وفي طبقات ابن سعد بسنده عن أبي البختري عن علي قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى اليمن، فقلت: يا رسول الله، بعثتني، وأنا شاب، أقضي بينهم، ولا أدري ما القضاء، فضرب صدري بيده، ثم قال: (اللهم اهد قلبه، وثبت لسانه، فوالذي فلق الحبة، ما شككت في قضاءين اثنين.
وعن سماك عن حنش بن المعتمر عن علي قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى اليمن قاضيا، فقلت: يا رسول الله، إنك ترسلني إلى قوم يسألونني ولا علم لي بالقضاء، فوضع يده على صدري، وقال: إن الله سيهدي قلبك، ويثبت لسانك، فإذا قعد الخصمان بين يديك، فلا تقضي حتى تسمع من الآخر، كما سمعت من الأول، فإنه أحرى أن يتبين لك القضاء، فما زلت قاضيا، أو ما شككت في قضاء بعد.
وعن أبي إسحاق عن حارثة عن علي قال: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم، إلى اليمن، فقلت يا رسول الله، إنك تبعثني إلى قوم شيوخ ذوي أسنان، وإني أخاف أن لا أصيب، فقال: إن الله سيثبت لسانك ويهدي قلبك (2).
وعن ابن عباس قال: قال عمر: أقضانا علي، وأقرؤنا أبي.
وعن عطاء قال: كان عمر يقول: علي أقضانا للقضاء، وأبي أقرؤنا للقرآن.
____________
(1) المستدرك للحاكم 3 / 135، 4 / 88، تهذيب الخصائص ص 33 مسند الإمام أحمد 1 / 83، 88، 111، 131، 149، مسند أبي داود الطيالسي 1 / 16، 69، حلية الأولياء 4 / 381، سنن البيهقي 10 / 86، كنز العمال 6 / 158، الرياض النضرة 2 / 263. والنظر فضائل الصحابة لابن حنبل 2 / 581، 699، 700، 716.
(2) الطبقات الكبرى 2 / 100 - 101.
وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن قيس بن أبي حازم قال: جاء رجل إلى معاوية فسأله عن مسألة، فقال: سل علي بن أبي طالب، فهو أعلم، فقال: يا أمير المؤمنين، جوابك فيها أحب إلي من جواب علي، فقال: بئس ما قلت، ولؤم ما جئت به، لقد كرهت رجلا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يغره العلم غرا، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي بعدي، وكان عمر، إذا أشكل عليه شئ يأخذ منه، ولقد شهدت عمر، وقد أشكل عليه شئ، فقال: هاهنا علي، قم لا أقام الله رجليك (2).
وذكره المحب الطبري في الذخائر والرياض النضرة (3).
وفي الرياض النضرة عن جميل بن عبد الله بن يزيد المدني قال: ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم، قضاء قضى به علي، فأعجب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: الحمد لله الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت (4).
وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن أبي إسحاق عن عمرو بن حبشي قال: خطبنا الحسن بن علي - بعد قتل علي - فقال: لقد فارقكم رجل أمس، ما سبقه الأولون بعلم، ولا أدركه الآخرون، إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليبعثه ويعطيه الراية، فلا ينصرف حتى يفتح له، وما ترك من صفراء ولا بيضاء، إلا سبعمائة درهم من عطائه، كان يرصدها لخادم أهله (5).
____________
(1) الطبقات الكبرى 2 / 102.
(2) فضائل الصحابة 2 / 675.
(3) ذخائر العقبى ص 79، الرياض النضرة 2 / 206.
(4) الرياض النضرة 2 / 265.
(5) فضائل الصحابة 1 / 548، وانظر 2 / 595.
ورواه الإمام أحمد في المسند 1 / 199، وفي الزهد ص 133، وابن سعد في طبقاته 3 / 38، وابن حبان في الموارد ص 545، والطبراني في الكبير ص 793 - 781، والهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 146.
وذكره المحب الطبري في الذخائر والرياض النضرة (2).
وعن حميد بن عبد الله بن يزيد المدني، أنه ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم، قضاء قضى به علي بن أبي طالب، فأعجب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (الحمد لله الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت) (3).
وروى يزيد بن هارون عن فطر عن أبي الطفيل قال: قال بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، لقد كان لعلي من السوابق ما لو أن سابقة منها بين الخلائق لوسعتهم.
وله في القضاء والفتيا أخبار كثيرة، ولو ذكرنا ما سأله الصحابة - مثل عمر وغيره رضي الله عنهم - لأطلنا (4).
وقد روت بعض الكتب بعضا من قضايا الإمام علي وفتواه (5).
وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس: ما نزل في أحد من كتاب الله تعالى، ما نزل في علي. وقال: نزل في علي ثلاثمائة آية (6).
____________
(1) فضائل الصحابة 2 / 654.
(2) ذخائر العقبى ص 94، الرياض النضرة.
(3) فضائل الصحابة 2 / 654.
(4) أسد الغابة 4 / 101.
(5) أنظر عن أشهر قضايا الإمام علي (أحمد حسن الباقوري: علي إمام الأئمة 169 - 247، الشبلنجي: نور الأبصار ص 79 - 80، سنن النسائي 2 / 108، المستدرك للحاكم 3 / 135 - 136، سنن البيهقي 8 / 111، 10 / 226 - 267، مشكل الآثار للطحاوي 1 / 320، 3 / 58، مسند الإمام أحمد 1 / 77، 5 / 58، الإستيعاب 3 / 38 - 44، فضائل الخمسة 2 / 265 - 308، كنز العمال 3 / 53، 181، الصواعق المحرقة ص 199، الرياض النضرة 2 / 257، 262، محمد بيومي مهران: الإمام علي بن أبي طالب 2 / 172 - 193).
(6) الصواعق المحرقة ص 196.
(أما بعد حمدا لله، والثناء عليه، أيها الناس، فإني فقأت عين الفتنة، ولم يكن ليتجرئ عليها أحد غيري، بعد أن ماج غيهبها، واشتد كلبها، فاسألوني قبل أن تفقدوني، فوالذي نفسي بيده، لا تسألونني عن شئ فيما بينكم وبين الساعة، ولا عن فئة تهدي مائة، وتضل مائة، إلا أنبأتكم بناعقها وقائدها، وسائقها، ومناخ ركابها، ومحط رجالها، ومن يقتل من أهلها قتلا، ومن يموت منهم موتا).
(ولو قد فقدتموني ونزلت بكم كرائه الأمور، وحوازب الخطوب، لأطرق كثير من السائلين، وفشل كثير من المسؤولين، وذلك إذا قلصت حربكم، وشمرت عن ساق، وكانت الدنيا عليكم ضيقا، تستطيلون أمام البلاء عليكم، حتى يفتح الله لبقية الأبرار منكم).
(إن الفتن إذا أقبلت شبهت، وإذا أدبرت نبهت، ينكرن مقبلات، ويعرفن مدبرات، يحمن حوم الرياح يصبن بلدا، ويطئن بلدا).
(ألا وإن أخوف الفتن عليكم، فتنة بني أمية، فإنها فتنة عمياء مظلمة، عمت خطتها، وخصت بليتها، وأصاب البلاء من أبصر فيها، وأخطأ البلاء من عمى عنها).
(وأيم الله لتجدن بني أمية لكم أرباب سوء بعدي كالناب الضروس، تعذم بفيها، وتخبط بيدها، وتزبن برجلها، وتمنع درها، لا يزالون بكم، حتى لا يتركوا منكم، إلا نافعا لهم، أو غير ضار بهم).
(ولا يزال بلاؤهم عنكم، حتى لا يكون انتصار أحدكم عنهم، إلا مثل
____________
(1) شرح نهج البلاغة 7 / 44 - 45 (بيروت 1966).
والإمام عليه السلام يقسم هنا بالله الذي نفسه بيده، أنهم لا يسألونه عن أمر يحدث بينهم وبين القيامة إلا أخبرهم به، وأنه ما صح من طائفة من الناس، يهتدي بها مائة، وتضل بها مائة، إلا وهو مخبر لهم - إن سألوه - برعاتها وقائدها وسائقها، ومواضع نزول ركابها وخيولها، ومن يقتل منها قتلا، ومن يموت منها موتا، وهذه الدعوى ليست من الإمام - والعياذ بالله - إدعاء الربوبية أو النبوة، ولكنه - يقول - إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخبره بذلك (1).
وكان - رضي الله عنه، وكرم الله وجهه في الجنة - يقول: إني لست بنبي، ولا يوحى إلي، ولكن أعمل بكتاب الله وسنة نبيه، ما استطعت، فما أمرتكم من طاعة، فحق عليكم طاعتي، فيما أحببتم وكرهتم (2).
وفي نهج البلاغة مجموعة من الأحداث التي أخبر عنها الإمام، وجاءت بها الأيام، كما أخبر عنها (3).
23 - إن الله أمر بسد أبواب المسجد، إلا باب علي:
روى الترمذي في صحيحه بسنده عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمر بسد الأبواب، إلا باب علي عليه السلام (4).
____________
(1) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 7 / 47 - 48.
(2) الرياض النضرة 2 / 297.
(3) شرح نهج البلاغة 7 / 47 - 60، 10 / 13 - 15.
(4) صحيح الترمذي 2 / 301.
وفي رواية عن سعد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سد أبواب المسجد، وفتح باب علي، فقال الناس في ذلك، فقال: ما أنا فتحته، ولكن الله فتحه (2).
وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن زيد بن أرقم قال: كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبواب شارعة في المسجد، فقال يوما: سدوا هذه الأبواب إلا باب علي، قال: فتكلم في ذلك ناس، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فإني أمرت بسد هذه الأبواب، غير باب علي، فقال فيه قائلكم، والله ما سددت شيئا، ولا فتحته، ولكن أمرت بشئ فاتبعته (3).
ورواه أحمد في المسند، والنسائي في الخصائص، والمتقي في كنز العمال (4).
وفي رواية للحاكم أيضا عن أبي هريرة قال: قال عمر بن الخطاب، لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال، لأن تكون لي خصلة منها، أحب إلي من أن أعطى حمر النعم، قيل: وما هن يا أمير المؤمنين؟ قال: تزوجه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسكناه المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحل له فيه، ما يحل له،
____________
(1) البداية والنهاية 7 / 375.
(2) البداية والنهاية 7 / 375.
(3) المستدرك للحاكم 3 / 125.
(4) مسند الإمام أحمد 4 / 369، كنز العمال 6 / 152، 157، تهذيب الخصائص ص 36 - 38.
وذكره المتقي في كنز العمال، وقال: أخرجه ابن أبي شيبة، وذكره أيضا ابن حجر في صواعقه، وقال: أخرجه أبو يعلى - كما ذكره المحب الطبري في الرياض النضرة (2).
وفي رواية ثالثة عن خيثمة بن عبد الرحمن قال: سمعت سعد بن مالك، وقال له رجل: إن عليا يقع فيك، أنك تخلفت عنه، فقال سعد: والله إنه لرأي رأيته، وأخطأ رأيي، إن علي بن أبي طالب أعطي ثلاثا، لأن أكون أعطيت إحداهن أحب إلي من الدنيا وما فيها، لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم غدير خم - بعد حمد الله والثناء - هل تعلمون أني أولى بالمؤمنين؟ قلنا: نعم، قال: اللهم من كنت مولاه، فعلي مولاه، وال من والاه، وعاد من عاداه، وجئ به يوم خيبر - وهو أرمد ما يبصر - فقال: يا رسول الله، إني أرمد، فتفل في عينيه ودعا له، فلم يرمد حتى قتل، وفتح عليه خيبر، وأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، عمه العباس وغيره من المسجد، فقال له العباس: تخرجنا ونحن عصبتك وعمومتك، وتسكن عليا، فقال: ما أنا أخرجتكم، وأسكنته، ولكن الله أخرجكم وأسكنه (3).
وروى المحب الطبري في الرياض النضرة بسنده عن عبد الله بن شريك عن عبد الله بن الرقم الكسائي قال: خرجنا إلى المدينة زمن الجمل، فلقينا سعد بن مالك قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بسد الأبواب الشارعة في المسجد، وترك باب علي - قال أخرجه أحمد (4).
____________
(1) المستدرك للحاكم 3 / 125.
(2) كنز العمال 6 / 393، الصواعق المحرقة ص 191، الرياض النضرة 2 / 253.
(3) المستدرك للحاكم 3 / 116.
(4) الرياض النضرة 2 / 254.
قال علي بن المنذر: قلت لضرار بن صرد: ما معنى هذا الحديث؟ قال:
لا يحل لأحد يستطرقه جنبا غيري وغيرك - أخرجه الترمذي (1).
وروى ابن حجر في صواعقه: أخرج أحمد والضياء عن زيد بن أرقم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إني أمرت بسد هذه الأبواب، غير باب علي، فقال فيه قائلكم، وإني والله ما سددت شيئا ولا فتحته، ولكني أمرت بشئ فاتبعته (2).
وروى أبو نعيم في الحلية بسنده عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سدوا أبواب المسجد كلها، إلا باب علي) (3).
وفي رواية بسنده أيضا عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أمر بالأبواب فسدت كلها، إلا باب علي) (4).
وفي نهج البلاغة، كانت لجماعة من الصحابة أبواب شارعة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال عليه الصلاة والسلام: (سدوا كل باب في المسجد، إلا باب علي)، فسدت، فقال في ذلك قوم، حتى بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام فيهم، فقال:
إن قوما قالوا في سد الأبواب، وتركي باب علي، إني ما سددت ولا فتحت، ولكني أمرت بأمر فاتبعته).
رواه أحمد في المسند والفضائل مرارا (5).
____________
(1) الرياض النضرة 2 / 254.
(2) الصواعق المحرقة 191 - 192.
(3) حلية الأولياء 4 / 153.
(4) حلية الأولياء 4 / 153.
(5) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 9 / 173.
خرجنا إلى المدينة زمن الجمل، فلقينا سعد بن مالك بها، فقال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بسد الأبواب الشارعة في المسجد، وترك باب علي) (1). - ورواه الهيثمي في مجمعه، وقال رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط (2).
وذكره ابن حجر العسقلاني في فتح الباري (3).
وروى الإمام أحمد في مسنده بسنده عن عمرو بن ميمون قال: إني لجالس إلى ابن عباس، إذ أتاه تسعة رهط فقالوا: يا ابن عباس، إما أن تقوم معنا، وإما أن تخلونا هؤلاء، فقال ابن عباس: بل أقوم معكم - وهو يومئذ صحيح، قبل أن يعمى - قال: فابتدأوا فتحدثوا، فلا ندري ما قالوا، قال: فجاء ينفض ثوبه، ويقول: أف وتف، وقعوا في رجل له عشرة، وقعوا في رجل قال له النبي صلى الله عليه وسلم: لأبعثن رجل لا يخزيه الله أبدا، يحب الله ورسوله - وساق الحديث إلى أن قال: وقال: سدوا أبواب المسجد، إلا باب علي، قال: فيدخل المسجد جنبا، وهو طريقه، ليس له طريق غيره (4).
وذكره المحب الطبري في الرياض النضرة، النسائي في الخصائص، والهيثمي في مجمعه (5).
وروى الإمام النسائي (6) في الخصائص بسنده عن ميمون أبي عبد الله عن زيد بن أرقم قال: كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبواب شارعة في
____________
(1) مسند الإمام أحمد 1 / 175.
(2) مجمع الزوائد 9 / 114.
(3) فتح الباري 8 / 151.
(4) مسند الإمام أحمد 1 / 330.
(5) الرياض النضرة 2 / 254، تهذيب خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ص 38، مجمع الزوائد 9 / 119.
(6) تهذيب الخصائص ص 36.
وفي رواية عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، وعنده قوم جلوس، فدخل علي كرم الله وجهه، فلما دخل خرجوا، فلما خرجوا تلاوموا فقالوا: والله ما أخرجنا إذ أدخله، فرجعوا فدخلوا، فقال:
والله ما أنا أدخلته وأخرجتكم، بل الله أدخله وأخرجكم.
قال أبو عبد الرحمن: هذا أولى بالصواب (1).
وفي رواية ثالثة عن عبد الله بن شريك عن الحرث بن مالك قال: أتيت بمكة، فلقيت سعد بن أبي وقاص فقلت له: سمعت لعلي منقبة، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآل علي، قال: فخرجنا، فلما أصبح أتاه عمه فقال: يا رسول الله، أخرجت أصحابك وأعمامك، وأسكنت هذا الغلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنا أمرت بإخراجكم، ولا بإسكان هذا الغلام، إن الله هو أمر به.
قال قطر عن عبد الله بن شريك عن عبد الله بن أرقم عن سعد: أن العباس أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: سددت أبوابنا، إلا باب علي، فقال: ما أنا فتحتها، ولا أنا سددتها (2).
وفي رواية رابعة عن أبي مليح عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس قال:
أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأبواب المسجد فسدت، إلا باب علي رضي الله عنه، فكان يدخل المسجد وهو جنب، وهو طريق ليس له طريق غيره (3).
____________
(1) تهذيب الخصائص ص 36 - 37.
(2) تهذيب الخصائص ص 37.
(3) تهذيب الخصائص ص 38.
وأخرج البزار: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخذ بيد علي فقال: إن موسى سأل ربه أن يطهر مسجده بهارون، وإني سألت ربي أن يطهر مسجدي بك، ثم أرسل إلى أبي بكر: أن سد بابك، فاسترجع، ثم قال: سمعا وطاعة، ثم أرسل إلى عمر، ثم أرسل إلى العباس بمثل ذلك، ثم قال صلى الله عليه وسلم: ما أنا سددت أبوابكم، وفتحت باب علي، ولكن الله فتح بابه، وسد أبوابكم (2).
وفي كنز العمال: عن زفر عن رجل عن الحارث بن محمد عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت الأصوات بينهم، فسمعت عليا يقول - وساق الحديث إلى أن قال: أكان أحد مطهرا في كتاب الله غيري حين سد النبي صلى الله عليه وسلم، أبواب المهاجرين، وفتح بابي، فقام إليه عماه حمزة والعباس فقالا يا رسول الله، سددت أبوابنا، وفتحت باب علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنا فتحت بابه، ولا سددت أبوابكم، قالوا: اللهم لا (3).
وفي رواية في كنز العمال أيضا: ما أنا أخرجكم من قبل نفسي، ولا أنا
____________
(1) أخرجه الإمام أبو إسحاق الثعلبي عن أبي ذر الغفاري في تفسير قول الله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) (سورة المائدة: آية 55)، المراجعات ص 34.
(2) المراجعات ص 134 - 135 (القاهرة - طبعة رقم 19 - 1977 م) وانظر كنز العمال 6 / 408.
(3) كنز العمال 3 / 155.
قال: أخرجه الطبراني عن ابن عباس، وذكره الهيثمي في مجمعه، وقال:
رواه الطبراني (2).
وفي رواية في كنز العمال أيضا عن علي عليه السلام قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي وقال: إن موسى عليه السلام سأل ربه أن يطهر مسجده بهارون، وإني سألت ربي أن يطهر مسجدي بك وذريتك ثم أرسل إلى أبي بكر أن سد بابك، فاسترجع ثم قال: سمعا وطاعة، فسد بابه، ثم أرسل إلى عمر، ثم أرسل إلى العباس بمثل ذلك، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنا سددت أبوابكم، وفتحت باب علي، ولكن الله فتح باب علي، وسد أبوابكم (3).
قال أخرجه البزار، وذكره الهيثمي في مجمعه، وقال: رواه البزار (3).
وروى الذهبي في ميزان الاعتدال بسنده عن أبي إسحاق قال: سألت ابن عمر عن عثمان وعلي، فقال: تسألني عن علي، فقد رأيت مكانه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنه سد أبواب المسجد، إلا باب علي (5).
وروى الهيثمي في مجمعه عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إنطلق فمرهم فليسدوا أبوابهم، فانطلقت فقلت لهم ففعلوا، إلا حمزة، فقلت:
يا رسول الله فعلوا، إلا حمزة، قال: قل لحمزة فليحول بابه، فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأمرك أن تحول بابك، فحوله، فرجعت إليه، وهو قائم يصلي، فقال: إرجع إلى بيتك - قال رواه البزار (6).
____________
(1) كنز العمال 6 / 152.
(2) مجمع الزوائد 9 / 115.
(3) كنز العمال 6 / 408.
(4) مجمع الزوائد 9 / 114.
(5) ميزان الاعتدال 2 / 194.
(6) مجمع الزوائد 9 / 115.
قال رواه الطبراني في الأوسط - وذكره ابن حجر العسقلاني في فتح الباري، وقال: أخرجه النسائي من رواية العلاء بن العرار (2) - وذكره أيضا في موضع آخر، وقال: أخرجه النسائي في طريق العلاء، ورجاله رجال الصحيح (3).
وفي رواية ثالثة عن جابر بن سمرة قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بسد الأبواب كلها، إلا باب علي رضي الله عنه، فقال العباس: يا رسول الله، قدر ما أدخل أنال وحدي وأخرج، قال: ما أمرت بشئ من ذلك، فسدها كلها، غير باب علي، قال: ربما قر، وهو جنب (4).
قال رواه الطبراني - وذكره ابن حجر العسقلاني في فتح الباري، وقال:
أخرجه الطبراني (5).
وروى الترمذي في صحيحه بسنده عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لعلي عليه السلام: يا علي لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد، غيري وغيرك (6).
____________
(1) مجمع الزوائد 9 / 115.
(2) فتح الباري 8 / 73.
(3) فتح الباري 8 / 15.
(4) مجمع الزوائد 9 / 115.
(5) فتح الباري 8 / 15.
(6) صحيح الترمذي 2 / 300.
وروى البيهقي في السنن بسنده عن أم سلمة قالت: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجه هذا المسجد فقال: ألا لا يحل هذا المسجد لجنب ولا لحائض، إلا لرسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين، ألا قد بينت لكم الأسماء أن لا تصلوا - قال: أخرجه ابن عساكر.
وفي رواية أخرى عن أم سلمة أيضا قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا إن مسجدي حرام على كل حائض من النساء، وكل جنب من الرجال، إلا على محمد وأهل بيته علي وفاطمة والحسن والحسين (2).
قال: وذكره المتقي في كنز العمال (3).
وروى الهيثمي في مجمعه بسنده عن خارجة بن سعد عن أبيه سعد قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لعلي عليه السلام: لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد، غيري وغيرك (4).
قال رواه البزار، وذكره ابن حجر في صواعقه (5).
وفي فتح الباري قال: أخرجه إسماعيل القاضي في (أحكام القرآن) من طريق المطلب بن عبد الله بن حنطب أن النبي صلى الله عليه وسلم: لم يؤذن لأحد أن يمر في المسجد وهو جنب، إلا لعلي بن أبي طالب، لأن بيته كان في المسجد (6).
____________
(1) سنن البيهقي 7 / 66، كنز العمال 6 / 159، تهذيب التهذيب 9 / 387.
(2) سنن البيهقي 7 / 65.
(3) كنز العمال 6 / 217.
(4) مجمع الزوائد 9 / 115.
(5) الصواعق المحرقة ص 190.
(6) فتح الباري 8 / 15.
وفي رواية للطبراني في الأوسط، رجالهما ثقاة، فقالوا: يا رسول الله سددت أبوابنا، فقال: ما أنا سددتها، ولكن الله سدها. وعن زيد بن أرقم قال:
كان لنفر من الصحابة أبواب شارعة في المسجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سدوا هذه الأبواب، إلا باب علي، فتكلم ناس في ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني والله، ما سددت شيئا ولا فتحته، ولكن أمرت بشئ فاتبعته - أخرجه أحمد والنسائي والحاكم، ورجاله ثقات.
وعن ابن عباس قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأبواب المسجد، فسدت إلا باب علي.
وفي رواية: وأمر بسد أبوب المسجد، غير باب علي، فكان يدخل المسجد، وهو جنب، ليس له طريق غيره - أخرجهما أحمد والنسائي، ورجالهما ثقات.
وعن جابر بن سمرة قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بسد الأبواب كلها، غير باب علي، فربما مر فيه، وهو جنب - أخرجه الطبراني (1).
وروى الإمام أحمد في مسنده بسنده عن ابن عمر قال: كنا نقول زمن النبي صلى الله عليه وسلم: رسول الله خير الناس - إلى أن يقول: ولقد أوتي ابن أبي طالب رضي الله عنه، ثلاث خصال، لأن تكون لي واحدة منهن، أحب إلي من حمر
____________
(1) السمهودي: وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى 2 / 474 - 475 (بيروت 1971).
وذكره المتقي الهندي في كنز العمال، وقال: أخرجه ابن أبي شيبة (2).
وروى الخطيب البغدادي في تاريخه بسنده عن الإمام زيد بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين عن أخيه الإمام محمد بن علي الباقر، عليهم السلام، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
سدوا الأبواب كلها، إلا باب علي، وأومأ بيده إلى باب علي (3).
وذكره المتقي في كنز العمال، وقال أخرجه ابن عساكر (4)، والمناوي في كنوز الحقائق، وقال: أخرجه الديلمي (5).
وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن زيد بن أرقم قال: كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبواب شارعة في المسجد، فقال يوما: سدوا هذه الأبواب، إلا باب علي، قال: فتكلم في ذلك أناس، فقال: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فإني أمرت بسد هذه الأبواب، غير باب علي، فقال فيه قائلكم، وإني والله ما سددت شيئا فتحته، ولكني أمرت بشئ فاتبعته (6).
____________
(1) مسند الإمام أحمد 2 / 26.
(2) كنز العمال 6 / 319.
(3) تاريخ بغداد 7 / 205.
(4) كنز العمال 6 / 398.
(5) كنوز الحقائق ص 78.
(6) ابن حنبل: فضائل الصحابة 2 / 581 - 582، وانظر: المسند 1 / 175، 331، 4 / 369، حلية الأولياء 4 / 153، مجمع الزوائد 4 / 153، ابن كثير: البداية والنهاية 7 / 343، ابن الجوزي:
الموضوعات 1 / 363، 369.
24 - الإمام علي: أحد أهل البيت الذين يصلى عليهم:
لما نزل قول الله تعالى: (إن الله وملائكته يصلون على النبي * يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) (1). - روى البخاري في صحيحه بسنده عن ابن أبي ليلى عن كعب بن عجرة، رضي الله عنه، قيل: يا رسول الله، أما السلام عليك فقد عرفناه، فكيف الصلاة؟ قال: قولوا: (اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد) (2).
وفي رواية عن أبي سعيد الخدري قال: قلنا يا رسول الله، هذا التسليم، فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم.
قال أبو صالح عن الليث: على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم.
وفي رواية عن يزيد: وقال: كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وآل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم (3).
وروى الإمام أحمد في مسنده: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة عن الحكم قال: سمعت ابن أبي ليلى قال: لقيني كعب بن عجرة فقال: ألا أهدي لك هدية؟ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: يا رسول الله، قد علمنا أو عرفنا كيف السلام عليك، فكيف الصلاة؟ فقال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على
____________
(1) سورة الأحزاب: آية 56.
(2) صحيح البخاري 6 / 151.