الصفحة 88
يمكن أن تكون في منهج سماوي أراد الله له البقاء.

ولا يعقل أن يجعل الله حملة دينه قاصرين عن جواب أسئلة الناس، كأحمد بن حنبل الذي لم يجب ذلك الرجل، ولو فعل الله ذلك لكان قاصدا تحيير الناس وتعجيزهم وكتمان دينه عنهم، والعياذ بالله.

قلت لصديق لي: أتقول إن الله قد أكمل الدين وأتم النعمة؟

قال: نعم. قلت: فهل كان يعلم أن هناك حوادث مستجدة لاحكم لها في الكتاب والسنة؟ قال: نعم.

قلت: فجعل للناس دليلا يرجعون إليه لمعرفة تلك الأحكام، أم لم يفعل؟

قال: نعم، يوجد، فهناك الإجماع والقياس وغيرهما، والعلماء في كل عصر.

فقلت: ومن أين أتت هذه المصادر، وهل شرعها الإسلام؟

قال: استطاع العلماء أن يستنبطوها من الكتاب والسنة وقد أشار إليها الكتاب والسنة بإشارات.

فقلت: هل أنزل الله دينا ناقصا واستعان بهؤلاء على إتمامه؟ أم هم شركاء للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في رسالته، أم قصر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في التبليغ فكمل هؤلاء قصوره؟! وإذا كانت هذه المصادر هي الدليل للمستجدات فلماذا لم يوضحها الله للناس على لسان رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيقول لهم: هذه مجموعة مصادر التشريع للحوادث المستجدة، وبذلك يرتفع الخلاف بين المسلمين في جواز اعتماد هذه المصادر أو عدمه.

فأهل الظاهر ينكرون القياس والمصالح المرسلة وكذا الشافعية والمالكية، وهذا الشافعي ينكر الاستحسان واشتهر عنه قوله: " من استحسن فقد شرع " (1) وهكذا بقية الأدلة فهي محل خلاف بين أهل السنة أنفسهم فكيف يرتضي الله أدلة ستكون محل خلاف بين أبناء المذهب الواحد؟!! فضلا عن هذا كله: هل خفيت هذه الأدلة على الله وعلى

____________

1 - راجع كتب الاصول، مبحث الاستحسان.

الصفحة 89
رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأتى العلماء واكتشفوها؟!! أم تراهم كانوا مقصرين في بيانها ليدب الخلاف بين العلماء وتختلف أحكام الشريعة؟!

القرآن حمال ذو وجوه

إن القرآن الكريم حمال أوجه، وفيه المحكم والمتشابه، والمطلق والمقيد، والناسخ والمنسوخ، والكتاب والسنة صامتان لا يقومان بنفسهما ولابد لهما من مبين يعرف جميع علومهما حتى تكون أقواله هي مراد الله في أي مسألة. ولا يقال إن السلف والعلماء قد فهموا القرآن حق فهمه، فلو كان هذا صحيحا لما اختلف المفسرون في تفاسيرهم ولا الفقهاء في فقههم (1). وبالرجوع إلى سيرة السلف نرى أنه أشكلت عليهم بعض آيات الأحكام ففي قوله تعالى: (يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد) (2).

قال الشعبي: " سئل أبو بكر عن الكلالة؟ فقال: إني سأقول فيها برأيي، فإن كان صوابا فمن الله وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان، أراه ما خلا الولد والوالد،... " (3).

وعن معدان بن أبي طلحة قال: " إن عمر بن الخطاب خطب يوم جمعة فذكر نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وذكر أبا بكر ثم قال: إني لا أدع بعدي شيئا أهم عندي من الكلالة ما راجعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في شئ ما راجعته في الكلالة وما أغلظ لي في شئ ما أغلظ لي فيه.

حتى طعن بإصبعه في صدري، وقال: " يا عمر ألا تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة

____________

1 - فمثلا: اختلف الفقهاء في المقصود من كلمة القرء في قوله تعالى: * (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء) * البقرة: 228، فذهب بعضهم إلى أنه الحيض وذهب آخرون إلى أنه الطهر.

2 - النساء: 176.

3 - سنن الدارمي: 2 / 365.

الصفحة 90
النساء " (1) - آية الكلالة - (2).

وعن عمر أنه قال: " لإن أكون أعلم الكلالة أحب إلي من أن يكون لي مثل قصور الروم " (3).

لقد بين الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) معنى الكلالة وبينها الله في القرآن حيث قال في آخر الآية:

(يبين الله لكم ان تضلوا) (4).

نعم، مع هذا البيان إلا أنها بقيت مبهمة عند الشيخين.

والسلفية يقولون: إن أبا بكر وعمر كانا أعلم السلف بعد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولكن إذا كانا كذلك ولم يعرفا معنى الكلالة - المبينة - فكيف يقال: إن السلف - الذين هم أقل علما من الشيخين - مبينو القرآن؟!

اختلاف السلف في الفقه

والقول بأن السلف اتبعوا هذا الطريق فيه نظر، فالسلف من الصحابة والتابعين اختلفوا وعارض بعضهم بعضا، فأبو بكر كان لا يرى التفرقة في العطاء، بينما كان عمر يرى التفرقة.

- وكان عمر وعثمان وابن الزبير وغيرهم يرون حرمة نكاح المتعة، أما أبو بكر وعلي وابن عباس وجابر الأنصاري فلم يروا ذلك (5).

- وأبو بكر كان لا يرى توريث الأنبياء (عليهم السلام)، أما فاطمة وعلي والحسن والحسين (عليهم السلام) فكانوا يرون توريثهم.

____________

1 - سميت آية الصيف لأنها نزلت في الصيف.

2 - صحيح مسلم - كتاب الفرائض، باب ميراث الكلالة.

3 - تفسير الطبري: 6 / 30.

4 - النساء: 176.

5 - هذا أمر ثابت عنهم وذكر هذا الاختلاف ابن حزم في محلاه وسنثبت ذلك قريبا.

الصفحة 91
- وابن عمر كان يرى انه لا يجوز الخروج على الحاكم وإن كان جائرا، بينما كان الحسين (عليه السلام) يرى الخروج عليه، ومعاوية كان يرى الخروج على الحاكم العادل.

- واختلف الصحابة في عدة الحامل المتوفى عنها زوجها، فقال عمر وابن مسعود:

تعتد بوضع الحمل. وقال علي وابن عباس (1): تعتد بأبعد الأجلين (2).

وخالف ابن مسعود عمر في مئة مسألة (3).

هذا غيض من فيض اختلافات الصحابة في فهم الإسلام. فإذا كان جميع الصحابة حملة الدين إلينا ويجب علينا أن نفهم الإسلام كما فهموه، فعن أي صحابي نأخذ وقد اختلفوا في امور حدثت أمامهم.

فبرأي من نأخذ في نكاح المتعة مثلا؟ برأي ابن الزبير، أم برأي ابن عباس؟!

وبقول من نأخذ في توريث الأنبياء (عليهم السلام)، بقول علي وفاطمة (عليهما السلام)، أم بقول أبي بكر؟!

وهكذا الكثير من الاختلافات، حتى أصبح لكل صحابي مذهب يخالف غيره من الصحابة كمذهب ابن عباس ومذهب ابن مسعود... الخ.

فإذا كان الله يريد لنا أن نفهم الإسلام كما فهمه الصحابة فارادته أمر باتباع الشئ ونقيضه في آن واحد. كأن نقتدي بابن الزبير وعمر ونحرم نكاح المتعة، وفي نفس الوقت نقتدي بابن عباس ونحلل المتعة!! فهل رأيت أعجب من هذا؟! فأمر الله لنا باتباع الصحابة هو أمر بالمتناقضين وإننا لننزه رب العزة عن هذا التناقض، سبحانك اللهم استغفرك وأتوب إليك.

يقول ابن حزم: " فمن المحال أن يأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) باتباع كل قائل من الصحابة (4) وفيهم من يحلل الشئ وغيره منهم يحرمه، ولو كان ذلك لكان بيع الخمر حلالا اقتداء بسمرة بن جندب! ولكان أكل البرد للصائم حلالا اقتداء بأبي طلحة،

____________

1 - إعلام الموقعين: 4 / 219.

2 - القول المفيد: ص 23. وهناك اختلافات كثيرة بين السلف فمن أرادها فعليه بمراجعة فقه السلف، وقد جمع فقههم محمد رواس قلعة جي في عدة موسوعات.

الصفحة 92
وحراما اقتداء بغيره منهم!... ولكان بيع الثمر قبل ظهور الطيب فيها حلالا اقتداء بعمر، حراما اقتداء بغيره منهم، وكل هذا مروي عندنا بالأسانيد الصحيحة... فكيف يجوز تقليد قوم يخطئون ويصيبون "؟!!...

وإذا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يخبر أن أصحابه يخطئون في فتياهم، فكيف يسوغ لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقول: أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) يأمر باتباعهم فيما قد خطأهم فيه؟

وكيف يأمر بالاقتداء بهم في أقوال قد نهاهم عن القول بها؟ وكيف يوجب اتباع من يخطئ!! ولا ينسب مثل هذا إلى النبي إلا فاسق أو جاهل، لا بد من إلحاق إحدى الصفتين به، وفي هذا هدم الديانة، وإيجاب اتباع الباطل وتحريم الشئ وتحليله في وقت واحد، وهذا خارج عن المعقول، وكذب على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومن كذب عليه ولج في النار، نعوذ بالله من ذلك " (1).

ولكي نعطي هذه الإشكالية حقها من البحث نأخذ مثالين من اختلافات الصحابة لنرى هل يمكنهم نقل دين الله للأجيال بصورة سليمة كما يريد الله؟

صيغ التشهدات:

التشهد عمل كان يمارسه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كل يوم خمس مرات وقد علمه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للصحابة وسمعوه منه مرارا وتكرارا.

قال محمود أبو رية عن اختلاف صيغ التشهدات بين الصحابة:

" تشهد ابن مسعود: في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود قال: علمني رسول الله التشهد وكفي بكفه كما يعلمني السورة من القرآن: التحيات لله والصلوات الطيبات.

السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.

أشهد أن لا إله إلا الله، واشهد أن محمدا عبده ورسوله.

تشهد ابن عباس: روى مسلم وأصحاب السنن عن ابن عباس، كذلك روى

____________

1 - الإحكام في اصول الأحكام: 6 / 244 - 250، باختصار.

الصفحة 93
الشافعي في الأم، قال: كان رسول الله يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن، فيقول قولوا: التحيات الصلوات الطيبات لله... الخ تشهد عمر بن الخطاب: روى مالك في الموطأ عن ابن شهاب عن عروة ابن الزبير عن عبد الرحمن بن عبدالقاري انه سمع عمر بن الخطاب وهو على المنبر يقول: التحيات الزاكيات لله، الطيبات الصلوات لله.

ورواية السرخسي في المبسوط: التحيات الناميات الزاكيات المباركات الطيبات لله.

تشهد أبي موسى الأشعري: روى مسلم وأبو داود أن التشهد عند أبي موسى:

التحيات الطيبات والصلوات والملك لله.

وقد ذكر أبو رية تسع صيغ للتشهدات (1) وقال بعد ذلك: " هذه تشهدات تسع، وردت عن الصحابة وقد اختلفت الفاظها، ولو أنها من الأحاديث القولية التي رويت بمعنى لقلنا، عسى! ولكنها من الأعمال المتواترة التي كان يؤديها الصحابة مرات كثيرة كل يوم، وهم يعدون بعشرات الألوف. ومما يلفت النظر أن كل صحابي تشهد: إن الرسول كان يعلمهم التشهد كما يعلمهم القرآن. وأن تشهد عمر بن الخطاب قد ألقاه من فوق منبر رسول الله والصحابة جميعا يسمعون، فلم ينكر عليه أحد منهم ما قال. كما ذكر مالك في الموطأ " (2).

نحن نعلم أن التشهد الذي أنزل من عند الله بصيغة واحدة، ونعلم أن الصلاة عمود الدين، إذا صلحت صلح سائر عمل الإنسان وإذا فسدت فسد سائر عمله، وهي أول ما يحاسب عليها المرء يوم القيامة. فهل هذه التشهدات التي ذكرت أتى التشريع الإسلامي بها جميعا؟!!

الجواب: لا، بل الإسلام جاء بصيغة تشهد موحدة، وهكذا سائر التشريعات.

____________

1 - أضواء على السنة المحمدية، ونحن اكتفينا بأربع كمثال، وقد وجدنا فيما اخترناه كفاية.

2 - المصدر السابق.

الصفحة 94
بعد هذا نقول: إن التشهد كان يمارسه الصحابة كل يوم خمس مرات والرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) علمهم إياه كما يعلمهم القرآن، فإذا لم يحسنوا أن ينقلوا إلينا شيئا كان يمارسه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كل يوم خمس مرات، فما بالك بالأمور التي تحدث بالسنة مرة أو أكثر كالحج والصوم والتي ترك التفصيل فيها للسنة؟!!

" إن الجيل المعاصر للرسول لم يكن يملك تصورات واضحة محددة حتى في مجال القضايا الدينية التي كان يمارسها النبي مئات المرات " (1) ونرى الصحابة ينقلون التشهد بمعناه، والمحققون متفقون أن الرواية بالمعنى لا تصح فيما يتعبد فيه وصيغ التشهدات مما يتعبد فيها كما هو معلوم، والصلاة توقيفيه لا يجوز استبدال كلماتها أو تغيير معناها لأن ذلك من مبطلاتها.

يقول ابن الصلاح عن طريقة الصحابة في الرواية: " كثيرا ما كانوا ينقلون معنى واحدا في أمر واحد بألفاظ مختلفة وما ذلك إلا لأن معولهم كان المعنى دون اللفظ " (2).

يروي الصحابة بالمعنى حسب ما فهموا، ويأتي التابعون ويروون عن الصحابة حسبما فهموا، وهكذا تابعي التابعين، ففي كل طبقة تتغير ألفاظ الحديث وهذا النوع من الرواية قد يفقد الحديث المقصود الشرعي منه، فالضمة والفتحة والكسرة تغير معنى الكلمة فكيف بتغيير كلمة كاملة؟!! نعم، إن فيه ضررا كبيرا.

يقول الجزائري: " بعد البحث والتتبع يتبين أن كثيرا ممن روى بالمعنى قد قصر في الأداء، ولذلك قال بعضهم: ينبغي سد باب الرواية قديما وحديثا لئلا يتسلط من لا يحسن من يظن أنه يحسن، كما وقع لكثير من الرواة قديما، وقد نشأ عن الرواية بالمعنى ضرر عظيم حتى عد من جملة أسباب اختلاف الأمة " (3).

____________

1 - بحث حول الولاية، الشهيد محمد باقر الصدر: ص 47.

2 - مقدمة ابن الصلاح: ص 90.

3 - توجيه النظر: ص 237.

الصفحة 95
نعم، إن الصحابي قد يفهم من الحديث شيئا غير المقصود الشرعي منه وينقله حسب فهمه له ويستقر في الأذهان ويؤخذ على أنه حكم شرعي يتعبد به وهو عبارة عن فهم الصحابي للحديث.

عن عدي بن حاتم (رضي الله عنه)، قال: " لما نزلت: (حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود) عمدت إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض فجعلتهما تحت وسادتي، فجعلت أنظر في الليل فلا يستبين لي، فغدوت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فذكرت له ذلك فقال: " إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار " (1).

فهذا مثال واحد يدل على أن الصحابة لم يكونوا يفهمون المقصود الشرعي للآيات كما ينبغي، وفي هذا من الخطر على مقاصد الإسلام ما لا تحمد عقباه. فهذا الصحابي لو لم يراجع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في معنى الآية لعلم الناس ما فهمه منها وينتشر بين الناس، وربما يصل لنا فهم عدي بن حاتم للآية!

فالسلف الصالح قد لا يصيبون المقصود الشرعي من النص فكيف تريدون لنا أن نفهم الإسلام كفهمهم؟!! وكيف يختارهم الله جميعا ليوصلوا الإسلام للناس وهو يعلم أنهم ربما ينقلون حديثا في العقائد والتشريع بمعناه الذي فهموه وهو ليس المقصود الشرعي منه؟! أليست هذه مشكلة المشاكل أمامنا؟ فالواقع يفرض أن يكون الذي يخلف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حمل الدعوة للناس على علم تام بجميع مقاصد الشريعة من كتاب وسنة بحيث يؤديها كما سمع.

يقول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): " نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم بلغها عني فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه " (2). يقول ابن كثير: " ومنع الرواية طائفة آخرون من المحدثين والفقهاء والأصوليين، وشددوا في ذلك أكثر التشديد

____________

1 - صحيح البخاري كتاب الصيام، باب قول الله تعالى: * (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام الى الليل) *. سنن الدارمي: 2 / 5 - 6.

2 - سنن ابن ماجة: 1 / باب 18، سنن أبي داود: كتاب العلم، باب فضل نشر العلم.

الصفحة 96
وكان ينبغي أن يكون هذا هو الواقع لكن لم يتفق ذلك " (1). نعم، ما كان الله ليترك دينه لفهم الصحابة له، وإلا لتغيرت مضامين الإسلام، فلابد من القول أن الله اختار ثلة من السلف الصالح عندهم القدرة على فهم الإسلام وقد عبؤا تعبئة فكرية وروحية تؤهلهم لبيان الدين كما أنزله الله.

فكون السلف اتبعوا هذا المنهج ويلزمنا اتباعه أمر تجب إعادة النظر فيه، فالمفروض أن يؤخذ الإسلام عن فئة معينة من السلف الصالح لها نهج واحد لا تناقض في أقوالها وعندها المقدرة على فهم المقصود الشرعي من النص، أما أن نأخذ الإسلام عن آلاف الصحابة فهذا أمر مرفوض ببديهة العقل، ولو ألزمنا أنفسنا بذلك لوجب علينا فهم الإسلام بأكثر من سبعين مفهوما، وهو عدد مذاهب الصحابة.

ونضع بين يديك أخي المسلم مثالا آخر من اختلافات الصحابة ولك الحكم.

تكبيرة الجنازة:

لقد صلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) صلاة الجنازة عشرات المرات وشاهده الصحابة وسمعوه وهو يصليها ومع ذلك لا يحسنون نقلها بالصورة الصحيحة كما صلاها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).

أخرج الطحاوي عن إبراهيم قال: " قبض رسول الله والناس مختلفون في التكبير على الجنازة لا تشاء أن تسمع رجلا يقول: سمعت رسول الله يكبر خمسا، وآخر يقول:

سمعت رسول الله يكبر أربعا، فما اختلفوا في ذلك حتى قبض أبو بكر، فلما ولى عمر رأى اختلاف الناس في ذلك فشق عليه جدا. فأرسل إلى رجال من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: إنكم معاشر أصحاب رسول الله متى تختلفون على الناس يختلفون من بعدكم، ومتى تجتمعون على أمر يجتمع الناس عليه، فانظروا ما تجتمعون عليه. فكأنما أيقظهم، فقالوا: نعم ما رأيت يا أمير المؤمنين " (2).

____________

1 - الباعث الحثيث: ص 165 - 166.

2 - عمدة القاري: 4 / 129. كنز العمال: 15 / 712.

الصفحة 97
يقول الشوكاني: " والحق أنه - أي قول الصحابي - ليس بحجة، فإن الله تعالى لم يبعث إلى هذه الأمة إلا نبيا واحدا محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم)، وليس لنا إلا رسول واحد، وكتاب واحد، وجميع الأمة مأمور باتباع كتابه وسنة نبيه ولا فرق بين الصحابة ومن بعدهم في ذلك. فكلهم مكلفون التكاليف الشرعية واتباع الكتاب والسنة، فمن قال أنه تقوم الحجة في دين الله (1) بغير كتاب الله تعالى وسنة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وما يرجع إليهما فقد قال في دين الله بما لا يثبت، وأثبت في هذه الشريعة الإسلامية شرعا لم يأمر الله به وهذا أمر عظيم وتقول بالغ، إعرف هذا واحرص عليه، فإن الله لم يجعل إليك وإلى سائر هذه الأمة رسولا إلا محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يأمر باتباع غيره ولا شرع لك على لسان سواه من امته حرفا واحدا ولا جعل شيئا من الحجة عليك في قول غيره كائنا من كان " (2).

اختلاف السلف في العقيدة

ومن اختلافات السلفية: قول ابن تيمية بفناء النار، ويقول: " إن في المسألة نزاعا بين التابعين " ووافقه ابن القيم وخالفهما عدد من العلماء ومنهم الألباني.

وأثبت ابن تيمية الجهة لله، قال: " فثبت أنه في الجهة على التقديرين " (3)، وخالف الطحاوي ابن تيمية، إذ يقول عن الله " لا تحويه الجهات " (4).

وأثبت ابن تيمية الحد لله، وكفر منكره (5)، وخالفه من قبل أحمد بن حنبل، فقد ورد قوله: " والله لم يلحقه تغيير ولا تبديل ولا تلحقه الحدود " (6) وخالف الذهبي والألباني ابن تيمية في هذه المسألة.

____________

1 - إرشاد الفحول في تحقيق الحق في علم الاصول: ص 214.

2 - منهاج السنة: 1 / 264.

3 - العقيدة الطحاوية.

4 - التأسيس: 1 / 445.

5 - طبقات الحنابلة 2 / 297.

الصفحة 98
وأثبت ابن تيمية الجسمية لله تعالى، قال: " ولم يذم من السلف بأ نه مجسم، ولا ذم المجسمة (1)... وليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها إنه ليس مجسم " (2) ونفى الجسمية أحمد بن حنبل من قبل.

هذا مع أن العلماء كفروا المجسمة ومنهم: النووي في شرح المهذب (3) والحصني في كفاية الأخيار (4).

وكان البخاري ومسلم وأبو ثور مخالفين لأحمد بن حنبل في مسألة من مسائل العقيدة هي: مسألة اللفظ في القرآن هل هو مخلوق أم لا؟

فأحمد بن حنبل يرى أن من قال " لفظي بالقرآن مخلوق، فهو مبتدع " (5).

والبخاري ومن وافقه يرون أن اللفظ مخلوق (6) وهذا الخلاف بين أهل الحديث أنفسهم.

يقول ابن تيمية: " وكان أهل الحديث قد افترقوا في ذلك... حصل بذلك نوع من الفرقة والاختلاف " (7).

ولذلك فكون السلف اتبعوا هذا المنهج ويلزمنا اتباعه أمر لايؤخذ به، فالاسلام يجب أن يؤخذ عن فئة من السلف الصالح لها نهج واحد في العقيدة والشريعة، أما أن نأخذه عن آلاف الصحابة فهذا مدعاة للاختلاف وهو السبب في انقسام الامة واختلافها في مذاهب ومتاهات.

____________

1 - التأسيس في رد أساس التقديس: 1 / 100.

2 - التأسيس في رد أساس التقديس: ص 101.

3 - 4 / 254.

4 - 2 / 125، وراجع التنبيه والرد على معتقد قدم العالم والحد، السقاف الشافعي: ص 16.

5 - الانتقاء، ابن عبد البر: ص 106 ترجمة الكرابيسي.

6 - سير أعلام النبلاء: 2 / 572، وراجع كتاب البشارة والاتحاف فيما بين ابن تيمية والألباني من الاختلاف للسقاف، ومقدمته على كتاب دفع شبهة التشبيه لابن الجوزي.

7 - شرح اصول اعتقاد أهل السنة، اللالكائي 1 / 349، تحقيق أحمد سعد حمدان.

الصفحة 99

أئمة السلف والتأويل

ولا يقال: إن السلف اختلفوا في الأحكام العملية وهذا لا يؤثر بعد اتفاقهم في مسائل العقيدة.

فهذه مغالطة، لأن إنكار حديث في الأحكام العملية هو كإنكار حديث في العقيدة ولا فرق، فكلا الحديثين من عند الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وبالتالي هو إنكار لكلام الرسول مهما كان مضمون الحديث. فالأحكام العملية لا تقل أهمية عن العقيدة، وتشغل حيزا كبيرا في الإسلام.

ومع هذا وجد الاختلاف بين أقطاب المدرسة السلفية في العقيدة ونشير لبعضها في الأسطر التالية. وقبل البدء أنوه إلى أن السلفية متفقون على عدم جواز تأويل آيات الصفات الإلهية، ولكن رأينا أن هناك من أئمة السلف من جنح إلى التأويل، فمن ذلك:

أول ابن عباس قوله تعالى: (يوم يكشف عن ساق) (1) يكشف عن شدة وأمر عظيم (2) فأول الساق بالشدة.

قال الطبري: " قال جماعة من الصحابة والتابعين من أهل التأويل يبدو عن أمر شديد " (3).

وأول ابن عباس النسيان في قوله تعالى: (فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا) (4) بالترك (5)، وتبع الطبري ابن عباس في هذا التأويل فقال: " أي: ففي هذا اليوم، وذلك يوم القيامة ننساهم، يقول: نتركهم في العذاب المبين ". وهذا التأويل

____________

1 - القلم: 42.

2 - تفسير الطبري: 29 / 24.

3 - تفسير الطبري: 29 / 24.

4 - الأعراف: 51.

5 - تفسير الطبري: 8 / 144.

الصفحة 100
منقول عن مجاهد (1).

ومن تأويل السلف ما صح من تأويل الإمام أحمد لكلمة " جاء " في قوله تعالى (وجاء ربك والملك صفا صفا) (2) بمعنى: وجاء أمر ربك (3).

قال ابن كثير: عن أحمد بن حنبل: أنه أجاب الجهمية حين احتجوا عليه بقوله تعالى: (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون) (4) قال:

" يحتمل أن يكون تنزيله إلينا هو المحدث، لا الذكر نفسه هو المحدث، وعن حنبل عن أحمد أنه قال: يحتمل أنه ذكر آخر غير القرآن " (5).

وقال النظر بن شميل الحافظ السلفي في الحديث: " حتى يضع الجبار - الله (6) - فيها قدمه " أي: من سبق في علمه أنه من أهل النار " (7) وذهب هذا المذهب الإمام أبو منصور الأزهري.

وعن الحسن أنه قال: " القدم: هم الذين قدمهم الله تعالى من شرارخلقه وأثبتهم لها ".

وقال ابن حبان في تأويل الحديث: " حين يضع الرب قدمه فيها - اي جهنم -:

وهذا الخبر من الأخبار التي اطلقت لتمثيل المجاورة... لأن العرب تطلق في لغتها اسم القدم على الموضع. قال الله جل وعلا: (لهم قدم صدق عند ربهم) (8) يريد: موضع صدق، لا أن الله جل وعلا يضع قدمه في النار، جل ربنا وتعالى عن مثل هذا وأشباهه " (9).

____________

1 - تفسير الطبري: 8 / 144.

2 - الفجر: 22.

3 - الأسماء والصفات، البيهقي: ص 292.

4 - الأنبياء: 2.

5 - البداية والنهاية: 10 / 327.

6 - الأسماء والصفات: ص 352.

7 - يونس: 2.

8 - صحيح ابن حبان: 1 / 502.

الصفحة 101
وأول الإمام مالك النزول في الحديث بنزول أمره سبحانه، حيث قال: " يتنزل ربنا تبارك وتعالى أمره، فأما هو فدائم لا يزول " (1).

وأول الترمذي لفظة " فيعرفهم نفسه " الواردة في حديث الرؤية قال: " يعني يتجلى لهم " (2).

ومن تأويل السلف، تأويل البخاري لكلمة الضحك في الحديث التالي بالرحمة (3). أخرج البخاري ومسلم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " لقد ضحك الله الليلة من فعالكما " وهو حديث طويل يحكي قصة الأنصاري الذي أكرم مثوى ضيف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبات هو وزوجته طاويين (4). فالبخاري لم يقف عند مقولة: أخبرنا أنه يضحك ولم يخبرنا كيف يضحك؟!

وأيضا أول حماد بن زيد نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا، المروي في أحاديث النزول بإقباله جل جلاله على عباده (5).

وأول الضحاك كلمة الوجه في قوله تعالى: (كل شئ هالك إلا وجهه) (6) بذات الله والجنة والنار والعرش، وخالفه ابن تيمية، فقد رجح أن يؤول " الوجه " بمعنى الجهة، فيكون المعنى: كل شئ هالك إلا ما أريد به جهة الله تعالى، وقال ابن تيمية:

هكذا قال جمهور السلف (7).

____________

1 - سير أعلام النبلاء 8 / 105. التمهيد، ابن عبد البر 7 / 143.

2 - سنن الترمذي 4 / 692، وراجع مقدمة كتاب: دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه، ابن الجوزي، تحقيق السقاف الشافعي.

3 - الأسماء والصفات، البيهقي: 470.

4 - فتح الباري: 7 / 95. الأسماء والصفات، البيهقي: ص 470.

5 - الأسماء والصفات، البيهقي: ص 456.

6 - القصص: 88.

7 - مجموع فتاوى ابن تيمية: 2 / 428.

الصفحة 102
وقال البيهقي في قوله (1): (ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله) (2) ما نصه: " حكى المزني عن الشافعي (رضي الله عنه) أنه قال في هذه الآية: يعني - والله أعلم - فثم الوجه الذي وجهكم الله إليه. وأخبر أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا... عن مجاهد في قوله (3): (فأينما تولوا فثم وجه الله) قال: قبلة الله، فأينما كنت في شرق أو غرب فلا تتوجهن إلا إليها " (4).

قيل في أهل الحديث

لقد طعن العلماء في أهل الحديث " السلفية " ونحن نعلم أنه لم يطعن بهم لذواتهم بل لأفكارهم التي ينادون بها.

1 - قال الذهبي: " وأما المحدثون فغالبهم لا يفهمون، ولا همة لهم في معرفة الحديث ولا في التدين به... معذور سفيان الثوري فيما يقول: لو كان الحديث خيرا لذهب كما ذهب الخير. صدق والله وأي خير في حديث مخلوط صحيحه بواهيه، أنت لا تفليه، ولا تبحث عن ناقليه ولا تدين الله تعالى به... يا الله خلونا فقد بقينا ضحكة لأولي العقول، ينظرون إلينا ويقولون هؤلاء هم أهل الحديث " (5).

2 - وقال ابن الجوزي، تحت عنوان: " سلفيون جهال ": " عجبت من أقوام يدعون العلم، ويميلون إلى التشبيه بحملهم الأحاديث على ظواهرها، فلوا أنهم أمروها كما جاءت سلموا...

ولكن اقواما قصرت علومهم، فرأت أن حمل الكلام على غير ظاهره نوع تعطيل، ولو فهموا سعة اللغة لم يظنوا هذا ".

____________

1 - البقرة: 115.

2 - الأسماء والصفات: ص 309.

3 - راجع رسالته بيان زغل العلم: ص 6 و 9 و 11.

الصفحة 103
وقال أيضا: " وقد عجبت لرجل أندلسي يقال له: ابن عبد البر، صنف كتاب التمهيد. فذكر فيه حديث النزول إلى السماء الدنيا فقال: هذا يدل على أن الله تعالى على العرش لأنه لولا ذلك لما كان لقوله ينزل معنى، وهذا كلام جاهل بمعرفة الله (1)، لأن هذا استسلف من ما يعرف نزول الأجسام فقاس صفة الحق عليه. فأين هؤلاء واتباع الأثر؟ ولقد تكلموا بأقبح ما يتكلم به المتأولون، ثم عابوا المتكلمين " (2).

وقال: " ولولا أني لا أحب ذكر الناس لذكرت من أخبار كبار علمائهم وما خلطوا ما يعتبر به، ولكنه لا يخفى على المحقق حالهم " (3).

وقال الوزير اليماني في الروض الباسم عن أهل الحديث: " إنما سموا بالحشوية لأنهم يحشون الأحاديث التي لا أصل لها في الأحاديث المروية عن رسول الله، أي:

يدخلونها فيها وليست منها ".

وقال شعبة: " كنت إذا رأيت رجلا من أهل الحديث يجيئني أفرح به، فصرت اليوم وليس أبغض إلي من أن أرى واحدا منهم ".

وكان يقول: " إن هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ".

وقال لأصحاب الحديث: " قوموا عني، مجالسة اليهود والنصارى أحب إلي من مجالستكم، إنكم لتصدون عن ذكر الله وعن الصلاة " (4).

وقال عمرو بن الحارث: " ما رأيت علما أشرف، ولا أهلا أسخف من أهل الحديث ".

ونظر سفيان إلى أصحاب الحديث فقال: " أنتم سخنة عين لو أدركنا وإياكم عمر

____________

1 - صيد الخاطر: ص 83 - 84.

2 - المصدر السابق: ص 167 - 168.

3 - الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، الخطيب البغدادي، تحقيق الدكتور محمود الطحان: 2 / 217، وفي هذا الكتاب أخبار أخرى فراجعها.

الصفحة 104
بن الخطاب لأوجعنا ضربا ".

وقال مضيرة الضبي: " والله لأنا أشد خوفا منهم - أصحاب الحديث - من الفساق ".

وقال سفيان الثوري: " إنا في هذا الحديث منذ ستين سنة، وددت أني خرجت منه كفافا لا علي ولا لي ".

وعن محمد بن سلام قال: حدثني يحيى بن سعيد القطان قال: رواة الشعر أعقل من رواة الحديث، لأن رواة الحديث يروون مصنوعا كثيرا ورواة الشعر ينشدون المصنوع ينتقدونه ويقولون هذا مصنوع " (1) و " كان الفضيل بن عياض إذا رأى أصحاب الحديث قد أقبلوا نحوه، وضع يديه في صدره، وحرك يديه وقال: أعوذ بالله منكم " (2).

3 - وسئل المازني - النحوي الكبير - عن صفات أهل العلم فقال: " أصحاب القرآن فيهم تخليط وضعف، وأهل الحديث فيهم حشو ورقاعة... " (3).

قالوا في ابن تيمية:

هذا بعض ما قيل في أهل الحديث، أما لو أخذنا المؤسس الحقيقي للسلفية وهو ابن تيمية، فسنجد أن علماء عصره ومن بعدهم هجروه وكفره البعض، وما ذلك إلا للأفكار التي نادى بها. فهؤلاء الطاعنون بابن تيمية هم طاعنون ضمنا بأتباعه السلفية لأنهم حملوا أفكاره من بعده. وإليك بعض ما قيل فيه:

قال تقي الدين الحمصي عن الحافظ ابن رجب الحنبلي: " وكان الشيخ زين الدين

____________

1 - أضواء على السنة المحمدية نقل هذه الأخبار عن جامع بيان العلم: ج 2. ذيل الأمالي، ابن علي القال:

ص 105.

2 - الجامع لأخلاق الراوي: 2 / 217.

3 - معجم الادباء: 7 / 123.