إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق في علم الأصول " وهو يرد على من قال بأن الآية في نساء النبي صلى الله عليه وآله: (ويجاب عن هذا بأنه ورد بالدليل الصحيح أنها نزلت في علي وفاطمة والحسنين)(1).

وقال السمهودي في " جواهر العقدين "(2):

(وهؤلاء هم أهل الكساء فهم المراد من الآيتين – آية المباهلة وآية التطهير -).

____________

(1) إرشاد الفحول 83 البحث الثامن من المقصد الثالث.

(2) جواهر العقدين 204 الباب الأول.


الصفحة 47
وقال ابن عساكر في كتابه " الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين " بعد أن ذكر رواية عن أم سلمة قالت فيها: وأهل البيت رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين: (هذا حديث صحيح) ثم قال: (وقولها وأهل البيت هؤلاء الذين ذكرتهم إشارة إلى الذين وجدوا في البيت في تلك الحالة، وإلاّ فآل رسول الله (ص) كلهم من أهل البيت، والآية نزلت خاصة في هؤلاء المذكورين والله أعلم)(1).

وقال العلامة سيدي محمد حبسوس في " شرح الشمائل ":

(ثم جاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معهم، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله ثم قال: { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }، وفي ذلك إشارة إلى أنهم المراد بأهل البيت في الآية)(2).

وقال العلامة محمد أحمد بنيس في شرحه لهمزية البوصيري " لوامع أنوار الكوكب الدري ": ({ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ

____________

(1) الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين 106.

(2) شرح الشمائل 1/107.


الصفحة 48
وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } أكثر المفسرين أنها نزلت في علي وفاطمة والحسنين رضي الله عنهم)(1).

وقال توفيق أبو علم وهو يرد على عبد العزيز البخاري في كتابه " أهل البيت ": (أما قوله: أنّ آية التطهير المقصود بها الأزواج فقد أوضحنا بما لا مزيد عليه أن المقصود من أهل البيت هم العترة الطاهرة لا الأزواج).

____________

(1) لوامع أنوار الكوكب الدري 2/86.

(3) أهل البيت 35.


الصفحة 49

عثمان الخميس يجتهد في مقابل النص!

الدليل الثاني: إن قوله أن هذه الآية نزلت في زوجات النبي صلى الله عليه وآله أو أنها خاصة بهن أو أنها تشملهن هو اجتهاد في مقابل نص النبي صلى الله عليه وآله! فالروايات التي نقلناها فيما سبق والخاصة بحديث الكساء نصوص صريحة في أن الآية خاصة بأصحاب الكساء فقط ولا علاقة لزوجات النبي صلى الله عليه وآله بها.

وعثمان الخميس مطلع على هذه الأحاديث في مصادرهم خاصة أنه يدعي أنه مجتهد في الجرح والتعديل، فلم يبق وجه لقوله باختصاصها في نساء النبي صلى الله عليه وآله إلا أنه رد على النبي واجتهاد في مقابل نصه صلى الله عليه وآله، والاجتهاد في مقابل النص أقل ما يقال فيه أنه من الكبائر.

آية التطهير نزلت مستقلة

الدليل الثالث: دلت الأحاديث الصحيحة على أنه آية: { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } قد نزلت مستقلة في بيت أم سلمة، ولا يوجد دليل واحد يثبت أنها نزلت ضمن الآيات التي خاطب فيها الله تعالى زوجات النبي صلى الله عليه وآله!

فكيف يكون السياق دليلاً لإثبات دعوى نزولها في زوجات النبي صلى الله عليه وآله أو شمولها لهن! فإنه إنما يصح التمسك بوحدة السياق إذا ثبت نزول هذه الآيات دفعة واحدة وفي مناسبة واحدة، أما إذا وجد نص على خلاف ذلك

الصفحة 50
كما في موضوعنا، أو وجدت قرينة، فلا يصح الاستدلال بالسياق!

وقد رأيت أن أحاديث الكساء المتقدمة كلها نصوص صريحة في نزول آية التطهير مستقلة لوحدها! ففي بعضها تقول أم سلمة: نزلت هذه الآية في بيتي، وهذا يفيد أمرين: نزولها مستقلة لوحدها، وكونها آية كاملة!

وبعد هذه الشهادات الصريحة باستقلالها في النزول وباختصاصها بعلي وفاطمة والحسنين عليهم السلام كيف يجوز لعاقل أن يقول إنها مختصة بنساء النبي صلى الله عليه وآله أو أنها تشملهن مع أهل البيت عليهم السلام؟!.

القرآن الكريم لم يرتب حسب النزول

الدليل الرابع: إن المسلمين متفقون على أن القرآن الكريم لم يجمع حسب النزول، فلم يتم نظم آياته كلها على أساس التسلسل الزمني، فكم من آية مدنية وقعت في آيات مكية وبالعكس، وذلك حسب اجتهاد الذين جمعوه، وهذا مسلم لا يحتاج منا إلى إثبات، فيبطل بذلك أيضاً ما ادّعاه عثمان الخميس من دليل السياق.


الصفحة 51

قول عثمان الخميس بدعة لم يقل بها أحد من الصحابة!

الدليل الخامس: إن عثمان الخميس أخذ قوله بأن آية التطهير نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وآله أخذه من النواصب المدلسين! فلم تصح رواية عن أحد من الصحابة أبداً أن آية التطهير خاصة بزوجات النبي صلى الله عليه وآله أو أنها تشملهن! نعم عثرت على روايتين نسبوا فيهما كذباً إلى ابن عبّاس أنّه قال إنها نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وآله:

الأولى: رواها الواحدي في أسباب النزول قال:

(أخبرنا ابو القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج، قال: أخبرنا محمد بن يعقوب قال: أخبرنا الحسن بن علي بن عفان قال: أخبرنا أبو يحيى الحماني، عن صالح بن موسى القرشي، عن خصيف عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: أنزلت هذه الآية في نساء النبي (ص): { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ })(1).

والرواية الأخرى ذكرها ابن كثير في تفسيره قال:

(عن ابن أبي حاتم قال: حدثنا علي بن حرب الموصلي، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا الحسين بن واقد، عن يزيد النحوي، عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }، قال: نزلت في نساء النبي (ص) خاصة)(2).

____________

(1) أسباب النزول للواحدي 203.

(2) تفسير ابن كثير 4/515.


الصفحة 52
ولكنهما روايتان ضعيفتان لا اعتبار بهما لضعف سندهما عند الجميع، ولمخالفتهما ما عرفت من النصوص الصحيحة الصريحة التي ذكرنا جملة منها فيما سبق، ومنها عن ابن عباس نفسه! والتي تنص على أن آية التطهير خاصة بأصحاب الكساء فقط عليهم السلام.

فرواية الواحدي في سندها أكثر من راو ضعيف، مع أن إثبات ضعف راو واحد منهم يكفي لابطال الاستدلال بها.

ففي سندها (أبو يحيى الحماني) وهو (عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني) وقد رمي بالإرجاء والخطأ(1)، وقال النسائي: (ليس بالقوي)(2)، وقال ابن سعد وأحمد: (كان ضعيفاً)(3)، وقال العجلي: (كوفي ضعيف الحديث)(4).

وفي سندها (صالح بن موسى الرشي) وهو (الطلحي)، قال فيه ابن معين: (ليس بشيء)(5)، وقال الأصفهاني: (يروي المناكير عن عبد الملك بن عمير وغيره متروك)(6)، وقال البخاري في ضعفائه: (منكر الحديث)(7).

____________

(1) الكاشف 1/617، تقريب التهذيب 2/334، تهذيب الكمال 6/109.

(2) الكاشف 1/617، تهذيب التهذيب 6/109، تهذيب الكمال 15/454.

(3) تهذيب التهذيب 6/109.

(4) تهذيب التهذيب 6/109.

(5) الجرح والتعديل 4/415.

(6) ضعفاء الأصفهاني 1/93.

(7) ضعفاء البخاري 1/59.


الصفحة 53
وقال النسائي: (متروك الحديث)(1)، وقال الذهبي: (واهٍ)(2)، وقال العسقلاني: (متروك)(3).

وفي سندها (خصيف) وخصيف هذا الذي يروي عن سعيد بن جبير هو (خصيف بن عبد الرحمن الجزري) مولى عثمان بن عفان وقيل معاوية بن أبي سفيان، قال عنه أحمد بن حنبل: (ليس بحجة ولا قوي في الحديث) وقال أيضاً: (ضعيف الحديث)(4)، وقال أبو حاتم: (صالح يخلط وتكلم في سوء حفظه)(5)، وقال العسقلاني: (صدوق سيء الحفظ خلط بآخره ورمي بالإرجاء)(6)، وقال الذهبي: (صدوق سيء الحفظ ضعفه أحمد)(7).

وأما رواية ابن كثير فساقطة سنداً أيضاً:

ففي سندها (الحسين بن واقد) وقد وصفه الداقطني وأبو يعلى الخليلي بالتدليس(8)، وقال عنه ابن حبّان: (كان على قضاء مرو، وكان من خيار الناس وربما أخطأ في الروايات)(9)، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل

____________

(1) الضعفاء للنسائي 1/57.

(2) الكاشف 1/449.

(3) تقريب التهذيب 1/347.

(4) تهذيب الكمال 2/385.

(5) تهذيب الكمال 2/385.

(6) تقريب التهذيب 1/220.

(7) الكاشف 1/236.

(8) طبقات المدلسين 1/20، أسماء المدلسين 1/70.

(9) تهذيب التهذيب 2/321.