الصفحة 91

والبحث الذي ابتدعه ابن تيمية ليس في أصل الدعاء عند قبر النبي صلى الله عليه وآله بل في اتجاه الزائر في حال زيارته للنبي صلى الله عليه وآله وهل يتجه الى قبر النبي أو الى القبلة؟ ثم في اتجاه الداعي في حال دعائه الله تعالى بعد زيارة النبي صلى الله عليه وآله، وهل يبقى متجهاً الى القبر، أو يجب أن يتجه الى القبلة؟!

وقد حرم ابن تيمية الإتجاه في حال الدعاء الى القبر، وليس أصل الدعاء عند القبر الشريف، كما فعل هذا الشيخ المفرط!

قال الألباني في كتابه في أحكام الجنائز ص 195:

(قلت: فإذا كان الدعاء من أعظم العبادة فكيف يتوجه به إلى غير الجهة التي أمر باستقبالها في الصلاة، ولذلك كان من المقرر عند العلماء المحققين أنه لايستقبل بالدعاء إلا ما يستقبل بالصلاة. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في اقتضاء الصراط المستقيم 175: (وهذا أصل مستمر أنه لايستحب للداعي أن يستقبل إلا ما يستحب أن يصلي إليه، ألا ترى أن الرجل لما نهي عن الصلاة إلى جهة المشرق وغيرها، فإنه ينهى أن يتحرى استقبالها وقت الدعاء. ومن الناس من يتحرى وقت دعائه استقبال الجهة التي يكون فيها الرجل الصالح، سواء كانت في المشرق أو غيره، وهذا ضلال بين وشر واضح....

وتابع الألباني عن إمامه ابن تيمية:

وذكر قبل ذلك بسطور عن الإمام أحمد وأصحاب مالك أن المشروع استقبال القبلة بالدعاء حتى عند قبر النبي (ص) بعد السلام عليه. وهو مذهب الشافعية أيضاً.... فقال شيخ الاسلام في القاعدة الجليلة، في التوسل والوسيلة ص 125: (ومذهب الأئمة الأربعة مالك

الصفحة 92
وأبي حنيفة والشافعي وأحمد وغيرهم من أئمة الاسلام أن الرجل إذا سلم على النبي (ص) ، وأراد أن يدعو لنفسه فإنه يستقبل القبلة، واختلفوا في وقت السلام عليه، فقال الثلاثة مالك والشافعي وأحمد: يستقبل الحجرة ويسلم عليه من تلقاء وجهه، وقال أبو حنيفة: لايستقبل الحجرة وقت السلام كما لايستقبلها وقت الدعاء باتفاقهم، ثم في مذهبه قولان: قيل يستدبر الحجرة، وقيل يجعلها عن يساره. فهذا نزاعهم في وقت السلام. وأما في وقت الدعاء فلم يتنازعوا في أنه إنما يستقبل القبلة لا الحجرة) . انتهىكلام الألباني وابن تيمية.

فأنت تلاحظ أن ابن تيمية نقل عن المذاهب الأربعة أنهم لاخلاف بينهم في الدعاء عند قبر النبي صلى الله عليه وآله، وإنما البحث هل يستقبل الداعي القبلة أم يستقبل قبر النبي صلى الله عليه وآله؟! وهذا دليل دامغ على بطلان ما ذكره البدير وغيره من تحريم الدعاء عند القبر الشريف!

وحيث أجمعت المذاهب وفق مذهب أهل البيت الطاهرين عليهم السلام على مشروعية الدعاء عند قبر النبي صلى الله عليه وآله فقد تحقق إجماع المسلمين، ولم يبق أي قيمة لقول البدير ومن يحرمه، ويعتبره من أسباب الشرك؟!

أما استقبال القبر الشريف عند الزيارة فهو طبيعي عند كل البشر، وأما في حالة الدعاء بعد الزيارة، فيستحب في مذهب اهل البيت عليهم السلام أن يستقبل القبلة ولو جعل القبر خلف كتفيه، ففي الكافي ج4 ص551، في حديث صحيح عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (وإن كانت لك حاجة فاجعل قبر النبي صلى الله عليه وآله خلف كتفيك واستقبل القبلة وارفع يديك، واسأل حاجتك، فإنها أحرى أن تقضى إن شاء الله) . انتهى.

لكن ذلك لايعني أن نضلل أو نكفر المسلم إذا دعا الله وهو متجه

الصفحة 93
الى أي جهة، فإنه يدعو الله تعالى، ولا يدعو الشخص أوالقبر الذي أمامه!

بينما قال الحصني الدمشقي في دفع الشبه عن الرسول صلى الله عليه وآله ص201:

(وأما الدعاء عند القبر فقد ذكره خلق، ومنهم الإمام مالك، وقد نص على أنه يقف عند القبر، ويقف كما يقف الحاج عند البيت للوداع ويدعو، وفيه المبالغة في طول الوقوف والدعاء، وقد ذكره ابن المواز في الموازية فأفاد ذلك. إن إتيان قبر النبي صلى الله عليه وسلم والوقوف عنده والدعاء عنده من الأمور المعلومة عند مالك، وأن عمل الناس على ذلك قبله وفي زمنه، ولو كان الأمر على خلاف ذلك لأنكره، فضلاً عن أن يفتي به أو يقره عليه. وقال مالك في رواية ابن وهب: إذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم ودعا يقف ووجهه إلى القبر، لا إلى القبلة، ويدعو ويسلم، ولا يمس القبر بيده) . انتهى. وقد ذكر ذلك عن فقهاء حنابلة، وآخرين أيضاً، فراجع.

ثالثاً: رد ما نسبه البدير الى الإمام زين العابدين عليه السلام

نلاحظ أن البدير وأئمته إنما يذكرون أهل البيت النبوي عليهم السلام عندما يجدون حديثاً موضوعاً منسوباً الى أهل البيت عليهم السلام يوافق أهواءهم!

والحديث الذي ذكره عن الإمام زين العابدين عليه السلام، من هذا النوع، وهو لايتم حتى على موازينهم لا سنداً، ولا دلالة!

أما سنداً، فقد رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده: ج1 ص361، قال: (حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا جعفر بن إبراهيم من ولد ذي الجناحين قال: حدثنا علي بن عمر، عن

الصفحة 94
أبيه، عن علي بن حسين، أنه رأى رجلاً يجئ إلى فرجة كانت عند قبر النبي (ص) فيدخل فيها فيدعو، فنهاه فقال: ألا أحدثكم حديث سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله (ص) قال: لاتتخذوا قبري عيداً ولابيوتكم قبوراً وصلوا عليَّ فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم) .انتهى.

ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه ج2ص268، لكن فيه: "فإن صلاتكم تبلغني" ورواه البخاري في الأدب المفرد ج2 ص 186، وحذف آخره، في ترجمة جعفر بن ابراهيم الجعفري، وهو علة الحديث عندهم، لأنه لم يوثقه أحد! ولذا اعتبره الألباني في أحكام الجنائز ص220مؤيداً فقط، قال: (وله شاهد آخر بنحو هذا من طريق علي بن الحسين عن أبيه عن جده مرفوعاً أخرجه اسماعيل القاضي رقم20 وغيره) . انتهى.

وأما دلالةً، فإن الحديث ليس فيه نهي عن الدعاء عند قبر النبي صلى الله عليه وآله لأن النهي فيه عن الدخول من الفرجة الى القبر، والكلام المروي فيه عن النبي صلى الله عليه وآله ليس فيه ذكرٌ للدعاء عند قبره!!

والأغرب من هذا أن ابن تيمية استدل بحديث الإمام زين العابدين عليه السلام على أن قصد قبر النبي صلى الله عليه وآله للسلام حرام، والدعاء عنده حرام! وهو من نوع كلام الجرائد، لايستعمله طالب في الإستدلال الفقهي!

قال في الإقتضاء ص155- 156، على مانقله عنه الألباني في أحكام الجنائز ص220: (فهذا أفضل التابعين من أهل بيته علي بن الحسين رضي الله عنهم نهى ذلك الرجل أن يتحرى الدعاء عند

الصفحة 95
قبره (ص) ، واستدل بالحديث الذي سمعه من أبيه الحسين عن جده علي، وهو أعلم بمعناه من غيره، فتبين أن قصده أن يقصد الرجل القبر للسلام عليه ونحوه عند غير دخول المسجد، ورأى أن ذلك من الدعاء ونحوه اتخاذ له عيداً. وكذلك ابن عمه حسن بن حسن شيخ أهل بيته كره اتخاذه عيداً. فانظر هذه السنة كيف أن مخرجها من أهل المدينة وأهل البيت الذين لهم من رسول الله (ص) قرب النسب وقرب الدار، لأنهم إلى ذلك أحوج من غيرهم، فكانوا له أضبط) . انتهى.

فاعجب لهذا النوع من الإستدلال الذي يرتب عليه صاحبه تحريم الدعاء عند قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وتحريم القصد اليه ولو بخطوة بنية زيارته، وتحريم دعاء الله تعالى عند قبره الشريف، ويرتب على ذلك تكفير المسلمين!!

والعجيب هنا أنه يمدح أهل البيت النبوي لتخيله أن روايتهم وافقت هواه!

رابعاً: فضيحتهم في تحريم الإعتقاد بأن الدعاء عند النبي صلى الله عليه وآله مستجاب!

لم يكتف البدير بتحريم الدعاء عند قبر النبي صلى الله عليه وآله، حتى جعل اعتقاد المسلم بأن الدعاء عند قبر نبيه معصية تؤدي الى الشرك! قال: " المخالفة الرابعة: دعاء الله عند القبر، أو اعتقاد أن الدعاء عنده مستجاب، وذلك فعل محرم، لأنه من أسباب الشرك ".!!

ولو كان القائل غير مسلم، لقلنا إنه يستعمل أسلوباً خبيثاً لتنقيص مقام النبي صلى الله عليه وآله وتشكيك المسلمين فيه، وإبعادهم عن زيارته

الصفحة 96
والإعتقاد باستجابة دعائهم عند قبره ببركته! لكنه الإفراط لايقف بصاحبه عند حد!

وممن أفرط من مشايخهم وزاد على إمامه ابن تيمية المدعو الشيخ صالح الفوزان، قال الحافظ الممدوح في كتابه رفع المنارة في تخريج أحاديث التوسل والزيارة، هامش ص45: (هو صالح الفوزان، ودعوى البدعة والشرك عنده سهلة جداً، حتى أنني رأيت منسكاً له عد فيه الدعاء عند القبر الشريف من الأخطاء العظيمه لأنه (وإن كان الداعي لايدعو إلا الله) بدعةٌ ووسيلةٌ إلى الشرك! كذا في منسكه (ص52) . وغير خفى أن الدعاء عند القبر الشريف تظافرت النقول عليه عن السلف والخلف وابن تيمية ذكر ذلك عن جماعات في رده على الأخنائى ص37 - 38، فانظره) . انتهى.

ولعلك لو قلت لأحدهم: إن لي حاجة الى الله، وأنا ذاهب الى بغداد لزيارة قبر ابن حنبل، أو الى الشام لزيارة قبر أحمد عبد الحليم بن الحاجة تيمية، لأدعو الله عند قبره، فما تقول؟ لقال لك: أحسنت وخيراً تفعل، أرجو أن يقضي الله حاجتك، لأن الدعاء عند قبره مستجاب!

نقول ذلك، لأنهم قالوا مثل هذا الكلام في إمامهم أحمد بن حنبل، وأئمتهم المجسمة مثل ابن لال الفارسي، أي الأخرس!

قال إمامهم الذهبي في سير أعلام النبلاء ج17ص75:

(ابن لال. الشيخ الإمام الفقيه المحدث، أبو بكر أحمد بن علي بن أحمد، له: السنن ومعجم الصحابة، ما رأيت أحسن منه. والدعاء عند قبره مستجاب) !!


الصفحة 97

وقال الذهبي في سيره أيضاً ج 16ص519:

عن الحافظ شيرويه الديلمي: (كان ركناً من أركان الحديث ثقة.... ويستجاب الدعاء عند قبره) !

وقال في تذكرة الحفاظ ج3 ص985:

عن صالح بن محمد السمسار: (الحافظ الكثير الصدق المعمر أبو الفضل التميمي الهمذاني السمسار، حدث عن أبيه وعلى بن الحسن بن سعد، وله مصنفات غزيرة، توفي في شعبان سنة أربع وثمانين وثلاث مائة. والدعاء عند قبره مستجاب) !!

وقد تقدمت نصوص عديدة لايمكنهم ردها في زيارتهم لقبر إمامهم ابن حنبل وغلوهم فيه، ودعائهم عنده، وتوسلهم به!!

فقليلاً من الإنصاف يا قومنا! فقد جعلتم زيارة قبور أئمتكم، والدعاء عندها، والإعتقاد باستجابة عندها، إيماناً وتسليماً!

وجعلتم زيارة قبر سيد الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله والدعاء عنده والإعتقاد باستجابته.. معصيةً وشركاً؟!! روحي فداك يا رسول الله، كم ظلمك الجهال المتعصبون! (وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً)!

خامساً: مخالفتهم لأمر القرآن بالصلاة والدعاء عند مقام ابراهيم عليه السلام

فقد خالف هؤلاء المتطرفون في فتواهم بتحريم الصلاة عند القبور قوله تعالى: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ

الصفحة 98
لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) . سورة البقرة:125، فالأمر الإلهي باتخاذ مصلى من مقام نبيه ابراهيم عليه السلام يُشعر بجواز اتخاذ المصلى عند مقام الأنبياء عليهم السلام وقبورهم المشرفة. ويكون دليلاً على عدم صحة الحديث النبوي الذي رووه، أو على عدم فهمهم له! إذ كيف يعقل أن يأمر الله تعالى المسلمين ومن قبلهم من أتباع إبراهيم عليه السلام أن يتخذوا من مقامه الذي أقام فيه مصلى للتبرك ويعبدوا الله تعالى ويدعوه عنده، وفي نفس الوقت ينهاهم عن الصلاة والدعاء في مقام وارث ابراهيم وسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وآله وعند قبره الشريف؟! وكذا في مقام غيره من الأنبياء عليهم السلام وعند قبورهم الشريفة وبقاعهم الطاهرة؟!

سادساً: تناقض أتباع ابن تيمية في حكم الصلاة عند القبر!

إذا كانت الصلاة على القبر أو عند القبر جريمة، فهل الصلاة على قبر ابن باز حلال؟! فقد كتب أحد السلفيين واسمه بندر الشعلان في شبكة الساحة العربية السلفية، بتاريخ 18-05-1999، سائلاً مستغرباً، قال:

(كنت في زيارة لمقبرة العدل يوم أمس الإثنين فرأيت مطوعاً يصلي على قبر سماحة الشيخ ابن باز رحمة الله عليه!

في البداية استغربت من الوضع، ولما اقتربت منه وجدته يصلي عليه صلاة الميت بعد أ كثر من ثلاثة أيام من دفنه، وأنا أعرف أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة عند القبور.. فما هي

الصفحة 99
وجهة نظركم وفتواكم في هذا الموضوع؟!

فأجابه شيخ منهم اسمه أبو محمد الدوسري فقال: (لقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى بأن صلاة الجنازة على القبر إلى شهر جائزة وذلك عند الإمام أحمد رحمه الله رحمة واسعة. ثم هداك الله لماذا هذا الأسلوب في قولك (فرأيت مطوعاً) هل كل مطوع يوحي لك بشئ؟الله أعلم، كأنك انتقصت قدر أخيك فدعوت له بالمغفرة كي يعفو الله عنك. ثم يا أخي الشكل لايوحي بالعلم في غالب الأحوال، والله أعلم.

ثم كتب له ابن الوادي يفرق بين الصلاة على القبر والصلاة عند القبر. فأجابه أحدهم: (استغرابي هو ما عسى أن يكون الفرق بين صلاة الجنائز وسائر الصلوات، حتى حكمنا على مفردة بالشرك، وعلى المفردة الأخرى بالنزاهة من درن الشرك؟!!) .

وجرى بينهم نقاش طويل واختلاف، ولم يستطيعوا إقناع المتسائلين منهم بالفرق الذي يجعل صلاةً عند القبر إيماناً، وصلاة أخرى شركاً، مع أن نية المصلي فيهما عبادة الله تعالى، وليس عبادة صاحب القبر؟!!

وقام المشايخ كالعادة بتوبيخ السائل وشتمه! راجع نص الموضوع في الموقع.


الصفحة 100

الصفحة 101

المسألة السابعة
زعمه أن مراسم احترام قبر النبي صلى الله عليه وآله بدعة!

(أفتى) البدير بأن التوجه من داخل المسجد الى قبر النبي صلى الله عليه وآله وزيارته، حرام ومعصية، وكذلك حرَّم أنواعاً من الآداب والإحترام يؤديها الحجاج والزوار لقبر نبيهم صلى الله عليه وآله! قال: (المخالفة السابعة: التوجه إلى قبره الشريف من كل نواحي المسجد، واستقباله له كلما دخل المسجد، أو كلما فرغ من الصلاة، ووضع اليدين على الجنبين وتنكيس الرؤوس والأذقان أثناء السلام عليه في تلك الحال.

وهذه من البدع المنتشره والمخالفات المشتهرة، فاتقوا الله عباد الله واحذروا سائر البدع والمخالفات واحذرو الهوى والتقليد الأعمى، وليكن أمركم على بينة وهدى. قال جل وعلا: (أفمن كان علىبينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهوائهم) .

وكذلك زعم البدير أن إرسال السلام مع أحد الى النبي صلى الله عليه وآله حرام وبدعة!قال:

(المخالفة الخامسة: إرسال من عجز عن الوصول الى المدينة سلامه لرسول الله (ص) مع بعض الزوار، وقيام بعضهم بتبليغ هذا السلام، فهذا فعل مبتدع، وأمر مخترع. فيا مرسل السلام، ويا مبلغه: كفَّ عن ذلك، فقد كفيتكما بقوله (ص) : صلوا عليَّ فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم. وبقوله صلى الله عليه وآله: إن لله في الأرض ملائكة سياحين يبلغوني من أمتي السلام. أخرجه أحمد) .

*  *


الصفحة 102

أولاً: ليس لفتاواهم قيمة علمية لأنها تحكماتٌ بغير دليل!

من شروط الفقيه أن يكون متقياً يخاف الله تعالى فلا يستعجل في فتواه، ولا يتبع الظن والإحتمال، لأنه بفتواه ينسب حكماً الى الله العظيم عز وجل فلا بد أن يكون مستنده العلم والقطع.

هذا هو المنهج الصحيح في الإستنباط، ولايفرق الأمر فيه بين أن يكون الموضوع تحليل شئ أو تحريمه،فالتحريم كالتحليل يحتاج الىمستند قطعي!

ولو سألنا هذا الشيخ: ما الدليل على أن هذه الآداب والمراسم التي يستعملها بعض الحجاج تجاه النبي صلى الله عليه وآله عند قبره الشريف، حرام؟!

إن كنت تفتي بالإعتماد على القرآن والسنة، فأرنا آيةً أو حديثاً تدل على تحريم ذلك! وإن كنت تعتمد على حكم العقل، فأنت إذن تقبل دور العقل الإنساني في استنباط الحكم الشرعي، فلا تحتكر هذا الحق لعقلك وحدك واقبل دور عقول كل فقهاء المسلمين في الإستنباط، واعذر مقلديهم؟

وإذا كان عقلك الكبير يرى أن هذه الآداب والمراسم شركٌ بالله تعالى، أو ذريعةً للشرك، فإن عقول غيرك ترى أن مراسم احترام النبي صلى الله عليه وآله من لبِّ التوحيد، ومن أفضل القربات الى الله الواحد الأحد الفرد الصمد!

ألم يقل الله تعالى للمسلمين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ

الصفحة 103
لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ. إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) . الحجرات:2-3 وقال لهم: (لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً) النور:63 فإذا كان المسلم يعتقد بالدليل أن حرمة النبي صلى الله عليه وآله ميتاً كحرمته حياً، فهو يتصرف في مسجده وعند قبره كأن النبي صلى الله عليه وآله أمامه، فهل يجب عليه أن يترك دليله واعتقاده، ويعمل بتصورات عقلك بأن النبي صلى الله عليه وآله مات وانتهى!

إن كنت لاترى، فاعذر من يرى! فإن من يعلم حجة على من لايعلم!

ثانياً: ما الذي يضرك من مراسم احترام الحجاج لنبيهم صلى الله عليه وآله؟!

ثم، ما الذي يضرك من إرسال مسلم سلامه الى نبيه صلى الله عليه وآله مع زائره؟! فهل صار واجب المشايخ أن يفتشوا قلوب الناس وما يحمل وينقل فيها، وأن يقسموا السلامات المرسلة الى سلامات يجوز حملها ونقلها، وسلامات يحرم حملها ونقلها، لأن ذلك شركٌ بالله العظيم؟!

وهل يختلف تجسسكم على قلوب الناس عن التجسس

الصفحة 104
على بيوتهم!

ثم، ألست مسلماً تعتقد بأن السلام يبلغ النبي صلى الله عليه وآله! فما الفرق بين أن يسلم عليه المسلم عن نفسه، أو يسلم عليه ويبلغه السلام من غيره؟

وكيف صار حمل السلام اليك وإبلاغك إياه حلالاً وأمانةً وإيماناً، وحمله الى النبي صلى الله عليه وآله وإبلاغه إياه مخالفةً ومعصيةً وشركاً وكفراً؟

وهل تدلنا على مسلم من مليار مسلم يصدقك بأنك أنت حيٌّ تسمع وتنفع، والنبي صلى الله عليه وآله ميتٌ لايسمع ولا ينفع؟!

سبحان الله كيف يبلغ الإفراط بأصحابه، أن تصبح سليقتهم عوجاء!

ثالثاً: من أمثلة ما صنعه الإفراط بأصحابه!

مَثَلُ ابن تيمية وأتباعه كشخص كان يقف على حافة سطح، فخاف أن يقع منه، فأخذ يحتاط ويرجع الى الوراء، فأفرط في رجوعه حتى وقع من الجهة الأخرى من السطح!

فقد خافوا أن ينفوا صفات الله تعالى ويعطلوها، مثل صفات السميع البصير العليم المتكلم..الخ. فأفرطوا في طريقة إثباتها فأثبتوا لله تعالى أذناً وعيناً ويداً وفماً وأعضاءً كأعضائنا! حتى يسمع بها ويرى بها ويتكلم...! فوقعوا بذلك في التجسيم وقالوا فلنكن مجسمة وأصروا عليه، لأن صفات الله بخيالهم لايمكن إثباتها إلا إذا جعلوا ربهم وجوداً مادياً! وجعلوا خالق كل شئ سبحانه، ومنه الزمان والمكان، خاضعاً لقوانين الزمان والمكان!


الصفحة 105
وهنا في موضوع زيارة النبي صلى الله عليه وآله والتوسل به، أرادوا أن يوحدوا الله تعالى ويعبدوه ويدعوه وحده، ولا يدعو معه غيره، فتصوروا أن التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله الى الله تعالى دعاء للنبي صلى الله عليه وآله وعبادة له من دون الله تعالى! وتخيلوا أن كل مراسم احترامه عبادةٌ له!

وبذلك وقعوا من الناحية الأخرى من السطح، فنقصوا حق نبيهم وأهانوه! وقالوا للمسلمين لاتزوروا النبي صلى الله عليه وآله، وإن مشى أحدكم خطوة واحدة بنية زيارته فقد أشرك بالله تعالى، ومن توسل به فقد أشرك بالله تعالى، لأن النبي صلى الله عليه وآله ميت لايسمع الكلام ولا ينفع، والعصا أنفع منه!

وقالوا لهم إن سلمتم عليه مرة، فلا تكرروها لأن ذلك حرام، ولا تفعلوا عند قبره شيئاً من الآداب التي أفتى بها أئمة المذاهب، واستحسنها العقل السليم، وأجمعت عليها سيرة الأمة من عصر نبيها صلى الله عليه وآله الى اليوم!

ولو أنهم اعتدلوا في فهم ذات الله تعالى وصفاته، لنزهوه عن المادة والأعضاء والخضوع لقوانين المادة والمكان والزمان المخلوقة له.

ولو أنهم اعتدلوا في فهم التوحيد والعبادة، لفهموا أن التوسل بالنبي وآله صلى الله عليه وآله ليس عبادة لهم، بل عبادة لله الواحد الأحد الذي أمرنا أن نتقرب اليه بمودتهم والصلاة عليهم، وأن نتوسل بهم فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) سورة المائدة:35

الصفحة 106

رابعاً: كما خالفوا إمامهم فقد خالفوا العقل والفطرة السوية!

تقدمت فتوى أحمد بن حنبل في جواز التبرك بقبر النبي صلى الله عليه وآله وأماكنه الشريفة، وردُّ الذهبي عليهم ووصفه إياهم بالمتنطعين المبتدعين أتباع آراء الخوارج، فقد قال في سير أعلام النبلاء ج11ص212: (أين المتنطع المنكر على أحمد وقد ثبت أن عبد الله سأل أباه عمن يلمس رمانة منبر النبي صلى الله عليه وسلم ويمس الحجرة النبوية؟ فقال: لا أرى بذلك بأساً! أعاذنا الله وإياكم من رأي الخوارج، ومن البدع) . انتهى كلام الذهبي.

وفي تهذيب الأحكام ج6ص7:

عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (إذا فرغت من الدعاء عند القبر، فأت المنبر فامسحه بيديك وخذ برمانتيه، وهما السفلاوان فامسح عينيك ووجهك، فإنه يقال إنه شفاء للعين، وقم عنده فاحمد الله واثن عليه وسل حاجتك، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ما بين منبري وبيتي روضة من رياض الجنة، ومنبري على ترعة من ترع الجنة، والترعة هي الباب) . انتهى.

وأما مخالفتهم للعقل والفطرة البشرية السوية، فلأنهما تقضيان بأن أنواع المراسم والآداب التي يستعملها الحجاج في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله أمورٌ حسنةٌ لأنها احترامٌ وتعظيمٌ لرسول الله صلى الله عليه وآله وتوسلٌ به الى ربه، وهي من أفضل القربات الى الله تعالى، وهي عبادةٌ لله تعالى بتعظيم نبيه والتوسل به، وليست عبادةً للنبي صلى الله عليه وآله كما يزعم هؤلاء، ولا يحرم من

الصفحة 107
هذه المراسم إلا ما ورد فيه نهي شرعي، فليأتوا بآية أو حديث نهى عنها إن كانوا صادقين!

خامساً: من بدعهم تحريم الإضاءة على الضريح النبوي الشريف!

ماهو دليلهم الفقهي الذي استندوا اليه في تحريم إضاءة القبر النبوي؟

جوابهم: أن محمداً مات وقبره كبقية القبور، والإضاءة على القبور حرام!!

فإن سألناهم: أليس من الكبائر والبدع في الدين أن تنسبوا تحريم شئ الى الله تعالى وشريعته بدون دليل، فهل عندكم دليل من آية أو حديث؟

يجيبون: ليس عندنا آية ولاحديث، بل دليلنا أن النبي صلى الله عليه وآله والصحابة لم يفعلوه، فهو بدعة!

تقول لهم: في عصر النبي صلى الله عليه وآله لم يكن عند المسلمين القوت اليومي إلا بالكاد، فكيف نعرف أنهم كانوا يستطيعون أن يضيؤوا الشوارع والأزقة والمقابر ولم يفعلوا؟ ألاترون حث الشرع على إضاءة المساجد طول الليل؟

ثم، إذا كان كل شئ لم يفعله النبي صلى الله عليه وآله والصحابة حرام، فلماذا لا تحرمون (بدعة) إضاءة الطرقات، وتعتموا شوارع المملكة وأزقتها؟!

يجيبون: القبور لاتحتاج الى ضياء، فإضاءتها إسراف وتضييع للمال!


الصفحة 108
نعم، هذا كل دليلهم على هذه الفتوى التي البائسة التي سببت أن يمنعوا إضاءة القبر النبوي الشريف! فقد قصروا نظرهم على حاجة الميت للضياء وأغمضوا أعينهم عن المصالح المتعددة للأحياء من الإنارة!

والمفارقة الطريفة أن البلديات في أنحاء المملكة العربية السعودية جهزت المقابر بالمصابيح الكهربائية، وارتاح الناس لذلك، لأن إبقاءها مظلمة سيجعلها مصدراً للتخيل والخوف، ومصدر خطر أن يأوي اليها الفاسدون ومدمنو المخدرات، وأهل الجرائم.

وعندما أشكل الناس على المشايخ لهذه المفارقة: كيف حرَّمتم الإضاءة على قبر نبيكم صلى الله عليه وآله، وحللتموه على المقابر في المدن والقرى؟!

لذلك بادروا بعد نصف قرن الى تعميم فتوى على البلديات بوجوب تعتيم كافة المقابر في المملكة! وهذا نصها الذي نشرته الجريدة الإقتصادية العدد 2657 بتاريخ الخميس 18يناير 2001، قالت:

(أصدر الدكتور محمد الجار الله وزير الشؤون البلدية والقروية تعليمات للأمانات والبلديات ومديريات المناطق، تؤكد على منع إنارة المقابر!

وتأتي هذه التعليمات بناء على خطاب من سماحة المفتي العام للسعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، بعدم جواز إنارة المقابر إنارة دائمة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لعن الله زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج) . انتهى.

ويلاحظ في هذه الفتوى للمشايخ الكبار قولهم: (إنارة دائمة) لكي يتخلصوا من حديث شريف ينص على أن النبي صلى الله عليه وآله زار قبراً في الليل

الصفحة 109
فأضاؤوا له سراجاً. ففي المغني لابن قدامة الحنبلي ج2ص417: (عن ابن عباس أن النبي (ص) دخل قبراً ليلاً فأسرج له سراج.. قال الترمذي هذا حديث حسن) والأهم في فتواهم: أنها قامت على حديث ضعيف لم يصح عندهم أنفسهم! فهذا إمامهم ناصر الألباني الذي يسمونه أمير المؤمنين الحديث في عصرنا، أفتى بتحريم الإضاءة على القبور، واستند الى أنه بدعة وتضييع للمال، وقال في أحكام الجنائز ص232: (فإن قيل: فلماذا لم تستدل بالحديث المشهور الذي رواه أصحاب السنن وغيرهم عن ابن عباس: لعن الله زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج؟

وجوابنا عليه: أن هذا الحديث مع شهرته ضعيف الإسناد لا تقوم به حجة، وإن تساهل كثير من المصنفين فأوردوه في هذا الباب وسكتوا عن علته، كما فعل ابن حجر في الزواجر، ومن قبله العلامة ابن القيم في زاد المعاد، واغتر به جماهير السلفيين وأهل الحديث، فاحتجوا به في كتبهم ورسائلهم ومحاضراتهم. وقد كنت انتقدت ابن القيم من أجل ذلك فيما كنت علقته على كتابه، وبينت علة الحديث مفصلاً هناك، ثم في (سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم 223) ، ثم رأيث ابن القيم في تهذيب السنن:4/342) نقل عن عبد الحق الإشبيلي أن في سند الحديث باذام صاحب الكلبي، وهو عندهم ضعيف جداً، وأقره ابن القيم، فالحمد لله على توفيقه) . انتهى.

والحمد لله على توفيقه، أنا رأينا الضعف في أصل دليلهم، والتدليس في فتوى هيئتهم، حيث استندت على حديث يعرفون

الصفحة 110
سقوطه عن الحجية؟!

ولو أنهم اعتدلوا في تفكيرهم وكانوا عقلانيين، لقالوا إن الأصل فيما لم يرد فيه نهي من الشرع هو الإباحة والحلية، وما دامت حرمة إضاءة القبور لم تثبت لضعف حديثها الوحيد، فإضاءة القبر والمقابر غير حرام.

ولو أنهم قاسوا إضاءة قبر النبي صلى الله عليه وآله وكافة المقابر على احترام المساجد وتعظيمها بإضاءتها، لكان قياسهم أقوى من تخبطهم! ولما احتاجوا التدليس!

قال المحقق الحلي (رحمه الله) في المعتبر ج2ص450: (وما رواه أنس عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أسرج في مسجد من مساجد الله سراجاً لم تزل الملائكة وحملة العرش يستغفرون له مادام في المسجد ضوء من ذلك السراج) .

وقال الشيخ زين الدين في كلمة التقوى ج1ص363:

(يستحب كنس المسجد واخراج القمامة منه ويتأكد ذلك في يوم الخميس وليلة الجمعة، ويستحب الإسراج فيه ليلاً، من غير فرق بين أوقات الصلاة وغيرها ووجود المصلين وعدمهم، وحاجة المسجد الى الإنارة وعدمها، فإن ذلك من تعظيم شعائر الله) . انتهى.

لكن القوم أصابتهم هذه المصيبة لتنقيصهم مقام النبي صلى الله عليه وآله ومسجده وآثاره، وهي عقيدةٌ ورثوها من إمامهم ابن تيمية وورثها هو من أئمته الأمويين، الذين كانت عندهم حساسية من تعظيم المسلمين لنبيهم صلى الله عليه وآله وقبره الشريف وفي المقابل احتقارهم للخليفة الأموي وقصره وحكومته، فروجت الحكومات الأموية حتى الكفريات أو سكتت

الصفحة 111
عليها، للرفع من مقام الخليفة والتنقيص من مقام النبي صلى الله عليه وآله!

قال الجاحظ: خطب الحجاج بالكوفة فذكر الذين يزورون قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالمدينة فقال: تباً لهم إنما يطوفون بأعواد ورمة بالية! هلا طافوا بقصر أمير المؤمنين عبد الملك؟! ألا يعلمون أن خليفة المرأ خير من رسوله) ؟ (الكامل للمبرد ص 126، والعقد الفريد لابن عبد ربه ص 1218، وحياة الحيوان للدميري ص 283، وشرح النهج لابن أبي الحديد ص 2828، ونثر الدرر للآبي ص 773، راجع موقع الوراق:

http://www.alwaraq.com/cgi-bin/doccgi.exe/booksearch

أعاذنا الله من التأثر بهذا المادي المنافق، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

سادساً: ومن بدعهم تحريمهم إهداء الزهور!

نشرت شبكة الساحة العربية هذه الفتوى العجيبة:

فتوى رقم 21409 تاريخ21/3 /1421:

الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

وبعد، فلقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من المستفتي محمد عبد الرحمن العمر، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم1330وتاريخ: 3 /1420، وقد سأل المستفتي سؤالاً هذا نصه: (لقد انتشرت في بعض المستشفيات محلات بيع الزهور، وأصبحنا نرى بعض الزوار يصطحبون باقات- طاقات الورود - لتقديمها للمزورين، فما