الصفحة 158
بينه وبين آية الله الكاشاني في موسم الحج.. (12)

ويقول الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الراحل: إن الأزهر لا يحمل إلى إخواننا الإمامية وإلى إخواننا الزيدية إلا كل ود ونحن الآن في دور ندعو فيه إلى الوحدة والأخوة.. (13)

ويقول الشيخ الفحام شيخ الأزهر الراحل: المعروف أن المسلم هو كل من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ولا يخرجه من إسلامه تمسكه بمذهب من المذاهب وقد استفدت أو أفدت من زياراتي لكل البلاد الإسلامية استعداد الجميع لهذا التقارب.. (14)

ويقول الشيخ الباقوري: الخلاف بين السنيين والشيعيين خلاف يقوم أكثره على غير علم حيث لم يتح لجمهور الفريقين اطلاع كل فريق على ما عند الفريق الآخر من آراء وحجج.. وإذاعة فقه الشيعة بين جمهور السنيين وإذاعة فقه السنيين بين جمهور الشيعة من أقوى الأسباب وأكدها لا زالة الخلاف بينهما. فإن كان ثمة خلاف فإنه يقوم بعد هذا على رأي له احترامه وقيمته.. (15)

ويقول الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف المدرس بالأزهر: الفقه الإسلامي لكل المكلفين شريعة واحدة يتعبد بها أهل الأمصار على اختلاف الأنظار فيا حبذا لو تبادل الشيعة وأهل السنة ما عندهم من العلم حتى إذا امتزج البحران ظهر منهما اللؤلؤ والمرجان.. (16)

ويقول الشيخ عبد الرحمن النجار: لا يمكن أن يغفل رأي الشيعة لأنهم يمثلون نصف المسلمين في العالم فليس من المعقول أن يهمل اجتهادهم أو يتخذ منهم موقف الرفض والعداء في الوقت الذي ننادي فيه بتجميع كلمة المسلمين.. والشيعة لهم اجتهادات طيبة في الفقه، ولا أدري لماذا يتغافل المسلمون السنيون عنها أو يهملونها. مع أن الكثير منها يحقق التفاعل مع المجتمع في عصرنا الحديث.. (17)


الصفحة 159

____________

(1) جميع هؤلاء العلماء كانت لهم رحلات متكررة لمصر وأنشطة دعوية فيها وسوف نتحدث عن جميعة آل البيت والدور الذي لعبته في فترة السبعينات في الفصل القادم..

(2) دعوة التقريب من خلال رسالة الإسلام. من منشورات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية عام 1966.

(3) المرجع السابق..

(4) المرجع السابق..

(5) المرجع السابق..

(6) نشرت هذه الرسالة في العدد التاسع لعام 1977. وقد هاجم فيها المفتي الشيعة وطعن في عقيدتها وشكك في دور الشيخ القمي الذي وكان قد استقبله الشيخ الشعراوي ودار بينهما حوار التقريب نشرته الصحف آنذاك والجدير بالذكر أن الشيخ الشعراوي استقبل الرسالة بعدم الارتياح.. انظر نص رسالة المفتي بملاحق الكتاب..

(7) يصادر الأزهر الكثير من كتب الشيعة في معرض القاهرة الدولي للكتاب كل عام.. وهناك الكثير من الكتب الشيعية وضعها على القائمة السوداء منها على سبيل المثال كتاب الشيعة والحاكمون للشيخ محمد جواد مغنية وكتاب المراجعات للسيد عبد الحسين شرف الدين. والبيان في تفسير القرآن للخوئي. وتفسير الميزان للطباطبائي. ونظام وحقوق المرأة في الإسلام للشهيد مطهري. بالإضافة إلى كتب الإمام الخميني..

(8) أنظر لنا فقهاء النفط..

(9) مجلة الطليعة الإسلامية عدد 26 / 3 / 85..

(10) مجلة العالم الصادرة في لندن العدد رقم 58. مارس 85.


الصفحة 160

____________

(11) كتاب بين الشيعة وأهل السنة من الكتب التي صدرت في فترة الثمانينات وهي فترة الغارة على الشيعة وإيران في مصر..

(12) يبدوا أن هذه اللقاءات كانت عن الدوافع التي أدت إلى التعجيل باغتيال البنا. إذ أن مسألة وحدة المسلمين كانت مسألة مقلقة بالنسبة للقوى المستعمرة للعالم الإسلامي آنذك..

(13) في سبيل الوحدة الإسلامية مرتضى الرضوي.. ط. طهران..

(14) المرجع السابق.. ويذكر أن شيخ الأزهر قام بزيارة إيران على رأس وفد إسلامي واستقبله كبار رجال الدولة هناك وقد عقد عدة ندوات ولقاءات مع علماء الشيعة ومختلف الطوائف هناك.. وذلك بتاريخ 9 / 7 / 71.

(15) مقدمة كتاب المختصر النافع في فقه الإمامية.. ط. القاهرة..

(16) في سبيل الوحدة الإسلامية..

(17) المرجع السابق.. هذا هو موقف الأزهر قبل قيام الثورة الإسلامية ودخول الحركة الإسلامية المرحلة النفطية. وتأمل موقفه الآن في الحقيقة النفطية وتأمل موقف التيارات الإسلامية أيضا التي ابتلعها الأخطبوط النفطي والتي دفعت إلى مناصبة الشيعة وإيران العداء. والظريف أن التيارات الإسلامية تناصب الأزهر العداء أيضا ولا تعترف بتصريحاته وفتاواه..


الصفحة 161

جمعية آل البيت

أوقفها الأمن وأعادها القضاء..


الصفحة 162

الصفحة 163

ظهرت

جميعة آل البيت في عام 73 وكان المناخ الإسلامي في تلك الفترة هادئا فلم تكن التيارات الإسلامية قد برزت بعد.. (1)

ولم تكن الجمعية تظهر السمة الشيعية علانية كما لم تكن فكرة التشيع واضحة من خلال الأهداف التي قامت على أساسها والتي كانت تنحصر في المساعدات الاجتماعية والخدمات الثقافية والعلمية والدينية..

ونظرا لكون المسألة الشيعية لم تكن مطروحة في ذلك الوقت وكانت العلاقات المصرية الايرانية في أعلى درجاتها فقد كانت الجمعية تمارس نشاطها في هدوء ودون أية معوقات..

وقد أقامت الجمعية عدة صلات مع الهيئات الإسلامية المختلفة في مصر وفي مقدمتها جماعة الخوان المسلمين.. (2)

من هنا كان المراقب لنشاط هذه الجمعية يمكنه الحكم أنها جمعية تقريبية تعتبر امتداد لجماعة التقريب خاصة أنها تضم بين عناصرها من ينتمي للسنة ومن ينتمي للشيعة..

وكان من أبرز العناصر التي ارتبطت بالجمعية في تلك الفترة السيد طالب الرفاعي وهو من علماء الشيعة العراقيين وكان له نشاطا بارزا في دائرتها.. (3)


الصفحة 164

  • لماذا أوقفت الجمعية..؟

    وكانت الجمعية قد قامت بإصدار بعض الكتب الشيعية مثل كتاب " المراجعات " وكتاب " علي لا سواه " وكتاب " التشيع ظاهرة طبيعية في إطار الدعوة الإسلامية ".. (4)

    ويبدو أن هذه الكتب قد لفتت الانتباه للجمعية وأثارت بعض الجهات المعادية للتشيع في مصر خاصة أن الأمور في الساحة الإسلامية بدأت تزداد سوءا بعد ظهور تيار الجهاد في حركة عام 74. وتيار التكفير في حركة عام 76. وقيام الحكومة بالتصدي للتيارات الإسلامية وقمعها.. (5)

    وأدى قيام الثورة الإسلامية في إيران ومعاداة النظام المصري لها إلى تعقيد الأمور أمام الأنشطة الإسلامية بشكل عام والأنشطة الشيعية بشكل خاص..

    إلا أن ما استفز الحكومة تجاه جمعية آل البيت ليس فقط الكتب التي أصدرتها وقام الأزهر بمنعها. وإنما الأمر الذي شكل استفزازا صارخا في تلك الفترة التي أعلنت فيها الحكومة الحرب على التيار الإسلامي هو ذلك التواجد العربي بالجمعية..

    ومسألة اتصال المصريين بالأجانب أو اتصال الأجانب بالمصريين تشكل استفزاز كبيرا لجهاز الأمن المصري حيث إن الاعتقاد السائد لدى هذا الجهاز أن أي نشاط معاد لنظام الحكم لا بد أن تكون ورائه أصابع أجنبية.. (6)

    من هنا صدر قرار الحكومة بوقف الجمعية في عام 79 أي أن الجمعية لم تمكث على الساحة سوى ستة أعوام بدأت في 22 / 8 / 73 وانتهت في 2 / 12 / 79..

    وجاء في قرار الوقف أن الجمعية تمثل خطورة على عقائد الناس ووحدة صفوفهم ببث أفكار غريبة تخالف الدين الإسلامي وتؤيد الفكر الشيعي. وهذا يعني أن الجمعية ارتكبت المخالفة التي تبيح حلها حسب قانون الجمعيات والمؤسسات الخاصة الذي ينص على أنه يجوز حل الجمعية في حالة إذا ما ارتكبت مخالفة جسيمة للقانون أو إذا خالفت النظام العام والآداب.. (7)


    الصفحة 165
    ولم يقف الحد عند إيقاف الجمعية فقط بل تم مصادرة المسجد الوحيد التابع للجمعية والذي كان يحمل اسم مسجد آل البيت وضم إلى مساجد الحكومة.. (8)

  • كلمة القضاء:

    ومع بداية عام 81 بدأ القضاء ينظر الدعوى المرفوعة من القائمين بأمر الجمعية ضد الحكومة والتي يطالبون فيها بعودة الجمعية ووقف تنفيذ قرار الحل.

    ولقد كان الدفاع يركز في مرافعته عن الجمعية على الاتهام الموجه لها بأنها تمثل خطورة على عقائد الناس وأكد عدم اشتغال الجمعية بأي مذهب فقهي سواء من المذاهب الشيعية أو مذاهب أهل السنة وعدم ارتكابها لأي أمر مخالف للشرع.. (9)

    والحقيقة أن الجمعية لا شأن لها بالمذاهب الفقهية ولا بالعقائد إذ هي ليست جهة دراسة أو فتوى أو وعظ عام. ثم إن الجمعية تركز هدفها في العمل بالتعبد لله تعالى ومن التعبد لله تعالى إلى العمل على حب رسوله الكريم والتأسي به وبآله الصالحين الأبرار وإحياء ذكراهم لإحياء نفوس المسلمين وجمعهم حول القدوة الحسنة وحول معنى العمل الصالح بما يؤلف بين القلوب ويجمعها على الالتفاف حول الخير والبر تأسيا بأئمة البر والتقوى من آل المصطفى الذين عززهم الله وكرمهم حتى في كتابه الكريم. ومن ثم فإنه لبهتان وزور أن ينسب إلى الجمعية أي خطأ يلصق بها الأضرار بعقائد الناس ووحدة صفوفهم.. (10)

    وكان الموقوف العدائي الذي اتخذته الحكومة من إيران قد انعكس بوضوح على قضية الجمعية حيث إن الجمعية شيعية وإيران تدين بالمذهب الشيعي فلا بد من الربط بينهما حسبما ادعت الحكومة..

    والجمعية كانت تركز على إحياء ذكرى الرسول (ص) وآله الأبرار والعمل على مساعدة المحتاجين ودفن الموتى وإقامة الندوات الدينية دون انتماء إلى جماعات هدامة في الدين أو السياسة فقرار الوقف تجرد من سببه القانوني فهو جدير بالإلغاء.. (11)


    الصفحة 166
    وعلى هذا الأساس أصدر القضاء حكمه بوقف قرار حل جمعية آل البيت لعدم وجود أسباب قانونية كافية وذلك بتاريخ 29 / 12 / 81..

    لقد كان في مواجهة الجمعية ثلاث قوى متربصة بها وزارة الشئون الاجتماعية وهي الجهة المختصة بإصدار التراخيص الخاصة بالجمعيات الأهلية. ووزارة الأوقاف وهي الجهة الخاصة بالدعوة والإرشاد الحكومي. أما الجهة الثالثة فهي مباحث أمن الدولة..

    وزارة الشئون أصدرت قرار الحل..

    ووزارة الأوقاف صادرت مسجد الجمعية..

    ومباحث أمن الدولة حالت دون تنفيذ حكم القضاء..

    كانت مبررات وزارة الشئون تتلخص في أن الجمعية خالفت القانون الخاص بالجمعيات.

    وكانت مبررات وزارة الأوقاف أن الجمعية تمثل خطورة على عقائد الناس ووحدة صفوفهم وتغزو عقولهم بأفكار غريبة عن الدين الذي توارثوه. وما أفاد به مجمع البحوث الإسلامية بخصوص كتابي " المراجعات " وعلي لا سواه، بخصوص منع هذين الكتابين من منشورات الجمعية..

    وكان موقف مباحث أمن الدولة ينص على أن الجمعية تروج للفكر الشيعي في البلاد كما يتردد عليها كثير من الطلبة العرب والإيرانيين الذين يدينون بالمذهب الشيعي ويقدمون التبرعات المالية لنشر مبادئ هذا المذهب..

    من هنا فقد هددت مباحث أمن الدولة القائمين على الجمعية لتحول بينهم وبين تنفيذ الحكم القضائي الذي صدر لصالحهم..

    ولا تزال الجمعية موقوفة في انتظار عودة العلاقات المصرية الايرانية..

    والجدير بالذكر هنا أن جمعية آل البيت لا تمثل الشيعة في مصر وإنما هي أحد أنشطة الشيعة..


    الصفحة 167

    ____________

    (1) كانت هناك ثلاث تيارات قد خرجت لتوها من المعتقلات ولا تزال تنفض عن نفسها غبار السجن وهي تيار الإخوان وتيار التكفير والتيار القطبي.

    أنظر لنا الحركة الإسلامية في مصر: واقع السبعينات. ط. القاهرة.

    (2) كانت الجمعية تستضيف دعاة من الأزهر ومن جماعة الإخوان لإلقاء المحاضرات وخطبة الجمعة التي كانت تقام بمقر الجمعية بالقاهرة.

    (3) السيد طالب الرفاعي كان المعمم الوحيد تقريبا بمصر في تلك الفترة وقد أقام بها وتزوج منها وحدث صدام بينه وبين المصريين القائمين على الجمعية. والجدير بالذكر أنه هو الشخصية الشيعية التي صلت على الشاه حين أقيمت له مراسيم الدفن في مصر.

    (4) التشيع ظاهرة طبيعية في إطار الدعوة الإسلامية. هو مقدمة الشهيد باقر الصدر لكتاب تاريخ الإمامية وأسلافهم وهو ما طبع فيما بعد في بيروت تحت اسم " بحث حول الولاية " وكان الذي أعد وقدم له السيد طالب الرفاعي.

    (5) حركة الفنية العسكرية هي أول صدام مسلح بين تيار الجهاد وبين الحكومة وقادها صالح سريه مع بعض طلبة الكلية الفنية العسكرية عام 74. وتيار التكفير ظهر داخل المعتقلات في فترة الستينات وانتشر في أوساط الطلبة والحرفيين في مصر وقد وجهت له الحكومة ضربة قاضية بإعدام زعيمه شكري وأربعة من رفاعة عام 77 بعد أن اختطفت الجماعة الشيخ الذهبي وزير الأوقاف الأسبق وقتلته. كذلك تم القبض على مجموعة جهادية كانت امتداد الحركة الفتية العسكرية في العام نفسه. أنظر الحركة الإسلامية.

    (6) جميع الاتجاهات الإسلامية وغير الإسلامية المعارضة للحكومة هي ممولة من الخارج في نظر الحكم ومدعومة من قبل قوى أجنبية. هذا هو التصور الثابت لدى الحكومة وجهاز الأمن المصري. وهذا يفسر لنا موقف الحكومة

    =>


    الصفحة 168

    ____________

    <=

    من الشيعة في مصر ذلك الموقف المرتاب الذي يشك بوجود علاقة ودعم من إيران. واليوم ربطوا هذا الدعم بالتيارات الجهادية. حول هذا الأمر أنظر لنا مذكرات معتقل سياسي. ط. القاهرة.

    (7) عريضة الدعوى التي وضعها الدفاع في قضية حل الجمعية.

    (8) رفع الأذان من هذا المسجد بحي على خير العمل لأول مرة في تاريخ مصر منذ سقوط الفاطميين.

    (9) عريضة الدعوي..

    (10) المرجع السابق..

    (11) المرجع السابق..


    الصفحة 169

    البهرة

    الفاطميون يعودون لمصر بعد غيبة ثمانية قرون...


    الصفحة 170

    الصفحة 171

    لم

    يعد هناك للشيعة الإسماعيلية الفاطمية في مصر اليوم.

    فشيعة مصر اليوم يدينون بالمذهب الإمامي الاثنى عشري السائد في إيران والعراق والخليج والجزيرة العربية ولبنان وباكستان...

    أما في سوريا واليمن والهند فتوجد طوائف أخرى من الشيعة مثل العلويين والإسماعيليين في سوريا. والزيدية في اليمن. والاسماعيلية في الهند...

    والبهرة موضع حديثا هنا ينتمون إلى طائفة الإسماعيلية...

    والاسماعيلية طائفة تنتسب إلى إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق وتعتبر الإمامة في نسله. فمن ثم هي لا تعترف بالإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق الإمام الصادق عند الشيعة الإمامية. وهذا هو جوهر الخلاف بين الإسماعيلية والإمامية...

    تنقسم الشيعة الإسماعيلية إلى طائفتين:

    المستعلية وهي ما يطلق عليه البهرة...

    النزارية وهي ما يطلق عليه الاغاخانية..

    أما سبب هذا الاقتسام فيعود إلى عهد المستنصر بالله الفاطمي عام 487 هـ .


    الصفحة 172
    حين وقع الخلاف حول تعيين ولي العهد..

  • نشأة البهرة:

    كان للمستنصر الفاطمي عدة أولاد منهم محمد ونزار وعبد الله وإسماعيل وحيدرة وأحمد وكانت الدولة في قبضة بدر الجمالي وزير المستنصر ومن بعده ولده الأفضل. وكان بدر ولده على مذهب الإمامية مخالفين بذلك مذهب الدولة والعائلة الفاطمية..

    وأراد الأفضل تعيين أحمد الأصغر خليفة للمستنصر بعد وفاته وتصدى له نزار الابن الأكبر للمستنصر. ورفض مبايعة أخاه الأصغر الذي لقب بالمستعلي وفر من وجه الأفضل مخالفة أن يبطش به ولجأ إلى إسكندرية حيث تحالف معه واليها ونظما جيشا غزا الدلتا وتصدى له جيش الأفضل فأوقع جيش نزار به الهزيمة. إلا أن جيش الأفضل استعاد قوته ودخل موقعة فاصلة مع جيش نزار بالقرب من القاهرة وهزم جيش نزار وفر إلى إسكندرية وتحصن بها وحاصرها الأفضل برا وبحرا حوالي العام. ثم استسلمت في النهاية وطلب نزار الأمان فأمنه الأفضل. (1)

    ويروي المؤرخون أن المستعلي رفض تأمين نزار بعد أن جاءه أسيرا في قبضة الأفضل وحبسه وضيق عليه إلى أن مات.. (2)

    وقيل الحسن الصباح زعيم الفرقة الشهيرة بالحشاشين وهو أحد الدعاة الإسماعيلية البارزين في تلك الفرقة. خطب لنزار وعمل على تكوين فرقة له عرفت وقتها بالنزارية. وأرسل بعض أتباعه لإحضار نزار من مصر إلى فارس حيث مقر دعوته.. (3)

    وقيل أيضا إن نزار فر من الحصار حول الإسكندرية واتجه إلى الصباح في فارس وتزوج ابنته ونص بالإمامة من بعده على ولده منها.. (4)

    ومن المعروف تاريخا أن الحسن الصباح كون فرقة انتحارية هدفها تصفية كل معارضي دعوته. وكان من ضحاياه الوزير نظام الملك وزير ألب أرسلان وملك شاه من ملوك السلاجقة. وقد حاولوا قتل الخليفة الآمر بأحكام الله ابن المستعلي في

    الصفحة 173
    عام 524 هـ .

    ويذكر أن هذه الفرقة الانتحارية أصابت المجتمع السلجوقي بالرعب حيث كانت غارات الفدائيين الإسماعيليين لا تنقطع عن السلاجقة..

    وكما تذكر كتب التاريخ فقد كان الحسن الصباح على درجة كبيرة من الفقه وقد دون عقائده في كتب. فهو من ثم الذي أعطى الدفعة الفكرية الأولى لاتجاه النزارية وعمل على نشره في بلاد فارس وما ورائها. وتمكن من الاستيلاء على بعض القلاع الواقعة على بحر قزوين منها قلعة الموت الحصينة التي اتخذوها مقرا له ولأتباعه. وبدأ يشكل خطورة على السلاجقة الذين كانوا يسيطرون على فارس.

    والعباسيين في بغداد.. (5)

    لقد أدى الخلاف حول أحقية الإمامية من بعد المستنصر إلى انقسام فرقة الإسماعيلية وانتقل هذا الخلاف إلى الهند التي كانت قد وصلتها دعوة الشيع من قبل ظهور الفاطميين عن طريق اليمن. ثم عن طريق البحرين بعد ظهور الفاطميين..

    واتجه شيعة الهند القدامي إلى تبني الدعوة المستعلية وأصبح يطلق عليهم اسم البهرة. وهي كأمة تعني بالعربية: تاجر..

    وربما كان سبب ظهور كلمة البهرة وإطلاقها على اتجاه المستعلية يعود سببه إلى العلاقات التجارية التي تربط هؤلاء الهنود الشيعة بمصر واليمن..

    من هذا ارتبطت المستعلية بمصر ارتباطا روحيا لكونها تمثل قاعدة الفاطميين وبها مراقد أئمتهم وآثارهم. بينما أخذت النزارية طابعا إقليميا وحصرت نفسها في محيط الهند ولم تعد ترتبط بمصر ذلك الارتباط الروحي الذي يوجب عليها الهجرة إليها كما هاجرت فرقة المستعلية.. (6) وقد انقسمت المستعلية في الهند إلى طائفتين: داودية. وسليمانية. نسبة إلى أسماء اثنين من كبار دعاتهم. والذين يأتون إلى مصر ينتسبون إلى داودية. (7)

    ويحتفظ البهرة في الهند بكثير من الكتب الفاطمية التي نقلت إليها من اليمن

    الصفحة 174
    ومصر خاصة بعد سقوط الدولة الفاطمية وما لحق بتراث الفاطميين من تدمير وإحراق على يد صلاح الدين. ومن بين هذا الكتب السجلات المستنصرية ودعائم الإسلام للقاضي النعمان وهو كتاب الفقه الأساس عند طائفة البهرة وفد تم طبع كلا الكتابين في مصر.. (8)

  • العودة إلى مصر:

    هناك إشارات تاريخية تؤكد أن كثير من الشيعة المصريين الذين فروا من وجه صلاح الدين اتجهوا إلى الهند وأقاموا فيها. مما يومئ إلى أن من هؤلاء البهرة من تمتد أصوله إلى مصر واليمن وبقاع عربية أخرى..

    والظاهر أن البهرة إلى مصر بدأت في أواخر السبعينات في عهد السادات وبدأت في الازدياد في فترة الثمانينات..

    وقد اتجه البهرة فور وصولهم إلى مصر إلى القاهرة الفاطمية وأقاموا فيها وبدأوا رحلة البحث عن مراقد وآثار الأئمة الفاطميين والعمل على بعثها وتجديدها..

    وكان من أشهر الآثار الفاطمية التي قام البهرة بتجديدها في مصر مسجد الحاكم بأمر الله المسمى بالجامع الأنور الملاصق لسور القاهرة من الجهة الشمالية بجوار بوابة الفتوح وهو من أضخم مساجد القاهرة وقد استخدمه الصلاح الدين ومن بعده ملوك الأيوبيين بعد أن تم إغلاق الجامع الأزهر..

    ولا تقتصر مهمة البهرة في مصر على آثار الفاطميين وحدهم بل امتدت لتشمل مراقد آل البيت في مصر. فقاموا بتجديد مرقد السيدة زينب بالقاهرة ومقصورتها كما جددوا مقصورة رأس الحسين. وجددوا قبر مالك الأشتر الذي دفن إلى جواره مؤخرا شقيق شيخ البهرة..

    يقول الأستاذ محمد زكي إبراهيم رائد العشيرة المحمدية: البهرة أي كبار التجار ويقولون إنهم أحفاد الفاطميين. هاجروا في الحكم الأيوبي وتنقلوا في البلاد حتى استقروا بالهند. وهم معتدلون في الغالب. وهم الذين جددوا جامع الحاكم بعد

    الصفحة 175
    اندثاره. ووهبوا لمشهد الحسين والسيدة زينب ضرائح الذهب والفضة فهم غير الاغاخانية. وكان الأزهر قد أهدى سلطانهم الدكتوراه الفخرية. فهم مسلمون. (9)

    ويلاحظ أن طائفة البهرة يقيمون شعائرهم علنا في مسجد الحاكم بأمر الله ويبدو من ظاهرة التمسك بالسنن والهيئات الإسلامية. كما يلاحظ عليهم الانضباط والنظام فهم يسيرون جماعات بشوارع القاهرة ويمسكون بالمصاحف في أيديهم ونسوتهم محجبات وقد اعتاد رؤيتهم رجل الشارع في مصر.

    وهم لم يكتفوا بمجرد الإقامة في مصر وبجوار القاهرة القديمة بل اتجهوا إلى إقامة المشاريع التجارية وبعضهم اشتروا بيوتا ومحلات تجارية في الشارع القديم الذي يشق قلب القاهرة القديمة والمسمى بشارع المعز لدين الله الفاطمي..

    ويتوافد البهرة الفاطميين على مصر يزداد التواجد الشيعي برزوا فيها بعد أن كان قد اختفى منها طيلة ثمانية قرون..

  • شبهات حول البهرة:

    هناك كثيرا من الشبهات أثيرت من حول البهرة في الفترة الأخيرة ضمن حملة قادتها بعض الأطراف المعادية للشيعة.. (10)

    ومن هذه الشبهات ما يثار حول دور البهرة في مصر والأهداف التي جاءوا لتحقيقها فيها. وما يثار حول عقائدهم وحقيقة مذهبهم. وما يثار حول تعديهم على الآثار.

    ومثل هذه الشبهات إنما كانت لها أبعادها السياسية خاصة في فترة الحرب العراقية الايرانية حين كانت الحرب على أشدها على الشيعة وإيران..

    وقد حاول البعض إثارة الحكومة على البهرة وطردهم من مصر. إلا أن الحكومة على ما يبدو راضية عليهم ومطمئنة إلى وجودهم بمصر. ولم تظهر أية بوادر من البهرة تستفز الحكومة أو تثير جهاز الأمن عليهم. وكلا الطرفين يتعامل مع الآخر وفق حدود مرسومة..


    الصفحة 176
    أما بخصوص معتقداتهم فهم يدينون بالمذهب الإسماعيلي كما ذكرنا ويمثلون الجانب المعتدل منه.. وهم في عبادتهم وشعائرهم لا يختلفون عن الإمامية في شئ.

    إلا أنهم يختلفون مع الشيعة الإمامية في قضية الإمامة. وهم يعترفون بستة من الأئمة الاثنى عشر فقط من الإمام علي حتى جعفر الصادق. ويأخذون بقية أئمتهم من سلالة إسماعيل ابن الإمام جعفر الصادق الذي توفي في حياته. ولأجل ذلك سميت الطائفة بالشيعة الإسماعيلية تمييزا لها عن الشيعة الإمامية التي تعتقد بوصية الإمام جعفر لإبنه موسى الكاظم الإمام السابع الذي لا تعترف به الإسماعيلية كما ذكرنا.. (11)

    وطائفة البهرة في مصر ترتبط بعلاقات وثيقة مع الحكومة. وإمام الطائفة كان على علاقة بالسادات وحسني مبارك اليوم. كما أن لهم علاقات وثيقة بوزارة الأوقاف وقد تبرعوا لها بملايين الدولارات.. (12)


    الصفحة 177

    ____________

    (1) أنظر النجوم الزاهرة وخطط المقريزي وشذرات الذهب واتعاظ الحنفا والكامل.

    (2) أنظر المراجع السابقة.. والمستنصر للدكتور عبد المنعم الماجد..

    (3) أنظر المراجع السابقة..

    (4) أنظر المراجع السابقة..

    (5) أنظر ترجمة الحسن الصباح في وفيات الأعيان والبداية والنهاية وكتب الفرق..

    (6) أنظر المستنصر ومقدمة كتاب دعائم الإسلام المطبوع في مصر تحقيق آصفي بن علي أصغر فيضي. وقد تعاون مع أصغر في هذا الكتاب كثير من المفكرين والأساتذة في مقدمتهم الدكتور طه حسين وهو الذي زكى الكتاب لدى دار المعارف. وعمل فهارس هذا الكتاب محمد فؤاد عبد الباقي ومن عجائب القدر أن باحثا هنديا (أصغر) يعيد إلى مصر كتابا من أقدم كتبها فقد منها واحتفظ به بأمانة في بلاد بعيدة عنها وهي بلاد الهند..

    (7) البهرة الداودية هم الأغلبية. انظر مقدمة دعائم الإسلام..

    (8) أنظر المستنصر ودعائم الإسلام..

    (9) أنظر أهل القبلة كلهم موحدون للأستاذ محمد زكي إبراهيم. من المطبوعات العشيرة المحمدية..

    (10) قادت هذه الحملة صحيفة الأحرار التي تصدر عن حزب الأحرار في مصر..

    (11) أنظر كتاب الفرق. وتاريخا لشيعة..

    (12) أهدى الأزهر الدكتوراه الفخرية لسلطان البهرة..


    الصفحة 178

  • خاتمة:

    يسعى الشيعة في مصر اليوم إلى تحقق تواجد شرعي لهم على ساحة الواقع غير أن السعي نحو تحقق هذا الهدف تشوبه الكثير من المحاذير الأمنية والسياسية..

    فعلى مستوى الداخل يزداد موقف الحكومة تشديدا في مواجهة التيار الإسلامي بشكل عام. كما يزداد موقفها تشديدا أمام المعارضة والتي بررت لها مؤخرا صياغة مجموعة من القوانين التي تهدف إلى السيطرة على النقبات والتضييق على الأحزاب..

    ويزداد الوضع الاقتصادي تدهورا مما يزيد من العوامل الاضطراب وتدهور الوضع الأمني وهو ما دفع بالحكومة إلى تشديد قبضتها البوليسية على الشارع المصري..

    وعلى المستوى الخارج تزداد هوة الشقاق بين مصر وإيران نتيجة الإنهيار الأمني ومحاولة ربط إيران بتيار الجهاد مما ينعكس على الشيعة المصريين بشكل مباشر.. إذ أن الحكومة سيرا مع قناعتها بأن هناك أصابع أجنبية تحرك دائما أي محاولة للخروج على الشريعة فإنها تنظر بعين الشك للشيعة وقد حاولت قبل ذلك ربطهم بإيران ثلاث مرات..

    ولا يعني انشغال الحكومة بمواجهة تيار الجهاد أن الحكومة أعطت ظهرها للشيعة إنما هي مسألة أولويات أمنية..

    وهنا تطرح أمامنا التساؤلات التالية:

    هل تنظر الحكومة إلى الشيعة نظرتها للجماعات الإسلامية الأخرى..؟

    هل للتيار الشيعي أهداف سياسية..؟

    هل تفكر الحكومة في استخدام الورقة الشيعية في مواجهة الجماعات الإسلامية..؟


    الصفحة 179
    وبالنسبة للتساؤل الأول فإنه يمكن القول أن نظرة الحكومة للشيعة والجماعات هي نظرة واحدة من المنظور الأمن. فإن المحاذير الأمنية عند الحكومة عادة لا تختص بفئة دون فئة من شتى فئات المعارضة التي تواجهها..

    وقد سعت جماعة الإخوان سعيا جاهدا من أجل إثبات حسن نواياها تجاه الحكومة أملا في الحصول على الشريعة وفي النهاية طوقت أنشطتها والتمهيدات جارية من أجل ضربها..

    ويبدوا أن هناك عوامل خارجية تتحكم في موقف الحكومة تجاه القوى المعارضة لها خاصة التيار الإسلامي منها..

    أما الحديث عن الأهداف السياسية للشيعة فهو محاولة استدراج لها من أجل إثارة الشبهات حول أنشطتها.. فإن جوهر التحريك ينحصر في دائرة محدودة وهي التمهيد أو التوطئة لظهور الإمام الغائب. وإن كانت الشيعة قد أقحمت في السياسة في بعض البلدان فهذا الأمر راجع لظروف الواقع وملابساته وليس للشيعة ذاتها..

    وحركة التشيع في مصر إنما هي في طور النبو ولم تثبت قدمها على ساحة الواقع بعد وفوق ذلك هي حركة معلنه..

    ولا يعني أن إيران تدين بالمذهب الشيعي أن شيعة العالم يقفون ورائها كالبنيان المرصوص. فهذا التصور فيه تجاوز كبير للحقيقة. فهناك قطاعات شيعية على خلاف مع إيران..

    إن محاولة ربط الشيعة في مصر بإيران إنما هي مسألة سياسية بحتة لا صلة لها بالمذهب الشيعي ذاته..

    إننا نرى المد السعودي قد اخترق الوسط الإسلامي والثقافي في مصر على أعين الحكومة. فهل تغاضي الحكومة عن هذا الوضع من باب الحرص على نشر المذهب الوهابي السني. أم أن المسألة سياسية ولا صله لها بالمذاهب..؟

    ونحن نطرح هذا التساؤلات مع ملاحظة أن الخط السلفي الوهابي هو الأساس

    الصفحة 180
    الذي تعتمد عليه التيارات الإسلامية وفي مقدمتها تيار الجهاد. في مواجهتها للحكومة..

    ومثل هذا الخط يأخذ امتداده على ساحة الواقع وله هيئاته ومؤسساته ودور النشر التابعة له في الوقت الذي أغلقت فيه جمعية آل البيت وأوقف نشاط جماعة التقريب وقبض على الشيعة بتهمة محاولة قلب نظام الحكم..

    وعلى الرغم من ذلك فإن الحكومة تفكر ألف مرة قبل فتح الباب أمام الشيعة كما أنها تفكر آلاف المرات قبل استخدامهم كورقة ضغط على الجماعات الإسلامية..

    إنها حسابات سياسية وأمنية معقدة وهي تضع الحكومة أمام خيارات كل خيار أمر من الآخر..

    إن التيار الشيعي في مصر اليوم يواجه عدة تحديدات داخلية تحول دون بروزه وانتشاره وهذه التحديدات تتمثل في ما يلي:

    1 - عدم وجود مراجع أو وكلاء مراجع.. (*)

    2 - عدم وجود مساجد..

    3 - ندرة الكتاب الشيعي..

    4 - الضغوط الأمنية..

    5 - التعتيم الإعلامي..

    ____________

    (*) لا يوجد إمام للشيعة في مصر. ويذكر أن جريدة الأحرار الناطقة بلسان حزب الأحرار قد أجرت حوارا مزعوما تحت عنوان (إمام الشيعة في مصر يتحدث عن الارهاب) وقد اعتادت هذه الجريدة أن تفجر ما بين الحين والآخر قضايا وهمية تتعلق بالشيعة في مصر..


    الصفحة 181
    وهذه التحديدات بالطبع تعجزه وتحول بينه وبين البروز كتيار إسلامي له تطلعاته فضلا عن القيام بنشاط سياسي معاد للدولة.. وتيار هذا حاله كيف يمكن أن يشكل تحديدا للدولة..؟

    إن حركة المد والزر في العلاقات المصرية الإيرانية تضع الشيعة في مصر أمام خيار واحد وهو الالتزام بالتقية حتى تنفرج الأوضاع..


    الصفحة 182

    الصفحة 183

    ملاحق


    الصفحة 184

    الصفحة 185

    ملحق (1)

    خلفاء الدولة الفاطمية الشيعية في مصر


    المعز لدين الله341 - 365 هـ (952 - 975 م)
    العزيز بالله365 - 386 هـ (975 - 996 م)
    الحاكم بأمر الله386 - 411 هـ (996 - 1020 م)
    الظاهر لإعزاز دين الله411 - 427 هـ (1020 - 1035 م)
    المستنصر بالله 427 - 487 هـ (1035 - 1094 م)
    المستعلي 487 - 495 هـ (1094 - 1101 م) منشأ البهرة
    الآمر 495 - 523 هـ (1101 - 1130 م)
    الحافظ 524 - 544 هـ (1130 - 1149 م)
    الظافر 544 - 549 هـ (1149 - 1154 م)
    الفائز 549 - 555 هـ (1154 - 1160 م)
    العاضد 555 - 567 هـ (1160 - 1171 م)

    الصفحة 186

    ملحق (2)

    المحضر الذي ظهر في عهد الحاكم من قبل الخلافة العباسية طعنا في نسب الفاطميين
    الجويني، كتاب تاريخ جهانكشاي، تحقيق سيد جلال،
    طهران 1252 هـ - ص 99 - 100

    هذا ما شهد به الشهود، أن معد بن إسماعيل المستولي على مصر، هو معد بن إسماعيل عبد الرحمن بن سعيد، وأنهم منتسبون إلى ديصان ابن سعد الدين، ينتسب إليه الديصانية، وأن سعيدا المذكور صار إلى المغرب، ويسمى عبيد الله ويلقب المهدي، وأن هذا الناجم الحاكم بمصر هو منصور، الملقب بالحاكم - حكم الله عليه بالبوار والدمار - ابن نزار بن معد ابن إسماعيل بن عبد الرحمن بن سعيد، وأن من تقدمه من سلفه الأرجاس الأنجاس - عليهم لعنة الله ولعنة اللاعنين أدعياء خوارج لا نسب لهم في ولد علي بن أبي طالب - رضوان الله عليه - ولا يتعلقون منه بنسب، وأن ما ادعوه من الانتساب إليه باطل وزور، لم يتوقف أحد من أهل بيوتات الظالمين من إطلاق القول في هؤلاء، لأنهم خوارج أدعياء وأن هذا الإنكار لباطلهم كان سابقا بالحرمين، وفي أول أمرهم بالمغرب انتشر انتشارا عظيما، وأن هذا الناجم بمصر هو وسلفه كفار وفساق وزنادقة ملحدون معطلون، وللاسلام حاجزون، ولمذهب الثنوية والمجوسية معتقدون، عطلوا الحدود وأباحوا الفروج، وأحلوا الخمور، وسفكوا الدماء، وسبوا الأنبياء، وادعوا الربوبية، وكتب ذلك في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمائة، وشهد بذلك من العلويين الشرفاء: المرتضى والرضي الموسويان، وجماعة منهم، وشهد من الفقهاء المعتبرين الشيخ أبو حامد الاسفرايني، وأبو الحسن القدوري، وقاضي القضاة محمد بن أحمد، وأبو عبد الله البيضاوي.


    الصفحة 187

    ملحق (3)

    بغداد في 31 / 3 / 1965

    النجف الأشرف

    السيد سماحة آية الله الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء

    السلام عليكم ورحمة الله..

    وبعد: يتشرف سفير الجمهورية العربية المتحدة بدعوة سماحتكم لحضور المؤتمر الثاني لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف والذي ينعقد بالقاهرة من يوم الخميس 28 من ذي الحجة سنة 1384 هـ الموافق 29 من نيسان (ابريل)

    سنة 1965 إلى يوم السبت 8 من محرم سنة 1385 هـ الموافق 8 من آيار (مايو)

    سنة 1965 م. ويسرنا أن نتلقى موافقة سماحتكم على قبول هذه الدعوة..

    وتفضلوا بقبول فائق الاحترام

    السفير     
    أمين حامد هويدي




    سفارة الجمهورية العربية المتحدة. ببغداد.

    تحريرا في 6 / 4 سنة 1965 سنة 1384

    السيد سماحة آية الله الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء

    السلام عليكم ورحمة الله..

    إلحاقا لكتاب السفارة المؤرخ 31 / 3 / 1965 بدعوة سماحتكم لحضور المؤتمر الثاني لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف والذي ينعقد بالقاهرة ابتداء من 29 نيسان (ابريل) 1965.. أتشرف بالإحاطة الى أنه قد تقرر تأجيل انعقاد المؤتمر السالف الذكر الى يوم 13 آيار (مايو) سنة 1865 وذلك بمناسبة موسم الحج.. ويسرنا أن نتلقى موافقة سماحتكم على قبول هذه الدعوة..

    وتفضلوا بقبول فائق الاحترام

    السفير     
    أمين حامد هويدي



    نص برقيتي الدعوة المرسلة إلى الشيخ علي كاشف الغطاء لحضور مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية الثاني..