أولاً: إن خبر مصحف الإمام علي عليه السلام في مصادر الفريقين ورد متواتراً معنى.
ثانياً: إن المصحف الموجود عند المسلمين عامّة بنظر علماء ومحققي الإمامية مصون عن كل نوع من التغيير والتّحريف وقد عرضنا عليك في المقام الأوّل أقوالهم وأدلتهم، وقلنا: إنّ مصحف الإمام علي عليه السلام عند محققي الإمامية ـ وهم أكثرهم ـ مشتمل على التنزيل الذي هو بمعنى شرح المراد من الله والتأويل وما يرجع إليه الكلام من المعاني ظاهراً وباطناً وكذا بيان شأن النزول والناسخ والمنسوخ و... وبيّنا هناك أنّ هذه الامور لا مساس لها بمسألة التّحريف اطلاقاً.
ثالثاً: ذلك السؤال الذي هو في الواقع متوجه لكلا الفريقين لا الى الشيعة فقط، أجاب عنه كلّ علماء الإمامية ـ ما عدا قلّة من الأخباريين ـ بقولهم:
"لو كانت مخالفة مصحف الإمام في بعض الحقائق الدينية متعلقة بالوحي القرآني لعارضهم بالاحتجاج ودافع عنه ولم يقنع بمجرد اعراضهم عما جمعه واستغنائهم عنه"(1).
|
وعلى هذا فلم يكن المحدث الجزائري هو الوحيد الذي أجاب عن السؤال.
هذا، ولنا في مبحث مصحف الإمام علي عليه السلام في هذا المقام بحث مفصّل نسبياً فانتظر.
إلى هنا كانت وقفة قصيرة مع الدكتور القفاري لمدخل مبحثه "هل الشيعة تقول بأنّ في كتاب الله نقصاً أو تغييراً" والآن نشرع بإذن الله في أصل المبحث وهو تحت عنوان "دعاوى الدكتور القفاري في ميزان النقد".
____________
1 ـ الميزان في تفسير القرآن: ج 12، ص 116.
دعاوى الدكتور القفاري في ميزان النقد
قال الدكتور القفاري بعد مدخل الموضوع:
"وفيما يلي نبدأ بدراسة هذه القضية عند الشيعة ومتى بدأت وكيف امتدت، ومن الذي تولى كبر وضعها، وهل تقول الشيعة كلها بذلك أم فيها من أنكر وتبرأ؟ وسنذكر أولاً ما تقوله كتب السنة ثم نرجع لتحقيق ذلك من كتب الشيعة الإثني عشرية نفسها"(1).
|
____________
1 ـ اصول مذهب الشيعة: ج 1، ص 203 ـ 204.
بداية هذا الافتراء كما تقوله مصادر أهل السنة
يتّضح لنا من هذا العنوان أنه يحاول كشف نقطة البداية في تحريف القرآن من وجهة نظر الإمامية في مصادر أهل السنة، فهو في تفحصه، يتشبث بقول ابن الانباري (ت 328) إذ يقول:
"يقول الإمام أبو بكر محمّد بن القاسم الانباري: "لم يزل أهل الفضل والعقل يعرفون شرف القرآن وعلو منزلته... حتى نبغ في زماننا هذا زائغ عن الملة بما يحاول به ابطال الشريعة فزعم ان المصحف الذي جمعه عثمان باتفاق أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله على تصويبه فيما فعل لا يشتمل على جميع القرآن إذ كان قد سقط منه خمسمائة حرف... (ثم ذكر ابن الانباري) ان هذا الزنديق اخذ يقرأ القرآن على غير وجهه زندقة والحاداً فكان يقرأ: (ولقد نصركم الله ببدر بسيف علي وأنتم أذلة)"(1).
|
وكما ترى فان ابن الأنباري لم يبين هويّة هذا الشخص ومذهبه، وكذا القرطبي الذي نقل كلام ابن الأنباري لم يذكر شيئاً فيما يتعلق بهذا الناقل، ولكن الدكتور القفاري تمكن من معرفة هوية القائل حين قال:
"هذا النص قاله ابن الانباري المولود سنة (271 هـ) والمتوفى سنة (328 هـ) وهو يشير إلى ان هذا الافتراء بدأ في زمنه... ويدل النص المذكور على أن مصدر هذا الافتراء من طائفة الشيعة كما تفيده تلك الزيادة المفتراة (بسيف علي)... وكأنّ ابن الانباري بهذا يشير إلى شخص بعينه إلاّ انه لم يذكره باسمه... ولكن بدت هويته المذهبية من |
____________
1 ـ اصول مذهب الشيعة: ص 204 عن القرطبي في تفسيره "الجامع لأحكام القرآن": ج 1، ص 80 ـ 81.
خلال افتراءاته"(1).
|
فهل أصاب الدكتور القفاري الحقيقة في اكتشافه هذا؟؟
لنرجع الآن إلى كلام "القرطبي" في تفسيره الذي نقل لنا كلام "ابن الانباري" كي نعرف هوية مذهبية هذا الشخص من خلال "افتراءاته" الاُخرى ونعرف صحة دعاوى الدكتور القفاري في هذا المجال.
قال القرطبي أيضاً فيما ينقل عن "ابن الانباري":
"فزعم ـ هذا الزائغ ـ ان المصحف الذي جمعه عثمان رضي الله عنه لا يشتمل على جميع القرآن إذ كان قد سقط منه خمسمائة حرف... فمنها: "والعصر ونوائب الدهر" ومنها: "حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازّيّنت وظنّ أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس ـ وما كان الله ليهلكها إلاّ بذنوب اهلها ـ" وادعى أنّ عثمان والصحابة زادوا في القرآن ما ليس فيه... وادعى أنّ المصحف الذي في أيدينا اشتمل على تصحيف حروف مفسدة مغيّرة... وقال هذا القائل: لي ان اخالف مصحف عثمان كما خالفه أبو عمرو بن العلا فقرأ: "اِنّ هذين لساحران"...(2) |
وقد مرّ عليك في المقام الأوّل أن قائل هذا القول... "ان المصحف الذي جمعه عثمان لا يشتمل على جميع القرآن إذ كان قد سقط منه خمسمائة حرف" في الأصل هي "عائشة" أمّ المؤمنين فقد نقل عنها "مصعب بن الزبير" أنها قالت:
"كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمان النبىّ صلّى الله عليه وسلّم مائتي |
____________
1 ـ اصول مذهب الشيعة: ص 204.
2 ـ الجامع لاحكام القرآن: ج 1، ص 80 ـ 81.
آية فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلاّ على ما هو الآن"(1).
|
وأيضاً ما قاله ابن الانباري عن ذلك الشخص في قراءة سورة "العصر" لم يرد في مصادر الشيعة قط بل جاء في كتاب "فضائل القرآن"(2). لأبي عبيد القاسم بن سلاّم من أهل السنة وما قاله "ابن الانباري" بقوله: "وذكر هذا الإنسان أنّ اُبي بن كعب هو الذي قرأ... "كأن لم تغن بالأمس ـ ما كان الله ليهلكها إلاّ بذنوب أهلها ـ" هذا الاختلاف في القراءة أيضاً يوجد في مصادر أهل السنة(3) لا الشيعة، كما أن أصل اختلاف القراءة في قراءة "ان هذان لساحران" أيضاً عن عائشة حيث قالت: "هذه الآية ـ وآيات أخرى ـ من عمل الكتّاب أخطأوا في الكتابة ورأت أنّ الصحيح قراءتها بالنصب(4).
وأمّا ما قاله "ابن الانباري": "... وحكى لنا آخرون عن آخرين أنـّهم سمعوه يقرأ: (ولقد نصركم الله ببدر ـ بسيف علي ـ وأنتم أذلة...) فهذه القراءة لا توجد في كتب التفسير بالمأثور من الشيعة كتفسير "البرهان" و"نور الثقلين" وتفسير "القمي" و"العياشي" وغيرها. فلو كان هذا الشخص شيعياً لَوُجِدَت قراءته في أحد هذه الكتب وما شابهها على أقلّ تقدير، نعم يوجد نحوها في شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي النيسابوري وهو من كبار المحدثين في القرن الخامس من أهل السنة بأسانيد عن عبد الله بن مسعود وابن عباس، ومثله(5) في تفسير الدرّ المنثور للسيوطي عن ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن ابن مسعود:
____________
1 ـ انظر: مبحث "دراسة روايات التّحريف في مصادر أهل السنة".
2 ـ فضائل القرآن: ص 189.
3 ـ المصدر السابق: ص 173.
4 ـ انظر: المقام الأوّل، مبحث "دراسة روايات التّحريف في مصادر أهل السنة"، الطائفة الاولى.
5 ـ شواهد التنزيل: ج 2، ص 7 ـ 18.
ومع هذا كلّه كيف يدّعي الدكتور القفاري إنـّه كشف عن هوية هذا الشخص الشيعية!! وهذه الرّوايات في مصادر أهل السنة والقائلون بها منهم، بل إن كان الدكتور القفاري وغيره يريدون أن يعرفوا هذا الرجل بشخصه، فهذه هو الخطيب البغدادي صرّح بأبلغ التصريح بأنّ هذا الشخص لا يكون إلاّ "أبا الحسن محمّد بن أحمد المقري" المعروف "بابن شنبوذ" وهو من كبار علماء أهل السنة(2) (ت 328) قال:
"كان قد تخيّر لنفسه حروفاً من شواذ القراءات تخالف الاجماع فقرأ بها، فصنّف أبو بكر بن الأنباري وغيره كتباً في الردّ عليه"(3).
|
وهذا أبو شامة المقدسي في كتابه "المرشد الوجيز" قال:
"هذا الشخص المشار إليه هو "أبو الحسن محمّد بن أحمد بن أيوب المقري" المعروف "بابن شنبوذ البغدادي" في طبقة ابن مجاهد..."(4).
|
____________
1 ـ الدرّ المنثور: ج 6، ص 590.
2 ـ فابن شنبوذ (ت 328) هو شيخ الإقراء بالعراق، وعاش في عصر ابن الانباري (ت 328) والذي يقول عنه ابن الانباري: "حتى نبغ في زماننا هذا زائغ عن الملّة..." ونسب بعض تلك القراءات إلى ابن شنبوذ ثم تاب عن تلك القراءات، ولعلّ لتوجيه امر الوزير بضربه سبع درر عليه نسب إليه قراءات أخرى اتهاماً وإلاّ ليس الضرب لأجل القراءات فقط بل سببها الأصلي على ماذكره ابن الجزري هو: "ان أصل الإستتابة والضرب لان ابن شنبوذ كان يحط من قدر ابن مجاهد ويقول: هذا العطشى (أي ابن مجاهد) لم تغبر قدماه في طلب العلم (أي لم يرحل من بغداد)" انظر: غاية النهاية في طبقات القراء: ج 2، ص 52 ـ 56 ومعرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار: ص 157، ومعجم الأدباء: ج 6، ص 300.
3 ـ تاريخ بغداد: ج 1، ص 280، رقم الترجمة 122.
4 ـ المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز: 187. ونقل أبو شامة هذه أيضاً عن إسماعيل الخطبي (إسماعيل بن علىّ بن إسماعيل أبو محمد) في كتابه التاريخ، وانظر أيضاً: النشر في القراءات العشر: ج 1، ص 17.
واعجب من هذا أنّ الدكتور القفاري لإدامة مسرحيته كان قد جعل ذلك الشخص هشام بن الحكم متشبثاً بكلام الملطي فقال:
"بينما نجد الملطي (ت 377) يشير إلى هذا الشخص صاحب الفرية هو هشام بن الحكم فانه زعم أن القرآن الذي في أيدي الناس وضع أيام عثمان، وأما القرآن فقد صعد به إلى السماء لردّة الصحابة بزعمه..."(2).
|
واذاً نسأل الدكتور القفاري: كيف يمكن أن يكون هذا الشخص هشام بن الحكم الذي توفي قبل ولادة ابن الانباري بـ 190 سنة حيث أن ابن الانباري ولد في (271 هـ.)، وقد ذكر "ابن الانباري" أنّ هذا الشخص حيّ يرزق في زمانه وعصره حيث قال "... حتى نبغ في زماننا هذا زائغ عن الملة..." قال الدكتور القفاري اعتماداً على اكتشافه!!
"... إذا لاحظنا أن هذه الفرية مرتبطة أشد الارتباط بمسألة الإمامة والأئمة عند الشيعة... إذاً أدركنا ذلك فإنّه لا يبعد أن يكون ما قاله "الملطي" في أن هشاماً هو الذي تولى كبر هذا الافتراء..."(3).
|
ثمّ يضيف بضرس قاطع:
____________
1 ـ فقد ذكره في دليل مصادره، بالرقم 278.
2 ـ اصول مذهب الشيعة: ص 205.
3 ـ اصول مذهب الشيعة: ص 205.
"لا يبعد أن يكون هذا واقعاً، لا سيما أنّ هشاماً كان أول من تكلّم في الإمامة حتى قال ابن النديم: إن هشام بن الحكم ممّن فتق الكلام في الإمامة... وقال ابن المطهر الحلّي: وكان ممّن فتق الكلام في الإمامة وهذّب المذهب بالنظر..."(1).
|
أقول: أما كان ينبغي للدكتور القفاري أن يتأمل ولو يسيراً في كلام الملطي؟! فإنّ الملطي يرمى هشام بن الحكم(2) بالافتراء وقال: إنّ عقيدته في القرآن هي: "...
____________
1 ـ المصدر السابق. وقال الدكتور القفاري في موضع آخر من كتابه: "إنّ قول هشام بفرية دعوى التحريف للقرآن، استشرى داؤها في مذهب الاثنى عشرية". المصدر نفسه: ص 530.
2 ـ انظر ترجمة "هشام بن الحكم" في معجم رجال الحديث: ج 19، ص 271، الرقم 13329، واقوال العلماء في جلالة امره. قال الشيخ المفيد رحمه الله تعالى: "هشام بن الحكم كان من اكبر أصحاب أبي عبد الله جعفر بن محمّد عليه السلام وكان فقيهاً، وروى حديثاً كثيراً وصحب ابا عبد الله عليه السلام وبعده ابا الحسن موسى عليه السلام وكان يكنّى ابا محمّد وابا الحكم، وكان مولى بني شيبان وكان مقيماً بالكوفة وبلغ من مرتبته وعلوّه عند أبي عبد الله جعفر بن محمّد عليه السلام انه دخل عليه بمنى وهو غلام اول ما اختطّ عارضاه وفي مجلسه شيوخ الشيعة كحمران بن اعين وقيس الماصر ويونس بن يعقوب وأبي جعفر الاحول وغيرهم فرفعه على جماعتهم وليس فيهم إلاّ من هو اكبر سنّاً منه.
فلما رأى أبو عبد الله عليه السلام ان ذلك الفعل قد كبر على أصحابه قال: هذا ناصرنا بقلبه ولسانه ويده...". الفصول المختارة من العيون والمحاسن: ص 50 ـ 52.
اما حديث اتهام هشام بن الحكم وغيره من خواص أصحاب الأئمة فامر عادي لا يبعث على العجب، فالمخالفون بدلاً من مقابلة الاستدلال القويم والقوي بمثله، ونتيجةً لعجزهم عن الجواب وعدم ركونهم إلى الحقّ فانهم يلجأون إلى الخدش في هشام بن الحكم وامثاله مريدين اطفاء النور من مشكاتهم حتى يصموا اسماع الناس عن الحقائق ويسقطوا قيمة اولئك العلماء في نفوسهم فيتهمونهم بشتّى التهم كقولهم، هو يقول: "القرآن فقد صعد به إلى السماء" تارةً وأخرى يتهمونه أيضاً بأنه يقول: "انه تعالى جسم" وأكثر تلك الشائعات لا أساس لها من الصحّة وهي في الحقيقة مجرّد اتهامات لا صلة لها بالواقع، وتوسعت رقعة الاتهامات بشكل كبير حتى ان بعض أصحاب الأئمة الطاهرين أيضاً وقعوا تحت تأثير تلك الشائعات واصبحوا في مقام الاستفسار من الأئمة الطاهرين حول وضع أصحاب الأئمة والاشاعات والتهم التي تحاك ضدّهم، والدكتور القفاري هنا ـ كما هو شأنه دائماً ـ لم يأت بجميع الرّوايات المرتبطة بهشام بن الحكم والتي تتحدث عن خلقه العالي واخلاصه للأئمة وتفانيه في الدين وذبّه عن حمى الإسلام مقابل الزنادقة والمبتدعة، نعم ترك الدكتور القفاري كل ذلك واعتمد على روايات أخذ منها مقطعاً وترك أوله وآخره ممّا يوهم ان هشاماً يقول بالتجسيم وأسس على ذلك عنوان مبحث في عقائد الشيعة وطبل وزمّر لها كثيراً لما أسماه (الغلو في الاثبات والتجسيم عند الشيعة) وهو مما يعتبر خيانة عظمى للعلم والمعرفة، وسيأتيك توضيح اكثر لهذه النقطة وسنعرض عليك رواية هشام بكاملها لتتضح لك الخيانة العلمية للقفاري في عدم النقل الصحيح من مصادرنا ومصادرهم والذي اخذ به على نفسه في أول الكتاب. (حيث قال: "الموضوعية الصادقة ان تنقل من كتبهم بأمانة" اصول مذهب الشيعة: ص 15.) ونكتفي هنا بكلام فذّ عن السيد المرتضى رحمه الله.
قال السيد المرتضى علم الهدى (ت 436) في معرض ردّه على اتهامات القاضي عبد الجبار حيث قال:
"وبيّن شيخنا أبو علي... ان هشام بن الحكم قال بالتجسيم وبحدوث العالم...". الشافي: ج 1، ص 82.
|
فقال السيد المرتضى في جوابه:
"ونحن مبيّنون عمّا في كلامه من الخطأ والتحامل. فاما ما رمى به هشام بن الحكم رحمه الله بالتجسيم فالظاهر الحكاية عند القوم بالجسم لا كالاجسام ولا خلاف في ان هذا القول ليس تشبيهاً ولا ناقضاً لاصل ولا معترضاً على فرع وانه غلط في عبارة يرجع في اثباتها ونفيها إلى اللغة. واكثر اصحابنا يقولون: انه أورد ذلك على سبيل المعارضة للمعتزلة، فقال لهم: إذا قلتم ان القديم تعالى شيء لا كالاشياء فقولوا: انه جسم لا كالأجسام. وليس كل من عارض بشيء وسأل عنه يكون معتقداً له متديناً به...". الشافي: ج 1، ص 83 ـ 84.
|
ثمّ بدأ بعرض الاتهامات الموجّهة الى هشام واحداً واحداً، وأجاب عنها جواباً قاطعاً لا يقبل الجدال وان شئت فراجع الشافي في الامامة لتتضح لك الصورة أكثر. وطبيعي أنَّ مثل جواب السيد المرتضى لا يشفي قلب الدكتور القفاري واضرابه وهو "انه أورد ذلك على سبيل المعارضة" لأن ذلك نقله أكثر علماء الإمامية، ولكننا نحيل الدكتور القفاري إلى مصدر معتمد عنده وهو الملل والنحل للشهرستاني حيث يقول:
"وذلك انه [أي هشام بن الحكم] الزم العلاف فقال: انك تقول: الباري تعالى عالم بعلم... فلِمَ لا تقول: انه جسم لا كالاجسام...". الملل والنحل: ج 1، ص 185.
|
ثالثاً: تعبير "سيف علي" ما ربطه بمسألة الإمامة، حتى يعتبره الدكتور القفاري مرتبطاً أشدّ الارتباط بمسألة الامامة والأئمة عند الشيعة"؟ فتعبير "سيف علي" في الرواية على فرض صدورها يمكن أن يكون شرحاً وتفسيراً للآية وبياناً لمنقبة من مناقب الإمام التي لا تحصى، وقد ورد نحوها في تفسير "الدرّ المنثور"، ـ كما تقدّم ـ ويدعم ذلك الشواهد التأريخية(1). علماً ان هذا التعبير لم يستدل به أحد من علماء الإمامية المتقدمين والمتأخرين على مسألة النص على إمامة الإمام علىّ عليه السلام.
رابعاً: أي شخص من الخاصة أو العامة ذكر أن هشام بن الحكم لاجل مسألة الإمامة تمسك بهذا النوع من التعبير؟
____________
1 ـ انظر: السيرة النبوية لابن هشام [فصل] "ذكر من قتل المشركين يوم بدر": ج 1، ص 527 وما بعدها. فقد ذكر ابن هشام انّ نصف القتلى ببدر كان على يد الإمام علي عليه السلام أو مع حمزة عمه.
وأخيراً لا بدّ أن نذكر أنّ "ابن النديم" قال في هشام بن الحكم: من متكلمي الشيعة ممن فتق الكلام في الامامة وهذب المذهب بالنظر"(1).
وقد أورد هذه العبارة أيضاً "العلامة الحلّي" لكنّ الدكتور القفاري لم يورد عبارة "هذب المذهب بالنظر" من عبارة ابن النديم كي تصبح عبارة ابن النديم مطابقة لإرادته. والحال ان مراد "ابن النديم" وكذلك "العلامة الحلّي" هو أن هشام بن الحكم طرح مسألة الإمامة بشكل استدلالي وبرهاني، كما في محاجّته المعروفة مع عمرو بن عبيد، وإلاّ فمسألة الإمامة سابقة على زمان هشام بن الحكم(2).
ولعلّ الدكتور القفاري استوحى هذا الاكتشاف العجيب من "الدكتور الرافعي" ويحتمل أن يكون الرافعي أيضاً قد سلك خطّ غيره فهو حينما يعجز عن إيراد الدليل على قوله يلجأ إلى سلاح العاجز وهو الشتم والاتهام والقول الفاحش.
فان الرافعي يقول:
"أمّا الرافضة ـ أخزاهم الله ـ فكانوا يزعمون ان القرآن بدّل وغيّر وزيد فيه ونقص منه وحرّف عن مواضعه وان الأمّة فعلت ذلك بالسنة أيضاً وكل هذا من مزاعم شيخهم وعالمهم (هشام بن الحكم) لاسباب لا محل لشرحها هنا وتابعوه عليها جهلاً وحماقة"(3).
|
وما عسانا أن نقول في مقام الكلام عن تلك التعابير البعيدة عن التقوى
____________
1 ـ الفهرست: ص 223.
2 ـ ولمعرفة أول من تكلّم في الإمامة في الشيعة، انظر الغدير للشيخ عبد الحسين الاميني رحمه الله: ج 2، ص 191.
3 ـ اعجاز القرآن والبلاغة النبوية: ص 143 ط.التاسعة 1393.
"كلّ كلمة من تعابيره هذه كذب فظيع وفرية شنيعة وإن شئت فقل كلّها سباب وشتائم لاذعة لا تليق بقلم كاتب أديب له شأن في امته وبلاده اللّهم إلاّ إذا استحوذ عليه الشيطان فأنساه ذكر الله والعياذ بالله ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلّي العظيم والعاقبة للمتقين"(1).
|
وبعد أن أتمّ الدكتور القفاري قوله في هشام انتقل الدور إلى "مؤمن الطاق" فَلْنَرَ ماذا كتب الدكتور القفاري عنه بعد التتبع والبحث. يقول:
"فتشير القرائن ـ كما ترى ـ إلى هشام وشيعته فهذا يدل على أقل الإفتراضات ان هذه "الفرية" وجدت في عصر هشام وممّا يدل على وجود هذه الدعوى في تلك الفترة ما ذكره ابن حزم عن الجاحظ قال: أخبرني أبو اسحاق النظّام وبشر بن خالد أنهما قالا لمحمد بن جعفر الرافضي المعروف بشيطان الطاق: "ويحك أما استحيت من الله أن تقول في كتابك في الإمامة ان الله تعالى لم يقل قط في القرآن: (ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إنّ الله معنا) قالا: فضحك والله شيطان الطاق طويلاً حتى كأنا نحن الذي [كذا في المصدر والصواب الذين] أذنبنا"... وشيطان الطاق هو محمّد بن علىّ ابن النعمان أبو جعفر الأحول (ت 160 هـ)... فقد يكون أحد الشركاء في هذه "الجريمة" مع هشام بن الحكم فهو شريك في التأليف حول مسألة الإمامة والتي هي السبب والأصل للقول بهذا الافتراء..."(2).
|
____________
1 ـ صيانة القرآن عن التّحريف: ص 92.
2 ـ اصول مذهب الشيعة: ج 1، ص 207.
وبناءً على ذلك فكيف يمكن لـ "مؤمن الطاق" الذي هو في معرض الاتهام ـ وحتى سمّوه بشيطان الطاق ـ أن يورد أمراً كهذا في كتابه "الإمامة" ولم يطلع عليه أحد؟؟! والحال أنـّه لو فرضنا أنـّه كتب واقعاً في موضوع تحريف القرآن بالزيادة لذاع خبره وانتشر صيته وعرفه القاصي والداني لكثرة أعدائه والمخالفين له الذين يترصّدون منه أقل خطأ للايقاع به فكيف بمثل هذه المسألة الخطيرة؟ ولم يكن الراوي الوحيد لهذه المسألة هو الجاحظ الذي يعتبر متهماً في الرواية وغير موثوق به عند أهل السنة حتى قال ابن قتيبة عنه:
"إنّه [أي الجاحظ] من أكذب الأمة وأوضعهم للحديث..."(4).
|
وهذا معلوم لمن له أدنى تأمل.
____________
1 ـ انظر ترجمته في: معجم رجال الحديث: ج 17، ص 32، الرقم 11360، قال السيد الخوئي بعد ذكر ما روي فيه من المدح والذم: "الرّوايات المادحة على انها متضافرة، فيها ما هو صحيح السند فلا ينبغي الشك في عظمة الرجل وجلالته وقد عرفت من شيخ الطائفة توثيقه صريحاً والروايتان اللتان عدّهما الكشي من الذامة فلا تعارضان ما تقدم من روايات المدح لضعف الاسناد وعدم تمامية الدلالة على الذم." 2 ـ اصول مذهب الشيعة: ص 208.
3 ـ مقالات الاسلاميين: ج 1، ص 119 ـ 120.
4 ـ تأويل مختلف الحديث: ص 58.
والحاصل بداية هذا الافتراء كما تقول مصادر أهل السنة لا يكون إلاّ رجل من علماء أهل السنة وهو "ابن شنبوذ شيخ الاقراء ببغداد".
شيوع هذه المقالة عندهم كما تقول كتب أهل السنة
تحت هذا العنوان جمع الدكتور القفاري وحشّد كثيراً من الأقوال التي يندرج بعضها تحت الاتهام المحض الخالي عن الدليل أو أنهم اعتمدوا في أقوالهم تلك على مصادر لا وزن لها في نظر الشيعة حتى يعتمدوا عليها، أو أنهم اعتمدوا على روايات من دون أن ينظروا في أجوبة العلماء عنها، وإليك بعضاً من تلك الأقوال:
1 ـ ادعاء ابن حزم الاندلسي (ت 456) ونقده:
لقد نسب ابن حزم القول بالتحريف إلى الإمامية قاطبة من دون الاتيان بدليل على كلامه إلاّ أنـّه استثنى من الإمامية ثلاثة أشخاص من القول بالتحريف، وتعرف سوء فهمه من عبارته نفسها بقوله:
"من قول الإمامية كلّها قديماً وحديثاً أن القرآن مبدّل زيد فيه ما ليس منه ونقص منه كثير وبدّل منه كثير حاشا علي بن الحسن بن موسى... وكذلك صاحباه"(1).
|
ولذلك ـ وكما أشرنا سابقاً ـ فإنَّ من المقطوع به أنّ الإمامية من الذين كانوا قبل زمان ابن حزم، والذين عاصروه والذين جاءوا بعده لم يذكروا رواية واحدة تقول بالتحريف بالزيادة في القرآن الكريم، وأيضاً لم يقل أحد من علماء الإمامية بـ "أن القرآن زيد فيه ما ليس منه" وهذا القول مجمع على بطلانه إطلاقاً كما يقول الطبرسي (ت 548) في "مجمع البيان"(2) و"الأشعري" من علماء السنة في "مقالات الاسلاميين"(3) بل حتى المحدّث النوري صاحب "فصل الخطاب" الذي جمع من الرّوايات كل ما يتعلق بهذا الموضوع، صحيحها وسقيمها، ومع هذا قال في
____________
1 ـ الفصل: ج 5، ص 40.
2 ـ مجمع البيان: ج 1، ص 8.
3 ـ مقالات الاسلاميين: ج 1، ص 119 ـ 120.
"... التّحريف بمعنى زيادة السورة، ولا ريب في امتناعها... وتبديل السورة كالاوّل... وزيادة الآية وتبديلها منتفيان بالاجماع وليس في أخبار التغيير ما يدل على وقوعهما بل فيها ما ينفيهما..."(1).
|
نعم اتّهم الأشعري (ت 330 هـ) طائفة من الإمامية بأنها قالت قد نقص منه فقط، وجاء ابن حزم بعده (ت 456 هـ) وقال زوراً وبهتاناً: كلّ الإمامية قالوا بأن القرآن مبدّل زيد فيه ما ليس منه ونقص منه كثير وبدّل منه كثير إلاّ ثلاثاً" يعني على قول ابن حزم في هذه الفترة (بين وفاة الأشعري وابن حزم) أي في قرن وربع قرن; كان الإمامية كلّهم يعتقدون بالتحريف بالزيادة والنقيصة والتبديل لكنّ أساطين الإمامية في هذه الفترة معروفون، وكتبهم موجودة، كالشيخ الصدوق (ت 381) والشيخ المفيد413) والشريف المرتضى (ت 436) وشيخ الطائفة الطوسي (ت 460) وغيرهم وقد ذكرنا آراءهم في المقام الأوّل وسنذكر شيئاً من التفصيل عند بيان آرائهم في نقد دعاوى الدكتور القفاري.
نعم هذا ابن حزم الظاهري مع رأيه هذه: "القول بأنّ بين اللوحين تبديلا كفر صحيح وتكذيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم"(2) قَبِل القول بالنقيصة والتبديل في القرآن واعترف به صريحاً ـ من حيث علم أو لا يعلم ـ فيما رواه بإسناده عن أُبي بن كعب حيث قال:
"كم تعدون سورة الأحزاب؟ قيل له: ثلاثاً أو أربعاً وسبعين آية، قال: إن كانت لتقارن سورة البقرة أو لهي أطول منها، وإن كان فيها لآية الرجم وهي: "إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالاً |
____________
1 ـ فصل الخطاب: ص 33.
2 ـ الفصل: ج 5، ص 40.
من الله والله عزيز حكيم".
|
قال ابن حزم:
"هذا إسناد صحيح كالشمس لا مغمز فيه." |
ثمّ قال:
"ولكنها مما نسخ لفظها وبقي حكمها(1)"؟!!
|
وهذا تعليل عليل كما اعترف به جماعة من أهل السنة أنفسهم كما رأيتم في المقام الأوّل.
وأشنع من هذا قوله في الآية المزعومة في عدد الرضعات المحرمة التي نقلتها عايشة، قال ابن حزم بعد ذكرها:
"هذان خبران في غاية الصحة وجلالة الرواة وثقتهم ولا يسع الخروج عنهما... ثم اعترض على نفسه وقال: قول الراوي: "فمات عليه الصلاة والسلام وهو مما يقرأ من القرآن"; قول منكر وجرم في القرآن ولا يحل أن يجوز أحد سقوط شيء من القرآن بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فاعتذر بأنه مما يقرأ من القرآن الذي بطل أن يكتب في المصاحف وبقي حكمه كآية الرجم سواء بسواء"(2).
|
ولعمري إنَّ هذا لقولٌ عجيب يناقض بعضه بعضاً: إذ لو كان القرآن الذي بطل أن يكتب في المصاحف قرآناً منزلاً من الله فلماذا بطل أن يكتب؟ وإن لم يكن قرآناً أو قرآناً منزلاً لكن مع هذا بطل ونسخ فلماذا قرأته عائشة وقالت: "توفي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهي مما يقرأ من القرآن" وعملت بمضمونها إلى آخر
____________
1 ـ المحلى: ج 11، ص 23.
2 ـ نفس المصدر: ج 10، ص 14 ـ 16.
2 ـ ادعاء ميرزا مخدوم الشيرازي ونقده:
و"ميرزا مخدوم الشيرازي" (من القرن العاشر) الذي ادّعى ـ على ما نقل الدكتور القفاري ـ إنه قد عاش بين الشيعة وقرأ كثيراً من كتبهم ولم يطلع أحد على تفصيل كتبهم وأقوالهم وشروح عاداتهم وأعمالهم كما اطلع عليه، قال فيما قال: "إنّهم ذكروا في كتب حديثهم وكلامهم أنّ عثمان نقص من آيات القرآن" ويشير إلى أمثلة ممّا قال الشيعة ـ بزعمه ـ إنّه كان في سورة (ألم نشرح) بعد قوله سبحانه (ورفعنا لك ذكرك) "وعليّاً صهرك". والطريف هذه الرواية أوردها أسعد بن إبراهيم بن الحسن الإربلي من مشاهير الحنابلة كما سترون ترجمته ولا توجد في كتب الشيعة الروائية والكلامية بل هي من متفردات كتاب "مشارق الأنوار"(3)الذي لا اعتبار له عند الإمامية كما قاله "المجلسي" في مقدمة بحار الأنوار:
"كتاب مشارق الأنوار وكتاب الألفين للحافظ رجب البرسي ولا اعتمد على ما يتفرد بنقله لاشتمال كتابيه على ما يوهم الخبط والخلط والارتفاع وإنّما أخرجنا منهما ما يوافق الأخبار المأخوذة من الاصول المعتبرة"(4).
|
وقال السيد محسن الأمين العاملي في شأن الحافظ رجب البرسي:
____________
1 ـ انظر: الموطأ: ج 2، كتاب الرضاع باب "ما جاء في الرضاعة بعد الكبر"، ص 605 وصحيح مسلم كتاب الرضاع باب رضاعة الكبير: ح 26 و27 و28 و29 و30 و31.
2 ـ تهذيب الكمال: ج 35، ص 236.
3 ـ عن البرهان: ج 4، ص 475. ولعلّ صاحب كتاب مشارق الأنوار أخذ تلك الرواية من كتاب أسعد بن إبراهيم الحنبلي.
4 ـ بحار الأنوار: ج 1، ص 10.
"في مؤلفاته خبط وخلط وشيء من المغالاة لا موجب له ولا داعي إليه"(1).
|
ومثله في "روضات الجنات" للخوانساري(2) وغيرهم.
نعم ـ وكما قلنا ـ قد ذكر تلك الرواية أسعد بن إبراهيم بن الحسن الإربلي من علماء أهل السنة في أربعينه بإسناده عن المقداد بن الاسود الكندي وسيأتي إن شاء الله تمام الكلام في مبحث "الصلة العقدية بين القدامى والمعاصرين".
هذا وما زعم ميرزا مخدوم من أنّ عثمان نقص من آيات القرآن، يوجد في مصادر أهل السنة برواية عائشة أمّ المؤمنين صريحاً كما سبق.
3 ـ ادعاء صاحب كتاب "تكفير الشيعة" ونقده:
الذي ألفّه سنة (990 هـ) يذكر ما صنعه شيعة زمانه من إحراق المصاحف واهانتها واختراعهم مصحفاً محدثاً على ما نقله الدكتور القفاري(3).
سبحانك اللّهم، ما هذا إلاّ بهتان عظيم، ولماذا لم ير أحد من الشيعة وغير الشيعة هذا المصحف لا قديماً ولا حديثاً ولا خبر لهذا المصحف في كتب السير والتاريخ التي دوّنت في ذاك العصر وما بعده. والعجيب من هذا المصحف المخترع المزعوم والذي كان عند صاحب "تكفير الشيعة" معلناً ومتداولاً ولكنه قد خفي بمرور الزمان وصار المصحف السرّيّ إلى زماننا هذا إلى أن قام الدكتور القفاري بالبحث فيه وسبر أغواره تحت عنوان: "هل لدى الشيعة مصحف سري يتداولونه؟" وسيأتي
____________
1 ـ أعيان الشيعة: ج 6، ص 466.
2 ـ روضات الجنات: ج 3، ص 329.
3 ـ اصول مذهب الشيعة: ص 210.
وهذه الأباطيل والتهم لا تستبعد من ذاك الرجل الذي عقد فصلاً في كتابه ـ على ما نقل الدكتور القفاري ـ بعنوان "فصل في أحوال طهماسب الزنيم وزندقته وبيان كفره والحاده" فقد اتهم الناس بالزنيم والزندقة و... اصول مذهب الشيعة: ص 210.