الاهداء:
اهدي هذا الجهد المتواضع إلى الحوزة العلمية في قم المقدسة , مدرسة الفقه والعلم والدين المحمدي الاصيل ,إلى معقد العز والفخر والعظمة والمجد , التي تنتهي إليها حلقات المجد المؤثل , في مدينة دولة اهل البيت المنتظرة ان شاء الله , مدينة العلم والعلماء , عش آل محمد (ص) نهدي هذا السفر الكريم بيد الولاء الخالص، تقديرا لها، وإكبارا لمقامها، وإعجابا بها، راجيا من المولى سبحانه القبول والتوفيق
طالبة العلم الشريف:
ام علي / حسينة حسن الدريب
المقدمة:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّه , وصلى الله وسلم على خاتم الأنبياء والرسل و آله الطاهرين أما بعد فإن قضية حرية المرأة فريضة ربانية، وهدف مشترك بين اهل الاسلام وغيرهم , ولكن الاختلاف هو في مفهوم الحرية وماهي الحرية التي تتم بها كرامة المرأة وعزتها وتتطلبها حياتها, واي المدعين للحرية يطبقها في الواقع حقيقة لا شعار , وانا في هذا البحث المتواضع سوف ابين ذلك بالادلة الثابته الملموسة , وابين المفهوم الاسلامي للحرية وكذا المفهوم الغربي ونقايس بين المفهومين ليطلع القاري العزيزبنفسه وياخذ النتيجة الصحيحة التي يرتضيها دينه وعقله وضميرة والله ولي الهداية والتوفيق.
خادمة بيت النبوة:
ام علي /حسينة حسن الدريب
تمهيد:
انني ارى تأدية لواجبي التوصية والنصيحة لاخواتي المؤمنات اللواتي يعشن في عصر اضطراب وتعاسة وضلال وشعارات براقة تنادي باسم حرية المرأة , في عالم لا هو من الركب الراقي المتقدم في الصناعات والتجارة وجميع انظمة الحياة ولا هو مع ركب العاملين في حقل الاخرة الذين لم تغرهم زخارف الدنيا الزائفة " خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ" فان الظلم وضياع الحقوق وبالاخص حقوق المراة شاعها اعداء الدين تحت عنوان حقوق الانسان او حقوق المرأة, ولكن لازال للكعبة ربا يحميها فان نصيحتي لك ايها المسلمة الغيورة ان تكون قدوة صالحة لهذا المجتمع ومحيية بتفكيرك وقلمك خط الرسالة المحمدية وائمة الهدى الطاهرين , لان الفرد الواحد يمثل ثقافة امة والمراة نصف المجتمع اذا فسدة فسد المجتمع والعكس , واعتزي بدينك وثقافتك ولا تصغي للغزو الاستعماري لينفذ الى فكرك فان هدفهم غزوك فكريا واعتقاديا ومن ثم نشر افكاره السامة بأنواعها و الاطاحة بمعتقداتك, واعلمي ان الثقافة ليس متمثلة بشي براق وعبارات مسجوعة لان الاسلام هو تراث وحضارة علمية في كل المجالات وغني عن تقليد اعدائه في شي بل هو دين البشرية كلها وناسخ الاديان والحضارات كلها فلا تغفلي عن تلك الاصول الراسخة في مبادئك السماوية المقدسة , وانا في هذا البحث الموجز ساسعى بجهدي ان اثبت ان الاسلام هو الدين الوحيد الذي اعطى كل ذي حق حقه وبالاخص المراة التي هي مورد بحثنا اعطاهاكامل الحقوق والعز والشرف ولم يظلمها من حقها شي وكل القوانين الدينية كالحجاب ونحوه ما هو الا شرف وعفة وعزة وكرامة ولا يمنعها من ممارسة حقها في المجتمع وان تكون عضو فعال في المجتمع , ولنا مثال حي نلمسة في واقعنا المعاصر وهي حكومة ايران الاسلامية التي جعلت للمراة كامل الحرية بالاضافة الى الحقوق والواجبات والعزة والعفاف واثبتت ان الاسلام هو دين الحكم والسياسة واعطاء كل ذي حق حقه بجدارة وتطبيق لا شعار براق , وانهم طبقوا
يريدون النصر والقوة من الله تعالى لا من اعدائهم: " ولينصرن الله من ينصرة ان الله لقوي عزيز".
اما غير الاسلام فقد جعل المصلحة فوق كل شي فكل شعار يبثوه فهو لاجل غرض مادي يكسبون من ورائة ,حتى المراة جعلوها بضاعة للمتاجرة وهذا واقع ملموس نلمسه في المرأة الغربية ومن باعوا دينهم وشرفهم للغرب فلم ينالوا الا عار في الدنيا و خزي في الاخرة وسطر التاريخ لهم الخزي والعار اينما ثقفوا " فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تعملون".
نعم ان من يدعون تحرر المراة وحقوق الانسان واهدافهم هو اسقاط عفة المرأة والمتاجرة بشرفها , وامتصاص ثروات البلاد والعباد فضحهم الله تعالى ونكهسهم وكشف مكرهم فقد ضلوا سنوات طويلة يمكرون ضد شيعة اهل البيت (ع) كما شاهدنا من دعم امريكا واسرائيل للبعث الصدامي ولحركة طالبان والوهابية طوال سنوات ضد ايران الاسلامية وضد الشيعة بشكل عام , ولكن عندما مكر الله سلط بعضهم على بعض يخربون مابنوه بايديهم وايدي المؤمنين , كما سلط بني العباس على بني امية , ان الله يمهل ولا يهمل " وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ".
نعم فلا تغتري ايتها المؤمنه بزخارفهم الزائلة فان كلمة " كن " من المولى تعالى تجعل جنتهم بائدة كأن لم تكن شيئا وتذكري قوله تعالى: " وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً...... وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا
وتذكري قوله تعالى: " وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ" فالله هو القوي العزيزفليس اقوى من المؤمن احد ولا اعز منه احد ما دام متمسك بدينه وعقيديته ومتكل على القوي العزيز , وتذكري ان الدنيا متاع الغرور وان الله يعطيهم جنتهم في دنياهم ابتلاء وفتنمه وامتحان لهم وللمتقين كما في قوله تعالى: " وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ".
واعلمي ان اعداء الدين قد عملوا كل ما استطاعوا لتفريق المسلمين واضعافهم بنشرادعاء الحرية و بث الفساد باسم الحرية ونشر احزاب باسم الدين تنشر عقائد ومخططات مستر هنفرواعداء اهل بيت النبوة (ع) - مستغلين ما قدمه لهم حكام بني امية وامثالهم فجددوا ما كاد ان يندثر من فسادهم في الارض - ولتمزيق الشعوب بالاحزاب والقوميات كي يبقى كل حزب يفرح بمن يمد له يد العون ولو كان عدوه الذي اسسه واسس له خصم لاجل يبقوا يتناحروا فيما بينهم ويمدون ايدي العون من اعداء الاسلام فيشترطون عليهم مص الثروات وبيع العقارات ونشر الفساد ووو.... وهذا ما حصل وللاسف الشديد وكذا بثوا العنصريات والقوميات حتى بين الشيعة كالعربي والعجمي والعراقي واليمني والايراني والبناني وووو... ولكن من الان استيقضيوا ايها المؤمنون واعلموا ان اليهود لن ترضى عنكم ابدا حتى تتبعوا ملتهم وانما يضعفوا بعضكم ببعض , واعتصموا ايها المؤمنون وكونوا اولياء بعض في السراء والضراء وامتثلوا للامر الالهي: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ". والامر النبوي:" لا فضل لعربي على عجمي الا بالتقوى ".: " المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ".
ولا توالوا الكافرين ابداء كما امركم الله تعالى في محكم التنزيل: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" وزقال عز من قائل: " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" وقال تعالى: " وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ" وقال تعالى: " وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ
نعم استيقضوا وكونوا اعزة على الكافرين اذلة على المؤمنين و اعلموا ان الله مع المتقين ولا تاخذكم خشية من اعداء الدين فانهم اذلة جبناء امام حزب الله واعلموا ان حزب الله هم المفلحون وهم الغالبون كما هو الوعد الالهي الصادق: " وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ". وان حزب الشيطان ضعيف خاسر: " اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ".
المرأة في الاسلام
قال تعالى: "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ".
لقد جاء الاسلام بالعدل والمساواة بين الذكر والانثى ومنح المرأة كامل حقوقها واقر مشاركتها لاخيها الرجل في جميع التكاليف والشرائع الا مالا يتفق مع طبيعتها وخلقها التكويني بعدما كانت مهدورة الحقوق وبشر شؤم "وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ".
نعم فقد كانوا يعدون المرأة عار في الجاهلية وكانت ترث ولا تورث وتعامل معاملة الحيوانات(1), واما في عصرقدماء الهنود فقد كانوا يرون ان الوباء والجحيم خير من المرأة وكانوا يحكمون عليها بأنها لا تاكل اللحم ولا تضحك ونحو ذلك من الاستهانه بها , وفي حضارة اليونان القديمة ان المراة رجس وغير ذلك , وفي عصر الروم يقولون ان المراة مسؤولة عن انتشار الفواحش ولهم فتوى انها ليس لها روح وغير ذلك , وكان اليهود يحبسون المراة في البيت ويحكمون على ما تلمسه بالنجاسة وانها مملوكة ووو...(2).
فجاء الاسلام و رفع من معنويات الام التي كانت ترى ابنتها تدفن حية واعطاها حقوقها وجعلها احدى مقومات الدين وركن من اركان الحضارةونقطة انطلاق للتمدن والعمران و جعلها شريكة الرجل في ما تطيقه حسب تكوينها الخلقي لان الخالق هو المشرع فلا يكون احد احكم منه في خلقه , وتاريخنا الاسلامي يزخر بالنساء العالمات والمثقفات من جميع المستويات والطبقات فمنهن مفسرات الحديث ومحدثات وشاعرات واديبات والراويات والخطيبات والمجاهدات باموالهن وانفسهن و..... فان من نساء المسلمين خديجة بنت خويلد (رض) التي لولا مالها ما قام للاسلام قائمة , ومنهن الصديقة الزهراء ع التي اختطبت امام الصحابة تطالب بحق اهل البيت ع ووقفت مع ابيها ومع زوجها موقف الركن
____________
1- راجع القران الكريم وكتب التاريخ الاسلامي.
2- راجع البرهان من القران ص287و290 ودائرة معارف فريد وجدي "المراة".
خلاصة القول: ان كان نقاشنا مع غير المسلمة فكيف نناقشها في صحة عقائدنا قبل ان تسلم فلابد ان نبدا النقاش معها في اثبات الاسلام , فاذا ثبت فنقول لها تناقش وتبحث هل هذه المسألة او تاك ثابته عن النبي (ص) فان ثبتت لها ولم تتبعها فهي تعارض النبي ولم تسلم له وان لم تثبت لها فلها الحق في رفضها.
وانتي عزيزتي المؤمنة ما عليك الا ان تبحثي في ما ثبت من قول المعصومين وفعلهم وتقريرهم فان ثبت لك فلا يحق لك ان تشكي مجرد شك في ان أي دستور اخر افضل منه لان المعصوم لا يفعل الا ما امر به من ربه وانتي اذا كنتي مسلمة فسلمي لامر الله والا فلستي مسلمة مادامت نفسك تنفر من دستور الاسلام وترغب في دستور اعداء الاسلام لان الاسلام دين الله ودستورة وهو تعالى اعلم بما يصلح او لا يصلح من امور خلقه فليس خلقه اعلم بمصلحتهم من خالقهم سبحانه وتعالى.
نعم هناك شبهة ترد على الإسلام من أنه دين متخلف عن الحضارة المترقية اليوم، ويناسب مستوى فهم العصور القديمة المتخلفة وذلك لأنه قد ظلم المرأة ولم يعطها حقها من قبيل منصب القضاء والإمرة، ومدى قيمة شهادتها او أنه ظلمها في الحقل الاقتصادي، كما يظهر في باب الإرث أنه لم ينصفها في حقل الوداد والوفاء حيث سمح للزوج بتعديد
والجواب:
ان من المعلوم ان الجانب العاطفي في الرجل اقوى منه في المرأة، وكذا وقوة الرجل بنية وقدرة على الصمود في خضم مشاكل الحياة، وضعف المرأة في ذلك , والطفل بطبيعته الروحية يحتاج إلى من ينظر إليه بعين الرأفة فكانت الام اكثر عاطفة لانها ربة البيت ومربية الطفل، والرجل بحاجة روحيا إلى ريحانة لا قهرمانه لتكون الرحمة والمودة، قال الله تعالى:" ومن آياته أن خلق من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مؤدة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ".
وذلك لا يكون الا بينم جنسين بينهما فوارق خلقية وخلقية , وبما أن نظام الغرب أغفل الفوارق الطبيعية الموجودة في خلقة الجنسين أدى ذلك إلى تمييع النظام العائلي، وتفسيخ أواصر المحبة في أفراد العائلة، كما هو مشاهد في المجتمع الغربي، وذلك ان حاجة الوحدة العائلية إلى قيم يشرف عليها، وينظم أمرها بنوع من الولاية، بينما قد فرض الرجل والمرأة على حد سواء، وهذا يفقد الوضع العائلي حالة التماسك التي تحدث ضمن تنظيم الأمر عن طريق الولي المشرف , وان رفع الحجاب عن المرأة التي هي مثار للشهوة بحجة الحرية الشخصية مما أوجب تفسخ الوضع العائلي بشكل وبكل هذا قد فقد المجتمع الغربي نعمة الحب والوداد الحقيقي فيما بين الأفراد، وحل محل ذلك التفسخ الأخلاقي والنظرة الحيوانية البحتة في الحياة بينما الإسلام لاحظ من ناحية أن المرأة كالرجل سواء بسواء في الإنسانية، فجعل يخاطبهما بنسق واحد، قال الله تعالى: "فاستجاب لهم ربهم أني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى " وقال تعالى " إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين الصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد لهم مغفرة وأجرا عظيما "
وقد أسس الإسلام كل تشريعاته بالنسبة للمرأة على أساس كون المرأة مساوية للرجل في الإنسانية، وحقوق الإنسانية من ناحية، وكونها مختلفة عنه في الخلقة سيكولوجيا وفيسيولوجيا من ناحية أخرى فالإسلام ينطلق من منطلق الإيمان بالفرق الموجود بين الجنسين في الخلقة
واما ازدياد حصة الذكر في الغالب على الأنثى في منطق الإسلام يوازي كون الرجل هو الذي يتحمل عب ء العائلة الاقتصادي دون المرأة. وأما مسألة السماح بتعدد الزوجات للرجل وعدم السماح بتعدد الأزواج للمرأة.
نقول وبالله التوفيق: انه امر الهي وليس للبشر حق الاعتراض في امر الله لانه تعالى هو الذي خلق الذكر والانثى ويعلم الحكمة مما يفعل فما دام وقد ثبت في شريعتنا السمحاء ذلك فالمشرع عالم بحكمته فيما يعمل , فانه لو اعترض نجار على دكتر او العكس في عمل الاخر فلا يحق له ذلك لانه متخصص في عمله ويعلم بما بصلح في ذلك او لا يصلح , فالله تعالى عن المثل خلق الانسان وهو يعلم الاشياء التي تصلح له فجعلها تشاريع ودستور يمشي عليها في حياته فلا يحق لمن امن بالله الا ان يبحث هل ثبت انه تعالى اجاز التعدد او لا فاذا ثبت له فلا يحق له الاعتراض ومما لا شك ولا خلاف بين المسلمين ان التعدد جائز شرعا بشرط العدل فلاسلام لا يرضى بالظلم ابداء.
واما سلب حرية المرأة في مسألة الحجاب، وفي قوامية الرجال على النساء فالجواب: ان الحجاب مبتن على الفرق الفسلجي الموجود بين الجنسين من كون المرأة مثارا للشهوة، إذ على أساس ذلك يكون رفع الحجاب موجبا لارتباط الزوج بوجته واقتناعه التام بها فلو كان يرى تعد الاشكال لم يقتنع بزوجته مما ينهي تماسك الحياة العائلية الذي هو أساس سعادة المجتمع في نظر الإسلام.
وبالنسبة للقواميه فهي ليست ثابتة في الإسلام لجنس الذكر على جنس الأنثى ولذا لاقوامية للأخ على الأخت مثلا، وإنما هي ثابتة في خصوص الحياة العائلية للزوج على الزوجة، ومنشأ ذلك هو تماسك الوحدة العائلية الذي هو أساس سعادة المجتمع في نظر الإسلام وذلك يتوقف على وجود قيم واحد عليها حتى لا يصير نزاع واختلاف ,