الصفحة 71

ـ وأيضاً رواه الحاكم بطريقين آخرين، ولمراعاة عدم التطويل اكتفينا بإثبات طريقين.

ومما يدل على صحة الحديث وتواتره أن الحاكم أخرجه وحكم بصحته على شرط البخاري ومسلم.

3ـ رواية الحديث عند أحمد بن حنبل: ج3 من مسنده ص17 ـ 26ـ 14 ـ 59ـ دار صادر بيروت، لبنان.

((حدثنا) عبد الله حدثني أبي ثنا ابو النظر ثنا محمد يعني ابن أبي طلحة عن الأعمش عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري عن النبي (ص) قال: إني أوشك أن أدعى فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي. كتاب الله حبل ممدود من السماء على الأرض وعترتي أهل بيتي وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا بما تخلفوني فيهما).

ورواه أيضاً (حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا بن نمير ثنا عبد الملك يعني ابن أبي سليمان عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (ص): إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء إلى الارض وعترتي أهل بيتي ألا إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) ورواه بطرق متعددة غير التي سبقت.

4ـ وحدثنا علي بن المنذر الكوفي. حدثنا محمد بن فضيل قال: حدثنا الأعمش عن عطية وعن أبي سعيد والأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن أرقم قالا: قال رسول الله (ص): إني تارك فيكم

الصفحة 72
ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما).

ـ (حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي حدثنا زيد بن الحسن وهو الأنماطي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال: رأيت رسول الله (ص) في حجته يوم عرفة وهو على ناقته يخطب، فسمعته يقول: يا أيها الناس: إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي).

5ـ كما أورد هذا الحديث العلامة علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين الهندي المتوفي سنة 975 في (كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال الجزء الاول الباب الثاني ـ في الاعتصام بالكتاب والسنة ص172 طبعة مؤسسة الرسالة ـ بيروت الطبعة لاخامسة سنة 1985 ـ وهو الحديث رقم 810 و871 و872 و873).

ولو استرسلنا في هذا الباب لايراد الكتب التي روته لطال بنا لامجال واحتاج كتاباً لوحده، وسوف نذكر هنا مجموعة من الحفاظ والعلماء الذين أوردوه كنموذج لا للحصر. وللتفصيل راجع كتاب احقاق الحق لأسد الله التستري ج9 ص311، ومنهم:

1ـ الحافظ الطبراني المتوفي سنة 340 في (المعجم الصغير).

2ـ العلامة محب الدين الطبري (في ذخائر العقبى).

3ـ العلامة الشيخ ابراهيم بن محمد بن ابي بكر الحمويني في (فرائد السمطين).

4ـ ومنه ابن سعد في طبقاته الكبرى.

5ـ الحافظ نور الدين الهيثمي في (مجمع الزوائد).


الصفحة 73
6ـ الحافظ السيوطي في (إحياء الميت).

7ـ الحافظ العسقلاني في (المواهب اللدنية).

8ـ العلامة النبهاني في (الأنوار المحمدية).

9ـ العلامة الدرامي في سننه.

10ـ الحافظ أبو بكر أحمد بنالحسين بن علي البيهقي في (السنن الكبرى).

11ـ العلامة البغوي في (مصابيح السنة).

12ـ الحافظ أبو لافداء بن كثير الدمشقي في (تفسير القرآن).

13ـ وفي جامع الأصول لابن الاثير.

14ـ المحدث الشهير أحمد بن حجر الهيثمي المكي المتوفي سنة 914 هجرية في كتابه (الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة) الطبعة الثانية سنة 1965 مكتبة القاهرة ـ شركة الطباعة الفنية المتحدة ـ.

وقال بعد إيراد حديث الثقلين: (ثم اعلم أن لحديث التمسك بذلك طرقاً كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابياً وله طرق مبسوطة ف حادي عشر الشبهة، وفي بعض تلك الطرق أنه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة وفي أخرى أنه قاله بالمدينة في مرضه. وقد امتلأت الهجرة (الحجرة) بأصحابه وفي أخرى أنه قال ذلك بغدير خم وفي أخرى أنه قاله لما قدم خطيباً بعد انصرافه من الطائف كما مر ولا تنافي غذ لا مانع من أه كرر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها اهتماماً بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة. وفي رواية عن الطبراني عن ابن عمر آخر ما تكلم به النبي (ص) أخلفوني في أهل بيتي وفي أخرى عند الطبراني وأبي الشيخ أن لله عزوجل ثلاث حرمات فمن حفظهن حفظ الله دينه ودنياه ومن لم يحفظهن لم يحفظ

الصفحة 74
الله دنياه ولا آخرته، قلت ما هن؟ قال حرمة الإسلام وحرمتي وحرمة رحمي. وفي رواية للبخاري عن الصديق من قوله يا أيها الناس أرَغِبَ محمد (ص) في أهل بيته؟ أي احفظوه فيهم فلا تؤذوهم. (وأخرج) ابن سعد والملا في سيرته أنه (ص) قال: ستوصي بأهل بيتي خراً فإني أخاصمكم عنهم غداً ومن أكن خصمه أخصمه ومن أخصمه دخل النار، وأنه قال من حفظني في أهل بيتي فقد أتخذ عند الله عهداً.

(وأخرج) الأول أنا وأهل بيتي شجرة في الجنة وإصانها في الدنيا فمن شاء اتخذ على ربه سبيلاً، والثاني حديث: في كل خلف في أمتي عدول من أهل بيتي ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ألا إن ائمتكم وفدكم إلى الله عز وجل فانظروا من توفدون.. ثم قال: سمي رسول الله (ص) القرآن وعترته ـ وهي بالمثناة الفوقية الأهل ولانسل والرهط الأدنون ـ ثقلين، لأن الثقل كل نفيس خطير مصون وهذان كذلك، غذ كل منهما معدن للعلوم اللدنية والأسرار والحكم العليا والأحكام الشرعية، ولذا حث رسول الله (ص) على الاقتداء والتمسك بهم والتعلم منهم وقال: الحمد لله الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت. وقيل: سميا ثقلين لثقل وجوب رعاية حقوقهما، ثم الذين وقع الحث عليهم منهم إنما هم العارفون بكتاب الله وسنة رسوله إذ هم الذين لا يفارقون الكتاب إلى الحوض ويؤيدهم الخبر السابق ولا تعلموهم فأنهم أعلم منكم، وتميزوا بذلك عن بقية العلماء، لأن الله أذهب عنه الرجس وطرهم تطهيراً...).

فهل راعيت يا ابن حجر كل هذا فحفظت رسول الله (ص) في أهل بيته وواليتهم وانقطعت في أخذ الدين عنهم؟!


الصفحة 75
أم تقولون بأفواهكم ما ليس في قلوبكم؟! (كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون).

وصدق الإمام جعفر الصادق (ع) قال: (يدعون حبنا ويتبعون عقوقنا). فابن حجر وأمثاله يدعي حب أهل البيت ويوالي ويأخذ دينه ممن ظلم أهل البيت، فهذا ابن حجر نفسه عندما يثبت فضائل أهل البيت ويعترف بلزوم التمسك بهم يشن هجومه على الشيعة في صواعقه ويصنفهم من الفرق الضالة وينهال عليهم بأبشع التهم وأقبح السبّ.

فما ذنبهم يا ابن حجر؟!

هل لأنهم والوا أهل البيت، وتمسكوا بأخذ الدين منهم؟!


الصفحة 76

الصفحة 77

شبهات على حديث الثقلين

1ـ قدح ابن الجوزي في كتابه (العلل المتناهية في الأحاديث الواهية) بعدما ذكر حديث التمسك بالثقلين (كتاب الله وعترتي)، قال: (هذا حديث لا يصح، أما عطية فقد ضعفه أحمد ويحيى وغيرهما، وأما ابن عبد القدوس فقال يحيى ليس بشيء رافضي خبيث وأما عبد الله بن داهر فقال أحمد ويحيى ليس بشيء، ما يكتب من إنسان فيه خير)..

  دفع الشبهة:

1ـ لم يقتصر حديث الثقلين على هذا السند، فقد روي بأسانيد متعددة كما مر.

2ـ لقد رواه مسلم ف صحيحه، بطرق كثيرة، ولا يخفى أن رواية مسلم له ولو بطريق واحد كاف لاثبات صحته، وهذا ما لا خلاف فيه بين المسلمين السنة.

3ـ كما رواه الترمذي في صحيحه بطرق متعددة. عن جابر، وزيد بن أرقم، وأبي ذر، وأبي سعيد وحذيفة.

4ـ كلام ابن الجوزي لنفسه في كتابه الموضوعات ج1 ص99 ما نصه: (فمتى رأيت حديثاً خارجاً عن دواوين الإسلام (الموطأ ومسند احمد والصحيحين وسنن أبي داود والترمذي ونحوها) فانظر فيه فإن كان له نظير في الصحاح والحسان فرتب {أقرب} أمره...) وهو بهذا يناقض

الصفحة 78
نفسه حيث روي هذا الحديث في ما سماه بدواوين الإسلام كما مر عليك!.

5ـ إن كلام ابن الجوزي في عطية مردود يتوثيق ابن سعد له، فقد قال ابن حجر العسقلاني: (قال ابن سعد: خرج عطية مع ابن الاشعب، فكتب الحجاج على محمد بن القاسم أن يعرضه على سب علي، فإن لم يفعل فاضربه أربعمائة سوط واحلق لحيته، فاستدعاه، فأبى أن يسب فأمشى حكم الحجاج فيه، ثم خرج إلى خراسان فلم يزل بها حتى ولي عمر بن هبيرة العراق فقدمها فلم يزل بها إلى أن توفى سنة مائة وعشرة، وكان ثقة إنشاء الله تعالى وله أحاديث صالحة)(1).

مع العلم بأن ابن سعد من النواصب الذين يناصبون أهل البيت العداء إلى حد ضعف الإمام جعفر بن محمد الصادق، فتوثيقه لعطية كاف للخصم.

6ـ إن عطية من رجال احمد بن حنبل، وأحمد لا يروي إلا عن الثقة كما هو معلوم، فروي عنه أحمد روايات كثيرة متعددة، فنسبة تضعيف عطية لأحمد كذب ظاهر، فقد قال التقي السبكي: (وأحمد رحمه الله لم يكن يروي غلا عن ثقة، وقد صرح الخصم (يعني ابن تيمية) بذلك في الكتاب الذي صنفه في رد البكري بعد عشرة كراريس منه ـ قال: إن القائلين بالجرح والتعديل من علماء الحديث نوعان: منهم من لم يرو إلا عن ثقة عنده كمالك. وأحمد بن حنبل.. وقد كفانا الخصم بهذا الكلام مؤونة تبيين أن أحمد لا يروي غلا عن ثقة وحينئذ لا يبقى له مطعن فيه)(2).

____________

1- تهذيب التهذيب ج2 ص226.

2- شفاء الأسقام ج10 ص11.


الصفحة 79
7ـ توثيق سبط ابن الجوزي له: فقد صرح بوثاقة عطية ورد تضعيفه حيث قال بعد أن اورد قول النبي (ص) لعلي (ع): لا يحل أحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك ك (فإن قيل فعطية ضعيف قالوا والدليل على ضعف الحديث أن الترمذي قال: وحدثت بهذا الحديث أو سمع مني هذا الحديث محمد بن أسماعيل ـ يعني البخاري ـ فاستطرفه.

والجواب: إن عطية العوفي قد روى عن أبن عباس والصحابة وكان ثقة وأما قول الترمذي عن البخاري فإنما استطرفه لقوله (ص). لا حله إلا لطاهر لا حائض ولا جنب).

وعن الشافعي يباح للجنب العبور في المسجد وعند أبي حنيفة لا يباح حتى يغتسل للنص ويحمل حديث علي على أنه كان مخصوصاً بذلك كما كان رسول الله (ص) مخصوصاً بأشياء)(1).

8ـ نسبة ابن الجوزي تضعيف عطية إلى يحيى بن معين مردود بنقل الدوري عن ابن معين بأنه صالح ـ فقد قال الحافظ بن حجر ترجمة عطية ما نصه: (قال الدوري عن ابن معين، صالح)(2). فسقط ما نسبه ابن الجوزي على يحيى بن معين فتأمل.

وما يدل على جهل ابن الجوزي بحديث الثقلين، ظنه أنه بمجرد تضعيف عطية يضعف حديث الثقلين، مع العلم أن توثيق عطية أو تضعيفه لا يقدح في حديث الثقلين، لأن حديث عطية الذي رواه عن أبي سعيد قد رواه أيضاً عن أبي سعيد أبو الطفيل وهو يعد من طبقة الصحابة ولو تجاوزنا ذلك فإن صحة حديث الثقلين غير موقوفة على رواية أبي سعيد سواء كانت

____________

1- خلاصة عبقات الأنوار ج2 ص45.

2- تهذيب التهذيب ج7 ص225.


الصفحة 80
عن طريق عطية أو أبي الطفيل، فلو سلمنا جدلاً بضعف رواية أبي سعيد بكل طرقها فلا يضر ذلك بالحديث شيئاً لتعدد رواياته وطرقه.

  الرد على ابن الجوزي في تضعيفه لابن عبد القدوس.

1ـ وأما قدحه في عبد الله بن عبد القدوس، فهو مردود بتوثيق الحافظ محمد بن عيسى إياه، قال الحافظ المقدسي بترجمة ـ عبد الله المذكور ـ: (وحكى ابن عدي عن محمد بن عيسى أنه قال: هو ثقة)(1).

وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني: (وحكى عن محمد بن عيسى أنه قال: هو ثقة)(2).

ومحمد بن عيسى هو كما ذكره الحافظ الذهبي في ترجمته قال أبو حاتم: ثقة مأمون، ما رأيت من المحدثين أحفظ للأبواب منه، وقال ابو داود: ثقة.

2ـ أورده محمد بن حبان في الثقات وقال ابن حجر بترجمته: (ذكره ابن حبان في الثقات)(3).

3ـ نقل الهيثمي في (مجمع الزوائد) قالك (وثقه البخاري وابن حبان).

4ـ قال العسقلاني بترجمته: (قال لابخاري: هو في الأصل صدوق إلا أنه يوري من أقوام ضعاف)(4).

____________

1- خلاصة عبقات الأنوار ج2 ص47 نقلاً عن الكمال في أسماء الرجال.

2- تهذيب التهذيب ج5 ص303.

3- نفس المصدر السابق.

4- نفس المصدر السابق.


الصفحة 81
فإشكال البخاري على ابن عبد القدوس بعد أن وثقه بأنه يوري عن الضعاف لا يتوجه في هذا الحديث، لأن ابن عبد القدوس روى حديث الثقلين الذي أورده ابن الجوزي عن الأعمش وهو ثقة.

5ـ عبد الله بن عبد القدوس هو من رجال البخاري في صحيحه في التعليقات كما في تهذيب التهذيب ج5 ص303 وتقريب التهذيب ج1 ص430، وتخريج البخاري له ولو كان في التعليقات دليل على توثيقه.

قال ابن حجر العسقلاني في مقدمة (فتح الباري في شرح صحيح البخاري) في مقام الجواب عن الطعن في رجال البخاري: (وقبل الخوض فيه ينبغيلكل منصف لأن يعلم أن تخريج صاحب الصحيح ـ يعني البخاري ـ لأي راو كان، مقتض لعدالته عنده وصحة ضبطه وعدم غفلته، ولا سيما ما انضاف على ذلك من اطباق جمهور الائمة على تسمية الكتابين بالصحيحين، وهذا معنى لم يحصل لغير من خرج عنه في الصحيحين).

6ـ عبد الله بن عبد القدوس لا يضر في صحة الحديث.

حتى برواية الأعمش عن عطية عن أبي سعيد لعدم تفرد عبد الله بن عبد القدوس بروايته عن الأعمش، فلقد رواه عن الأعمش: محمد بن طلحة بن المصرف اليامي، ومحمد بن فضيل بن غزوان الضبي في المسند والترمذي كما مر عليك، وهذا دليل على صدق الرواية، كما أن الأعمش لم يتفرد بروايته عن عطية، فقد رواه الاعمش عن عبد الملك بن أبي سليمان ميسرى العزرمي وأبي إسرائيل إسماعيل بن خليفة العبسي كما في مسند أحمد كما مرد عليك، وعن هارون بن سعد العجلي، وكثير بن إسماعيل التيمي كما في معجم الطبراني.


الصفحة 82

  أما تضعيفه المجمل لعبد الله بن داهر:

1ـ هذا خلاف أصول وقواعد الجرح والتعديل لأن الطعن المبهم، لا يقبل من أي كائن كان.

2ـ لم يكن هناك سبب وجيه للطعن فيه، سوى روايته فضائل أمير المؤمنين كما قال الذهبي (قال بن عدي: عامة ما يرويه في فضائل علي، وهو متهم في ذلك)(1)، وتضعيفه لهذا السبب غير مقبول.

3ـ ومن العجيب والقبيح في حق ابن الجوزي أن يكيد إلى هذا الحد لتضعيف الحديث، بإيراد عبد الله بن داهر في سند الحديث مع العلم أنه لم يقع في سند من أسانيد هذا الحديث من الأساس! فراجع الروايات السابقة والتي لم نذكرها فهل تجد في سندها عبد الله بن داهر؟!، ولا أجد لهذا المعنى غير النصب والعداء لأهل البيت وطمس حقهم، ولكن يأبى الله غلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.. فتأمل.

4ـ لقد ذكر سبط ابن الجوزي بعد إيراد حديث الثقلين من مسند أحمد بن حنبل قالك (فإن قيل فقد قال جدك في كتاب (الواهية) ـ أورد كلام ابن الجوزي في تضعيف الحديث كما تقدم ـ قلت: الحديث الذي رويناه أخرجه أحمد في الفضائل، وليس في إسناده أحد ممن ضعفه جدي، وقد أخرجه أبو داود في سننه والترمذي أيضاً وعامة المحدثين، وذكره رزين في الجمع بين الصحاح. والعجب كيف خفي عن جدي ما روى مسلم في صحيحه من حديث زيد بن أرقم..)(2). وما قاله سبط ابن الجوزي ما هو غلا تبريرات لابن الجوزي، وإلا فإنه لا يغفل عن هذا الحديث المشهود في مصادر المسلمين مع ما هو عليه من كثرة النظر والإطلاع، ولكنه أراد أن يخدع ويمكر فمكر الله به وفضح أمره.

____________

1- ميزان الاعتدال ج2 ص417.

2- تذكرة خواص الأمة.


الصفحة 83

إشكال ابن تيمية

إما إشكال ابن تيمية على حديث الثقلين في كتابه منهاج السنة، فهو أسخاف من أن يناقش، ولكن نذكره على سبيل التعريض بتلك الأفكار الفارغة، التي لا تعبر إلا عن سوء فهم وخلط وكثرة هم، فعندما عجز ابن تيمية عن تضعيف حديث الثقلين من جهة السند كعادته في تضعيف كل ما يرد في فض أهل البي. عمد على أسلوب آخر لم نره في غيره، وهو قوله: إن هذا الحديث لا يدل على وجوب التمسك بأهل البيت، وإنما يدل على وجوب التمسك بالقرآن فقط.

أي عاقل يا تُرى يستفيد من هذا النص الصريح هذا المعنى وهذا الفهم؟! وظاهر الحديث يجزم ويؤكد على لزوم التمسك بهما ـ الكتاب والعترة؟! ـ وغلا أي معنى للثقلين؟! (إني تارك فيكم الثقلين)، وأي معنى لقوله (ص: (ما إن تمسكتم بهما)؟! ولكن التعصب يعمي القلوب. واستدل ـ أي ابن تيميه ـ على ذلك بحديث واحد في صحيح مسلم عن جابر، وضرب ببقية الأحاديث عرض الحائط أو تغافل عنها مع كثرة روايتها وتعدد طرقها، وهو حديث يظهر للمتأمل بأنه مبتور بالمقارنة مع بقية الأحاديث الواردة في نفس هذا الباب، وهو حديث (تركت فيكم ما لن تضلوا بعده، إن اعتصمتم به كتاب الله..).


الصفحة 84
وهذا الحديث ظاهر البتر والتحريف، لان حديث جابر نفسه جاء في رواية الترمذي وفيه الأمر الواضح بوجوب التمسك بأهل البيت، ونص الحديث كما تقدم في رواية الترمذي: (أيها الناس، إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي).

ـ كما أن ها الإشكال نفسه يتوجه على ابن تيميه أيضاً ن لأنه يقو بوجوب التمسك بالكتاب والسنة. ومن الضروري أن يكون الأمر الصادر من الرسول (ص). إما لزوم التمسك بالكتاب فقط، وإما بالكتاب والسنة. وعندما اختار ابن تيمية وجوب التمسك بالقرن فقط بسقط في المقابل وجوب التمسك بالسنة، وهذا خلاف ما يذهب إليه ابن تيمية كما هو واضح من مذهبه ـ أهل السنة ـ كما أنه سمى كتابه الذي ذكر فيه هذا الحديث (منهاج السنة) ولم يسمه منهاج القرآن؟!

وإذا كان في اعتقاده أن هذا الحديث الذي ذكره لا يلغي حديث التمسك بالكتاب والسنة فهو أيضاً لا يلغي وجوب التمسك بالكتاب والعترة.

ولم يقف ابن تيمية عند هذا الحد، فقال في (وعترتي فإنهما لم يفترقا حتى يردا علي الحوض: فهذا رواه الترمذي، وقد سُئل عنه أحمد، وضعفه غير واحد من أهل العلم وقالوا إنه لا يصح). والجواب:

تشعر من قوله أن هذا النص من الحديث لم يروه إلا الترمذي، وقد علمت كما سبق أنه قد رواه غير واحد من أعلام السنة وحفاظهم.

فماذا يقصد من قوله رواه الترمذي؟!

هل رواية الترمذي دلالة على ضعفه؟!

ومن الذي سأل أ؛مد؟! وماذا قال له؟!

وفي أي مكان هذا القول؟!


الصفحة 85
أو لم يروه أحمد ـ نفسه ـ ووثقه؟!

ومن الذي ضعّفهُ حتى يقول: غير واحد؟! ولماذا لم يذكرهم؟!

وغيرها من الأسئلة التي توجه على ابن تيمية، فإذا أجاب عليها بكلام محكم نقبل إشكاله، ولا يمكن أن نقبله على عواهنه وهو مجمل.

ولكن هذه عادة ابن تيمية إذا شمّر ساعد الجد على تضليل الأمة وستر الحق.

هذه أوجه الشبهات التي وردت في هذا الباب ولم أرَ حسب تتبعي من يطعن في حديث الثقلين الذي ثبت بالتواتر واعترف بصحته أعلام الأمة من الحفاظ والمحدثين، فلا يجرؤ على طعنه إلا ذو قلب مريض امتلأ بغضاً وغيظاً على أهل البيت ـ والعياذ بالله ـ.

وبعد أن ثبت لنا جلياً صحة هذا الحديث يجب علينا كشف دلالته ومن ثم الالتزام بها.


الصفحة 86

الصفحة 87

دلالة الحديث على إمامة أهل البيت

دلالة الحديث على إمامة أهل البيت من أوضح الأمور وأظهرها ـ عند كل منصف ـ لأنه يفيد وجوب أتباعهم في المعتقدات والأحكام والآراء وعدم مخالفتهم، بقول أو فعل، لان أي عمل يخرج عن إطارهم يعتبر خارجاً عن القرآن وبالتالي خارجاً عن الدين، وهم بذلك مقياس دقيق يعرف به الطريق المستقيم والصراط السوي، حيث لا يكون الهدى إلا عن طريقهم ولا يكون الضلال إلا بمخالفتهم (ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا) لأن التمسك بالقرآن يعني العمل بما فيه، وهو الائتمار بأوامره والانتهاء عن نواهيه، فكذلك يكون التمسك بالعترة، لأنه لا يقوم جواب شرط إلا بقيام المشروط، كما أن الضمر في (بهما) يرجع إلى الكتاب والعترة، ولا أظن أن عربياً أعطي قلياً من الفهم في اللغة يخالف في ذلك، وبذلك يكون إتباع أهل البيت بعد رسول اله (ص) فرضاً كما أن إتباع القرآن فرض، بعيداً عن من هم أهل البيت، لأن هذا بحث متأخر، والمهم هنا إثبات أن الأمر والنهي والإتباع والإقتداء لأهل البيت، وتحديد هويتهم خارج عن إطار هذا الحديث، كما يقول علماء الأصول (إن القضية لا تثبت موضوعها) فيكون بالضرورة أن أهل البيت هم الخلفاء بعد رسول الله (ص). وقوله (ص) (إني تارك فيكم) نص صريح بأن

الصفحة 88
رسول الله (ص) خلّفهم ووصى الأمة باتباعهم، وأكد ذلك قوله (ص) (فانظروا كيف تخلفوني فيهما).

فخلافة القرآن واضحة، وخلافة أهل البيت لا يتكون إلا بإمامتهم.

وبذلك، يكون كتاب الله وعترة رسوله (ص) السبب الموصل إلى رضوان الله، لأنهم حبل الله الذي أمرنا الله بالاعتصام به (واعتصموا بحبل الله)(1).

والآية هنا عامة في تعيين وتحديد حبل الله، وكل ما يتبين منها هو وجوب التمسك به. فأتت السنة بحديث الثقلين وأحاديث أخرى، تبين أن الحبل الذي يجب أن نتمسك به هو كتاب الله مع عترة رسوله (ص).

وقد قال بذلك مجموعة من المفسرين: فقد أوردها ابن حج في كتابه الصواعق في باب ما أنزل في أهل البيت من القرآن.. فراجع.

وذكرها القندوزي في كتابه ـ ينابيع المودة ـ قال: (في قوله تعالى: (واعتصمنا بحبل الله جميعاً..) اخرج الثعلبي عن بان بن تغلب عن جعفر الصادق (ع) قال: نحن حبل الله الذي قال الله عز وجل (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) وأيضاً أخرج صاحب كتاب المناقب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عنهما قال: كنا عند النبي (ص)، إذ جاء أعرابي فقال: يا رسول الله سمعتك تقول واعتصموا بحبل الله، فما حبل الله الذي نعتصم به؟ فضرب النبي (ص) يده في يد علي وقال (تمسكوا بهذا هو حبل الله المتين)(2).

____________

1- آل عمران ـ 103.

2- الينابيع ص 118 منشورات مؤسسة الأعلمي بيروت ـ لبنان.


الصفحة 89
وأما قوله (ص): (لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) فهو دال على عدة وجوه:

أولها: إثبات العصمة لهم، لأن اقترانهم بالكتاب الذي لا يأتيه بالباطل من بين يديه ولا من خلفه، دال على علمهم بما في الكتاب وأنهم لا يخالفونه قولاً ولا فعلاً، ومن البديهي أن صدور أي مخالفة منه للكتاب سواء كانت عن عمد أو سهو حاكمة بافتراقهم عن القرآن، والحديث صريح في عدم افتراقهما حتى يردا الحوض، وإلا يكون تكذيباً لرسول الله (ص)، كما أن هذا الفهم تؤيده أدلة من القرآن والسنة ـ نؤجل البحث فيها إلى مكان آخر.

ثانياً: إن مفاد (لن) التأبيدية تفيد أن التمسك بهما مانع من الضلالة دائماً وأبداً، ولا يتم ذلك إلا بالتمسك بهما معاً، لا بواحد منهما كما تقدم، وقول الرسول (ص) في رواية الطبراني: (فلا تقدموهم فتهلكوا ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم) تؤكد هذا المعنى.

ثالثاً: بقاء العترة إلى جانب الكتاب إلى يوم القيامة، فلا يخلو منهما زمان، وقد قرَّب هذا المعنى ابن حجر في صواعقه (وفي أحاديث الحث على التمسك بأهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهل منهم للتمسك به على يوم القيامة، كما أن الكتاب العزيز كذلك، ولهذا كانوا أماناً لأهل الأرض كما سيأتين ويشهد لذلك الخبر السابق.. في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي. ثم أحق من يتمسك به منهم إمامهم وعالمهم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لما قدمناه من مزيد علمه ودقائق مستنبطاته)(1).

____________

1- الصواعق ص151.


الصفحة 90
رابعاً: كما أنه يدل على تميزهم وعلمهم بتفاصيل الشريعة وذلك لاقترانهم بالكتاب الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة، كما قال (ص): (ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم).

والخلاصة أنه لا بد من وجود ولو واحد من أهل البيت في كل زمان على قيام الساعة لا يخالف قوله ولا فعله القرآن حتى لا يفترق عنه ومعنى لا يفترق قولاً وفعلاً عن القرآن أنه معصوم لساناً وسلوكاً يجب إتباعه لأنه أمان من الضلال.

وهذا المعنى لا تقول به إلا الشيعة حيث يقولون بوجوب وجود إمام في كل زمان من أهل البيت يكون معصوماً عن الخطأ والزلل يجب موالاته ومعرفته (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) ودل على هذا المعنى قوله تعالى (ويوم ندعو كل أناس بإمامهم).


الصفحة 91


الفصل الرابع
من هم أهل البيت؟


  أهل البيت في آية التطهير
  حديث الكساء تحديد هوية أهل البيت (ع)
  أهل البيت في آية المباهلة



الصفحة 92

الصفحة 93

من هم أهل البيت؟

هذا البحث من أوضح البحوث، حيث لا يتجاهل إنسان معرفة أهل البيت إلا ذلك المعاند الذي لم بحد مخرجاً من الأدلة القاطعة في وجوب إتباعهم، فيلجأ إلى أسلوب التشكيك فيهم، وهذا ما لاحظته بنفسي خلال مناقشاتي مع بعض الأخوة والزملاء، فعندما لا بحد الواحد منهم مفراً من لزوم أتباع أهل البيت تجده مباشرة يوجه أسئلةً مبهمة:

من هم أهل البيت؟

وأليس أزواجه من أهله؟! أولم يقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سلمان منا أهل البيت؟!

بل أوليس أبو جهل من أهله (ص) أيضاً؟!

ولا يريد من كل هذه الأسئلة إلا أن ينكر واقع حديث الثقلين وأنه من الأحاديث الدالة على إمامة أهل البيت، ظناً منه أنه بهذه الأسئلة الحائرة البهمة يستطيع أن يسكت عقله ونداء ضميره، ولكن هبهات الحجة قائمة سواء أنكر أو لم ينكر، فكنت أقول لبعضهم عندما يسأل هذه الأسئلة، لماذا أنتم تريدون كل شيء جاهز من غير عناء أو بحث؟!

إن الأفكار المعلبة لا تفيد، فبإمكاني أن أجيب وبإمكانكم أن تردوا إجاباتي وتتنكروا لها وتتنكرا عليها لأنكم لم تذوقوا مرارة البحث ولم تتحملوا عناء الإجابة عليها، ومن ثم هل أنا الوحيد الذي يفترض عليَ أن أجيب؟ وهل أمر ني رسول الله صلى الله عليه وآله

الصفحة 94
وسلم بالتمسك بأهل البيت على وجه الخصوص؟! أما كلنا مكلًفون ويجب عليّ وعليكم الإجابة، لأنه قامت علينا الحجة بوجوب أتباع أهل البيت، وأخذ الدين عنهم فيكون لزاماً معرفتهم ومن الاقتداء بهم؟!

وأنا أيضاً في هذا المقام، لا أوسع في الأدلة والبراهين، إنما أكتفي ببعض الإشارات الواضحة ومن يريد الزيادة فعليه بالتوسع.

  أهل البيت في آية التطهير:

قال تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً)(1)...

إن نزول هذه الآية الباركة في علي وفاطمة والحسن والحسين من أوضح الأمور لمن تتبع كتب الحديث والتفسير، يقول ابن حجر في هذا الصدد: (إن أكثر المفسرين على أنها نزلت في عليً وفاطمة والحسن والحسين)(2). وهذه الآية لدلالتها الواضحة على عصمة أهل البيت لا تنسجم إلا معهم لما وضحناه آنفاً لأنهم ثقل هذه الأمة، والأئمة الهادون بعد الرسول صلى الله عليه وآلة وسلم، ولذلك أمر رسول الله (ص) باتباعهم، وإفادة العصمة واضحة من هذه الآية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، وذلك لاستحالة تخلف المراد إذا كان المريد هو الله سبحانه، وأداة الحضر (إنما) شاهدةُ على ذلك، وما يهمنا في هذا المقام إثبات خصوص هذه الآية وأنها نازلة في علي وفاطمة والحسن والحسين ـ عليهم السلام ـ

____________

1- سورة الأحزاب: 33.

2- الصواعق ص143.


الصفحة 95

  حديث الكساء تحديد هوية أهل البيت:

أقرب الأدلة وأوضحها فيما جاء في تفسير هذه الآية من روايات عرفت عند أصحاب الحديث بحديث الكساء، ولا تقل صحته وتواتره عن حديث الثقلين.

أ ـ روى الحاكم في كتابه (المستدرك على الصحيحين في الحديث):

(عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب أنه قال: لما نظر رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم إلى الرحمة هابطة قال: (أدعوا لي، أدعوا لي) فقالت صفية: من يا رسول الله؟! قال: أهل بيتي علي وفاطمة والحسن والحسين، فجيء بهم فألقى عليهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم كساءه، ثم رفع يديه ثم قال: اللهم هؤلاء آلي (فصل على محمد وآل محمد) وأنزل الله عز وجل (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً)(1).

قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد:

بـ وروى الحاكم مثله عن أم سلمة قالت: (في بيتي نزلت ـ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ـ فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي وفاطمة والحسن والحسين، فقال هؤلاء أهل بيتي)(2). ثم قال الحاكم: هذا صحيح على شرط البخاري، ورواه في موضع آخر عن واثلة وقال: صحيح على شرطيهما.

ج ـ ورواه مسلم في صحيحه عن عائشة قال: (خرج رسول الله غداة عليه مرط مرجل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء

____________

1- مستدرك الحاكم.

2- المصدر السابق


الصفحة 96
الحسين فأدخله معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً)(1).

وجاء هذا الخبر في روايات متعددة في الصحاح وكتب الحديث والتفسير(2). وهو من الأخبار الصحيحة المتواترة لم يضعفه أحد من الأولين والآخرين. ويطول بنا المقام إذا ذكرنا كل الروايات، فانا أحصيت منها سبعاً وعشرين رواية كلها صحيحة.

ومن أوضح الروايات في هذا الباب ـ في تعيين أهل البيت ـ دون غيرهم من أزواج النبي (ص) ما نقله السيوطي في الدر المنثور عن ابن مردويه عن أم سلمة قالت: نزلت هذه الآية في بيتي ـ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) ـ وفي البيت سبعة جبرائيل وميكائيل وعلي وفاطمة والحسن والحسين، وأنا على باب البيت، قلت يا رسول الله ألست من أهل البيت؟! إنك على خير إنك من أزواج النبي)(3).

وفي رواية الحاكم في مستدركه قالت أم سلمة: يا رسول الله ما أنا من أهل البيت؟ قال: إنك إلى خير وهؤلاء أهل بيتي، اللهم أهل بيتي أحق(4).

____________

1- صحيح مسلم، باب فضائل أهل البيت.

2-

    آ ـ البيهقي في السنن الكبرى، باب بيانأهل بيته والذين هم آله.

    ب ـ تفسير الطبري ج22 ص5.

    ج ـ تفسير ابن كثير ج3 ص485.

    د ـ تفسير الدر المنثور ج5 ص198ـ199.

    هـ ـ صحيح الترمذي، باب فضائل فاطمة.

    و ـ مسند أ؛مد ج6 ص292 ـ 323 .. وغيرها.

3- الدر المنثور ج5 ص198.

4- مستدرك الحاكم ج2 ص416، تفسير الآية من سورة الأحزاب.