الصفحة 304

الفصل الرابع
تصريح علماء المذاهب السنية بتواتر حديث الغدير
من الذين صرحوا بتواتره

صرح العديد من علماء السنة بتواتر حديث الغدير وهذه بعض أقوالهم:

شمس الدين الذهبي

قال الذهبي في تذكرة الحفاظ أثناء ترجمته لابن جرير:

(ولما بلغ ابن جرير أن أبي داود تكلم في حديث غدير خم عمل كتاب الفضائل وتكلم في تصحيح الحديث، وقد رأيت مجلدا في طريق الحديث لابن جرير فاندهشت له ولكثرة الطرق)(1).

وروى الذهبي في سير أعلام النبلاء أثناء ترجمته للمطلب بن زياد بن أبي زهير الثقفي بسنده عنه عن عبدالله بن محمد بن عقيل قال:

(كنت عند جابر في بيته، وعلي بن الحسين ومحمد بن الحنفية أبوجعفر فدخل رجل من أهل العراق فقال: أنشدك بالله إلاّ حدثتني ما رأيت وما سمعت من رسول الله (ص) فقال: كنا بالجحفة بغديرخم وثم ناس كثير مـن

____________

(1) تذكرة الحفاظ 2/713.


الصفحة 305
جهينة ومزينة وغفار، فخرج علينا رسول الله (ص) من خباء أو فسطاط فأشار بيده ثلاثا، فأخذ بيد علي رضي الله عنه فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه).

قال الذهبي: (هذا حديث حسن عال جدا ومتنه فمتواتر)(1).

البدخشاني في كتابه مفتاح النجا

وقال البدخشاني في كتابه مفتاح النجا في مناقب آل العبا بعد أن ذكر بعض طرق حديث الغدير:

(أقول: هذا حديث صحيح مشهور، نص الحافظ أبوعبدالله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي التركماني الفارقي ثم الدمشقي على كثير من طرقه بالصحة، وهو كثير الطرق جدا، وقد استوعبها الحافظ أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي المعروف بابن عقدة في كتاب مفرد)(2).

جلال الدين السيوطي

وأورده أيضاً الحافظ السيوطي في كتابين له خصصهما لذكر الأحاديث المتواترة وهما: (الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة) وكتاب (الفوائد المتكاثرة في الأخبار المتواترة)، ونقل حكم السيوطي على حديث الغدير بالتواتر العلامـة المنـاوي في التيسير في شرح الجامع الصغير، حيث قال في

____________

(1) سير أعلام النبلاء 7/571.

(2) مفتاح النجا في مناقب آل العبا مخطوط.


الصفحة 306
شـرح الحديث: (قال: حديث متـواتر)(1)، والعلامـة العزيزي في السراج المنير في شرح الجامع الصـغير قال أثناء شـرحه للحديث: (وقال المؤلف: حديث متواتر)(2).

الملا علي القاري في المرقاة

وقال الملا علي القاري في المرقاة في شرح المشكاة:

(... وعـن زيد بن أرقـم: أن النبي (ص) قـال: مـن كنت مـولاه فعلي مولاه، رواه أحمد والترمذي) قال: (وفي الجامع: رواه أحمد وابن ماجة عن البراء، وأحمد عن بريدة، والترمذي والنسائي والضياء عن زيد بن أرقم ففي إسناد المصنف الحديث عن زيد بن أرقم إلى أحمد والترمذي مسامحة لا تخفى، وفي رواية لأحمد والنسائي عن بريدة بلفظ: من كنت وليه فعلي وليه، وروى المحاملي في أماليه عن ابن عباس ولفظه: علي بن أبي طالب مولى من كنت مولاه، والحاصل: أن هذا الحديث صحيح لا مرية فيه، بل بعض الحفاظ عدّه متواترا، إذ في رواية لأحمد: أنه سمعه من النبي (ص) ثلاثون صحابيا وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته)(3).

ابن حجر العسقلاني

وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني (وأما حديث (من كنت مولاه فعلي

____________

(1) التيسير في شرح الجامع الصغير 2/442.

(2) السراج المنير في شرح الجامع الصغير 3/360.

(3) المرقاة في شرح المشكاة 5/568.


الصفحة 307
مولاه) فقد أخرجه الترمذي والنسائي وهو كثير الطرق جدا وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان)(1).

وقال أيضاً في ترجمته للإمام أمير المؤمنين علـي بن أبي طالب عليه السلام:

(... قلت: لم يجاوز المؤلف ما ذكر ابن عبدالبر، وفيه مقنع، ولكنه ذكر حديث الموالاة عن نفر سماهم فقط وقد جمعه ابن جرير الطبري في مؤلف فيه أضعاف من ذكر، وصححه، واعتنى بجمع طرقه أبو العباس بن عقدة فأخرجه من حديث سبعين صحابياً أو أكثر)(2).

ابن حجر الهيثمي

وقال ابن حجر الهيثمي: (... إنه حديث صحيح لا مرية فيه، وقد أخرجه جماعة كالترمذي، والنسائي، وأحمد، وطرقه كثيرة جداً، ومن رواه ستة عشر صحابياً، وفي رواية لأحمد أنه سمعه من النبي (ص) ثلاثون صحابياً، وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته كما مرّ وسيأتي، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان، ولا التفات لمن قدح في صحته ولا من رده بأن علياً كان باليمن، لثبوت رجوعه منها وإدراكه الحج مع النبي (ص)، وقول بعضهم: إن زيادة: (اللهم وال من والاه... الخ) موضـوعة، مردود، فقـد ورد ذلك مـن طـرق صحح الذهبي كثيراً منها)(3).

____________

(1) فتح الباري، شرح صحيح البخاري 7/74.

(2) تهذيب التهذيب 4/213.

(3) الصواعق المحرقة 1/106-107.


الصفحة 308

العجلوني

وقال العجلوني: (من كنت مولاه فعلي مولاه، رواه الطبراني وأحمد والضياء في المختارة عن زيد بن أرقم وعلي وثلاثين من الصحابة بلفظ اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فالحديث متواتر أو مشهور)(1).

ناصر الدين الألباني

وقال الألباني في صحيحته بعد أن ذكر الكثير من الطرق لهذا الحديث وصحح العديد منها: (وللحديث طرق أخرى كثيرة جمع طائفة كبيرة منها الهيثمي في المجمع (9/103-108) وقد ذكرت وخرجت ما تيسر لي منها مما يقطع الواقف عليها بعد تحقيق الكلام على أسانيدها بصحة الحديث يقينا وإلاّ فهي كثيرة جداً، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، قال الحافظ ابن حجر: منها صحاح وحسان.

وجملة القـول أن حديث الترجمـة حديث صحيح بشطريه، الأول منه متواتر عنـه (ص) كمـا يظهـر لمـن تتبـع أسانيده وطرقـه ومـا ذكرت منها كفايــة)(2).

ابن المغازلي الشافعي

وقال ابن المغازلي الشافعي بعد أن أخرج حديث الغدير في مناقب الإمام

____________

(1) كشف الخفاء 2/361.

(2) سلسلة الأحاديث الصحيحة 4/343.


الصفحة 309
علي: (قال أبوالقاسم الفضل بن محمد: هذا حديث صحيح عن رسول الله (ص) وقد روى حديث غيرخم عن رسول الله (ص) نحو مائة نفس منهم العشرة، وهو حديث ثابت لا أعرف له علة، تفرد علي رضي الله عنه بهذه الفضيلة لم يشركه أحد)(1).

ابن الجزري

وقال ابن الجزري بعد إخراجه لأحد طرق حديث الغدير:

(هذا حديث حسن من هذا الوجه صحيح عن وجوه كثيرة متواتر عن أميـر المؤمنيـن علي رضي الله عنـه وهو متواتر أيضاً عن النبي (ص)، رواه الجم الغفير عن الجـم الغفير، ولا عبرة بمـن حاول تضعيفه ممن لا اطلاع له في هذا العلم.

فقد ورد مرفوعاً عن: أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وطلحة بن عبيدالله، والزبير بن العوام، وسعد بن ابي وقاص، وعبدالرحمن بن عوف، والعباس بن عبدالمطلب، وزيد بن أرقم، وأبو سعيد الخدري، وجابر بن عبدالله، وعبدالله بن عباس، وحبشي بن جنادة وعبدالله بن مسعود، وعمران ابن حصين، وعبدالله بن عمر وعمار بن ياسر، وابي ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، وسعد بن زرارة، وخزيمة بن ثابت، وأبي أيوب الأنصاري وسهل ابن حنيف، وحذيفة بن اليمان، وسمرة بن جندب، وزيد بن ثابت، وأنس ابن مالك، وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم.

____________

(1) المناقب لابن المغازلي الشافعي: 26.


الصفحة 310
وصحح عن جماعة ممن يحصل القطع بخبرهم، وثبت أيضاً أن هذا القول كان منه (ص) يوم غديرخم)(1).

جمال الدين المحدث

وقال جمال الدين المحدث في الأربعين:

(الحديث الثالث عشر من جعفر بن محمد، عن آبائه الكرام عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما كان بغديرخم، نادى الناس فاجتمعوا، فأخذ بيد علي وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار، وفي رواية: اللهم أعنه وأعن به، وارحمه وارحم به، وانصره وانصر به، فشاع ذلك في البلاد، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري، فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله على ناقة له، فنزل بالأبطح على ناقته وأناخها، فقال: يا محمد! أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلاّ الله وأنك رسول الله فقبلناه منك، وأمرتنا أن نصلي خمساً فقبلناه منك، وأمرتنا بالزكاة فقبلناه منك، وأمرتنا أن نصوم فقبلناه منك، ثم أمرتنا بالحج فقبلناه منك، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك تفضله علينا، فقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه، فهذا منك أم من الله عزوجل؟ فقال النبي (ص) والله الذي لا إله إلاّ الله إن هذا من الله.

فولى الحارث بن النعمان وهو يريد راحلته وهو يقول: اللهم إن كان ما يقولـه محمد حقاً فأمطـر علينا حجارة مـن السماء أو أئتنا بعذاب أليم، فمـا

____________

(1) أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب 3-4.


الصفحة 311
وصل إلى راحلته حتى رماه الله عز وجل بحجر فسقط على هامته وخرج من دبـره فقتله، وأنـزل الله عز وجل: { سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ }.

أقول: أصل هذا الحديث سوى قصـة الحارث، تواتر عن أمير المؤمنين عليه السلام وهو متواتر عن النبي صلى الله عليه وىله أيضاً، رواه جمع كثير وجم غفير من الصحابة)(1).

ضياء الدين المقبلي

وقال ضياء الدين المقبلي وهو يتحدث عن الأحاديث النبوية الواردة في فضل أهل البيت عليهم السلام:

(ومن شواهد ذلك ما ورد في حق علي كرم الله وجهه في الجنة وهو على حدته متواتر معنى ومن أوضحه معنى وأشهره رواية حديث: من كنت مولاه فعلي مولاه، وفي بعض رواياته زيادة: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وفي بعض زيادة: وانصر من نصره واخذل من خذله، وطرقه كثيرة جداً ولهذا ذهب بعضهم إلى أنه متواتر فضلاً عن المعنى، وعزاه السيوطي في الجامع الكبير إلى أحمد بن حنبل والحاكم وابن أبي شيبة والطبراني وابن ماجة والترمذي والنسائي وابن أبي عاصم والشيرازي وأبي نعيم وابن عقدة وابن حبان، بعضهم من رواية صحابي وبعضهم من رواية اثنين، وبعضهم من رواية أكثر من ذلك.

____________

(1) الأربعين، مخطوط، عنه السيد الميلاني في نفحات الأزهار 6/113.


الصفحة 312
وذلك من حديث: ابن عباس، وبريدة بن الحصيب، والبراء بن عازب، وجرير البجلي، وجندب الأنصاري، وحبشي بن جنادة، وأبي الطفيل وزيد ابن أرقم، وزيد بن ثابت، وحذيفة بن أسيد الغفاري، وأبي أيوب الأنصاري وزيد بن شراحيل الأنصاري، وعلي بن أبي طالب، وابن عمر، وأبي هريرة وطلحة، وأنس بن مالك، وعمرو بن مرة، وفي بعض روايات أحمد عن علي وثلاثة عشر رجلاً، وفي رواية له وللضياء المقدسي، عن بي أيوب وجمع من الصحابة، وفي رواية لابن أبي شيبة وفيها: اللهم وال من والاه... الخ، عن أبي هريرة واثنى عشر من الصحابة، وفي رواية أحمد والطبراني والمقدسي عن علي وزيد بن أرقم وثلاثين رجلا من الصحابة، نعم فإن كان مثل هذا معلوماً وإلاّ فما في الدنيا معلوم)(1).

وقال محمد مبين اللكهنوي وهو من أكابر علماء أهل السنة في بلاد الهند له ترجمة في (نزهة الخواطر 7/403)، قال بعد ذكر بعض طرقه في فضائل الإمام علي عليه السلام: (وأكثر الأحاديث المذكورة في هذا الباب من المتواترات كحديث: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى) وحديث: (أنا من علي وعلي مني، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)...)(2).

____________

(1) الأبحاث المسددة في الفنون المتعددة: 122 في ذكر الأحاديث النبوية.

(2) وسيلة النجاة في فضل السادات: 104.


الصفحة 313

الصفحة 314

الصفحة 315

الصفحة 316

الفصل الخامس
غارة عثمان الخميس على حديث الغدير!

محاولته التخلص من دعاء النبي (ص) على مخالفي علي عليه السلام

حاول عثمان الخميس أن يتخلص من عبارة (اللهم وال من والاه وعاد من عاداه) فادعى أنها زيادة (لا تصح)!

وبحكم تخصصه في الحديث كما يدعي، فلا بد أنه يعرف أنها وردت بأسانيد صحيحة، وقد مر عليك كلام العلماء الذين نقلنا أقوالهم وتصحيحهم لهذه العبارة، وفي كلام بعضهم ما يفهم منه تواترها.

وأضيف هنا مزيداً من الأدلة على صحة هذه الزيادة وصحة غيرها مثل: (وانصر من نصره) و (واخذل من خذله) و (وأعن من أعانه) وغيرها:

قال الهيثمي في مجمع الزوائد:

(وعن أبي الطفيل قال: جمع علي الناس في الرحبة ثم قال لهم: أنشد بالله كل امرئ مسلم سمع رسول الله (ص) يقول يوم غدير خم ما قال لما قام فقام ثلاثون من الناس، قال أبو نعيم: فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذ بيده فقـال: أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسـهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله،

الصفحة 317
قال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فخرجت كأن في نفسي شيئاً فلقيت زيد بن أرقم فقلت له: إني سمعت علياً يقول كـذا وكـذا، قال: فمـا تنكر، قد سمعت رسول الله (ص) يقول ذلك)، قـال الهيثمي: (رواه أحمـد ورجاله رجـال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة)(1).

وقال الهيثمي في نفس المصدر:

(وعن عمرو بن ذي مر وسعيد بن وهب وعن زيد بن يثيع قالوا سمعنا علياً يقول: نشدت الله رجلاً سمع رسول الله (ص) يقول يوم غديرخم لما قام، فقام ثلاثة عشر رجلاً فشهدوا أن رسول الله (ص) قال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال فأخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه وأنصر من نصره واخذل من خذله).

قال الهيثمي: (رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة) وفي هامش الصفحة قال ابن حجر: (فطر أخرج له خ أيضاً)(2).

وقال الهيثمي:

(وعن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال: شهدت علياً في الرحبة يناشد الناس، أنشد الله من سمع رسول الله (ص) يقول في غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه، لما قام فشهد، قال عبد الرحمن فقام اثنا عشر بدرياً كأني

____________

(1) مجمع الزوائد 9/107.

(2) مجمع الزوائد 9/170-108.


الصفحة 318
أنظر إلى أحدهم عليه سراويل، فقالوا: نشهد أنا سمعنا رسول الله (ص) يقول يوم غديرخم: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهاتهم، قلنا: بلى يا رسول الله، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه).

قال الهيثمي: (رواه أبو يعلى ورجاله وثقوا وعبدالله بن أحمد)(1).

وقال الهيثمي:

(وعن داود بن يزيد الأودي عن أبيه قال: دخل أبو هريرة المسجد فاجتمع إليه الناس، فقام إليه شاب فقال: أنشدك بالله أسمعت رسول الله (ص) يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال: فقال: أشهد أني سمعت رسول الله (ص) يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه).

قال الهيثمي: (رواه أبو يعلى والبزار بنحوه والطبراني في الأوسط، وفي أحد إسنادي البزار رجل غير مسمى، وبقية رجاله ثقات في الآخر، وفي إسناد أبي يعلى داود بن يزيد وهو ضعيف)(2).

وقال الهيثمي:

(وعن زيد بن أرقم قال: نشد علي الناس، أنشد الله رجلاً سمع النبي (ص) يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه

____________

(1) مجمع الزوائد 9/108.

(2) مجمع الزوائد 9/108-109.


الصفحة 319
فقام اثنا عشر بدرياً فشهدوا بذلك، وكنت فيمن كتم فذهب بصري).

وقال الهيثمي: (رواه الطبـراني في الكبير والأوسط خالياً مـن ذهاب البصر والكتمان ودعاء علي، وفي رواية عنده وكان علي دعا على من كتم، ورجال الأوسط ثقات)(1).

وقال الهيثمي:

(وعن حبشي بن جنادة قال: سمعت رسول الله (ص) يقول يوم غدير خم: اللهم مـن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهـم وال مـن والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأعن من أعانه).

ثم قال: (رواه الطبراني ورجاله وثقوا)(2).

وقال ابن كثير في البداية والنهاية:

(وقد روى النسائي في سننه عن محمد بن المثنى عن يحيى بن حماد عن أبي معاوية، عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله (ص) من حجة الوداع ونزل غديرخم أمر بدوحات فقممن ثم قال: كأني قد دعيت فأجبت، إني قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، ثم قال: الله مولاي وأنا مولى كل مؤمن، ثم

____________

(1) مجمع الزوائد 9/109.

(2) مجمع الزوائد 9/109.


الصفحة 320
أخذ بيد علي فقال: مـن كنت مولاه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فقلت لزيد: سمعته مـن رسول الله (ص)؟ فقال: ما كان في الدوحات أحد إلاّ رآه بعينه، وسمعه بأذنيه).

قال ابن كثير: (تفرد به النسائي من هذا الوجه، قال شيخنا أبو عبدالله الذهبي: وهذا حديث صحيح)(1).

وقال ابن كثير:

(وقال النسائي في كتاب (خصائص علي): حدثنا الحسين بن حرب، ثنا الفضل بن موسى عن الأعمش عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب قال: قـال علي في الرحبة: أنشد الله رجلا سـمع رسول الله (ص) يوم غدير خم يقول: إن الله ولي المؤمنين ومـن كنت وليه فهـذا وليـه، اللهم وال من والاه وعاد من عاده، وانصر من نصره).

ثم قال: (وكذلك رواه شعبة عن أبي إسحاق، وهذا إسناد جيد)(2).

وقال ابن كثير:

(وقال الإمام أحمد: حدثنا عفان، ثنا أبو عوانة عن المغيرة عن أبي عبيد عن ميمون أبي عبدالله قال: قال زيد بن أرقم وأنا أسمع: نزلنا مع رسول الله منزلاً يقال له وادي خم، فأمر بالصلاة فصلاها بهجير، قال: فخطبنا وظلّ رسول الله (ص) بثوب على شـجرة سـتره من الشمس فقـال: ألستم تعلمون

____________

(1) البداية والنهاية 5/228.

(2) البداية والنهاية 5/230.


الصفحة 321
- أو ألستم تشهدون – أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى، قال: فمن كنت مولاه فإن علياً مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه).

ثم قال: (رواه أحمد عن غندر عن شعبة عن ميمون أبي عبدالله عن زيد ابن أرقم إلى قوله: مـن كنت مولاه فعلي مولاه، قال ميمون، حدثني بعض القوم عن زيد أن رسول الله (ص) قال: (اللهـم وال من والاه وعاد من عاداه)، وهذا إسناد جيـد رجـاله ثقات على شـرط السنن وقد صحح الترمذي بهذا السند حديثا في الريث)(1).

وقال ابن كثير:

(وقال ابن جرير: ثنا أحمد بن عثمان أبو الجوزاء، ثنا محمد بن خالد ابن عثمة، ثنا موسى بن يعقوب الزمعي وهو صدوق، حدثني مهاجر بن مسمار عن عائشة بنت سعد سمعت أباها يقول: سمعت رسول الله (ص) يقول يوم الجحفة وأخذ بيد علي فخطب: ثم قال: أيها الناس إني وليكم قالوا: صدقت، فرفـع يد علـي فقال: هـذا وليي والمؤدي عني، وأن الله موالي من والاه، ومعادي من عاداه).

ثم قال ابن كثير: (قال شيخنا الذهبي: وهذا حديث حسن غريب، ثم رواه ابن جرير من حديث يعقوب بن جعفر بن أبي كبير، عن مهاجر بن مسمار، فذكر الحديث وأنه (ص) وقف حتى لحقه من بعده وأمر برد من كان تقدم فخطبهم الحديث)(2).

____________

(1) البداية والنهاية 5/231.

(2) البداية والنهاية 5/232.


الصفحة 322
وقال الطحاوي في مشكل الآثار:

(كما حدثنا أحمد بن شعيب قال: أخبرنا محمد بن المثنى قال: حدثنا يحيى بن حماد قال: حدثنا أبو عوانة عن سليمان – يعني الأعمش- قال: حدثنا حبيب بن ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله (ص) من حجة الوداع ونزل بغديرخم أمر بدوحات فقممن ثم قال: كأني دعيت فأجبت، إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله عزوجل وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، ثم قال: إن الله عزوجل مولاي وأنا مولى كل مؤمن ومؤمنة ثم أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال: من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فقلت لزيد: سمعت من رسول الله؟ فقال: ما كان في الدوحات أحد إلاّ رآه بعينه وسمعه بأذنه).

ثم قال الطحاوي: (فهذا الحديث صحيح الإسناد لا طعن لأحد في أحد من رواته)(1).

وروى النسائي في كتابه (خصائص الإمام علي) قال:

(أخبرنا الحسين بن حريث المروزي قال: أخبرنا الفضل بن موسى عن الأعمش عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب قال: قال علي كرم الله وجهه في الرحبة: أنشد بالله من سمع رسول الله (ص) يوم غديرخم يقول: إن الله

____________

(1) تحفة الأخيار بترتيب شرح مشكل الآثار 9/180 برقم: 6490.


الصفحة 323
ورسوله ولي المؤمنين، ومن كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره؟ قال: فقال سعيد: قام إلى جنبي ستة، وقال زيد بن يثيع: قـام عندي ستة، وقـال عمرو ذو مر: أحب من أحبه وأبغض من أبغضه، وساق الحديث).

قال النسائي: (رواه إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو ذي مر).

وقد حكم محقق الخصائص الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري على هذا الحديث بالصحة فقال عنه: (إسناده صحيح)(1).

وروى النسائي في كتابه المذكور قال:

(أخبرني هارون بن عبدالله البغدادي الحمال، قال: حدثنا مصعب بن المقدام قال: حدثنا فطر بن خليفة عن أبي الطفيل، وأخبرنا أبو داود قال: حدثنا محمد بن سليمان قال: حدثنا فطر عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: أجمع علي الناس في الرحبة، فقال: أنشد بالله كل امرئ سمع رسول الله (ص) قال يوم غديرخم: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم – وهو قائم ثم أخذ بيد علي – فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، قال بو الطفيل: فخرجت وفي نفسي منه شيء، فلقيت زيد بن أرقم، وأخبرنا، فقال أتشك؟ أنا سمعته من رسول الله (ص) واللفظ لأبي داود)، ثم حكم محقق الخصائص المذكور على هذا الحديث بالصحة فقال: (إسناده صحيح)(2).

____________

(1) خصائص الإمام علي للنسائي 99 برقم: 95.

(2) خصائص الإمام علي 96 برقم: 90.


الصفحة 324
وأخرج الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين قال:

(حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن تميم الحنظلي ببغداد حدثنا أبو قلابة عبدالملك بن محمد الرقاشي، حدثنا يحيى بن حماد، وحدثني أبوبكر محمد بن بالوية وأبوبكر أحمد بن جعفر البزار قالا: حدثنا عبدالله بن أحمد ابن حنبل حدثني أبي حدثنا يحيى بن حماد وحدثنا أبوالنصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارا حدثنا صالح بن محمد الحافظ البغدادي، حدثنا خلف بن سالم المخرمي، حدثنا يحيى بن حماد حدثنا أبوعوانة عن سليمان الأعمش قال: حدثنا حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: لما رجع رسول الله ’ من حجة الوداع ونزل غديرخم أمر بدوحات فقممن فقال: كأني قد دعيت فأجبت، إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله تعالى وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، ثم قال: إن الله تعالى مولاي وأنا مولى كل مؤمن ثم أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال: من كنت مولاه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وذكر الحديث بطوله).

قال الحاكم: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه)(1).

____________

(1) المستدرك على الصحيحين 3/118.


الصفحة 325
وأخرج ابن حبان في صحيحه قال:

(أخبرنا عبدالله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا أبو نعيم ويحيى بن آدم قالا: حدثنا فطر بن خليفة، عن أبي الطفيل قال: قال علي: أنشد الله كل امرئ سمع رسول الله (ص) يقول يوم غديرخم لما قام فقام أناس فشهدوا أنهم سمعوه يقول: ألستم تعلمون أني أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فإن هذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فخرجت وفي نفسي من ذلك شيء فلقيت زيد بن أرقم فذكرت ذلك له، فقال: قد سمعناه من رسول الله (ص) يقول ذلك له...)(1).

وأخرج الضياء الحنبلي المقدسي في كتابه الأحاديث المختارة قال:

(أخبرنا الحافظ أبوطاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي إجازة قال: أنبأنا أبوالفتح محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن الحارث المعلم فيما قرأت عليه من أصل سماعه، حدثكم أبوعبدالله الحسين بن أحمد بن محمد ابن سعيد الرازي إملاء، حدثنا أبوالحسن علي بن حسان بن القاسم الجديلي ببغداد، حدثنا أبو جعفر محمد بن عبدالله بن سليمان الحضرمي، حدثنا محمود بن غيلان حدثنا الفضل بن موسى السيناني حدثنا الأعمش عن سعيد ابن وهب قال: قال علي رضي الله عنه: أنشد الله من سـمع رسول الله (ص)

____________

(1) صحيح ابن حبان 15/375.


الصفحة 326
يقـول يوم غدير خـم: الله وليي وأنا ولي المؤمنيـن، من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهـم وال من والاه وعاد مـن عاداه وانصر من نصره، قال فقال سعيد: فقام إلى جنبي ستة، قال: فقال زيد بن يثيع: قام من عندي ستة، سئل الدار قطني عنه فقال: حدث به الأعمش وشعبة وإسرائيل عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب عن علي، وذكر ما فيه من الاختلاف قال: وأشبهها بالصواب قول الأعمش وشعبة وإسرائيل ومن تابعهم، وقد روي هذا عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن علي (ع)، إسناده صحيح)(1).

وفيه أيضاً قال: (أخبرنا عبدالله بن أحمد الحربي بها أن أبا مسلم بن هبة الله بن الحصين أخبرهم قراءة عليه، أنبأنا أبوعلي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر القطيعي، حدثنا عبدالله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا حسين بن محمد وأبونعيم المعني قال: حدثنا فطر عن أبي الطفيل قال: جمع علي بن أبي طالب رضي الله عنه الناس في الرحبة ثم أنشد بالله كل امرئ مسلم سمع رسول الله (ص) يقول يوم غديرخم ما قال، فقام إليه عض الناس قال أبو نعيم فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذ بيده فقال للناس أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، قال: فخرجت كأن في نفسي شيئاً، فلقيت زيد بن أرقم فقلت له: إني سمعت علياً يقول: كذا وكذا، قال فما تنكر؟ قد سمعت رسول الله (ص) يقول: ذلك له، رواه أبوحاتم السبتي

____________

(1) الأحاديث المختارة 2/106.