الصفحة 309
ذلك البذر كافية وافية والحمد لله، انتهى.

صريحة واضحة على خلافة أمير المؤمنين عليه السلام وأبنائه الأئمة الأحد عشر المعصومين عليهم السلام لأن النبي الأمين صلى الله عليه وآله قرنهم بالكتاب المبين، والقرآن هو المرجع الأول للأمة الإسلامية بلا منازع من بدء الدعوة إلى منتهى الدنيا، كالكتاب العزيز لجعلهما خليفتيه فيها، وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض يوم القيامة، وجعل التمسك بهما شرطا لعدم الضلال، فمن حاد عنهما هلك وهوى، ولأجل قرنه أهل بيته بكتاب الله المعجز، وأمره الأمة بالتمسك بهما معا، فلا يجوز التمسك بأحدهما دون الآخر.

فلا بد لكل مكلف من أن يتمسك بالثقلين معا لا بالكتاب وحده دون قرينه العترة، ولا بالعترة وحدها دون مصدرها الكتاب، وإنما يكون الأخذ بهما معا مقترنين، وبعروتيهما معا متفقين بل ما هما إلا عروة واحدة، لا يمكن التفكيك بين حلقها المتماسك، غير أن العترة اللسان الناطق للكتاب الصامت، فلا نقدر أن نتمسك بالكتاب من دون طريقهم لأن معرفة ما فيه يكشف خفاياه، والتمييز بين محكمه ومتشابهه، وناسخه ومنسوخه، وما سوى ذلك لا يكون صحيحا إلا من بيانهم وإيضاحهم.

فالأخذ بهما معا أخذ بحظ وافر، يرجى للآخذ بهما النجاة بلا ريب، وللمعرض عنهما أو عن أحدهما الهلاك والخسران، وأنه غير ناج إذ أن صاحب الشريعة المقدسة حرض على الأخذ بهما معا، والرسول الأعظم لا يأمر بشئ عبثا، ولا ينهي عن شئ كذلك إذ أنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي

الصفحة 310
يوحى (1) فالواجب المقطوع به التمسك بكتاب الله والعترة الطاهرة لتحصيل النجاة من النار، والفوز العظيم بالنعيم الأبدي.

قال الإمام شرف الدين في مراجعاته ص 43: على أن المفهوم من قوله صلى الله عليه وآله (إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي) إنما هو ضلال من لم يتمسك بهما معا، كما لا يخفى.

ويؤيد ذلك قول النبي صلى الله عليه وآله في حديث الثقلين عن الطبراني (فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم).

قال ابن حجر وفي قوله صلى الله عليه وآله: (فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم) دليل على أن من تأهل منهم للمراتب العلية والوظائف الدينية كان مقدما على غيره، إلى آخر كلامه (2) أقول: إنما سماهما رسول الله صلى الله عليه وآله ثقلين لخطرهما، وعظم قدرهما حيث

____________

(1) إشارة إلى قوله تعالى في سورة النجم: 3 - 4.

(2) قال المؤلف: ثم قال الإمام شرف الدين (رحمه الله) في التعليق على قول ابن حجر، قال:

فراجعه في باب وصية النبي صلى الله عليه وآله بهم ص 135 من الصواعق، ثم سله لماذا قدم الأشعري عليهم في أصول الدين والفقهاء الأربعة في الفروع؟ وكيف قدم عليهم في الحديث عمران بن حطان وأمثاله من الخوارج؟! وقدم في التفسير عليهم مقاتل بن سليمان المرجئ المجسم؟! وقدم في علم الأخلاق والسلوك وأدواء النفس وعلاجها معروفا وأضرابه؟! وكيف أخر في الخلافة العامة والنيابة عن النبي أخاه ووليه الذي لا يؤدي عنه سواه، ثم قدم فيها أبناء الوزغ على أبناء رسول الله صلى الله عليه وآله! ومن أعرض عن العترة الطاهرة في كل ما ذكرناه من المراتب العلية والوظائف الدينية واقتفى فيها مخالفيهم، فما عسى أن يصنع بصحاح الثقلين وأمثالها، وكيف يتسنى له القول بأنه متمسك بالعترة، وراكب سفينتها وداخل باب حطتها؟

الصفحة 311
يعبر في اللغة لكل خطير عظيم (ثقلا) لأن الأخذ عنهما، ودوام التمسك بهما ليس بالأمر السهل، أو لأن العمل بما أوجب الله تعالى من حقوقهما ثقيل جدا كما ذكر ذلك جماعة من أعاظم علماء السنة منهم ابن حجر في صواعقه في باب وصية النبي صلى الله عليه وآله ومنهم السيوطي، فدل ذلك على انحصار الخلافة والإمامة فيهم، ولله در القائل:

ساووا كتاب الله إلا أنه هو صامت وهم الكتاب الناطق ويؤخذ من هذا الحديث (1)

ثالثا: معرفتي بحديث الخلفاء الاثني عشر

ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله أحاديث دالة على عدد خلفائه، وأحاديث تذكرهم بأسمائهم.

1 - عن صحيح البخاري:

- الجزء التاسع ص 729 حديث 2034 - كتاب الأحكام باب 1148

____________

(1) أقول: ولما لهذا الحديث من مكانة خاصة، وأهمية متميزة، تعرف من نطق رسول الله صلى الله عليه وآله به في مواضع متعددة، ارتأينا استقصاء رواته ومصادره من كتب العامة فحسب - ما أمكننا ذلك - ليقطع القارئ العزيز بصحته دون منازع:

فقد رواه من الصحابة والتابعين:

1 - الإمام علي عليه السلام: رواه بإسناده عنه الحمويني في فرائد السمطين: 1 - 147 ح 441، والقندوزي في ينابيع المودة: 34 و 39 و 116 من طرق مختلفة.

الصفحة 312
بسنده إلى جابر بن سمرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: (يكون اثنا عشر أميرا) فقال كلمه لم أسمعها، فقال أبي أنه قال: (كلهم من قريش).

- الجزء الثالث ص 1452، 1453، حديث 1821، 1822 - كتاب الإمارة باب الناس تبع لقريش.

بسنده إلى جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:

(لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة).

3 - وعن مسند أحمد بن حنبل: - الجزء الأول ص 398 حديث عبد الله بن مسعود، بسنده إلى مسروق قال: كنا جلوسا ليلة عند عبد الله (بن مسعود) وهو يقرئنا القرآن فسأله رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن هل سألتم رسول الله صلى الله عليه وآله كم يملك هذه الأمة من خليفة؟

فقال عبد الله بن مسعود: ما سألني عن هذا أحد منذ قدمت العراق قبلك، ثم قال: نعم لقد سألنا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال:

(اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل).

وعن أحمد أنه روى حديث (الاثني عشر خليفة) عن جابر بن سمرة من أربع وثلاثين طريقا.

4 - وعن المستدرك على الصحيحين الحاكم النيسابوري:

الجزء الثالث ص 618 - بسنده إلى عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال:

كنت مع عمي عند النبي صلى الله عليه وآله فقال:

(لا يزال أمر أمتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة) ثم قال كلمة وخفض بها صوته فقلت لعمي وكان أمامي، ما قال يا عم؟ قال: يا بني: (كلهم من قريش).


الصفحة 313
5 - وعن كنز العمال الجزء السادس ص 201 - قال النبي صلى الله عليه وآله:

(يكون لهذه الأمة اثنا عشر خليفة قيما، لا يضرهم من خذلهم، كلهم من قريش).

1 - وعن الإمام الصادق صلوات الله وسلامه عليه، عن أبيه عن جده (صلوات الله وسلامه عليه أجمعين أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:

(الأئمة بعدي اثنا عشر أولهم علي وآخرهم القائم، هم خلفائي وأوصيائي).

2 - وعن الإمام الرضا (صلوات الله وسلامه عليه) عن آبائه عليهم السلام مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله:

(من أحب أن يتمسك بديني، ويركب سفينة النجاة فليقتد بعلي بن أبي طالب، فإنه وصيي وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد مماتي).

3 - عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: رسول الله صلى الله عليه وآله:

(علي أقدمهم سلما، وأكثرهم علما - إلى أن قال - وهو الإمام والخليفة من بعدي).

4 - وعن مولانا وإمامنا أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال:

(يا علي أنت وصيي، وأبو ولدي وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد موتي، أمرك أمري ونهيك نهي).

5 - وعن الإمام العسكري عن أبيه عن آبائه عليهم السلام مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله قال:

(يا ابن مسعود، علي بن أبي طالب إمامكم بعدي، وخليفتي عليكم).


الصفحة 314
6 - عن ابن عباس قال: قال رسول الله:

(يا علي أنت خليفتي على أمتي).

7 - عن مولانا وإمامنا الإمام علي (صلوات الله عليه) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:

(يا علي أنت وصيي وخليفتي ووزيري ووارثي وأبو ولدي).

8 - وعن سلمان الفارسي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:

(يا معاشر المهاجرين والأنصار، ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا؟

قالوا: بلى يا رسول الله قال: (هذا علي أخي ووصيي ووزيري ووارثي، وخليفتي، وإمامكم فأحبوه بحبي، واكرموه بكرامتي، فإن جبرائيل أمرني أنه أقوله لكم).

أقول: لقد جرت محاولات التلبيس، والتلاعب في المقصود من الاثني عشر، جرت تلك المحاولات ممن تعصبوا للباطل، ولأئمة الضلال والجور، جرت تلك المحاولات ممن أعمى بصيرتهم التمسك بأئمة الباطل، وأعمى بصيرتهم الحقد والكراهية.

محاولة أولى:

فعن ابن عربي أنه قال في شرح سنن الترمذي:

(فعندنا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله اثنا عشر أمير فوجدنا أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعليا، والحسن، معاوية، يزيد، معاوية بن يزيد، مروان، عبد الملك بن مروان، الوليد، سليمان، عمر بن عبد العزيز، يزيد بن عبد الملك، مروان بن

الصفحة 315
محمد بن مروان، السفاح...).

إلى أن قال: (وإذا عددنا منهم اثني عشر، انتهى العدد بالصورة إلى سليمان، وإذا عددناهم بالمعنى كان معنا منهم خمسة، الخلفاء الأربعة وعمر بن عبد العزيز ولم أعلم للحديث معنى).

محاولة ثانية:

عن السيوطي أنه قال:

(وقد وجد من الاثني عشر: الخلفاء الأربعة، والحسن ومعاوية، وابن الزبير، وعمر بن عبد العزيز، هؤلاء ثمانية، ويحتمل أن يضم إليهم: المهدي العباسي لأنه في العباسيين كعمر بن عبد العزيز في الأمويين، والظاهر العباسي أيضا لما أوتيه من العدل. ويبقى الاثنان المنتظران أحدهما المهدي لأنه من أهل البيت).

محاولة ثالثة:

عن فتح الباري ج 16 - 338 وأنه ورد فيه: (يغلب على الظن أنه عليه الصلاة والسلام أخبر بأعاجيب تكون بعده من الفتن يفترق الناس في وقت واحد على اثني عشر أميرا، ولو أراد غير هذا لقال: يكون اثنا عشر أميرا يفعلون كذا، فلما أعراهم عن الخبر عرفنا أنه أراد أنهم يكونون في زمن واحد).

محاولة رابعة:

ما نقل عن ابن حجر أنه ذكره في شرح البخاري وهو ما يلي:

(وقيل أن المراد وجود اثني عشر خليفة في جميع مدة الإسلام إلى يوم

الصفحة 316
القيامة يعملون بالحق وإن لم تتوال أيامهم ويؤيد هذا ما أخرجه مسدد في مسنده الكبير عن أبي الخلد أنه قال: لا تهلك هذه الأمة حتى يكون اثنا عشر خليفة كلهم يعمل بالهدى ودين الحق، منهم رجلان من أهل بيت محمد..) هذا ما نقل أنه ذكره ابن حجر.

محاولة خامسة:

ما نقل عن بعض المحشين على كتاب الترمذي وهو:

(اثنا عشر إشارة إلى من بعده الصحابة من خلفاء بني أمية، وليس على المدح بل على استقامة السلطنة وهم: يزيد بن معاوية، وابنه معاوية، ولا يدخل ابن الزبير لأنه من الصحابة، ولا مروان بن الحكم لكونه بويع بعد بيعة ابن الزبير فكان غاصبا، ثم عبد الملك، ثم الوليد إلى مروان بن محمد).

محاولة سادسة:

عن البيهقي أنه قال:

(وقد وجد هذا العدد بالصفة المذكورة إلى وقت الوليد بن يزيد بن عبد الملك ثم وقع الهرج والفتنة العظيمة ثم ظهر ملك العباسية، وإنما يزيدون على العدد المذكور، إذا تركت الصفة المذكورة فيه، أو عد منهم من كان بعد الهرج المذكور).

محاولة سابعة:

عن ابن الجوزي أنه قال:

(وعلى هذا فالمراد من (ثم يكون الهرج): الفتن المؤذنة بقيام الساعة من

الصفحة 317
خروج الدجال وما بعده).

وعن ابن كثير أنه قال:

(إن الذي سلكه البيهقي ووافقه عليه جماعة من أن المراد هم الخلفاء المتتابعون إلى زمن الوليد بن يزيد بن عبد الملك الفاسق الذي قدمنا الحديث فيه بالذم والوعيد فإنه مسلك فيه نظر، وبيان ذلك أن الخلفاء إلى زمن الوليد بن يزيد هذا أكثر من اثني عشر على كل تقدير، وبرهانه أن الخلفاء الأربعة، أبو بكر وعمر وعثمان وعلي خلافتهم محققة... بعدهم الحسن بن علي كما وقع لأن عليا أوصى إليه، وبايعه أهل العراق... حتى اصطلح هو ومعاوية... ثم ابنه يزيد ابن معاوية، ثم ابنه معاوية بن يزيد، ثم مروان بن الحكم، ثم ابنه عبد الملك بن مروان، ثم ابنه الوليد بن عبد الملك، ثم سليمان بن عبد الملك، ثم عمر بن عبد العزيز، ثم يزيد بن عبد الملك، ثم هشام بن عبد الملك، فهؤلاء خمسة عشر، ثم الوليد بن (هنا كلمة في الكتاب الذي ننقل عنه هذا الكلام الظاهر أن هذه الكلمة هي يزيد) بن عبد الملك، فإن اعتبرنا ولاية ابن الزبير قبل عبد الملك صاروا ستة عشر، وعلى كل تقدير فهم اثنا عشر قبل عمر بن عبد العزيز، وعلى هذا التقدير يدخل في الاثني عشر يزيد بن معاوية ويخرج عمر بن عبد العزيز، الذي أطبق الأئمة على شكره وعلى مدحه وعدوه من الخلفاء الراشدين، وأجمع الناس قاطبة على عدله، وأن أيامه كانت من أعدل الأيام حتى الرافضة يعترفون بذلك، فإن قال:

أنا لا اعتبر إلا من اجتمعت الأمة عليه لزمه على هذا القول أن لا يعد علي بن أبي طالب ولا ابنه، لأن الناس لم يجتمعوا عليهما وذلك أن أهل الشام بكمالهم لم يبايعوهما.


الصفحة 318
وذكر:

أن بعضهم عد معاوية وابنه يزيد وابن ابنه معاوية ين يزيد، ولم يحضر بأيام مروان ولا ابن الزبير، لأن الأمة لم تجتمع على واحد منهما، فعلى هذا نقول في مسلكه هذا عادا للخلفاء الثلاثة، ثم معاوية، ثم يزيد، ثم عبد الملك، ثم الوليد بن سليمان ثم عمر بن عبد العزيز، ثم يزيد، ثم هشام فهؤلاء عشرة، ثم من بعدهم الوليد بن يزيد بن عبد الملك الفاسق ويلزمه منه إخراج علي وابنه الحسن، وهو خلاف ما نص عليه أئمة السنة بل الشيعة).

وكما ترى كلها محاولات لتغطية الحقيقة، والتعمية عليها، كلها محاولات للإبعاد عن المقصود والمراد بالاثني عشر.

ونحن الآن بعون الله تعالى نذكر لك أيها القارئ الكريم أحاديث وردت عن مولانا وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله توضح المراد من الاثني عشر:

الهدى لديه صادفه، ومن لجأ إليه أمنه، ومن استمسك به نجاه، ومن اقتدى به هداه، يا ابن سمرة سلم من سلم له ووالاه، وهلك من رد عليه وعاداه، يا ابن سمرة إن عليا مني روحه من روحي، وطينته من طينتي، وهو أخي وأنا أخوه، وهو زوج ابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، وإن فيه إمامي أمتي (1) وسيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين، وتسعة من ولد الحسين، تاسعهم قائم أمتي، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.

____________

(1) في التعليقة: في المصدر: وابنيه إمام أمتي.

الصفحة 319

نص على إمامة الأئمة الاثني عشر عليهم الصلاة والسلام

وردت مجموعة أحاديث تضمنت التصريح بأسماء الأئمة الاثني عشر (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).

1 - عن ينابيع المودة للقندوزي الحنفي (الباب 94).

عن المناقب بسنده إلى جابر بن عبد الله قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله:

(يا جابر إن أوصيائي وأئمة المسلمين من بعدي أولهم علي، ثم الحسن، ثم الحسين ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي المعروف بالباقر ستدركه يا جابر فإذا لقيته فاقرأه مني السلام، ثم جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم القائم اسمه اسمي وكنيته كنيتي محمد بن الحسن بن علي ذاك الذي يفتح الله تبارك وتعالى على يديه مشارق الأرض ومغاربها، ذاك الذي يغيب عن أوليائه غيبة لا يثبت على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للإيمان).

2 - عن فرائد السمطين للحمويني الشافعي:

بالإسناد إلى ابن عباس في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله جاء فيه:

(إن وصيي علي بن أبي طالب وبعده سبطاي الحسن والحسين تتلوه تسعة أئمة من صلب الحسين) ثم قال صلى الله عليه وآله: (فإذا مضى الحسين فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه محمد، فإذا مضى محمد فابنه جعفر، فإذا مضى جعفر فابنه موسى، فإذا مضى موسى فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه محمد، فإذا مضى محمد فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه الحسن، فإذا مضى الحسن فابنه الحجة محمد المهدي

الصفحة 320
فهؤلاء اثنا عشر).

3 - عن ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: (الباب 76).

عن المناقب بسنده عن جابر الأنصاري قال: دخل جندب بن جنادة على النبي صلى الله عليه وآله وسأله عن مسائل ثم قال: أخبرني يا رسول الله عن أوصيائك بعدك لا لأتمسك بهم.

قال صلى الله عليه وآله: (أوصيائي الاثنا عشر).

قال: (يا رسول الله سمهم لي).

قال صلى الله عليه وآله: (أولهم سيد الأوصياء أبو الأئمة علي، ثم إبناه الحسن والحسين فاستمسك بهم ولا يغرنك جهل الجاهلين).

قال ابن جنادة: فمن بعد الحسين؟

قال صلى الله عليه وآله:

(إذا انقضت مدة الحسين فالإمام ابنه علي ويلقب بزين العابدين.

فبعده ابنه محمد يلقب بالباقر.

فبعده ابنه جعفر يدعى بالصادق.

فبعده ابنه موسى يدعى بالكاظم.

فبعده ابنه علي يدعى بالرضا.

فبعده ابنه محمد يدعى بالتقي والزكي.

فبعده ابنه علي يدعى بالنقي والهادي.

فبعده ابنه الحسن يدعى بالعسكري.

فبعده ابنه محمد يدعى بالمهدي والقائم والحجة).

4 - عن كفاية الأثر لأبي القاسم الخزار:


الصفحة 321
بالإسناد عن الحسين بن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام:

(أنا أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم.

ثم أنت يا علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم.

ثم بعدك الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم.

ثم بعده الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم.

ثم بعده علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم.

ثم بعده محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم.

ثم بعده جعفر أولى بالمؤمنين من أنفسهم.

ثم بعده موسى أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم بعده علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم.

ثم بعده محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم.

ثم بعده علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم.

ثم بعده الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم.

ثم بعده الحجة بن الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم.

أئمة أبرار هم مع الحق والحق معهم.

رابعا: معرفتي بالفرقة الناجية

بعد عرض الأدلة والبراهين والحواريات والمناشدات من علي بن أبي طالب عليه السلام واحتجاج زوجته البتول على القوم ومقارعتهم بالحجج من كتاب الله وقول أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله وتبيان الإشاعات الكاذبة والافتراءات الباطلة التي ما أنزل الله

الصفحة 322
بها من سلطان وتبيان الأحاديث التي كانت تضللني وتقع حاجزا بيني وبين الوصول إلى الحقيقة وبعد معرفتي بحديث الثقلين وحديث الدار أو الانذار وحديث الخلفاء الاثني عشر خلفاء رسول الله صلى الله عليه وآله بقي الوصول إلى نقطة مهمة جدا نستنتجها من خلال رحلة البحث وهو السؤال التالي: من هي الفرقة الناجية؟! لأنه بصراحة كما يقول الشاعر:

وكل يدعي وصلا بليلى * وليلى لا تقر لهم بذاكا

فجميع الطوائف الإسلامية بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله تفرقت إلى ملل ونحل ومذاهب وصارت كل فرقة تدعي أنها هي الفرقة الناجية، وأن أتباعها هم الناجون، بحيث كل فرقة لديها الفن في صنعة الحديث.. فصارت تقول أحاديث تنتصر بها على الفرقة الأخرى، فعظمت المحنة وانتشر الباطل، وأصبح الناس في تيه وضلال، وعمي الحق، بحيث يقول المثل الدارج (إذا أخرج المرء فيها يده لم يكد يراها) لكن الحق واضح والباطل واضح.. والذي يريد أن يصل إلى الحق لا بد من الوصول وإن طال الطريق.. لكن المشكلة.. أين تكمن..؟ تكمن في فرار الشخص الباحث عن الحقيقة من عبادة السادة والكبراء وتقديس الشخصيات على حساب الدين.. و؟؟ عن تقليد الأجداد والآباء.. ويتجرد من كل موروث فكري فإن تجرد من كل ما ذكرت وتمسك بأدلة القرآن والسنة النبوية والآثار الصحيحة المروية عن رسول الله صلى الله عليه وآله لا بد أن يدرك الحق وينال مبتغاه الذي هو فيه منى كل طالب ورغبة كل راغب.

وبعد كل هذا نصل إلى السؤال المطروح والمحير. من هي الفرقة الناجية..؟!!


الصفحة 323

أحاديث اختلاف الأمة

ألفاظ وصيغ الحديث:

أولا: أخرج الترمذي - واللفظ له - وأبو داود ابن ماجة والحاكم وأحمد بن حنبل والدارمي وابن حبان وابن أبي عاصم والسيوطي وغيرهم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله.

(تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة.. والنصارى إلى اثنتين وسبعين فرقة.. وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة) (1).

ثانيا: وأخرج الترمذي والحاكم وغيرهما عن عبد الله بن عمرو، قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله:

(ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل، حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك، وإن بني إسرائيل تفرقت على اثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملة واحدة. قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي) (2).

وعند الحاكم: قال: ما أنا عليه اليوم وأصحابي.

____________

(1) سنن الترمذي: 5 - 25 - ح 2640، قال الترمذي. حديث حسن صحيح، سنن أبي داوود 4 - 197 - ح 4596، سنن ابن ماجة: 2 - 1321، صحيح ابن حبان: 8 - ص 258 - ح 6696، الجامع الصغير: 1 - 184 - ح 1223.

(2) سنن الترمذي: 5 - 26 - ح 2641، شرح السنة، 1 - 213 - المستدرك: 1 - 128.

الصفحة 324
لقد إدعت كل طائفة الحق وإنها هي الفرقة الناجية حتى نكون منصفين بالبحث عزيزي القارئ فلنضرب للقارئ أنموذجين لبعض استدلالات أهل السنة على أنهم هم الفرقة الناجية لنرى كيف أنهم تمسكوا بما لا ينفع ولا يفيد:

الأول: ما ذكره أحد أقطاب علماء السنة الإيجي في المواقف، حيث قال:

وأما الفرقة المستثناة الذين قال فيهم:

(هم الذين ما أنا عليه وأصحابي) فهم الأشاعرة والسلف من المحدثين وأهل السنة والجماعة، ومذهبهم قال من بدع هؤلاء.. ثم ساق عقائد أهل السنة (1).

وهذا الدليل كما ترى ركيك وضعيف، ثم أن الأشاعرة وأهل السنة وأهل الحديث الذين ذكرهم الإيجي أكثر من فرقة (2).

حيث قال السفاريني في كتابه لوامع الأنوار البهية (3):

أهل السنة والجماعة ثلاث فرق:

1 - الأثرية وإمامهم أحمد بن حنبل.

2 - الأشعرية وإمامهم أبو الحسن الأشعري.

3 - الماتريدية وإمامهم أبو منصور الماتريدي.

إذا فالسنة ثلاث فرق وليس فرقة واحدة.

____________

(1) المواقف: للإيجي، ص 429 - 430.

(2) لوامع الأنوار البهية: للسفاريني: 1 - 73.

(3) المصدر السابق: ص 414 - نقلا عن كتاب (مسائل خلافية حار فيها أهل السنة) للشيخ علي آل محسن.

الصفحة 325
وقول النبي صلى الله عليه وآله إلا فرقة واحدة ناجية ينافي التعدد فاختلف أهل السنة بين بعضهم البعض منهم من قال الأشعرية - ومنهم من قال الأثرية أتباع أحمد بن حنبل - ومنهم من قال الماتريدية..

ومن ثم ما ساقه الإيجي في كتابه المواقف من عقائد أهل السنة والجماعة فيه من الباطل ما فيه ومنه قوله: إن الله تعالى يراه المؤمنون يوم القيامة. مع أن ذلك خلاف لنص الكتاب العزيز في قوله تعالى:

(لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير) (1).

وهو خلاف قوله تعالى: (أفحسبتم إنما خلقناكم عبثا) (2) وقوله تعالى:

(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).

والنتيجة كلها أقوال قاصرة لا تمت إلى الدليل بصلة.

وأهل السنة أكثر من ثلاث فرق وليس فرقة واحدة..

وأخرج الإمام البخاري في صحيحه (3) في باب قول النبي صلى الله عليه وآله:

(لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق).

فإن الرسول صلى الله عليه وآله يريد ظهورهم على الحق بالبراهين والحجج والأدلة القاطعة ولا الأدلة الظنية.

فالقرائن التي يجب أن نتبعها أن أهل السنة ثلاث فرق من عصر الأشعري

____________

(1) سورة الأنعام: 103.

(2) سورة المؤمنون: 115.

(3) صحيح البخاري: ج 4 - ص 174 - باب قول النبي صلى الله عليه وآله:

(لا تزال طائفة من أمتي ظاهرة على حق).

الصفحة 326
ومن حيث المذاهب كانوا أكثر من عشر مذاهب وبقيت الحالة حاليا على أربعة مذاهب وكل مذهب يشكل فرقة حاليا، فالتناحر والتصادم بين المذاهب الأربعة.

وأما الشيعة الإمامية الاثني عشرية فرقة واحدة وإن الحديث صريح في عصمة تلك الطائفة بدليل أنها لا تزال ظاهرة على الحق دائما وكل من كان ظاهرا على الحق مصيب دائما، وكل مصيب دائم معصوم، فتكون تلك الطائفة معصومة، ودليل كل من صغرى القياس وكبراه قطعي لأنها لو لم تكن معصومة لخالفت الحق مطلقا، خطأ أو عمدا، ولا شئ من خلاف الحق مطلقا بحق، ولما لم تزل ظاهرة على الحق مطلقا ثبت أنها معصومة، ولا قائل بالعصمة لغير الأئمة من البيت النبوي صلى الله عليه وآله بالإجماع هذا أولا.

ثانيا: نحن لم نجد في أدلة المسلمين من القرآن والسنة ما يشير إلى وجوب رجوع الناس إلى واحد من أئمة هذه المذاهب، ولم نجد ما يثبت وجود واحد منهم في زمان النبي صلى الله عليه وآله فكيف يا ترى يمكن حمل الحديث عليهم وهم لا وجود لهم في عصر النبوة وأين هم من عصر النبي صلى الله عليه وآله وقد ولد أبو حنيفة النعمان سنة (80 هـ‍) ومات سنة (150 هـ‍) على ما سجله ابن خلكان في (وفيات الأعيان ص 163، 666 من جزئه الثاني) ويقول في ص 429 من جزئه الأول:

(ولد الإمام مالك سنة (95 هـ‍) ومات سنة (179 هـ‍) والشافعي ولد سنة (150 هـ‍) ومات سنة (204 هـ‍).

والإمام أحمد بن حنبل ولد سنة (163 هـ‍)، ومات سنة (241 هـ‍). فإن كنتم تجدون في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله ما يشعر بوجوب رجوع المسلمين في أخذ

الصفحة 327
أحكام دينهم من الأئمة الأربعة هؤلاء فليأت لنا بالدليل.

ثالثا: إن النبي صلى الله عليه وآله أخبر الأمة بأن النجاة منحصرة في التمسك فقط بإثنين هما الكتاب والعترة (أي الخلفاء الاثنا عشر) كلهم من عترة النبي صلى الله عليه وآله والحديث (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) (1).

رابعا: حديث الخلفاء الاثني عشر راجع باب معرفتي بالخلفاء الاثني عشر (تعرف من هي الفرقة الناجية).

خامسا: باعتبار أن خلافة أبي بكر قد تمت فلتة باعتراف الخليفة عمر (كما نقل لنا ذلك الإمام البخاري (2) في صحيحه في باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت قوله (إن بيعة أبي بكر فلتة وقى الله المسلمين شرها) بحيث عين الخليفة عمر من قبل أبي بكر.

وبيعة أبي بكر كانت فلتة فنستنتج أن تعيين عمر قد تم نتيجة الفلتة التي وقى الله المسلمين شرها.. فإذا الأدلة تثبت بطلان خلافتهم باعتراف أصحاب العقول. واعترافهم حجة. كما يقول علماء أصول الفقه: (أعراف أصحاب العقول على أنفسهم حجة).

فإذا ثبت بطلان خلافة أبي بكر وعمر، فلا مناص حينئذ من ثبوت بطلان مذهب أهل السنة وهذا ما يخرجهم من الفرقة الناجية.

____________

(1) راجع مصادر حديث الثقلين.

(2) صحيح البخاري: ج 8 - ص 25 - باب رجم الحبلى من الزنا إذا أمضت.

الصفحة 328
سادسا: إن الأحاديث التي رواها أهل السنة صرحت بنجاة الشيعة بينما لم يرووا في كتبهم أحاديث تدل على نجاتهم هم.

ومن تلك الأحاديث ما رووه عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال:

(علي وشيعته هم الفائزون يوم القيامة).

وأخرج السيوطي في الدر المنثور والشوكاني في فتح القدير عن ابن عساكر، قال: عن جابر بن عبد الله قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وآله فأقبل علي فقال النبي صلى الله عليه وآله:

(والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة).

ونزلت (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية).

فكان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله إذا أقبل علي قالوا: جاء خير البرية (1).

وعن ابن عباس قال: لما نزلت (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي: هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين (2).

وعن علي عليه السلام قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله ألم تسمع قول الله:

(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) أنت وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض، إذا جاءت الأمم للحساب تدعون غرا محجلين (3).

وأخرج الطبري في تفسير الآية المذكورة: عن محمد بن علي: (أولئك هم

____________

(1) الدر المنثور: للسيوطي: 8 - 589، فتح الغدير، للشوكاني: في تفسير الآية 7 من سورة البينة.

(2) المصدران السابقان، عن ابن عدي.

(3) المصدر السابق عن ابن مردويه.

الصفحة 329
خير البرية) فقال النبي صلى الله عليه وآله: أنت يا علي وشيعتك (1).

وعنه صلى الله عليه وآله أنه قال: (يا علي، إنك ستقدم على الله وشيعتك راضيين مرضيين، ويقدم عليك عدوك غضابا مقمحين) (2).

وقال صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: (أنت وشيعتك تردون علي الحوض) (3).

وقال: أنت وشيعتك في الجنة (4).

قال صلى الله عليه وآله: أيضا: إن أول أربعة يدخلون الجنة: أنا وأنت والحسن والحسين وذرارينا خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف ذرارينا، وشيعتنا خلف أيماننا وشمائلنا (5).

وعن جعفر الصادق عن آبائه عن علي (رضي الله عنهم) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:

(يا علي مثلك في أمتي مثل عيسى بن مريم: افترق قومه ثلاث فرق: فرقة مؤمنون وهم الحواريون، وفرقة عادوه وهم اليهود، وفرقة غلوا فيه فخرجوا عن دين الله وهم النصارى، وإن أمتي ستفترق فيك ثلاث فرق: فرقة اتبعوك وأحبوك وهم المؤمنون، وفرقة عادوك وهم الناكثون والمارقون والفاسقون،

____________

(1) تفسير الطبري: 30 - ص 171.

(2) مجمع الزوائد: 9 - ص 131، المعجم الكبير للطبراني: 1 - 219 - ح 948، الصواعق المحرقة: 2 - 449.

(3) مجموع الزوائد: 9 - ص 131، المعجم الكبير للطبراني: 1 - 319 - ح 950.

(4) تاريخ بغداد: 12 - 289، 358. حلية الأولياء: 4 - 329، فضائل الصحابة: 2 - 655 - ح 1115.

(5) مجموع الزوائد: 9 - 131، فضائل الصحابة: 2 - 624 - ح 1068.

الصفحة 330
وفرقة غلوا فيك وهم الضالون، يا علي أنت وأتباعك في الجنة، وعدوك والغالي في النار) (1) فهذه الرواية تصرح بأن الفرقة الناجية هي أتباع علي بن أبي طالب عليه السلام وشيعته فلا يبقى مجال لما ذكره عبد القاهر البغدادي من أن الفرقة الناجية هم أهل السنة والجماعة.. وأما كلمة (ما أنا عليه وأصحابي) المراد من الأصحاب هم الذين كانوا باقين على خطه صلى الله عليه وآله كأبي ذر وسلمان والمقداد وغيرهم وليس أهل السنة والجماعة موافقين لهؤلاء الأصحاب الأجلاء فنقول لم نجد من فرق الأمة من هم على موافقة هؤلاء غير الشيعة الإمامية..

لو درسنا عقائديا جميع الفرق الأخرى من حيث الأصول المعتزلة واستحقوا بها اسم الاعتزال خمسة:

1 - التوحيد: أي أن الله واحد بذاته وصفاته، فصفاته عين ذاته.

2 - العدل: أي أن الإنسان مخير غير مسير.

3 - المنزلة بين المنزلتين: أي أن مرتكب الكبيرة في منزلة بين المؤمن والكافر.

4 - الوعد والوعيد: إن الله إذا وعد بالثواب على الخير فوعده واقع.

5 - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان بالعقل لا بالسمع.

الأشاعرة خالفوا المعتزلة في الأمور الخمسة.

قالوا: إن صفات الله غير ذاته وزائدة عليها، وإن الإنسان مسير غير مخير، وإن الله لا يجب عليه الوفاء لا بالوعد ولا بالوعيد، وله أن يعاقب المحسن

____________

(1) ينابيع المودة: للقندوزي الحنفي: ج 1 - ص 109.