الصفحة 257

قال: فنظر إليهن ساعة، ثم نظر إلى القوم فقال: عجباً للرحم!! والله إني لأظن أنها ودّت لو إني قتلته أن أقتلها معه، دعوا الغلام، انطلق مع نسائك.

قال: ثم إن ابن زياد أمر بنساء الحسين وصبيانه وبناته فجهزن إلى يزيد، وأمر بعلي ابن الحسين فغل بغلٍ إلى عنقه، وأرسلهم مع محقر بن ثعلبة العائذي - من عائذة قريش - ومع شمر بن ذي الجوشن قبحه الله.

فلما بلغوا باب يزيد بن معاوية رفع محقر بن ثعلبة صوته فقال: هذا محقر بن ثعلبة، أتى أمير المؤمنين باللئام الفجرة.

فأجابه يزيد بن معاوية: ما ولدت أم محقر شر وألأم.

فلما دخلت الرؤوس والنساء على يزيد، دعا أشراف الشام فأجلسهم حوله، ثم دعا بعلي بن الحسين وصبيان الحسين ونسائه، فأدخلن عليه والناس ينظرون.

فقال لعلي بن الحسين: يا علي أبوك قطع رحمي وجهل حقي ونازعني سلطاني، فصنع الله به ما قد رأيت.

فقال علي: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إلا فِي كِتَابٍ} [الحديد: 22].

فقال يزيد لابنه خالد: أجبه.

قال: فما درى خالد ما يرد عليه.

فقال له يزيد: قل: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30] فسكت عنه ساعة، ثم دعا بالنساء والصبيان فرأى هيئة قبيحة.

فقال: قبح الله ابن مرجانة، لو كانت بينهم وبينه قرابة ورحم ما فعل هذا بهم، ولا بعث بكم هكذا.

وروى أبو مخنف: عن الحارث بن كعب، عن فاطمة بنت علي قالت: لما أجلسنا بين يدي يزيد رق لنا وأمر لنا بشيء وألطفنا، ثم إن رجلاً من أهل الشام أحمر قام إلى يزيد فقال: يا أمير المؤمنين، هب لي هذه - يعنيني - وكنت جارية وضيئة، فارتعدت فزعة من قوله، وظننت أن ذلك جائز لهم، فأخذت بثياب أختي زينب - وكانت أكبر مني وأعقل، وكانت تعلم أن ذلك لا يجوز

فقالت: لذلك الرجل كذبت والله ولؤمت، وما ذلك لك وله.

فغضب يزيد، فقال لها: كذبتِ! والله إن ذلك لي، ولو شئت أن أفعله لفعلت.

قالت: كلا! والله ما جعل الله ذلك لك إلا أن تخرج من ملتنا، وتدين بغير ديننا.


الصفحة 258
قالت: فغضب يزيد واستطار.

ثم قال: إياي تستقبلين بهذا؟ إنما خرج من الدين أبوك وأخوك.

فقالت زينب: بدين الله ودين أبي ودين أخي وجدي اهتديت أنت وأبوك وجدك.

قال: كذبتِ يا عدوة الله.

قالت: أنت أمير المؤمنين مسلط تشتم ظالماً، وتقهر بسلطانك.

قالت: فوالله لكأنه استحي فسكت، ثم قام ذلك الرجل فقال: يا أمير المؤمنين هب لي هذه.

فقال له يزيد: أعزب وهب الله لك حتفاً قاضياً.

ثم أمر يزيد النعمان بن بشير أن يبعث معهم إلى المدينة رجلاً أميناً معه رجال وخيل، ويكون علي بن الحسين معهن.

ثم أنزل النساء عند حريمه في دار الخلافة فاستقبلهن نساء آل معاوية يبكين وينحن علي الحسين، ثم أقمن المناحة ثلاثة أيام،

فقالت فاطمة بنت علي: قلت لأختي زينب: إن هذا الرجل أرسل معنا قد أحسن صحبتنا فهل لك أن نصله؟

فقالت: والله ما معنا شيء نصله به إلا حلينا.

قالت وقلت لها: نعطيه حلينا.

قالت: فأخذت سواري ودملجي، وأخذت أختي سوارها ودملجها، وبعثنا به إليه واعتذرنا إليه وقلنا: هذا جزاؤك بحسن صحبتك لنا.

فقال: لو كان الذي صنعت معكم إنما هو للدنيا كان في هذا الذي أرسلتموه ما يرضيني وزيادة، ولكن والله ما فعلت ذلك إلا لله تعالى ولقرابتكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقيل: إن يزيد لما رأى رأس الحسين قال: أتدرون من أين أتى ابن فاطمة؟

وما الحامل له على ما فعل؟

وما الذي أوقعه فيما وقع فيه؟

قالوا: لا!

قال: يزعم أن أباه خير من أبي، وأمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من أمي، وجده رسول الله خير من جدي، وأنه خير مني وأحق بهذا الأمر مني.


الصفحة 259
فأما قوله: أبوه خير من أبي فقد حاج أبي أباه إلى الله عز وجل، وعلم الناس أيهما حكم له.

وأما قوله: أمه خير من أمي فلعمري إن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من أمي.

وأما قوله: جده رسول الله خير من جدي، فلعمري ما أحد يؤمن بالله واليوم الآخر يرى أن رسول الله فينا عدلاً ولا نداً، ولكنه إنما أتى من قلة فقهه لم يقرأ: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ} الآية [آل عمران: 26].

وقوله تعالى: {وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ} [البقرة: 247].

وقال هشام عن أبي مخنف: حدثني أبو حمزة الثمالي، عن عبد الله الثمالي، عن القاسم بن نجيب.

قال: لما أقبل وفد الكوفة برأس الحسين دخلوا به مسجد دمشق، فقال لهم مروان بن الحكم: كيف صنعتم؟

قالوا: ورد علينا منهم ثمانية عشر رجلاً فأتينا والله على آخرهم، وهذه الرؤوس والسبايا.

قال: ولما بلغ أهل المدينة مقتل الحسين بكى عليه نساء بني هاشم ونُحْنَ عليه.

وروي: أن يزيد استشار الناس في أمرهم فقال رجال ممن قبحهم الله: يا أمير المؤمنين لا يتخذن من كلب سوء جرواً، اقتل علي بن الحسين حتى لا يبقى من ذرية الحسين أحد.

فسكت يزيد.

فقال النعمان بن بشير: يا أمير المؤمنين اعمل معهم كما كان يعمل معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لو رآهم على هذه الحال.

ثم كتب ابن زياد إلى عمرو بن سعيد أمير الحرمين يبشره بمقتل الحسين، فأمر منادياً فنادى بذلك.

فلما سمع نساء بني هاشم ارتفعت أصواتهن بالبكاء والنوح.

وقال عبد الملك بن عمير: دخلت على عبيد الله بن زياد وإذا رأس الحسين بن علي بين يديه على ترس، فوالله ما لبث إلا قليلاً حتى دخلت على المختار بن أبي عبيد، وإذا رأس


الصفحة 260
عبيد الله بن زياد بين يدي المختار على ترس، ووالله ما لبثت إلا قليلاً حتى دخلت على عبد الملك بن مروان وإذا رأس مصعب بن الزبير على ترس بين يديه.

روى الذهبي في سير أعلام النبلاء حْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ حَمْزَةَ: حَدَّثَنِي أبي، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أبي حَمْزَةُ بنُ يَزِيْدَ الحَضْرَمِيُّ، قَالَ: رَأَيْتُ امْرَأَةً مِنْ أَجْمَلِ النِّسَاءِ وَأَعْقَلِهِنَّ، يُقَالُ لَهَا: رَيَّا؛ حَاضِنَةُ يَزِيْدَ - يُقَالَ: بلَغَتْ مائَةَ سَنَةٍ - قَالَتْ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى يَزِيْدَ، فَقَالَ: أَبْشِرْ، فَقَدْ أَمْكَنَكَ اللهُ مِنَ الحُسَيْنِ. وَجِيْءَ بِرَأْسِهِ، قَالَ: فَوُضِعَ فِي طِسْتٍ، فَأَمَرَ الغُلاَمَ، فَكَشَفَ، فَحِيْنَ رَآهُ، خَمَّرَ وَجْهَهُ، كَأَنَّهُ شَمَّ مِنْهُ. فَقُلْتُ لَهَا: أَقَرَعَ ثَنَايَاهُ بِقَضِيبٍ؟ قَالَتْ: إِيْ وَاللهِ. ثُمَّ قَالَ حَمْزَةُ: وَقَدْ حَدَّثَنِي بَعضُ أَهْلِنَا: أَنَّهُ رَأَى رَأْسَ الحُسَيْنِ مَصْلُوْباً بِدِمَشْقَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ.

وعلى ذلك فبإغتيال واستشهاد الإمام الحسين عليه السلام تكون الأمة قد اغتالت أصحاب الكساء واحدا بعد واحد وآذت رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم في نفسه وفي عترته دون رحمة أو شفقة ولا احترام أو تقدير له فلقد جازوه صلى الله عليه وآله وسلم بالبغض والحقد والضغينة، ولم يرقبوا إلا ولا ذمة في عترة المصطفى صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وقد قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم في الحديث اشتد غضب الله على من آذاني في عترتي، وقال سبحانه وتعالى في الآية الشريفة في سورة الأحزاب. الآية: 57 {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا}.

لقد اغتالوا أصحاب الكساء الذين توسل بهم آدم عليه السلام إلى الله ليغفر له فغفر له.

روى السيوطي في الدر المنثور وأخرج ابن عدي وابن عساكر عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله: "لما عرج بي رأيت على ساق العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي".

ومن روايات أهل البيت عليهم السلام روى الصدوق والعلامة المجلسي من حديث أبي عبد الله عليه السلام فلما أسكن الله عز وجل آدم وزوجته الجنة قال لهما: " كلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة " يعني شجرة الحنطة " فتكونا من الظالمين " فنظر إلى منزلة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من بعدهم فوجداها أشرف منازل أهل الجنة فقالا: يا ربنا لمن هذه المنزلة؟ فقال الله جل جلاله: ارفعا رؤوسكما إلى ساق عرشي، فرفعا رؤوسهما فوجدا اسم محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة بعدهم صلوات الله عليهم مكتوبة على ساق العرش بنور من نور الجبار جل جلاله. فقالا:: يا ربنا ما أكرم أهل هذه المنزلة عليك وما أحبهم إليك وما أشرفهم لديك؟! فقال الله جل جلاله: لولاهم ما خلقتكما.

وهم عليهم الصلاة والسلام الأسماء الذين علمهم الله لآدم عليه السلام عندما قال في الآية الشريفة في سورة البقرة وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {31} قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إلا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أنت الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ {32


الصفحة 261
قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ {33}.

وإذا نظرت إلى أسماء الإشارة والضمائر في الآيات الشريفة فإنها تدل على العاقل الأسماء، كلها، عرضهم، هؤلاء، بأسمائهم، تستنتج بأن معنى الأسماء هو أشخاص معينون عقلاء وبحسب الروايات عند الشيعة والسنة تتأكد بأن المعنيين في الآيات هم أهل الكساء عليهم السلام

مما جاء في تفسير الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه هي دعاؤه وتوسله إلى الله تعالى بالخمسة أهل الكساء محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا ما تاب عليه فاستجاب الله دعاءه وتاب عليه.

جاء هذا مروياً بوضوح في روايات كثيرة ومستفيضة من طرق الفريقين الشيعة وأهل السنة، وإليك بعض روايات أهل السنة في ذلك:

روى البيهقي في دلائل النبوة عن عمر بن الخطاب قال آدم: أسألك بحق محمد وآله إلا غفرت لي. إلى قوله: ولولا هو ما خلقتك (تفسير اللوامع.

وروى ابن عساكر في كلا مسنديه عن عمر بن الخطاب بعين ما تقدم (المصدر السابق) نقلنا هذين الحديثين عن كتاب إحقاق الحق.

وروى ابن المغازلي الشافعي في المناقب عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عباس قال: سأل رسول الله(صلى الله عليه و آله) عن الكلمات التي تلقاها آدم(عليه السلام)، فقال(صلى الله عليه و آله): "سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين، فتاب عليه وغفر له".

وروى أبو الفتح محمد بن علي النطنزي المولود سنة 480هـ في كتابه (الخصائص) عن ابن عباس أنه قال: لما خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه عطس فقال: الحمد لله، فقال له ربه: يرحمك ربك، فلما أسجد له الملائكة، قال: يا رب خلقت خلقاً هو أحب إليك مني؟ قال: نعم ولولاهم ما خلقتك. قال: يا رب فأرنيهم، فأوحى الله إلى ملائكة الحجب: أن رفعوا الحجب، فلما رفعت إذا آدم، هذا محمد نبيّي، وهذان الحسن والحسين ابنا علي وولدا نبيّي. ثم قال: يا آدم هم ولدك ففرح بذلك، فلما اقترف الخطيئة قال:يا رب أسألك بمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين لما غفرت لي، فغفر الله له. فهذا الذي قال الله تعالى: (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ) أن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه: اللهم بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تُبت علّي، فتاب الله عليه.

وروى عبد الرحمن الصفوري الشافعي المتوفى سن 884 عن جعفر الصادق(عليه السلام) في قوله تعالى:(فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ) جاء فيه: "أن آدم لما كان في الجنة رفع رأسه إلى القبة فوجد خمسة أسماء مكتوبة من نور: أنا المحمود وهذا محمد، وأنا الأعلى وهذا علي، وأنا الفاطر وهذه فاطمة، وأنا المحسن وهذا الحسن، ومني الإحسان وهذا الحسين، فقال


الصفحة 262
جبرئيل: يا آدم احفظ هذه الأسماء فإنك تحتاج إليها فلما هبط آدم (أي من الجنة بعد اقترافه الخطيئة) بكى… ثم دعا بهذه الأسماء، وقال: يا رب بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين، يا محمود يا أعلى يا فاطر يا محسن أغفر لي وتقّبل توبتي…" الحديث. ورواه المولى معين الكاشفي عن الصادق أيضا في (معارج النبوة). ورواه جلال الدين السيوطي الشافعي في تفسيره، عن ابن عباس عين ما تقدم عن ابن المغازلي.

وروى السيوطي في تفسيره أيضا، عن علي(عليه السلام): "سألت النبي(صلى الله عليه و آله) عن قول الله (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ) فقال: إن الله أهبط آدم بالهند… إلى أن قال: ومكث آدم باكياً على خطيئته حتى بعث إليه جبرئيل، وقال: يا آدم ألم أخلقك بيدي؟ ألم أنفخ فيك من روحي؟ ألم أسجد لك ملائكتي؟ ألم أزوجك حواء أمتي؟ قال: بلى، قال: فما هذا البكاء؟ قال: وما يمنعني من البكاء وقد أخرجت من جوار الرحمن؟ قال: فعليك بهذه الكلمات فإن الله قابل توبتك وغافر ذنبك قل: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد، سبحانك لا إله إلا أنت، عملت سوء وظلمت نفسي فأغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد، سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوء وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم" المراد من لفظة - هؤلاء - أي محمد وآله.

وروى السيوطي أيضا في (جمع الجوامع) في باب جامع الدعاء، قال: "روي أن الكلمات التي تلقاها آدم: اللهم أسألك بحق محمد وآل محمد، تب علي إنك أنت التواب الرحيم.

وروى ابن النجار عن ابن عباس بعين ما تقدم عن ابن المغازلي.

وروى الديلمي في (مسند الفردوس) بسنده عن علي. وقد تقدم الحديث.

وروى الشيخ علي الهندي الحنفي في (كنز العمال) عن علي، الحديث الذي تقدم برقم نقله عن (مسند الفردوس) للديلمي، وذلك في تفسير سورة البقرة.

وروى الشيخ سليمان الحنفي عن ابن المغازلي بسنده عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس الحديث المتقدم.

وروى البدخشي في (مفتاح النجا) عن الدار قطني، وابن النجار، عن ابن عباس. كما تقدم.

وروى عبد الله الشافعي في (المناقب) المخطوط.

وروى محمد بن أحمد الحنفي في (در بحر المناقب).

وروى جلال الدين السيوطي في (ذيل اللئالي) وقد أخرجه عن ابن النجار بسنده كما تقدم.


الصفحة 263
وروى الشيخ سليمان الحنفي في (ينابيع المودة) نقلاً عن (المناقب) عن المفضل، قال: "سألت جعفر الصادق عن قوله تعالى (وَإِذْ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنّ…َ) [البقرة/ 125]، قال: هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه، وهو أنه قال: يا رب أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تُبت عليّ، فتاب الله عليه إنه هو التواب الرحيم. فقلت له: يا بن رسول، فما يعني بقوله: (فَأَتَمَّهُنّ)، قال: يعني أتمهن إلى القائم المهدي إثنا عشر إماماً تسعة من ولد الحسين(عليهم السلام).

وروى صاحب كتاب (المناقب السبعين) عن ابن عباس الحديث المتقدم نقله عن ابن المغازلي.

وروى الشيخ جمال الدين محمد بن احمد الحنفي الموصلي الشهير بابن حسنويه المتوفى سنة 680 في كتابه (در بحر المناقب)

روى الغفاري وحذيفة بن اليمان وأبي هيثم بن التيهان وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين وأبي الطفيل وعمرو بن وائلة بعد أن دخلوا عليه وحدثهم النبي(صلى الله عليه و آله) عن فضل علي(عليه السلام) إلى أن قال: "فإني أفضل النبيين، ووصي أفضل الوصيين، وأن آدم لما رأى أسمي وأسم أخي علي وأسم فاطمة والحسن والحسين مكتوبا على ساق العرش بالنور، قال: إلهي خلقت خلقاً وهو أكرم عليك مني؟ قال: يا آدم لولا هذه الأسماء لما خلقت سماء مبنية ولا أرضاً مدحية ولا ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً، ولا خلقتك يا آدم. فقال: إلهي وسيدي فبحقهم عليك إلا غفرت لي خطيئتي، فكنا نحن الكلمات التي قال الله تعالى:(فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ)، ثم قال تعالى: أبشر يا آدم فإن هذه الأسماء من ذريتك، فحمد الله وأثنى عليه وسبحه وهلله، وافتخر على الملائكة بنا، فهذا من فضلنا عند الله تعالى، ومن فضل الله تعالى علينا…".

هؤلاء هم أصحاب الكساء الذين توسل بهم نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام وكتب أسماءهم على سفينته وحملهم معه، ولقد اكتشف في أيامنا هذه قطعة من الخشب من بقايا سفينة نوح عليه السلام محفور عليها أسماء أصحاب الكساء محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وقد تم اكتشاف هذا الأمر من خلال اكتشاف الحكومة السوفيتية لآثار سفينة نوح وتوسّله إلى الله بمحمد وأهل بيته وقد شاء الله بقدرته وحكمته أن يظهر هذه البشائر ويحققها لعباده باكتشاف جديد في قرننا هذا، اكتشفته الحكومة لسوفيتية، وأعلنته بعض مجلاتهم ومجلات وصحف بعض الدول الأخرى، من توسل نوح شيخ المرسلين -أثناء غرق قومه المكذبين ونجاة سفينته - بأهل البيت وأن يساعده لأجلهم ولأجل أسمائهم المباركة فيوجهه تعالى نحو الطريق المستقيم.


الصفحة 264
ننقله بالنص عن مجلة (البذرة) النجفية، العددان: الثاني والثالث، شوال وذي العقدة سنة 1385، للسنة الأولى ص78-81 تحت عنوان: (أسماء مباركة توسل بها نوح) مترجم عن الأوردية.

"في تموز عام 1951 حينما كان جماعة من العلماء السوفيت المختصين بالآثار القديمة ينقبون في منطقة بوادي قاف، عثروا على قطع متناثرة من أخشاب قديمة متسوسة وبالية مما دعاهم إلى التنقيب والحفر أكثر وأعمق، فوقفوا على أخشاب أخرى متحجرة وكثيرة كانت بعيدة في أعماق الأرض.

ومن بين تلك الأخشاب التي توصلوا إليها نتيجة تنقيب خشبة على شكل مستطيل طولها (14) عقداً وعرضها (10) عقود سببت دهشتهم واستغرابهم، حيث لم تتغير ولم تتسّوس، ولم تتناثر كغيرها من الأخشاب الأخرى.

وفي أواخر سنة 1952 أكمل التحقيق حول هذه الآثار، فظهر أن اللوحة المشار إليها كانت ضمن سفينة نوح (عليه السلام) وأن الأخشاب الأخرى هي أخشاب جسم سفينة نوح (عليه السلام).

ومما يذكره المؤرخون أن سفينة نوح (عليه السلام) استوت على قمة جبل قاف.

وشهد أن هذه اللوحة قد نقشت عليها بعض الحروف التي تعود إلى أقدم لغة. وهنا ألفت الحكومة السوفيتية لجنة بعد الانتهاء من الحفر عام 1953 قوامها سبعة من علماء اللغات القديمة ومن أهم علماء الآثار، وهم:

سولي نوف: أستاذ الألسن القديمة في جامعة موسكو.

ايفاهان خنيو: عالم الألسن القديمة في كلية لولوهان بالصين.

ميشانن لوفارنك: مدير الآثار القديمة.

تانمول كورف: أستاذ اللغات في كلية كيفزو.

دي راكن: أستاذ الآثار القديمة في معهد لينين.

أيم أحمد مولاد: مدير التنقيب والاكتشافات العام.

ميجر كولتوف: رئيس كلية ستالين.

وبعد ثمانية أشهر من دراسة تلك اللوحة والحروف المنقوشة عليها، اتفقوا على أن هذه اللوحة كانت مصنوعة من نفس الخشب الذي صنعت منه سفينة نوح (عليه السلام) وأن النبي نوحاً(عليه السلام) كان قد وضع هذه اللوحة في السفينة للحفظ والتبرك.