مناظرة(1)مع بعض فضلاء حلب في أمر الصحابة

تكميل جميل وقد بحثت نحو هذا البحث مع بعض فضلاء حلب فتشيع وكان في دغدغة من سب الشيعة بعض الصحابة.
 

فقلت له: إنّي لا أسب أحداً منهم ولا أجوّزه ، والذين يسبون بعضهم ليس السب عندهم من شروط الاِيمان ، ولو أن مؤمناً لم يسبَّ إبليس والكفار والمنافقين لم يكن ذلك نقصاً في إيمانه، نعم لعن أعداء أهل البيت عليهم السلام عندهم من مكمِّلات الاِيمان ولو بسبيل الاِجمال ، فَلَعَن أعداءهم وتبرَّأ منهم واستمرت دغدغته في تخصيص السب .
 

فقلت له: أنا أبيِّن لك عذرهم ودليلهم الذي يعتمدونه في جواز سب من يسبونه ، ما تقول في الذين قتلوا عثمان ؟ وما تقول في طلحة والزبير وعائشة الذين خرجوا على علي وقُتِل في حربهم نحو ستّة عشر ألفاً كلهم من الاَنصار والمهاجرين وتابعيهم ؟
 

وكذا معاوية لما خرج على علي عليه السلام قتل في حربه نحو سبعين ألفاً من الاَنصار والمهاجرين والتابعين .
 

فقال: مذهبنا أن ذلك كله كان بالاجتهاد ، وهم غير مؤاخذين بل يثابون.
 

فقلت: إذا جاز الاِجتهاد في قتال أخي النبي صلى الله عليه وآله ووصيه خليفة المسلمين إجماعاً ، وجاز في قتل عثمان والاَنصار والمهاجرين والتابعين جاز في سب بعضهم ، مع أنَّ السب إنّما هو دعاء والباري إن شاء الله لم يقبله، وليس مثل سفك دماء الاَنصار والمهاجرين وتابعيهم، وهذا معاوية سفك دماء الاَنصار والمهاجرين وسنَّ السبّ على علي عليه السلام وأهل بيته الممدوحين بنص القرآن ونص الرسول صلى الله عليه وآله ، واستمر ذلك في زمن بني أُميّة ثمانين سنةً ، ولم ينقص ذلك من شأنه عندكم، وكذا الشيعة اجتهدوا في سب من اعتقدوا ضلاله لاَمور رووها من طرق مخالفيهم وطرقهم ، بحيث أفادهم علماً يقيناً في جواز سبهم فهؤلاء غير مأثومين وإن فرضنا أنهم مخطئون .
 

فقال: ماذا يروون من ذلك ؟
 

قلت: أشياء كثيرة لا يمكن إنكارها نقلها الفريقان منها تخلف أبي بكر وعمر عن جيش أُسامة وقد قال النبي صلى الله عليه وآله: لعن الله من تخلَّف عن جيش أُسامة(2).
 

فقال: إنّما تخلَّف باجتهاد وشفقة على المسلمين .
 

فقلت: يقولون هذا خطأ محض لاَن الاجتهاد إنّما يجوز فيما لا نص فيه وقد قال تعالى: ( وَمَا يَنطِقُ عَن الهَوَى * إِن هُوَ إِلاَّ وَحيٌ يُوحَى )(3) فاجتهادهما ردٌّ على الله ورسوله صلى الله عليه وآله وهل يتصوَّر عاقل أنهما كانا أعلم من الله ورسوله بصلاح المسلمين ؟ هذا عمى عن الحق وتلبيس بالشبهات !!
 

ومنها: منع أبي بكر فاطمة عليها السلام من إرثها بحديثٍ تفرَّد بروايته وليس صريحاً بمدعاه ، وهو مخالف للقرآن ، وقالت له: أفي كتاب الله ترث أباك ولا أرث أبي لقد جئتم شيئاً إدّا(4)، وإن صحّ ما رواه يكون النبي صلى الله عليه وآله قد قصَّر في تبليغ الرسالة حيث لم ينذر إلاّ أبا بكر فقط ، ولم ينذر أهل بيته وعشيرته كالعبّاس وولده عبدالله، وعلي وفاطمة عليها السلام وهما أولى بالاِنذار لقوله تعالى: ( وَأَنذِر عَشِيرَتَكَ الاََقرَبينَ )(5)ومنعها فدك التي أنحلها إياها أبوها وتصرَّفت فيها في حياته ، وشهد لها علي والحسنان وأُمُّ أيمن ، فردَّ شهادتهم(6)وهم مطهَّرون بنص القرآن ، فماتت مغضبة عليه(7)وعلى عمر ، وأوصت ألا يصليا عليها ، وأن تدفن ليلاً(8)، ضخ، وقد قال أبوها صلى الله عليه وآله : فاطمةُ بضعَةٌ منّي ، من آذاها فقد آذاني(9)ومن آذى رسول الله فقد آذى الله وقد قال تعالى : ( الَّذِينَ يُؤذُونَ اللهَ وَرَسولَهُ لَعَنهُمُ اللهُ في الدُّنيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُم عَذَاباً مُّهِيناً )(10).
 

ومنها : منع عمر النبي صلى الله عليه وآله من الكتاب الذي أراد أن يكتبه قبل موته وأخبر أنَّنا لا نضل بعده أبداً ، ـ وقال ـ : دعوه فإنّه يهجر(11)حسبنا كتاب ربنا ، وهذا ردٌّ على رسول الله صلى الله عليه وآله الذي لا ينطق عن الهوى ، ولو خاطب أحدنا مثله بذاك لعُدَّ مسيئاً للاَدب فما ظنك بسيّد المرسلين ومنعه من هذا الكتاب الذي كان فيه هداية أُمّته إلى يوم القيامة.
 

ومن المشهور وصرَّح عمر به في بعض مجالسه أنّه ما منعه من مكاتبته وساعده بعضهم ، إلاَّ خوفاً من أن ينص على ابن عمّه(12)فيزول عنه ما كان قررَّه من الطمع في الملك، وكان عبدالله بن عبّاس يقول: الرزية كل الرزية ما حال بيننا وبين كتاب نبيّنا(13).
 

ومنها أنّه كان يقول : متعتان كانتا على عهد رسول الله أنا أنهى عنهما وأعاقب عليهما(14)وهذا ردٌّ صريح على الله ورسوله، روى البخاري في صحيحه عن عمران بن حصين قال: أُنزلت آية المتعة في كتاب الله ففعلناها مع رسول الله ولم ينزل قرآن بحرمتها ولم ينه عنها حتى مات ، قال رجل برأيه ما شاء قال أبو عبدالله البخاري: يعني عمر.(15)
 

ومنها: أنَّ عثمان وَلَّى أمر المسلمين أقاربه من بني أُميّة الفساق لمحض القرابة بعد أن نهاه الصحابة حتى أظهروا القتل وشرب الخمر(16)وأنواع المناكير وضرب عبدالله بن مسعود(17)شيخ القراء حتى كسر بعض أضلاعه، وضرب عمار(18) بن ياسر حتى حدث به فتق، ونفى أبا ذر(19)مع عظم شأنهم وتقدمهم في الاِسلام ، وما ذاك إلاَّ أنهم كانوا ينكرون عليه(20)بعض منكراته ، وردَّ طريد رسول الله صلى الله عليه وآله الحكم(21)وابنه إلى المدينة وكان النبي صلى الله عليه وآله قد أخرجهما منها ، وكان قد سأل أبا بكر وعمر في أيام خلافتهما بردِّهما فلم يقبلا، وكانت عائشة من أكبر الباعثين على قتله وتقول: اقتلوا نعثلاً قتل الله نعثلاً(22)، ونعثل اسم يهودي كانت تشبّهه به ، وكانت تخرج قميص رسول الله صلى الله عليه وآله ـ وتقول : هذا قميص رسول الله ـ لم يبلُ وقد أبلى نعثل سنّتهُ(23) فعند ذلك ثار الصحابة وغيرهم عليه وقتلوه.
 

...والعجب أنّ عائشة كانت من أكبر الباعثين على قتله، ولمّا قتل وصار الاَمر إلى علي عليه السلام خرجت تطالب بدمه(24)ولما قدمت البصرة خرج إليها أبو الاَسود الدؤلي(25)فقال: يا أُمّ المؤمنين ، لِمَ جئت ؟ قالت: أُطالب بدم عثمان ، فقال: أنتِ لستِ وليَّة دمه ، أولياء دمه في الشام(26)، وأيضاً الذين قتلوه ليسوا في البصرة ، وإنّما هم في المدينة، وأمثال ذلك مما ورد في كل واحد بخصوصه مما نقله أهل السنة وغيرهم لو ذكرناه لطال.
 

وأمّا ما ورد في الصحاح الستّة وغيرها من قبائح الصحابة بقول مطلق فكثيرٌ جداً ، فمنه حديث الحوض ، وهو ما رواه في الجمع بين الصحيحين يعني مسلم والبخاري في الحديث الحادي والثلاثين بعد المائة من المتفق عليه من مسند أنس بن مالك قال: إنَّ النبي صلى الله عليه وآله قال: ليردنَّ عليَّ الحوض رجال ممن صاحبني حتى إذا رأيتهم ورفعوا إليَّ رؤوسهم اختلجوا فأقول أي ربّ أصحابي أصحابي فيقال لي: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك، ورواه أيضاً في الجمع بين الصحيحين من مسند ابن عباس بلفظ آخر والمعنى متفق وفي آخره إنّه لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم(27).
 

ورواه أيضاً في الجمع بين الصحيحين من مسند سهل بن سعد في الحديث الثامن والعشرين من المتفق عليه وفي آخره زيادة (فأقول: سحقاً لمن غيَّر بعدي).
 

ورواه أيضاً في الحديث السابع والستين بعد المائتين من مسند أبي هريرة وفي آخره زيادة (فلا أراه يخلص منهم إلاّ مثل هُمَل النعم)، وروي مثل ذلك في مسند عائشة بعدة طرق، ومن مسند أسماء بنت أبي بكر من عدة طرق، ومن مسند أُم سلمة من عدة طرق، ومن مسند سعيد بن المسيب من عدة طرق ، فهذا وأمثاله كثيرٌ ، ذمٌ من الرسول لهم ثابت في صحاحكم قد بلغ حدَّ التواتر ، وهو غير ما يدعونه من ميل كثير منهم إلى الحياة الدنيا وطلب الملك والرئاسة ، وبسبب ذلك أظهروا العداوة لاَهل البيت عليهم السلام وآذوهم ، وقد ورد في قتل الملوك أبناءهم وقتل أبنائهم لهم ما يقرب من ذلك، وأظهر من ذلك القرآن فقد أخبر بفرارهم(28)من الزحف وهو من أكبر الكبائر قال الله تعالى: (وَيَومَ حُنَينٍ إِذ أعجَبتكُم كَثرَتُكُم) إلى قوله : ( ثُمَّ وَلَّيتُم مُّدبِرينَ )(29)كانوا أكثر من عشرة آلاف فلم يتخلَّف معه إلاّ عليٌ والعباس وابنه الفضل وربيعة وأبو سفيان وهما ابنا الحرث بن عبد المطلب وأُسامة بن زيد وعبيدة بن أُمّ أيمن(30)والباقون كلهم أسلموا نبيَّهم إلى القتل ، ولم يخشوا العار ولا النار ، ولم يستحيوا من الله ولا من رسوله ، وهما يشاهدانهم فكيف يستبعد منهم ميلهم إلى الدنيا بعده وطلب الملك ، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وآله بذلك في حديث الحوض.
 

وقد فرَّ أبو بكر وعمر في عدَّة مواطن أُخر مثل أُحد(31)وخيبر(32)كلها متفق عليها بين أهل النقل ، ومثل ذلك في القبح بل أقبح ما أخبر عنه بقوله تعالى: ( وإذا رَأَوا تجارةً أو لَهواً انفَضُّوا إِلَيها وَتَرَكُوكَ قائِماً )(33)، روى البخارى(34)بسنده إلى جابر بن عبدالله الاَنصاري قال: أقبلت عيرٌ يوم الجمعة ونحن مع النبي صلى الله عليه وآله فثار الناس إلاّ اثني عشر رجلاً ، فأنزل الله : ( وإذا رَأَوا تجارةً أو لَهواً إنفَضُّوا إِلَيها ) ففي رواية أن النبي صلى الله عليه وآله كان يخطب ، وفي أُخرى أنّه كان قائماً في الصلاة، وكانوا إذا أقبلت عير استقبلوها بالطبل والتصفيق وهو المراد باللهو.
 

فهذا نصُّ القرآن الذي لا يمكن إنكاره ، فإذا كان هذا حالهم وسوء أدبهم وعدم اعتنائهم بنبيهم وبسماع خطبته وصلاة الجمعة معه ، وهما واجبان وهو يشاهدهم ويعلم بهم لاَجل تفرجٍ على عيرٍ وسماع الطبل ولهو ، فهل يبعد منهم أن يخالفوا أمره طلباً للملك والرئاسة بعد وفاته ، فليعتبر العاقل فإن في ذلك معتبراً، وأيم الله إن بعض المشايخ والوعاظ لو كان مقبلاً على أصحابه يعظهم ويخوّفهم فسمعوا بلهو أو طبل لاستحوا وهابوا أن يخرجوا لاَجل أمر مباح ، وإن لم يكن في خروجهم ترك واجب ، فما ظنك بمثل سيد المرسلين وسماع خطبته وصلاة الجمعة معه والخروج وهو يشاهدهم أو في الصلاة لاَجل تفرجٍ على عيرٍ وسماع لهوٍ؟ وعند التحقيق هذا أقبح من فرارهم من الزحف لاَن الفرار وإن كان كبيرة ، لكن فيه بقاء نفس وأما هذا ففيه من قلّة الحياء الجرأةُ على الله وعلى رسوله ما لا يمكن حده ويكفي من ذلك ترجيح التفرج على العير وسماع الطبل واللهو على سماع خطبة النبي وصلاة الجمعة معه الواجبين فاعتبروا يا أُولي الاَبصار.
 

فهل يستبعد ممن هذا شأنه في حياة نبيّه وهو يشاهده ميله بعد ذلك إلى الملك والرئاسة وارتكاب إثم لذلك ، فهذا وأمثاله وهي كثيرة ، عذر الشيعة في سبهم بعض الصحابة الذي ثبت عندهم أنهم فعلوا مثل ذلك وهو عندهم عذر واضح ، ولهم مع ذلك كتب مدوَّنة مطوَّلة مشهورة تحتوي على أدلة كثيرة من الكتاب والسنة تجوِّز لهم سبَّ من يسبّونه ، وقد نقل جميع ذلك أهل السنة ولكن يغمضون العين عنه أو يتأولونه بما لا يفيد ، ويقولون إنّه ما ذكرناه وأمثاله فإن كان كافياً في جواز سبّهم فلا لوم ، وإلاّ فغاية الاَمر أن يكونوا مجتهدين مخطئين مثل بعض الصحابة والتابعين .
 

وهذا معاوية وبنو أُميّة لعنوا علياً(35)ثمانين سنة(36)ولم يفعل شيئاً من ذلك ، فلا لوم علينا في السب بعد أن رأينا مثل هذه الاَُمور بعضها في القرآن ، وبعضها في كتب أهل السنة منقولة مصححة ، وأما حقائق الاَُمور فهي موكولة إلى الله تعالى وهو يحكم بين عباده يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون.
 

تنبيه نبيه يقضي على جملة ما تكلمنا فيه ، لا شك ولا ريب أنَّ لنا مرجعاً إلى الله وأننا هنا مسئولون كما ذكر في كتابه المجيد ، فإذا قال الباري جل وعز: لِمَ اتّبعتم أهل البيت عليهم السلام ولم تّتبعوا أبا حنيفة ؟
 

قلنا: لاَنّك طهَّرتهم في كتابك وجعلت ودَّهم أجر الرسالة ، وأمرنا رسولك المبلّغ عنك الذي لا ينطق عن الهوى باتباعهم ، وهم أقرب الناس إليه وأعلمهم بسنته وفي بيوتهم نزل الوحي ، وقد أجمع الكل على علمهم وطهارتهم ، ولم تأمرنا في كتابك ولا على لسان نبيك ولا قام الدليل على وجوب اتباع غيرهم.
 

وليت شعري إذا سألكم الباري بمثل ذلك هل يكون جوابكم سوى أنّه مجتهد ؟ فيقول الباري: أهل بيت نبيّي أيضاً كانوا مجتهدين ، فما وجه العدول عنهم بعدما أخبرتكم أنّهم مطهّرون ، وخبَّركم رسولي أن المتمسك بهم وبكتابي لن يضل أبداً ، ولم آمركم ولا رسولي باتباع غيرهم ، فلا يكون العدول عنهم إلاّ للتعصب من أوائلكم واتباع للهوى وميل إلى الحياة ، وركون منكم إلى التقليد المألوف، ولا شبهة أن الحق ثقيل ، واتباعه يحتاج إلى مزيد إنصاف وترك للهوى والتقليد المألوفين ، اللهم اكفنا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ووفقنا للعلم والعمل بما تحبه وترضاه إنّك قريب مجيب.
 

تمت في سنة خمس وتسعين وتسعمائة على يد أفقر عباد الله صالح بن محمد بن عبد الاِله السلامي غفر الله ذنوبهما آمين رب العالمين .

____________
(1) وجدنا مخطوطة هذه المناظرة ضمن مجموعة تحت رقم: 6896 في مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي قدس سره.
(2) راجع : كنز العمّال: ج10 ص 572 ح30266 ، الملل والنحل: ج1 ص29 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج6 ص52 ، بحار الاَنوار: ج22 ص 466 ، بتفاوت.
(3) سورة النجم: الآية 3 و 4 .
(4) تقدَّمت تخريجاته .
(5) سورة الشعراء: الآية 214 .
(6) راجع : الاِحتجاج للطبرسي: ج1 ص 91 ـ 92 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج16 ص 274 ، فتوح البلدان للبلاذري : ص 44 ، بحار الاَنوار : ج 85 ص 266.
(7) صحيح البخاري: ج5 ص 177 ، الاِمامة والسياسة لابن قتيبة: ج1 ص 19 ـ 20.
(8) راجع: صحيح البخاري: ج5 ص 177 ، أُسد الغابة: ج5 ص 524 ، الاِستيعاب: ج4 ص 1898، الاِصابة في تمييز الصحابة لابن حجر : ج 8 ص 268 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج16 ص 214 .
(9) راجع: صحيح البخاري: ج5 ص26 ، شرح السنّة للبغوي: ج8 ص120 ح3956 ، السنن الكبرى للبيهقي: ج10 ص201 ـ 202 (كتاب الشهادات)، فضائل الصحابة لابن حنبل: ج2 ص 755 ح1324 ، كشف الغمّة للاَربلي: ج1 ص 466 .
(10) سورة الاَحزاب : الآية 57 .
(11) راجع: صحيح مسلم: ج3 ص 1259 ح 21 و 22، الملل والنحل للشهرستاني: ج1 ص 29، مسند أحمد بن حنبل: ج1 ص 222 و293 و355 ، صحيح البخاري: ج1 ص39 وج4 ص 85 و121، الكامل في التاريخ لابن الاَثير: ج2 ص 320 ، الطبقات الكبرى لابن سعد: ج2 ص 242 ـ 245، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج2 ص 55 وج6 ص51 ، بحار الاَنوار للمجلسي: ج22 ص 468 .
(12) راجع : كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين للحلّي : ص 462 ـ 463 ح 562 ، كشف الغمّة : ج 2 ص 46 ، بحار الاَنوار : ج 38 ص 156 ـ 157 .
 

وممن روى ذلك أيضاً ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج : ج 12 ص 21 و ص 78 ـ 79 : في قول الخليفة لابن عبّاس عن أمير المؤمنين عليه السلام : أظنّه لا يزال كئيباً لفوت الخلافة ، فقال له ابن عبّاس : هو ذاك ، إنه يزعم أن رسول الله أراد الاَمر له ! فقال : يا بن عباس وأراد رسول الله صلى الله عليه وآله الاَمر له فكان ماذا ؟ إذا لم يرد الله تعالى ذلك ، إن رسول الله صلى الله عليه وآله أراد أمراً وأراد الله غيره ، فنفذ مراد الله تعالى ولم ينفذ مراد رسوله ، أو كلّما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله كان؟!!
 

أقول : كيف ينسب إلى رسول الله مخالفته لاِرادة الله تعالى ، والحال أن النبيّ صلى الله عليه وآله نفسه يدعو الناس إلى عدم مخالفة أمر الله وإرادته ، فكيف يعمل على خلاف إرادة الله، فعلى هذا يكون الخليفة أحرص من النبي صلى الله عليه وآله على تحقيق مراد الله تعالى في الاَُمة ، وهل يلتزم بذلك أحد ، هذا والقرآن ينص صريحاً في رسول الله صلى الله عليه وآله ( وَمَا ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى ) النجم | 3 ، وقال تعالى: ( ولو تقول علينا بعض الاَقاويل لاَخذنا منه باليمين، ثم لقطعنا منه الوتين ) الحاقة | 46.
 

قال ابن أبي الحديد : وقد روي معنى هذا الخبر بغير هذا اللفظ ، وهو قوله : إن رسول الله صلى الله عليه وآله أراد أن يذكره للآمر في مرضه ـ يعني عليّاً عليه السلام ـ فصددتُه عنه خوفاً من الفتنة ، وانتشار أمر الاِسلام ، فعلم رسول الله صلى الله عليه وآله ما في نفسي وأمسك ، وأبى الله إلاّ إمضاء ما حتم!! وهذا أيضاً مثل سابقه إن لم يكن أعظم فهل كان رسول الله لا يعلم بما يصلح المسلمين ، بحيث كان يعين لهم خليفة يكون في تنصيبه لهم فتنة تضر بالاِسلام والمسلمين، مع أنّ أمر الخلافة والاِمامة بيد الله تعالى والنبي صلى الله عليه وآله ليس هو إلاّ مبلغ كما في قوله تعالى: (يا أيّها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) ، وثانياً من أين علم أنّ الله تعالى أمضى ما حتم ؟ فإن كان يقصد بالاِمضاء الاِمضاء التكويني فالله تعالى لا يجبر العباد على أفعالهم ، وإن كان ذلك في علمه تعالى وعلى خلاف أمره وإن كان مراده بالاِمضاء الاِمضاء التشريعي فهذا يحتاج إلى علم الغيب والاِطلاع على ما في اللوح المحفوظ ، وثانياً كيف يمضي الله تعالى أمراً هو على خلاف أمره ويُعد عصياناً في حقّه ، تعالى الله عن ذلك ، فيكون الاِمام مأموماً والمأموم إماماً بين عشية وضحاها.
(13) راجع: صحيح مسلم (في آخر كتاب الوصية): ج3 ص 1259 ح22، الطبقات الكبرى لابن سعد : ج 2 ص 244 ، صحيح البخاري: ج 1 ص 39، وج7 ص 155 ـ 156 (ك المرض ب قول المريض قوموا عني)، الملل والنحل للشهرستاني : ج 1 ص 29 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج2 ص 55 وج6 ص 51 ، بحار الاَنوار للمجلسي : ج 22 ص 473 ـ 474.
(14) راجع: التفسير الكبير للرازي: ج10 ص 50، كنز العمّال: ج16 ص 519 ح45715 وص 521 ح 45722، المحلى لابن حزم: ج7 ص 107 ، أحكام القرآن للجصاص: ج2 ص 152 ، الدر المنثور للسيوطي: ج2 ص 487 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج1 ص 182 وج12 ص 251 ، نهج الحق وكشف الصدق: ص 281 ، الغدير للاميني: ج6 ص 211 .
(15) راجع: صحيح البخاري: ج2 ص 176 ، مسند أحمد بن حنبل: ج4 ص 438 ، نهج الحق وكشف الصدق: ص 283 .
(16) راجع: مروج الذهب للمسعودي: ج2 ص 334 ـ 336 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج2 ص 129 .
 

ذكر المسعودي في مروج الذهب ج 2 ص 334 : كان السبب في صرف الوليد بن عقبة وولاية سعيد ـ على ما روي ـ انّ الوليد بن عقبة كان يشرب مع ندمائه ومغنيه من أول الليل إلى الصباح ، فلما أذنه المؤذنون بالصلاة خرج متفضلاً في غلائله ، فتقدم إلى المحراب في صلاة الصبح ، فصلى بهم أربعاً ، وقال : أتريدون أن أزيدكم ؟ وقيل : إنه قال في سجوده وقد أطال ، إشرب واسقني ، فقال له بعض من كان خلفه في الصف الاَول : ما تزيد لا زادك الله من الخير ، والله لاَعجب إلاّ ممن بعثك إلينا والياً وعلينا أميراً ، وكان هذا القائل عتاب بن عيلان الثقفي .
 

وخطب الناس الوليد فحصبه الناس بحصباء المسجد ، فدخل قصره يترنح ، ويتمثّل بأبياتٍ لتأبط شرّاً :

ولست بعيداً عن مدام وقينــة***ولا بصفا صلد عن الخير معزل
ولكنني أروي من الخمر هامتي***وأمشي الملأ بالساحب المتسلسل
 

وفي ذلك يقول الحطيئة :

شهد الحطيئة يـوم يلقى ربّــه***انّ الوليد أحـقُّ بالعــذر
نادى وقد تمــت صلاتهــم***أأزيدكم ؟ ! ثمِلاً وما يدري
ليزيدهم اُخرى ، ولــو قبلـوا***لقرنت بين الشفــع‌والوتر
حبسوا عنانك في الصلاة ، ولو***خلّوا عنانك لم تزل تجري
 

وأشاعوا بالكوفة فعله ، وظهر فسقه ومداومته شرب الخمر...الخ .
(17) العقد الفريد للاَندلسي : ج 5 ص 39 ، نهج الحق وكشف الصدق: ص 295 .
(18) راجع: تاريخ الخميس: ج2 ص 271 ، مروج الذهب للمسعودي : ج 2 ص 338 ، نهج الحق وكشف الصدق: ص296 ، شرح نهج البلاغة لابي أبي الحديد : ج20 ص 36 .
(19) راجع : تاريخ اليعقوبي: ج2 ص 172 ، تاريخ الطبري : ج 4 ص 283، الكامل في التاريخ لابن الاَثير: ج3 ص 113، مروج الذهب للمسعودي: ج2 ص 341، الطبقات الكبرى لابن سعد: ج4 ص 232، فتح الباري: ج3 ص 212 ـ 213، أنساب الاَشراف للبلاذري: ج5 ص 52 ـ 55، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج3 ص 52 وج8 ص 252 ـ 262، نهج الحق وكشف الصدق: ص 298 ، الغدير للاَميني: ج8 ص292 ـ 386.
(20) العقد الفريد للاَندلسي : ج 5 ص 39 .
(21) راجع: مجمع الزوائد: ج5 ص 241 ـ 243، اُسد الغابة: ج2 ص 34 ـ 35، سير أعلام النبلاء: ج2 ص 107 ـ 108 ، العقد الفريد للاَندلسي : ج 5 ص 35، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج1 ص 198 ، الغدير للاَميني: ج8 ص 244 ، الملل والنحل للشهرستاني: ج1 ص 32 .
(22) راجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج6 ص 215 ، العقد الفريد للاَندلسي: ج5 ص40 و43، تاريخ الطبري: ج 4 ص 459، الكامل في التاريخ لابن الاثير: ج3 ص206.
(23) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج 6 ص 215 .
(24) جاء في الكامل في التاريخ لابن الاَثير : ج 3 ص 206 ، وتاريخ الطبري : ج 4 ص459: أن عائشة لما خرجت من مكة تريد المدينة ، وقد كانت بسَرِف لقيها رجلٌ من أخوالها من بني ليث يقال له عُبيد بن أبي سلمة ، فقالت له : مَهْيَمْ ؟ قال : قتل عثمان وبقوا ثمانياً ، قالت : ثمّ صنعوا ماذا ؟ قال : اجتمعوا على بيعة علي عليه السلام ، فقالت : ليت هذه انطبقت على هذه إن تم الاَمر لصاحبك ! ردوني ردوني ! فانصرفت إلى مكة وهي تقول : قُتل والله عثمان مظلوماً ، والله لاَطلبن بدمه ! فقال لها : ولِمَ ؟ والله إنَّ أوّل من أمال حرفه لاَنتِ ، ولقد كنت تقولين : اقتلوا نعثلاً فقد كفر ! قالت : إنّهم استتابوه ثمّ قتلوه ، وقد قلت وقالوا ، وقولي الاَخير خير من قولي الاَول ، فقال لها ابن أم كلاب :

فمنك البــداءُ ومنكِ الغِيَرْ***ومنك الرّياح ومنكِ المطــَرْ
وأنت أمــرْت بقتل الاِمام***وقلت لنــا إنـه قد كفــر
فهبنا أطعنــاك في قتلـه***وقاتله‌عندنـــا مَنْ أمــرْ
ولم يسقط السقف من فوقنا***ولــم ينكسف شمسنا والقمر
وقد بايع النـاس ذا تُدْارَءِ***يزيل الشَّبــا ويقيـم الصَّعَر
ويلبس للحــرْبِ أثوابها***وما من وفى مثل من قد غدر

(25) إسمه : ظالم بن عمرو ، قاضي البصرة ، قاتل يوم الجمل مع علي بن أبي طالب عليه السلام وشهد معه وقعة صفين وكان من وجوه الشيعة ، وقد أمره أمير المؤمنين عليه السلام بوضع شيء في النحو لمّا سمع اللّحن ، فكان أول من وضع النحو ، وكان معدوداً في الفقهاء والشعراء والنحاة ، وكان من أجملهم رأياً وعقلاً ، ويُعد من الطبقة الاَولى من شعراء الاِسلام ، وشيعة أمير المؤمنين عليه السلام وأصحابه ، مات سنة 69 وقيل سنة 99 . راجع : تنقيح المقال للمامقاني : ج 2 ص 111 ترجمة رقم : 5979 ، سير أعلام النبلاء : ج 4 ص 81 ترجمة رقم : 28 ، تهذيب التهذيب : ج 12 ص 10 ترجمة رقم : 52 .
(26) راجع : الجمل والنصرة لسيد العترة في حرب البصرة للمفيد : ص 274 ،شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج 6 ص 226 و ج 9 ص 313 .
(27) راجع: صحيح البخاري: ج8 ص 150 ـ 151، مسند أحمد: ج5 ص 50 ، المصنّف لعبد الرزاق الصنعاني: ج11 ص 406 ـ 407 ح 20854 وح20855 ، صحيح مسلم : ج4 ص 1800 ح40 ، جامع الاَصول لابن الاَثير : ج 10 ص 468 ـ 470، بحار الاَنوار للمجلسي: ج28 ص 18 وص22 ـ 29، كفاية الطالب للكنجي الشافعي : ص 87 ـ 88 بتفاوت.
(28) فرارهم يوم حُنين: راجع: صحيح البخاري: ج5 ص 194 ب قوله تعالى: (ويوم حنين إذ أعجبتكم ...) ، الصحيح من سيرة النبي صلى الله عليه وآله : ج3 ص282 ، سيرة المصطفى لهاشم معروف: ص 617 ـ 618.
(29) سورة التوبة : الآية 25 .
(30) راجع : تاريخ اليعقوبي: ج2 ص 62 ، السيرة الحلبية: ج3 ص 109، الافصاح للمفيد: ص25، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 13 ص 278 ، الاِرشاد للمفيد: ص 74 ، غزوات أمير المؤمنين عليه السلام للنقدي ص 151 .
(31) فرار أبي بكر يوم أُحد، راجع: الطبقات الكبرى لابن سعد: ج2 ص 46 ـ 47 ، السيرة النبوية لابن كثير: ج3 ص 58 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 13 ص 293.
 

فرار عمر يوم أُحد، راجع: حياة الصحابة: ج1 ص 501 ـ 503 ، كتاب المغازي للواقدي: ج1 ص 237، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 15 ص 2 وص 22 ، بحار الاَنوار : ج 20 ص 141، وجاء في تأريخ عمر بن الخطاب لابن الجوزي : ص 96 : أن عمر أعطى رجلاً عطاءَه أربعة آلاف درهم وزاده ألفاً ، فقيل له : ألا تزيد ابنك كما زدت هذا ؟ قال : إن أبا هذا ثبت يوم أحد ولم يثبت أبو هذا !!
(32) فرار أبي بكر وعمر يوم خيبر، راجع: أُسد الغابة: ج4 ص 21، البداية والنهاية: ج4 ص 186 ، حلية الاَولياء للاِصفهاني : ج 1 ص 62 ، مجمع الزوائد: ج9 ص 124 ، المستدرك للحاكم: ج3 ص 37 ـ 38.
(33) سورة الجمعة: الآية 11 .
(34) راجع: صحيح البخاري: ج6 ص 189 (كتاب التفسير)، مسند أحمد بن حنبل: ج3 ص313 و370 ، سنن الترمذي: ج5 ص 386 ح 3311 ، الدر المنثور للسيوطي: ج8 ص 165 ـ 167 ، جامع البيان للطبري: ج28 ص 67 ـ 68 ، مجمع البيان: ج10 ص 433 ، الاِفصاح للمفيد : ص 26 .
(35) راجع: العقد الفريد للاندلسي: ج4 ص 113 ـ 114 وج 5 ص 114 ـ 115 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 4 ص 56 وج11 ص 44 وج13 ص 220 ، كفاية الطالب للكنجي الشافعي : ص 82 ـ 85 ط الفارابي وص 28 ط الغري، ترجمة الامام علي بن أبي طالب عليه السلام من تاريخ دمشق لابن عساكر: ج1 ص 225 ح271 و 272 ، الاصابة لابن حجر: ج4 ص465 ، نهج الحقّ وكشف الصدق: ص 310 ـ 311 ، إحقاق الحقّ للتستري : ج 3 ص 407 ـ 409.
(36) ومع كل هذه المحاولات اليائسة والتي بذلوا في سبيلها النفس والنفيس وسخروا كل طاقاتهم في محاربة أخي رسول الله ووصيه ، ومحو ذكره ، وشتمه على المنابر نحو ثمانين عاماً فإنها أبت بالفشل الذريع ، وذهبت أدراج الرياح ، وتلاشت كتلاشي الهشيم في الهواء، وبقي ذكر علي خالداً في شرق الدنيا وغربها كالشمس التي تشرق على الاَنام في كل يوم، لاَنه ما كان لله لم تهدمه الدنيا ولو اجتمع الخافقان على إزالته ما استطاعوا إليه سبيلا ، وعداً حقاً في كتابه قال تعالى : ( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ) وإليك بعض الكلمات التاريخية التي أشارت إلى هذا المعنى : 1 ـ روي عن محمد بن أبي الموج بن الحسين الرازي ، قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول : الحمد لله الذي حفظ منا ما ضيع الناس ، ورفع منا ما وضعوه حتى لقد لعنا على منابر الكفر ثمانين عاماً ، وكتمت فضائلنا وبذلت الاَموال في الكذب علينا ، والله تعالى يأبى لنا إلا أن يعلى ذكرنا ويبين فضلنا والله ما هذا بنا ، وانما هو برسول الله صلى الله عليه وآله وقرابتنا منه حتى صار أمرنا وما يروي عنه انّه سيكون بعدنا من أعظم آياته ودلالات نبوته . (عيون أخبار الرضا عليه السلام للصدوق : ج 1 ص 175 ح 26) .
 

2 ـ روي عن عامر بن عبدالله بن الزبير أنه سمع ابناً له ينتقص علياً عليه السلام فقال : إياك والعودة إلى ذلك ، فإن بني مروان شتموه ستين سنة ، فلم يزده الله بذلك إلاّ رفعة ، وإن الدين لم يبن شيئاً فهدمته الدنيا ، وإن الدنيا لم تبن شيئاً إلا عاودت على ما بنته فهدمته . (الاستيعاب : ج3 ص 1118) .
 

3 ـ أخرج السلفي في الطيوريات عن عبدالله بن أحمد بن حنبل قال : سألت أبي عن علي ومعاوية ؟ فقال : اعلم أن علياً عليه السلام كان كثير الاَعداء ففتش له أعداؤه شيئاً فلم يجدوه، فجاؤا إلى رجل قد حاربه وقاتله فأطروه كيداً منهم له (الصواعق المحرقة لابن حجر : ص127) .

العودة