____________
<=
آ- الحافظ بن مردويه في كتاب (الفضائل).
ب- الحافظ جلال الدين السيوطي في (الدر المنثور) ج2 ص293.
ج- المحدث المتقي الهندي في (كنز العمال) ج1 ص305.. وآخرون.
(4) عمار بن ياسر: وأخرج روايته:
آ- المحدث الكبير الطبراني في (معجمه الأوسط).
ب- الحافظ أبو بكر بن مردويه في (الفضائل).
ج- الحافظ الحاكم الحسكاني في(شواهد التنزيل).
د- الحافظ بن حجر العسقلاني في (الكاف الشاف) ص56 عن الطراني وبن مردويه.
(5) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): وأخرجها:
آ- الحاكم النيسابوري، الحافظ الكبير في كتاب (معرفة علوم الحديث) ص102 ط. مصر سنة 1937.
ب- الفقيه بن المغزلي الشافعي في (المناقب) ص311.
ج- الحافظ الحنفي الخوارزمي في (المناقب) ص 187.
د- الحافظ بن عساكر الدمشقي (تاريخ دمشق) ج2 ص 409 تحقيق المحمودي.
هـ - أبن كثير الدمشقي في (البداية والنهاية)ج7 ص357 ط. بيروت.
و- الحافظ بن حجر العسقلاني في (الكاف الشاف في تخريج أحاديث الكشاف) ص56 ط. مصر.
ز- المحدث المتقي الهندي في(كنز العمال)ج15 ص 146 في باب فضائل علي (عليه السلام).
(6) عمرو بن العاص: أخرجها عنه الحافظ أخطب خوارزم أبو المؤيد في (المناقب) ص128.
(7) عبد الله بن سلام: أخرجها عنه محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) ص 102. وفي الرياض النضرة ج2 ص 227.
=>
قال أبو ذر الغفاري (أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة البدري أبو ذر الغفاري، سمعت النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بها تين وإلا فصمتا ورأيته بهاتين وإلا فعميتا، وهو يقول: علي قائد البررة قاتل الكفرة منصور من نصره ومخذول من خذله، أما إني صليتُ مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوماً من الأيام صلاة الظهر،
____________
<=
(8) عبد الله بن عباس: وأخرجها عنه:
آ- أحمد بن يحي البلاذري في (أنساب الأشراف) ج2 ص150 ط. بيروت، تحقيق المحمودي.
ب- الواحدي في (أسباب النزول) ص 192 ط. الأولى سنة 1389 تحقيق السد أحمد الصمد.
ج- الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) ج1 ص 18.
د- أبن المغازلي الشافعي في (المناقب) ص 314 تحقيق المحمودي.
هـ- الحافظ بن حجر العسقلاني في (الكاف الشاف) ط. مصر.
(9) جابر بن عبد الله الأنصاري: ومن الذين أخرجوها عنه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ج1 ص 174.
(10) أنس بن مالك، وأحرجها عنه:
آ- الحافظ الحسكاني في (شواهد التنزيل).
ب- والجويني في فرائد السمطين ج1 ص187.
فيكون معنى الآية بعد ذلك إنما وليكم الله ورسوله وعلي ابن أبي طالب (عليه السلام)، ولا يستشكل أحد، كيف خاطب الله الفرد بصيغة الجمع؟!
لأنه أمر جائز في لغة العرب، وهو ضرب من ضروب التعظيم، والشواهد على ذلك كثيرة، كقوله تعالى: { الذين قالوا أن الله فقير ونحن أغنياء } فالقائل هو حي بن أخطب، وقوله تعالى { ومنهم الذين يؤذون النبي يقولون هو أذنٌ } التوبة 61 وهذه الآية نزلت في رجل من المنافقين أما في الجلاس بن سيويله أو نبتل بن الحرث أو عتاب بن قشيرة، تفسير الطبري ج8 ص 198.
ولا يستشكل أيضاً بأن معنى الولي هو المحب والناصر وإنما هو الأولى بالتصرف، والذي يدل على ذلك هو أن الله تعالى نفى أن يكون لنا وليٌ غيره تعالى وغير رسوله وغير { الذين أمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون } بلفظة (إنما)، ولو كان المقصود الموالاة في الدين، ما خص بها المذكورون، لان الموالاة في الدين عامة للمؤمنين
ثانياً: قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاس} (المائدة: آية/ 67).
تعالوا لنتدبر في هذه الآية المباركة:
فإننا نلاحظ أن هذه الآية خاطبت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بلهجة غريبة "وإن لم تفعل" فمتى توانى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في أمر تبليغ الرسالة حتى يخاطبه الله بقوله {وإن لم
وثانياً: صعوبة تبليغ هذا الأمر من قبل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وهذه الصعوبة تتحتم أن تكون من باب عدم قبول سائر الناس لهذا الأمر، وإلا لم تكن لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مصلحة في عدم تبليغه لهذا الأمر، ويؤكد ذلك ذيل الآية {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاس} أي بمعنى أنك ستواجه معارضة عنيفة في تبليغ هذا الأمر لدرجة أنه يمكن أن يُلحق الأذى برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهنا كفل الله له العصمة والضمانة.
وقوله تعالى: {وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} إن هذا الأمر بلغ من الأهمية جعلته يوضع في كفة قبال كل الرسالة بما فيها من صبر على العناء والجهاد ودماء الشهداء وما لا قاه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من أذى حتى قال "ما أوذي نبي كما أوذيت"، يكون كل هذا لا اعتبار له إلا بتبليغ هذا الأمر.
فيا ترى ماذا يكون؟! هل الصيام، أم الزكاة أم الحج أو التوحيد وسائر المفردات العقائدية؟ لا يمكن
فهل هنالك أمر غير تعيين الإمام والخليفة بعد الرسول، أمرٌ يكون بقاء الرسالة منوط به، حيث لولاه لما كانت رسالة، وهل هنالك أمرٌ وقع الخلاف فيه بين المسلمين غير الخلافة والولاية، كما قال الشهرستاني (ما سُل سيف في الإسلام كما سل في الخلافة) هذا بالإضافة لما أوضحناه في بداية حديثنا أن الإمامة والمرجعية الواحدة هي كفيلة بعصمة الأمة من الضلال فيتحتم أن يكون الأمر المراد تبليغه هو ذلك.
وهذا ما أثبته المفسرون، وأصحاب السير، ورواة الأحاديث بأن هذه الآية نزلت بخصوص علي بن أبي طالب (عليه السلام)، في غدير خم، ذكر السيوطي في
فقد جاء عن زيد بن أرقم، أنه قال: لما نزل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بغدير خم، في رجوعه من حجة الوداع، وكان في وقت الضحى والحر شديد، أمر بالدوحات فقمن، ونادى الصلاة جامعة، فاجتمعنا فخطب خطبة بليغة ثم قال: إن الله تعالى أنزل إلي
____________
1- الدر المنثور ج2ص298، للتفصيل أرجع لكتابي الحقيقة الضائعة.
وبعدما بلغ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولاية علي التي لولاها لم يكتمل الدين، كما هو واضح من منطوق الآية: {وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} أما مفهومها (إذا بلغت أكملت الرسالة) ومن هنا نزل قوله تعالى {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلاَمَ دِينًا}(1) (سورة مائدة: آية/3).
____________
1- وقد صرح بنزول هذه في علي كثيرٌ من المحدثين، وذكر منهم الأميني في كتابه الغدير ج1 ص 230 إلى ص 237 ستة عشر مصدراً، فراجع.
الآية الثالثة: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} (سورة النساء: آية/ 59).
هذه الآية تلخص ما أَوضحناه بأن استمرارية الرسالة منوطة بطاعة الله ورسوله وطاعة أولي الأمر من بعد الرسول. ونجد هنا أن مفهوم الولاية وكأنه ثابت في فطرة الإنسان، ولذلك تتكي الآية عليه لإثبات حكم آخر، وهو الملاك والمناط الذي من خلاله نتعرف على ولي الأمر، وهو العصمة.
إن العصمة للوالي ثابته بالضرورة العقلية ولكن هذا ليس موضع حديثنا، ويكفي في هذا المقام أن الآية ظاهرة بل نص صريح في المدعي وهو العصمة. فإن الله سبحانه وتعالى أمر بطاعة ولي الأمر على سبيل الجزم، وكل من يأمر الله بطاعته على سبيل الجزم، لابد أن يكون معصوماً، وإلاّ اجتمع الأمر والنهي في موضع واحد وهذا محُال، لأنه لا يأمر بالمعصية وينهي عنها. وتقرير ذلك إذا أمرنا الله بالطاعة الحتمية لولي الأمر، مع افتراض المعصية والخطأ منه، فتقع بالتبع المعصية والخطأ
ويا ترى من الذين كفل الله عصمتهم وطهارتهم حتى يكونوا ولاة أمورنا؟!.
لم نجد في آيات الذكر الحكيم، ولا أحاديث النبي الأمين ولا من بين دفات التاريخ، جماعة طهرهم الله وأذهب عنهم الرجس غير أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} (سورة الأحزاب: آية/ 33).
وإفادة العصمة واضحة من هذه الآية وذلك لاستحالة تخلف المراد، إذا كان المريد هو الله سبحانه، وهي تطهير أهل البيت خاصة وأداة الحصر
____________
1- أخرجه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ج 7 ص 235. وكنز الحقائق ص70. وأرجح المطالب ص 598. وكتاب المناقب للفقيه الحافظ أبي الحسن الشافعي ص 244. ورواه الترمزي في فضائل علي والمستدرك أيضاً ج 6 ص 124، و الصواعق لأبن حجر في الفصل الخامس الباب الأول الشبهة (11).
وبعدما وضعت لاقطة الصوت وانصرفت، لم يعقب الوهابي المتحدث على كلامي ولو بنصف
____________
1- روى القندوزي الحنفي في ينابيع المودة ص104 منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت (ذكر يحيى بن الحسن في كتاب العمدة من عشرين طريقاً أن الخلفاء من بعد النبي (ص) اثنا عشر خليفة، كلهم من قريش، في البخاري من ثلاثة طرق، وفي مسلم من تسعة طرق، وفي أبي داود من ثلاثة طرق، وفي الترمزي من طريق واحد، وفي الحميدي من ثلاثة طرق. ففي البخاري عن جابر رفعه: يكون من بعدي اثنا عشر أميراً، فقال كلمة لم أسمعها فسألت أبي: ماذا قال: كلهم من قريش، وفي مسلم عن عامر بن سعد، قال: كتبتُ إلى أبن سمرة أخبرني بشيء سمعته من النبي (ص) فكتب إلى: سمعت رسول الله (ص) يوم عشية رجم الأسلمي، يقول: لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة ويكون عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش).
وبعد أن حمد الله وأثنى عليه قال:
لي نقطة: أود أن أقرها قبل أن أورد ملاحظاتي على الشيخ، وهي عندما يتحدث الشيخ عن السودان وكأنه مستعمرة لمحمد بن عبد الوهاب، وأن دخول التشيع يُعد أمراً شاذاً إلى هذا البلد الطيب، وأقول له من باب ردَّ الحجر من حيث أتى، وأنت من الذي أدخلك إلى السودان، فهل تظنه مقاطعة من صحاري نجد؟!!، إن السودان بلد فطر على حب محمد وآل محمد وأنتم الغرباء لا نحن(1).
أما النقطة الثانية: هي مسألة الارتداد في عصر النبي الأكرم، والتي لم يبتدعها الشيعة من عند أنفسهم، بل طفحت بها الكتب المعتمدة لديكم، كالبخاري ومسلم وغيرهما، وهي واضحة بحيث لا يشك فيها أحد، هذا إذا لم نأخذ بالاعتبار الآيات
____________
1- مع العلم أن المتحدث كان وهابياً متشدداً هداه الله إلى التشيع.
وأما النقطة الثالثة: هل فات الشيخ أنه يخاطب عقولاً ناضجة وصلت إلى هذه المرحلة أم أنه يستهزئ بها. إن وصف الشيعة باليهودية أمرٌ لا يقبله العقل، والدليل على ذلك أيها الشيخ من الذي يدافع عن الإسلام اليوم ضد الزحف اليهودي؟ إلى من ينتمي حزب الله في لبنان وحركة المقاومة الإسلامية؟ إن وصفاً كهذا يُسفِّه قائله قبل أي شخص آخر، فنرجو احترام العقول هنا.
وبعد أن أكمل الطالب حديثه قال له الوهابي لي سؤال واحد.
فقد ذكرت في حديثك أن مجموعة من الصحابة ارتدوا فهل تستطيع أن تذكر لي أسماءهم؟.
فقال الشيخ أتخاف أن تكشف عقيدتك.
وفي هذه اللحظة طلبت من الوهابي أن أجيب أنا على هذا السؤال ولكنه رفض وقال لماذا لا يجيب هو.
فقال الطالب: الأسود العنسي.
الشيخ: فيك الخير سمي واحد غيره فقلت لصديقنا: قل لا أعلم، وبعد إصرار مني سمح الوهابي لي بالإجابة على هذا السؤال.
فقلت إن القضية لا تثبت موضوعها ونقاشنا الآن في مجمل القضية وهي هل كان هناك ارتداد بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!.
وقد أثبتت ذلك الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، فقد أثبت القرآن وجود المنافقين، ولم يذكر أسماءهم وذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك ولم يحدد أسماءهم، فكيف تطالبني بشيء سكت عنه الله ورسوله، ونحن نلتزم بقولهم، فعندما يقول تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أفأن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} فنقول نحن كما قال
روى البخاري في تفسير سورة المائدة، باب أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك، وتفسير سورة الأنبياء، كما رواه الترمزي في أبواب صفة القيامة، باب ما جاء في شأن الحشر، وتفسير سورة طه: (وإنه يجاء برجال من أمتي، فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول يارب أصحابي فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح {وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم، فلما توفيتني كنتَ أنت الرقيب عليهم }، فيقال: إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم، مُذ فارقتهم).
وروى البخاري في كتاب الدعوات باب الحوض، وبن ماجة كتاب المناسك باب الخطبة يوم النحر، كما أورده أحمد بن حنبل بطرق متعددة: (ليردن عليَّ ناس من أصحابي الحوض حتى إذا عرفتهم، اختلجوا دوني، فأقول: أصحابي، فيقال: لا تدري ما أحدثوا
وهنا قاطعني الوهابي قائلاً: إن سؤالي محدد فما رأيك مثلاً في السيدة عائشة؟.
قلت أنا وأنت لم نزامن السيدة عائشة، وكل ما نعرفه عنها هو عبر مصادر التاريخ، وأنا مستعد أن نجمع كل المصادر ونبحث في شخصيتها، وما نخرج منه من البحث النزيه يكون ملزماً لنا.
فالسؤال في هذه الأمور لا يجاب عنه ارتجالا.
فقال الوهابي: هكذا دائماً يراوغ الشيعة ويستخدمون التقية في إخفاء عقائدهم، فإنهم يكفرون الصحابة ومن بينهم أبو بكر وعمر، ويكفرون أمهات المؤمنين، وهنا تعالت الأصوات بالصراخ من قبل الوهابية الجلوس، تندد بالشيعة وتصرح بكفرهم.
وبعد أن توتر الجو فضلنا الانسحاب لأنه لا يسمح بالحوار والبرهان.
أحداث يوم الجمعة
وهو يوم اللقاء الثاني مع الوهابية، وكان برنامجهم المُعد في هذا اليوم ركن نقاش بعنوان(هذا أو الطوفان).
بعد انتشار أنباء يوم الخميس والهزيمة النكراء التي أثبتت ضحالتهم الفكرية، أكتظ المكان بالرواد، حتى من بعض المدن المجاورة، لأن موضوع الشيعة أصبح الحدث الفريد الذي كسب اهتمامات الناس، ومن الطريف في هذا المقام أن كثيراً من الناس في بادئ الأمر كانوا يتوقعون أن الشيعة سوف يهربون من المناقشة والمواجهة، ولكن بعد يوم الخميس انعكست الصورة، فكان الكثير يراهن على أن الوهابية سوف ينسحبون من يوم الجمعة.
بدأ ركن النقاش بآيات من الذكر الحكيم، ثم بدأ الوهابي حديثه، وهو أيضاً مستعار من مدينة (مدني) ومتخصص في إدارة أركان النقاش، كما يقول هو عن نفسه أنه عشر سنوات خلف لاقطة الصوت من ركن إلى ركن، وهذا إن دل إنما يدل على عظيم
ثم بدأ حديثه بالتأصيل للخط الوهابي السلفي الذي كاد أن ينحسر وجوده في المدينة، فتلخص حديثه في موضوع التوحيد والشرك، وصفات الله، وعدالة الصحابة، والبدعة، ولم يذكر حرف الشين من الشيعة مع أن المعلوم هو مواصلة الحديث عن التشيع، فهذا التصرف دل عند الجميع على انسحاب الوهابية من حلبة النقاش، فصممت بيني وبين نفسي أن أستغل هذه الفرصة وأوجه الضربة الفاصلة بفضح هذه العقائد وتوضيح فسادها بالتفصيل.
وبعد أن أتّم حديثه في التوحيد، مركِّزاً فيه على أن التوسل وزيارة القبور والأضرحة من أنواع الشرك الجلي. تحدث عن الصفات قائلاً: إن منهج السلف هو أمرار كل الصفات التي جاء بها القرآن كما هي من غير تأويل وتشبيه، وإن كل منهج غير هذا هو بدعة مخالف لما نقل عن الصحابة الأبرار.
وبعد أن أتيحت الفرصة للمشاركة والنقاش سُمِح لي بالحديث فقلت: أرجو منك أن تمنحني الفرصة
أولاً: أن توحيد الله سبحانه وتعالى من أشرف ما يتصف به الإنسان، ومعارفه من أشرف المعارف، ولذلك نجد كل الرسالات السماوية كان جُلَّ اهتمامها هو نشر التوحيد، بل كان هو الحد الفاصل بين أتباع الرسالة وغيرهم، ومن هنا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقاتل الكفار حتى يقولوا (لا إله إلا الله محمد رسول الله) فإذا قالوها عصموا بها دماءهم وأعراضهم وأموالهم، وهذا مما لا يختلف فيه مسلمان على وجه هذه الأرض منذ البعثة إلى أن جاء محمد بن عبد الوهاب، فَقَتَل المؤمنين الموحدين تحت راية التوحيد وهذا مما أكده أخوه سليمان بن عبد الوهاب في كتابه (الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية) ثم قرأت له مقطعاً من كلامه:
(من قبل زمان الإمام أحمد في زمن أئمة الإسلام حتى مليت بلاد الإسلام كلها ولم يرو عن أحد من أئمة المسلمين أنهم كفروا بذلك ولا قالوا هؤلاء مرتدون ولا أمروا بجهادهم، ولا سموا بلاد
ويقول أيضاً: (فإن اليوم ابتُلي الناس بمن ينتسب إلى الكتاب والسنة ويستنبط من علومها ولا يبالي من خالفه. وإذا طلبت منه أن يعرض كلامه على أهل العلم لم يفعل، بل يوجب على الناس الأخذ بقوله وبمفهومه، ومن خالفه فهو عنده كافر، هذا وهو لم تكن فيه خصلة واحدة من فعال أهل الاجتهاد لا والله، ولا عُشر واحدٍ، مع هذا فراح كلامه ينطلي على كثير من الجهال، فإنا لله وإنا إليه راجعون، الأمة كلها تصيح بلسان واحد، ومع هذا لا يرد لهم في كلمة بل كلهم كفار وجهال: اللهم أهد
هذا ما يدعوا إليه الوهابية من التوحيد، وهو في الواقع تكفير كل المسلمين ووصفهم بالشرك، كما يقول محمد بن عبد الوهاب (إن مشركي زماننا ـ أي المسلمين ـ أغلظ شركاً من الأولين، لأن أولئك يشركون في الرخاء ويوحدون في الشدة، وهؤلاء شركهم في الحالتين لقوله تعالى {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} (سورة العنكبوت: آية/ 56).
ونحن عادةً نناقش الوهابية في أمور فرعية تتفرع من مفهومهم العام للتوحيد والشرك، وأنا هنا أريد أن أحول مسار النقاش من الفروع إلى الأصول والمفاهيم العامة في تحديد مناط العبادة.
إن مفهوم العبادة عند الوهابية هو " مطلق الخضوع والتذلل وتكريم وتعظيم غير الله ".
إذا سلمنا مع الوهابية... بصحة هذا المفهوم فإننا لا يمكن أن نعاتبهم على النتائج التي يمكن الوصول إليها، فعندما نرى مسلماً يتمسح ويتبرك بضريح فإن مفهوم العبادة الذي سلمنا به سوف ينطبق عليه، لأنه