الصفحة 31

الفصل الثاني
المرجعية الدينية


إنّ المرجعية الدينية عند الاُمم السالفة كانت منحصرة في الغالب بأيدي رجال الدين أو الكهنة إذا صح التعبير، وكانت السلطة الزمنية منفصلة عن السلطة الدينية، فكان فراعنة مصر رغم اعتبارهم أنفسهم من نسل الآلهة، إلاّ أنّ ذلك كان في الحقيقة لقباً تشريفياً لهم أكثر منه واقعياً، فالملوك لم يكونوا يتولون من الاُمور الدينية إلاّ بعض أشكال شعائرها التي كان الكهنة في الغالب يقومون بتحضير طقوسها، وكان هؤلاء الكهنة هم المرجع الديني لأهل البلاد، وكان ملوك مصر يحكمون في الغالب في الاُمور التي تتعلق بسياسة الملك وإدارة البلاد، بينما كان الكهنة في معابدهم يتولون الاُمور المتعلقة بشعائرهم الدينية، ويقال مثل ذلك عن معظم الاُمم الاُخرى.

وفي الديانات السماوية تحوّلت الوظائف الدينية الى أيدي

الصفحة 32
الحاخامات في الديانة اليهودية، والبابوات في الديانة المسيحية، حيث كانت السلطة السياسية منحصرة في أيدي الساسة الذين كانوا يتولون ادارة البلاد، وإن كانوا ـ حرصاً على موالاة الشعب ـ يتظاهرون بتمسّكهم بتعاليم رجال الدين ويضفون عليهم هالات التقديس والتعظيم، تاركين لهم التصرف في الشؤون المتعلقة بالدين، بينما ينصرفون هم الى تدعيم ملكهم وممارسة سلطاتهم الزمنية.

وعندما هاجر النبيّ(صلى الله عليه وآله) الى يثرب تشكّلت نواة دولته الإسلامية فيها، وأصبح النبيّ(صلى الله عليه وآله) جامعاً للسلطتين الدينية والزمنية معاً، فهو المعلّم والمرشد في كل ما يتعلق باُمور الشريعة، وبيان الأحكام الشرعية داعياً أتباعه للاستنان بسنّته في كلّ ماله علاقة بالدين، حتى قال لهم: "صلّوا كما رأيتموني اُصلي"، وهو في الوقت ذاته القائد السياسي الذي ينظّم شؤون دولته، كما تجلّى ذلك في الصحيفة التي كتبها في بدء هجرته وعلى أساسها تمّ تنظيم العلاقة بين أتباعه من جهة، وبينهم وبين سكان المدينة الآخرين ممن لم يتّبعوه كاليهود وغيرهم من جهة اُخرى، وكان هو القائد العام للجيش الذي قاد المعارك الكبرى، وكان يبعث السرايا ويُؤمّر عليها بعض أصحابه كلّما دعت الحاجة الى ذلك، فكان النبيّ(صلى الله عليه وآله) هو قائد المجتمع بكلّ معنى الكلمة، الماسك بزمام السلطتين معاً.


الصفحة 33
لقد فهم المسلمون من تدابير النبي(صلى الله عليه وآله) أنّ هذا الأمر مستمر بعده، وأنّ الذي سوف يخلفه يجب أن يقتدي به، فهو الإمام المتّبع الموكّل بحفظ الشريعة المتمثّلة بالحكم بكتاب الله وما في سنّة النبي(صلى الله عليه وآله)، الى جانب كونه الحاكم الذي يدير اُمور الدولة الإسلامية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، فالدين في الإسلام لا ينفصل عن السياسة العامة للدولة الإسلامية، والذي يخلف النبيّ(صلى الله عليه وآله) ينبغي أن يعمل وفق هذا الخط، وبما أنه لا يمكن أن يتساوى أفراد المجتمع الإسلامي في درجة الكفاءة للقيام بمثل هذه المهمة البالغة الخطر، فلابد إذاً من أن تجتمع في الخليفة صفات ومواهب خاصة تمكّنه من القيام بعمله وحفظ الشريعة وصيانة الدولة من أيِّ خطر يتهددها في كلّ مجال.

وإذا كانت بعض الشؤون المتعلقة بالسلطة الزمنية قابلة للاجتهاد فيها حسب مقتضيات المصلحة، فإنّ الاُمور المتعلقة بالناحية الشرعية لا تقبل مثل هذا الاجتهاد الذي قد يقود الى الاستخفاف والتهاون بالشريعة شيئاً فشيئاً، ممّا يعرّض المرجعية الدينية الى عواصف قد لا تصمد أمامها على مرّ الأيام فينشأ من هناك الخطر من وقوع التحريف في هذه الشريعة، وبالتالي ضياع كثير من الأحكام الشرعية، وتكثر العثرات في تطبيقها. لذا يمكن القول بأنّ للمرجعية الدينية شروطاً لا يمكن لمن لم تتوفر فيه أن

الصفحة 34
يتصدى لتولّي هذه المرجعية بما يحمله ذلك من الخطر عليها، ومن هنا تبرز أهمية أن نعرف ما إذا كان النبيّ(صلى الله عليه وآله)قد حدّد خطوط هذه المسألة، وبيّن شروط المتصدّي لها، ونصّ على شخص أو أشخاص بعينهم، أم أنّه ترك الأمر للاُمة لكي تقرّر ذلك وتبيّن الأصلح للتصدّي لهذه المرجعية حسب مقتضيات ما تراه من المصلحة.

شروط المرجعيّة الشاملة:

بعد ما اتّضحت أهمية المرجعية الدينية في حفظ الشريعة، أصبح من الضروري بيان الشروط الواجب توفّرها فيمن يتصدّى لهذه المرجعية، وهي تتمثل في الكفاءة والموهبة التي يملكها المتصدّي لهذا الأمر، وهذا بدوره يتطلب وجود نصّ أو نصوص من النبيّ(صلى الله عليه وآله)على وجود هذه الكفاءة في المنصوص عليه بحيث لا تصبح هذه المسألة موضع نقاش وجدل بين أفراد الاُمة بحيث يؤدي الى تشتت الآراء ووقوع الخلاف الذي نهت الشريعة عنه.

الكفاءة أولى شروط المرجعية الشاملة:

عندما نستعرض تاريخ الدعوة الإسلامية والسيرة النبوية الشريفة، تطالعنا جملة من النصوص أشار فيها النبيّ(صلى الله عليه وآله)الى من تتوفر فيه هذه الكفاءة، فقد أخرج المحدّثون أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله)بعد رجوعه من حجة الوداع، نزل في مكان من الجحفة يقال له غدير خم، فأمر بدوحات هناك فقمِّمن،

الصفحة 35
ثم جعل له من أقتاب الإبل شبه المنبر، فرقيه حتى رآه الناس، فكان ممّا قال لهم:

"كأنّي دُعيت فأجبت، إنّي قد تركت فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض" ونصّت بعض الروايات على أمر مهمّ هو: "ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا"(1).

قال ابن حجر الهيثمي المكّي ـ بعد إيراده لعدة روايات في حديث الثقلين ـ:

ثم اعلم أنّ لحديث التمسك بذلك طرقاً كثيرة وردت عن نيّف وعشرين صحابيّاً، وفي بعض تلك الطرق، أنّه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة، وفي اُخرى أنه قاله بالمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه، وفي اُخرى أنه قال ذلك بغدير خم، وفي اُخرى أنّه قاله لما قام خطيباً بعد انصرافه من الطائف... ولا تنافي. إذ لا مانع من أنه كرر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها اهتماماً بشأن الكتاب

____________

1- المستدرك: 3/109، 533، وصححه ووافقه الذهبي في التلخيص، وانظر مسند أحمد:

5 /181، 189، جامع الترمذي: 2/308، 5/328 ح 3874، خصائص أمير المؤمنين(عليه السلام)للنسائي: 21، كنز العمال: 1/44، 47، 48، صحيح مسلم: باب فضائل علي(عليه السلام)، سنن الدارمي: 2/431، الصواعق المحرقة: 89، الطبقات الكبرى لابن سعد القسم الثاني: 2/2، فيض القدير للمناوي: 3/14، حلية الأولياء: 1/355، ح 64، مجمع الزوائد: 9/163، 164.


الصفحة 36
العزيز والعترة الطاهرة(1).

يمكننا أن نستخلص من نصوص الحديث ومن تعليق ابن حجر: أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله)قد بيّن بوضوح من تتمثّل فيه المرجعية الدينية من بعده، ونصّ بذلك على مرجعية عترته وأهل بيته، واعتبرهم قُرناء للكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فالقرآن هو المصدر الأوّل للشريعة، وهو الثقل الأكبر، وأهل بيته صلّى الله عليه وآله هم المصدر الثاني لها وهم الثقل الأصغر، وفي تكرار الإشارة إليهم وترديد ذلك في عدة مناسبات دلالة على عظيم أهمية هذا الأمر، وإتاحة الفرصة لمن لم يسمع بالسماع، وتذكير لمن سمع.

ولكنّ النبي(صلى الله عليه وآله) لم يكتف بهذا النصّ على أهل بيته، بل حسم الأمر بشكل أكثر وضوحاً، حيث أخرج المحدثون أنّ أباذر الغفاري(رضي الله عنه)، كان يقول وهو آخذ بباب الكعبة: أيّها الناس، من عرفني فأنا من عرفتم، ومن أنكرني فأنا أبوذر، سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله)يقول: "مَثَلُ أهل بيتي مَثَلُ سفينة نوح، من ركبهانجا ومن تخلّف عنها غرق"(2).

____________

1- الصواعق المحرقة: 230 ـ 231.

2- المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري: 2/343 و 3/150، وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم، كنز العمال: 6/216، مجمع الزوائد: 9/168، حلية الأولياء: 4/306، تاريخ بغداد للخطيب: 12/19، ذخائر العقبى للمحب الطبري: 20، كنوز الحقائق: 132، وفيض القدير للمناوي: 4/356، الصواعق المحرقة: 352، وورد في بعض هذه الروايات: انّهم باب حطّة من دخل منه كان مؤمناً ومن خرج منه كان كافراً.


الصفحة 37
وفي نصّ آخر عن ابن عباس وغيره، أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) قال:

"النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لاُمتي من الاختلاف، فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس"(1).

وصرّح في بعضها قوله(صلى الله عليه وآله)، عن الثقلين "فلا تقدّموهما فتهلكوا، ولا تقصّروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم"(2).

وقد أكّد ذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)، في مواضع من خطبه، منها قوله(عليه السلام): "انظروا أهل بيت نبيّكم فالزموا سمتهم واتّبعوا أثرهم، فلن يُخْرجوكم من هدى، ولن يعيدوكم في ردى، فإن لبدوا فالبدوا، وان نهضوا فانهضوا، ولا تسبقوهم فتضلّوا، ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا"(3).

وجاء عن علي بن الحسين زين العابدين(عليه السلام): "... فمن الموثوق به على إبلاغ الحجة وتأويل الحكم إلاّ أعدال الكتاب وأبناء أئمة الهدى

____________

1- المستدرك على الصحيحين: 3/149، 458 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، كنز العمال: 6/116، الصواعق المحرقة: 353، مجمع الزوائد: 9/174، فيض القدير للمناوي: 6/297، ذخائر العقبى للمحب الطبري: 17.

2- الصواعق المحرقة: 230.

3- نهج البلاغة: 2/190 ط دار الأندلس.


الصفحة 38
ومصابيح الدجى، الذين احتجّ الله بهم على عباده، ولم يدع الخلق سدىً من غير حجة؟! هل تعرفونهم أو تجدونهم إلاّ من فروع الشجرة المباركة، وبقايا الصفوة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا، وبرّأهم من الآفات، وافترض مودّتهم في الكتاب؟!"(1).

فتبيّن ممّا سبق أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) قد عيّن ـ بلا ريب ـ لاُمته من بعده من ترجع إليه، وهم أهل بيته(عليهم السلام) وأكّد على وجوب التمسّك بهم مع القرآن، بل وأنذر بأنّ التخلف عنهم، أو مخالفتهم والإعراض عنهم يؤدي الى الهلكة، والوقوع في الضلال.

ولو سألت: ماالذي جعل النبيّ(صلى الله عليه وآله) يحصر هذه المرجعية الدينية في أهل بيته؟

إنّ التسليم بأنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) لا ينطق عن الهوى، معناه أن يكون عمله هذا بأمر من الله سبحانه وتعالى، والله قد خصّ أهل البيت(عليهم السلام)بمواهب تؤهلهم لهذه المهمة الخطيرة.

كما تدلّ محكمات كتابه على ذلك منها قوله عزّ من قائل: (إنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَـيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(2).

فأثبت الله سبحانه لهم الطهارة والخلوص من كلّ العيوب التي يتّصف بها معظم البشر، وطهارتهم هذه تستلزم عصمتهم من

____________

1- الصواعق المحرقة: 233.

2- الأحزاب: 33.


الصفحة 39
الذنوب والعيوب والزلل، ومنها الكذب، أو التقوّل على الله وادّعاء ما لا يصح عليه.

ومن جهة اُخرى فقد أثبت النبيّ(صلى الله عليه وآله) لهم صفات اُخرى مثل كونهم أعلم الاُمة بشريعة الله تعالى، وهذا يستلزم مرجعيّتهم للاُمة.

وفي حثّ النبي(صلى الله عليه وآله) على الاقتداء بهم والاهتداء بهديهم، وعدم التقدم عليهم أو التأخّر عنهم، وعدم تعليمهم، ما يثبت لهم الكفاءة لهذا المنصب المهمّ، ولا يمكن أن يكون ذلك محاباةً لهم; إذ النبيّ(صلى الله عليه وآله) لم يحاب عمّه أبا لهب رغم قرابته له.

هويّة أهل البيت(عليهم السلام)

لقد حاول البعض أن يدخل في أهل البيت(عليهم السلام) من ليس منهم، وقد تصرّف النبي(صلى الله عليه وآله)في عدّة مواضع بما يرفع الريب ويدفع سائر المحتملات ويجعل هوية أهل البيت محدّدة وواضحة للعيان، فقد أخرج المحدّثون عن عدد من الصحابة روايات تتضمن ذلك بشكل واضح، منها ما جاء عن اُم المؤمنين اُمّ سلمة رضي الله عنها أن رسول الله(صلى الله عليه وآله)، قال لفاطمة(عليها السلام): "ائتني بزوجك وابنيك"، فجاءت بهم فألقى عليهم كساءً فدكياً، ثم وضع يده عليهم، ثم قال: "اللهمّ إنّ هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد إنّك حميد مجيد"، قالت اُم سلمة: فرفعت الكساء لأدخل معهم، فجذبه

الصفحة 40
من يدي وقال: "إنّكِ على خير"(1).

وعن اُم المؤمنين عائشة، قالت: خرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) غداة وعليه مرط مرحّل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء عليّ فأدخله، ثم قال: "(إنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَـيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)"(2).

ومن الاُمور التي لا خلاف فيها أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله)، قد باهل وفد نجران بهذه المجموعة نفسها، فقد أخرج المحدّثون والمفسرون عن عدد من الصحابة، منهم سعد بن أبي وقاص، أنه لما أنزل الله هذه الآية: (فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أبْنَاءَنَا وَأبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأنْفُسَنَا وَأنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الكَاذِبِينَ)(3) دعا رسول الله(صلى الله عليه وآله)

____________

1- مسند أحمد: 6/296، 323، المستدرك: 3/108، 147، كنز العمال: 7/102، 217، مجمع الزوائد: 9/167.

2- صحيح مسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل أهل بيت النبي(صلى الله عليه وآله)، المستدرك على الصحيحين: 3/147وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، سنن البيهقي: 2/149، تفسير الطبري: 22/5، وأوردها الفخر الرازي في تفسير آية المباهلة وقال: واعلم أنّ هذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل التفسير والحديث، جامع الترمذي: 2/209، 319، مسند أحمد: 6/306، اُسد الغابة: 4/29.

3- آل عمران: 61.


الصفحة 41
عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً، فقال: "اللهمّ هؤلاء أهلي"(1).

وقد يسأل سائل: إذا كان أهل البيت هم هؤلاء، فَلِم قالت الشيعة الإمامية الاثني عشرية بأنّ الأئمة من أهل البيت(عليهم السلام)، هم اثني عشر إماماً؟

والجواب: أنّ النصوص التي جاءت عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) في صدد تحديد خلفائه قد حدّدتهم بهذا العدد، فقد أخرج المحدّثون والحفّاظ ـ واللفظ للبخاري ـ عن جابر ابن سمرة، قال: سمعت النبيّ(صلى الله عليه وآله) يقول: "يكون اثنا عشر أميراً"، فقال كلمة لم اسمعها، فقال أبي إنّه قال: "كلّهم من قريش"(2).

النصّ من شروط المرجعية الشاملة

لقد أوردنا فيما سبق الأدلّة التي تثبت لأهل البيت(عليهم السلام) جدارتهم في التصدي للمرجعية الدينية الإسلامية بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وقدّمنا بعض الشواهد على كفاءتهم لهذه المهمّة باشارات ونصوص

____________

1- جامع الترمذي: 2/166، المستدرك على الصحيحين: 3/150 وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، صحيح مسلم: باب فضائل علي بن أبي طالب(عليه السلام)، سنن البيهقي: 7/63، أسباب النزول للواحدي: 75 وجميع المفسرين.

2- صحيح البخاري: 9/101 كتاب الأحكام، باب الاستخلاف، سنن الترمذي: 4/501، سنن أبي داود: 4 /106، المعجم الكبير: 2/196، وفي بعضها لفظ: خليفة، رجل، قيّم.


الصفحة 42
صريحة من القرآن الكريم ومن أقوال النبي(صلى الله عليه وآله). وقد ذكرنا فيما سبق أنّ المرجعية الدينية في الإسلام لا تنفصل عن ممارسة القيادة السياسية، وقد مارس الرسول(صلى الله عليه وآله) ذلك وعلى الأخصّ بعد هجرته الشريفة الى المدينة المنوّرة، وأدرك المسلمون هذا التلاحم بين السلطتين الدينية السياسية، فكان النصّ منه على المرجعية الدينية لابد وأن ينسحب على المرجعية السياسية أيضاً، وعلى هذا الأساس عيّن النبيّ(صلى الله عليه وآله) الحاكم الأوّل من بعده، كما عيّن من يليه، ومن ثم أخذت الاُمور مجراها، حيث تولّى كل منهم النصّ على من بعده أيضاً كما أخبره الرسول(صلى الله عليه وآله).

وعندما نستعرض السيرة النبوية الشريفة، نجد أنّ النبي(صلى الله عليه وآله) قد أولى هذه القضية عناية خاصة منذ بدء الرسالة، حيث اهتمّ بإعداد القائد الذي سيخلفه على أمر اُمته من بعده، وقد شاءت العناية الإلهيّة أن تتهيأ الأسباب لهذه التربية النبوية حتى قبل أن يصدع النبيّ برسالته، ويصف لنا ابن اسحاق ـ فيما ينقل عنه ابن هشام ـ ذلك بقوله: كان من نعمة الله على علي بن أبي طالب، ومما صنع الله له وأراده به من الخير، أنّ قريشاً أصابتهم أزمة شديدة، وكان أبو طالب ذا عيال كثير، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله)، للعباس عمّه ـ وكان من أيسر بني هاشم ـ: يا عباس إنّ أخاك أبا طالب كثير العيال، وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة، فانطلق بنا إليه فلنخفّف عنه من عياله، آخذ من بنيه

الصفحة 43
رجلاً، وتأخذ أنت رجلاً فنكفلهما عنه. فقال العباس: نعم. فانطلقا حتى أتيا أباطالب فقالا له: إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه، فقال لهما أبو طالب: إذا تركتما لي عقيلاً فاصنعا ما شئتما.

فأخذ رسول الله(صلى الله عليه وآله) علياً فضمّه إليه.. فلم يزل عليّ مع رسول الله(صلى الله عليه وآله)حتى بعثه الله تبارك وتعالى نبيّاً، فاتبعه علي(رضي الله عنه) وآمن به وصدقه، ولم يزل جعفر عند العباس حتى أسلم واستغنى عنه(1).

وقد أشار النبيّ(صلى الله عليه وآله) الى مسألة سبق علي(عليه السلام) الى الإيمان والإسلام، ضمن إشاراته الكثيرة الى دوره المستقبلي، الذي كان يعدّه للقيام به، فقال ـ كما عن سلمان وأبي ذر رضي الله عنهما ـ: "إنّ هذا أوّل من آمن بي، وهو أوّل من يصافحني يوم القيامة، وهو الصديق الأكبر، وهذا فاروق هذه الاُمة، يفرّق بين الحقّ والباطل، وهذا يعسوب المؤمنين"(2).

وقد أشار علي بن أبي طالب(عليه السلام) الى دور هذه التربية النبوية العظيمة له منذ نعومة أظفاره في تكوين شخصيته وإعدادها للاُمور

____________

1- السيرة النبوية لابن هشام: 1/246، المستدرك على الصحيحين: 3/576، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 13/198 عن الطبري: 2/313.

2- المعجم الكبير للطبراني: 6/269 ح 6184، كنز العمال: 11/616 ح 3299، تاريخ دمشق: 12/130، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي: 13/228.


الصفحة 44
العظيمة، فقال في خطبة له(عليه السلام): "أنا وضعت بِكلاكل العرب، وكسرت نواجم قرون ربيعة ومضر، وقد علمتم موضعي من رسول الله(صلى الله عليه وآله)بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة، وضعني في حجره وأنا وليد يضمني الى صدره، ويكنفني في فراشه، ويمسّني جسده، ويُشمّني عرفه، وكان يمضغ الشيء ثم يُلقمنيه، وما وجد لي كذبة في قول، ولا خطلة في فعل. ولقد قرن الله به(صلى الله عليه وآله)من لُدن أن كان فطيماً أعظم مَلَك من ملائكته، يسلك به طريق المكارم ومحاسن أخلاق العالم، ليله ونهاره. ولقد كنت اتّبعه اتباع الفصيل أثَر اُمه، يرفع لي في كلّ يوم من أخلاقه عَلَماً، ويأمرني بالاقتداء به، ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله(صلى الله عليه وآله)وخديجة وأنا ثالثهما، أرى نور الوحي والرسالة، وأشمّ ريح النبوة. ولقد سمعت رنّة الشيطان حين نزل الوحي عليه(صلى الله عليه وآله)، فقلت: يا رسول الله! ما هذه الرنّة؟ فقال: هذا الشيطان قد أيس من عبادته، إنّك تسمع ما أسمع، وترى ما أرى، إلاّ أنك لست بنبيٍّ، ولكنّك لوزير، وإنّك لعلى خُبر"(1).

____________

1- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي: 13/197.


الصفحة 45

النصوص النبويّة على الاستخلاف

لقد كانت مسألة الاستخلاف من الاُمور التي طال الجدل والمناظرة حولها بين مختلف الفرق الإسلامية وبخاصة بين الجمهور القائلين بعدم وجود نص صريح من النبيّ(صلى الله عليه وآله) على أحد حول الخلافة والإمامة من بعده، وقد حاولوا سدّ هذه الثلمة زاعمين بأنه ترك الأمر للاُمة لتختار لنفسها ما تشاء، وبين الشيعة الذين قالوا بوجود هذا النص منه(صلى الله عليه وآله) على علي بن أبي طالب(عليه السلام)، وأنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله)قد نصّبه علماً وهادياً للاُمة وإماماً لها من بعده.

وحين نستعرض سيرة النبيّ(صلى الله عليه وآله)، نجده كان يعطي أهمية عظيمة للإمارة والخلافة، حتى في أبسط المواقف، حيث يدعو الرجلين المسافرين الى تأمير أحدهما، وهو لا يغادر المدينة في غزو أو سفر إلاّ ويستخلف أحداً عليها، يعيّنه بنفسه ولا يترك الأمر للناس ليختاروا من يشاؤون، فإذا كان النبيّ(صلى الله عليه وآله) يهتمّ هذا الاهتمام بمسألة الاستخلاف في حياته، فحريّ به أن يهتم بهذا الأمر الخطير لما بعد وفاته، لما سيتركه بعد رحيله من فراغ كبير في حياة الاُمة.

وقد تنبّه لهذا الأمر جلّ المسلمين، فهذا أبو بكر يستخلف عمربن الخطاب بأمر منه على نحو الالزام ولا يترك للاُمة أن تقرر نيابة عنه ذلك، وهذا عمر بن الخطاب يقرّ أنه لو كان سالم مولى

الصفحة 46
أبي حذيفة، أو أبو عبيدة بن الجراح حيّين لاختار أحدهما، واستخلفه دون تردد، وهومع ذلك لم يترك الاُمور لاختيار الاُمة بشكل مطلق، حيث حصر الأمر في ستة رشحهم بنفسه وأمر باختيار أحدهم لمنصب الخلافة من بعده.

ولا يمكننا أن نتصور أنّ هؤلاء الصحابة قد أدركوا أهمية الاستخلاف والنبيّ(صلى الله عليه وآله) قد غفل عن ذلك أولم يدرك أهميته، وهو أعقل الناس وأحرص منهم على مصالح الرسالة والاُمة دون تردّد.

وعندما نعود ونستعرض هذه السيرة المباركة للنبي(صلى الله عليه وآله)، تطالعنا نصوص كثيرة تفيد أنه لم يكن قد أهمل هذا الأمر الخطير المتعلق بمستقبل الاُمة، وأ نّه قد حدّد ملامح هذه المرجعية الرائدة مثلما حدّد المرجعية الرائدة، وكان ذلك في بدايات الدعوة الإسلامية، فقد ذكرت لنا مصادر الجمهور، أنّه لما نزل قوله تعالى: (وأنذر عشيرتك الأقربين)(1)، وكان ذلك في السنة الثالثة من البعثة النبوية الشريفة، دعا النبي(صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب(عليه السلام) وقال له: "يا علي! إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين، فضقت بذلك ذرعاً، وعرفت أني متى اُباديهم بهذا الأمر، أرى منهم ما أكره، فصمتُّ عليه حتى جاءني جبرئيل، فقال: يا محمد، إنّك إلاّ تفعل ما تؤمر به يعذّبك ربّك. فاصنع لنا صاعاً من طعام،واجعل عليه رِجل شاة، واملأ لنا عُسّاً من لبن، ثم اجمع لي

____________

1- الشعراء: 214.


الصفحة 47
بني عبدالمطلب حتى اُكلّمهم واُبلغهم ما اُمرت به".

[قال] ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلاً، يزيدون رجلاً أو ينقصونه، فيهم أعمامه: أبو طالب، وحمزة، والعباس، وأبولهب; فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم فجئت به، فلما وضعته تناول رسول الله(صلى الله عليه وآله) حذية من اللحم فشقّها بأسنانه، ثم ألقاها في نواحي الصفحة، ثم قال: "خذوا باسم الله"، فأكل القوم حتى مالهم بشيء حاجة. وما أرى إلاّ موضع أيديهم، وأيم الله الذي نفس عليّ بيده، إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم، ثم قال: "اسق القوم"، فجئتهم بذلك العس فشربوا منه حتى رووا جميعاً، وأيم الله إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله، فلما أراد رسول الله(صلى الله عليه وآله) أن يكلّمهم، بَدَرَه أبو لهب الى الكلام فقال: لهدّ ما سحركم صاحبكم! فتفرّق القوم ولم يكلّمهم رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فقال: "الغد ياعلي، إنّ هذا الرجل سبقني الى ما قد سمعت من القول، فتفرق القوم قبل أن اُكلّمهم، فعدّ لنا من الطعام بمثل ما صنعت ثم اجمعهم لي".

قال: ففعلت ثم جمعتهم، ثم دعاني بالطعام فقربته لهم، ففعل كما فعل بالأمس، فأكلوا حتى مالهم بشيء حاجة، ثم قال: "اسقهم" فجئتهم بذلك العس فشربوا حتى رووا منه جميعاً، ثم تكلّم رسول الله(صلى الله عليه وآله)فقال: "يا بني عبدالمطلب، إنّي والله ما أعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل ممّا جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيّكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيّي وخليفتي فيكم؟" قال: فأحجم القوم عنها جميعاً، وقلت ـ وإنّي لأصغرهم سنّاً وأرمصهم

الصفحة 48
عيناً وأعظمهم بطناً وأخمشهم ساقاً ـ: أنا يا نبيّ الله أكون وزيرك عليه!

فأخذ برقبتي، ثم قال: "إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا".

قال: فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع!(1) إنّ هذا النص الذي يطالعنا في بداية الدعوة الإسلامية تجده متضمناً لهذه العبارات الصريحة، والتي بلغ من صراحتها ودلالتها أنّ بعض المؤرخين والمؤلفين قد قاموا بحذفها كلياً أو قاموا بحذف الأجزاء المهمة منها، لتؤكّد على أن النبيّ(صلى الله عليه وآله) قد نصّ على خليفته من بعده، وألزمهم طاعته، حتى ضحكوا من أبي طالب وتهكّموا عليه بضرورة اطاعته لابنه.

____________

1- تاريخ الطبري: 2/319، الكامل لابن الأثير: 2/62، كما أخرجه عدد من المؤرخين والحفاظ ولكن بتغيير بعض ألفاظه كقولهم: "يا بني عبدالمطلب، إني قد جئتكم بأمر الدنيا والآخرة" كما في تاريخ الإسلام للذهبي، السيرة: 145، دلائل النبوة للبيهقي: 1/428، مجمع الزوائد: 9/113، وفي بعضها: "فأيّكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي"، انظر المنتظم لابن الجوزي: 2/376، وفي بعضها: "على أن يكون أخي وكذا وكذا"، كما في البداية والنهاية لابن كثير: 3/53، وكذلك تفسير ابن كثير لآية الإنذار من سورة الشعراء، وتفسير الطبري لها! كما ذكرها محمد حسين هيكل في الطبعة الاُولى من كتابه (حياة محمد)، ولكنه عاد وحذفها من الطبعات اللاحقة.


الصفحة 49

نصوص نبوية اُخرى

دأب النبيّ(صلى الله عليه وآله) على الإشادة بعلي بن أبي طالب(عليه السلام) من خلال نصوص، تظهر للناس مكانته عند النبي(صلى الله عليه وآله)، تهيئةً للأذهان لما يريده منه في مستقبل الرسالة، فوجّه المسلمين الى اُخوّة علي(عليه السلام)واختصاصه به في بداية الهجرة، فقد أخرج الحفاظ ـ واللفظ لابن هشام ـ عن ابن اسحاق قال: وآخى رسول الله(صلى الله عليه وآله)بين أصحابه المهاجرين والأنصار، فقال: "تآخوا في الله أخوين أخوين"، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب، فقال: "هذا أخي"، فكان رسول الله(صلى الله عليه وآله)سيد المرسلين وإمام المتقين ورسول رب العالمين ـ الذي ليس له خطير ولا نظير في العباد ـ وعلي بن أبي طالب(رضي الله عنه)أخوين(1)...

وفي السنة التاسعة من الهجرة، خرج النبيّ(صلى الله عليه وآله) الى غزوة تبوك، وخلّف علي بن أبي طالب (عليه السلام) على أهله، وأمره بالإقامة فيهم، واستخلف على المدينة سباع بن عرفطة ـ أخا بني غفار ـ فأرجف

____________

1- السيرة النبوية: 1/504، جامع الترمذي: 5/595 ح 3720، المستدرك على الصحيحين: 3/16 ح 4289، الطبقات الكبرى: 2/60، السيرة الحلبية: 2/20، مصابيح السنة: 4/173 ح 4769، مشكاة المصابيح: 3/356 ح 2609، الرياض النضرة: 3/111، 164، الفضائل لأحمد بن حنبل: 94 ح 141، تاريخ دمشق: 12/136، تذكرة الخواص: 24 وصححه، كنز العمال: 13/106 ح 36345، مسند أبي يعلى: 1/347 ح 445.


الصفحة 50
المنافقون بعلي بن أبي طالب وقالوا: ما خلّفه إلاّ استثقالاً وتخفّفاً منه، فلمّا قال ذلك المنافقون، أخذ عليّ سلاحه ثم خرج حتى أتى رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهو بالجرف فقال: يا نبيّ الله، زعم المنافقون أنّك إنّما خلفتني إنك استثقلتني وتخفّفت مني! فقال: "كذبوا، ولكني إنّما خلفتك لما ورائي، فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك، أفلا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ إلاّ أنه لا نبيّ بعدي".

فرجع علي الى المدينة، ومضى رسول الله(صلى الله عليه وآله) على سفره(1).

وبذلك أثبت النبيّ(صلى الله عليه وآله) لعليّ(عليه السلام) كلّ مراتب هارون من موسى كالوزارة وخلافته على قومه باستثناء النبوّة.

____________

1- تاريخ الطبري: 3/103، الكامل لابن الأثير: 2/278، صحيح البخاري كتاب بدء الخلق باب مناقب علي بن أبي طالب(عليه السلام)، صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة باب فضائل علي بن أبي طالب(عليه السلام)، صحيح الترمذي: 2/300، مسند الطيالسي: 1/29، حلية الأولياء: 7/195، تاريخ بغداد: 1/324 و 4/204، و 9/394، خصائص النسائي: 14 و 15، المستدرك على الصحيحين: 2/337، مسند أحمد: 1/170 ـ 175 و177، 184، 330 و6/369، الطبقات الكبرى لابن سعد: 3 قسم 1 ص 14 و15، اُسد الغابة: 5/8، كنز العمال: 3/154 و 5/40 و 6/154، 156، 395، 405 و8/215، مجمع الزوائد: 9/109، 110، 111، الرياض النضرة: 2/162، 164، 195، ذخائر العقبى: 120.