الصفحة 402
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أي الذين حث على التمسك بهم... " (1).

وقبل أن يذكر المحب الطبري - شيخ الحرم المكي - حديث الثقلين في ذخائر العقبى، قال: " باب في فضل أهل البيت والحث على التمسك بهم وبكتاب الله (2) والخلف فيهما بخير ".

وجاء في كتاب: " معجم فقه السلف " لمحمد منتصر الكتاني - الأستاذ بجامعة أم القرى بمكة المكرمة -: " والظفر بفقه العترة، ظفر بالعلم والهدى والأمان من الضلال، وبكتاب الله مقترنا بالهداية والأمان حتى دخول الجنة " ((3).

دلالة الحديث:

حديث الثقلين صريح في وجوب التمسك بكتاب الله وآل البيت (عليهم السلام) معا. فالأمن من الضلال يكون بالتمسك بهما معا لقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): " ما إن تمسكتم بهما " ولم يقل بأحدهما.

ودلالة الحديث على وجوب التمسك بآل البيت (عليهم السلام) جنبا إلى كتاب الله ظاهرة لا تخفى على أحد.

يقول ابن حجر: " وفي قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلا تقدموهم فتهلكوا، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم - دليل على أن من تأهل منهم للمراتب العلية والوظائف الدينية كان مقدما على غيره " (4).

محاولة تأويل فاشلة:

لم يرق للبعض وجود هذا الحديث في كتب السنن وخاصة في صحيح مسلم ولذلك قاموا بتأويله وصرفه عن معناه الظاهر، ومن هؤلاء ابن تيمية.

____________

1 - الصواعق المحرقة: 2 / 441 - 443.

2 - ص 5 قال: رواه جماعة من الصحابة...

3 - الصواعق المحرقة: ص 135.

الصفحة 403
قال عن رواية مسلم (1): " وهذا اللفظ يدل على أن الذي أمرنا بالتمسك به وجعل المتمسك به لا يضل، هو كتاب الله " وقال في موضع آخر: " الحديث الذي في مسلم إذا كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد قاله (2) فليس فيه إلا الوصية باتباع الكتاب، وهو لم يأمر باتباع العترة، ولكن قال: " أذكركم الله في أهل بيتي ".. " (3).

ويل للذين (يحرفون الكلم عن مواضعه) (4) إنه تأويل تمجه الأسماع، ويرده الحديث نفسه، ولكن التعصب يفعل الأعاجيب. وقد رأيت - أخي القارئ - كلمات الأعلام من أهل السنة في هذا الحديث ومع ذلك نقول في جوابه:

إن قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إني تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله... دليل على أن عترته حجة كما أن القرآن حجة ولا اقتران بين الكتاب والعترة إلا لكونهم حجة كالقرآن. فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ترك في أمته " الثقلين " " أولهما كتاب الله " فهلا قال لنا ابن تيمية وشيعته ما ثانيهما؟!! فلو كان الحديث يأمرنا بالتمسك بكتاب الله ويذكرنا بآل البيت (عليهم السلام)، فلم قرنهما الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) معا " الثقلين " ((لن يفترقا)) " حتى يردا "؟! ولو صح ما قالوه لكان من حق الحديث أن يكون هكذا: إني تارك فيكم الثقل... وأذكر الله في أهل بيتي، وهذا أمر واضح يعرفه حتى العوام!

وما هم قائلون بهذا اللفظ الذي صححه الالباني؟ عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " إني تارك فيكم الخليفتين من بعدي! كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض " (5) فهل يقبل هذا النص تأويلا؟!

____________

1 - وقد أوردناها وهناك ثلاث طرق أخرى في الصحيح نفسه.

2 - عجبا كيف يشكك فيه وهو في كتاب معصوم عنده وعلى هذا فكل حديث يواجهنا في صحيح مسلم سنشك به ونقول: إذا كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد قاله، اقتداءا بالشيخ!

3 - منهاج السنة: 4 / 105 و 85.

4 - المائدة: 13.

5 - السنة: ابن أبي عاصم، تخريج الالباني 2 / 337.

الصفحة 404
ولو افترضنا أن الحديث لايتجاوز التذكير بآل البيت (عليهم السلام)، فهل تذكر سلف ابن تيمية آل البيت ووصية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بهم؟! ربما تذكروها حين جمعوا الحطب لحرق بيت الزهراء (عليها السلام) بضعة الرسول! أو حين خرجوا لقتال عمدة آل البيت في الجمل وصفين والنهروان! أو حين قتلوا عليا (عليه السلام) وسموا الحسن (عليه السلام) وقتلوا أبناء الرسول في كربلاء شر قتلة! أو حين سنوا سب الإمام علي على المنابر واستمر ذلك ستين سنة! أهذا هو التذكر؟

(فأنى تؤفكون)؟!

فالحديث صريح في وجوب اتباع الكتاب والعترة دون فصلهما عن بعض. فأرى لزاما علي أن أنقاد لهذا النداء النبوي واتبع الكتاب والعترة. (فذكر إنما أنت مذكر) (1) (سيذكر من يخشى) (2).

لن يفترقا:

هاتان الكلمتان تحملان معنى كبيرا. فقول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا، دليل على عصمة أئمة آل البيت. إذ لا يمكن أن يقرن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) غير المعصوم بالكتاب المعصوم ثم يخبرنا عن أنهما لن يفترقا. فلو لم يكن أئمة آل البيت معصومين لجاز أن يفترقوا عن القرآن وهذا تكذيب للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي أخبرنا بعدم افتراقهما.

وقد نقل الأستاذ توفيق أبو علم المصري، استدلال الشيعة بهذا الحديث ودلالته على العصمة، ونحن نورد كلامه هنا بعينه قال: "... إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قرنهم بكتاب الله العزيز، الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) فلا يفترق أحدهما عن الآخر. ومن الطبيعي أن صدور أية مخالفة لأحكام الدين تعد افتراقا عن الكتاب العزيز، وقد صرح النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعدم افتراقهما حتى يردا على الحوض. فدلالته على

____________

1 - الغاشية: 21.

2 - الأعلى: 10.

الصفحة 405
العصمة ظاهرة جلية. وقد كرر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا الحديث في مواقف كثيرة، لأنه يهدف إلى صيانة الأمة والمحافظة على استقامتها وعدم انحرافها في المجالات العقائدية وغيرها، إن تمسكت بأهل البيت ولم تتقدم عليهم، ولم تتأخر عنهم.

ولو كان الخطأ يقع منهم، لما صح الأمر بالتمسك بهم. الذي هو جعل أقوالهم وأفعالهم حجة. وأن المتمسك بهم لا يضل كما لا يضل المتمسك بالقرآن، ولو وقع منهم الذنب أو الخطأ لكان المتمسك بهم يضل. وفي اتباعهم الهدى والنور كما في القرآن، ولو لم يكونوا معصومين لكان في اتباعهم الضلال. وأنهم حبل ممدود من السماء إلى الأرض كالقرآن وهو كناية عن أنهم واسطة بين الله تعالى وبين خلقه، وأن أقوالهم عن الله تعالى، ولو لم يكونوا معصومين لم يكونوا كذلك، وأنهم لن يفارقوا القرآن ولن يفارقهم مدة عمر الدنيا، ولو أخطأوا أو أذنبوا لفارقوا القرآن وفارقهم، وأنهم لا يجوز مفارقتهم أو التقدم عليهم بجعل نفسه إماما لهم، أو التقصير عنهم، والائتمام بغيرهم، كما لا يجوز التقدم على القرآن بالإفتاء بغير ما فيه أو التقصير عنه باتباع أقوال مخالفيه... " (1).

وإذا أضفنا إلى قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) " لن يفترقا " قوله " حتى يردا علي الحوض " ظهر سر آخر. فقول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الأخير دليل على وجود إمام من آل البيت مع القرآن في كل زمن، يبين الإسلام للناس، حتى ورود الحوض.

قال ابن حجر: " وفي أحاديث الحث على التمسك بأهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهل منهم للتمسك به إلى يوم القيامة كما أن الكتاب العزيز كذلك. ولهذا كانوا أمانا لأهل الأرض كما يأتي، ويشهد لذلك الخبر السابق " في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي " (2).

وقال الشريف السمهودي - مؤكدا ما قلناه -: " هذا الخبر يفهم منه وجود من

____________

1 - أهل البيت - فاطمة الزهراء: ص 75.

2 - الصواعق المحرقة: 2 / 442.

الصفحة 406
يكون أهلا للتمسك به من عترته (صلى الله عليه وآله وسلم) في كل زمن إلى قيام الساعة، حتى توجه الحث المذكور على التمسك به، كما أن الكتاب العزيز كذلك، ولذا كانوا أمانا لأهل الأرض، فإذا ذهبوا ذهب أهل الأرض " (1).

وهذا يؤكد لنا على أن الأئمة الاثني عشر قرناء القرآن، لا يفترقون عنه حتى ورود الحوض. وقد عينهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأسمائهم.

كتاب الله وسنتي:

إن حديث " تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما فلن تضلوا أبدا: كتاب الله وسنتي "، حديث غير صحيح. نعم هو مشهور بين العامة، ويكرره خطباء المساجد في خطبهم، ولكن هذا لا يعني صحته، - فرب مشهور لا أصل له - وعلماء أهل السنة أنفسهم يطعنون به.

وإذا نظرنا إلى متن الحديث وجدناه لا يستقيم، فكيف يقول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم):

تركت فيكم... كتاب الله وسنتي، والسنة غير مجموعة؟! وإذا قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا، فيستلزم هذا الأمر حفظ السنة من الضياع كما هو حال القرآن، ولكننا وجدنا أن الكثير من السنة قد اندرس. وفي هذا خير دليل على أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقل الحديث السابق.

ونحن نترك الكلام لاثنين من علماء أهل السنة، لنرى قيمة الحديث العلمية.

قال أحمد سعد حمدون في تخريجه للحديث المذكور: ".. " سنده ضعيف " فيه " صالح بن موسى الطلحي "، قال فيه الذهبي: ضعيف، وقال يحيى: ليس بشئ ولا يكتب حديثه، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك " (2).

____________

1 - أسد حيدر، نقلا عن الدين الخالص: 3 / 511 - 514.

2 - شرح اصول اعتقاد أهل السنة، أبو القاسم اللالكائي السلفي: ص 8.

الصفحة 407
وفصل المحدث، الحسن بن علي السقاف الشافعي، الكلام حول سند الحديث فقال: " سئلت عن حديث " تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله و... " هل الحديث الصحيح بلفظ " عترتي، وأهل بيتي " أو هو بلفظ " سنتي " نرجو توضيح ذلك من جهة الحديث وسنده؟

الجواب: الحديث الثابت الصحيح هو بلفظ " وأهل بيتي " والرواية التي فيها لفظ " سنتي " باطلة من ناحية السند والمتن، ونوضح هنا إن شاء الله تعالى قضية السند لأن السؤال وقع بها، فنقول:

روى الحديث مسلم في صحيحه (4 / 1873 برقم 2408 طبعة عبد الباقي) عن سيدنا زيد بن أرقم (رضي الله عنه) قال:

قام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوما فينا خطيبا، بماء يدعى خما بين مكة والمدينة، فحمد الله فأثنى عليه، ووعظ وذكر، ثم قال:

" أما بعد: ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به " فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: " وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي ".

هذا لفظ مسلم، ورواه أيضا بهذا اللفظ الدارمي في سننه (2 / 431 - 432) بإسناد صحيح كالشمس، وغيرهما.

وأما لفظ " وسنتي " فلا أشك بأنه موضوع لضعف سنده، ووهائه، ولعوامل أموية أثرت في ذلك.

وإليك إسناده ومتنه: روى الحاكم في المستدرك (1 / 93) الحديث بإسناده من طريق ابن أبي أويس عن أبيه عن ثور بن زيد الديلي عن عكرمة عن ابن عباس وفيه:

" يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم)... ".


الصفحة 408
وأقول: في سنده ابن أبي أويس وأبوه، قال الحافظ المزي في تهذيب الكمال (3 / 127) في ترجمة الابن - ابن أبي أويس - وأنقل قول من جرحه:

" قال معاوية بن صالح عن يحيى - بن معين -: أبو أويس وابنه ضعيفان، وعن يحيى بن معين - أيضا -: ابن أبي أويس وأبوه يسرقان الحديث، وعن يحيى - ايضا - مخلط يكذب ليس بشئ.

وقال أبو حاتم: محله الصدق، وكان مغفلا. وقال النسائي: ضعيف، وقال - النسائي - في موضع آخر: ليس بثقة، وقال أبو القاسم اللالكائي: بالغ النسائي في الكلام عليه، إلى أن يؤدي إلى تركه.. وقال أبو أحمد بن عدي: وابن أبي أويس هذا روى عن خاله مالك أحاديث غرائب لا يتابعه أحد عليه.. ".

قلت: قال الحافظ ابن حجر في " مقدمة فتح الباري " ص 391 دار المعرفة عن ابن أبي أويس هذا: " وعلى هذا لا يحتج بشئ من حديثه، غير ما في الصحيح، من أجل ما قدح فيه النسائي وغيره... ".

قال الحافظ السيد أحمد بن الصديق في " فتح الملك العلي " ص 15: " وقال سلمة بن شبيب: سمعت إسماعيل بن أبي أويس يقول: ربما كنت أضع لأهل المدينة إذا اختلفوا في شئ فيما بينهم ".

فالرجل متهم بالوضع، وقد رماه ابن معين بالكذب، وحديثه الذي فيه لفظ " وسنتي " ليس في واحد من الصحيحين.

وأما أبوه، فقال أبو حاتم الرازي كما في كتاب ابنه الجرح والتعديل (5 / 92):

" يكتب حديثه ولا يحتج به، وليس بالقوي ". ونقل في المصدر نفسه ابن أبي حاتم عن ابن معين أنه قال فيه: " ليس بثقة ".

قلت: وسند فيه مثل هذين اللذين قدمنا الكلام عليهما، لا يصح - حتى يلج الجمل في سم الخياط - لا سيما وما جاءا به مخالف للثابت في الصحيح، فتأمل جيدا هداك الله تعالى.


الصفحة 409
وقد اعترف الحاكم بضعف الحديث، فلذلك لم يصححه في المستدرك، وإنما جلب له شاهد، لكنه واه ساقط الإسناد، فازداد الحديث ضعفا إلى ضعفه، وتحققنا أن ابن أبي أويس أو أباه قد سرق واحد منهما حديث ذلك الواهي الذي سنذكره ورواه من عند نفسه، وقد نص ابن معين وهو من هو على أنهما كانا يسرقان الحديث. فروى الحاكم (1 / 93) ذلك حيث قال: " وقد وجدت له شاهدا من حديث أبي هريرة " ثم روى بسنده من طريق الضبي ثنا صالح بن موسى الطلحي، عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا: " إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ".

قلت: هذا موضوع أيضا، واقتصر الكلام هنا على رجل واحد في السند وهو صالح بن موسى الطلحي، وإليك كلام أئمة أهل الحديث من كبار الحفاظ الذين طعنوا فيه من تهذيب الكمال (13 / 96):

" قال يحيى بن معين: ليس بشئ. وقال أبو حاتم الرازي: ضعيف الحديث، منكر الحديث جدا، كثير المناكير عن الثقات.

وقال النسائي: لا يكتب حديثه، وقال في موضع آخر متروك الحديث ".

وفي تهذيب التهذيب (4 / 355) للحافظ ابن حجر:

" قال ابن حبان: كان يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات حتى يشهد المستمع لها أنها معمولة أو مقلوبة لا يجوز الاحتجاج به، وقال أبو نعيم: متروك الحديث يروي المناكير ".

قلت: وقد حكم الحافظ عليه في " التقريب " (ترجمة 2891) بأنه: " متروك " والذهبي في " الكاشف " (2412) بأنه: " واه ".

وأورد الذهبي في " الميزان " (2 / 302) حديثه هذا في ترجمته على أنه من منكراته.

وقد ذكر مالك هذا الحديث في " الموطأ " (899 برقم 3) بلاغا بلا سند ولا قيمة لذلك بعد أن بينا وهاء إسناده.


الصفحة 410
وقد ذكر الحافظ ابن عبد البر في " التمهيد " (24 / 331) سندا ثالثا لهذا الحديث الواهي الموضوع فقال:

" وحدثنا عبد الرحمن بن يحيى، قال حدثنا أحمد بن سعيد، قال حدثنا محمد بن إبراهيم الديبلي، قال حدثنا علي بن زيد الفرائضي قال حدثنا الحنيني، عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه عن جده " به.

قلت: نقتصر على علة واحدة فيه وهي أن كثير بن عبد الله هذا الذي في إسناده قال عنه الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: أحد أركان الكذب (1)، وقال عنه أبو داود:

كان أحد الكذابين (2)، وقال ابن حبان: روى عن أبيه عن جده نسخة موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب (3).

قال النسائي والدرقطني: متروك الحديث.

وقال الإمام أحمد: منكر الحديث ليس بشئ، وقال يحيى بن معين: ليس بشئ.

قلت: وقد أخطأ الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في التقريب عندما اقتصر على قوله فيه: ضعيف، ثم قال: " وقد أفرط من رماه بالكذب " قلت: كلا لم يفرط بل هو واقع حاله كما ترى من كلام الأئمة فيه. لا سيما وقد قال عنه الذهبي في الكاشف: " واه " وهو كذلك، وحديثه موضوع، فلا يصلح للمتابعة ولا للشواهد بل يضرب عليه، والله الموفق...

فتبين بوضوح أن حديث " كتاب الله وعترتي " هو الصحيح الثابت في صحيح مسلم، وأن لفظ " كتاب الله وسنتي " باطل من جهة السند غير صحيح. فعلى خطباء المساجد والوعاظ والأئمة، أن يتركوا اللفظ الذي لم يرد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأن

____________

1 - و (2) نقل السقاف قول الإمام الشافعي وأبي داود عن تهذيب التهذيب: 8 / 377 دار الفكر، وتهذيب الكمال: 24 / 138.

3 - انظر المجروحين، الحافظ ابن حبان 2 / 221.

الصفحة 411
يذكروا للناس اللفظ الصحيح الثابت عنه عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم " كتاب الله وأهل بيتي " أو " وعترتي " (1) انتهى.

ولنفترض جدلا صحة حديث " كتاب الله وسنتي " فلا تعارض بينه وبين حديث الثقلين، ويبقى التمسك بآل البيت، سببا أساسيا من أسباب النجاة. وقد جمع بين الحديثين ابن حجر فقال: " وفي رواية كتاب الله وسنتي، وهي المراد من الأحاديث المقتصرة على الكتاب لأن السنة مبينة فاغنى ذكره عن ذكرها، والحاصل أن الحث وقع على التمسك بالكتاب والسنة وبالعلماء بهما من أهل البيت، ويستفاد من مجموع ذلك بقاء الأمور الثلاثة إلى قيام الساعة " (2).

وهذا الذي نقوله نحن فإن تمسكنا بآل البيت هو تحصيل حاصل للتمسك بالسنة، لأنهم أعرف منا بها.

وكلمة أخيرة أقولها: لو صح حديث " كتاب الله وسنتي " فهو قاض بالتمسك بآل البيت، لأن حديث الثقلين من سنة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بلا خلاف، فإلى متى الهروب؟!!

حديث السفينة:

وهو قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك ".

صحة الحديث ومصادره:

هذا الحديث رواه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثمانية من الصحابة وهم:

1 - علي بن أبي طالب (عليه السلام).

____________

1 - صحيح صفة صلاة النبي: ص 289 - 294 وتخريج السقاف هذا رد على كل من حاول تصحيح الحديث مثل الدكتور علي السالوس وغيره.

2 - الصواعق المحرقة: 2 / 439.

الصفحة 412
2 - عبد الله بن عباس.

3 - أبو ذر الغفاري.

4 - أبو سعيد الخدري.

5 - أنس بن مالك.

6 - عامر بن وائلة.

7 - سلمة بن الأكوع.

8 - عبد الله بن الزبير.

وممن صحح الحديث:

الحاكم حيث قال: " هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه " (1).

السيوطي قال فيه: " أخرجه الحاكم وهو صحيح " (2).

ابن حجر الفقيه الشافعي قال: " وجاء من طرق عديدة يقوي بعضها بعضا:

إنما مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح... " (3).

السخاوي، قال: " وبعض هذه الطرق يقوي بعضا " (4).

العيدروس اليمني، قال: " وصح حديث: إن مثل أهل بيتي... " (5).

أحمد زيني دحلان، قال: " وصح عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) من طرق كثيرة أنه قال: " إنما مثل أهل بيتي... " (6).

محمد بن يوسف المالكي المعروف بالكافي حيث قال بعد كلام له: " ويدلك

____________

1 - المستدرك: 3 / 151.

2 - نهاية الإفصال في مناقب الآل، مخطوط.

3 - الصواعق المحرقة: 2 / 445.

4 - استجلاب ارتقاء الغرف، مخطوط.

5 - العقد النبوي والسر المصطفوي، مخطوط.

6 - الفضل المبين.

الصفحة 413
على ذلك: الحديث المشهور المتفق على نقله: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق، وحديث نقله الفريقان وصححه القبيلان، لايمكن لطاعن أن يطعن عليه، وأمثاله في الأحاديث كثيرة " (1).

وقد روى الحديث من القرن الثاني حتى القرن الرابع عشر أكثر من مائة وخمسين عالما من علماء أهل السنة مرسلينه إرسال المسلمات (2).

دلالة الحديث واضحة:

إن دلالة الحديث واضحة كل الوضوح، في تأكيدها على أن النجاة تكون بركوب

____________

1 - السيف اليماني المسلول في عنق من يطعن في أصحاب الرسول: 9، وراجع: تشييد المراجعات للسيد علي الميلاني: 115 و 116.

2 - المستدرك: 3 / 151. المعجم الكبير، الطبراني: ص 130. المعجم الصغير، الطبراني: ص 78.

مجمع الزوائد، الهيثمي: 9 / 168. عيون الأخبار، ابن قتيبة الدينوري: 1 / 211. المعارف، ابن قتيبة: 86.

تاريخ الخلفاء، السيوطي: ص 573. الخصائص الكبرى، السيوطي: 2 / 266. إحياء الميت بهامش الإتحاف، السيوطي: ص 113. الجامع الصغير، السيوطي. الصواعق المحرقة، ابن حجر: ص 184.

تاريخ بغداد: 12 / 91. البدء والتاريخ، مطهر بن طاهر المقدسي: 3 / 22. شرح النهج، ابن أبي الحديد:

1 / 73. روح المعاني، الآلوسي: 25 / 29. مناقب أمير المؤمنين، ابن المغازلي الشافعي. مقتل الحسين، الخوارزمي. فرائد السمطين، الحمويني. نظم درر السمطين، الزرندي الحنفي: ص 235. المحاسن المجتمعة، عبد الرحمن الصفوري: ص 188. شرح ديوان أمير المؤمنين، الميبدي اليزدي: ص 189.

مفتاح النجاة، البدخشي: ص 9. سنن الهدى، عبد النبي بن أحمد القدوسي الحنفي: ص 564.

ينابيع المودة، القندوزي الحنفي: ص 27، 28، 183. راموز الأحاديث، الكمشخانوي، ص 391.

الفتح الكبير، النبهاني: ص 113 و 414. السيف اليماني، محمد بن يوسف التونسي المالكي: ص 9.

الروض الأزهر، السيد شاه تقي الحنفي: ص 359. رشفة الصادي، أبي بكر الحضرمي: ص 79.

أرجح المطالب، عبيد الله الحنفي: ص 329. ذخائر العقبى، محب الدين الطبري: ص 20. حلية الأولياء، أبي نعيم: 4 / 306. منتخب كنز العمال، المتقي الهندي مطبوع بهامش المسند: 5 / 92. ثمار القلوب، الثعالبي: ص 29. كنوز الحقائق، المناوي: ص 141...

الصفحة 414
سفينة آل البيت (عليهم السلام). هذا هو ضمان النجاة الوحيد الذي جعله لنا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في أحاديثه، فليس لأحد أن يأتي ويخترع ضمانا من عنده.

يقول ابن حجر: " ووجه تشبيههم بالسفينة فيما مر أن من أحبهم، وعظمهم شكرا لنعمة مشرفهم (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأخذ بهدي علمائهم، نجا من ظلمه المخالفات ومن تخلف عن ذلك غرق في بحر كفر النعم، وهلك في مفاوز الطغيان " (1).

وقال الواحدي: " انظر كيف دعا الخلق إلى النسب إلى ولائهم، والسير تحت لوائهم، بضرب مثلهم بسفينة نوح (عليه السلام). جعل ما في الآخرة من مخاوف الأخطار وأهوال النار كالبحر الذي لج براكبه، فيورده مشارع المنية ويفيض عليه سجال البلية، وجعل أهل بيته عليه وعليهم السلام مسبب الخلاص من مخاوفه والنجاة من متألفه، وكما لا يعبر البحر الهياج عند تلاطم الأمواج إلا بالسفينة، كذلك لا يأمن نفخ الجحيم ولا يفوز بدار النعيم إلا من تولى أهل بيت الرسول صلوات الله عليه وعليهم، وتخلى لهم وده ونصيحته وأكد في موالاتهم عقيدته، فإن الذين تخلفوا عن تلك السفينة آلوا شر مآل، وخرجوا من الدنيا إلى أنكال وجحيم ذات أغلال، وكما ضرب مثلهم بسفينة نوح، قرنهم بكتاب الله تعالى، فجعلهم ثاني الكتاب، وشفع التنزيل " (2).

وروى هذا الحديث السخاوي في كتابه " استجلاب ارتقاء الغرف " تحت عنوان " باب الأمان ببقائهم والنجاة في اقتفائهم " (3)!!

ورواه السمهودي تحت عنوان " الذكر الخامس ": ذكر أنهم أمان الأمة وأنهم كسفينة نوح (عليه السلام) من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق (4).

____________

1 - الصواعق المحرقة: 2 / 446 - 447.

2 - خلاصة عبقات الأنوار: ص 75 - 76 عن تفسير الواحدي (مخطوط).

3 - خلاصة عبقات الأنوار: ص 74 عن تفسير الواحدي (مخطوط).

4 - المصدر السابق: ص 50، عن جواهر العقدين.

الصفحة 415
تصور نفسك - أخي المسلم - على شاطئ تريد السفر وأمامك ثلاث وسبعون سفينة، كلها ستغرق إلا واحدة ستصل إلى الهدف بأمان، وكل أصحاب السفن ينادون: نحن الناجون، وأثناء حيرتك جاءك خبير السفن - وكنت تعرف صدقه - وقال لك: إذا ركبت السفينة الموسومة بإثني عشر نجوت وإذا تخلفت عنها غرقت. بعد هذا هل ستترك السفينة الموسومة بإثني عشر وتعدل إلى غيرها؟!! لا أعتقد أن أحدا يفعل ذلك.

ونحن هنا في سفينة الحياة. يحدد لنا سيد الخلق (صلى الله عليه وآله وسلم) السفينة الناجية من بين ثلاث وسبعين سفينة. نعم أنت لم تقبل العدول عن السفينة الموسومة بإثني عشر، لأن خبير السفن نصحك بركوبها، ولكن هذا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد حدد لنا السفينة الناجية ونصحنا بركوبها، فمالنا لا نقبل إرشاده ونصحه؟!

لقد نادى نوح (عليه السلام) ابنه ليركب سفينته (يا بني اركب معنا) (1) شفقة عليه، وهكذا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ينادي أمته التي علم بتفرقها يناديها " مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق " فلنذكر هذا ولا نكن كابن نوح الذي قال: (سآوي إلى جبل يعصمني من الماء... فكان من المغرقين) (2).

تبغي النجاة ولم تسلك مسالكها * إن السفينة لا تجري على اليبس

____________

1 - هود: 42.

2 - هود: 43.

الصفحة 416

حديث باب مدينة العلم:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب " (1).

لاريب في أن كل مسلم يحب أن يصله العلم عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بأسلوب صحيح.

والرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في قوله السابق يشبه نفسه بمدينة ويقول: من يريد الإسلام، من يريد العلم الحقيقي فذاك باب علمي لا تحيدوا عنه وادخلوا منه.

____________

1 - صحح هذا الحديث اثنان وعشرون عالما من جهابذة علماء أهل السنة والجماعة وهم: إمام الجرح والتعديل يحيى بن معين. الطبري في تهذيب الآثار. الحاكم النيسابوري في المستدرك. الخطيب البغدادي قاله عنه المولوي حسن زمان في القول المستحسن. الحافظ أبو محمد الحسن السمرقندي في بحر الأسانيد.

مجد الدين الفيروز آبادي صححه في النقد الصحيح. السيوطي في جمع الجوامع. محمد البخاري في تذكرة الأبرار. الأمير محمد اليماني الصنعاني في الروضة الندية. محمد بن طلحة القرشي. ابو المظفر يوسف بن قزاوغلي. الحافظ صلاح الدين العلائي. شمس الدين الجزري. شمس الدين محمد السخاوي. فضل الله بن روزبهان الشيرازي. المتقي الهندي علي بن حسام الدين. ميرزا محمد البدخشاني. ميرزا محمد صدر العالم. ثناء الله باني بتي الهندي. وقد ألف الحافظ محمد بن الصديق المغربي كتابا أثبت فيه صحة هذا الحديث أسماه: فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي ".

ورواه الأميني في الغدير: ص 61 - 77 عن مائة وثلاثة وأربعين مصدرا من مصادر أهل السنة محتجين به، مرسلين إياه إرسال المسلم. فراجعه في ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق، ابن عساكر: 2 / 464.

شواهد التنزيل، الحاكم الحسكاني: 1 / 334. المستدرك، الحاكم: 3 / 126 و 127 وصححه. أسد الغابة: 4 / 22. مناقب علي، ابن المغازلي: 80. كفاية الطالب: 220 و 221. المناقب، الخوارزمي: 40.

نظم درر السمطين: ص 113. ينابيع المودة: ص 65. تاريخ الخلفاء، السيوطي: ص 170. إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار: 140. تذكرة الخواص: 47 و 48. مقتل الحسين، الخوارزمي: 1 / 43.

الاستيعاب بهامش الإصابة: 3 / 38. وراجع الحديث بألفاظ أخرى في صحيح الترمذي: 5 / 637.

حلية الأولياء: 1 / 63. ذخائر العقبى: 77. الصواعق المحرقة: 2 / 120. كنوز الحقائق، المناوي: 46.

مصابيح السنة، البغوي: 2 / 275. تفسير الرازي، راجع ملحق المراجعات: 387 - 388.

الصفحة 417
ولكن هل دخل أهل السنة من الباب الذي رسمه لنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟! الحق إنهم لم يفعلوا ذلك بل صنعوا أبوابا وهمية واقنعوا أنفسهم بأنهم وصلوا إلى علم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)..

ولكن كيف تم لهم ذلك وقد تركوا الباب الحقيقي؟ إن الذي يحاول أن يدخل إلى المدينة من غير المرور ببابها يبقى وراء السور!

إنما المصطفى مدينة علم * وهو الباب من أتاه أتاها

حديث الأمان:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف، فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس " (1).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له " (2).

النجوم تنير الدرب للناس في الظلمات وكذا آل البيت كما هو مقتضى تشبيههم

____________

1 - مستدرك الحاكم: 3 / 149 قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. الصواعق المحرقة: 2 / 445 وصححه. إحياء الميت، السيوطي بهامش الإتحاف: 114. منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد:

5 / 93. ينابيع المودة: 298. جواهر البحار، النبهاني: 1 / 361. وراجع ذخائر العقبى: ص 17. نظم درر السمطين، الزرندي: 234. الجامع الصغير، السيوطي: 2 / 161. الفتح الكبير، النبهاني: 3 / 267.

إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار: ص 128. فرائد السمطين: 2 / 241. مجمع الزوائد: 9 / 147.

ملحق المراجعات: 330 - 331. إحقاق الحق: 9 / 294 - 308.

2 - أخرجه الطبراني في الأوسط. الأربعين، النبهاني: حديث رقم 18. كفاية الطالب، الكنجي الشافعي:

ص 378. مجمع الزوائد، الهيثمي 9 / 168. المعجم الصغير، الطبراني 2 / 22. إحياء الميت، السيوطي بهامش الإتحاف للشبراوي: ص 113. ينابيع المودة: ص 28، 298. رشفة الصادي، أبي بكر الحضرمي: ص 79. أرجح المطالب، عبيد الله الحنفي: ص 33. الصواعق المحرقة: ص 91. فرائد السمطين 2 / 242. ملحق المراجعات: ص 329.

الصفحة 418
بالنجوم. فأرى أنه يجب أن لا أخالف أهل البيت " فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس " هكذا قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!!

علي مع القرآن:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " علي مع القرآن والقرآن مع علي، لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض " (1).

بما أن عليا مع القرآن والقرآن مع علي ولن يفترقا، فهو أولى الناس ببيان القرآن.

فمن أخذ عن غير علي فإنه سيفترق عن القرآن، لأن الرسول أعطى صفة عدم الافتراق عن القرآن لعلي وولده كما في حديث الثقلين!

علي مع الحق:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيث دار " (2).

____________

1 - مستدرك الحاكم: 3 / 124، قال: هذا حديث صحيح الإسناد. الطبراني في الاوسط. الصواعق المحرقة:

2 / 361. تلخيص المستدرك، الذهبي وصححه: 3 / 124. الجامع الصغير، السيوطي: 2 / 56.

فيض القدير، الشوكاني: 4 / 358. ينابيع المودة: ص 40. المناقب، الخوارزمي: ص 110. كفاية الطالب: ص 399. تاريخ الخلفاء، السيوطي: ص 173. نور الأبصار: ص 73...

2 - تاريخ بغداد: 14 / 321. ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق 3 / 119. الإمامة والسياسة 1 / 73.

منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد 5 / 30. فرائد السمطين 1 / 177. أرجح المطالب، عبيد الله الحنفي:

ص 598، المناقب، ابن مردويه. فضائل الصحابة، السمعاني. ربيع الأبرار، الزمخشري. الغدير 3 / 178. وراجع صحيح الترمذي: 5 / 633. المستدرك على الصحيحين 3 / 124. المناقب، الخوارزمي الحنفي: 56. شرح النهج، ابن أبي الحديد: 2 / 572. الفتح الكبير، النبهاني: 2 / 131. جامع الأصول، ابن الأثير: 9 / 420. إحقاق الحق: 5 / 626 عن المحاسن والمساوي، البيهقي: 41. الإنصاف، الباقلاني:

ص 58. المناقب، عبد الله الشافعي: ص 28 (مخطوط). الجمع بين الصحاح، رزين (مخطوط). تاريخ الإسلام، الذهبي: 2 / 198. مفتاح النجا، البدخشي (مخطوط). شرح ديوان أمير المؤمنين، الميبدي:

ص 180 (مخطوط). أرجح المطالب: ص 599. مجمع الزوائد 7 / 35. راجع ملحق المراجعات: 400.

الصفحة 419
المفهوم من هذا النص أن أقوال علي وأفعاله كلها حق، لأنه مع الحق، يدور معه حيث دار. فهو يهدي للحق كيفما تحرك والذي يهدي للحق أحق أن يتبع بنص القرآن (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى) (1).

فالنص النبوي " علي مع الحق " بالإضافة إلى النص الإلهي (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع) يعني: أن عليا أحق أن يتبع. فهل سنلتزم بمدلول النصين ونتبع من يهدي إلى الحق، فضلا عمن يدور معه الحق حيث دار؟!

علي المبين:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي " أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه بعدي " (2).

بمقتضى هذا النص: التبيان بعد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) محصور بعلي (عليه السلام). وفي مصنف عبد الرزاق " إن رجلا سأل عمر عن بعض النعام يصيبه المحرم فقال له عمر: أرأيت عليا؟

اسأله فإنا أمرنا أن نشاوره!! " يقول محمد رواس قلعه جي: " فقول عمر (رضي الله عنه) " أمرنا " ينصرف إلى أن الآمر لهم هو رسول الله كما هو معهود من كلام السلف رضوان الله عليهم ".

وقد نقل ابن قدامة المقدسي في كتابه (المغني) عن حبر الأمة عبد الله بن عباس أنه كان يقول " إذا ثبت لنا عن علي قول لم نعده إلى غيره " (3).

____________

1 - يونس: 35.

2 - مستدرك الحاكم: 3 / 122 وقال: صحيح على شرط الشيخين. كنز العمال: 6 / 156. المناوي في كنوز الحقائق: ص 188. تاريخ دمشق: 2 / 488. مقتل الخوارزمي: 1 / 86. المناقب، الخوارزمي:

ص 236. ينابيع المودة: ص 182. منتخب الكنز بهامش المسند: 5 / 33. وراجع شرح النهج:

9 / 169. حلية الأولياء: 1 / 63. مطالب السؤول، ابن طلحة الشافعي: 1 / 60. الميزان، الذهبي:

1 / 64. كفاية الطالب: ص 212. فرائد السمطين: 1 / 145. فتح الملك العلي: ص 18. الغدير: 3 / 96.

ملحق المراجعات: ص 388.

3 - راجع موسوعة فقه علي بن أبي طالب، محمد رواس قلعه جي: ص 5 و 6.