اللهم بارك فيهما، وبارك عليهما، وبارك لهما في نسلهما (1).
وروى النسائي في الخصائص بسنده عن الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: خطب أبو بكر وعمر فاطمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها صغيرة، فخطبها علي رضي الله عنه، فزوجها منه (2).
وروى البلاذري في أنساب الأشراف بسنده عن محمد بن سعد عن الواقدي وعن هشام بن محمد الكلبي قال: كان أبو بكر خطب فاطمة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أنتظر بها القضاء، ثم خطبها عمر فقال له مثل ذلك، فقيل لعلي: لو خطبت فاطمة؟ فقال منعها أبا بكر وعمر، ولا آمن من أن يمنعنيها، فحمل على خطبتها، فخطبها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فزوجه إياها، فباع بعيرا له، ومتاعا، فبلغ ثمن ذلك أربعمائة وثمانين درهما، ويقال أربعمائة درهم، فأمره أن يجعل ثلثها في الطيب، وثلثها في المتاع، ففعل، وكان علي يقول: ما كان
____________
(1) الطبقات الكبرى 8 / 12 - 13.
(2) تهذيب خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ص 70 (عالم الكتب - بيروت 1983).
وفي كنوز الحقائق للمناوي: لو لم يخلق علي، ما كان لفاطمة كفؤ - قال أخرجه الديلمي؟ (2).
ولعل سائلا يتساءل: ما في هذا الزواج من ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، من فضل يختص به الإمام علي وحده، دون غيره، ممن تزوجوا من بنات النبي صلى الله عليه وسلم:
من البدهي أن الصهر إلى سيدنا ومولانا وجدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، شرف ما بعده شرف، وقد تزوج الخليفة الراشد عثمان بن عفان، رضوان الله عليه، بابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم - السيدة رقية والسيدة أم كلثوم، رضوان الله عليهما - فاكتسب بذلك لقب (ذي النورين)، كما تزوج أبو العاص بن الربيع السيدة زينب، رضوان الله عليها، بنت النبي صلى الله عليه وسلم.
غير أن الزواج من السيدة فاطمة الزهراء، أمر آخر، ذلك لأن فاطمة - سيدة نساء العالمين - إنما قد اختصت، من بين أخواتها، بهذه الدرجة التي رفعها الله إليها، فوصفها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأنها خير نساء العالمين، أو سيدة نساء العالمين.
هذا فضلا عن السيدة فاطمة الزهراء، إنما كانت وحدها، من دون أبناء وبنات النبي صلى الله عليه وسلم، هي التي كان منها سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم - الحسن والحسين أبناء علي بن أبي طالب -.
وقد روى الهيثمي في مجمع الزوائد بسنده عن جابر بن عبد الله (الأنصاري) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله عز وجل جعل ذرية كل نبي في
____________
(1) أنساب الأشرف 1 / 402 - 403 (تحقيق محمد حميد الله - دار المعارف - القاهرة 1959).
(2) كنوز الحقائق ص 124.
وروى المتقي الهندي في كنز العمال، والمناوي في فيض القدير، وابن حجر الهيثمي في صواعقه قالوا جميعا: أخرج الطبراني عن جابر، والخطيب عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه، وجعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب (2).
وروى الخطيب البغدادي في تاريخه بسنده إلى المنصور بن العباس إلى عبد الله بن العباس قال: كنت أنا وأبي العباس بن عبد المطلب جالسين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ دخل علي بن أبي طالب، فسلم فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبش به، وقام إليه واعتنقه وقبل بين عينيه، وأجلسه عن يمينه، فقال العباس:
يا رسول الله أتحب هذا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا عم رسول الله، والله لله أشد حبا له مني، إن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه، وجعل ذريتي في صلب هذا (3).
وقال ابن حجر في صواعقه: أخرج الطبراني عن جابر والخطيب عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه، وجعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب (4).
وروى المحب الطبري في الرياض النضرة (5) عن عبد الله بن عباس قال:
كنت أنا والعباس جالسين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ دخل علي بن أبي طالب، فسلم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقام وعانقه، وقبل ما بين عينيه، وأجلسه عن يمينه،
____________
(1) مجمع الزوائد 9 / 172 كنز العمال 6 / 152، فيض القدير 2 / 223، الصواعق المحرقة ص 192.
(2) كنز العمال 6 / 152.
(3) تاريخ بغداد 1 / 316.
(4) الصواعق المحرقة ص 192.
(5) الرياض النضرة 2 / 222.
وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن شبيب بن غرقدة عن المستظل، أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي بن أبي طالب، أم كلثوم، فاعتل علي بصغرها، فقال: إني لم أرد الباه، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة، ما خلا سببي ونسبي، كل ولد أب فإن عصبتهم لأبيهم، ما خلا ولد فاطمة، فإني أنا أبوهم وعصبتهم (1).
وروى ابن سعد في الطبقات الكبرى بسنده عن الإمام جعفر الصادق عن أبيه الإمام محمد الباقر، عليهما السلام، أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم، فقال علي: إنما حبست بناتي على بني جعفر (يعني جعفر بن أبي طالب)، فقال عمر: أنكحنيها يا علي، فوالله ما على ظهر الأرض رجل يرصد من حسن صحبتها، ما أرصد، فقال علي: قد فعلت، فجاء عمر إلى مجلس المهاجرين بين القبر والمنبر، وكانوا يجلسون، ثم علي وعثمان والزبير وطلحة وعبد الرحمن بن عوف، فإذا كان الشئ يأتي عمر من الآفاق، جاءهم فأخبرهم ذلك، واستشارهم فيه، فجاء عمر فقال: رفئوني، فرفئوه، وقالوا: بمن يا أمير المؤمنين؟ قال: بابنة علي بن أبي طالب، ثم أنشأ يخبرهم فقال: إن النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كل نسب وسبب منقطع يوم القيامة، إلا نسبي وسببي، وكنت قد صحبته، فأحببت أن يكون هذا أيضا (2).
هذا وقد أجمع المسلمون على أن سبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم - الإمام الحسن
____________
(1) ابن حنبل: فضائل الصحابة 2 / 626.
وذكره المحب الطبري في ذخائر العقبى ص 121، 129، والخطيب البغدادي في تاريخه (11 / 285) وابن الجوزي في العلل (1 / 258) والهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 173).
(2) الطبقات الكبرى 8 / 339 - 340، وانظر روايات أخرى (8 / 340 - 341).
ومن ثم فقد اعتبر بيت الزهراء هو (بيت النبوة)، روى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر، إذا خرج إلى صلاة الصبح، ويقول: الصلاة الصلاة، (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (2).
وعن أنس أيضا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يأتي بيت فاطمة، ستة أشهر، إذا خرج من صلاة الفجر يقول: يا أهل البيت، الصلاة الصلاة يا أهل البيت، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ويطهركم تطهيرا) (3).
وهكذا أكرم الله تعالى السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، بأن حفظ ذرية نبيه صلى الله عليه وسلم، في ذريتها، وأبقى عقبه في عقبها، فهي وحدها - دون بناته وبينه - أم السلالة الطاهرة، والعترة الخيرة، والصفوة المختارة من عباد الله، من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ذلك لأن أبناء النبي الذكور ماتوا جميعا، وهم أطفال لم يشبوا عن الطوق، ولم يبلغوا الحلم بعد.
وأما بناته صلى الله عليه وسلم، فلم يتركن وراءهن أطفالا، ما عدا السيدة زينب، رضوان الله عليها، فلم تنجب سوى (علي) الذي مات صغيرا و (أمامة) التي
____________
(1) أنظر: ابن قيم الجوزية: جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام ص 150 - 153 (تحقيق طه يوسف شاهين - القاهرة 1972).
(2) فضائل الصحابة 2 / 761 - وانظر: المستدرك للحاكم 3 / 158، الهيثمي: مجمع الزوائد 9 / 168.
(3) فضائل الصحابة لابن حنبل 2 / 761 (بيروت 1983).
ولم يبق بعد النبي صلى الله عليه وسلم، من بناته الطاهرات، غير الزهراء البتول، وقد أنجبت من الإمام علي بن أبي طالب: الحسن والحسين (ومحسن الذي مات صغيرا)، وأم كلثوم وزينب الكبرى، الشهيرة (بعقيلة بني هاشم) - ذات المقام المشهور في القاهرة، حيث شرفت مصر كلها -.
وهكذا لم يكن لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، عقب إلا من سيدة نساء العالمين، السيدة فاطمة الزهراء، وأعظم بها مفخرة، وهكذا كان من ذرية الزهراء، عليها السلام، من أبناء الإمام الحسن والإمام الحسين، عليهما السلام، جميع إخواننا وأهلنا، السادة الأشراف، ذرية مولانا وسيدنا وجدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم، إنما كان يدعو الحسن والحسين ابنيه، فيقول صلى الله عليه وسلم عن الحسن (إن ابني هذا سيد)، كما كان يقول للسيدة فاطمة، عليهما السلام:
(ادعي ابني فيشمهما ويضمهما إليه).
وروى الإمام أحمد والحاكم وأبو نعيم والطبراني، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
حسين مني، وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط (1).
هذا فضلا عن أنه لما نزلت آية المباهلة (آل عمران: آية 61) دعا النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، عليا وفاطمة والحسن والحسين، وخرج للمباهلة (2) - كما أشرنا إلى ذلك من قبل بالتفصيل -.
وهكذا يصبح النبي صلى الله عليه وسلم، لا يرى له ولدا، غير ولد الإمام علي بن
____________
(1) أنظر: صحيح البخاري 4 / 249، ابن حنبل: فضائل الصحابة 2 / 761 - 772، مسند الإمام أحمد 4 / 172، 5 / 37، المستدرك للحاكم 3 / 177، كنز العمال 7 / 107.
(2) صحيح مسلم 15 / 175 - 176.
فإذا ما تذكرنا كذلك، أنه ما من أمر كان يعني النبي صلى الله عليه وسلم، في شخصه، وفي خاصة نفسه، إلا وكان الإمام علي بن أبي طالب، هو الذي يندب للقيام بهذا الأمر، وليحل محل النبي فيه، وليأخذ مكانه الذي تركه وراءه، فمبيت علي في برد النبي، وعلى فراشه ليلة الهجرة، وقراءة علي ما نزل من سورة (براءة) على أهل الموسم من المسلمين والمشركين، سواء بسواء، وخلافة الإمام علي النبي صلى الله عليه وسلم، على آل البيت في غزوة تبوك.
أفلا يسوغ لنا - كما يقول الأستاذ الخطيب - ذلك كله، أن نذكر معه، خلافة الإمام علي بن أبي طالب للنبي صلى الله عليه وسلم، في أن يكون منه نسل النبي - دون غيره من الناس جميعا - وأن يكون ولد علي وفاطمة، نسلا مباركا للنبي ولعلي معا - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - (1).
22 - الإمام علي: أعلم الصحابة وأقضاهم
روى الإمام أحمد بسنده عن سلمة بن كهيل عن الصنابحي عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا دار الحكمة، وعلي بابها (2).
وروى أبو نعيم في الحلية بسنده عن سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، فسئل عن علي، فقال:
قسمت الحكمة عشرة أجزاء، فأعطي علي تسعة أجزاء، والناس جزء واحد (3).
____________
(1) أنظر: عبد الكريم الخطيب: علي بن أبي طالب - بقية النبوة وخاتم الخلافة - بيروت 1975، محمد بيومي مهران الإمام علي بن أبي طالب - جزءان - السيدة فاطمة الزهراء - (بيروت 1990).
(2) فضائل الصحابة 2 / 635، وانظر ص 576، 581، 595، 675، 646، 647، 654، 699، 716، 719، 723، 764، الإستيعاب 2 / 38 - 49، 43، 44، نور الأبصار ص 79.
(3) حلية الأولياء 1 / 65.
وفي رواية عن عبد الله بن مسعود قال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، ما منها حرف إلا له ظهر وبطن، وإن علي بن أبي طالب عنده علم الظاهر والباطن (2).
وفي رواية عن هبيرة بن مريم، أن الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما، قام وخطب الناس وقال: لقد فارقكم رجل بالأمس، لم يسبقه الأولون، ولم يدركه الآخرون بعلم، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثه فيعطيه الراية، فلا يرتد حتى يفتح الله عز وجل عليه، جبريل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، ما ترك صفراء ولا بيضاء، إلا سبعمائة، فضلت من عطائه، أراد أن يشتري بها خادما (3).
وفي رواية عن معاذ بن جبل قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا علي، أخصمك بالنبوة، ولا نبوة بعدي، وتخصم الناس بسبع، ولا يحجك فيها أحد من قريش، أنت أولهم إيمانا بالله، وأوفاهم بعهد الله، وأقومهم بأمر الله، وأقسمهم بالسوية، وأبصرهم بالقضية، وأعظمهم عند الله مزية (4).
وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم، وعلي بابها، فمن أراد العلم، فليأت الباب - قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد (5).
وفي رواية عن جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أنا
____________
(1) حلية الأولياء 1 / 65.
(2) حلية الأولياء 1 / 65.
(3) حلية الأولياء 1 / 65.
(4) حلية الأولياء 1 / 65 - 66.
(5) المستدرك للحاكم 3 / 126 (وانظر تاريخ بغداد 4 / 348، 7 / 172، 11 / 49، تهذيب التهذيب
=>
وروى الخطيب البغدادي في تاريخه بسنده عن جابر بن عبد الله قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية وهو آخذ بيد علي - قول: هذا أمير البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، - يمد بها صوته - (أنا مدينة العلم، وعلي بابها، فمن أراد البيت فليأت الباب) (2).
وفي تاريخ الخلفاء للسيوطي: وأخرج ابن سعد عن علي أنه قيل له: ما لك أكثر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حديثا؟ قال: إني كنت إذا سألته أنبأني، وإذا سكت ابتدأني.
وأخرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال عمر بن الخطاب: علي أقضانا.
وأخرج الحاكم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي.
وأخرج ابن سعد عن ابن عباس قال: إذا حدثنا ثقة عن علي بفتيا، لا نعدوها.
وأخرج عن سعيد بن المسيب قال: كان عمر بن الخطاب يتعوذ بالله من معضلة، ليس فيها أبو حسن.
وعنه أيضا قال: لم يكن أحد من الصحابة يقول: (سلوني) إلا علي (3).
____________
<=
6 / 320، 7 / 427، كنز العمال 6 / 152، 6 / 156، فيض القدير 3 / 36، مجمع الزوائد
9 / 114).
(1) المستدرك للحاكم 3 / 127.
(2) تاريخ بغداد 2 / 377.
(3) السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 170 - 171 (تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد - القاهرة
1964).
وأخرج عن عائشة رضي الله عنها، أن عليا ذكر عندها، فقالت: أما إنه أعلم من بقي بالسنة.
وقال عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة: كان لعلي ما شئت من ضرس قاطع في العلم، وكان له البسطة في العشيرة، والقدم في الإسلام، والعهد برسول الله صلى الله عليه وسلم، والفقه في السنة، والنجدة في الحرب، والجود في المال (1).
وفي الرياض النضرة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أقضى أمتي علي - أخرجه في المصابيح الحسان.
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: أقضانا علي بن أبي طالب - أخرجه السلفي.
وعن ابن مسعود قال: كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة، علي بن أبي طالب.
وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تختصم الناس بسبع، ولا يحاجك أحد من قريش، أنت أولهم إيمانا بالله، وأوفاهم بعهد الله، وأقومهم بأمر الله، وأقسمهم بالسوية، وأعدلهم في الرعية، وأبصرهم بالقضية، وأعظمهم عند الله مزية - أخرجه الحاكمي (2).
وفي كنز العمال عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم، وعلي بابها، فمن أراد المدينة، فليأتها من بابها (3).
____________
(1) تاريخ الخلفاء ص 171.
(2) الرياض النضرة 2 / 262.
(3) كنز العمال 6 / 401.
وفي حلية الأولياء بسنده عن سلمة بن كهيل عن الصنابحي عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا دار الحكمة، وعلي بابها).
قال: رواه الأصبع بن نباتة والحارث عن علي نحوه، ومجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله (2).
وروى ابن عبد البر في الإستيعاب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أنا مدينة العلم، وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأته من بابه (3).
وعنه قال صلى الله عليه وسلم في أصحابه: أقضاهم علي بن أبي طالب.
وقال عمر بن الخطاب: علي أقضانا، وأبي أقرؤنا، وإنا لنترك أشياء من قراءة أبي (4).
وروى المحب الطبري في صواعقه: أخرج البزار والطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد الله، والطبراني والحاكم والعقيلي في الضعفاء، وابن عدي عن ابن عمر، والترمذي والحاكم عن علي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا مدينة العلم وعلي بابها)، وفي رواية: فمن أراد العلم فليأت الباب، وفي أخرى عند الترمذي عن علي (أنا دار الحكمة، وعلي بابها)، وفي أخرى عند ابن عدي (علي باب علمي) (5).
وروى ابن الأثير في أسد الغابة بسنده عن الأعمش عن مجاهد عن ابن
____________
(1) كنوز الحقائق ص 43.
(2) حلية الأولياء 1 / 64.
(3) الإستيعاب في معرفة الأصحاب 2 / 38.
(4) الإستيعاب 2 / 38.
(5) الصواعق المحرقة ص 188 - 189.
وعن عبد الله بن مسعود: قال: كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي بن أبي طالب (2).
وفي الإستيعاب قال ابن مسعود: إن أقضى أهل المدينة، علي بن أبي طالب (3).
وفي فضائل الصحابة لابن حنبل قال: كنا نتحدث أن أفضل أهل المدينة، علي بن أبي طالب (4).
وفي أسد الغابة: وروى يحيى بن معين عن عبدة بن سليمان عن عبد الملك بن أبي سليمان قال: قلت لعطاء: أكان في أصحاب محمد أعلم من علي؟ قال: لا والله لا أعلمه (5).
وفي رواية ابن عبد البر عن عبد الملك بن أبي سليمان قال: قلت لعطاء:
أكان في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أحد أعلم من علي؟ قال: لا، والله ما أعلمه.
وعن عائشة قالت: من أفتاكم بصوم عاشوراء، قالوا: علي، قالت:
علي، أما إنه لأعلم الناس بالسنة.
وعن ابن عباس قال: كنا إذا أتانا الثبت عن علي، لم نعدل به (6).
وفي أسد الغابة عن ابن عباس قال: لقد أعطي علي تسعة أعشار العلم، وأيم الله، لقد شاركهم في العشر العاشر (7).
____________
(1) أسد الغابة 4 / 100.
(2) أسد الغابة 4 / 100.
(3) الإستيعاب 3 / 41.
(4) فضائل الصحابة 2 / 646.
(5) أسد الغابة 4 / 100.
(6) الإستيعاب 3 / 40، التهذيب 6 / 396.
(7) أسد الغابة 4 / 100.
وعن ابن مليكة عن ابن عباس عن عمر أنه قال: أقضانا علي، وأقرؤنا أبي (2).
وعن مطرق عن ابن إسحاق عن سعيد بن وهب قال: قال عبد الله: أعلم أهل المدينة بالفرائض علي بن أبي طالب (3).
وعن مغيرة قال: ليس أحد منهم أقوى قولا في الفرائض من علي (4).
وفي أسد الغابة، قال سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص لعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة: يا عم، لم كان ضغو (ميل) الناس إلى علي؟ قال: يا ابن أخي، إن عليا كان له ما شئت من ضريس قاطع في العلم، وكان له البسطة في العشيرة، والقدم في الإسلام، والصهر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والفقه في السنة، والنجدة في الحرب، والجود بالماعون (5).
وروى ابن عيينة عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال: كان عمر يتعوذ من معضلة، ليس لها أبو حسن (6)، وكان يقول: لولا علي لهلك عمر (7).
وفي نور الأبصار: أن رجلا أتي به إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، - وكان صدر منه أنه قال لجماعة من الناس، وقد سألوه: كيف أصبحت؟ -
____________
(1) الإستيعاب 3 / 40.
(2) الإستيعاب 3 / 41.
(3) الإستيعاب 3 / 41.
(4) الإستيعاب 3 / 41.
(5) أسد الغابة 4 / 100، الإستيعاب 3 / 43.
(6) أسد الغابة 4 / 100، فضائل الصحابة 2 / 647 (7) الإستيعاب 3 / 39.
فأرسل عمر إلى علي رضي الله عنهما، فلما جاءه أخبره بمقالة الرجل، قال: صدق، يحب الفتنة، قال الله تعالى: (إنما أموالكم وأولادكم فتنة)، ويكره الحق، يعني الموت، قال الله تعالى: (وجاءت سكرة الموت بالحق)، ويصدق اليهود والنصارى، قال الله تعالى: (وقالت اليهود ليست النصارى على شئ * وقالت النصارى ليست اليهود على شئ)، ويؤمن بما لم يره، يؤمن بالله عز وجل، ويقر بما لم يخلق، يعني الساعة.
فقال عمر رضي الله عنه: أعوذ بالله من معضلة، لا علي بها، قال سعيد بن المسيب: كان عمر يقول: اللهم لا تبقني لمعضلة، ليس لها أبو الحسن.
وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال: إذا ثبت لنا الشئ عن علي، لم نعدل عنه إلى غيره (2).
وعن سعيد بن المسيب: ما كان أحد من الناس يقول: (سلوني، غير علي بن أبي طالب) (3).
وروى البخاري في صحيحه بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:
قال عمر رضي الله عنه: أقرؤنا أبي وأقضانا علي (4).
____________
(1) نور الأبصار ص 79.
(2) أسد الغابة 4 / 100.
(3) أسد الغابة 4 / 100.
(4) صحيح البخاري 6 / 23 - ورواه الحاكم في المستدرك 3 / 305، والإمام أحمد في المسند
=>
وروى ابن سعد في طبقاته بسنده عن أبي الطفيل قال علي، عليه السلام:
سلوني عن كتاب الله، فإنه ليس من آية، إلا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار، في سهل أم في جبل (2).
ورواه ابن حجر العسقلاني أيضا في تهذيب التهذيب، وقال فيه: سلوني، فوالله لا تسألوني عن شئ إلا أخبرتكم، وسلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية، إلا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار (3).
وذكره ابن حجر في إصابته، وابن عبد البر في استيعابه (4).
وروى الإمام الطبري في تفسيره بسنده عن أبي الطفيل قال: سمعت عليا
____________
<=
5 / 113، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1 / 65، ونسبه السيوطي في تفسير قوله تعالى: (ما ننسخ
من آية أو ننسها) [ البقرة: آية 106 ] إلى النسائي وابن الأنباري في المصاحف، والبيهقي في
الدلائل.
(1) سنن البيهقي 10 / 629.
(2) طبقات ابن سعد 2 / 101.
(3) تهذيب التهذيب 7 / 337.
(4) الإصابة في تمييز الصحابة 2 / 509، الإستيعاب في معرفة الأصحاب 3 / 43.
وعن أبي الصهباء البكري عن علي عليه السلام قال - وهو على المنبر - لا يسألني أحد عن آية من كتاب، إلا أخبرته، فقام ابن الكواء، فقال: ما الذاريات ذروا، قال: الرياح (2).
وفي كنز العمال: عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: شهدت علي بن أبي طالب يخطب، فقال في خطبته: سلوني، فوالله لا تسألوني عن شئ يكون إلى يوم القيامة، إلا حدثتكم، سلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية، إلا أنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار، أم في سهل نزلت أم في جبل، فقام إليه ابن الكواء فقال: يا أمير المؤمنين: ما الذاريات ذروا؟ فقال له: ويلك سل تفقها، ولا تسأل تعنتا، (والذاريات ذروا) الرياح، (فالحاملات وقرا) السحاب، (والجاريات يسرا) السفن، (فالمقسمات أمرا) الملائكة، فقال: فما السواد الذي في القمر، فقال: أعمى يسأل عن عمياء، قال الله تعالى: (وجعلنا الليل والنهار آيتين * فمحونا آية الليل * وجعلنا آية النهار مبصرة)، فمحو آية الليل:
السواد الذي في المقر، قال: فما كان ذو القرنين أنبيا أم ملكا فقال: لم يكن واحدا منهما، كان عبدا لله، أحب الله وأحبه الله، وناصح الله فنصحه الله، بعثه الله إلى قوم يدعوهم إلى الهدى فضربوه على قرنه الأيمن، ثم مكث ما شاء الله، ثم بعثه الله إلى قومه يدعوهم إلى الهدى، فضربوه على قرنه الأيسر، ولم يكن له قرنان كقرني الثور، قال: فما هذه القوس؟ قال: هي علامة كانت بين نوح وربه، وهي أمان من الغرق، فما البيت المعمور؟ قال: بيت فوق سبع سماوات تحت العرش، يقال الضراح يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه إلى يوم القيامة، قال: فمن الذين بدلوا نعمة الله كفرا؟ قال: هم
____________
(1) تفسير الطبري 26 / 116.
(2) تفسير الطبري 26 / 8116.
قال: أخرجه ابن الأنباري في المصاحف، وابن عبد البر في العلم (1) - وذكره ابن حجر العسقلاني في فتح الباري (2).
وفي الرياض النضرة عن محمد بن كعب القرظي قال: كان فمن جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، - وهي حي - عثمان وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود من المهاجرين، وسالم مولى أبي حذيفة مولى لهم: أخرجه أبو عمر (3).
وروى ابن سعد في طبقاته بسنده عن جبلة بنت المصفح عن أبيها قال:
قال علي عليه السلام: يا أخا بني عامر، سلني عما قال الله ورسوله، فإنا نحن أهل البيت أعلم بما قاله الله ورسوله (4).
وروى ابن الأثير في أسد الغابة بسنده عن أبي البختري عن علي قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فقلت: يا رسول الله، تبعثني إلى اليمن، ويسألوني عن القضاء، ولا علم لي به، قال: أدن، فدنوت، فضرب بيده على صدري، ثم قال: (اللهم ثبت لسانه واهد قلبه)، فلا والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، ما شككت في قضاءين اثنين بعد (5).
ورواه الحاكم في المستدرك، والنسائي في الخصائص والإمام أحمد في المسند، وأبو داوود الطيالسي في مسنده، والبيهقي في سننه، وأبو نعيم في
____________
(1) كنز العمال 1 / 228.
(2) فتح الباري 10 / 221.
(3) الرياض النضرة 2 / 294 - 295.
(4) الطبقات الكبرى 6 / 176.