ـ وروى بإسناده عن عبد الله، قال: أقرأني النبيّ (صلى الله عليه وسلم) (إنّي أنا الرزّاق ذو القوّة المتين) (1) .
ـ وروى بإسناده عن عمران بن حصين، أنّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قرأ (وترى الناس سكرى، وما هم بسكرى) (2) .
ـ وبإسناده عن أبي بكرة (رض) أنّ النبيّ (صلى الله عليه وسلم) كان يقرأ (متّكئين على رفارف خضر وعباقري حسان) (3) .
22 ـ الإمام الحافظ محمّد بن نصر المروزي (ت 294 هـ) ، روى في كتابه " السُنّة "، بإسناده عن ابن عبّاس حديث عمر المتقدّم فى الرجم(4) 23 ـ الحافظ أبو عبد الله بن الضريس (ت 294 هـ) ، روى في فضائل القرآن عن عائشة، قالت: كان ممّا نزل من القرآن ثمّ سقط (لا يحرّم إلاّ عشر رضعات أو خمس معلومات) (5) .
ـ وروى عن عكرمة، قال: كانت سورة الأحزاب مثل سورة البقرة أو أطول، وكان فيها آية الرجم.
ـ وعن ابن سهل بن حنيف، أنّ خالته أخبرته، قالت: لقد أقرأنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) آية الرجم (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتّة بما قضيا من اللذّة) .
ـ وعن زيد بن أسلم، أنّ عمر بن الخطّاب خطب الناس، فقال: لا تشكّوا في الرجم فإنّه حقّ، قد رجم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، ورجم أبو بكر،
____________
(1) مسند البزّار ج 5 ص 282 ح 1897.
(2) مسند البزّار ج 9 ص 34 ح 3550.
(3) مسند البزّار ج 9 ص 124 ح 3673.
(4) السُنّة ص 98 ح 354.
(5) فضائل القرآن ـ لابن الضريس ـ: 149 ح 316.
24 ـ الإمام النسائي (ت 303 هـ) ، روى بإسناده عن عائشة، قالت: كان في ما أنزل الله عزّ وجلّ ـ وقال الحارث: في ما أنزل من القرآن ـ (عشر رضعات معلومات يحرّمن) ، ثمّ نسخن بخمس معلومات، فتوفّي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهنّ ممّا يقرأ في القرآن(2) .
ـ وروى بإسناده عن أبي يونس مولى عائشة ما تقدّم عن الموطّأ وصحيح مسلم من حديث (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين) (3) .
وروى في سننه الكبرى ثمانية عشر حديثاً عن آية الرجم (الشيخ والشيخة) وسورة الأحزاب، بإسناده عن زيد بن ثابت، وخالة أبي أُمامة بن سهل بن حنيف، وأُبيّ بن كعب، وعبد الرحمن ابن عوف، وعمر بن الخطّاب، وابن عبّاس، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود(4) .
25 ـ الحافظ أبو يعلى (ت 307 هـ) ، ومسنده أحد الأُصول العشرة التي أدخلها ابن كثير في جامعه، روى بإسناده عن ابن عبّاس حديث الرجم(5) .
ـ وروى بإسناده عن عائشة إنها قالت: لمّا نزلت آية الرجم ورضاعة
____________
(1) فضائل القرآن: 153 ح 325 ـ 327.
(2) سنن النسائي ج 6 ص 100 ـ كتاب النكاح ـ باب القدر الذي يحرم من الرضاعة.
(3) سنن النسائي الكبرى ج 1 ص 154 ح 366.
(4) سنن النسائي الكبرى ج 4 ص 270 ـ 275 ح 7145 ـ 7162 (5) مسند أبي يعلى ج 1 ص 136 ح 146 و ص 141 ح 151.
ـ وبإسناده عن عبد الله بن مسعود، قال: أقرأني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (إني أنا الرزّاق ذو القوّة المتين) (2) .
26 ـ الإمام الحافظ ابن الجارود (ت 307 هـ) ، وهو ممّن التزم الصحّة في سننه، روى بإسناده عن ابن عبّاس حديث عمر المتقدّم في الرجم(3) .
27 ـ الإمام ابن جرير الطبري (ت 310 هـ) ، روى في كتابه " تهذيب الآثار " الذي التزم فيه الصحّة، بإسناده عن زيد بن ثابت، وأُبيّ بن كعب، وعمر حديث (الشيخ والشيخة) (4) .
كما أخرج في تفسيره كثيراً ممّا تقدّم وغيره وإنّما اقتصرنا على " تهذيب الآثار " لاعتماده عند أهل السُنّة كأصل من الأُصول.
28 ـ الإمام الحافظ أبو عوانة الأسفراييني (ت 316 هـ) ، صاحب المستخرج (المسند) ، روى في مسنده بإسناده عن أبي الأسود، حديث أبي موسى الأشعري في السورة التي تشبه براءة وسورة المسبّحات المتقدّم عن صحيح مسلم(5) .
ـ وروى بإسناده عن ابن عبّاس، من عدّة طرق حديث عمر عن آية
____________
(1) مسند أبي يعلى ج 8 ص 64 ح 4588.
(2) ج 9 ص 227 ح 5333.
(3) المنتقى من السنن ص 206 ح 812.
(4) تهذيب الآثار ـ السفر الثاني من مسند عمر ـ: 870 ـ 877 ح 37 (1226 ـ 1233) .
(5) مسند أبي عوانة ج 2 ص 495 ح 3970.
ـ وروى بإسناده عن عائشة حديث الرضعات العشر المتقدّم عن أحمد وغيره، من عدّة طرق وبعدّة ألفاظ(2) .
29 ـ الإمام أبو جعفر الطحاوي (ت 321 هـ) ، روى في شرح معاني الآثار عن عائشة وحفصة والبراء حديث (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر) (3) ، كما أخرج بعض الموارد الأُخرى في مشكل الآثار لم نأت بها روماً للاختصار.
30 ـ الحافظ ابن أبي حاتم الرازي (ت 327 هـ) ، روى بإسناده عن ابن عبّاس حديث (لو أنّ لابن آدم واديين من ذهب وفضّة لابتغى إليهما ثالثاً...) (4) 31 ـ الإمام الشاشي (ت 335 هـ) ، روى بإسناده عن ابن عبّاس حديث (لو أنّ لابن آدم واديين لابتغى ثالثاً) (5) .
ـ وروى بإسناده عن أُبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : إنّ الله أمرني أن أعرض عليك، قال: قد سمّاني لك ربّك، قال: (بفضل الله ورحمته فبذلك فلتفرحوا) هكذا قرأها أُبيّ.
ـ وروى بعده نحوه(6) .
ـ وروى بإسناده عن أُبيّ من عدّة طرق عدم كون المعوذتين من
____________
(1) مسند أبي عوانة ج 4 ص 122 ـ 123 ح 6255 ـ 6260.
(2) مسند أبي عوانة ج 3 ص 118 ـ 120 ح 4421 ـ 4424.
(3) شرح معاني الآثار ج 1 ص 172 ـ 173.
(4) علل الحديث ج 2 ص 82 ح 1739.
(5) مسند الشاشي ج 3 ص 323 ح 1431.
(6) مسند الشاشي ج 3 ص 328 ـ 330 ح 1437 و 1438.
ـ وروى بإسناده عن أُبيّ حديث سورة الأحزاب، وحديث (إنّ الدين عند الله الحنفية السمحة المسلمة لا اليهودية والنصرانية) ، وحديث (لو أنّ لابن آدم وادياً...) (2) .
32 ـ الحافظ ابن حبّان (ت 354 هـ) ، وهو ممّن التزم الصحّة في صحيحه، روى بإسناده عن أُبيّ بن كعب حديث سورة الأحزاب وآية الرجم وأنّ ابن مسعود كان يحكّ المعوذتين كما تقدّم(3) .
33 ـ الحافظ أبو بكر محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي (ت 354 هـ) ، صاحب كتاب " الفوائد "، الشهير بـ " الغيلانيات "، روى بإسناده عن ابن مسعود، قال: (أقرأني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : إنّي أنا الرزّاق ذو القوّة) (4) .
34 ـ الإمام الحافظ مسند الدنيا، أبو القاسم الطبراني (ت 360 هـ) ، والذي يُعدّ معجمه الكبير أحد الأُصول العشرة حسب تصنيف ابن كثير، بل مرتبة معجمه تلي مسند أحمد عند أهل الفنّ، روى بإسناده عن أبي أُمامة بن سهل بن حنيف عن خالته العجماء حديث (الشيخ والشيخة) (5) .
ـ وروى بإسناده عن أُبيّ بن كعب: كم تعدّون سورة الأحزاب؟ فقلت: نعدّها اثنين أو ثلاثاً وسبعين، قال: إن كانت لتوازي سورة البقرة، ولقد كان فيها (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما نكالا من الله والله عزيز
____________
(1) مسند الشاشي ج 3 ص 354 ـ 357 ح 1468 ـ 1473.
(2) مسند الشاشي ج 3 ص 364 ـ 366 ح 1483 ـ 1487.
(3) صحيح ابن حبّان ج 6 ص 301 ـ 302 ح 4411 و 4412.
(4) الغيلانيات ج 1 ص 641 ح 862.
(5) المعجم الكبير ج 24 ص 350 ح 867 و ج 25 ص 185 ح 455.
ـ وبإسناده عن عمر بن الخطّاب، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف...) (2) .
ـ وبإسناده عن عائشة، قالت: نزلت آية الرجم، ورضاع الكبير عشراً، فلقد كان في صحيفة تحت سريري، فلمّا مات رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تشاغلنا بموته، فدخل داجن فأكلها(3) .
وروى كثيراً ممّا تقدّم وغيره لم نورده تحاشياً من الإطالة.
35 ـ الحافظ أبو الشيخ ابن حيّان (ت 369 هـ) ، روى في طبقاته بإسناده عن زرّ بن حبيش حديث سورة الأحزاب وأنّ فيها آية الرجم(4) .
36 ـ الإمام الدارقطني (ت 385 هـ) ، روى بإسناده عن عائشة حديث آية الرجم ورضاعة الكبير عشراً التي أكلها الداجن(5) .
37 ـ الإمام الخطّابي (ت 388 هـ) ، روى حديث سورة الأحزاب، وآية الشيخ والشيخة المتقدّمة(6) .
38 ـ الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم النيسابوري (ت 405 هـ) ، روى بإسناده عن أُبيّ بن كعب حديث (لو كان لابن آدم وادياً من مال) وصحّحه على شرط الشيخين وأقرّه الذهبي(7) .
____________
(1) المعجم الأوسط ج 4 ص 528 ح 4352.
(2) المعجم الأوسط ج 7 ص 13 ح 6616.
(3) المعجم الأوسط ج 8 ص 45 ح 7805.
(4) طبقات المحدّثين بأصبهان ج 2 ص 375 ترجمة رقم 216.
(5) سنن الدارقطني ج 4 ص 88 ح 4330.
(6) غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ج 1 ص 319.
(7) المستدرك على الصحيحين ج 2 ص 244 ح 2889.
ـ وروى بإسناده عن أبي أُمامة عن خالته، وزيد بن ثابت، حديث الشيخ والشيخة(2) .
39 ـ الحافظ تمّام بن عبدالله الرازي (ت 414 هـ) ، روى في فوائده حديث عبدالله بن مسعود (أقرأني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : إنّي أنا الرزّاق ذو القوّة المتين) (3) .
40 ـ الإمام الثعلبي صاحب التفسير المشهور (ت 427 هـ) ، روى في تفسيره المسمّى بـ " الكشف والبيان " ما تقدّم عن الحاكم (فما استمتعتم به منهنّ إلى أجل مسمّى) ومن عدّة طرق(4) .
ـ وعن ابن عبّاس أنّه كان يقرأ (النبي أَوْلى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أبٌ لهم) (5) .
ـ وبإسناده عن سالم عن أبيه، قال: ما سمعت عمر قطّ يقرأها إلاّ (وامضوا إلى ذكر الله) (6) .
41 ـ الحافظ أبو نعيم الأصبهاني (ت 430 هـ) روى في معرفة
____________
(1) المستدرك على الصحيحين ج 2 ص 334 ح 3192.
(2) المستدرك ج 4 ص 400 ـ 401 ح 8070 ـ 8072 وصحّحها وأقرّه الذهبي.
(3) فوائد تمّام ج 1 ص 304.
(4) الكشف والبيان ج 3 ص 286.
(5) الكشف والبيان ج 8 ص 8.
(6) الكشف والبيان ج 9 ص 311.
42 ـ الإمام مكّي بن أبي طالب القيسي (ت 437 هـ) ، أخرج في الإيضاح حديث سورة الأحزاب، وآية الرجم(2) .
43 ـ الإمام الماوردي (ت 450 هـ) ، أخرج في الحاوي الكبير حديث عائشة المتقدّم حول الرضعات العشر وحديث الشيخ والشيخة(3) .
44 ـ الإمام ابن حزم الأندلسي (ت 456 هـ) ، روى بإسناده عن عائشة، وحفصة، وأُمّ سلمة، وابن عبّاس، وأُبيّ بن كعب ما تقدّم من حديث (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر) (4) .
ـ وروى بإسناده عن عائشة حديث (الرضعات العشر) المتقدّم(5) .
ـ وروى من عدّة طرق حديث سورة الأحزاب، والشيخ والشيخة والرجم(6) .
45 ـ الإمام البيهقي (ت 458 هـ) ، روى في السنن الكبرى ـ باب صفة المشي إلى الجمعة ـ حديث قراءة عمر (فامضوا إلى ذكر الله) (7) .
ـ وروى بإسناده عن عائشة حديث الرضعات العشر المتقدّم(8) .
____________
(1) معرفة الصحابة ج 6 ص 3403 ح 7776.
(2) الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: ص 64 ـ 65.
(3) الحاوي الكبير ج 14 ص 421 و 422 و ج 17 ص 13.
(4) المحلّى ج 4 ص 253 ـ 254.
(5) المحلّى ج 10 ص 14.
(6) المحلّى ج 10 ص 234 ـ 237.
(7) السنن الكبرى ج 3 ص 227.
(8) السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ ج 7 ص 454.
46 ـ الإمام أبو إسحاق الشيرازي (ت 476 هـ) ، روى حديث عائشة في (الرضعات العشر) (2) .
ـ وروى عن ابن عبّاس حديث عمر في آية الرجم(3) .
47 ـ الإمام الحميدي (ت 488 هـ) ، صاحب الجمع بين الصحيحين، أخرج رواية عبد الله بن عبيد الله بن عتبة بن مسعود ممّا اتّفقا عليه (آية الرجم) وآية (أنْ لا ترغبوا عن آبائكم فإنّه كفر بكم) (4) .
ـ وعن أبي موسى الأشعري حديث السورة التي تشبه براءة والأُخرى التي تشبه إحدى المسبّحات(5) .
ـ وعن أُبيّ بن كعب حديث (لو أنّ لابن آدم وادياً من ذهب) (6) .
ـ وعن عائشة حديث الرضعات العشر(7) ، وغيرها من الموارد المتقدّمة عن البخاري ومسلم.
48 ـ الراغب الأصفهاني (ت 502 هـ) ، أخرج عن زيد بن ثابت سورتي القنوت، وعن ابن مسعود (لو كان لابن آدم واديان من ذهب) ، وعن عمر حديث الشيخ والشيخة، وعن عائشة آية الرجم ورضاع الكبير،
____________
(1) السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ ج 8 ص 211.
(2) المهذّب ج 2 ص 156.
(3) المهذّب ج 2 ص 266.
(4) الجمع بين الصحيحين ج 1 ص 103 ح 26.
(5) الجمع بين الصحيحين ج 1 ص 320 ح 490.
(6) الجمع بين الصحيحين ج 1 ص 408 ح 649.
(7) الجمع بين الصحيحين ج 4 ص 180 ح 3318.
49 ـ الإمام الحافظ البغوي (ت 516 هـ) ، صاحب المصابيح، وشرح السُنّة، والتفسير، الملقّب بمحيي السُنّة، روى بإسناده عن أبي يونس مولى عائشة حديث (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر) (2) ، وقال: هذا حديث صحيح أخرجه مسلم.
ـ وروى بإسناده عن عائشة حديث (الرضعات العشر) ، وقال: هذا حديث صحيح أخرجه مسلم(3) .
ـ وروى بإسناده عن عمر حديث آية الرجم وآية (أن لا ترغبوا عن آبائكم) . وقال: هذا حديث صحيح(4) .
50 ـ الإمام الحافظ ابن عساكر (ت 571 هـ) ، روى بإسناده عن أُبيّ ابن كعب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : أُمرت أن أعرض عليك القرآن، قال: فقلت: وسمّاني لك ربّك (فبذلك فلتفرحوا) ، قال: كذا قرأها أُبيّ بن كعب ـ زاد أبو غالب: بالتاء ـ(5) .
وبإسناده عن أبي إدريس الخولاني، أنّ أبا الدرداء ركب إلى المدينة في نفر من أهل دمشق فقرأوا يوماً على عمر بن الخطّاب هذه الآية (إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية) (ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام) فقال عمر بن الخطّاب: من أقرأكم هذه القراءة؟ فقالوا: أُبيّ بن كعب.
____________
(1) محاضرات الأُدباء ج 2 ص 448 ـ 449.
(2) شرح السُنّة ج 2 ص 43 ح 386.
(3) شرح السُنّة ج 5 ص 335 ح 2284.
(4) شرح السُنّة ج 6 ص 199 ـ 200 ح 2582.
(5) تاريخ دمشق ج 7 ص 320.
فقال أُبيّ: والله يا عمر إنّك لتعلم أنّي كنت أحضر ويغيبون، وأُدنى ويحجبون... فقال عمر بن الخطّاب: اللّهم غفراً إنّا لنعلم أنّ الله قد جعل عندك علماً فعلّم الناس ما علمت.
ـ وبإسناده عن عمر، أنّه مرّ بغلام يقرأ في المصحف (النبيّ أَوْلى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أُمّهاتهم وهو أبٌ لهم) (1) .
هذا، مضافاً إلى ما أخرجه الأئمّة والحفّاظ من أصحاب الجوامع كـ (ابن الأثير في جامع الأُصول، والضياء المقدسي في المختارة، والذي قرنه بعضهم بالصحيحين، والحافظ ابن كثير في جامع المسانيد وغير واحد من مصنفاته، وابن حجر العسقلاني في شرحه، والسيوطي في جامعه وفي الدرّ المنثور، والإتّقان، والمتّقي الهندي في كنز العمّال، عن جمع من الأئمّة والحفّاظ سوى ما تقدّم، ولم ننقل عنهم بالواسطة كالفريابي، وأبي الوليد الطيالسي، وأبي عبيد، وسعيد بن منصور، وإسحاق بن راهويه، وابن منيع، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم في غير علله، وابن أبي داود، وابن الأنباري، وابن أشته، وابن مردويه، وغيرهم ممّن تقدّم من التابعين وأتباعهم فضلا عن المتأخّرين) .
ولم نستقص جميع نصوصهم ومروياتهم، وإنّما اقتصرنا على إيراد بعض الشواهد والموارد، وإلاّ فالروايات والنصوص في هذا الباب أكثر من أن تحصى كما تقدّم عن الآلوسي.
وأنت هداك الله لو نظرت إلى أسماء هؤلاء لوجدتهم عليّة القوم
____________
(1) تاريخ دمشق ج 7 ص 338.
عدم جواز نسخ الكتاب بالسُنّة:
وأمّا ما يتذرّع به البعض من حمل هذه الآيات المدّعاة على نسخ التلاوة دون الحكم، أو هما معاً بالكتاب والسُنّة، فهو أشبه بالهروب من المطر إلى الوقوف تحت الميزاب.
أمّا بالنسبة لنسخ الكتاب بالسنّة، فهو ممتنع عقلا وشرعاً، لأنّها أخبار آحاد لا تفيد علماً ولا توجب عملا، بل أجمع المحقّقون على أنّ خبر الواحد لا ينسخ القرآن ولا الخبر المتواتر، لأنّه رفعٌ للمقطوع به بالمظنون، فاقتضى هذا أنّ ما كان من الأحكام المكّيّة يدّعى نسخه لا ينبغي قبول تلك الدعوى فيه، كما في الموافقات ـ للشاطبي ـ ج 3 ص 64، وقطع الشافعي وأكثر أصحابه وأكثر أهل الظاهر بامتناع نسخ الكتاب بالسُنّة المتواترة، وإليه ذهب أحمد بن حنبل، كما في الإحكام في أُصول الأحكام ـ للآمدي ـ ج 3 ص 138، ومالك بن أنس كما حكاه الغزّالي في المنخول ص 292، والحارث بن أسد المحاسبي، وعبد الله بن سعيد القلانسي، وأبو حامد الأسفراييني، وسهل بن محمّد الصعلوكي، وعبد القاهر البغدادي، والصيرفي، والخفّاف، والقاضي أبو يعلى الفرّاء، وأبو إسحاق الشيرازي، وابن السمعاني، وسليم الرازي، كما في إرشاد الفحول ص 323 وما بعدها، وغيرهم.
وما أمتن ما استدلّ به الإمام الشافعي على بطلان قول القائلين بجواز
إنّ الله خلق الخلق لما سبق في علمه ممّا أراد بخلقهم وبهم، لا معقّبة لحكمه، وهو سريع الحساب.
وأنزل عليهم الكتاب تبياناً لكلّ شيء وهدىً ورحمة، وفرض فيه فرائض أثبتها، وأُخرى نسخها، رحمة لخلقه، بالتخفيف عنهم، وبالتوسعة عليهم، زيادة في ما ابتدأهم به من نِعمِهِ، وأثابهم على الانتهاء إلى ما أثبت عليهم جنّته، والنجاة من عذابه، فعمّتهم رحمته في ما أثبت ونسخ، فله الحمد على نعمه.
وأبان الله لهم أنّه إنّما نسخ ما نسخ من الكتاب بالكتاب، وأنّ السُنّة لا ناسخة للكتاب، وإنّما هي تبع للكتاب بمثل ما نزل نصّاً، ومفسّرة معنى ما أنزل الله منه جملا.
قال الله تعالى: (وإذا تتلى عليهم آياتنا بيّنات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدّله قل ما يكون لي أن أُبدّله من تلقاء نفسي إن أتّبع إلاّ ما يوحى إليّ إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يوم عظيم) (1) .
فأخبر الله أنّه فرض على نبيّه اتّباع ما يوحى إليه، ولم يجعل له تبديله من تلقاء نفسه.
وفي قوله: (ما يكون لي أن أُبدّله من تلقاء نفسي) بيان ما وصفت من أنّه لا ينسخ كتاب الله إلاّ كتابه، كما كان المبتدئ لفرضه، فهو المزيل المثبت لما شاء منه جلّ ثناؤه ولا يكون ذلك لأحد من خلقه.
____________
(1) سورة يونس 10: 15.
وقد قال بعض أهل العلم: في هذه الآية ـ والله أعلم ـ دلالة على أنّ الله جعل لرسوله أن يقول من تلقاء نفسه بتوفيقه في ما لم ينزل به كتاباً، والله أعلم.
وقيل في قوله: (يمحو الله ما يشاء) وهذا يشبه ما قيل: والله أعلم.
وفي كتاب الله دلالة عليه، قال الله: (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أنّ الله على كلّ شيء قدير) (2) .
فأخبر الله أن نسخ القرآن وتأخير إنزاله لا يكون إلاّ بقرآن مثله.
وقال: (وإذا بدّلنا آية مكان آية والله أعلم يما ينزّل قالوا إنّما أنت مفتر) (3) (4) .
وقال الإمام أحمد بن حنبل: لا ينسخ القرآن إلاّ قرآن يجيء بعده، والسُنّة تفسّر القرآن، واستظهر أصحابه أنّه منع منه عقلا وشرعاً.
قال أبو يعلى الفرّاء الحنبلي في العدّة: لا يجوز نسخ القرآن بالسُنّة شرعاً، ولم يوجد ذلك، نصّ عليه أحمد في رواية الفضل بن زياد، وأبي الحارث، وقد سئل: هل تنسخ السُنّة القرآن؟ فقال: لا ينسخ القرآن إلاّ بقرآن يجيء بعده، والسُنّة تفسّر القرآن، وبهذا قال الشافعي(5) .
وقال أبو الخطّاب الحنبلي في التمهيد: فأمّا نسخ القرآن بالسُنّة
____________
(1) سورة الرعد 13: 39.
(2) سورة البقرة 2: 106.
(3) سورة النحل 16: 101.
(4) انظر: أحكام القرآن ـ للشافعي، جمع البيهقي ـ ص 42.
(5) العدّة في أُصول الفقه ج 3 ص 788.
وقال ابن قدامة الحنبلي في روضته: فأمّا نسخ القرآن بالسُنّة المتواترة، فقال أحمد ـ رحمه الله ـ لا ينسخ القرآن إلاّ قرآن يجيء بعده، قال القاضي: ظاهره أنّه منع منه عقلا وشرعاً.
ثمّ ردّ على أدلّة المحتجّين بالجواز، وقال: والسُنّة لا تساوي القرآن، ولا تكون خيراً منه.
وقد روى الدارقطني فى سننه عن جابر، أنّ النبيّ (صلى الله عليه وسلم) قال: القرآن ينسخ حديثي، وحديثي لا ينسخ القرآن.
ولأنّة لا يجوز نسخ تلاوة القرآن وألفاظه بالسُنّة، فكذلك حكمه(2) .
وقال عبد المؤمن البغدادي الحنبلي في قواعده: ويجوز نسخ القرآن، والسُنّة المتواترة والآحاد بمثلها، والسُنّة بالقرآن، لا هو بمثلها(3) .
وقال الماوردي: القرآن ينسخ بالقرآن، والسُنّة تنسخ بالسُنّة، ولا يجوز نسخ القرآن بالسُنّة(4) .
وقال الإمام أبو المظفّر السمعاني في قواطع الأدلّة: نصّ الشافعي رحمه الله في عامّة كتبه أنّه لا يجوز نسخ القرآن بالسُنّة بحال وإن كانت
____________
(1) التمهيد في أُصول الفقه ج 2 ص 369.
(2) روضة الناظر وجنّة المناظر ج 1 ص 258 ـ 263.
(3) قواعد الأُصول ص 87.
(4) الحاوي الكبير ج 17 ص 11 ـ كتاب الحدود.