منهن إلى اجل مسمى فآتوهن أجورهن فريضة من الله(1). والمعروف أن إلى أجل مسمّى ليس من القرآن وكذلك من الله بعد فريضة. وثانيها ما أوردها في كتابه (الخصال): حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي المعروف بالجعابي قال: حدثنا عبدالله بن بشير قال: حدثنا أبو بكر ابن عياش، عن الأجلح عن أبي الزبير عن جابر قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: يجيء يوم القيامة ثلاثة يشكون إلى الله عز وجل: المصحف والمسجد والعترة. يقول المصحف يا ربّ حرفوني ومزقوني، ويقول المسجد: يا ربّ عطلوني وضيعوني، وتقول العترة: يارب قتلونا وطردونا وشردونا، فأجثوا للركبتين للخصومة، فيقول الله جل جلاله لي: أنا أولى بذلك(2). وثالثهما ورابعهما وخامسهما ما أوردها في كتابه (معاني الأخبار): حدثنا علي بن عبد الله الوراق وعلي بن محمد بن الحسن المعروف بابن مقبرة القزويني قالا: حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري قال: حدثنا أحمد بن أبي الصباح قال: حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبي يونس قال: كتبت لعائشة مصحفاً فقالت: إذا مررت بآية الصلاة فلا تكتبها حتى أمليها عليك، فلمّا مررت بها ملتها علىّ: حافظوا على الصلوات |
____________
1 ـ الأنوار النعمانية لنعمة الله الجزائري: ج 2، ص 357، ط جديدة.
2 ـ كتاب الخصال: ص 174، 175 باب الثلاثة.
والصلاة الوسطى وصلاة العصر. وحدثنا علي بن عبد الله الوراق وعلي بن محمد بن الحسن القزويني قالا: حدثنا سعد بن عبد الله [قال: حدثنا أحمد] بن أبي خلف الأشعري قال حدثنا سعد بن داود عن أبي دهر عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن عمرو بن نافع، قال: كنت أكتب مصحفاً لحفصة زوجة النبي [صلّى الله عليه وآله وسلم] فقالت: إذا بلغت هذه الآية فاكتب (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر). وحدثنا علي بن عبد الله الوراق، وعلي بن محمد بن الحسن القزويني قالا حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف قال حدثنا أحمد بن أبي خلف الأشعري قال حدثنا سعد بن أبي داود عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن القعقاع بن حكيم عن أبي يونس مولى عائشة زوجة النبي [صلّى الله عليه وآله وسلّم] قال: أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفاً وقالت: إذا بلغت هذه الآية فاكتب (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين) ثم قالت عائشة: سمعتها والله من رسول الله صلّى الله عليه وآله"(1).
|
ثم قال بعد ذكر هذه الأخبار الثلاثة:
قال مصنف هذا الكتاب: فهذه الأخبار حجة لنا على المخالفين والصلاة الوسطى صلاة الظهر. والرواية السادسة ما أوردها النوري في (فصل الخطاب) نقلاً عن (الأمالي) و(العيون) لابن بابويه: عن الرضا عليه السلام أنّ في قراءة أبي بن كعب: وأنذر عشيرتك |
____________
1 ـ معاني الأخبار لابن بابويه القمي: ص 313، ط مكتبة الفريد.
الأقربين ورهطك منهم المخلصين. والرواية السابعة هي التي ذكرها النوري في (فصل الخطاب) أيضاً نقلاً عن (الأمالي) لابن بابويه القمي: عن ابن أبي عمير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لمّا أمر الله نبيّه أن ينصب أمير المؤمنين [عليه السلام] للناس في قوله تعالى: (يا أيّها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك) في علي. والرواية الثامنة ما أوردها الطبرسي عنه في صدد الردّ عليه بعد الاستدلال بقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنّه جمع القرآن: فلمّا جاء به فقال: هذا كتاب ربّكم كما أنزل على نبيّكم لم يزد فيه حرف ولم ينقص منه حرف، فقالوا: لا حاجة لنا فيه، عندنا مثل الذي عندك فانصرف وهو يقول: فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلاً فبئس ما يشترون. والرواية التاسعة أن أبا الحسن موسى عليه السلام الإمام السابع عند القوم قال: ولا تتلمس من دين من ليس من شيعتك، ولا تحبن دينهم، فإنّهم الخائنون الذين خانوا الله ورسوله، وخانوا أماناتهم وتدري ما خانوا أماناتهم؟ ائتمنوا على كتاب الله فحرفوه وبدلوه(1).
|
ثم قال إحسان ظهير:
"وهذه ومثلها فإنّها لكثيرة، وإنّها تدلّ دلالة صريحة على أنّ القوم لم |
____________
1 ـ عن فصل الخطاب: ص 244.
يلتجئوا إلى القول بعدم التحريف إلاّ تقية"(1).
|
ولو تمعنتم في هذه الروايات لوجدتم أنّها ذكرت بالنص في كتب أهل السنة ـ التي أضع مصادرها أمامي ـ وقد ذكرت مراراً بأنّ هذه الروايات لا تدل على تحريف القرآن ومن يظن بأنّها تدل على التحريف فهو يتمسك بظواهر الروايات بلا تأمّل، من أمثال إحسان إلهي ظهير الذي يتهم الشيعة بالنفاق وبتحريف القرآن حقداً وعصبية في حين نسى أو تناسى بأنّ هذه الروايات قد وردت في الصحيحين ومصادر أخرى فتطلعوها.
الحديث الأوّل: ففي فضائل ابن سلام(2) والمصاحف لابن أبي داود(3) ونكت الانتصار للباقلاني(4) وجامع الأحكام للقرطبي(5) عن ابن عباس وجامع البيان للطبري بأسانيد متعددة عن ابن عباس وقراءة أبي بن كعب ومصحفه والسدّي وغيرهم واللفظ للطبري قال بسنده عن أبي نضرة:
"قرأت هذه الآية على ابن عباس فما استمتعتم به منهن.... قال ابن عباس: إلى أجل مسمّى قال، قلت: ما أقرؤها كذلك قال: والله لأنزلها الله كذلك"(6).
|
الحديث الثاني: لقد ذكر الصدوق الحديث "...يقول المصحف يا ربّ حرقوني ومزقوني" في حين لم يراع إحسان إلهي ظهير الأمانة في نقل الحديث عن الصدوق فغيّر كلمة "حرقوني" إلى "حرفوني" أي بتغيير القاف ألفاً وقد جاء الحديث في
____________
1 ـ الشيعة والقرآن: ص 68 ـ 71.
2 ـ فضائل ابن سلاّم: ص 297.
3 ـ المصاحف: ص 53 و77 و88.
4 ـ نكت الانتصار: ص 101.
5 ـ جامع الأحكام: ج 5، ص 130.
6 ـ جامع البيان (تفسير الطبري): ج 4، ص 13.
"يجيء يوم القيامة المصحف والمسجد والعترة فيقول المصحف: يارب حرّقوني ومزقوني ويقول المسجد يارب خربوني وعطلوني وضيعوني وتقول العترة: يارب طردونا وقتلونا وشردونا وأجثوا بركبتي للخصومة فيقول الله: ذلك إلىّ وأنا أولى بذلك"(1).
|
الحديث الثالث والرابع والخامس: تلك الأحاديث أيضاً وردت بعينها في كثير من كتب أهل السنة كصحيح مسلم(2)، وموطأ مالك(3)، وسنن أبي داود(4)، وسنن الترمذي(5)، وسنن النسائي(6)، ومسند أحمد(7) وغيرها.
الحديث السادس: ورد هذا الحديث أيضاً في كتب أهل السنة، أخرج ابن جرير عن عمرو بن مرة أنه كان يقرأ (وأنذر عشيرتك الأقربين) ـ ورهطك منهم المخلصين ـ، وفي الدر المنثور قال:
"أخرج سعيد ابن منصور والبخاري وابن مردويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: لمّا نزلت ـ وأنذر عشيرتك |
____________
1 ـ انظر جمع الجوامع: ج 3، ص 993 وكنز العمال: ج 11، ص 1193، الرقم 31190.
2 ـ صحيح مسلم، كتاب المساجد، باب الدليل لمن قال: الصلاة الوسطى هي صلاة العصر: ج 1، ص 437 ـ 438.
3 ـ موطأ مالك، كتاب الصلاة باب صلاة الوسطى: ج 1، ص 157 ـ 158.
4 ـ سنن أبي داود: كتاب الصلاة باب وقت صلاة العصر: ج 1، ص 112.
5 ـ سنن الترمذي: كتاب التفسير، تفسير سورة البقرة، ج 1، ص 105.
6 ـ سنن النسائي: كتاب الصلاة باب المحافظة على صلاة العصر: ج 1، ص 382.
7 ـ مسند احمد: ج6 ص 72 و878.
الأقربين ـ ورهطك منهم المخلصين خرج النبي صلّى الله عليه وسلم حتى صعد على الصفا فنادى...."(1).
|
الحديث السابع: وهو الحديث الذي أخرجه السيوطي عن ابن مردويه عن ابن مسعود قال: كنّا نقرأ على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (يا أيّها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربّك ـ أنّ علياً مولى المؤمنين ـ فإن لم تفعل فما بلّغت رسالته)..."(2).
الرواية الثامنة: هي الرواية التي وردت في شأن مصحف الإمام علي عليه السلام، وقد أوردها كثير من علماء السنة كما رأيتم في مبحث "مصحف الإمام علي" لعبد الكريم الشهرستاني صاحب الملل والنحل قال: "ويروى أنّه [أي الإمام علي] لمّا فرغ من جمعه أخرجه وغلامه قنبر إلى الناس وهم في المسجد... وقال لهم:
هذا كتاب الله كما أنزله على محمّد صلّى الله عليه وسلّم جمعته بين اللوحين فقالوا: ارفع مصحفك لا حاجة بنا إليه، فقال: والله لا ترونه بعد هذا أبداً إنّما كان علىّ أن أخبركم حين جمعته فرجع إلى بيته قائلاً: يا رب إنّ قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً وتركهم على ما هم عليه...(3).
|
الرواية التاسعة: حيث قمنا بتحقيقها وفهم مغزاها ولا صلة لها بمسألة التحريف اللفظي في القرآن بل هي في التحريف المعنوي المساوق للتفسير بالرأي كما فصّلنا القول فيها في بحث "دراسة أحاديث التحريف في كتب الشيعة" ويوجد مثلها في كتب أهل السنة، فعن أبي إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي (ت 481 هـ.) بسنده عن سلمة بن كهيل قال: قيل لحذيفة حدثنا يا أبا عبد الله قال:
____________
1 ـ الدرّ المنثور: ج 6، ص 326.
2 ـ نفس المصدر: ج 3، ص 117 وهي الآية 67 من سورة المائدة.
3 ـ مفاتيح الأسرار ومصابيح الأنوار: ج 1، ص 121.
"لو حدثتكم أنّكم تحرفون كتاب ربّكم صدقتموني أنّ ذلكم كذلكم"(1).
|
ولهذا فإنّ على إحسان إلهي ظهير ـ الذي يتحدّى مناوئيه دوماً ـ وبناءً على منهجه لو أراد أن ينظر بعين واحدة وميزان واحد أن يعتبر علماء السنة منافقين من أمثال ابن سلاّم وبن أبي داود والباقلاني والقرطبي وأحمد بن حنبل وسعيد بن منصور والطبراني ومالك بن أنس ومسلم بن الحجاج والترمذي والنسائي ومحمد ابن اسماعيل البخاري وابن جرير وابن أبي حاتم وعبد الكريم الشهرستاني، بل سيدخل الصحابي ابن مسعود وأُبىّ بن كعب وعمرو بن مرة وغيرهم، ولو إنّهم صرّحوا في مكان آخر بعدم التحريف فإنّ كلامهم ينبغي أن يكون على أساس متبنياته تقية؟!
سادساً: إنّ الكلام الذي نقله إحسان إلهي ظهير عن الشيخ الطوسي حيث يقول:
"فليس بمختلف عن ابن بابويه القمي وهو قد ملأ كتابه بمثل هذه الروايات التي نقلناها عن متبوعه وكذلك السيد المرتضى والطبرسي لا يستند إلى دليل كي يحتاج إلى مناقشته".
|
وهنا نسأل إحسان إلهي ظهير عن الروايات التي وردت في كتب الشيخ الطوسي والشيخ الطبرسي والسيد المرتضى، ونقول إنّك تزعم أنّها قد ملأت كتبهم فلماذا لا تذكر نماذج منها؟ ولو على سبيل المثال، وقد ادّعى الدكتور القفاري ما ادّعاه صاحبه فأورد بعض الروايات التي جاءت في كتب تفسير التبيان للشيخ الطوسي ومجمع البيان للطبرسي، كما تقدّم ذلك في بحثنا "هل إنكار المنكرين لهذا
____________
1 ـ ذم الكلام وأهله: ج 2، ص 23، الرقم 183 وانظر ترجمة أبي إسماعيل الهروي في تذكرة الحفاظ: ج 3، ص 67 وسير النبلاء: ج 18، ص 352 ـ 353 ودمية القصر: ج 2، ص 888.
سابعاً: إنّ مقدمة تفسير البرهان ليست للسيّد هاشم البحراني بل هي لأبي الحسن الفتوني النابطي العاملي (ت 1138) ولا يخلو ردّه على هؤلاء الأعلام الأربعة من الوهن، كما لا يعتد برأيه لأنّه من الأخباريين الذين تمسّكوا بظواهر الأحاديث دون تريّث ودراية فيها. وقد ذكرنا قبل هذا وفي مبحث "هل إنكار المنكرين لهذا الكفر من الشيعة من قبيل التقية" نصّ عبارة السيّد نعمة الله الجزائري والمحدث النوري وهما من الأخباريين وبيّنا المبنى الصحيح وقلنا بأنّ أدلّة هؤلاء لو كانت صحيحة ومقبولة فإنّ هذه الأدلّة ترد على أهل السنة أيضاً.
ثامناً: إنّ رد أحد علماء الشيعة في الهند وهو مؤلف كتاب عماد الإسلام على السيد المرتضى لا يخدش برأيه بل لو كان رد إحسان ظهير مقبولاً فلا بد أن يقبل بإنّ جُلّ علماء السنة قالوا بالتحريف لأنّه (أي مؤلف كتاب عماد الإسلام) ذكر ـ كما أورده إحسان ظهير ـ ما يلي:
"أقول: ولينقدح من ههنا إنّ مآل قول السيد المرتضى بعدم تطرق التغيّر والتحريف في القرآن هو ما يكون بحسب الآية أو الآيتين لا ما يشتمل التغيير بحسب مفردات الألفاظ أيضاً وإلاّ فكلامه صريح ههنا في أنّ القرآن كان في زمان رسول الله[صلّى الله عليه وآله وسلم ]مختلفة النسخ بحسب اختلاف القراءات"(1).
|
ويرى هذا العالم الشيعي الذي يقيم في الهند بأنّ كلام السيد المرتضى صريح في أنّ نسخ القرآن في زمن رسول الله صلّى الله عليه و آله وسلم تتفاوت بحسب اختلاف
____________
1 ـ الشيعة والقرآن: ص 85 ـ 86.
وأمّا ما نقله إحسان ظهير عن العالم الشيعي المذكور وهو السيد محمد دلدار فهو لا ينفعه أيضاً.
تاسعاً: اتضح من مناقشتنا أنّ ما ذكره إحسان إلهي ظهير حين قال:
"إنّ القوم [أي الشيعة] كانوا يعتقدون التحريف في الصدر الأوّل بما فيه الزيادة والنقصان".
|
انّما هو مجرّد اتهام قبيح لا يستند إلى دليل، أضف إلى ذلك بأنّ البحث إنّما هو في مجال التحريف بالنقيصة فقط، ولا توجد مناقشة في كون التحريف بالزيادة باطل بالاجماع، ولم يحتمله أىُّ الفريقين، ونفس هذا الإدّعاء كاف لإظهار كذب إحسان ظهير ومن حذا حذوه.
الباب الثالث: عقيدة الشيعة في الدور الثالث من القرآن
إنّ البحوث والمناقشات التي مرّت في المقدمة وفي الباب الأوّل والثاني كافية لإظهار حقيقة إحسان إلهي ظهير، ولا حاجة لنا بالبحوث المطوّلة الأخرى على ما أظن، لأنّه كأنّما أخذ على عاتقه أن يخلط الغث والسمين وأن يتشبّث بكل حشيش وأن يغير ويقطع كلمات الآخرين، وشأنه في هذا الباب كما عهدناه في بقية الأبواب، وقد استعان بأمور متعددة منها ما لا سند له، وآخر نقل من دون أمانة، أو قرأ من دون تريث، والأهم من ذلك عدم اهتمامه واكتراثه بالمصادر السنيّة التي يكثر فيها مثل هذه الروايات والتصورات، وعلى كل حال فلم ندع بحثاً في هذا الباب إلاّ وتطرقنا له بإيجاز ولذلك نكتفي بذكر مصادر البحث فقط.
أولاً: لقد أوضحنا وشرحنا في مبحث "حجم أخبار هذه الأسطورة في كتب الشيعة" عند نقد آراء الدكتور القفاري، المراد ممّا ذكره المحدّث الجزائري(1) بالنسبة لكميّة هذه الأخبار، والمحدث النوري(2). بالنسبة لمصادرها والعلاّمة المجلسي الذي يقول: "إنّ الأخبار في هذا الباب متواترة معنى"(3).
ثانياً: إنّ ما زعمه إحسان إلهي ظهير من أنّ الكتب الكلامية للشيعة مثل استقصاء الأفهام.. وكتاب مصباح الظلام وكتاب الإنصاف وغيرهن "مليئة من هذه الروايات من أئمتهم المعصومين"(4) كذبٌ محض. لأنّه ذكر هذه المزاعم في حين لم يورد رواية واحدة تدل على التحريف من هذه الكتب.
ثالثاً: لم يراع إحسان إلهي ظهير الأمانة في نقل عبارة كاشف الغطاء الذي يقول:
____________
1 ـ الشيعة والقرآن: ص 92.
2 ـ نفس المصدر: ص 92.
3 ـ نفس المصدر: ص 92 ـ 93.
4 ـ نفس المصدر: ص 93.
"... عدم الاعتقاد بالإمامة يخرج عن كونه مؤمناً [بالمعنى الأخص كما صرّح به كاشف الغطاء] فكتب محرفاً "... يخرج عن كونه مسلماً"(1) ثم بدأ يقارنها مع عبارة الشيخ المفيد للوصول إلى النتيجة التالية: "وبهذا يثبت قولنا إنّ هذه الكتب ألّفت تقيّة للمداراة والمماشاة ولخداع المسلمين عامّة وأهل السنة خاصّة"(2).
|
رابعاً: إنّ ما أورده عن المفسّر البحراني في مقدمة تفسير البرهان وقال بأنّه مفسرٌ شيعي يعتبر خطأً وزلّة لأنّ مقدمة تفسير البرهان إنّما هي للفتوني العاملي وليس للبحراني أضف لذلك أنّ الشواهد التي ذكرها لإثبات ما يروم إليه(3) في هذه المقدمة "كخبر مصحف الإمام علي عليه السلام والروايات في كميّة آيات سورة الأحزاب والحديث الشريف عن آية (فيومئذ لا يسأل عن ذنبهِ إنس ولا جان)و"روايات الفساطيط" وخبر "مصحف الإمام علي" "ودعاء صنمي قريش" و"حديث اقتفاء هذه الأمّة سنن من كان قبلكم من الأمم حذو النعل بالنعل"، كلّ هذه الأمور قد تحدثنا عنها بالتفصيل ولاحظتم أنّ خبر مصحف الإمام علي وعدد آيات سورة الاحزاب وحديث اقتفاء هذه الأمّة و... قد وردت في كتب أهل السنة بكثرة ولا توجد هناك علاقة بين تحريف القرآن وهذه الروايات أبداً.
خامساً: إنّ ما يورده من المجلّد الأوّل من تفسير البرهان تحت عنوان "باب في أنّ القرآن لم يجمعه كما أنزل إلاّ الائمة عليهم السلام"(4) ثمّ يعلّق عليه بـ "أورد ـ أي البحراني ـ فيه روايات كثيرة ذكرنا بعضاً منها مقدماً" هو ادعاء باطل لم يذكر
____________
1 ـ الشيعة والقرآن: ص 95.
2 ـ نفس المصدر: ص 96.
3 ـ الشيعة والقرآن: ص 97 ـ 103.
4 ـ نفس المصدر: ص 103.
سادساً: لم يراع إحسان إلهي الأمانة في نقل كلام الفيض الكاشاني فلم ينقله بشكل كامل ليبقى مراده الحقيقي خفيّاً.
وقد أوردنا كلام الفيض الكاشاني بشكل كامل في بحث "الحكم الصفوي وفرية التحريف".
سابعاً: إن كلام المجلسي في كتاب حياة القلوب الذي أورده إحسان إلهي ظهير ويقول فيه: "في الصدر الأوّل تجاوزوا إلى خليفة الله أي الكتاب الذي أنزله فحرفوه..."(1) والتحريف هنا بمعنى تحريف معاني آيات الله وحملها على غير ما أراد الله. وهذا النوع من التحريف موجود منذ صدر الإسلام وإلى الآن وسيظل بعد هذا أيضاً ويدل على هذا روايات كثيرة وردت عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم كروايات "الحوض" والتي نقلناها مفصلاً عن الصحيحين وكتب السنن من أهل السنة.
ثامناً: إنّ ما زعمه إحسان إلهي ظهير من القول: "ولقد نقل هذا المجلسي أيضاً في كتابه ـ أي تذكرة الائمة ـ عن تفسير كازر سورة الولاية..." شطحة أخرى لأنّ كتاب تذكرة الائمة ليس من تفسير المجلسي بل هو لمحمد باقر بن محمد تقي اللاهيجي وهو من المتصوّفين وليس لهذه السورة أثر في تفسير كازر ولا في أي تفسير آخر. وكنّا قد تحدثنا بإسهاب حول مستندات وأدلّة هذا الأمر في مبحث "هل لدى الشيعة مصحف سري يتداولونه؟" فيمكن مراجعة البحث المذكور.
تاسعاً: حينما عجز إحسان ظهير عن إثبات ادعائه استعان جهلاً ببعض زعماء طوائف الصوفية والشيخية من أمثال زين العابدين الكرماني وحسام الدين
____________
1 ـ الشيعة والقرآن: ص 104.
عاشراً: لم يذكر علي بن التقي الرضوي أىّ كلام في هذا الخصوص بل اكتفى بنقل الآراء وقال: "قد اختلف في وقوع التحريف والنقصان في القرآن" ثم أورد مايلي:
"وقال السيد المرتضى والشيخ الصدوق والمحقق الطبرسي (صاحب مجمع البيان) وجمهور المجتهدين بعدم وقوعه"(2).
|
فإن كان كلام علي بن النقي حجة على إحسان إلهي ظهير، فليلاحظ ولينصف لأنّه يقول: "لقد حكم جمهور المجتهدين بعدم وقوع التحريف في القرآن" على أنّ مثل هذا الإقرار منه سينسف الأسس التي بناها في نقد الكتاب.
وأمّا ما ذكره علي بن النقي الرضوي في (منبع الحياة) فهو نقل لكلام المحدث الجزائري فقط، لأنّه لم يذكر وجهة نظره حين بحث في ذلك.
وأمّا عبارة السيد محمد الكهنوي التي نقلها إحسان ظهير في خصوص الرواية التي تتحدث عن "مصحف الإمام علي" وبحثناها مراراً وتكراراً وذكرنا بأنّها لا تعني التحريف في القرآن أبداً.
الحادي عشر: هناك مزاعم أخرى يذكرها إحسان إلهي ظهير ولكنها بحاجة إلى إثباتات من خلال الأدلّة وذلك حين يقول: "ومثل ذلك قال أئمة الشيعة الآخرون" والملاحظ أنّ إحسان إلهي ظهير لا يذكر عنوان الصفحات التي يقول فيها السيد حامد حسين وآخرين بأنّ القرآن قد حرّف.
وفي نهاية هذا الباب يطلق إحسان إلهي ظهير العبارة التالية زوراً وبهتاناً وذلك
____________
1 ـ الشيعة والقرآن: ص 105 ـ 106.
2 ـ نفس المصدر: ص 106.
وكتب أيضاً إحسان إلهي ظهير العبارة التالية لتقرير فريته المزعومة من أنّ علماء الشيعة يستعملون التقية في إنكارهم للتحريف:
"... وإلاّ لوجب عليهم البراءة من هذه الكتب التي مُلأت بمثل هذه الروايات ومن الرواة الذين ملئوا كتبهم بمروياتهم الذين هم مدار أحاديث القوم..."(3).
|
أقول: إذا كان هذا القول تاماً بالنسبة لإحسان إلهي ظهير فمعنى ذلك إنّه سيتحوّل حجة على كون علماء السنة يعملون بالتقيّة في إنكارهم للتحريف وإلاّ لوجب عليهم البراءة من هذه الكتب،... لأنّ هذه الروايات قد ذكرت فيها أيضاً و عليه أن ينصح علماء السنة بالبراءة من الكثير من صحاحهم ومسانيدهم والرجوع إلى كتاب الله المصون المحفوظ، كما نصح الشيعة بقوله: "وارجعوا إلى
____________
1 ـ الشيعة والقرآن: ص 108.
2 ـ نفس المصدر: ص 108.
3 ـ نفس المصدر: ص 109.
هذا مع أنّنا ذكرنا مراراً بأنّ كتب الحديث إنّما هي لتجميع الروايات وتختلف عن فقه الحديث الذي يبحث أسانيد ومداليل الأحاديث، وقد أوضحنا بأنّ روايات الفريقين لا تدل على التحريف وتبديل القرآن.
____________
1 ـ الشيعة والقرآن: ص 110.
الباب الرابع: ألف حديث شيعي في إثبات تحريف القرآن
ثمّ كتب في مطلع هذا الباب ما يلي:
"إنّنا خصصنا هذا الباب لنقل جزء من كتاب فصل الخطاب" في إثبات تحريف كتاب ربّ الأرباب لمحدث القوم حسين بن محمد التقي النوري الطبرسي الكتاب الذي كشف النقاب عن الذي غلّفوه أي الشيعة بتقيّتهم مدّة طويلة عن الآخرين... ويشتمل الكتاب على ألفي رواية تقريباً كلّها من الائمة المعصومين"(1).
|
وبعد ذكر نبذة عن المحدّث النوري قال:
"القارئ والباحث ليرى العجائب حيث يورد هذا الشيخ الشيعي روايات كثيرة من الأعيان الأربعة الذين تظاهروا من القوم بعدم التحريف، روايات صريحة واضحة وجليّة في تحريف القرآن وتبديله"(2).
|
إنّ الإنسان ليعجب كيف حاول إحسان ظهير باسلوبه التعسّفي لهدم أساس الدين أجمع، خصوصاً ما يتبنّاه أهل السنة لأنّ الفهرس المذكور من كتاب "فصل الخطاب" والذي أظهر صورة استنساخية منه في كتابه(3)، قد اختصّ عدّة أبواب منه (وهي الأول والثاني والثالث والخامس والسادس والثامن والعاشر من الأبواب الاثني عشر) بالروايات من مصادر أهل السنة في تحريف القرآن بزعم النوري والباب الرابع والسابع والتاسع فقد وردت بشكل مشترك من المصادر الشيعية والسنية والباب الحادي عشر والثاني عشر مختصة بالروايات الواردة عن
____________
1 ـ الشيعة والقرآن: ص 111.
2 ـ المصدر السابق: ص 113.
3 ـ نفس المصدر: ص 138 ـ 139.
فلو كان إحسان ظهير منصفاً في كلامه وباحثاً حقيقياً لكان من الأجدر به أن يسمّي كتاب فصل الخطاب: "كشف النقاب عمّا غفله أهل السنة والشيعة" فإحسان ظهير الذي يدّعي بأنّه رأى كتاب فصل الخطاب، ويعلم إنّه مشتمل على أحاديث مرسلة، ضعيفة السند وناقصة الدلالة في تحريف القرآن وأكثرها منقولة من كتب أهل السنة مع ذلك يطلق عليه زوراً وبهتاناً: "ألفي رواية تقريباً كلّها من الأئمة المعصومين من الشيعة" ثم يذكر كاذباً ما يلي: "يورد الشيخ الشيعي روايات كثيرة من الأعيان الأربعة... روايات صريحة واضحة جليّة في تحريف القرآن وتبديله" في حين غفل عن أنّ الأحاديث المذكورة وكما شاهدتم في البحث عن الباب الثاني من دعاوي إحسان ظهير ـ وكما ذكر الدكتور القفاري ـ هي من المصادر السنّية وقد اعتمد جهلاً على كتاب فصل الخطاب، ولعلّه من باب التجاهل ـ كما سيتضح قريباً ـ، ولم يضف إليه شيئاً سوى الفحش والسبّ والإتهام.
وعلى كل حال فالمنصف يعلم بأنّ كل حديث لا يعتبر حجة سوى حديث المعصوم ولو كان المتحدّث عالماً فذاً، لأنّ الإنسان معرّض للنسيان والخطأ، ولذلك فإنّ إحسان إلهي ظهير الذي يخصّص عدّة صفحات من كتابه لترجمة المحدّث النوري(1) ونراه ينقل مديح العلاّمة السيّد محسن الأمين والشيخ آقا بزرك الطهراني(2) وذلك ليلقي تصوراته في روع القارئ، كلّ ذلك لا يجدي له نفعاً، فهو بالذات قد ذكر الكتب الشيعية التي ألّفت للرد على فصل الخطاب.
وتدلّ هذه الكتب والتي ألّفت للرد على كتاب فصل الخطاب على أنّ من يعتقد
____________
1 ـ الشيعة والقرآن: ص 113 ـ 132.
2 ـ نفس المصدر: 131 ـ 133.
وبعدما ذكر إحسان إلهي ظهير ترجمة المحدث النوري قال:
"فهذا هو الكتاب وذاك هو الكاتب والآن نبدأ في سرد كلام النوري الطبرسي القسم الأخير من كتابه (فصل الخطاب) من صفحة 235 من الدليل الحادي عشر والثاني عشر في إثبات تحريف القرآن..."(1).
|
ثم يتبنّى القول بأنّ الروايات التي ذكرها المحدث النوري في كتابه تدل لا محالة على تحريف القرآن. والسؤال المطروح هو لماذا انتقى إحسان إلهي ظهير الروايات في القسم الأخير من كتاب فصل الخطاب فقط في حين أعرض عن بقية الروايات؟
وللجواب على ذلك يمكن القول بأنّ إحسان إلهي ظهير لم يجد مخرجاً للجواب على الروايات التي ذكرها المحدث النوري في كتاب فصل الخطاب وخصوصاً ما ذكره في الدليل الثامن تحت عنوان "في أخبار كثيرة دالّة على وقوع النقصان والزيادة على ما مرّ رواها المخالفون [أي أهل السنة]" فهو قد قبل دلالة هذه الأحاديث على تحريف القرآن ولذلك لم يوردها بل أورد الروايات التي يزعم المحدث النوري وإحسان ظهير بأنّها وردت في كتب الشيعة فقط.
هذا وقد ناقشنا قبل هذا جميع الأدلّة الموهومة في كتاب فصل الخطاب وتحت عنوان "كتاب فصل الخطاب ونقاط مهمة" وبيّنا نتائج البحث بالنسبة لمصادر الروايات وأسانيدها ودلالتها كما إنّ السيد مرتضى العسكري حفظه الله قد ذكر في كتاب "القرآن الكريم وروايات المدرستين" الأحاديث في الدليل الحادي عشر والثاني عشر في كتاب فصل الخطاب الذي يزعم إحسان إلهي ظهير بأنّها روايات شيعية، وتدل على التحريف والتغيير في القرآن، وناقش وبحث في سندها ومتنها
____________
1 ـ الشيعة والقرآن: ص 135.
"استشهد الشيخ النوري والاستاذ ظهير على حدّ زعميهما بإثنين وستين وألف رواية تدل على التحريف والتبديل والنقصان في آيات كتاب الله العزيز الحكيم، وقمنا بفضل الله تعالى بدراستها رواية بعد رواية سنداً ومتناً فوجدناها جميعاً لا تخلو من أحد أمرين: أمّا أن يكون في إسنادها غلاة كذبة وضعفاء ومجاهيل وأمّا أن يكون ما في متن الرواية بياناً وتفسيراً للآية الكريمة خلافاً لما زعما بأنّها نص محذوف منها وكثيراً ما اجتمع الأمران المذكوران في ما استدلا به من رواية. وهكذا أنتج البحث في كلّ رواية لهما استدلا بها صفراً وصدق عليها المثل القائل: تمخض الجبل فولد فأراً وتمخض البحث في هذا الكتاب فأنتج لها اثنين وستين وألف صفراً..."(1).
|
فلنرى الآن هل أنّ الروايات التي أوردها إلهي ظهير في الباب الحادي عشر والثاني عشر من فصل الخطاب والتي قال عنها بأنّها: "روايات صريحة واضحة جلية في تحريف القرآن وتبديله" هل هذه الروايات غير موجودة بعينها أو بمضمونها في كتب أهل السنة، حيث قال:
"وأمّا القول بأنّ مثل هذه الروايات توجد عند أهل السنة فليس إلاّ تحكم وتجبر والحق إنّه لا يوجد في كتب أهل السنة المعتمدة عليها عندهم رواية واحدة صحيحة تدل على أنّ القرآن الذي تركه رسول الله عند وفاته نقص منه أو زيد..."(2).
|
____________
1 ـ القرآن الكريم وروايات المدرستين: ج 3، ص 847.
2 ـ الشيعة والسنة: ص 77.
ونحن هنا نورد مصادر أهل السنة التي نقلت هذه الروايات ليطّلع إحسان إلهي ظهير وأسلافه وأذنابه، وليجنوا عاقبة تجاهلهم للحقائق، وإذ قد نقل هؤلاء روايات فصل الخطاب بالحق والعدل وبدون تعصب حسب ادّعائهم، وأنّها تدلّ بشكل تام ـ بزعمهم ـ على تحريف القرآن، فإنّهم بذلك سوف لا يتهمون الشيعة بتحريف القرآن فحسب بل سيتهمون أهل السنة أيضاً بالتحريف بدلالة هذه الروايات.
أمّا أرقام الروايات التي توجد في كتب أهل السنة ممّا أوردها النوري في الدليل الحادي عشر فهي: 2، 16، 18 و26 وهي الروايات حول مصحف الإمام علىّ(1)، والرواية الرقم 30 وفيها (يا أيّها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك ـ في علىّ ـ وإن لم تفعل...) (المائدة / 67) بإضافة "في علىّ" للتفسير والبيان(2)، والروايات من الرقم 31 إلى 34: "... يقول المصحف يا ربّ حرّقوني [أو حرّفوني] و..."(3) (وهو التحريف في معاني القرآن ومفاده) ومن الرقم 53 إلى 61 حول تقسيم آيات القرآن: "نزل القرآن على أربعة أرباع، ربع في أهل البيت وربع في عدوّهم و..."(4).
وأمّا الروايات التي أوردها النوري في الدليل الثاني عشر في كلّ سورة واحدة
____________
1 ـ انظر مبحث "مصحف الإمام علىّ" فقد أورد علماء أهل السنة حديث مصحف الإمام علىّ من القرن الثالث إلى القرن الثامن أكثر من خمسة عشر نفراً.
2 ـ الدرّ المنثور: ج 2، ص 131.
3 ـ كنز العمال: ج 11، ص 193، الرقم 31190، فقد أخرجها المتقي الهندي عن مسند أحمد ومعجم الطبراني وسنن سعيد بن منصور والديلمي.
4 ـ مناقب الإمام علىّ بن أبي طالب لابن المغازلي: ص 328 و375 وينابيع المودة للقندوزي الحنفي: ص 126 وحبيب السير، لغياث الدين همام (قال: روى الحافظ أبو بكر بن أحمد بن موسى بن مردويه بسنده عن علىّ كرّم الله وجهه) والحاكم الحسكاني الحنفي في شواهد التنزيل: ج 1، ص 44 و45 و47 وغيرهم.