ومن العجيب أن ابن القيم تلميذٌ مغال في شيخه ابن تيمية، ومع ذلك يعترف بأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حيٌّ عند ربه يسمع وينفع , مع أن شيخه يقول إن التوسل به (صلى الله عليه وآله وسلم) شرك لأنه ميت لايسمع ولا ينفع!!
قال الشيخ أحمد زيني دحلان شيخ الشافعية في الدرر السنية:1/42، في حديثه عن محمد بن عبد الوهاب: (حتى أن بعض أتباعه كان يقول:عصاي هذه خير من محمد، لأنها ينتفع بها في قتل الحية ونحوها، ومحمد قد مات ولم يبق فيه نفع أصلاً!!). انتهى.
ونقله أيضاً الشيخ الزهاوي شيخ الأحناف في العراق، في كتابه الفجر الصادق ص18. والشيخ أبو حامد الإستانبولي من علماء الأحناف في تركيا في كتابه التوسل بالنبي ص245. والسيد محسن الأمين من علماء الشيعة في كتابه كشف الإرتياب ص127.
على أن اعتقاد أتباع ابن تيمية بأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد وفاته لاينفع، ثابتٌ عليهم لايحتاج إلى رواية مسندة عن ابن عبد الوهاب ولاغيره، لأن ذلك عقيدتهم إلى اليوم، وعليه يرتكز تحريمهم التوسل بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وكل الأموات، وإن سألت أي شيخ منهم هل ينفع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اليوم؟ لرأيته يلف ويدور ولايقول ينفع! بينما تراهم يجوزون التوسل بأي شخص حي حتى لو كان كافراً بوالاً على عقبيه! (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً) (سورة النساء: 88)
الأسئلة
1 ـ إذا كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لاينفع لأنه ميت، فكيف وصف الله تعالى عن الشهداء العاديين بأنهم (أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) وهم أقل درجة من الرسل؟!
2 ـ لقد فهم جميع المسلمين قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ...) بأنها تشمل حياته (صلى الله عليه وآله وسلم) وبعد وفاته، وعملوا بها، وأفتى بها فقهاء جميع المذاهب ودونوها في مناسكهم! فما دليكم على حصرها بحياته (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ وهل كان المسلمون كلهم على ضلال حتى جاء ابن تيمية في القرن الثامن واكتشف أن جميع المسلمين مشركون كفار لأنهم يقصدون زيارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويتوسلون إلى الله به عند قبره؟!!
3 ـ ما رأيكم في الأدلة الثلاثة التي ذكرناها على حياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عند ربه؟
4 ـ هل تخاطبون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في صلاتكم فتقولون كما يقول المسلمون: (السلام عليك أيها النبيُّ ورحمة الله وبركاته) أم تقلدون الألباني؟
وإذا قلدتم الألباني، فهل أن من يسلم على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بصيغة الخطاب، يكون مشركاً، ومنهم أئمتكم؟!
5 ـ هل يستطيع أحدكم أن يجيب بلا مواربة ولا تقية على السؤال التالي:
أيهما أنفع الآن برأيكم: العصا، أم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
المســألة: 33
الصلاة على النبي وآله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الصلاة توسل بهم لقبول الصلاة
فقد أفتى أكثر فقهاء المذاهب بوجوبها وبطلان الصلاة بتركها، وأفتى بعضهم باستحبابها، وأصحها عندهم الصلاة الإبراهيمية، رواها البخاري:6/27: (باب قوله: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. عن كعب بن عجرة، قيل: يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف الصلاة؟ قال: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل ابراهيم إنك حميد مجيد.
وفي صحيح مسلم:2/16: (عن أبي مسعود الأنصاري قال: أتانا رسول الله (ص) ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله تعالى أن نصلي عليك يارسول الله، فكيف نصلي عليك؟ قال فسكت رسول الله (ص) حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال رسول الله: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل ابراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل ابراهيم في العالمين إنك حميد مجيد. والسلام كما قد علمتم).
الأسئلة
1 ـ معنى وجوب الصلاة على النبي وآله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الصلاة أن صلاة أي مسلم تكون باطلة ولاترفع إلى الله تعالى إلا بالصلاة عليهم! ولا شك أن من معانيها وحكمها أنها توسل إلى الله تعالى لقبول صلاتنا!
فإذا كان كل توسل شركاً فهل فرض علينا الله أن نشرك به نبيه وآله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ونتوسل بهم في الصلاة التي هي أهم مظهر عملي لتوحيد الله وعبادته؟!
2 ـ إذا كان الصحابة أفضل من آل محمد عند الله تعالى كما تزعمون، فلماذا لم يأمرنا بالصلاة عليهم والتوسل بهم في صلاتنا؟
3- إذا قال المسلم في صلاته: (اللهم صل على محمد وأصحاب محمد) فهل تبطل صلاته؟!
المســألة: 34
روت عائشة أن علياً (عليه السلام) أقرب الخلق وسيلة إلى الله تعالى
كانت عائشة تروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن الذي يقتل الخوارج بعده هو أقرب الخلق وسيلة إلى الله تعالى. وقد أكد لها عمرو بن العاص أنه هو قتل الخوارج في مصر، وفيهم ذو الثدية الموصوف!
وعندما قتلهم علي (عليه السلام) في حرب النهروان، اكتشفت عائشة كذب ابن العاص فلعنته! قال القاضي النعمان في شرح الأخبار:1/141: (عن مسروق، قال: دخلت على عائشة فقالت لي: يا مسروق: إنك من أبر ولدي بي، وإني أسألك عن شئ فأخبرني به. فقلت: سلي يا أماه عما شئت. قالت: المخدج من قتله؟ قلت: علي بن أبي طالب (عليه السلام). قالت: وأين قتله؟ قلت على نهر يقال لأعلاه تامرا، ولأسفله النهروان بين أحافيف (أخافيق) وطرق. فقالت: لعن الله فلاناً تعني عمرو بن العاص فإنه أخبرني أنه قتله على نيل مصر!
قال مسروق: يا أماه فإني أسألك بحق الله وبحق رسوله وبحقي فإني ابنك، لما أخبرتني بما سمعت من رسول الله فيهم. قالت: سمعته يقول فيهم: (تقصد أهل النهروان): هم شر الخلق والخليقة، يقتلهم خير الخلق والخليقة، وأقربهم إلى الله وسيلة!!
قال مسروق: وكان الناس يومئذ أخماساً، فأتيتها بخمسين رجلاً عشرة من كل خمس، فشهدوا لها أن علياً قتله).
الأسئلة
1 ـ بماذا تفسرون قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي روته عائشة في علي (عليه السلام) أنه أقرب الخلق وسيلة إلى الله تعالى؟
2 ـ لقد لعنت عائشة عمراً بن العاص، فلماذا تستنكرون علينا لعنه والبراءة منه؟! ولماذا لاتطيعون أمكم فتلعنوه؟!
3 ـ ما رأيكم فيمن أبغض علياً (عليه السلام)، أو حاربه؟! وهل صح عندكم أنه لايبغضه إلا منافق، وأن حربه حرب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وسلمه سلمه؟!
المســألة: 35
جوَّزوا التوسل بالحيوانات، وحرَّموه بالأنبياء (عليهم السلام)!
من الإشكالات عليهم أنهم جوزوا التوسل في صلاة الإستسقاء بالحيوانات فكيف يحرمونه بالأنبياء والأولياء (عليهم السلام)؟!
قال النووي في المجموع:5/66: (وقال أبو إسحاق: استحب إخراج البهائم لعل الله تعالى يرحمها، لما روي أن سليمان (عليه السلام) خرج ليستسقي فرأى نملة تستسقي فقال: إرجعوا فإن الله تعالى سقاكم بغيركم).
وقال في المجموع:5/70: (يستحب أن يستسقى بالخيار من أقارب رسول الله (ص) وبأهل الصلاح من غيرهم، وبالشيوخ والضعفاء والصبيان والعجائز وغير ذوات الهيئات من النساء).
الأسئلة
1 ـ إذا وقع أحدكم في مشكلة، أو كانت له حاجة ملحة، أو أراد أن يصلي للإستسقاء، فيجوز له بفتواكم أن يتوسل إلى الله تعالى حتى بقطته!
ولايجوز له أن يتوسل اليه بنبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)! فما هذا المذهب بالله عليكم؟!
المســألة: 36
خالفوا فتوى إمامهم أحمد باستحباب التوسل بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
مما يشكل به عليهم أن إمامهم أحمد بن حنبل نص على مشروعية التوسل بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) واستحبابه.
قال الحافظ الممدوح في رفع المنارة: (وهو ـ التوسل ـ السؤال بالنبي أو بالولي أو بالحق أو بالجاه أو بالحرمة أو بالذات وما في معنى ذلك. وهذا النوع لم ير المتبصر في أقوال السلف من قال بحرمته أو أنه بدعة ضلالة، أو شدد فيه وجعله من موضوعات العقائد، كما نرى الآن. لم يقع هذا إلا في القرن السابع وما بعده! وقد نقل عن السلف توسلٌ من هذا القبيل.
وقال ابن تيمية في التوسل والوسيلة ص98: (هذا الدعاء (أي الذي فيه توسل بالنبي) ونحوه قد روي أنه دعا به السلف، ونقل عن أحمد بن حنبل في منسك المروزي التوسل بالنبي (ص) في الدعاء).انتهى.
وقال في ص65: (والسؤال به (أي بالمخلوق) فهذا يجوزه طائفة من الناس ونقل في ذلك آثار عن بعض السلف، وهو موجود في دعاء كثير من الناس). انتهى. وذكر أثراً فيه التوسل بالنبي (ص) لفظه: (اللهم إني أتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة (ص) تسليما. يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك وربي يرحمني مما بي). وقال ابن تيمية: فهذا الدعاء ونحوه روي أنه دعا به السلف، ونقل عن أحمد بن حنبل في منسك المروزي التوسل بالنبي (ص) في الدعاء). انتهى. وهذا هو نص عبارة
الأسئلة
1 ـ ما دام التوسل بالميت شركاً، فلماذا لم تحكموا على أحمد بن حنبل بالشرك واتخذتموه إماماً؟!
2 ـ إذا كنتم ترون أن فتوى إمامكم أحمد بالتوسل خطأ مغفور لأنه حصل عن شبهة فلايستوجب الحكم عليه بالشرك، فلماذا لاتحكمون بذلك على غيره من المسلمين؟!
3- إذا اختلفت فتوى إمامكم أحمد مع ابن تيمية، يأي الفتويين تعملون؟!
المســألة: 37
قبر إمامهم ابن حنبل مزار.. وهو كان يزور القبور ويتوسل بالأموات!
يتعجب الإنسان عندما يقرأ عن الحنابلة في القديم وحتى في الحاضر، فيجد أنهم يعترفون أن إمامهم أحمد وكبار أئمتهم كانوا يزورون القبور ويتوسلون إلى الله تعالى بأصحابها!
ويرى أنهم هم بنوا على قبر أحمد بن حنبل في بغداد مسجداً وقبة، وجعلوه مزاراً يزورونه ويصلون عند قبره، ويتوسلون ويتبركون ويتمسحون به! وما زال ذلك دين الحنابلة وديدنهم إلى اليوم!
فما بالهم يسكتون عن قبر أحمد بن حنبل وعمن يزوره، ولا يمنعون الناس من التوسل والتبرك والتمسح به، ولايفتون بوجوب هدم قبته؟!
فهل كان إمامهم أحمد وأسلافهم وإخوانهم مشركون؟
وكيف صار ذلك حلالاً، بينا صار قصد زيارة أفضل الخلق وسيد المرسلين (صلى الله عليه وآله وسلم) حراماً، والتوسل به إلى الله بدعةً وشركاً وكفراً؟!
فهل أحمد بن حنبل، وأحمد بن تيمية، أفضل من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!
ففي النهاية لابن كثير:12/ 323: (وفي صفر سنة 542 رأى رجل في المنام قائلاً يقول له: من زار أحمد بن حنبل غفر له. قال: فلم يبق خاصٌ ولا عامٌ إلا زاره، وعقدت يومئذ ثم مجلساً، فاجتمع فيه ألوفٌ من الناس)!!
وفي مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي الحنبلي ص 454: (حدثني أبو بكر بن مكارم بن أبي يعلى الحربي وكان شيخاً صالحاً قال: كان قد جاء في بعض السنين مطرٌ كثير جداً قبل دخول رمضان بأيام، فنمت ليلة في رمضان فأريت في منامي كأني قد جئت على عادتي إلى قبر الإمام أحمد بن حنبل أزوره، فرأيت قبره قد التصق بالأرض حتى بقي بينه وبين الأرض مقدار ساف أو سافين، فقلت:إنما تم هذا على قبر الإمام أحمد من كثرة الغيث! فسمعته من القبر وهو يقول: لا، بل هذا من هيبة الحق عزوجل لأنه عز وجل قد زارني!! فسألته عن سر زيارته إياي في كل عام فقال عز وجل: يا أحمد، لأنك نصرت كلامي فهو ينشر ويتلى في المحاريب. فأقبلت على لحده أقبله ثم قلت: يا سيدي ما السر في أنه لا يقبل قبر إلا قبرك؟ فقال لي: يا بني، ليس هذا كرامة لي ولكن هذا كرامة لرسول الله (ص)! لأن معي شعرات من شعره! ألا ومن يحبني يزورني في شهر رمضان! قال ذلك مرتين)!!
وفي طبقات الحنابلة لأبي يعلى الموصلي:2/186: (سمعت رزق الله يقول: زرت قبر الإمام أحمد
وفي تاريخ بغداد للخطيب:4/423: (عن أبي الفرج الهندباني يقول: كنت أزور قبر أحمد بن حنبل فتركته مدة، فرأيت في المنام قائلاً يقول لي: لمَ تركت زيارة إمام السنة)!!
وفي عمدة القاري في شرح البخاري للعيني:5 جزء 9/241: (سعيد العلائي قال: رأيت في كلام أحمد بن حنبل.. أن الإمام أحمد سئل عن تقبيل قبر النبي (ص) وتقبيل منبره، فقال: لا بأس بذلك. قال فأريناه للشيخ تقي الدين بن تيمية، فصار يتعجب من ذلك ويقول: (عجبت! أحمد عندي جليل، يقول هذا الكلام)! وأي عجب وقد روينا عن الإمام أحمد أنه غسل قميصاً للشافعي وشرب الماء الذي غسله به!!
وفي تاريخ الإسلام للذهبي:14/335: (قال ابن خزيمة: هل كان ابن حنبل إلا غلاماً من غلمان الشافعي؟).
الأسئلة
1 ـ لايمكنكم المكابرة وإنكار هذه النصوص عن إمامكم وأسلافكم، فأمركم يدور بين رد رأي ابن تيمية الذي كفر المسلمين لتوسلهم بالأموات، وبين الحكم بكفر إمامكم ابن حنبل وأسلافكم! فأيهما
2- إذا كنتم تخالفون أحمد ابن حنبل في كثير من عقائده وفقهه، وتتبعون ابن تيمية، فلماذا لاتجهرون بانكم أتباع مذهب ابن تيمية، وليس ابن حنبل؟!
المســألة: 38
حيلة ابن تيمية لتكفير المتوسلين وهدر دمائهم!
تعمد ابن تيمية الخلط بين مفهوم: النداء، والتوسل، والإستشفاع، والإستغاثة، والدعاء، والعبادة! فجعلها كلها عبادة للمنادى، والمتوسل به، والمستشفع به، والمستغاث به! فعندما تقول: يا رسول الله أتوسل بك، أو أستشفع بك، أو أغثني، يقول لك إنك عبدته من دون الله تعالى!
وأصل الحيلة في كلامه أنه افترض مسبقاً أن المتوسل أو المستغيث بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (يدعوه) وجعل معنى (يدعوه) يطلب منه بدل الطلب من الله تعالى، لاأنه يطلب من الله تعالى بواسطته! فقال: ها، لقد اعترفت أنك دعوت الرسول والولي بدل الله تعالى! فأنت إذن كافر!
وهذا من أسوأ أنواع المصادرة على المطلوب، حيث يلف الحكم المختلف عليه في لفافة، ويجعله جزءً من مقدمة مسلَّمة عند مخالفه!
مع أن المتوسل لم يدع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بدل الله تعالى! بل توسل به واستغاث به واستشفع به إلى الله تعالى، لكرامته عند ربه!
ومثل ابن تيمية في ذلك: كمثل شرطي رأى شخصاً يتوسل إلى رئيس مكتب الملك، ليتوسط له عند الملك! فقال له: إنك تعديت على شرعية الملك وجعلت رئيس مكتبه هو الملك! فعملك هذا محاولة انقلاب يدخل في جرائم أمن الدولة الكبرى، وتستحق به الإعدام!!
لكن هذا كذب وافتراء على المسلمين، لأن المتوسلين منهم يعرفون أن الأمر كله لله تعالى، وأنه ليس للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولالمخلوق مع الله ذرة شراكة، وإنما يستشفع بنبيه لكرامته على ربه، فهو يطلب من الله بواسطة نبيه، أو يطلب من نبيه أن يشفع له إلى ربه!
أو كمثل شرطي من هيئة الأمر بالمعروف الوهابية، رآك وقد تعطلت سيارتك في الطريق فناديت شخصاً: يامحمد ساعدني، أغثني، أتوسل بك، فأخذك وسلمك إلى مشايخه وقال لهم: رأيت هذا يعبد شخصاً من دون الله تعالى، فأقيموا عليه الحد الشرعي! فأخذوك إلى الإعدام وأنت تصرخ والله ما عبدته، بل توسلت به ليساعدني مما أعطاه الله من قدرة!
الأسئلة
1 ـ إذا كان التوسل والإستغاثة إشراكاً بالله تعالى، فلا فرق فيهما بين الميت والحي، فكيف صار قولكم: يا جعموص بن فنحوص ساعدنا وأغثنا، إيماناً! وقولنا يا رسول الله ساعدنا وأغثنا، شركاً أكبر!
2 ـ ما دام ابن تيمية يدعي أن (لازم المذهب ليس مذهباً) فعندما يقال له يلزم على
فكيف احتج على المتوسل بلوازم عمله، وحسب فهمه هو؟!
المســألة: 39
شيطنة ابن تيمية في نقل التوسل من الفقه إلى أصول العقائد!
كانت مسألة التوسل والإستشفاع والإستغاثة لمدة ثمانية قرون مسألة فقهية، وكان فقهاء المذاهب جميعاً يبحثونها في باب الحج والزيارة، فيفتون بجواز بعض فروعها وحرمة بعضها!
حتى جاء هذا الشخص السوري الذي نصبه الحاكم المملوكي الشركسي لمدة قليلة بمنصب (شيخ الاسلام في الشام) أي قاضي القضاة، فابتدع في هذه المسألة ونقلها من فروع الفقه إلى أصول الدين!
ومثل ذلك كما لو نقلنا مادة جزائية من القانون التجاري أو الجنائي، ووضعناها في جرائم الدولة والتآمر على النظام!
والسبب في نقل ابن تيمية لمسألة التوسل من المخالفات العادية للشرع، إلى المخالفة في أصول الدين وارتكاب الشرك، أنه بذلك فقط يستطيع أن يكفر المسلمين ويستحل قتلهم ويستبيح أموالهم وأعراضهم، بحجة أنهم يتوسلون بنبيهم (صلى الله عليه وآله وسلم)!!
الأسئلة
1 ـ هل كان جميع فقهاء المسلمين على ضلال عندما بحثوا مسألة التوسل في الفقه ولم يبحثوها في أصول العقائد؟
2 ـ إذا قدمت إلى القاضي (تهمة بجريمة) وكان تقياً، فهل يحتاط بأن يصنفها في الجرائم العادية، أو في جرائم أمن الدولة ليحكم على صاحبها بالإعدام؟!
3 ـ هل ابن تيمية وابن عبد الوهاب محتاطون في الفتوى بإراقة دماء المسلمين؟!
4- ما رأيكم بقاعدة: (الحدود تدرأ بالشبهات)؟!
المســألة: 40
هل رجع ابن تيمية عن رأيه وجوَّز التوسل بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!
نقلوا في ترجمة ابن تيمية أنه تراجع عن رأيه عندما سجنوه في مصر وحاكموه على آرائه الشاذة، ومنها تحريم التوسل بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
قال السقاف في رسالته البشارة والإتحاف: (أما مسألة التوسل فقد اختلفت آراء دعاة السلفية فيها بشكل ملحوظ، مع أن الموجودين في الساحة منهم اليوم يقولون بأن هذه المسألة من مسائل العقائد، وليست كذلك قطعاً.
أما ابن تيمية فقد أنكر في كتابه (قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة) التوسل ومرادنا التوسل بالذوات، ثم رجع عن ذلك كما نقل تلميذه ابن كثير في البداية والنهاية:14/45، حيث قال: قال البرزالي: وفي شوال منها شكى الصوفية بالقاهرة على الشيخ تقي الدين، وكلموه في ابن عربي وغيره إلى الدولة فردوا الأمر في ذلك إلى القاضي الشافعي، فعقد له مجلس وادعى عليه ابن عطاء بأشياء فلم يثبت عليه منها شئ، لكنه قال: لايستغاث إلا بالله لايستغاث بالنبي استغاثة بمعنى العبادة، ولكن يتوسل به ويتشفع به إلى الله. فبعض الحاضرين قال ليس عليه في هذا شئ، ورأى القاضي بدر الدين بن جماعة أن هذا فيه قلة أدب). انتهى.
ويؤيد ذلك ظاهر كلام ابن تيمية في رسالته التي كتبها من سجنه، وهي في مجموعة رسائله،
لكن المتأمل يجد أن ابن تيمية لفَّ كلامه بلفافة، حيث جوَّز التوسل لأنه دعاء لله وليس للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وبهذا كذب نفسه عندما قال إن التوسل بالميت دائماً دعاء له وهو شرك! لكنه جعل التوسل قسماً في مقابل الإستغاثة مع أنهما شئ واحد! ثم جعل الإستغاثة دعاءً النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من دون الله تعالى وعبادةً وتوكلاً عليه من دون الله تعالى!
وهذا ما لايقصده أحدٌ من المسلمين بتوسله بنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم)!!
الأسئلة
1 ـ ألا ترون أن إمامكم ابن تيمية قد تراجع عن رأيه في أن التوسل بالميت شرك، وأفتى بالعمل بحديث الترمذي في التوسل حتى
2- أنتم بين أمرين، إما أن تقولوا إن ابن تيمية تراجع عن رأيه في التوسل، وإما أن أنه استعمل التقية مع قضاة المذاهب الربعة! فأيهما تختارون؟!
المســألة: 41
ابن عبد الوهاب وحفيده.. زادا على ابن تيمية!
قال محمد بن عبد الوهاب (عقائد الاسلام ص26): (فمن قصد شيئاً من قبر أو شجر أو نجم أو نبي مرسل لجلب نفع أو كشف ضر، فقد اتخذ إلهاً من دون الله، فكذب بلا إله إلا الله، يستتاب وإلا قُتل، وإن قال هذا المشرك: لم أقصد إلا التبرك وإني لأعلم أن الله هو الذي ينفع ويضر، فقل له: إن بني إسرائيل ما أرادوا إلا ما أردت، كما أخبر الله تعالى عنهم إنهم لما جاوزوا البحر، أتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة، فأجابهم بقوله:إنكم قوم تجهلون). انتهى.
وبذلك أفتى بكفر كل من توسل بنبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) أو بغيره من الأنبياء (عليهم السلام) حتى لو كان ذلك في اعتقاده لا ينافي التوحيد!
وقال سليمان حفيد ابن عبد الوهاب في (تيسير العزيز الحميد) ص209: (فحديث الأعمى شئ، ودعاء غير الله تعالى والإستغاثة به شئ آخر. فليس في حديث الأعمى شئ غير أنه طلب من النبي (ص) أن يدعو له ويشفع له، فهو توسل بدعائه وشفاعته، ولهذا قال في آخره: اللهم فشفعه فيَّ، فعلم أنه شفع له. وفي رواية أنه طلب من النبي (ص) أن يدعو له! فدل الحديث على أنه (ص) شفع له بدعائه، وأن النبي (ص) أمره هو أن يدعو الله، ويسأله قبول شفاعته. فهذا من أعظم الأدلة أن دعاء غير الله شرك لأن النبي (ص) أمره أن يسأل قبول شفاعته، فدل على أن النبي (ص) لايدعى، ولأنه (ص) لم يقدر على شفائه إلا بدعاء الله له. فأين هذا من تلك الطوام؟! والكلام إنما هو في سؤال الغائب (يقصد النبي بعد موته) أو سؤال المخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله! أما أن تأتي شخصاً يخاطبك (يعني شخصاً حياً) فتسأله أن يدعو لك، فلا إنكار في ذلك على ما في حديث الأعمى. فالحديث سواء كان صحيحاً أو لا، وسواء ثبت قوله فيه يا محمد أو لا، لايدل على سؤال الغائب (الميت) ولا على سؤال المخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله، بوجه من وجوه الدلالات. ومن ادعى ذلك فهو مفتر على الله
فانظر كيف شكك في حديث الأعمى الذي صححه علماء المذاهب، وقبله إمامه ابن تيمية!
ثم انظر كيف افترض أن المستشفع (يدعو) النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من دون الله تعالى، ويطلب منه ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى!!
كل ذلك لكي يثبت أن المسلم المستغيث إلى الله برسوله قد كفر واستبدل عبادة الله بعبادة الرسول! ويستحل بذلك قتله وأخذ ماله وعرضه!! حتى لو قال أشهد أن لا إله إلا الله، وأن الضار النافع هو الله تعالى فقط!!
وقال صلاح البدير إمام الجمعة في المسجد النبوي: (والإستغاثة بالأموات، والإستعانة بهم، أو طلب المدد منهم، أو ندائهم وسؤالهم لسد الفاقة وجلب الفوائد ودفع الشدائد، شركٌ أكبر! يخرج صاحبه عن ملة الاسلام، ويجعله من عُبَّاد الأوثان). انتهى.
وبذلك حكم هذا الشيخ على كل المسلمين بالكفر، لأنهم يقولون: يارسول الله إنا نتوسل بك إلى الله، ونستشفع بك إليه، ونستغيث إلى الله بجاهك عنده أن يرحمنا!! وحكم بوجوب قتلهم وجعل أموالهم غنائم ونسائهم وبناتهم إماءً، له وللمطوعين الذين على شاكلته!!