الصفحة 196

حديث " علي وارثي ":

ذكرنا في الموضوع المتقدم " علي وصي النبي " أحاديث متفرقة تتضمن أيضا أن عليا (عليه السلام) وارث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأحاديث أخرى كقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث بريدة (الرياض النضرة: 2 / 17): لكل نبي وصي ووارث وأن عليا وصيي ووارثي، ذكره المناوي أيضا في كنوز الحقائق ص 121، قال: أخرجه الديلمي، وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث سلمان: فإن وصيي ووارثي يقضي ديني وينجز عدتي علي بن أبي طالب. وإذ نذكر هنا ما يخص هذا الموضوع.

[ مستدرك الصحيحين: 3 / 125 ]:

روى بسندين عن أبي إسحاق قال: سألت قثم بن العباس كيف ورث علي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دونكم؟ قال: لأنه كان أولنا به لحوقا وأشدنا به لزوقا (قال): حديث صحيح الإسناد وذكره المتقي أيضا في كنز العمال (6 / 400) وقال: أخرجه ابن أبي شيبة، ورواه النسائي أيضا في خصائصه ص 28 بطريقين مختلفين في اللفظ (1).

[ مستدرك الصحيحين: 3 / 126 ]:

روى بسنده عن ابن عباس قال: كان علي (عليه السلام) يقول في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إن الله يقول: (أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) [ آل عمران / 144 ] والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله، والله لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت، والله إني لأخوه ووليه وابن عمه ووارث علمه فمن أحق به مني؟ وذكره الهيثمي أيضا في معجمه (9 / 134) وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، وذكره المحب الطبري في الرياض النضرة (2 / 226) وقال: أخرجه أحمد في المناقب، والنسائي أيضا في خصائصه ص 18 والذهبي أيضا مختصرا في ميزان الاعتدال 2 / 285 (2).

____________

(1) المستدرك على الصحيحين: 3 / 136 ح 4633، كنز العمال: 13 / 143 ح 36447، خصائص النسائي - ضمن السنن -: 5 / 139 ح 8493، ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق: 2 / 14 ح 1034.

(2) المستدرك على الصحيحين: 3 / 136 ح 3635، المعجم الكبير للطبراني: 1 / 107 ح 176، الرياض النضرة: 3 / 181، خصائص النسائي - ضمن السنن -: 5 / 125 ح 8450.


الصفحة 197
وهذه الأخبار التي دلت على أن عليا (عليه السلام) وارث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مما يمكن الاستدلال بها على إمامة علي (عليه السلام) بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتوضيح ذلك مما يحتاج إلى ذكر مقدمة مختصرة، وهي بيان معنى التعصيب والعول بنحو الاختصار فنقول: إن وارث الميت إذا كان منحصرا بمن له الفرض في الكتاب العزيز كالنصف أو الثلث أو الربع ونحو ذلك (فتارة) تزيد التركة على الفريضة فحينئذ تقول العامة بالتعصيب، أي رد الزائد على العصبة وهم أقارب الميت من أبيه وابنه دون أمه وبنته، فإذا كان الوارث منحصرا بالبنت فالنصف يعطى للبنت لأنه فرضها ويعطى النصف الآخر للعصبة (وأخرى) تنقص التركة عن الفريضة وحينئذ تقول العامة بالعول أي بورود النقص على الجميع فإذا خلف الميت بنتين وأبوين وزوجين فللبنتين ثلثان ولأبويه لكل واحد منهما السدس وللزوج الربع فتنقص التركة عن الفريضة بمقدار الربع فيوزع النقص على الكل، وكل من التعصيب والعول عند الإمامية باطل نصا وفتوى فعند زيادة التركة يرد الزائد على ذوي الفروض دون العصبة، ففي المثال الأول تعطى البنت جميع المال نصفه فرضا ونصفه ردا، وعند نقصان التركة عن الفريضة يرد النقص على البنتين خاصة دون الجميع للنص (إذا عرفت) هذا كله فاعلم أن عليا (عليه السلام) ليس هو ممن يرث المال من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بإجماع المسلمين العامة والخاصة جميعا، أما عند العامة فلأنهم وإن قالوا بالتعصيب ولكنهم يقدمون العم مطلقا ولو كان من الأب كالعباس بالنسبة إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على ابن العم مطلقا ولو كان من الأبوين كعلي (عليه السلام) بالنسبة إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي لم يخلف إلا بنتا واحدة نصف أمواله بمذهب العامة لفاطمة سلام الله عليها ونصفه الآخر لعمه العباس، وأما عند الخاصة فأنهم لا يقولون بالتعصيب فالمال كله لفاطمة سلام الله عليها فرضا وردا (وعليه) فعلي (عليه السلام) بإجماع المسلمين ممن لا نصيب له من أموال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إرثا فلا بد من حمل تلك الأخبار الواردة كلها في أن عليا (عليه السلام) وارث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على كونه وارثا لعلمه، كما في رواية ابن عباس: والله إني لأخوه ووليه وابن عمه ووارث علمه إلخ، وفي رواية معاذ يا رسول الله ما أرث منك؟ قال: ما يرث النبيون بعضهم من بعض كتاب الله وسنة نبيه وفي حديث المؤاخاة قال: وما أرث منك يا رسول الله؟ قال: ما ورثت الأنبياء من قبلي، قال: وما ورثت الأنبياء من قبلك؟ قال: كتاب ربهم وسنة نبيهم

الصفحة 198
(إلخ) فإذا ثبت أن عليا (عليه السلام) هو الوارث لعلم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنه الذي ورث من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علم الكتاب والسنة وثبت أنه الإمام بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كما هو الشأن في الأنبياء السابقين، فإن وارث علمهم والعارف بسنتهم على النحو الكامل التام هو الإمام من بعده والعلماء وإن كانوا أيضا ورثة الأنبياء في العلم ولكن ليس علمهم كعلم الإمام، فوارث الكتاب والسنة بنحو الإطلاق لا يكون إلا الإمام، وسائر العلماء من الأمة يعلمون شيئا من علوم الأنبياء كما لا يخفى.

حديث الثقلين:

[ صحيح مسلم ]:

في كتاب فضائل الصحابة في باب فضائل علي بن أبي طالب (عليه السلام)، روى بسنده عن يزيد بن حيان قال انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه، لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: يا بن أخي والله لقد كبر سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فما حدثتكم فاقبلوه وما لا أحدثكم فلا تكلفونيه، ثم قال: قام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد ألا يا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وإني تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، فقال له حصين:

ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي (عليه السلام) وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس، قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟

قال: نعم.

ورواه مسلم بأسانيد أخر أيضا عن زيد بن أرقم قال في بعضها: فقلنا:


الصفحة 199
من أهل بيته نساؤه؟ قال: لا، وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده، (ورواه) أحمد بن حنبل أيضا في مسنده (4 / 366).

(ورواه) البيهقي أيضا في سننه (2 / 148) و (7 / 30) باختلاف يسير في اللفظ (ورواه) الدارمي أيضا في سننه مختصرا (2 / 431)، والمتقي في كنز العمال (1 / 45) مختصرا قال: لعبد بن حميد في مسنده عن زيد بن أرقم (وفي 7 / 102) بطريقين وقال في كل منهما: أخرجه ابن جرير، (ورواه) الطحاوي أيضا في مشكل الآثار (4 / 368) (1).

[ سنن الترمذي: 2 / 308 ]:

روى بسنده عن أبي سعيد والأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد ابن أرقم قالا: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما.

ورواه ابن الأثير الجزري أيضا في أسد الغابة (2 / 12) والسيوطي أيضا في الدر المنثور في ذيل تفسير آية المودة في سورة الشورى وقال: أخرجه ابن الأنباري في المصاحف (2).

إن حديث الثقلين - الذي تقدم ذكره - هو من الأدلة القوية والحجج الجلية على خلافة علي (عليه السلام) وإمامته من بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بلا فصل، بل لو لم يكن للشيعة دليل على خلافة علي (عليه السلام) سوى حديث الثقلين لكفاهم ذلك حجة على المخالف، والاستدلال به يتوقف على بيان سنده ودلالته.

أما السند، فهو قوي جدا فإنه حديث صحيح مستفيض بل متواتر قد رواه أجلاء الصحابة ومشاهيرهم عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كعلي (عليه السلام)، وأبي ذر،

____________

(1) صحيح مسلم: 5 / 22 - 26 ح 2408، مسند أحمد: 5 / 492 ح 18780، كنز العمال: 1 / 178 ح 898 و 13 / 640 - 641 ح 37619 - 37620.

(2) سنن الترمذي: 5 / 622 ح 3788 وص 621 ح 3786، أسد الغابة: 2 / 13، الدر المنثور:

7 / 349، المعجم الكبير للطبراني: 5 / 170 ح 4981.


الصفحة 200
وجابر بن عبد الله الأنصاري، وزيد بن الأرقم وأبي سعيد الخدري، وزيد بن ثابت، وحذيفة بن أسيد الغفاري، وعبد الله بن حنطب، وأبي هريرة، وغيرهم كثير، وقد سمعت كلام المناوي في فيض القدير (3 / 14) حيث قال: قال السمهودي: وفي الباب ما يزيد على عشرين من الصحابة، بل وكلام ابن حجر في صواعقه ص 136 حيث قال: ولهذا الحديث طرق كثيرة عن بضع وعشرين صحابيا لا حاجة لنا ببسطها.

وأما الدلالة، فهي قوية أيضا بل في أعلى مراتب القوة بعد رعاية القرائن القطعية والشواهد الجلية المحفوفة به، كقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) أني مقبوض - أو إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب أو أني لا أجد لنبي إلا نصف عمر الذي قبله وإني أوشك أن أدعى فأجيب أو قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): وأنا تارك فيكم الثقلين، أو إني تارك فيكم الثقلين أو خليفتين، أو فانظروا كيف تخلفوني فيهما، أو كيف تخلفوني في الثقلين، أو قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): ولا تقدموهما فتهلكوا لا تعلموهما فإنهم أعلم منكم. فإن جميع ذلك قرائن قطعية وشواهد جلية على أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد دنا أجله وقربت وفاته فصار في مقام الاستخلاف وتعيين الخليفة من بعده، فعين الكتاب وأهل بيته وبين للناس أنهما أعلم منهم ونهاهم عن تقدمهما وعن التقصير عنهما، وإذا ثبت من مجموع تلك القرائن والشواهد أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد استخلف الكتاب وأهل بيته وترك في الأمة هذين الثقلين، ثبتت خلافة علي (عليه السلام) من بين أهل البيت الطاهرين بالخصوص، فإنه أعلمهم وأفضلهم ولم يدع منهم أحد منصب الخلافة والإمام ما دام علي (عليه السلام) كان حيا موجودا في دار الدنيا (هذا كله) مع قطع النظر عن الأحاديث التي كان فيها تصريح باسم علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - بعدما قال: إني قد تركت فيكم الثقلين، أو أني تارك فيكم أمرين كتاب الله وأهل بيتي - قد أخذ بيد علي (عليه السلام) وقال: من كنت مولاه - أو أولى به من نفسه - فعلي مولاه، أو وليه.

ومما يزيدك في المقام توضيحا وأن المتعين من بين أهل البيت (عليهم السلام) - الذين استخلفهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وجعلهم عدلا للقرآن المجيد وشريكا له - هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) خاصة، ما أفاده ابن حجر الهيثمي في صواعقه

الصفحة 201
فإنه - مع شدة تعصبه على الشيعة حتى سمي كتابه بالصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة - يعني بهم الشيعة - له كلام في المقام قد أدى به حقه، وها نحن نذكره بعينه لترى كيف قد أجرى الله تعالى الحق على لسانه.

قال في صواعقه ص 90: تنبيه، سمى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) القرآن وعترته - وهي بالمثناة الفوقية الأهل والنسل والرهط الأدنون - ثقلي لأن الثقل كل نفيس خطير مصون، وهذان كذلك إذ كل منهما معدن للعلوم اللدنية، والأسرار والحكم العلية، والأحكام الشرعية ولذا حث (صلى الله عليه وآله وسلم) على الاقتداء والتمسك بهم، والتعلم منهم وقال: الحمد لله الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت (وقيل) سميا ثقلين لثقل وجوب رعاية حقوقهما، ثم الذين وقع الحث عليهم منهم إنما هم العارفون بكتاب الله وسنة رسوله إذ هم الذين لا يفارقون الكتاب إلى الحوض، ويؤيده الخبر السابق " ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم " وتميزوا بذلك عن بقية العلماء لأن الله أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وشرفهم بالكرامات الباهرة والمزايا المتكاثرة، وقد مر بعضها، وسيأتي الخبر الذي في قريش (وتعلموا منهم فإنهم أعلم منكم) فإذا ثبت هذا لعموم قريش فأهل البيت أولى منهم بذلك لأنهم امتازوا عنهم بخصوصيات لا يشاركهم فيها بقية قريش، وفي أحاديث الحث على التمسك بأهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهل منهم للتمسك به إلى يوم القيامة، كما أن الكتاب العزيز كذلك، ولهذا كانوا أمانا لأهل الأرض، ويشهد لذلك الخبر: " في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي " (إلى آخره)، ثم أحق من يتمسك به منهم أمامهم وعالمهم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لما قدمنا من مزيد علمه ودقائق مستنبطاته ومن ثم قال أبو بكر: علي عترة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أي الذين حث على التمسك بهم فخصه لما قلنا، وكذلك خصه (صلى الله عليه وآله وسلم) بما مر يوم غدير خم (1) (انتهى) موضع الحاجة من كلام ابن حجر، فراجعه.

____________

(1) الصواعق المحرقة: ص 151.


الصفحة 202

حديث الغدير:

1 - أبو بكر وعمر يقولان لعلي يوم الغدير " أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة ":

[ سنن الترمذي: 2 / 298 ]:

عن سلمة بن كهل، قال: سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي سريحة - أو زيد بن أرقم - عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه.

وذكره علي بن سلطان في مرقاته: 5 / 568، في الشرح عن الجامع أنه روى الترمذي والنسائي والضياء عن زيد بن أرقم أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من كنت مولاه فعلي مولاه (1).

[ سنن ابن ماجة: ص 2 ]:

عن البراء بن عازب، قال: أقبلنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجته التي حج، فنزل في بعض الطريق فأمر الصلاة جامعة، فأخذ بيد علي (عليه السلام) فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال ة ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى، قال: فهذا ولي من أنا مولاه، اللهم وال من والاه، اللهم عاد من عاداه.

ورواه أحمد بن حنبل في مسند: 4 / 281، قال البراء:... فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئا يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة... وذكره المتقي في كنز العمال: 6 / 397، والمحب الطبري في الرياض النضرة: 2 / 169 (2).

[ مستدرك الصحيحين 3 / 109، 533 ]:

عن زيد بن أرقم، قال: لما رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من حجة الوداع ونزل غدير خم، أمر بدوحات فقممن، فقال: كأني دعيت فأجبت، إني قد تركت

____________

(1) سنن الترمذي: 5 / 591 ح 3713، المرقاة في شرح المشكاة: 10 / 463 ح 6091، سنن النسائي: / 130 ح 8464.

سنن ابن ماجة: 1 / 43 ح 116، مسند أحمد: 5 / 355 ح 18011، الرياض النضرة: 3 / 114، مصنف ابن أبي شيبة: 7 / 503 ح 55، ذخائر العقبى: ص 67.


الصفحة 203
فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله تعالى، وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال: إن الله عز وجل مولاي وأنا مولى كل مؤمن، ثم أخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد كل من عاداه.

وذكره المتقي في كنز العمال: 1 / 48 (1).

[ مسند أحمد بن حنبل: 1 / 118 ]:

عن سعيد بن وهب، وعن زيد بن يثيع، قالا: نشد علي (عليه السلام) الناس في الرحبة من سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول يوم غدير خم إلا قام، قال:

فقام من قبل سعيد ستة ومن قبل زيد ستة، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لعلي (عليه السلام) يوم غدير خم: أليس الله أولى بالمؤمنين؟ قالوا:

بلى، قال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاده.

ورواه النسائي في خصائصه: ص 22، 40 (2).

[ مسند أحمد بن حنبل: 4 / 270 ]:

عن أبي الطفيل، قال: جمع علي (عليه السلام) الناس في الرحبة ثم قال لهم: أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام، فقام ثلاثون من الناس، وقال أبو نعيم: فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذه بيده فقال للناس: أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، قال: فخرجت وكان في نفسي شئ فلقيت

____________

(1) المستدرك على الصحيحين: 3 / 118 ح 4576 وص 613 ح 6272، مسند أحمد: 5 / 501 ح 18838، خصائص النسائي (ضمن السنن): 5 / 130 ح 8464، المعجم الكبير للطبراني:

5 / 166 رقم 4969، مجمع الزوائد: 9 / 104، تاريخ اليعقوبي: 2 / 112.

مسند أحمد: 1 / 189 ح 953 - 955، ص 191 ح 964، ص 142 ح 672، ص 135 ح 642، خصائص النسائي (ضمن السنن): 5 / 131 - 132 ح 8472 - 8473، مجمع الزوائد: 9 / 107، الرياض النضرة: 3 / 114 أسد الغابة: 4 / 108، تاريخ بغداد: 14 / 236 رقم 7545، مشكل الآثار: 2 / 308.


الصفحة 204
زيد بن أرقم، فقلت له: إني سمعت عليا (عليه السلام) يقول: كذا وكذا، قال:

فما تنكر؟ قد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول ذلك.

ورواه النسائي في خصائصه: ص 24 بطريقين، وذكره المحب الطبري في الرياض النضرة: 2 / 169 (1).

[ الفخر الرازي في تفسيره الكبير ]:

في ذيل تفسير قوله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) [ المائدة / 67 ] - قال: العاشر - أي من وجوه نزول الآية -: نزلت الآية في فضل علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ولما نزلت هذه الآية أخذ بيده وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فلقيه عمر فقال: هنيئا لك أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة (2).

[ الرياض النضرة: 2 / 169 - 170 ]:

قال: وخرج ابن السمان عن عمر " من كنت مولاه فعلي مولاه "، وقال: وعن عمر، أنه قال: علي مولى من كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مولاه، ثم قال: وعن سالم، قيل لعمر: إنك تصنع بعلي شيئا ما تصنعه بأحد من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إنه مولاي.

وذكر هذا الأخير ابن حجر في صواعقه: ص 26 وقال أخرجه الدارقطني (3).

[ الإمامة والسياسة لابن قتيبة: ص 93 ]:

قال: وذكروا أن رجلا من همدان يقال له برد قدم على معاوية، فسمع

____________

(1) مسند أحمد: 5 / 498 ح 18815، خصائص النسائي (ضمن السنن): 5 / 14 ح 8478، الرياض النضرة: 3 / 114، مجمع الزوائد: 9 / 104، البداية والنهاية: 5 / 231، ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق لابن عساكر: 2 / 7 ح 505، كفاية الطالب: ص 56، نزل الأبرار للبدخشي: ص 55.

(2) التفسير الكبير للفخر الرازي: 12 / 49، الدر المنثور: 3 / 117، تاريخ بغداد: 8 / 290 رقم 4392 و (3) الرياض النضرة: 3 / 114 و 115، الصواعق المحرقة: ص 44، مناقب الخوارزمي: ص 150 ح 196.


الصفحة 205
عمرا يقع في علي (عليه السلام) فقال له: يا عمرو إن أشياخنا سمعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، فحق ذلك أم باطل؟ فقال عمرو: حق وأنا أزيدك: إنه ليس أحد من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) له مناقب مثل مناقب علي، ففزع الفتى (1)...

[ ذخائر العقبى: ص 68 ]:

قال: وعن عمر وقد جاءه أعرابيان يختصمان، فقال لعلي (عليه السلام):

اقض بينهما يا أبا الحسن، فقضى علي (عليه السلام) بينهما، فقال أحدهما: هذا يقضي بيننا، فوثب إليه عمر وأخذ بتلبيبه، وقال: ويحك ما تدري من هذا؟

هذا مولاي ومولى كل مؤمن، ومن لم يك مولاه فليس بمؤمن.

وذكره ابن حجر في صواعقه: ص 107 وقال: أخرجه الدارقطني (2).

[ تاريخ بغداد: 8 / 290 ]:

عن أبي هريرة، قال: من صام يوم ثماني عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا، وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقال: ألست ولي المؤمنين؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال:

من كنت مولاه فعلي مولاه، فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم، فأنزل الله: (اليوم أكملت لكم دينكم) [ المائدة / 3 ] (3).

2 - النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يعمم عليا (عليه السلام) يوم الغدير بما تعتم به الملائكة:

[ مسند أبي داود الطيالسي: 1 / 23 ]:

عن علي (عليه السلام)، قال: عممني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم غدير خم بعمامة يسدلها خلفي ثم قال: إن الله عز وجل أمدني يوم بدر وحنين بملائكة يعتمون هذه العمة. وفي لفظ آخر: إن العمامة حاجة بين الكفر والإيمان.

____________

(1) الإمامة والسياسة لابن قتيبة: 1 / 97.

(2) ذخائر العقبى: ص 179، الصواعق المحرقة: ص 179، الرياض النضرة: 3 / 115، مناقب الخوارزمي: ص 160 ح 191.

(3) تاريخ بغداد: 8 / 290 رقم 4392.


الصفحة 206
ورواه البيهقي في سننه: 10 / 14، وذكره ابن حجر في إصابته: 4 / القسم 1 / 41، وقال فيه: بعمامة سوداء طرفها على منكبي. (قال) أخرجه البغوي (1).

[ أسد الغابة: 3 / 114 ]:

عن عبد الأعلى بن عدي، إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دعا علي بن أبي طالب (عليه السلام) يوم غدير خم فعممه وأرخى عذبة العمامة من خلفه، ثم قال: هكذا فاعتموا فإن العمائم سيماء الإسلام وهي حاجزة بين المسلمين والمشركين.

وذكره المحب الطبري في الرياض النضرة: 2 / 217 (2).

3 - نزول آية (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) يوم الغدير:

[ أسباب النزول: ص 150 ]:

عن أبي سعيد الخدري، قال: نزلت هذه الآية: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) [ المائدة / 67 ]، يوم غدير خم في علي بن أبي طالب (عليه السلام) (3).

4 - نزول آية (اليوم أكملت لكم دينكم) يوم الغدير:

[ السيوطي في الدر المنثور ]:

في ذيل تفسير قوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم) [ المائدة / 3 ]، عن أبي سعيد الخدري، قال: لما نصب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا يوم غدير خم، فنادى له بالولاية هبط جبريل عليه بهذه الآية: (اليوم أكملت لكم دينكم) (4).

____________

(1) مسند أبي داود: ص 23 ح 154، كنز العمال: 15 / 482 ح 41909 و 41911، فرائد السمطين: 1 / 75 ح 41، 42.

(2) أسد الغابة: 3 / 171 ح 2804، الرياض النضرة: 3 / 170.

(3) أسباب النزول للواحدي: ص 135، التفسير الكبير للرازي: 12 / 49، الدر المنثور: 3 / 117، فتح القدير: 2 / 65.

(4) الدر المنثور: 3 / 19، تاريخ بغداد: 8 / 290 رقم 4392، شواهد التنزيل للحسكاني: 1 / 200 ح 210 وص 203 ح 213، ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق لابن عساكر:

2 / 85 ح 588.


الصفحة 207

علم علي (عليه السلام)

علم علي (عليه السلام) بالقرآن وما في الصحف الأولى:

[ الفخر الرازي في تفسيره الكبير ]:

في ذيل تفسير قوله تعالى: (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين) [ آل عمران / 33 ]، قال: قال على (عليه السلام):

علمني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ألف باب من العلم واستنبطت من كل باب ألف باب، قال: فإذا كان حال المولى هكذا فكيف حال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).

[ الإستيعاب: 2 / 462 ]:

عن عبد الله بن عباس، قال: والله لقد أعطي علي بن أبي طالب (عليه السلام) تسعة أعشار العلم، وأيم الله لقد شارككم في العشر العاشر.

وذكره ابن الأثير في أسد الغابة: 4 / 22 (2).

[ الإستيعاب: 2 / 462 ]:

عن سعيد بن المسيب، قال: ما كان أحد من الناس يقول: سلوني غير علي بن أبي طالب (عليه السلام).

وذكره ابن الأثير في أسد الغابة: 4 / 22، وابن حجر في صواعقه:

ص 76 وقال أخرجه ابن سعد، والمحب الطبري في الرياض النضرة: 2 / 198 (3).

[ طبقات ابن سعد: 2 / القسم 2 / 101 ]:

عن ابن عباس، قال: إذا حدثنا ثقة عن علي (عليه السلام) بفتيا لا نعدوها.

____________

(1) التفسير الكبير للفخر الرازي: 8 / 21، كنز العمال 13 / 114 ح 36372، ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق: 2 / 85 خ 1512.

(2) الإستيعاب: 3 / 40، أسد الغابة ج 4 / 100 رقم 3783، الرياض النضرة: 3 / 141.

(3) الإستيعاب: 3 / 40، أسد الغابة: 4 / 100 رقم 3783، الصواعق المحرقة: ص 127، الرياض النضرة: 3 / 146، ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق: 3 / 31 ح 1054.


الصفحة 208
وذكره ابن حجر في إصابته: 4 / 1 / 270، وابن عبد البر في استيعابه:

2 / 462، وابن الأثير في أسد الغابة: 4 / 23 باختلاف في اللفظ (1).

[ حلية الأولياء: 1 / 65 ]:

عن عبد الله بن مسعود، قال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلا له ظهر وبطن وإن علي بن أبي طالب (عليه السلام) عنده علم الظاهر والباطن (2).

[ حلية الأولياء: 1 / 67 ]:

عن علي (عليه السلام) قال: والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيم أنزلت وأين أنزلت، إن ربي وهب لي قلبا عقولا، ولسانا مسؤولا.

ورواه ابن سعد في طبقاته: 2 / 101 وقال فيه: لسانا طلقا، وذكره المتقي في كنز العمال: 6 / 396 وقال: أخرجه ابن سعد وابن عساكر وقال:

طلقا سؤولا (3).

[ طبقات ابن سعد: 2 / القسم 2 / 101 ]:

عن أبي الطفيل، قال: قال علي (عليه السلام): سلوني عن كتاب الله فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار، قي سهل أم في جبل.

وذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب: 7 / 337، والإصابة: 4 / القسم 1 / 270، وابن عبد البر في استيعابه. 2 / 463 (4).

علي (عليه السلام) أعلم الناس وأحلمهم وأفضلهم:

[ مسند أحمد بن حنبل: 5 / 26 ]:

عن معقل بن يسار، قال: وضأت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم، فقال: هل لك

____________

(1) طبقات ابن سعد: 2 / 338، الإصابة: 2 / 509، الإستيعاب: 3 / 40، أسد الغابة: 4 / 100 رقم 3783.

(2) ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق: 3 / 32 ح 1057، فيض القدير: 3 / 46.

(3) طبقات ابن سعد: 2 / 338، كفاية الطالب: ص 207 - 208، إسعاف الراغبين: ص 162.

(4) طبقات ابن سعد: 2 / 338، تهذيب التهذيب: 7 / 297، الإصابة لابن حجر: 2 / 509، الإستيعاب: 3 / 43.


الصفحة 209
في فاطمة تعودها؟ فقلت: نعم، فقام متوكئا علي فقال: أما إنه سيحمل ثقلها غيرك ويكون أجرها لك، قال: فكأنه لم يكن علي شئ حتى دخلنا على فاطمة سلام الله عليها، فقال لها: كيف تجدينك؟ قالت: والله لقد اشتد حزني وطال سقمي، قال أبو عبد الرحمن - وهو عبد الله بن أحمد بن حنبل -: وجدت في كتاب أبي بخط يده في هذا الحديث، قال: أوما ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلما، وأكثرهم علما، وأعظمهم حلما.

وذكره المتقي في كنز العمال: 6 / 153 (1).

[ مستدرك الصحيحين: 3 / 499 ].

عن قيس بن أبي حازم: قال: كنت بالمدينة فبينا أنا أطوف في السوق إذ بلغت أحجار الزيت، فرأيت قوما مجتمعين على فارس قد ركب دابة وهو يشتم علي بن أبي طالب (عليه السلام) والناس وقوف حواليه، إذ أقبل سعد بن أبي وقاص فوقف عليهم، فقال: ما هذا؟ فقالوا: رجل يشتم علي بن أبي طالب، فتقدم سعد، فأفرجوا له حتى وقف علجه فقال: يا هذا علام تشتم علي بن أبي طالب؟ ألم يكن أول من أسلم؟ ألم يكن أول من صلى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ ألم يكن أعلم الناس؟ وذكر حتى قال: ألم يكن ختن رسول الله على ابنته؟ ألم يكن صاحب راية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في غزواته؟ ثم استقبل القبلة ورفع يديه وقال: اللهم إن هذا يشتم وليا من أوليائك فلا تفرق هذا الجمع حتى تريهم قدرتك، قال قيس: فوالله ما تفرقنا حتى ساخت به دابته فرمته على هامته في تلك الأحجار فانفلق دماغه فمات (2).

[ طبقات ابن سعد: 6 / 167 ]:

عن جبلة بنت المصفح، عن أبيها: قال: قال لي علي (عليه السلام): يا أخا بني عامر سلني عما قال الله ورسوله فإنا نحن أهل البيت أعلم بما قال الله ورسوله، قال: والحديث طويل (3).

____________

(1) مسند أحمد: 5 / 662 ح 19796، كنز العمال: 13 / 114 ح 36370، المعجم الكبير للطبراني: 20 / 229 538، أسد الغابة: 7 / 221، مجمع الزوائد: 9 / 101 و 114.

(2) المستدرك على الصحيحين: 3 / 571 ح 6121.

(3) الطبقات الكبرى لابن سعد: 6 / 240.


الصفحة 210

[ الإستيعاب: 2 / 462 ]:

عن جبير، قال: قالت عائشة: من أفتاكم بصوم عاشوراء؟ قالوا، علي (عليه السلام)، قالت: أما إنه لأعلم الناس بالسنة.

وذكره المتقي في كنز العمال: 4 / 343 وقال أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار (1).

[ أسد الغابة: 6 / 22 ]:

عن عبد الملك بن سليمان، قال: قلت لعطاء: أكان في أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أعلم من علي (عليه السلام)؟ قال: لا والله لا أعلم.

وذكره ابن عبد البر في استيعابه: 2 / 462، والمناوي في فيض القدير: 3 / 46 في الشرح، والمحب الطبري في الرياض النضرة: 2 / 194 (2).

[ الإستيعاب: 2 / 462 ]:

عن سعيد بن وهب، قال: قال عبد الله: أعلم أهل المدينة بالفرائض علي بن أبي طالب (عليه السلام). وروي بطريق آخر عن المغيرة، قال: ليس أحد منهم أقوى قولا في الفرائض من علي (عليه السلام)، قال: وكان المغيرة صاحب الفرائض.

وذكرهما المحب الطبري في الرياض النضرة: 2 / 194 (3).

[ سنن البيهقي: 5 / 59 ]:

عن أبي جعفر، قال: أبصر عمر بن الخطاب على عبد الله بن جعفر ثوبين مضرجين وهو محرم، فقال: ما هذه الثياب؟ فقال علي بن أبي طالب: ما أخال أحدا يعلمنا السنة، فسكت عمر (4).

____________

(1) الإستيعاب: 3 / 40، الرياض النضرة: 3 / 141.

(2) أسد الغابة: 4 / 100، رقم 3783، الإستيعاب: 3 / 40، فيض القدير: 3 / 47، الرياض النضرة: 3 / 141.

(3) الإستيعاب: 3 / 4، الرياض النضرة: 3 / 141.

(4) المحلى لابن حزم: 7 / 260 مسألة 896.


الصفحة 211
وقول علي (عليه السلام) ذلك لعمر هو دليل على رضائه بما فعل عبد الله ابن جعفر وإن ذلك جائز شرعا، كما أن سكوت عمر بعد قول علي (عليه السلام) هو دليل واضح على تسليمه أن عليا (عليه السلام) هو أعلم الناس بالسنة ولا ينبغي أن يعلمه أحد.

علي (عليه السلام) لم يسبقه الأولون بعلم ولا يدركه الآخرون:

[ مسند أحمد بن حنبل: 1 / 199 ]:

عن هبيرة، قال: خطبنا الحسن بن علي (عليه السلام) فقال: لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم ولا يدركه الآخرون وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يبعثه بالراية جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله لا ينصرف حتى يفتح له.

ثم رواه ثانيا - باختلاف يسير سندا ومتنا - فقال: عن عمرو بن حبشي، قال: خطبنا الحسن بن علي (عليه السلام) بعد قتل علي (عليه السلام)، فقال:

لقد فارقكم رجل بالأمس ما سبقه الأولون بعلم، ولا أدركه الآخرون إن كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يبعثه ويعطيه الراية فلا ينصرف حتى يفتح له، وما ترك من صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم من عطائه كان يرصدها لخادم لأهله.

وذكره المتقي في كنز العمال: 6 / 412 (1).

[ سنن الترمذي: 2 / 299 ]:

عن الصنابجي: عن علي (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنا دار الحكمة وعلي بابها.

قال الترمذي: وفي الباب عن ابن عباس (2).

[ تاريخ بغداد: 11 / 204 ]:

____________

(1) مسند أحمد: 1 / 328 ح 1624 - 1725، حلية الأولياء: 1 / 65، تاريخ ابن كثير: / 368، صفة الصفوة: 1 / 313.

(2) سنن الترمذي: 5 / 596 ح 3723، حلية الأولياء: 1 / 64، مصابيح السنة: 4 / 174.

ح 4772، تاريخ ابن كثير: 7 / 395، المرقاة في شرح المشكاة: 10 / 469 ح 6096، ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق: 2 / 459 ح 990، الرياض النضرة: 3 / 140، فيض القدير: 3 / 47 رقم 2704.


الصفحة 212
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنا مدينة الحكمة وعلي بابها فمن أراد الحكمة فليأت الباب (1).

[ مستدرك الصحيحين: 3 / 126 ]:

عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب.

ورواه بطريق آخر: ص 27 1، وابن الأثير في أسد الغابة: 4 / 22، وابن حجر في تهذيب التهذيب: 6 / 320، 7 / 427، والمتقي في كنز العمال: 6 / 152، 156 (2).

إخباره بالغيب:

[ مستدرك الصحيحين: 2 / 358 ]:

عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه، قال: لما كان حجر بن قيس المدري من المختصين بخدمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقال له علي (عليه السلام) يوما. يا حجر إنك تقام بعدي فتؤمر بلعني فالعني ولا تبرأ مني. قال طاووس: فرأيت حجر المدري وقد أقامه أحمد بن إبراهيم خليفة بني أمية في الجامع ووكل به ليلعن عليا (عليه السلام) أو يقتل، فقال حجر. أما إن الأمير أحمد بن إبراهيم أمرني أن ألعن عليا فالعنوه لعنه الله، فقال طاووس: فلقد أعمى الله قلوبهم حتى لم يقف أحد منهم على ما قال.

وذكره ابن حجر في صواعقه: ص 77 (3).

____________

(1) تاريخ بغداد: 11 / 204 رقم 5908، ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق: 2 / 476 ح 1003.

(2) المستدرك على الصحيحين: 3 / 137 ح 4637 و 4638، أسد الغابة: 4 / 100 رقم 3783، تهذيب التهذيب: 7 / 296، تاريخ بغداد: 4 / 348 رقم 2186، و 7 / 182 رقم 3613، و 11 / 48 و 49 رقم 5728، الرياض النصرة: 3 / 140، ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق: 2 / 466 ح 993، الصواعق المحرقة: ص 122، مجمع الزوائد: 9 / 114، فيض القدير: 3 / 46 رقم 2705، لسان الميزان: 1 / 191 رقم 575 وص 483 رقم 1347.

(3) المستدرك على الصحيحين: 2 / 390 ح 3366، الصواعق المحرقة: ص 128.


الصفحة 213

[ طبقات ابن سعد: 5 / 30 ]:

في ترجمة مروان، قال: قال علي بن أبي طالب (عليه السلام) له يوما ونظر إليه ليحملن راية ضلالة بعدما يشيب صدغاه وله إمرة كلحسة الكلب أنفه (1).

[ تهذيب التهذيب: 7 / 358 ]:

في ترجمة علي بن عبد الله بن العباس، قال: وقد حكى المبرد وغيره أنه لما ولد جاء به أبوه إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: ما سميته؟

فقال: أو يجوز لي أن أسميه قبلك، فقال: قد سميته باسمي وكنيته بكنيتي، وهو أو الأملاك (2).

[ مجمع الزوائد: 6 / 341 ]:

عن جندب، قال: لما فارقت الخوارج عليا (عليه السلام) خرج في طلبهم وخرجنا معه فانتهينا إلى عسكر القوم وإذا لهم دوي كدوي النحل من قراءة القرآن، وإذا فيهم أصحاب الثفنات وأصحاب البرانس، فلما رأيتهم دخلني من ذلك شدة فتنحيت، فركزت رمحي ونزلت عن فرسي فنثرت عليه درعي وأخذت بمقود فرسي، فقمت أصلي إلى رمحي وأنا أقول في صلاتي: اللهم إن كان قتال هؤلاء القوم لك طاعة فأذن لي فيه، وإن كان معصية فأرني براءتك. قال: فأنا كذلك إذ أقبل علي بن أبي طالب (عليه السلام) على بغلة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فلما حاذاني قال: تعوذ بالله تعوذ بالله يا جندب من شر الشك، فجئت أسعى إليه، ونزل فقام يصلي إذ أقبل رجل على برذون يقرب به، فقال: يا أمير المؤمنين، قال: ما شأنك؟ قال: لك حاجة في القوم؟

قال: وما ذاك؟ قال: قد قطعوا النهر، قال: ما قطعوه، وساق الحديث إلى أن قال: ولا يقطعوه وليقتلن دونه عهد من الله ورسوله، قلت: الله أكبر، ثم قمت فأمسكت له بالركاب، فركب فرسه ثم رجعت إلى درع فلبستها وإلى قوسي فعلقتها وخرجت أسايره، فقال لي: يا جندب، قلت: لبيك يا أمير المؤمنين، قال: أما أنا فأبعث إليهم رجلا يقرأ المصحف يدعو إلى كتاب الله

____________

(1) الطبقات الكبرى لابن سعد: 5 / 43.

تهذيب التهذيب: / 313 رقم 575.


الصفحة 214
وسنة نبيهم فلا يقبل علينا بوجهه حتى يرشقوه بالنبل، يا جندب أما إنه لا يقتل منا عشرة ولا ينجو منهم عشرة، فانتهينا إلى القوم وهم في معسكرهم، إلى أن قال: فقتلت بكفي هذه - بعدما دخلني ما كان دخلني - ثمانية قبل أن أصلي الظهر، وما قتل منا عشرة ولا نجا منهم عشرة كما قال، قال: رواه الطبراني (1).

دعاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حين بعثه إلى اليمن قاضيا:

[ سنن ابن ماجة: ص 168 ]:

- باب ذكر القضاء - عن أبي البختري، عن علي (عليه السلام)، قال: بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى اليمن، فقلت: يا رسول الله تبعثني وأنا شاب أقضي بينهم ولا أدري بالقضاء، قال: فضرب بيده في صدري ثم قال: اللهم أهد قلبه وثبت لسانه، قال: فما شككت بعد في قضاء بين اثنين.

ورواه أبو داود في سننه في كتاب الأقضية - باب كيف القضاء - والحاكم في مستدرك الصحيحين: 3 / 135، 4 / 88، والنسائي في خصائصه: ص 11 بطرق سبعة، وأحمد بن حنبل في مسنده: 1 / 83 - 88، 111، 136، 149 بطريقين وص 156، وأبو داود الطيالسي في مسنده: 1 / 16، 19، وأبو نعيم في حليته: 4 / 381 والخطيب البغدادي في تاريخه:

12 / 443، وابن سعد في طبقاته: 2 / القسم 2 / 100 - 101، وابن الأثير في أسد الغابة: 4 / 22، وذكره المتقي في كنز العمال: 6 / 158، 302، 394، 395، والمحب الطبري في الرياض النضرة: 2 / 198 (2).

____________

(1) 6 / 241 - 242.

(2) ورد الحديث بطرق متعددة في: سنن ابن ماجة: 2 / 774 ح 2310، سنن أبي داود: 3 / 301 ح 3582، المستدرك على الصحيحين: 3 / 146 ح 4658، مسند أحمد: 1 / 135 ح 637 وص 220 ح 1149، مسند أبي داود الطيالسي: ص 16 ح 98، حلية الأولياء: 4 / 381، تاريخ بغداد: 12 / 444 رقم 6916، طبقات ابن سعد: 2 / 337، أسد الغابة: 4 / 99 ح 3783، الرياض النضرة: 3 / 147، السنن الكبرى للنسائي: 5 / 116 ح 8417، السنن الكبرى للبيهقي: 10 / 86، دلائل النبوة للبيهقي: 5 / 397، فتح الباري: 8 / 53، مصنف ابن أبي شيبة: 7 / 495 خ 5.