وافق - الأخ - عادل على هذا الطرح، وقال له أبو سليمان: موعدنا يوم الاثنين أنت وكل السودانيين الذين تأثروا بالفكر الشيعي.
داء إليّ عادل، واخبرني بما حدث، وطلب مني أن أذهب معه.. وبفرحة شديدة قبلت هذا العرض، وتواعدت معه يوم الاثنين بتاريخ 8 صفر 1417 من الهجرة على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم، في تمام الساعة 12 ظهراً.
وكان يوماً شديد الحر، تقابلنا في الموعد، وانطلقنا إلى المزرعة مع ثلاثة من السوادنيين، وبعد وصولنا كان الأخ عادل في استقبالنا في مزرعة خضراء تحفها الأشجار المثمرة من الخوخ والتفاح والتوت وغيرها من الفواكه التي لا توجد عندنا في السودان.
وبعدها أخذنا نحث الخطى إلى مزرعة، جاره السني، فاستقبلنا بحفاوة بالغة، وبعد قليل من الاستجمام في ذلك المكان الذي تحيط به الخضرة من كل حدب، قمت إلى صلاة الظهر، وفي أثناء الصلاة، جاءت قافلة في مقدمتها سيارة تحمل الشيخ الأرنؤوطي، وقد امتلأ المكان بالناس وخارج المبنى بالسيارات، وعلت الدهشة وجوه أصحابي السودانيين من هيبة هذا المقام، لأنهم لم يتصوروا أن الأمر بهذا الحجم. وبعدما استقر كل واحد في مكانه، اخترت مكاناً بجوار الشيخ.
وبعد إجراء التعريف بين الجميع، تحدث صاحب المزرعة مع الشيخ قائلاً: إن هؤلاء إخواننا من السودان وقد تأثروا بالتشيع في السيدة زينب، وبينهم واحد شيعي يعمل في المزرعة التي بجوارنا.
قال الشيخ: أين هذا الشيعي؟
قالوا له: ذهب إلى مزرعته وسيرجع بعد قليل.
قال: إذن نؤخر الحديث إلى رجوعه..
استوقفته قائلاً:
ـ سماحة الشيخ، نحن باحثون عن الحق، وقد اختلط علينا الأمر وجئنا كي نستفيد منك عندما عرفنا انك عالم جليل ومحدث وحافظ.
قال: نعم.
قلت: من البديهيات، التي لا يتغافل عنها إلا أعمى أن المسلمين قد تقسموا إلى طوائف ومذاهب متعددة وكل فرقة تدعي أنها الحق وغيرها الخطوط المتناقضة؟! هل أراد الله لنا أن نكون متفرقين، أم أراد أن نكون على ملة واحدة، ندين الله بتشريع واحد؟! وإذا كان نعم، ما هي الضمان التي تركها الله ورسوله لنا لكي تُحصن الأمة من الضلالة؟
قال الشيخ: إن الضمانة التي تركها رسول الله لتمنع الأمة من الاختلاف قوله (ص): (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله وسنتي).
قلت: لقد ذكرت قبل قليل، في معرض كلامك قد يكون هناك حديث لا أصل له غير مذكور في كتب الحديث.
قال: نعم.
قلت له: هذا الحديث لا أصل له في الصحاح الستة، فكيف تقول به، وأنت رجل محدث؟
... هنا، شبت ناره، وأخذ يصرخ قائلاً: ماذا تقصد، هل تريد أن تضعّف هذا الحديث.
تعجبت من هذه الطريقة، وعن سبب هيجانه، مع أنني لم أقل شيئاً.
فقلت: مهلاً، إن سؤالي واحد ومحدد، هل يوجد هذا الحديث في الصحاح الستة؟
قال: الصحاح ليست ستة، وكتب الحديث كثيرة، وإن هذا الحديث يوجد في كتاب الموطأ للإمام مالك.
قلت (متوجهاً إلى الحضور): حسناً، قد اعترف الشيخ أن هذا الحديث، لا وجود له في الصحاح الستة، ويوجد في موطأ مالك..
فقاطعني (بلهجة شديدة) قائلاً: شو، الموطأ مو كتاب حديث؟
قلت: الموطأ كتاب الحديث ولكن حديث: (كتاب الله وسنتي) مرفوع في الموطأ من غير سند - مع العلم أن كل أحاديث الموطأ مسندة -.
قلت: يا شيخ!، هنا مقام مناقشة ودليل وهذا الأسلوب الغريب الذي تتبعه لا يجدي، وقد جلست أنا مع الكثير من علماء الشيعة، ولم أر مثل هذا الأسلوب أبداً. قال تعالى (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك).. وبعد هذا، هدأ قليلاً من ثورته.
قلت: أسألك يا شيخ: هل رواية مالك لحديث (كتاب الله وسنتي)، في الموطأ، ضعيفة أم صحيحة؟!
قال (بتحسر شديد): ضعيفة.
قلت: فلماذا إذن، قلت أن الحديث في الموطأ وأنت تعلم أنه ضعيف؟
قال: (رافعاً صوته): إن للحديث طرق أخرى.
قلت للحضور: قد تنازل الشيخ عن رواية الموطأ، وقال: إن للحديث طرق أخرى، فلنسمع منه هذه الطرق.
.. هنا أحس الشيخ بالهزيمة والخجل، لأن ليس للحديث طرق صحيحة، وفي هذه الأثناء، تحدث أحد الجلوس، فوكزني الشيخ بيده، وقال لي وهو مشيراً إلى المتحدث: اسمع له، والتفت يريد بذلك الهروب من السؤال المحرج الذي وجهته له.
.. أحسست منه هذا، ولكني أصررت وقلت: أسمعنا يا شيخ الطرق الأخرى للحديث؟؟
قال (بلهجة منكسرة): لا أحفظها، وسوف أكتبها لك.
وعندما أحس الحضور بخجله، قال لي أحدهم:
ـ ماذا بريد من الشيخ وقد وعدك أن يكتبها لك.
قلت: أنا أقرب لك الطريق، إن هذا الحديث يوجد أيضا في سيرة ابن هشام من غير سند.
قال الشيخ الأرنؤوطي: إن سيرة ابن هشام، كتاب سيرة وليس حديث.
قلت: إذن تضعف هذا الرواية.
قال: نعم.
قلت: كفيتني مؤونة النقاش فيها.
وواصلت كلامي قائلا: ويوجد أيضا في كتاب الالماع للقاضي عياض، وفي كتاب الفقيه المتفقه للخطيب البغدادي.. هل تأخذ بهذه الروايات؟
قال: لا.
قلت: إذن، حديث (كتاب الله وسنتي)، ضعيف بشهادة الشيخ، ولم يبقى أمامنا إلا ضمانة واحدة تمنع الأمة من الاختلاف، وهي حديث متواتر عن رسول الله (ص) وقد روته كتب الحديث السنية، والصحاح الستة ما عدا البخاري وهو قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
(إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض، وعترتي أهل بيتي، فإن العليم الخبير، أنبئني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض). كما في رواية أحمد بن حنبل، ولا مناص لمؤمن يريد الإسلام الذي أمر الله به ورسوله غير هذا
وعندما رأى مريدوه الانكسار في شيخهم، أصبحوا يهرجون ويمرجون.
قلت: كفى دجلا ونفاقا، ومراوغة عن الحق، إلى متى هذا التنكر؟!! والحق واضحة آياته، ظاهرة بيناته، وقد أقمت عليكم الحجة، بأن لا دين من غير الكتاب والعبرة الطاهرة من آل محمد صلة الله عليه وآله وسلم.
وظل الشيخ ساكتا ولم يرد علي كلمة واحدة. فقام منتفضا قائلا: أنا أريد أن أذهب، وأنني مرتبط بدرس. ـ مع العلم أنه كان مدعوا لطعام الغداء!! ـ.
أصر عليه صاحب المنزل بالبقاء، وبعد إحضار طعام الغداء، هدأ المجلس، ولم يتفوه الشيخ بكلمة واحدة في أي موضوع كان، طيلة جلسة الغداء وقد كان فيما سبق هو صاحب المجلس والحديث أولا!...
هكذا مصير كل من يراوغ ويخفي الحقائق، فلابد أن ينكشف أمام الملأ..
لا تحل مشكلة أهل السنة بالحديثين:
إذا تغاضينا عن كل ذلك وسلمنا جدلا بصحة الحديثين، (عليكم بسنتي..) (كتاب الله وسنتي) فذلك لا ينقذ أهل السنة ولا يفك محنتهم، بل إنه بكل الطرق والاتجاهات يؤيد ويدعم مذهب أهل البيت (التشيع) وذلك للآتي: الحديث الأول: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي).
الخلفاء هم أئمة أهل البيت:
فإن كلمة الخلفاء منه عامة غير مخصصة لفئة معينة، وتفسير أهل السنة لها بالخلفاء الأربعة تأويل من غير مصدر ولا دليل، لأن القضية أوسع من المدعى، بل إن الأدلة تنطق بعكس ذلك إذ أن الخلفاء الراشدين هم الأئمة الاثنا عشر من أهل البيت، لما ثبت من الأدلة والروايات القاطعة أن الخلفاء بعد الرسول (ص) اثنا عشر خليفة، وقد أورد القندوزي الحنفي في ينابيع المودة، قال: (ذكر يحيى بن الحسن في كتاب العمدة من عشرين طريقا أن الخلفاء من بعد النبي صلى الله عليه وله وسلم اثنا عشر خليفة، كلهم من قريش، في البخاري من ثلاثة طرق. وفي الترمذي من طريق واحد، وفي الحميدي من ثلاثة طرق.ففي البخاري عن جابر رفعه: يكون من بعدي اثنا فشر أميرا، فقال كلمة لم أسمعها فسألت أبي: ماذا قال: قال: كلهم من قريش، وفي مسلم عن عامر بن سعد، قال: كتبت إلى ابن سمرة أخبرني بشيء سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم فكتب إلي: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الجمعة عشية رجم الأسلمي، يقول: لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة ويكون عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش)(1).
وبعد هذا لا يمكن بأن يحتج محتج بحديث (وسنة الخلفاء..) حاملا ذلك على الخلفاء الأربعة، لهذا الروايات المتواترة التي بلغت عشرين طريق وكلها تصرح أن الخلفاء اثنا عشر خليفة، ولا يمكن أن نجد تفسيرا لهذه الروايات في الواقع الخارجي إلا في أئمة مذهب أهل البيت الإثني عشر.
____________
1- ينابيع المودة، القندوزي الحنفي ص104 ـ منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ـ بيروت ـ لبنان.
ورغم أن كلمة قريش في هذه الروايات مطلقة وغير محددة ولكن بضميمة روايات وقرائن أخرى يتبين أن المراد منه أهل البيت ذلك لوجود روايات متضافرة على إمامة أهل البيت. سنتطرق إلى بعضها في البحوث القادمة.
ويكفيكم في هذا المقام رواية (إني تارك فيكم إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، كتاب الله وعترتي أهل بيتي)(1):
فما دام قيام الدين بولاية اثني عشر خليفة منا صرحت الروايات السابقة، وفي نفس الوقت هناك روايات تؤكد ملازمة أهل البيت للكتاب، فذلك خير دليل عل أن المقصود من (اثني عشر خليفة) هم الأئمة من أهل البيت.
وأما عبارة (كلهم من قريش) فما هي إلا تبديل وتدليس في الحديث، فوضعت حتى تتشوه الدلالة الواضحة في وجوب إتباع أل البيت، لأن العبارة الصحيحة هي (كلهم من بني هاشم) ولكن يد الغدر والخيانة تتبعت فضائل أهل البيت فأخفت منها ما استطاعت وبدلت وغيرت ما يمكن تحريفه(2).
وهذه الرواية إحدى ضحايا التغيير والتبديل، ولكن يأبى الله إلا أن يظهر نوره، فقد نقل القندوزي الحنفي نفسه في ينابيع المودة: (وفي المودة
____________
1- إن عليا(ع) هو أول الأئمة الإثني عشر إنما يناقش الكاتب هنا النظريتين هل هم أربعة خلفاء أم اثنا عشر خليفة؟ من هؤلاء الإثنا عشر و إلى أين ينتمون؟
2- راجع فصل تحريف المحدثين للأحاديث.
ولم يجد القندوزي الحنفي بعد ذكر هذه الأحاديث. إلا أن يعترف ويقول: (إن الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده صلى الله عليه وآله وسلم اثني عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة فبشرح الزمان وتعريف الكون والمكان علم أن مراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حديث هذا الأئمة الإثني عشر من أهل بيته وعترته إذ لا يمكن أن نحمله على الملوك الأموية لزيادتهم على إثني عشر ولظلمهم الفاحش إلا عمر بن عبد العزيز، ولكونهم غير بني هاشم لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: كلهم من بني هاشم في رواية عبد الملك عن جابر وإخفاء صوته (صلى الله عليه وسلم) في هذا القول يرجح هذه الرواية لأنهم لا يحسنون خلافة بني هاشم، ولا يمكن أن نحيله على الملوك العباسية لزيادتهم على العدد المذكور ولقلة رعايتهم الآية (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)، وحديث الكساء، فلا بد أن يحمل هذا الحديث على الأئمة الإثني عشر من أهل بيته وعترته صلى الله عليه وسلم لأنهم كانوا أعلم أهل زمانهم وأجلهم وأورعهم
____________
1- المصدر السابق ص104.
2- المصدر السابق ص105.
أهل البيت طريق التمسك بالكتاب والسنة:
أما حديث (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله وسنتي) فإنه لا يعارض حديث (كتاب الله وعترتي) ولا يلجأ إلى التعارض إلا إذا تحكمت المعارضة واستحال الجمع بينهما، ومع إمكانية الجمع بينهما لا معارضة أصلا. وقد كفانا ابن حجر الجهد في إمكانية الجمع بينهما فقد ذكر في صواعقه: (إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن اتبعتموهما. وهما: كتاب الله وأهل بيتي عترتي. زاد الطبراني إني سألت الله ذلك لهما فلا تقدموهم فتهلكوا ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم، وفي رواية كتاب الله وسنتي وهي المراد من الأحاديث المقتصرة على الكتاب لأن السنة مبينة له فأغنى ذكره عن ذكرها والحاصل إن الحث وقع على التمسك بالكتاب وبالسنة وبالعلماء تهما من أهل البيت، ويستفاد من مجموع ذلك بقاء الأمور الثلاثة إلى قيام الساعة..)(2).
وبتعبير أدق مما قاله ابن حجر فإن الأمر بالتمسك بالسنة لا يكون إلا عن طريق حفظتها وهم أهل البيت وأهل البيت أعلم بما في داخله، كما أثبتت الروايات ذلك وشهد به التأريخ. فيكون الحث من رسول الله صلى
____________
1- المصدر السابق ص106 .
2- الصواعق المحرقة ص 150 .
الفصل الثالث
حديث كتاب الله
وعترتي في المصادر السنية
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
إثبات حديث
(كتاب الله وعترتي)
وضح لك في البحث السابق وهن حديث التمسك بالسنة، الذي يعتبر العمدة الأساسية في قيام كيان أهل السنة والجماعة، وباهتزاز هذا الأساس يهتز كل الكيان، وهذا ما يفسر حرص علمائهم على كتم رواية (كتاب الله وعترتي) ترويج حديث (كتاب الله وسنتي) حتى انطلى على أذهان العامة إلى درجة أنني حينما أذكر حديث العترة لأي جماعة كانت، ترتسم الدهشة على وجوههم.
ولذلك أحببت ـ حتى تكتمل الحجة ـ أن أثبت حديث العترة في هذا الفصل من كتب أهل السنة بجميع طرقه وإليك التفصيل:
أولاً: سند الحديث
عدد الرواة من الصحابة:
لقد تواتر هذا الحديث عن مجموعة من الصحابة إليك بعض أسمائهم:
1ـ زيد بن أرقم
2ـ أبو سعيد الخدري
3ـ جابر بن عبد الله
4ـ حذيفة بن أسيد
5ـ خزيمة بن ثابت
6ـ زيد بن ثابت
8ـ ضميرة الأسدي
9ـ عامر بن أبي ليلى (الغفاري)
10ـ عبد الرحمن بن عوف
11ـ عبد الله بن عباس
12ـ عبد الله بن عمر
13ـ عدي بن حاتم
14ـ عقبة بن عامر
15ـ علي بن أبي طالب
16ـ أبو ذر الغفاري
17ـ أبو رافع
18ـ أبو شريح الخزاعي
19ـ أبو قدامة الأنصاري
20ـ أبو هريرة
21ـ أبو الهيثم بن التيهان
22ـ أم سلمة
23ـ أم هانئ بنت أبي طالب
24ـ ورجال من قريش.
عدد الرواة من التابعين:
وقد تواتر هذا النقل أيضاً في عهد التابعين، وإليك بعض من نقل منهم حديث كتاب الله وعترتي:
1ـ أبو الطفيل عامر بن واثلة.
2ـ عطية بن سعيد العوفي
3ـ حنش بن المعتمر
4ـ الحارث الهمداني
5ـ حبيب بن أبي ثابت
6ـ علي بن ربيعة
7ـ القاسم بن حسان
8ـ حصين بن سبرة
9ـ عمرو بن مسلم
10ـ أبو الضحى مسلم بن صبيح
11ـ يحيى بن جعدة
12ـ الأصبغ بن نباته
13ـ عبد الله بن أبي رافع
14ـ المطلب بن عبد الله بن حنطب
15ـ عبد الرحمن بن أبي سعيد
16ـ عمر بن علي بن أبي طالب
17ـ فاطمة بنت علي بن أبي طالب
18ـ الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب
19ـ زين العابدين علي بن الحسين.. وغيرهم
عدد الرواة خلال القرون:
أما من رواه من بعد الصحابة والتابعين من أعلام الأمة، وحفاظ الحديث ومشاهير الائمة عبر القرون فجماعة لا يسمح لنا المقام ذكر أسمائهم ورواياتهم. وقد أحصاها عدد ن البحاثة والعلماء، وللتفصيل ارجع إلى كتاب عبقات الأنوار الجزء الأول والثاني.
وأكتفي بذكر عددهم في كل طبقة زمنية من القرن الثاني إلى القرن الرابع عشر:
ـ القرن الثاني: عدد الرواة 36
ـ القرن الثالث: عدد الرواة 69
ـ القرن الرابع: عدد الرواة 38
ـ القرن الخامس: عدد الرواة 21
ـ القرن السادس: عدد الرواة 27
ـ القرن السابع: عدد الرواة 21
ـ القرن الثامن: عدد الرواة 24
ـ القرن التاسع: عدد الرواة 13
ـ القرن العاشر: عدد الرواة 20
ـ القرن الحادي عشر: عدد الرواة 11
ـ القرن الثاني عشر: عدد الرواة 18
ـ القرن الثالث عشر: عدد الرواة 12
ـ القرن الرابع عشر: عدد الرواة 13
فيكون مجموع رواة الحديث من القرن الثالث إلى القرن الرابع عشر: 323 فتأمل.
حديث الكتاب والعترة في كتب الحديث:
أما عن الكتب التي روت الحديث فهي كثيرة نذكر منها:
1ـ صحيح مسلم: ج4 ص123 دار المعارف بيروت لبنان.
روى مسلم في صحيحه (حدثنا محمد بن بكار بن التريان حدثنا حسان (يعني ابن ابراهيم) عن سعيد (وهو ابن مسروق9 عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال: دخلنا عليه فقلنا له: لقد رايت خيراً لقد صحبت رسول الله (ص) وصليت لخفهن لقد لاقيت يا زيد خيراً كثيراً، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله (ص)، قال: يا ابن أخي والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله (ص) فما حثتكم فاقيلوا وما لا تكلفونيه، ثم قال: قام رسول الله (ص) يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد ألا أيها الناس فغنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب. وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله عز وجل وهو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على ضلالة. ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيت) فقلنا من أهل بيته نساؤه. قال: وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع على أبيها وقومها، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده).
وروى مسلم أيضاً:
(عن زهير بن حرب وشجاع بن مخلد جميعاً عن ابن علية قال زهير حدثنا إسماعيل بن أبراهيم حدثني أبو حيان حدثني يزدي بن حيان قال انطلقت.. ثم ذكر الحديث).
وروايات مسلم كلها ترجع إلى ابي حيان بن سعيد التيمي، وقال قال فيه الذهبي:
(يحيى بن سعيد بن حيان أو حيان التميمي. كان الثوري يعظمه ويوثقه، قال أحمد بن عبد الله العجلي: ثقة، صالح، مبرز صاحب سنه)(1).
وقال الذهبي أيضاً في العبر ج1 ص205 (وفيها يحيى بن سعيد التميمي، مولى تيم الرباب الكوفي، وكان ثقة إماماً صاحب سنة روى عنه الشعبي ونحوه).
وقال اليافع: (وفيها يحيى بن سعيد التميمي الكوفي، وكان ثقة إماماً صاحب سنة)(2).
وقال العسقلاني: أبو حيان التميمي الكوفي ثقة عابد من السادسة مات سنة خمس وأربعين)(3).
.... وغيرهم من علما الجرح والتعديل.
كما لا يخفى أن كون الحديث مروياً في صحيح مسلم حاكم على صحته، لإجماع المسلمين على تصيح كل روايته.
ولقد صرح مسلم نفسه بأن جحميع ما في صحيحه مجمع على صحته فضلاً عن كونه صحيحاً عنده كما قال الحافظ السيوطي. (قال مسلم: ليس
____________
1- تهذيب التهذيب.
2- مرآة الجنان ج1 ص301.
3- تقريب التهذيب ج2 ص348.
وقال النووي في ترجمة مسلم: (وصنف مسلم في علم الحديث كتباً كثيرة منها هذا الكتاب الصحيح الذي من الله الكريم ـ وله الحمد والنعمة والفضل والمن ـ به على المسلمين)(1)..
وغيره... لا يسع المقام لإيرادهم ولبداهة المدعى.
2ـ رواية الحديث عند الإمام الحافظ أبي عبد الله الحاكم النيسابوري في مستدركه على البخاري ومسلم ج3 ص27 كتاب معرفة الصحابة ـ دار المعرفة ـ بيروت ـ لبنان.
ـ روى الحديث (أبوعوانة) عنالأعمش ثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال لما رجع رسول الله (ص) من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن فقال (كأني قد دُعيتُ فأجبت، إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر ن الآخر كتاب الله وعترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، ثم قال: إن الله عزوجل مولاي وأنا مولى كل مؤمن ثم أخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فهذا وليه) فالرسول (ص) يؤكد إذا أن أول أهل البيت ورأسهم الذي أوجب أتباعه هو علي (ع).
كما رواه عن (حسان) بن ابراهيم الكرماني ثنا محمد بن سلمى بن كهيل عن أبيه عن أبي الطفيل عن ابن واثلة أنه سمع زيد بن أرقم يقول.
وساق الحديث على نحو ما سبق إلا أنه زاد (ثم قال: تعلمون أتى أول بالمؤمنين من أنفسهم ثلاث مرات، قالوا: نعم، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه).
____________
1- تهذيب الأسماء واللغات ج2 ص91.