سابعاً الحج :
يعد الحج من الفرائض ذات الأبعاد السياسية والاجتماعية والعقائدية وهو ما يتضح بجلاء من خلال شعائره ..
وجاء أمر الله بالحج من خلال القرآن فى قوله تعالى : (وأذن فى الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق . ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله فى أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير ، ثم ليقضوا نفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق) (الحج / 29:27) ..(1)
ونخرج من هذا النص بما يلى :
إعلان الحج أى إعلام الناس به ليستعدوا له ويتجهزوا نحو موضع شعائره ..
أن الحج له منافع يشهدها الحجاج ..
أن الحج له أياماً معلومات يشغل فيها الحاج بذكر الله ..
إطعام البائس والفقير ..
قضاء التفث أى متعلقات الشعائر من حلق ورمى وتقصير ونظافة وغيرها ..
الوفاء بالنذر لأصحاب النذور من الحجاج ..
الطواف بالبيت أى الكعبة ..
ومن خلال ما سبق نخرج إلى أن شعائر الحج تنحصر فيما يلى :
الآذان ويمكن أن يدخل تحته الإحرام ..
النحر ..
الإطعام ..
التحرر من آثار الشعائر والوفاء بالنذور ..
الطواف بالبيت ..
إلا أن هناك تفصيلات أخرى تتعلق بالحج وردت فى نصوص أخرى ..
قال تعالى : (وأتموا الحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدى ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدى محله ، فمن كان منكم مريضاً أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام فى الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة . ذلك لمن لم يكن أهله حاضرى المسجد الحرام واتقوا الله وأعلموا أن الله شديد العقاب ، الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولى الألباب ، ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فأذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين ، ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم ، فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم أباءكم أو أشد ذكراً فمن الناس من يقول ربنا آتنا فى الدنيا وما له فى الآخرة من خلاق ، واذكروا الله فى أيام معدودات فمن تعجل فى يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون) (البقرة / 203:196) ..
ومن هذه النصوص نخرج بما يلى :
الربط بين الحج والعمرة ..
فى حالة الموانع كالمرض فما تيسر من الهدى . أى من الإبل وخلافه .
لا يتم الحلق حتى ينتهى النحر ..
المريض أو صاحب الأذى فى الرأس عليه بالفداء أو الصيام أو النسك ..
جواز التمتع لا يبيح الهدى إلا للغرباء عن مكة ..
أن الحج محصور فى أشهر معينة معلومة .
أن الحج لا يجوز فيه الجماع والفسوق بأنواعه وكذلك الجدال إنما التركيز يكون على ذكر الله .
الوقوف بعرفات ..
الإفاضة من عرفات أى النزول منه مندفعين ..
الذكر والدعاء والتلبية عند المشعر الحرام ..
الإفاضة إلى منى ..
الإكثار من ذكر الله والتركيز عليه فى نهاية المناسك ..
التركيز على ذكر الله فى الأيام الثلاثة التى بعد يوم النحر ..
يجوز للحاج اختصار الأيام المعدودات إلى اثنين كما يجوز التأخر .
والراصد للروايات الخاصة بالحج يكتشف أن النصيب الأكبر منها ينسب إلى ابن عمر ثم عائشة وأبى هريرة والقليل منها ينسب لابن عباس وآخرين وهذا القليل هو فى الغالب مخالف لروايات الثلاثة ..(2)
رواية ابن عمر أن الرسول قال : لا يلبس ـ المحرم ـ القمص ولا العمائم ولا السراويلات ولا البرانس ولا الخفاف . إلا أحد لا يجد نعلين فليلبس خفين وليقطعهما أسفل من الكعبين ولا تلبسوا من الثياب شيئاً مسه الزعفران أو ورس ..(3)
ويروى عن ابن عباس أنه قال : سمعت النبى (ص) يخطب بعرفات : من لم يجد النعلين فليلبس الخفين . ومن لم يجد إزارًا فليلبس سراويل للمحرم ..(4)
وهاتين الروايتين لم تحددا لبساً خاصاً للحاج . وكما هو واضح فإن رواية ابن عباس تخالف رواية ابن عمر ..
ويروى عن ابن عمر أنه قال : ما تركت استلام هذين الركنين فى شدة ولا رخاء منذ رأيت النبى (ص) يستلمهما ..(5)
وروى أن معاوية كان يستلم الأركان . فقال له ابن عباس : إنه لا يستلم هذان الركنان ..(6)
ويروى أن عائشة سئلت عن قول ابن عمر : ما أحب أن أصبح محرماً أنضخ طيباً .. ؟
وروى أن زياد بن أبى سفيان كتب إلى عائشة . إن عبد الله بن عباس قال : من أهدى هدياً حرم عليه ما يحرم على الحاج حتى ينحر هديه ؟
فقالت عائشة : ليس كما قال ابن عباس ..(8)
وروى عن عبد الله بن عمر قال : حين خرج إلى مكة معتمراً فى الفتنة ـ فتنة ابن الزبير وحصار الحجاج للكعبة ـ إن صددت عن البيت صنعاً كما صنعنا مع رسول الله (ص) ، فأهل بعمرة من أجل أن النبى كان قد أهل بعمرة عام الحديبية ، ثم أن ابن عمر نظر فى أمره فقال : ما أمرهما إلا واحد . فالتفت إلى أصحابه فقال : ما أمرهما إلا واحد . فالتفت إلى أصحابه فقال : ما أمرهما إلا واحد أشهدكم أنى قد أوجبت الحج مع العمرة ، ثم طاف لهما طوافاً واحداً ، ورأى أن ذلك مجزياً عنه وأهدى ..(9)
ويروى عن مواقيت الحج عن ابن عمر : أن رسول الله (ص) قال : يهل أهل المدينة من ذى الحليفة ، ويهل أهل الشام من الجحفة ، ويهل أهل نجد من قرن ، وأخبرت أن رسول الله (ص) قال : وأما أهل اليمن فيهلون من يلملم ..(10)
ونفس الرواية وردت عن عائشة ..(11)
ويروى عن ابن عباس أنه قال : وقت رسول الله لأهل المدينة ذا الخليفة ، ولأهل الشام الجحفة ، ولأهل نجد قرن المنازل . ولأهل اليمن يلملم ، فهى لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهم لمن كان يريد الحج والعمرة ، فمن كان دونهن فمهله من أهله. وكذاك، حتى أهل مكة يسهلون منها ..(12)
والظاهر أن رواية ابن عباس هى أكثر تفصيلاً ووضوحاً عن روايتى ابن عمر وعائشة .
قال محمد معلقاً على رواية ابن عمر : وبهذا نأخذ ، هذه مواقيت وقتها رسول الله (ص) فلا ينبغى لأحد أن يجاوزها إذا أراد حجاً أو عمرة إلا محرماً ..(14)
ويروى عن ابن عمر أن تلبية رسول الله (ص) : لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك .
وكان ابن عمر يزيد فيها : لبيك لبيك .
لبيك وسعديك والخير بيديك . لبيك والرغباء إليك والعمل..(15)
قال محمد : وبهذا نأخذ . التلبية هى التلبية الأولى التى روى عن النبى (ص) وما زدت فحسن ، وهو قول أبى حنيفة والعامة من فقهائنا ..(16)
ويروى أن ابن عمر لا يغسل رأسه وهو محرم إلا من الاحتـلام ..(17)
ويروى عن ابن عباس : يغسل المحرم رأسه ..(18)
ويروى عن جابر أن رسول الله (ص) خرج إلى الصفا وقال نبدأ بما بدأ الله به ثم قرأ : إن الصفا والمروة من شعائر الله ..(20)
وروى عن رسول الله (ص) قوله : الحج عرفه ، فمن أدرك ليلة عرفة قبل طلوع الفجر من ليلة جمع فقد تم حجه ..(21)
وفى رواية أخرى أن رسول الله (ص) أمر رجلاً فنادى: الحج .. الحج يوم عرفة من جاء قبل صلاة الصبح من ليلة جمع فتم حجه ، أيام منى ثلاثة ، فمن تعجل فى يومين فلا إثم عليه ، ومن تأخر فلا إثم عليه ..(22)
ويروى عن عائشة قالت : .. لما جاء الإسلام أمر الله تعالى نبيه (ص) أن يأتى عرفات فيقف بها ثم يفيض منها فذلك قولـه تعالـى : (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس ..) ..(23)
وهذه الروايات التى عرضناها إنما تدور جميعها فى محيط نصوص القرآن وتعرض لشعائر الحج التى حوتها هذه النصوص، غير أن الروايات تجاوزت هذا الحد وعرضت لشعائر أخرى كثيرة اعتبرها الفقهاء بمثابة سنن ومندوبات ..
وقد حدد الفقهاء أركان الحج فى أربعة :
ـ طواف الزيارة أو الإفاضة ..
ـ السعى بين الصفا والمروة ..
ـ الوقوف بعرفة ..
أما السنن فمنها ما يتعلق بالإحرام .
ومنها ما يتعلق بالطواف .
ومنها ما يتعلق بالسعى .
وحسب الروايات اختلف الفقهاء وقامت المذاهب تتسلح بها فنشأت الاتجاهات المختلفة فى تناول هذه الروايات التى وصلت إلى البعض دون الآخر وضعفها البعض دون الآخر على ما هو مبسط فى كتب الفقه والأحاديث ..
وهناك محظورات على الحاج يؤدى فعلها إلى فساد شعيرة الحج أو وجوب الهدى أو الفدية أو الإطعام حسبما أشارت النصوص القرآنية مثل الجماع أو الحلق أو الصيد أثناء الإحرام ..
قال سبحانه وتعالى : (يا أيها الذين آمنو لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم معتمداً فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هدياً بالغ الكعبة أو كفارة طعام مسكين أو عدل ذلك صياماً ..) (المائدة/95)
وقد توسع الفقهاء فى مبطلات الحج واختلفت المذاهب فى تحديدها .
الحكام والحج :
حظت فريضة الحج بالنصيب الأكبر من تدخل الحكام دون بقية فرائض العبادات وذلك لكونها فريضة ذات أبعاد سياسية وآثار اجتماعية كبيرة . فإن تجمع المسلمين من شتى بقاع الأرض بشتى صورهم وألقابهم وتنازلهم عن هذه الصور والألقاب وتعارفهم وتآلفهم فى ظل البيت العتيق من شأنه أن يخلق حالة من الخـوف
وكانت أول هذه المحاولات على يد عمر بن الخطاب عندما أصدر قراره بالنهى عن التمتع فى الحج وقام بفصل العمرة عن الحج ..(25)
روى عن جابر بن عبد الله قوله عن المتعتين متعة النساء ومتعة الحج : فعلناهما مع رسول الله (ص) ثم نهانا عنهما عمر فلم نعدلهما ..(26)
ويروى عن أبى موسى أنه كان يفتى بالمتعة ، فقال له رجل رويدك ببعض فتياك فإنك لا تدرى ما أحدث أمير المؤمنين فى النسك ، حتى لقية بعد فسأله .
فقال عمر : قد علمت أن النبى (ص) فعله وأصحابه ولكن كرهت أن يظلوا معرسين بهن فى الأراك ثم يروحون فى الحج تقطر رؤسهم .. (27)
قال الشارح مبرراً موقف عمر : قوله فإنك لا تدرى ما احدث أمير المؤمنين فى النسك بعدما أفتيت فيحتمل أنه يغضب عليك لمجيئك على خلاف رأيه ، وقولـه تقطر رؤسهم أى من مياه الاغتسال المسببة عن الوقاع بعهد قريب ، فبين عمر العلة التى لأجلها كره التمتع وكان من رأيه عدم الترفه للحاج بكل طريق فكره قرب عهدهم بالنساء لئلا يستمر البلل إلى ذلك الحين بخلاف من بعد عهده بهن ومن تفطم ينفطم .. (28)
إلا أن هناك الكثير من الروايات التى عارضت موقف عمر هذا جاء بعضها على لسان ولده عبد الله ..
يروى عن أبن عمر قوله : تمتع رسول الله (ص) فى حجة الوداع بالعمرة إلى الحج وأهدى ، فساق معه الهدى من ذى الحليفه، وبدأ رسول الله فأهلَّ بالعمرة ثم أهل بالحج فتمتع الناس مع النبى بالعمرة إلى الحج ..(29)
وروى عن ابن عمر قال : ما أمرهما إلا واحد ، أشهدكم أنى قد أوجبت الحج مع العمرة ، ثم طاف لهما طوافاً واحداً ورأى أن ذلك مجزياً عنه وأهدى ..(31)
وسار عثمان على نفس سنه عمر وسار على ذلك الحكام من بعده ..
يروى : اجتمع على وعثمان بعسفان فكان عثمان ينهى عن المتعة أو العمرة . فقال على : ما تريد إلى أمر فعله رسول الله (ص) تنهى عنه ؟
فقال عثمان : دعنا منك ..
فقال على : إنى لا أستطيع أن ادعك .
فلما أن رأى على ذلك أهل بهما جميعاً ..(32)
وفى رواية البخارى قال على : ما كنت لأدع سنة النبى (ص) لقول أحد ..
وقال الزهرى : أن عثمان إنما صلى بمنى أربعاً لأنه أجمع على الإقامة بعد الحج ..(34)
وقال أيضاً: أن عثمان أتم الصلاة بمنى من أجل الأعراب لأنهم كثروا عامئذ فصلى بالناس أربعاً ليعلمهم أن الصلاة أربع ، ثم أخذ به الأئمة بعده .. (35)
ويروى أن معاوية بن أبى سفيان قال لأصحاب النبى (ص) : هل تعلمون أن رسول الله نهى عن كذا وكذا وعن ركوب جلود النمور؟
قالوا : نعم .
قال : فتعلمون أنه نهى أن يقرن بين الحج والعمرة ؟
قالوا : أما هذا فلا .
فقال : أما إنها معهن ولكنكم نسيتم ..(36)
فقال سعد : بئس ما قلت . قد صنعها رسول الله (ص) وصنعناها معه ..(37)
ويروى سعيد بن الجبير أنه قال : كنت مع ابن عباس بعرفات فقال مالى لا أسمع الناس يلبون .
قلت : يخافون من معاوية .
فخرج ابن عباس من فسطاطه فقال لبيك اللهم لبيك فإنهـم قـد
تركوا السنة من بغض على ..(38)
ويروى عن ابن عباس أن معاوية بن أبى سفيان أخبره قال : قصرت عن النبى (ص) بمشقص على المروة أو رأيته يقصر عنه على المروة بمشقص ..(39)
ويروى عن عروة بن الزبير أنه قال : حج النبى (ص) فأخبرتنى عائشة أنه أول شىء بدأ به حين قدم أنه توضأ ثم طاف بالبيت ثم لم تكن عمرة ، ثم حج أبو بكر فكان أول شئ بدأ به الطواف بالبيت ثم لم تكن عمرة ، ثم عمر مثل ذلك ، ثم حج عثمان فرأيته أول شىء بدأ الطواف بالبيت ثم لم تكن عمرة ، ثم معاوية وعبد الله بن عمر ، ثم حججت مع أبى الزبير بن العوام فكان أول شىء بدأ به الطواف بالبيت ثم لم تكن عمرة ، ثم رأيت المهاجرين والأنصار يفعلون ذلك ثم لم تكن عمرة ، ثم آخر من رأيت فعل ذلك ابن عمر ثم لم ينقضها عمرة .
ويروى أن ابن عمر خرج إلى مكة معتمراً أيام فتنة ابن الزبير وحصار الحرم المكى من قبل الحجاج فصدوه عن البيت ..(41)
ويروى عن أبى ميمون بن مهران قال : خرجت معتمراً عام حصر أهل الشام ابن الزبير بمكة وبعث معى قومى بهدى ، فلما انتهينا إلى أهل الشام منعونا أن ندخل الحرم فنحرت الهدى مكانى ثم أحللت ثم رجعت ..(42)
ويروى عن ابن عمر قال : لما أن قتل الحجاج ابن الزبير أرسل إلى ابن عمر قائلاً : أية ساعة كان رسول الله (ص) يروح فى هذا اليوم ؟
قال : إذا كان ذلك رحنا ، فلما أراد ابن عمر أن يروح قالوا : لم تزغ الشمس .
قال : أزاغت ؟
قالوا : لم تزغ . فلما قالوا قد زاغت ارتحل ..(43)
ويروى : كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج بن يوسف يأمره أن لا يخالف ابن عمر فى أمر الحج ..(44)
وقد كشفت لنا الروايات من جانب آخر أن الحكام لا تعنيهم فريضة الحج ولا البيت الحرام وإنما الذى يعنيهم هو نفوذهم ومصالحهم وكرسيهم ، فقد دمر الحجاج بيت الله الحرام ومنع المسلمين من تأدية الحج من أجل القضاء على ابن الزبير .
واليوم فعل آل سعود فى الحرم المكى مثلما فعل الحجاج فى مواجهة حركة جيهمان العتيبى الذى اعتصم بالحرم مع أنصـاره عام 79. ثم ارتكبوا عام 87 مجزرة وحشية راح ضحيتها الحجاج الآمنين من الإيرانيين وغيرهم ..(46)
صدر للمؤلف