عيد الفطر السعيد

العيد لغة : اسم لما عاد من شيء في وقت معلوم .

إنّ شهر رمضان شهر عظيم ومبارك ، لأنّه شهر الله ، وقد كرّمه وشرّفه وعظّمه وفضّله على سائر الشهور ، ويوم الجمعة فضّله الله على سائر الأيام ، وليلة القدر عظيمة لأنّ الله عظّمها وجعلها خيراً من ألف شهر ، فكذلك اليوم الأوّل من شهر شوّال ، وهو يوم عيد الفطر .

اليوم الذي يعلن فيه الإنسان المؤمن انتصاره على شهواته وغرائزه ، فهو يوم الرحمة ، لأنّ الله يرحم به عباده ، وسمّاه الرسول ( صلى الله عليه وآله ) بيوم الجوائز ، عندما قال لجابر الأنصاري ( رضي الله عنه ) : ( إذا كان أوّل يوم من شوّال ، نادى منادٍ : أيُّها المؤمنون أُغدوا إلى جوائزكم ) .

ثمّ قال : ( يا جابر جوائز الله ليست كجوائز هؤلاء الملوك ) .

ثمّ قال : ( هو يوم الجوائز ، فينبغي أن يكون الإنسان يوم عيد الفطر خاشعاً خاضعاً ، راجياً لقبول صومه وعبادته في شهر رمضان ، خائفاًَ وجلاً من حرمانه وَردّه ) .

زكاة الفطرة :

تجب زكاة الفطرة على العاقل البالغ الغني ، ووقت إخراجها من ليلة العيد إلى وقت زوال يوم عيد الفطر ، ومقدارها ثلاثة كيلوات تقريباً من الطعام المألوف ، أو ما يعادل قيمتها من النقود ، تدفع إلى الفقراء والمحتاجين ، وهي تشريع إسلامي له صفة تعبدية واجتماعية .

وهي تساهم في بناء علاقات الود والسلام بين أفراد المجتمع الإسلامي ، وتعمل على مكافحة الفقر والحاجة ، وتمنح شهر رمضان وعيده صفة خاصّة ، وهي صفة التعاطف ، والتعاون ، والسرور الذي يملأ قلوب الفقراء والمحتاجين .

صلاة العيد :

وهي فريضة عبادية واجبة مع اجتماع شرائطها ، ووقت أدائها من طلوع الشمس إلى ظهر يوم العيد ، ويشترط في صحّتها كل الشروط اللازم توفّرها في الصلاة اليومية ، من الطهارة وإباحة المكان وغيرهما .

وتتكوّن من ركعتين كصلاة الصبح ، يضاف إليها في الركعة الأولى بعد قراءة سورة الفاتحة وسورة من القرآن التكبير خمس مرات ، والقنوت عقيب كل تكبير ؛ أمّا في الركعة الثانية ، فيفعل المصلّي كما فعل في الركعة الأولى ، إلاّ أنّ التكبير والقنوت أربع مرّات وليس خمساً ، والدعاء المأثور الذي يقرأ في قنوت صلاة العيد هو :

( اللهم أهل الكبرياء والعظمة ، وأهل الجود والجبروت ، وأهل العفو والرحمة ، وأهل التقوى والمغفرة ، أسألك بحق هذا اليوم ، الذي جعلته للمسلمين عيداً ، ولمحمّد نبيّك صلواتك عليه وآله ذخراً ، وشرفاً وكرامةً ومزيداً ، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تدخلني في كل خير أدخلت فيه محمّد وآل محمّد ، وأن تخرجني من كل سوء أخرجت منه محمّداً وآل محمّد ، صلواتك عليه وعليهم ، اللهم إنّي أسألك خير ما سألك عبادك الصالحون ، وأعوذ بك ممّا استعاذ منه عبادك المخلصون ) .

العودة