الصفحة 215

علي (عليه السلام) أقضى الناس:

[ الرياض النضرة: 2 / 198 - ذخائر العقبى: ص 83 ]:

قالا فيهما عن أنس، عن النبي (عليه السلام) إنه قال: أقضى أمتي علي، قال: أخرجه في المصابيح في الحسان (1).

[ الرياض النضرة: 2 / 198 ]:

عن عمر بن الخطاب، قال: أقضانا علي بن أبي طالب. قال: أخرجه السلفي (2).

رجوع أبي بكر إلى علي (عليه السلام):

[ كنز العمال: 3 / 99 ]:

عن محمد بن المنكدر، إن خالد بن الوليد كتب إلى أبي بكر أنه وجد رجل في بعض ضواحي العرب ينكح كما تنكح المرأة وأن أبا بكر جمع لذلك ناسا من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان فيهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) أشدهم يومئذ قولا، فقال: إن هذا ذنب لم تعمل به أمة من الأمم إلا أمة واحدة فصنع بها ما قد علمتم، أرى أن تحرقوه بالنار، فكتب إليه أبو بكر أن يحرق بالنار (3).

[ الرياض النضرة: 2 / 195 ]:

عن ابن عمر، إن اليهود جاؤوا إلى أبي بكر فقالوا: صف لنا صاحبك، فقال: معشر اليهود لقد كنت معه في الغار كإصبعي هاتين، ولقد صعدت معه جبل حراء وإن خنصري لفي خنصره، ولكن الحديث عنه (عليه السلام) شديد، وهذا علي بن أبي طالب، فأتوا عليا (عليه السلام) فقالوا: يا أبا الحسن صف لنا ابن عمك، فقال: لم يكن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالطويل الذاهب طولا، ولا بالقصير المتردد، كان فوق الربعة، أبيض اللون مشربا حمرة،

____________

(1) الرياض النضرة: 3 / 14، المناقب للخوارزمي: ص 81.

(2) الرياض النضرة: 3 / 147، ذخائر العقبى: ص 83، فتح الباري: 6 / 60.

(3) كنز العمال: 5 / 469 ح 13643.


الصفحة 216
جعد الشعر ليس القطط يضرب شعره إلى أرنبة؟؟؟، صلت الجبين، أدعج العينين، دقيق المسربة، براق الثنايا، أقنى الأنف، كأن عنقه إبريق فضة، له شعرات من لبته إلى سرته كأنهن قضيب مسك أسود، ليس في جسده ولا في صدره شعرات غيرهن، شثن الكف والقدم، وإذا مشى كأنما يتقلع من صخر، وإذا التفت التفت بمجامع بدنه، وإذا قام غمر الناس، وإذا قعد علا الناس وإذا تكلم أنصت الناس، وإذا خطب أبكى الناس، وكان أرحم الناس بالناس لليتيم كالأب الرحيم، وللأرملة كالريم الكريم، أشجع الناس وأذلهم كفا وأصبحهم وجها، لباسه العباء، وطعامه خبز الشعير، وأدامه اللبن، ووساده الأدم محشو بليف النخل، سريره أم غيلان مرمل بالشريط، كان له عمامتان إحداهما تدعى السحاب، والأخرى العقاب، وكان سيفه ذا الفقار، ورايته الغراء، وناقته العضباء، وبغلته دلدل، وحماره يعفور، وفرسه مرتجز، وشاته بركة، وقضيبه الممشوق، ولواؤه الحمد وكان يعقل البعير، ويعلف الناضح ويرقع الثوب، ويخصف النعل (1).

رجوع عمر إلى علي (عليه السلام):

[ سنن أبي داود: 28 / 147 ]:

عن ابن عباس، قال: أتى عمر بمجنونة قد زنت فاستشار فيها أناسا، فأمر بها عمر أن ترجم، فمر بها علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقال: ما شأن هذه؟ قالوا: مجنونة بني فلان زنت، فأمر بها عمر أن ترجم، قال: فقال:

ارجعوا بها، ثم أتاه فقال: يا عمر أما علمت أن القلم قد رفع عن ثلاثة:

عن المجنون حتى يبرأ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يعقل؟

قال: بلى، قال: فما بال هذه ترجم؟ قال: لا شئ، قال: فأرسلها، قال:

فجعل يكبر.

ورواه في الباب بطرق أخر، قال في بعضها فجعل عمر يكبر (2).

____________

(1) الرياض النضرة: 3 / 143، دلائل النبوة للبيهقي: 1 / 201 - 206.

(2) سنن أبي داود: 4 / 140 ح 4399، صحيح البخاري: 6 / 299 باب 7، سنن الدارقطني ج 3 / 139 ح 173، مسند أحمد: 1 / 226 ح 1187، وص 249 ح 1330، فيض القدير: 4 / 357، فتح الباري: 12 / 101.


الصفحة 217

[ موطأ الإمام مالك بن أنس: ص 186 ]:

- كتاب الأشربة - عن ثور بن زيد الديلمي إن عمر بن الخطاب استشار في الخمر يشربها الرجل، فقال له علي بن أبي طالب (عليه السلام): نرى أن يجلد ثمانين فإنه إذا شرب سكر، وإذا سكر هذي، وإذا هذى أفترى، (أو كما قال)، فجلد عمر في الخمر ثمانين، (أقول): ورواه الشافعي في مسنده في كتاب الأشربة: ص 166، والحاكم في مستدرك الصحيحين: 4 / 375، وذكره السيوطي في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر) [ المائدة / 90 ]، وروى الدارقطني في سننه: ص 346 كتاب الحدود، حديثا قال في آخره: قال علي (عليه السلام): إنه إذا شرب سكر، وإذا سكر هذى، وإذا هذى افترى، وعلى المفتري ثمانون جلدة، فأمر به عمر فجلد ثمانين، وذكره المتقي في كنز العمال: 3 / 101 (1).

[ مستدرك الصحيحين: 1 / 400 ]:

عن حارثة بن مضرب، قال: جاء ناس من أهل الشام إلى عمر فقالوا:

إنا قد أصبنا أموالا وخيلا، ورقيقا نحب أن يكون لنا فيها زكاة وطهور، قال: ما فعله صاحباي قبلي فأفعله، فاستشار عمر عليا (عليه السلام) في جماعة من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال علي (عليه السلام): هو حسن إن لم يكن جزية يؤخذون بها راتبة.

ورواه الطحاوي في شرح معاني الآثار في كتاب الزكاة باب الخيل السائبة (2).

[ مستدرك الصحيحين: 1 / 457 ]:

عن أبي سعيد الخدري، قال: حججنا مع عمر بن الخطاب فلما دخل الطواف استقبل الحجر فقال: إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قبلك ما قبلتك، ثم قبله، فقال له علي (عليه السلام):

____________

(1) موطأ مالك: 2 / 842 ح 2، المستدرك على الصحيحين: 4 / 417 ح 8132 و 8131، الدر المنثور: 3 / 162، سنن الدارقطني: 3 / 157، فتح الباري 12 / 57.

(2) المستدرك على الصحيحين: 1 / 557 ح 1456.


الصفحة 218
بلى يا عمر إنه يضر وينفع، قال: بم؟ قال: بكتاب الله تبارك وتعالى، قال:

وأين ذلك من كتاب الله؟ قال: قال الله عز وجل: (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى) [ الأعراف / 172 ]، خلق الله آدم ومسح على ظهره فقررهم بأنه الرب وأنهم العبيد وأخذ عهودهم ومواثيقهم، وكتب ذلك في رق، وكان لهذا الحجر عينان ولسان فقال له: افتح فاك، قال: ففتح فاه، فألقمه ذلك الرق وقال:

أشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة، وإني أشهد لسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود له لسان ذلق يشهد لمن استلمه بالتوحيد، فهو يا عمر يضر وينفع. فقال عمر: أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا حسن (1).

[ مستدرك الصحيحين: 3 / 14 ]:

عن سعيد بن المسيب يقول: جمع عمر الناس فسألهم من أي يوم يكتب التاريخ؟ فقال علي بن أبي طالب (عليه السلام) من يوم هاجر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وترك أرض الشرك، ففعله عمر.

ورواه ابن جرير في تاريخه: 2 / 112، وذكره المتقي في كنز العمال:

5 / 244 مرتين قال: في إحداهما: أخرجه البخاري في تاريخه الصغير والحاكم في مستدركه، وقال في ثانيهما: عن ابن المسيب قال: أول من كتب التاريخ عمر لسنتين ونصف من خلافته فكتب لست عشرة من الهجرة بمشورة علي بن أبي طالب (عليه السلام) (2).

[ سنن البيهقي: 6 / 123 ]:

عن الحسن، يقول: إن عمر بلغه أن امرأة بغية يدخل عليها الرجال، فبعث إليها رسولا فأتاها الرسول فقال: أجيبي أمير المؤمنين، ففزعت فزعا

____________

(1) المستدرك على الصحيحين: 1 / 628 ح 1682، صحيح البخاري: 2 / 579 ح 1520، التفسير الكبير للرازي: 32 / 10، الدر المنثور: 3 / 605، شعب الإيمان: 3 / 451 ح 4040، إرشاد الساري للقسطلاني: 4 / 135 1597، عمدة القاري: 9 / 240، تاريخ عمر ابن الخطاب لابن الجرزي: ص 115.

(2) المستدرك على الصحيحين: 3 / 15 ح 4287، تاريخ الطبري: 2 / 391.


الصفحة 219
فوقعت الفزعة في رحمها فتحرك ولدها، فخرجت فأخذها المخاض فألقت غلاما جنينا، فأتى عمر بذلك فأرسل إلى المهاجرين فقص عليهم أمرها، فقال: ما ترون؟ فقالوا: ما نرى عليك شيئا يا أمير المؤمنين إنما أنت معلم ومؤدب، وفي القوم علي (عليه السلام) وعلي ساكت، قال: فما تقول أنت يا أبا الحسن؟ قال: أقول: إن كانوا قاربوك في الهوى فقد أثموا وإن كان جهد رأيهم فقد أخطأوا وأرى عليك الدية. إلى أن قال: قال - يعني عمر -:

صدقت (1).

[ سنن البيهقي: 7 / 343 ]:

عن أبي الحلال العتكي، قال: جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فقال:

أنه قال لامرأته: حبلك على غاربك، فقال له عمر: واف معنا الموسم، فأتاه الرجل في المسجد الحرم فقص عليه القصة، فقال: ترى ذلك الأصلع يطوف بالبيت، اذهب إليه فسله ثم ارجع فأخبرني بما رجع إليك، قال:

فذهب إليه فإذا هو علي (عليه السلام) فقال: من بعثك إلي؟ فقال: أمير المؤمنين: قال: إنه قال لامرأته. حبلك على غاربك، فقال: استقبل البيت واحلف بالله ما أردت طلاقا، فقال الرجل. وأنا أحلف بالله ما أردت إلا الطلاق بانت منك امرأتك.

[ سنن البيهقي: 7 خ 442 ]:

عن الشعبي، قال: أتى عمر بن الخطاب بامرأة تزوجت في عدتها فأخذ مهرها فجعله في بيت المال وفرق بينهما وقال: لا يجتمعان وعاقبهما، قال: فقال علي (عليه السلام): ليس هكذا ولكن هذه الجهالة من الناس، ولكن يفرق بينهما ثم تستكمل بقية العدة من الأول ثم تستقبل عدة أخرى وجعل لها على المهر بما استحل من فرجها، قال: فحمد الله عمر وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس ردوا الجهالات إلى السنة. وذكره المحب الطبري في الرياض النضرة: 2 / 196 (2).

____________

(1) تاريخ عمر بن الخطاب لابن الجرزي: ص 125، شرح النهج لابن أبي الحديد: 1 / 17.

(2) الرياض النضرة: 3 / 144، أحكام القرآن للجصاص: 1 / 425.


الصفحة 220

[ سنن البيهقي: 7 / 442 ]:

عن أبي الأسود الدئلي، إن عمر أتى بامرأة قد ولدت لستة أشهر فهم برجمها، فبلغ ذلك عليا (عليه السلام) فقال: ليس عليها رجم، فبلغ ذلك عمر، إلى أن قال: فسأله، فقال: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة) [ البقرة / 233 ]، وقال: (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) [ الأحقاف / 15 ]، فستة أشهر حمله وحولان تمام رضاعته لا حد عليها (أو قال: لا رجم عليها)، قال: فجلى عنها.

وذكره المحب الطبري في الرياض النضرة: 2 / 194 وقال فيه: فترك عمر رجمها وقال: لولا علي لهلك عمر، قال: أخرجه العقيلي وأخرجه ابن السمان، وذكره المتقي أيضا في كنز العمال: 3 / 96، 228، وابن عبد البر في استيعابه: 2 / 461 (1).

[ طبقات ابن سعد: 2 / القسم 2 / 102 ]:

عن سعيد بن المسيب، قال: خرج عمر بن الخطاب على أصحابه يوما فقال: أفتوني في شئ صنعته اليوم، فقالوا: ما هو يا أمير المؤمنين؟

قال: مرت بي جارية لي فأعجبتني فوقعت عليها وأنا صائم، قال: فعظم عليه القوم وعلي (عليه السلام) ساكت، فقال: ما تقول يا بن أبي طالب؟ فقال:

جئت حلالا ويوما مكان يوم، فقال: أنت خيرهم فتوى (2).

[ طبقات ابن سعد: 3 / القسم 1 / 221 ]:

عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، قال: مكث عمر زمانا لا يأكل من المال شيئا حتى دخلت عليه في ذلك خصاصة وأرسل إلى أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فاستشارهم فقال: قد شغلت نفسي في هذا الأمر فما يصلح لي منه؟ فقال عثمان بن عفان: كل وأطعم، قال: وقال ذلك سعيد بن زيد بن

____________

(1) الرياض النضرة: 3 / 142، الإستيعاب: 3 / 39، التفسير الكبير للرازي: 28 / 15، الدر المنثور: 7 / 441 - 442، تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي: ص 148، مناقب الخوارزمي: ص 95 ح 94، ذخائر العقبى: ص 82، كفاية الطالب للكنجي: ص 226.

(2) سنن الدارقطني: 2 / 181 ح 4، طبقات ابن سعد: 2 / 339.


الصفحة 221
عمرو بن نفيل وقال لعلي (عليه السلام): ما تقول أنت في ذلك؟ قال: غداء وعشاء، قال: فأخذ عمر بذلك (1).

[ طبقات ابن سعد: 2 / القسم 2 / 102 ]:

عن سعيد بن المسيب، قال: كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس فيها أبو حسن.

وذكره ابن الأثير في أسد الغابة: 4 / 22، وابن حجر في إصابته: 4 / القسم 1 / 270، وفي تهذيب التهذيب: 7 / 327، وذكره ابن عبد البر في استيعابه: 2 / 461، والمتقي في كنز العمال: 5 / 241 (2).

[ شرح معاني الآثار للطحاوي: 2 / 88 ]:

عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي (عليه السلام)، قال: شرب نفر من أهل الشام الخمر وعليهم يومئذ يزيد بن أبي سفيان وقالوا: هي حلال وتأولوا: (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا) [ المائدة / 93 ]، فكتب فيهم إلى عمر، فكتب عمر أن ابعث بهم إلي قبل أن يفسدوا من قبلك، فلما قدموا على عمر استشار فيهم الناس، فقالوا: يا أمير المؤمنين نرى أنهم قد كذبوا على الله وشرعوا في دينهم ما لم يأذن به الله فاضرب أعناقهم، وعلي (عليه السلام) ساكت، فقال: ما تقول يا أبا الحسن فيهم؟

قال: أرى أن تستتيبهم فإن تابوا ضربتهم ثمانين لشربهم الخمر، وإن لم يتوبوا ضربت أعناقهم فإنهم قد كذبوا على الله وشرعوا في دينهم ما لم يأذن به الله فاستتابهم، فتابوا فضربهم ثمانين ثمانين.

وذكره العسقلاني في فتح الباري: 15 / 73 وقال أخرجه ابن أبي شيبة، وذكره السيوطي في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى: (إنما الخمر والميسر) [ المائدة / 90 ] (3).

____________

(1) الطبقات الكبرى لابن سعد: 3 / 307.

(2) طبقات ابن سعد: 2 / 339، أسد الغابة: 4 / 100 رقم 3683، الإصابة: 2 / 559، تهذيب التهذيب: 7 / 296، الإستيعاب 3 / 39.

(3) شرح معاني الآثار للطحاوي: 2 / 88 (من المصنف)، فتح الباري للعسقلاني: 12 / 57، مصنف ابن أبي شيبة: 6 / 503 ح 3، الدر المنثور: 3 / 174.


الصفحة 222

[ الإستيعاب: 2 / 463 ]:

عن عبد الرحمن بن أذينة العبدي، عن أبيه أذينة بن سلمة العبدي، قال: أتيت عمر بن الخطاب فسألته من أين اعتمر؟ فقال: ائت عليا فاسأله.

قال ابن عبد البر (إلى آخر الحديث) وفي قال عمر: ما أجد لك إلا ما قال علي. وذكره المحب الطبري في الرياض النضرة: 2 / 195 (1).

[ كنز العمال: 6 / 456 ]:

عن ابن عمر، قال: قال عمر بن الخطاب لعلي بن أبي طالب (عليه السلام): يا أبا الحسن ربما شهدت وغبنا، ثلاث أسألك عنهن هل عندك منهن علم؟ قال علي (عليه السلام): وما هن؟ قال الرجل يحب الرجل ولم ير منه خيرا، والرجل يبغض الرجل ولم ير منه شرا، قال علي (عليه السلام): نعم، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الأرواح في الهواء جنود مجندة تلتقي فتشام فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، قال: واحدة، والرجل يتحدث بالحديث نسيه وذكره، قال علي (عليه السلام): سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: ما من القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر بينا القمر يضئ إذ علته سحابة فأظلم إذ تجلت، قال عمر: اثنتان، والرجل يرى الرؤيا فمنها ما يصدق ومنها ما يكذب، قال: نعم سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: ما من عبد ولا أمة ينام فيستثقل نوما إلا يعرج بروحه في العرش، فالتي لا تستيقظ إلا عند العرش فتلك الرؤيا التي تصدق، والتي تستيقظ دون العرش فهي الرؤيا التي تكذب، فقال عمر: ثلاث كنت في طلبهن فالحمد لله الذي أصبتهن قبل الموت (2).

[ الرياض النضرة: 2 / 170 ]:

عن عمر وقد نازعه رجل في مسألة، فقال: بيني وبينك هذا الجالس - وأشار إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقال الرجل: هذا الأبطن! فنهض عمر عن مجلسه وأخذ بتلبيبه حتى شاله من الأرض، ثم قال: أتدري من

____________

(1) الإستيعاب: 3 / 43، الرياض النضرة: 3 / 142.

(2) كنز العمال: 13 / 169 ح 36512، مجمع الزوائد: 1 / 161 - 162، فردوس الأخبار: 14 / 17 خ 6050.


الصفحة 223
صغرت؟ مولاي ومولى كل مسلم (1).

[ الرياض النضرة: 2 / 195 ]:

عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، قال أتي عمر بامرأة حامل قد اعترفت بالفجور فأمر برجمها، فتلقاها علي (عليه السلام) فقال: ما بال هذه؟

فقالوا: أمر عمر برجمها، فردها علي (عليه السلام) وقال: هذا سلطانك عليها فما سلطانك على ما في بطنها؟ ولعلك انتهرتها أو أخفتها، قال: قد كان ذلك، قال: أو ما سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قال: لا حد على معترف بعد بلاء؟ إنه من قيد أو حبس أو تهدد فلا إقرار له، فخلى سبيلها (2).

[ الرياض النضرة: 2 / 196 ]:

عن عبد الرحمن السلمي، قال: أتى عمر بامرأة أجهدها العطش، فمرت على راع فاستسقته، فأبى أن يسقيها إلا أن تمكنه من نفسها ففعلت.

فشاور الناس في رجمها، فقال له علي (عليه السلام): هذه مضطرة إلى ذلك فخل سبيلها، ففعل (3).

[ الرياض النضرة: 2 / 197 ]:

عن أبي سعيد الخدري، سمع عمر يقول لعلي (عليه السلام): - وقد سأله عن شئ فأجابه -: أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن، وفي رواية: لا أبقاني الله بعدك يا علي (4).

[ الرياض النضرة: 2 / 197 ]:

عن يحيى بن عقيل قال: كان عمر يقول لعلي (عليه السلام) - إذا سأله ففرج عنه -: لا أبقاني الله بعدك يا علي (5).

____________

(1) الرياض النضرة: 3 / 115، الصواعق المحرقة: ص 179.

(2) الرياض النضرة: 3 / 143، مناقب الخوارزمي: ص 81، ذخائر العقبى: ص 80.

(3) الرياض النضرة: 3 / 144، السنن الكبرى للبيهقي: 8 / 236، ذخائر العقبى: ص 81.

(4) المستدرك على الصحيحين: 1 / 628 ص 1682، الرياض النضرة: 3 / 146، الصواعق المحرقة: ص 179، إرشاد الساري للقسطلاني: 4 / 136، عمدة القاري للعيني: 9 / 240، فيض القدير: 4 / 357، تاريخ عمر بن الخطاب لابن الجوزي: ص 115.

(5) الرياض النضرة: 3 / 146، المناقب للخوارزمي: ص 801 ح 104، تذكرة الخواص لابن الجوزي: ص 148.


الصفحة 224

[ نور الأبصار: ص 171 ]:

روي أن رجالا أتي به. إلى عمر بن الخطاب وكان صدر منه أنه قال لجماعة من الناس - وقد سألوه كيف أصبحت - قال: أصبحت أحب الفتنة وأكره الحق، وأصدق اليهود والنصارى، وأؤمن بما لم أره، وأقر بما لم يخلق، فأرسل عمر إلى علي (عليه السلام)، فلما جاءه أخبره بمقالة الرجل فقال:

صدق يحب الفتنة قال الله تعالى: (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) [ التغابن / 15 ]، ويكره الحق، يعني الموت، قال الله تعالى: (وجاءت سكرة الموت بالحق) [ ق / 19 ]، ويصدق اليهود والنصارى، قال الله تعالى: (وقالت اليهود ليست النصارى على شئ وقالت النصارى ليست اليهود على شئ) [ البقرة / 113 ]، ويؤمن بما لم يره، يؤمن بالله عز وجل ويقر بما لم يخلق، يعني الساعة، فقال عمر: أعوذ بالله من معضلة لا علي بها (فتح الباري) في شرح البخاري: 17 / 105. (قال): وفي كتاب النوادر للحميدي والطبقات لابن سعد من رواية سعيد بن المسيب قال كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن يعني علي بن أبي طالب (عليه السلام) (1).

رجوع عثمان إلى علي (عليه السلام):

[ موطأ الإمام مالك بن أنس. ص 36 ]:

- في طلاق المريض - عن محمد بن يحيى بن حبان، قال: كانت عند جدي حبان امرأتان هاشمية وأنصارية فطلق الأنصارية وهي ترضع، فمرت بها سنة ثم هلك عنها ولم تحض، فقالت: أنا أرثه لم أحض، فاختصمتا إلى عثمان بن عفان، فقضى لها بالميراث فلامت الهاشمية عثمان، فقال: هذا عمل ابن عمك هو أشار علينا بهذا - يعني علي بن أبي طالب (عليه السلام) -.

ورواه الشافعي في مسنده في كتاب العدد ص 171، وذكره ابن حجر في إصابته: 8 / القسم 1 / 204، وابن عبد البر في استيعابه: 2 / 764

____________

(1) كفاية الطالب: ص 218، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: ص 34، نور الأبصار للشبلنجي: ص 79.


الصفحة 225
والمحب الطبري في الرياض النضرة: 2 / 297 (1).

[ موطأ الإمام مالك بن أنس: ص 176 ]:

- في كتاب الحدود - قال: إن عثمان بن عفان أتي بامرأة قد ولدت في ستة أشهر فأمر بها أن ترجم، فقال له علي بن أبي طالب (عليه السلام): ليس ذلك عليها إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه: (وحملة وفصاله ثلاثون شهرا) [ الأحقاف / 15 ]، وقال: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة) [ البقرة / 233 ]، فالحمل يكون ستة أشهر فلا رجم عليها، فبعث عثمان في أثرها فوجدت قد رجمت (3).

[ مسند أحمد بن حنبل: 1 / 104 ]:

عن الحسن بن سعد، عن أبيه، أن يحنس وصفية كانا من سبي الخمس، فزنت صفية برجل من الخمس فولدت غلاما فادعاه الزاني ويحنس، فاختصما إلى عثمان فرفعها إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقال علي (عليه السلام): أقضي فيهما بقضاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " الولد للفراش وللعاهر الحجر "، وجلدهما خمسين خمسين.

وذكره المتقي في كنز العمال: 3 / 227 قال: أخرجه الدورقي (3).

رجوع معاوية إلى علي (عليه السلام):

[ موطأ الإمام مالك بن أنس: ص 126 ]:

- في كتاب الأقضية - عن سعيد بن المسيب، أن رجلا من أهل الشام يقال له ابن خيبري وجد مع امرأته رجلا فقتله أو قتلهما معا، فأشكل على معاوية بن أبي سفيان القضاء فيه، فكتب إلى أبي موسى الأشعري يسأل له

____________

(1) موطأ مالك: 2 / 572 ح 43، سنن البيهقي: 7 / 419، الإصابة: 4 / 424 رقم 1095، الإستيعاب: 4 / 428، الرياض النضرة: 3 / 146.

(2) موطأ مالك: 2 / 825 ح 11، سنن البيهقي: 7 / 442، الدر المنثور: 7 / 441، تفسير ابن كثير: 4 / 158، عمدة القاري للعيني. 21 / 18.

(3) مسند أحمد: 1 / 167 ح 822، كنز العمال: 6 / 198، ح 15340، تفسير ابن كثير: 1 / 479، مجمع الزوائد: 5 / 13.


الصفحة 226
علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن ذلك، فسأل أبو موسى عن ذلك علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقال له علي (عليه السلام): إن هذا الشئ ما هو بأرضي، عزمت عليك لتخبرني، فقال له أبو موسى: كتب إلي معاوية بن أبي سفيان أن أسألك عن ذلك، فقال علي (عليه السلام): أنا أبو حسن إن لم يأت بأربعة شهداء فليعط برمته.

ورواه البيهقي في سننه بطرق متعددة ة 8 / 237، 10 / 147، والشافعي في مسنده - كتاب الجائز والحدود - ص 204، وذكره المتقي في كنز العمال: 7 / 300 (1).

[ الإستيعاب: 2 / 473 ]:

قال: وكان معاوية يكتب فيما ينزل به ليسأل له علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن ذلك، فلما بلغه قتله قال: ذهب الفقه والعلم بموت ابن أبي طالب فقال له أخوه عتبة: لا يسمع هذا منك أهل الشام، فقال له: دعني عنك (2).

[ كنز العمال: 6 / 21 ]:

عن الشعبي، عن علي (عليه السلام) أنه قال: الحمد لله الذي جعل عدونا يسألنا عما نزل به من أمر دينه، إن معاوية كتب إلي يسألني عن الخنثى، فكتبت إليه أن ورثه من قبل مباله.

وقال المناوي في فيض القدير في الشرح ما هذا لفظه: وفي شرح الهمزية إن معاوية كان يرسل يسأل عليا (عليه السلام) عن المشكلات فيجيبه، فقال أحد بنيه: تجيب عدوك، قال: أما يكفينا أن احتاجنا وسألنا (3).

[ الرياض النضرة: 2 / 195 ]:

عن أبي حازم، قال: جاء رجل إلى معاوية فسأله عن مسألة، فقال:

____________

(1) موطأ مالك: 2 / 737 ح 18، السنن الكبرى للبيهقي: 8 / 230.

(2) الإستيعاب: 3 / 45.

(3) كنز العمال: 11 / 82 ح 30701، فيض القدير: 4 / 356، سنن سعيد بن منصور: 1 / 62 ح 12.


الصفحة 227
سل عنها علي بن أبي طالب فهو أعلم، قال: يا أمير المؤمنين جوابك فيها أحب إلي من جواب علي، قال: بئس ما قلت، لقد كرهت رجلا كان رسول الله يغزره العلم غزرا، ولقد قال له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وكان عمر إذا أشكل عليه شئ أخذه منه.

وذكره ابن حجر في صواعقه: ص 107، وفي فتح الباري في شرح البخاري: 17 / 105 قال: عن قيس بن أبي حازم قال جاء رجل إلى معاوية فسأله عن مسألة فقال سل عنها عليا (عليه السلام) قال (يعني معاوية) ولقد شهدت عمر أشكل عليه شئ فقال هاهنا علي (عليه السلام) (1).

رجوع عائشة وابن عمر إلى علي (عليه السلام) في المسائل المشكلة:

قد ثبت من الصحاح وغيرها من الكتب المعتبرة عند إخواننا السنة رجوع عائشة وابن عمر إلى علي (عليه السلام) في الوقائع المشكلة، وفيما يلي جملة منها:

[ صحيح مسلم: في كتاب الطهارة ]:

- باب التوقيت في المسح على الخفين -: عن شريح بن هاني، قال:

أتيت عائشة أسألها عن المسح على الخفين، فقالت: عليك بابن أبي طالب فاسأله (2).

[ صحيح مسلم: في كتاب الطهارة ]:

- باب التوقيت في المسح على الخفين - عن شريح بن هاني، قال:

سألت عائشة عن المسح على الخفين، فقالت: ائت عليا فإنه أعلم بذلك مني. وفي فتح الباري في شرح البخاري: 16 / 168 قال: وأخرج ابن أبي شيبة بسند جيد، عن عبد الرحمن بن أبزي، قال: انتهى عبد الله بن بديل ابن ورقاء الخزاعي إلى عائشة يوم الجمل وهي في الهودج، فقال: يا أم المؤمنين أتعلمين أني أتيتك عندما قتل عثمان فقلت: ما تأمريني، فقلت:

____________

(1) الرياض النضرة: 3 / 142، الصواعق المحرقة: ص 179، فيض القدير: 3 / 46.

(2) صحيح مسلم: 1 / 293 ح 276.


الصفحة 228
الزم عليا (عليه السلام) فسكتت، فقال: اعقروا الجمل، فعقروه، فنزلت أنا وأخوها محمد فاحتملنا هودجها فوضعناه بين يدي علي (عليه السلام)، فأمر بها فأدخلت بيتا.

ورواه النسائي في سننه: 1 / 32، وابن ماجة في سننه: ص 42 وأحمد ابن حنبل في مسنده: 1 / 96، 100، 113، 117، 210، 133، 146، 149، 6 / 110، والطحاوي في شرح معاني الآثار في كتاب الطهارة:

ص 49 - 50، وأبو حنيفة في مسنده: ص 129، وذكره المتقي في كنز العمال: 5 / 147 (1).

[ سنن البيهقي: 5 / 149 ]:

عن أبي مجلز، إن رجلا سأل ابن عمر فقال: إني رميت الجملة ولم أدر رميت ستا أو سبعا؟ قال: ائت ذلك الرجل - يريد عليا (عليه السلام) - فذهب فسأله.

جهاد علي (عليه السلام) وبلاؤه في الإسلام

مبيته في فراش النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليلة الهجرة:

[ الفخر الرازي في تفسيره الكبير ]:

في ذيل تفسير قوله تعالى: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد) [ البقرة / 207 ]، قال: نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام)، بات على فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليلة خروجه إلى الغار. (وقال): ويروى أنه لما نام على فراشه قام جبريل عند رأسه، وميكائيل عند رجليه، وجبريل ينادي بخ بخ، من مثلك يا بن أبي طالب

____________

(1) صحيح مسلم: 1 / 294 ح 276، سنن النسائي. 1 / 92 ح 131، سنن ابن ماجة: 1 / 183 ح 552، مسند أحمد بن حنبل: 1 / 155 ح 750 وص 160 ح 782 وص 182 ح 908، كنز العمال: 9 / 606 ح 27610، سنن البيهقي: 1 / 272 و 277، مسند أبي داود الطيالسي:

1 / 15، تاريخ بغداد: 11 / 246، حلية الأولياء: 1 / 83 مصنف ابن أبي شيبة: 8 / 720 ح 75.


الصفحة 229
يباهي الله بك الملائكة، ونزلت الآية (1).

[ أسد الغابة: 4 / 25 ]:

عن الثعلبي، قال: رأيت في عض الكتب أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما أراد الهجرة خلف علي بن أبي طالب (عليه السلام) بمكة لقضاء ديونه ورد الودائع التي كانت عنده، وأمره - ليلة خرج إلى الغار وقد أحاط المشركون بالدار - أن ينام على فراشه، وقال له: اتشح ببردي الحضرمي الأخضر فإنه لا يخلص إليك منهم مكروه إن شاء الله تعالى، ففعل ذلك، فأوحى الله إلى جبريل وميكائيل (عليهما السلام): إني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة، فاختار كلاهما الحياة، فأوحى الله عز وجل إليهما: أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب، آخيت بينه وبين نبيي محمد، فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة؟ اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه، فنزلا فكان جبريل عند رأس علي (عليه السلام)، وميكائيل عند رجليه، وجبريل ينادي بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب يباهي الله عز وجل بك الملائكة، فأنزل الله عز وجل على رسوله - وهو متوجه إلى المدينة في شأن علي (عليه السلام) -: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) [ البقرة / 207 ] (2).

[ مستدرك الصحيحين: 3 / 4 ]:

عن علي بن الحسين (عليه السلام)، قال: إن أول من شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وقال علي (عليه السلام) عند مبيته على فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

وقيت بنفسي خير من وطأ الحصى * ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر
رسول إله خاف أن يمكروا به * فنجاه ذو الطول الإله من المكر

____________

(1) التفسير الكبير للفخر الرازي: 5 / 204، ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق: 1 / 153 ح 18، كفاية الطالب للكنجي: ص 239.

(2) أسد الغابة: 4 / 103، مسند أحمد: 1 / 572 ح 3241، تاريخ بغداد: 13 / 191، الدر المنثور: 4 / 50، الفصول المهمة: ص 47، تذكرة الخواص: ص 35، السيرة الحلبية: 2 / 27، نور الأبصار للشبلنجي: ص 86، إحياء العلوم للغزالي: 3 / 244.


الصفحة 230

وبات رسول الله في الغار آمنا * موقى وفي حفظ الإله وفي ستر
وبت أراعيهم ولم يتهمونني * وقد وطنت نفسي على القتل والأسر (1)

وانظر أيضا في مضمون هذه الأحاديث: خصائص النسائي: ص 8، مسند أحمد: 1 / 348، طبقات ابن سعد: 8 / 35، 162، كنز العمال: 3 / 155.

يوم بدر: لا فتى إلا علي، لا سيف إلا ذو الفقار:

[ صحيح البخاري ]:

في كتاب بدء الخلق - باب قتال أبي جهل -: عن علي (عليه السلام)، أنه قال: أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة، قال: وقال قيس بن عباد: وفيهم أنزلت: (هذان خصمان اختصموا في ربهم) [ الحج / 19 ]، قال: هم الذين تبارزوا يوم بدر: حمزة وعلي (عليه السلام) وعبيدة بن الحارث وشيبة بن ربيعة وعتبة والوليد بن عتبة (2).

[ سنن البيهقي: 3 / 276 ]:

عن علي (عليه السلام) - في قصة بدر -، قال: فبرز عتبة وأخوه شيبة وابنه الوليد، فقالوا: من يبارز؟ فخرج فتية من الأنصار شببة، فقال عتبة: لا نريد هؤلاء ولكن يبارزنا من بني أعمامنا بني عبد المطلب، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

قم يا حمزة قم يا عبيدة قم يا علي، فبرز حمزة لعتبة، وعبيدة لشيبة، وعلي (عليه السلام) للوليد، فقتل حمزة عتبة، وقتل علي (عليه السلام) الوليد، وقتل عبيدة شيبة، وضرب شيبة رجل عبيدة فقطها فاستنقذه حمزة وعلي (عليه السلام) حتى توفي بالصفراء.

وذكر الشبلنجي في نور الأبصار: ص 78 قصة مبارزة علي (عليه السلام) يوم

____________

(1) المستدرك على الصحيحين: 3 / 5 ح 4264، تذكرة الخواص: ص 35، الفصول المهمة:

ص 47، المناقب للخوارزمي: ص 127، نور الأبصار: ص 86.

(2) صحيح البخاري: 4 / 1768 ح 4466، صحيح مسلم: 5 / 528 ح 3033، سنن ابن ماجة:

2 / 946 ح 2835، المستدرك على الصحيحين: 2 / 419 ح 3456، البداية والنهاية: 3 / 333.


الصفحة 231
بدر بمثل ما ذكره البيهقي بنحو أبسط (1).

[ حلية الأولياء: 9 / 145 ]:

عن محمد بن إدريس الشافعي، قال: دخل رجل من بني كنانة على معاوية بن أبي سفيان، فقال له: هل شهدت بدرا؟ قال: نعم، قال: مثل من كنت؟ قال: غلام قمدود، مثل عطباء الجلمود، قال: فحدثني ما رأيت وحضرت، قال: ما كنا شهودا إلا كأغياب وما رأينا ظفرا أوشك منه، قال:

فصف لي ما رأيت، قال: رأيت في سرعان الناس علي بن أبي طالب (عليه السلام) غلاما شابا ليثا عبقريا يفري الفري لا يثبت له أحد إلا قتله، ولا يضرب شيئا إلا هتكه لم أر من الناس أحدا قط أنفق يحمل حملة ويلتفت التفاته، إلى أن قال: وكان له عينان في قفاه وكان وثوبه وثوب وحش.

[ كنز العمال: 3 / 154 ]:

عن أبي ذر قال: لما كان أول يوم البيعة لعثمان اجتمع المهاجرون، والأنصار في المسجد وجاء علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأنشأ يقول: إن أحق ما ابتدى به المبتدأون، ونطق به الناطقون، حمد الله والثناء عليه بما هو أهله، والصلاة على النبي محمد، فقال: الحمد لله المتفرد بدوام البقاء (وساق الخطبة إلى أن قال) ثم قال علي (عليه السلام): أناشدكم الله إن جبرئيل نزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا محمد لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي فهل تعلمون هذا كان لغيري (2)؟

[ ذخائر العقبى: ص 74 - الرياض النضرة: 2 / 190 ]:

عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) قال: نادى ملك من السماء يوم بدر يقال له رضوان أن لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي. (قال) خرجه الحسن بن عرفة العبدي (3).

____________

(1) تاريخ الطبري: 2 / 426، البداية والنهاية: 3 / 332، كتاب المغازي للواقدي: 1 / 68، نور الأبصار للشبلنجي: 86.

(2) كنز العمال: 5 / 717 ح 14242.

(3) ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق لابن عساكر: 1 / 158 ح 197، الرياض النضرة:

3 / 137.


الصفحة 232
وانظر أيضا في مضمون هذه الأحاديث: الرياض النضرة: 2 / 225، تاريخ الطبري: 2 / 197، كنز العمال: 5 / 273، الدر المنثور: ذيل تفسير قوله تعالى: (أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض) [ ص 28 ].

يوم أحد يوم المواساة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

[ الرياض النضرة: 2 / 172 - مرقاة المفاتيح: 5 / 568 (في الشرح) ]:

قالا: عن أبي رافع قال: لما قتل علي (عليه السلام) أصحاب الألوية يوم أحد قال جبريل: يا رسول الله إن هذه لهي المواساة، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إنه مني وأنا منه فقال جبريل وأنا منكما يا رسول الله. قالا أخرجه أحمد في المناقب.

وذكره الهيثمي في مجمعه: 6 / 114 وقال رواه الطبراني، وذكره المتقي في كنز العمال: 6 / 400 وقال أيضا رواه الطبراني (1).

يوم الخندق يوم كفى الله المؤمنين القتال فيه بعلي (عليه السلام):

[ مستدرك الصحيحين: 2 / 32 ]:

عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

لمبارزة علي بن أبي طالب (عليه السلام) لعمرو بن ود يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة.

ورواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: 13 / 19 وذكره الفخر الرازي في تفسيره الكبير في ذيل تفسير سورة القدر (2).

____________

(1) الرياض النضرة: 3 / 117، مرقاة المفاتيح: 10 / 463 ح 6090، المعجم الكبي للطبراني.

1 / 318 ح 941، ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق: 1 / 167، كنز العمال: 13 / 143 ح 36449.

(2) المستدرك على الصحيحين: 3 / 3 ح 4327، تاريخ بغداد: 13 / 19 رقم 6978، التفسير الكبير للفخر الرازي: 32 / 31، كنز العمال 11 / 623 ح 33035.


الصفحة 233

[ مستدرك الصحيحين: 3 / 32 ]:

عن ابن إسحاق، قال: كان عمرو بن ود ثالث قريش وكان قد قاتل يوم بدر حتى أثبته الجراحة ولم يشهد أحدا، فلما كان يوم الخندق خرج معلما ليرى مشهده، فلما وقف هو وخيله قال له علي (عليه السلام): يا عمرو قد كنت تعاهد الله لقريش أن لا يدعوك رجل إلى خلتين إلا قبلت منه إحداهما، فقال عمرو: أجل، فقال له علي (عليه السلام): فإني أدعوك إلى الله عز وجل وإلى رسوله وإلى الإسلام، فقال: لا حاجة لي في ذلك، قال: فإني أدعوك إلى البراز، قال: يا بن أخي لم؟ فوالله ما أحب أن أقتلك، فقال علي (عليه السلام):

لكني والله أحب أن أقتلك، فحمي عمرو فاقتحم عن فرسه فعقره ثم أقبل، فجاء إلى علي (عليه السلام)، وقال: من يبارز؟ فقام علي (عليه السلام) وهو مقنع في الحديد، فقال: أنا له يا نبي الله، فقال: إنه عمرو بن عبد ود اجلس، فنادى عمرو: ألا رجل، فأذن له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فمشى إليه علي (عليه السلام) وهو يقول:

لا تعجلن فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز * ذو نبهة وبصيرة والصدق منجا كل فائز
إني لأرجو أن أقيم عليك نائحة الجنائز * من ضربة نجلاء يبقى ذكرها عند الهزاهز

فقال له عمرو: من أنت؟ قال: أنا علي، قال: ابن من؟ قال: ابن عبد مناف، أنا علي بن أبي طالب، فقال: ما عندك يا بن أخي من أعمامك من هو أسن منك فانصرف فإني أكره أن أهريق دمك، فقال علي (عليه السلام): لكني والله ما أكره أن أهريق دمك، فغضب، فنزل فسل سيفه كأنه شعلة نار ثم أقبل: نحو علي مغضبا واستقبله علي (عليه السلام) بدرقته، فضربه عمرو في الدرقة فقدها، وأثبت فيها السيف وأصاب رأسه فشجه، وضربه علي (عليه السلام) على حبل العاتق فسقط وثار العجاج، فسمع رسول الله التكبير فعرف أن عليا قتله. إلى أن قال: أقبل علي (عليه السلام) نحو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ووجهه يتهلل، فقال عمر بن الخطاب: هلا استلبت درعه فليس للعرب درع خير منها؟

فقال: ضربته فاتقاني بسوءته واستحييت ابن عمي أن أستلبه وخرجت خيله منهزمة حتى أقحمت من الخندق.