الصفحة 574
وقال الشيخ سليمان القندوزي الحنفي: " المحقق عند الثقات أن ولادة القائم (عليه السلام) كانت ليلة الخامس عشر من شعبان، سنة خمس وخمسين ومائتين في بلدة سامراء " (1).

وتقول المدرسة الإمامية: إن للمهدي غيبتين. قال الرافعي: " هذا وللمهدي حسب أخبار أئمة أهل البيت - غيبتان: صغرى وكبرى، فالصغرى مدتها أربع وسبعون سنة، تمتد من تاريخ ولادته (2) إلى حين انقطاع السفارة بينه وبين شيعته، وأن هؤلاء السفراء كانوا يرونه وينقلون منه وإليه الأسئلة والأجوبة...

وعدد هؤلاء السفراء في زمن الغيبة الصغرى أربعة لا غير، هم: عثمان بن سعيد بن عمرو العمري، ومحمد بن عثمان بن سعيد العمري، والحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي، وعلي بن محمد السمري رضوان الله عليهم.

وأما الغيبة الكبرى فهي التي تحصل بعد الأولى وفي آخرها يقوم بالسيف " (3).

وقال: " وبهذا يكون الأرجح صحة فكرة المهدي باعتبارها أحد الأمور الخارقة للعادة، كالنار التي جعلها الله بردا وسلاما على إبراهيم، والعصا التي صيرها ثعبانا لموسى...

ومن هنا يكون الأولى بكل مسلم والأحوط لدينه أن يعتقد وجود المهدي حيا إلى حين ظهوره ثانية!!...

ولا نقبل الاعتراض بأن المهدي من المستحيل بقاؤه حيا ما ينيف على ألف سنة، لأن طول العمر هذا جرى لغيره من قبله، كنبي الله نوح (عليه السلام) الذي لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما...

____________

1 - راجع: شمس المغرب: ص 11 عن ينابيع المودة: ص 452.

2 - والصحيح إن الغيبة الصغرى كانت سنة 260 هـ‍ يوم استشهاد الإمام الحسن العسكري (عليه السلام).

3 - إسلامنا: ص 189.

الصفحة 575
روى أنس بن مالك عن النبي قوله: إن نوحا عاش ألفا وأربعمائة وخمسين سنة، وإن آدم عاش تسعمائة وثلاثين سنة، وإن نبي الله شيث عاش تسعمائة واثنتي عشرة سنة.

وكذلك لا يقبل الاعتراض على وجود المهدي بأنه لم يشاهده أحد بعد غيبته الثانية، إذ ليس كل موجود بقدرة الله يقتضي رؤيته. فالملائكة والجن من العوالم الموجودة بيننا دون أن نراها، بل الله سبحانه موجود وهو معنا أينما كنا ولكنه لا تدركه الأبصار. فهل عدم رؤيته من جانبنا دليل على عدم وجوده؟ " (1).

" نعم، ليس هناك أية غرابة في وجود المهدي. ومن ينكر بقاءه حيا يلزمه إنكار حياة عيسى والخضر، وهما قبل المهدي بآلاف السنين.

ومن ينكر وجود المهدي لكونه غائبا فلينكر وجود إبليس فهو أيضا غائب عن أنظارنا، فغيبة الإمام ليست دليلا على عدم وجوده، كما أن غياب الخضر وعيسى وإبليس والدجال ليس دليلا على عدم وجودهم.

أما لماذا غاب الإمام؟ فهذا أمره إلى الله ولا تظهر الحكمة من ذلك إلا بعد ظهوره، كما أن الحكمة لم تظهر لموسى (عليه السلام) من قتل الخضر للصبي وخرقه للسفينة... وهدمه الجدار إلا فيما بعد، ولكن ينبغي الالتفات إلى حقيقة مهمة وهي: أن غيبة الإمام ليست من الله ولا من الإمام نفسه. بل غيبته منا.

هذا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اختفى في الغار - وإن كان لفترة قصيرة - فهل كان غيابه عن الناس من نفسه أو أن الله حرم الناس رؤيته المباركة؟ أو أن الناس هم السبب في غيابه إذ لاحقوه ورفضوا دعوته؟!

وهؤلاء أصحاب الكهف تواروا عن أعين الخلق وذلك بسبب الناس. وكذا الحال مع المهدي الذي كان محط أنظار الحكم العباسي.

____________

1 - إسلامنا: ص 192 - 193.

الصفحة 576
وقد ضرب أحد العلماء مثلا لتقريب الصورة فقال: لو أعطاك الطبيب وصفة وقال لك اصرفها فرميتها في البحر، فليس على الطبيب ذنب إذا تضاعف مرضك وإنما الذنب ذنبك. وهكذا الحال مع الأمة فالذنب ذنبها إذ رفضت الوصفة الإلهية في اتباع آل البيت.

وخلاصة القول: إنه لا يسوغ لمسلم أن يعتقد بأن فكرة المهدي المنتظر خرافة من نسج الخيال، بل الأولى به والأجدر والأحوط لدينه اعتقادها حقيقة ما دامت قد اعترفت بها جميع الكتب السماوية " (1).

(ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) (2)، (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين) (3)

____________

1 - إسلامنا: ص 200 - 201.

2 - الأنبياء: 105.

3 - القصص: 5.

الصفحة 577

فهؤلاء أئمتنا

نعم، هؤلاء هم أئمتنا حجج الله على عباده، وأمناؤه في بلاده. لقد تناقلوا علم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كاملا واحدا بعد واحد.

وفي أبناء علي يقول أبو زهرة: " لقد قام أولئك الأبناء بالمحافظة على تراث أبيهم الفكري، وهو إمام الهدى، فحفظوه من الضياع، وقد انتقل معهم إلى المدينة...

وبذلك ننتهي إلى أن البيت العلوي فيه علم الرواية كاملة عن علي (رضي الله عنه)، رووا عنه ما رواه عن الرسول كاملا! أو قريبا من الكامل! ورووا عنه فتاويه كاملة، وفقهه كاملا أو قريبا من الكمال، واستكنوا بهذا العلم المشرق في كن من البيت الكريم... ومهما يكن فقد كان جزء كبير من علم آل البيت هو علم علي، آل إليهم من تركته المثرية " (1).

أجل لقد جعل النبي علمه عند حملة الإسلام من بعده وهذا الذي يفرضه العقل والشرع. والقرآن والسنة كيان واحد لا يفهمان إذا فقد شئ منهما، والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يعلم أن كثيرا من صحابته ممن حفظوا السنن وتفردوا بها سيموتون في الحروب والأمراض، أو يرتدون والسنة معهم، ولابد أنه كان يعلم أن أكثر من مائة ألف صحابي لن يصل إلينا عنهم شئ وبما أنه كان يعلم كل هذا (2)، وجب القول: إنه (صلى الله عليه وآله وسلم) اتخذ إجراءا حاسما لحفظ سنته من التشتت والضياع، وهو ما نقوله وننادي به.

والإجراء الحاسم هذا هو إنه جعل سنته وعلومه عند علي بن أبي طالب (عليه السلام) لتنتقل منه إلى ولده حتى ورود الحوض، وبذلك لا تضيع السنة.

____________

1 - الإمام الصادق: ص 163 - 164.

2 - وإذا لم يكن يعلم فالله يعلم فيبقى الإشكال قائما!

الصفحة 578
" قال سعيد بن أبي مريم: قيل لأبي بكر بن عياش: مالك لم تسمع من جعفر - الصادق (عليه السلام) - وقد أدركته؟ قال: سألناه عما يتحدث به من الأحاديث، أشئ سمعته؟

قال: لا ولكنها رواية رويناها عن آبائنا " (1).

وقال ابن سعد: " وسئل مرة - جعفر الصادق -: سمعت هذه الأحاديث من أبيك؟

فقال: نعم، وسئل مرة فقال: إنما وجدتها في كتبه " (2).

" وكان عند محمد بن علي الباقر بن علي بن الحسين كتب كثيرة، سمع بعضها منه ابنه جعفر الصادق وقرأ بعضها " (3).

نعم، فأئمة آل البيت لا يروون إلا عن آبائهم أو من الكتب التي يتوارثونها.

ووال أناسا قولهم وحديثهم * روى جدنا عن جبرئيل عن الله

وليس عند أئمة آل البيت قياس ولا استحسان ولا رأي، وإنما هو كتاب أو سنة منقولة عن الرسول، عن جبريل، عن الله.

سئل الإمام الصادق (عليه السلام): بأي شئ يفتي الإمام؟ فقال: بالكتاب. فقال السائل:

فما لم يكن في الكتاب؟ فقال الصادق: بالسنة. فقال السائل: فما لم يكن في الكتاب والسنة؟ فقال: ليس شئ إلا في الكتاب والسنة.

وقال الصادق (عليه السلام): " حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث أبيه، وحديث أبيه حديث علي بن أبي طالب، وحديث علي حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وحديث رسول الله قول الله عز وجل " (4).

قل لمن حجنا بقول سوانا * حيث فيه لم يأتنا بدليل
نحن قوم إذا روينا حديثا * بعد آيات محكم التنزيل

____________

1 - تهذيب التهذيب: 2 / 88.

2 - المصدر السابق: ص 104.

3 - المصدر السابق.

4 - معالم الشريعة الإسلامية، صبحي الصالح: ص 52.

الصفحة 579

عن أبينا عن جدنا ذي المعالي * سيد المرسلين عن جبريل
وكذا قال جبرائيل عن الله * بلا شبهة ولا تأويل

قال الصادق (عليه السلام): والله ما نقول بأهوائنا ولا نقول برأينا، ولا نقول إلا ما قال ربنا، فمهما أجبتك فيه بشئ فهو عن رسول الله، لسنا نقول برأينا من شئ.

وسأل رجل أبا عبد الله - الصادق - عن مسألة فأجابه فيها، فقال الرجل: أرأيت إن كان كذا وكذا ما يكون القول فيها؟ فقال له: مه، ما اجبتك فيه من شئ فهو عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولسنا من: (أرأيت) في شئ.

وقال الإمام الباقر (عليه السلام): لو حدثناكم برأينا ضللنا، كما ضل من كان قبلنا، ولكنا نحدثكم من ربنا، بينها لنبيه لنا.

وقال (عليه السلام): إنا لو كنا نحدثكم برأينا وهوانا لكنا من الهالكين، ولكنا نحدثكم بأحاديث نكنزها عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم.

وقد عاتب أحدهم ابان بن تغلب على ولائه للإمام الباقر (عليه السلام) وروايته عنه فقال:

كيف تلومونني في روايتي عن رجل ما سألته عن شئ إلا قال: قال رسول الله (1).

هذا هو منهج أهل البيت في الرواية. فلو قبلت الأمة بهم ومارسوا دورهم في قيادة الأمة، لما احتجنا إلى كتب الجرح والتعديل، والبحث في أحوال الرواة... فمنهج أئمة أهل البيت في الرواية هو المنهج الأصيل، الذي يحفظ السنة من الضياع والتلاعب في دلالتها.

والطريقة التي اتبعها المحدثون - من أهل السنة - في الرواية، غير مجدية قياسا لطريقة أئمة آل البيت، بل يحيطها كثير من الإشكالات وقد تحرمنا كثيرا من النصوص الصحيحة. فمثلا إذا واجه علماء الحديث حديثا في سلسلة رواته راو مجهول، فيحكمون بضعف الحديث ولا يأخذون به. واحتمال كون الراوي المجهول ثقة وارد! ومعناه احتمال

____________

1 - راجع هذه الروايات في كتب الإمامية.

الصفحة 580
كون الحديث صحيحا! ولكن لما خفي حال الراوي المجهول على المحدثين أسقطوا الحديث.

ونحن بهذه الطريقة نحرم من كثير من الأحاديث، وذلك بسبب قصور علماء الحديث عن معرفة حال الراوي المجهول. ألا يكون حال الامة لو اختارت من البداية أئمة آل البيت قادة لها أفضل؟ فلاتقع في هذه الإشكالات، ولانتوقف عن العمل بكثير من الأحاديث.

ولا يأخذ المحدثون بالحديث المنقطع (1) بسبب جهالة الراوي مع احتمال كون الراوي ثقة وارد، والذي يساوي صحة الحديث، ولكن لقصور المحدثين عن معرفة الراوي الساقط لم يأخذوا بالحديث. وهذا يحرمنا من كثير من الأحاديث!

ولا يأخذ المحدثون بالحديث المعضل (2) بسبب عدم اتصال السند وجهالة الرواة الساقطين. واحتمال كون الحديث صحيحا وارد، ولكن لعدم معرفة علماء الحديث الرواة الساقطين حكموا عليه بالضعف، وبذلك نحرم نحن من أمثال هذه الأحاديث بسبب قصور المحدثين!

ولا يأخذ المحدثون بالحديث المرسل (3)، نتيجة جهالة الراوي الساقط، مع أن هذا الراوي قد يكون ثقة، ولكن قصور المحدثين هو الذي حرمنا من هذه الأحاديث!

فالعلة في حرماننا من هذه الأنواع من الأحاديث هي قصور المحدثين عن معرفة الراوي المجهول، وبسبب الرواة الذين يسقطون من يروون عنه.

فبدلا من كل هذه الإشكالات التي تحرمنا من أحاديث قد تكون صحيحة، جعل الله لنا طريقة أسهل وأضمن لتلقي السنة. وهي الرجوع لأئمة آل البيت الذين يروون عن جدهم بسند متصل لا لبس فيه ولا جهالة ولا أي علة.

____________

1 - هو الحديث الذي سقط من إسناده راو قبل الصحابي أو ذكر فيه رجل مبهم ويشترط أن يكون الساقط واحدا فقط أو اثنين لا على التوالي.

2 - هو ما سقط من إسناده في أي موضع كان راويان فأكثر على التوالي كأن يقول مالك: قال رسول الله مسقطا صحابيا وتابعيا على التوالي.

3 - هو الحديث الذي يرفعه التابعي إلى النبي من غير ذكر لمن أخذ عنه، وهو ضعيف عند جمهور المحدثين.

الصفحة 581
فطريقة أهل السنة في التعامل مع الرواية، تحرمنا كثيرا من النصوص التي تفيدنا في العقيدة والشريعة والأخلاق، وما ذلك إلا بسبب إهمال الرواة، إذ أسقطوا من رووا عنه، أو بسبب قصور المحدثين عن معرفة حال الراوي المجهول.

فإذا عجز المحدثون عن معرفة الرواة المجهولين، وإذا أسقط الرواة من رووا عنه، فما ذنبنا نحن أن نحرم من هذه الفيوضات النبوية والتي نحتمل صحتها؟!!

إذن يلزمنا القول بأن الله عزوجل قد تكفل بإيصال السنة النبوية كاملة صحيحة.

وليس هناك طريقة إلا التي ذكرنا.

ولنسأل أنفسنا: هل يقبل الله بطريقة أهل السنة في التعامل مع الأحاديث؟ هل يرضى الله بإسقاط حديث ما نتيجة جهالة الراوي عند المحدثين، مع علم الله أن هذا الراوي من أضبط الناس وأعدلهم؟!

هل يقبل الله بإسقاط حديث ما نتيجة عدم معرفة المحدثين للراوي أو الرواة الساقطين عن سنده، مع علم الله بهم وبعدالتهم؟!

وهل يرضى عزوجل بتضييع سنة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) وحرمان عباده منها وقد أمرهم بالتمسك بها. كلا إن الله هيأ الأسباب لإيصال السنة كاملة صحيحة قطعية في دلالتها، ولكن الأمة هي التي جنت على نفسها إذ أخطأت الطريق ولم تقبل الوصفة الإلهية باتباع آل البيت.

بعد هذا أعود فأقول: لماذا لا يأخذ أهل السنة دينهم عن أئمة آل البيت؟ بل لنا أن نقول: لماذا لا نجد ذكرا لأئمة آل البيت عندهم؟

لقد بقيت أربع سنوات في دراستي وما سمعت أحد مشايخنا يذكرهم بشئ، اللهم إلا مرة قال أحد أساتذتنا: إن جعفر الصادق كان سنيا!! وهو قول مع احترامي لقائله يضحك الثكلى. فإذا كان سنيا فلم لا نجد علومه - والتي ملأت الخافقين - عند أهل السنة؟! أليس هو استاذ مالك وأبي حنيفة؟! نحن لسنا بصدد مناقشة هذا القول لأنه لا يحتاج إلى نقاش، والبين لا يحتاج إلى بيان.


الصفحة 582

ما بعد الغيبة الصغرى

قلنا إن الغيبة الصغرى للمهدي (عليه السلام) بدأت سنة 260 هـ‍ واستمرت حتى سنة 329 هـ‍، والغيبة الكبرى مستمرة منذ انتهاء الغيبة الصغرى حتى يظهره الله. وقد يسأل البعض كيف نتلقى الإسلام وقد غاب الإمام الموكل ببيان الإسلام للناس؟

فنقول: إن أئمة أهل البيت كانوا يعلمون بغيبة الإمام المهدي (عليه السلام) لذلك وضعوا برنامجا كاملا لكيفية تلقي الإسلام بعد الغيبة، وهو الرجوع إلى رواة حديثهم. وأئمة الهدى وضعوا القواعد العامة لكيفية التعامل مع الرواية إلى غيرها من تفصيلات هذا الموضوع الموجودة في كتب الإمامية الباحثة في هذا الشأن.

ولقد دأب أئمة آل البيت على نشر علوم الإسلام كلما سنحت لهم الفرصة. وفي عهد الإمام الصادق (عليه السلام) فتح المجال أمامه - أكثر من غيره - لنشر الفكر الإسلامي فكان يلقي دروسه على تلاميذه الذين بلغوا أربعة آلاف تلميذ. وكان هناك أربعمائة تلميذ من خواص الصادق (عليه السلام)، وكان لكل واحد منهم مصنف يتضمن ما سمعه من الإمام. وسميت هذه الأربعمائة مصنف ب‍ (الأصول الأربعمائة)، ونقلها فيما بعد محدثو الإمامية إلى كتبهم الحديثية.

وأما كتب الحديث عند الإمامية فهي:

1 - (الكافي) لأبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني الرازي (ت / 329 هـ‍). صنفه مؤلفه في 34 كتابا و 326 بابا، وعدة أحاديثه 16199 حديثا.

2 - (من لا يحضره الفقيه) لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي الصدوق (ت / 381 هـ‍).

جزأه مؤلفه أربعة أجزاء، وبوبه 666 بابا وضمنه 5998 حديثا.

3 - (تهذيب الأحكام) لأبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (ت / 460 هـ‍) عدة أبوابه 393 بابا، وعدد أحاديثه 13590 حديثا.


الصفحة 583
4 - (الاستبصار فيما اختلف من الأخبار) لأبي جعفر الطوسي أيضا عدد أحاديثه 5511 حديثا.

5 - (الوافي) للشيخ محمد بن مرتضى المدعو بمحسن الكاشاني يحتوي 14 كتابا و 50000 حديث.

6 - (وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة) لمحمد بن الحسن الحر العاملي.

عدد أحاديثه 35850 حديثا.

7 - (بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار) لمحمد باقر بن محمد تقي المجلسي طبع على الحروف في 110 مجلدات.

8 - (مستدرك الوسائل ومستنبط الدلائل) لميرزا حسين النوري. فيه زهاء ثلاثة وعشرين ألف حديث، استدركها مؤلفه على كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (1).

وأشهر هذه الكتب: الأربعة الأولى، وهي تعرف بالكتب الأربعة. يقول السيد العسكري: " هكذا أصبحت الموسوعات الحديثية الأربع منذ تأليفها إلى عصرنا الحاضر محور البحوث الفقهية بمدرسة أهل البيت، يرجع إليها فقهاؤهم لاستكشاف سنة الرسول في الأحكام، ومنها يستنبطون أحكام الإسلام بعد القرآن. وقد مر بنا أن الموسوعات الحديثية الأربع أخذت الحديث من الأصول والمدونات الحديثية الصغيرة، وأن الأصول والمدونات الحديثية الصغيرة كانت قد أخذت الحديث من أئمة أهل البيت.

وأن أئمة أهل البيت كانوا يبرؤون من القول بالرأي، وإنما كانوا يعتمدون جامعة الإمام علي في بيان الأحكام، وأن جامعة الإمام علي قد أملاه رسول الله على الإمام وكتبه الإمام بخطه " (2).

قال الشيخ البهائي - من كبار الإمامية -: " إن جميع أحاديثنا إلا ما ندر تنتهي إلى

____________

1 - راجع هذه المعلومات في كتاب: أصول الحديث، الدكتور الفضلي: ص 51 - 61 مع تصرف منا واختصار.

2 - معالم المدرستين: 2 / 322.

الصفحة 584
الأئمة الاثني عشر، وهم ينتمون فيها إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وما تضمنته كتب الخاصة - أي الشيعة - من الأحاديث المروية عن أئمتهم (عليهم السلام) تزيد على ما في الصحاح الستة بكثير كما يظهر للمتتبع، وقد بلغت مرويات راو واحد، وهو أبان بن تغلب عن الإمام الباقر ثلاثين ألف حديث، وقد جمع القدماء من المحدثين هذه المرويات في أربعمائة كتاب عرفت عند المحدثين بالأصول، ثم جمعها من تأخر عنهم في الكتب الأربعة، تسهيلا على طالب تلك الأخبار " (1).

" وفي أعيان الشيعة أن الأصول الأربعمائة قد بقي بعضها إلى العصور المتأخرة في خزائن الكتب عند علماء الشيعة كالحر العاملي والمحاسبي والمعاصر الميرزا حسين النوري، وغيرهم، وتلف أكثرها ولكن مضامينها محفوظة في مجاميع كتب الحديث، لأن علماءنا من أوائل المائة الرابعة إلى النصف الأول من القرن الخامس قد أخذوا كتبهم منها " (2).

قال الدكتور الفضلي: " وكانت الغيبة الصغرى، ومن خلال الدور الذي قام به السفراء تمهيدا للغيبة الكبرى، كي يعتمد الشيعة من بعد السفراء على الاستقلال بأنفسهم، وذلك بالرجوع إلى العلماء بالتشريع الذين أطلق عليهم فيما بعد ب‍ (نواب الإمام)، وقد عبر عن وظيفتهم الشرعية ب‍ (النيابة العامة).

وقد تم هذا في هدي التوقيع الشريف الصادر من الإمام المهدي (عليه السلام)، والذي يقول فيه: " وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم " (3).

وقد رسم الأئمة للناس طريقا يسيرون عليه وهو التقليد، يقول الإمام الحسن

____________

1 - الاصول العامة للفقه الجعفري، هاشم معروف الحسني: ص 80 عن الوجيزة.

2 - المصدر السابق: ص 94.

3 - تاريخ التشريع الإسلامي: ص 222 - 223.

الصفحة 585
العسكري (عليه السلام): " فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا لهواه مطيعا لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه " (1).

ومن هنا فإن الشيعة يرجعون للعلماء لمعرفة أحكام الإسلام. فبعد دراسة لمختلف العلوم الإسلامية يقوم المجتهد - الذي تتوفر فيه شروط المرجعية ويسمى بالمرجع - بكتابة رسالة عملية وهي عبارة عن كتاب يحوي مسائل الفقه فيأخذه العامي ويطبق ما فيه من أحكام. والتقليد يكون في المسائل الشرعية، أما الجانب العقيدي فلا تقليد فيه.

هذه صورة مختصرة عن كيفية تلقي الإسلام بعد الغيبة الصغرى، ومن أراد التوسع في هذا الموضوع فليرجع إلى كتب الإمامية المختصة بهذا الشأن.

ولا بد من القول إن علماء الإمامية يعتمدون في استنباط الأحكام الشرعية على الكتاب والسنة وكفى بهما من مصدرين.

قال أحمد أمين: " ومنحى الفقه الشيعي يشبه الفقه السني في اعتماده على الكتاب والسنة " (2).

وقال أبو زهرة: " ولا شك أنها - الشيعة - في كل ما تقول تتعلق بنصوص قرآنية أو أحاديث منسوبة إلى النبي " (3).

وقال الأستاذ محمد النبهان - مدير دار الحديث الحسنية الرباط -: " ونستطيع أن نقول أن المنهج الاجتهادي للمذهب الشيعي مستمد من المنهج الذي اعتمده الإمام الصادق " (4).

____________

1 - الاحتجاج: 2 / 263.

2 - ضحى الإسلام: 3 / 276.

3 - تاريخ المذاهب الإسلامية: ص 39.

4 - المدخل للتشريع الإسلامي: ص 299.

الصفحة 586

علم الإمام

يتهم بعضهم الشيعة بأنهم يعتقدون بأن الأئمة يعلمون كل شئ. وهذا كذب على الشيعة، وما يوجد في بعض كتبهم من هذه الأقوال فهي ساقطة. ولا يعتد بها لمخالفتها صريح القرآن، والقاعدة في المدرسة الإمامية لقبول أي رواية هو عرضها على كتاب الله، فإن وافقته يؤخذ بها وإن خالفته يضرب بها عرض الجدار. والقرآن يقول: (قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله) (1) فأي رواية عند الإمامية تخالف هذا النص فإنه يضرب بها عرض الجدار.

والله عزوجل أطلع نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) على بعض الغيبيات (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول) (2) وعلم الأئمة هو علم الرسول فقط.

قال الإمام الصادق (عليه السلام) مخاطبا أبا بصير المرادي: إن علم علي بن أبي طالب (عليه السلام) من علم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فعلمناه نحن فيما علمناه، فالله فاعبد وإياه فارج.

وقال (عليه السلام): أترون الأمر إلينا نضعه حيث نشاء؟ كلا والله، إنه لعهد من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى رجل فرجل حتى ينتهي إلى صاحبه.

يقول المفسر الإمامي الطبرسي: " لقد ظلم الشيعة الإمامية من نسب إليهم القول بأن الأئمة يعلمون الغيب، ولا نعلم أحدا منهم استجاز الوصف بعلم الغيب لأحد من الخلق. فأما ما نقل عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ورواه الخاص والعام من الإخبار بالغائبات في خطب الملاحم وغيرها مثل الإيماء إلى صاحب الزنج، وإلى ما ستلقاه الأمة من بني مروان، وما إلى ذلك مما أخبر به هو وأئمة الهدى من ولده. أما هذه الأخبار فإنها متلقاة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مما أطلعه الله عليه، فلا معنى لنسبة من يروي عنهم هذه الأخبار

____________

1 - النمل: 65.

2 - الجن: 27 و 26.

الصفحة 587
المشهورة إلى أنه يعتقد كونهم عالمين الغيب وهل هذا إلا سب قبيح وتضليل لهم، بل تكفير، لا يرتضيه من هو بالمذاهب خبير، والله هو الحاكم وإليه المصير " (1).

لا غلو في الأئمة

واتهم الشيعة بأنهم يقولون بألوهية الأئمة وأنهم يرزقون ويميتون...

وهذه الأقوال لبعض الفرق الغالية ولكنها نسبت للإمامية جهلا أو تجاهلا.

فالإمامية تبعا لأئمة الهدى تبرأوا من هذه الأقوال وكفروا قائليها.

قال الإمام الصادق (عليه السلام) لصالح بن سهل: " يا صالح، إنا والله عبيد مخلوقون، لنا رب نعبده، وإن لم نعبده عذبنا " (2).

وقال الإمام الرضا (عليه السلام): " من قال بالتناسخ فهو كافر، ثم قال: لعن الله الغلاة، ألا كانوا يهودا، ألا كانوا مجوسا، ألا كانوا نصارى، ألا كانوا قدرية، ألا كانوا مرجئة، ألا كانوا حرورية، وقال: لا تقاعدوهم، ولا تصادقوهم، وابرأوا منهم، برئ الله منهم " (3).

قال الشيخ المفيد: " والغلاة من المتظاهرين بالإسلام، هم الذين نسبوا أمير المؤمنين والأئمة من ذريته (عليهم السلام) إلى الألوهية والنبوة، ووصفوهم من الفضل في الدين والدنيا إلى ما تجاوزوا فيه الحد، وخرجوا عن القصد، وهم ضلال كفار، حكم فيهم أمير المؤمنين (عليه السلام) بالقتل والتحريق بالنار، وقضت الأئمة عليهم بالاكفار والخروج عن الإسلام " (4).

إن الأئمة عباد لله مخلوقون وفيهم جميع صفات البشر إلا أن الله اصطفاهم وجعلهم

____________

1 - مجمع البيان - تفسير سورة هود، الآية: 123.

2 - شرح اعتقادات الصدوق.

3 - عيون أخبار الرضا، الصدوق.

4 - شرح اعتقادات الصدوق.

الصفحة 588
حججا على خلقه كي يستقيم أمر الدين ولا يقول أحد لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك.

قال مصطفى الشكعة: الإمامية " يبرؤون من المقالات التي جاءت على لسان بعض الفرق ويعدونها كفرا وضلالا " (1).

وقال محمد فريد وجدي: " الزيدية والإمامية الذين يؤلفون المذهب الوسط يحاربون الشيعة الحلوليين حربا شعواء ويعتبرونهم غلاة يسيئون إلى المذهب بل يعتبرونهم مارقين عن الإسلام " (2).

وقال عرفان عبد الحميد - استاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة بغداد -: " لذا فليس إلا من قبيل التشويه المخزي درج تعاليم الغلاة تحت مصطلح الشيعة، ومن هنا ظهر فساد الأحكام التعسفية التي أطلقها البعض على الشيعة والصور المنافية للحقيقة التي كونوها عنهم، ومن قبيل ذلك ما قاله جولد زيهر، وفريد لندر، وأحمد أمين، والآخرون عن الشيعة " (3).

إن الإمامية لا يغلون في أئمتهم ولكن من يقول: إن مائة وأربعة عشر ألف صحابي كلهم عدول، هو الذي يغلو!

ومن يقول: إن النبي يخطئ ويصوب له عمر ست مرات، هو الذي يغلو! والذي يغلو هو الذي ينسب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قول: لو وقع العذاب لما نجا منه إلا ابن الخطاب. والذي يغلو من قال: إن الشيطان يهرب من عمر، ولا يهرب من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). والذي يغلو من يجعل صحيحي البخاري ومسلم معصومين! فالإمامية معتدلون ولم يقولوا هذه المقالات!

____________

1 - إسلام بلا مذاهب.

2 - دائرة المعارف الإسلامية: 14 / 63.

3 - دراسات في الفرق والعقائد الإسلامية: ص 32.

الصفحة 589

عصمة الإمام

يعتقد الإمامية أن الأئمة الاثني عشر معصومون كعصمة الأنبياء. وأعتقد أن من فهم نظرية الإمامة سيقتنع حتما بوجوب عصمة الإمام. فكما أن الأنبياء يحتاجون إلى العصمة في أداء مهمتهم فكذا الأئمة. فهم والأنبياء سواء في المهام الملقاة على عاتقهم، لذلك وجبت عصمتهم. والقرآن يمنع غير المعصوم من نيل الإمامة قال تعالى: (لا ينال عهدي الظالمين) وقد تبين ذلك في بحثنا عن الإمامة.

وعصمة آل البيت أثبتها الله في قرآنه كما في آية التطهير. وحديث الثقلين خير دليل على عصمة الأئمة، فمن لا يفترق عن القرآن فهو معصوم. وإخال أنني لست بحاجة إلى إعادة.

لقد قال أهل السنة بعدالة كل الصحابة لأنهم حملة الشريعة قال الجويني:

" والسبب في عدم الفحص عن عدالتهم، أنهم حملة الشريعة " وقال القرشي: " إن حفظ الدين يقتضي عدالة الصحابة إذ كيف يعد الله سبحانه بحفظ دينه (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) (1). بينما حملته ونقلته عن نبيه مطعون في عدالتهم ونزاهتهم ".

فالعلة التي أوجب أهل السنة لأجلها عدالة الصحابة - وهي كونهم حملة الشريعة - هي نفسها التي أوجب الشيعة من أجلها عصمة الأئمة. والعدالة ذاتها لا تكفي لحفظ الإسلام، فقد يكون إنسان ما من أعدل الناس ولكنه يخطئ وينسى. ولو كانت العدالة كافية فيمن يبلغ عن الله لا كتفى الله بصفة العدالة في أنبيائه ولم يلتفت للعصمة.

ولكن الله عز وجل يعلم أن العدالة غير كافية لحفظ الإسلام نصا ودلالة، لذلك أوجب العصمة فيمن يبلغ عنه. والعصمة تشمل العدالة، فكل معصوم عادل وليس كل عادل معصوم. وبهذا نرى عظمة الفكر الشيعي في طرحه لنظرية العصمة.

____________

1 - الحجر: 9.

الصفحة 590
والشيعة لم ينفردوا بالقول بالعصمة بل شاركهم أهل السنة هذا المقال. فأهل السنة يقولون بعصمة الأمة، فلم التشنيع على الشيعة؟ ومن كان بيته من زجاج لا يضرب بيوت الناس بالحجارة!

والقول بعصمة اثني عشر إماما هو دون القول بعدالة مائة وأربعة عشر الف صحابي.

ولابن كثير كلام في ابن تيمية يستفاد منه عصمة ابن تيمية! قال: " وبالجملة كان (رحمه الله) من كبار العلماء ممن يخطئ ويصيب، ولكن كان خطؤه بالنسبة لصوابه كنقطة في بحر لجي " (1).

إذا كان ابن تيمية يخطئ ويصيب فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - عند أهل السنة - يخطئ ويصيب.

وقوله: " كان خطؤه بالنسبة لصوابه كنقطة في بحر لجي "، يعني أن احتمال خطئه نادر جدا فماذا تساوي النقطة في البحر اللجي؟!! وأهل السنة يقولون: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يخطئ - والعياذ بالله - وصحح له عمر أخطاءه ست مرات - نعوذ بالله - فإذا كان خطأ ابن تيمية كنقطة في بحر لجي فهو أكثر عصمة من النبي!! أليس هذا معنى كلامه؟!

وقد ذهب الحافظان نور محمد وشمس الدين الأصفهاني - وهما من علماء أهل السنة - إلى عصمة الخليفة عثمان (2).

إن مسألة العصمة ليست بذاك الأمر الذي يصعب قبوله فهي صفة ضرورية للأنبياء والأئمة، تتطلبها طبيعة وظيفتهم الإلهية.

____________

1 - البداية والنهاية: 7 / 138.

2 - راجع الغدير / الأميني.

الصفحة 591

الفصل الخامس
شبهات ليست بشبهات


الصفحة 592

الصفحة 593

((يخطئ كثيرا من يدعي أنه يستطيع أن يقف على عقائد الشيعة الإمامية وعلومهم وآدابهم مما كتبه عنهم الخصوم، مهما بلغ هؤلاء الخصوم من العلم والإحاطة، ومهما أحرزوا من الأمانة العلمية في نقل النصوص والتعليق عليها باسلوب نزيه بعيد عن التعصب الأعمى. أقول ذلك جازما بصحة ما أدعي...)).


حامد داود حنفي       
- من علماء مصر       
من تقديمه لكتاب عقائد الإمامية




((ومن هنا كان الطعن على مذهب الإمامية الاثني عشرية بما وجد محشوا في بعض الكتب، والآراء، لا تمثل إلا قائلها وهو طعن لا يستحق الرد عليه من فقيه متدين.

ويكفي للرد على أمثال هذا الطعن أن نحيل الطاعن إلى أصول الإسلام عند أهل هذا المذهب والتي لا يكون المسلم مسلما إلا بها، وأن نرجع إلى أهل التحقيق منهم في كشف الحقيقة عن هذه الادعاءات المزعومة)).


الاستاذ أحمد الحصري         
من علماء الأزهر           
من كتابه: من الفقه الاسلامي ص 110