الصفحة 33

1- مشترك معنوي.

2- مشترك لفظي.

والشيعة تعتقد بالدرجة الأولى أن تكون الولاية مشتركا معنويا، فمعنى الولاية إذا قيل: فلان ولي فلان، أي فلان هو القائم بأمر فلان، فلان ولي هذه الصغيرة، أي القائم بشؤون هذه الصغيرة, ولذا يقال للسلطان ولي، هذا المعنى هو واقع معنى الولاية, ونجد هذا المعنى في كل مورد ذكر موردا للولاية مثلا: الصديق ولي، الجار ولي، الحليف ولي، الأب ولي، الله ولي، ورسوله ولي، وهكذا في الموارد الأخرى من الأولياء.

هذا المعنى موجود في جميع هذه الموارد وهو القيام بالأمر، هذا هو معنى الولاية على ضوء كلمات علماء اللغة هذا بناء على أن تكون الولاية مشتركا معنويا.

وأما إذا جعلنا الولاية مشتركا لفظيا، فمعنى ذلك أن يكون هناك مصاديق ومعاني متعددة للفظ الواحد, وعلى فرض كون المراد من الولاية المعنى المشترك بالاشتراك اللفظي، فيكون من معاني لفظ الولاية: الأحقية بالأمر، الأولوية بالأمر، فهذا يكون من جملة معاني لفظ الولاية، وحينئذ لتعيين هذا المعنى نحتاج إلى قرينة معينة، كسائر الألفاظ المشتركة بالاشتراك اللفظي وحينئذ لو رجعنا إلى القرائن الموجودة في مثل هذا المورد، لرأينا أن القرائن الحالية والقرائن اللفظية، وبعبارة أخرى القرائن المقامية واللفظية كلها تدل على أن المراد من الولاية في هذه الآية المعنى الذي تقصده الإمامية، وهو الأولوية والأحقية بالأمر. ومن جملة القرائن اللفظية نفس الروايات الواردة في هذا المورد يقول الفضل ابن روزبهان في رده على العلامة الحلي رحمة الله عليه: إن القرائن تدل على أن المراد من الولاية هنا النصرة، ف "إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا "، أي إنما ناصركم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة إلى آخر الآية المباركة(1). فابن روزبهان يجعل الولاية بمعنى النصرة، والنصرة أحد معاني لفظ الولاية كما في الكتب اللغوية، لكن الروايات أنفسها ونفس الروايات الواردة في القضية تنفي أن يكون المراد من الولاية هنا النصرة ففي تفسير الفخر الرازي، الثعلبي وكتب أخرى(2): ان النبي ص لما علم بأن عليا تصدق بخاتمه للسائل، تضرع إلى الله وقال: "اللهم إن أخي موسى سألك قال: (رب

____________

1- إحقاق الحق 2 / 408.

2- تفسير الرازي 11 / 25، تفسير الثعلبي - مخطوط.

الصفحة 34
اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا فأوحيت إليه: (قد أوتيت سؤلك يا موسى) اللهم وإني عبدك ونبيك فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا أشدد به ظهري..." ال أبو ذر: فوالله ما استتم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الكلمة حتى هبط عليه الأمين جبرائيل بهذه الآية: "إنما وليكم الله ورسوله "إلى آخر الاية. فهل يعقل حمل الولاية في هذه الآية مع هذه القرائن على النصرة؟ بأن يكون رسول الله يطلب من الله سبحانه وتعالى أن يعلن إلى الملأ، إلى الناس، بأن عليا ناصركم، فيتضرع رسول الله بهذا التضرع إلى الله سبحانه وتعالى ليول آية تفيد بأن عليا ناصر المؤمنين؟ وهل كان من شك في كون عليا ناصرا للمؤمنين حتى يتضرع رسول الله!! وقبل أن يستتم رسول الله كلامه تنزل الآية من قبل الله "إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا " أي نما ناصركم الله ورسوله والذين آمنوا إلى آخر الآية؟؟! لا بل ان الولاية المقصودة من هذه الاية ما ذهب الية شيعة اهل البيت ولهم ادله اخرى تؤيد ما ذهبوا اليه كحديث الغدير وغيره مما سنبحثه في هذا الكتاب ان شاء الله تعالى فثبت ان للامام علي ع من الولاية المطلقة كما لرسول الله ص لان ولايته اقترنت بولاية الله ورسولة ص.

ما جاء من الاعتراضات حول هذه الاية الكريمة:

1- نبدا با افتراء ابن تيمية -الذي بيناه انفا -اذ لا يحق له ان نسميه اعتراض بل افتراء على عموم المفسرين والمحدثين من أهل السنة وعلى الشيعة بفرقهم اذ يكذب الخبر من اصله!!!!ولا عجب منه فهي عادته, ومن قال بكفره بل بكفر من سماه بشيخ الإسلام فمعه حق في ذلك وجواب افتراءه هو ما ذكرنا من مصادر موثوقه من كتب اهل السنه فهو كافي للرد عليه لانه افتراء فمن ذكر ذلك يعد مكذب لابن تيمية وراد عليه افترائه.

2- الاعتراض الذي يحتمل أن تكون الواو في (وهم راكعون) واو عاطفة لا واو حالية، وحينئذ يسقط الاستدلال, فنحن نقول ان هذه الواو حالية، فالذي أعطى الخاتم كان

الصفحة 35
حال كونه راكعا وهو علي ع. أما من يقول: الواو عاطفة يكون المعنى (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) أي هم يركعون، يؤتون الزكاة ويصلون ويركعون، إذن لا علاقة للآية المباركة بالقضية، فهذا الاحتمال إن تم سقط الاستدلال, لكن هذا الاحتمال يسقط اذا رجعنا إلى الدر المنثوروغيره، اذ الروايات هناك صريحة في كون الواو هذه حالية ففي هذا الكتاب وغيره من المصادر عدة روايات وردت تقول: تصدق علي وهو راكع(1) فالواو حالية، ولا مجال لهذا الإشكال اذ الروايات تثبت ان الامام علي ع تصدق وهو راكع فنزلت الاية الكريمة ومن اعترض فهو يعترض على كل من روى ذلك لا على الشيعة بل يعترض على الله تعالى اذ كيف يؤيد عمل الامام علي بالتصدق وهو محرم في الصلاة فالامور ليس كلها عقلية لان ما ثبت بالنص لا مجال للنقاش فيه وتصدق الامام علي ع ثبت بالنص القراني واكدته السنة المطهره ورواه الفرقين فلا يوجد بعد هذا من بيان وتوضيح اكثرلان المنكر معاند للحق فلا ينفع معه الدليل ومريد الحق قد اوردنا له مافيه الكفاية.

3- الاعتراض الاخر هو ان عند الشيعة روايات ان الامام علي ع في حال الصلاة يكون منشغلا بالله سبحانه وتعالى، منصرفا عن هذا العالم، ولذا عندنا في بعض الروايات أنه لما أصيب في بعض الحروب بسهم في رجله وأريد إخراج ذلك السهم من رجله، قيل انتظروا ليقف إلى الصلاة، وأخرجوا السهم من رجله وهو في حال الصلاة، لأنه حينئذ لا يشعر بالألم فكيف يسمع صوت السائل؟ وكيف يلتفت إلى السائل؟ وكيف يشير إليه ويومي بالتقدم نحوه، ثم يرسل يده ليخرج الخاتم من أصبعه؟ وهذا كله انشغال بأمور دنيوية، عدول عن التكلم مع الله سبحانه وتعالى؟؟؟

نقول وبالله التوفيق: ان هذه القضية عند رسول الله وسائر المؤمنين عدت من مناقب أمير المؤمنين، فلو كان لهذا الإشكال أدنى مجال لما عد فعله من مناقبه ثم ان هذا الالتفات لم يكن من أمير المؤمنين إلى أمر دنيوي، وإنما كانت عبادة في ضمن عبادة. وأهل السنة أنفسهم، الذين لهم ذوق عرفاني، كما الآلوسي: قد سئل ابن الجوزي هذا السؤال، فأجاب بشعر يقول:

____________

1- تفسير ابن أبي حاتم 4 / 1162 الدر المنثور في التفسير بالمأثور 3 / 105.

الصفحة 36

يسقي ويشرب لا تلهيه سكرته *** عن النديم ولا يلهو عن الناس
أطاعه سكره حتى تمكن مــــن *** فعل الصحاة فهذا واحد الناس(1)

وقد يكون امر الاهي وما هو المانع ان يلهم الله الامام لذلك كي تكون له منقبة يعرف بها ويستدل بها على امامته ولذلك قرائن كثيرة اذ اجمع الشيعة بفرقهم واغلب مفسري ومحدثي السنه ونقلها الكثيرون منهم, والامام علي معروف بالعلم والتقوى والخشوع عند جميع المسلمين فلا يعمل خطاء ثم ان الحركات عند الشيعة لا تبطل الصلاة خصوصا اذا هو عمل مثل اغاثة الملهوف فان استطاع يتحرك حركة بسيطة لا تبطل الصلاة فعل والامام هو اعلم الصحابه كمايعترف بذلك عمر بن الخطاب في كثير من المواقف ولا احد ينكر علمه وعبادته وقد ثبت تصدقه في حال ركوعة فهذا الهام الاهي له ع ليكون حجه للناس وخصوصا ان الروايات تقول ان النبي ص دعاء ان يشدد الله ازره بعلي فاجابه الله تعالى في الحال فلا اعتراض على ما فعل الله ورضي به رسوله واحتج به اوليائه واروده الخاص والعام كفضيله لم تكن لاحد غيره فمن اعترض فانما على الله معترض لانه قد ثبت انه ع تصدق وايده القران وفرح الرسول ص بذلك.

4- قالوا: بأن عليا مفرد، ولماذا جاءت الألفاظ بصيغة الجمع: " والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ".

نقول: ان هناك آيات، كآية المباهلة أيضا بصيغة الجمع، إلا أن رسول الله وعلي والرسول مثنى، مع أن اللفظ لفظ جمع (أنفسنا وأنفسكم) وجاء بفاطمة وحدها والحال أن اللفظ لفظ جمع النساء, بل ان علماهم ردوا على هذا الاعتراض كالزمخشري الذي هو من كبار علماء العامة، وليس من الإمامية، يجيب عن هذا الاشكال بما ما ملخصه: (بأن الفائدة في مجئ اللفظ بصيغة الجمع في مثل هذه الموارد هو ترغيب الناس في مثل فعل أمير المؤمنين، لينبه أن سجية المؤمنين يجب أن تكون على هذا الحد من الحرص على الاحسان إلى الفقراء والمساكين، يكونون حريصين على مساعدة

____________

1- روح المعاني 6 / 169. ابو الفرج ابن الجوزي الحنبل الحافظ , جد سبط ابن الجوزي.

الصفحة 37
الفقراء وإعانة المساكين، حتى في أثناء الصلاة، وهذا شئ مطلوب من عموم المؤمنين، ولذا جاءت الآية بصيغة الجمع)(1).

وفي القرآن الكريم وفي السنة النبوية الثابتة الصحيحة، وفي الاستعمالات العربية الصحيحة الفصيحة: أن اللفظ يأتي بصيغة الجمع والمقصود شخص واحد, ثم إن الروايات المعتبرة المتفق عليها دلت على أن المراد هنا خصوص علي ع فهل اوضح من لفظ(انماوليكم الله ورسوله والذين امنوا..) فقد قرن الله ولاية علي ع بولاية الله ورسوله وجعل له صفة اعترف بها المالف والمخالف وهي التصدق حال الركوع كي تكون علامة واضحة لا ينكرها احد فمن انكر فهو لو جاء اسم علي ع في القران لمحاه بدون شك لان هذه ادلة في ولاية علي ع كلشمس في رابعة النهار.

____________

1- تفسير الكشاف 1 / 649 1 وتفسير ابن كثير 6 / 168 - دار طيبة - الرياض - 1418 هـ، وكنز العمال 13 / 128 رقم 36408 - مؤسسة الرسالة - بيروت - 1405 هـ وكنز العمال 13 / 149 رقم 36465.

الصفحة 38

الدليل الرابع حديث الدار

قال تعالى " وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ "(1)

لما نزلت هذه الاية الكريمة جمع رسول الله ص عشيرته إلى اجتماع ليدعوهم للاسلام وعمل وليمة وجمعهم ليكلمهم في الامر, يقول البغوي: روى محمد بن إسحاق، عن عبد الغفار بن القاسم، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، عن عبد الله بن عباس، عن علي بن أبي طالب قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله ص (وأنذر عشيرتك الأقربين) دعاني رسول الله ص فقال: يا علي، إن الله يأمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين، فضقت بذلك ذرعا، وعرفت أني متى أباديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره، فصمت عليها، حتى جاءني جبرئيل فقال لي: يا محمد إلا تفعل ما تؤمر يعذبك ربك، فاصنع لنا صاعا من طعام، واجعل عليه رجل شاة، واملأ لنا عسا من لبن، ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى أبلغهم ما أمرت به. ففعلت ما أمرني به، ثم دعوتهم له، وهم يومئذ أربعون رجلا، يزيدون رجلا أو ينقصونه، فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب. فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعته، فجئتهم به، فلما وضعته، تناول رسول الله ص جذبة من اللحم، فشقها بأسنانه، ثم ألقاها في نواحي الصفحة، ثم قال: خذوا باسم الله، فأكل القوم حتى ما لهم بشئ حاجة، وأيم الله أن كان الرجل الواحد منهم ليأكل مثل ما قدمت لجميعهم. ثم قال: إسق القوم، فجئتهم بذلك العس فشربوا حتى رووا جميعا، وأيم الله أن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله. فلما أراد رسول الله أن يكلمهم بدره أبو لهب فقال: سحركم صاحبكم، فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول الله ص فقال في الغد: يا علي، إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول، فتفرق القوم قبل أن أكلمهم، فأعد لنا من الطعام

____________

1- الشعراء: 214.

الصفحة 39
مثل ما صنعت ثم اجمعهم، ففعلت ثم جمعت، فدعاني بالطعام فقربته، ففعل كما فعل بالأمس، فأكلوا وشربوا، ثم تكلم رسول الله ص فقال: يا بني عبد المطلب، إني قد جئتكم بخيري الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيكم يوآزرني على أمري هذا ويكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟ فأحجم القوم عنها جميعا. فقلت وأنا أحدثهم سنا: انا يا نبي الله، أكون وزيرك عليه قال: فأخذ برقبتي وقال: إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا. فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لعلي وتطيع. وقد نقل ذلك الكثير من المفسرين وغيرهم(1).

أمير المؤمنين ع يستدل بهذا الخبر:

ان الامام ع استدل بهذا الخبر كما يروي هذا الحديث النسائي في صحيحه يقول: إن رجلا قال لعلي: يا أمير المؤمنين بم ورثت ابن عمك دون عمك؟ فذكر الإمام ع حديث الانذار(2).

صحة السند:

محمد بن إسحاق يروي هذا الخبر عن عبد الغفار بن القاسم وهو أبو مريم الأنصاري وهو شيخ من شيوخ شعبة بن الحجاج الذي يلقبونه بأمير المؤمنين في الحديث، ويقولون بترجمته إنه لا يروي إلا عن ثقة، وشعبة بن الحجاج كان يثني على عبد الغفار بن القاسم الذي هو شيخه، لكن المتأخرين من الرجاليين يقدحون في عبد الغفار، لأنه كان يذكر بعض مطاعن عثمان، ولذا نرى في ميزان الاعتدال عندما يذكره الذهبي يقول: رافضي. فإذن عرفنا وجه تضعيف هذا الرجل وهو التشيع،

____________

1- تفسير البغوي , معالم التنزيل 4 / 278 - 279 - طبعة دار الفكر - بيروت - 1405 هـ. و كنز العمال 13 / 131 رقم 36419 - مؤسسة الرسالة - بيروت - 1405 هـ، تفسير الطبري 19 / 74 - دار المعرفة - بيروت، السنن الكبرى 9 / 7 - دار المعرفة - بيروت.

2- خصائص أمير المؤمنين: 86، ط الغري.

الصفحة 40
أو نقل بعض قضايا عثمان، ونقول لمن ضعفه او قدح فيه بسبب التشيع ان ابن حجر العسقلاني قد نص في مقدمة فتح الباري في شرح البخاري على أن التشيع بل الرفض لا يضر بالوثاقة(1).

وايضا شعبة تلميذه الذي هو أمير المؤمنين في الحديث عندهم يروي عنه ويثني عليه، وعبد الغفار بن القاسم. والمنهال بن عمرو، من رجال صحيح البخاري، والصحاح الأربعة الأخرى فهو من رجال الصحاح ما عدا صحيح مسلم وأما عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، فهومن رجال الصحاح الستة كلها عن عبد الله بن العباس. عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام). فالسند في نظرنا معتبر، وعلى ضوء كلمات علمائهم في الجرح والتعديل، إلا عبد الغفار بن القاسم، الذي ذكرنا وجه الطعن فيه والسبب في جرح هذا الرجل، وهذا السبب ليس بمضر بوثاقته، استنادا إلى تصريح الحافظ ابن حجر العسقلاني في مقدمة فتح الباري: أن النبي يقول: فأيكم يوآزرني على أمري هذا ويكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فقال أمير المؤمنين: يا نبي الله أكون وزيرك عليه، فأخذ رسول الله برقبة علي وقال: إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا، فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لعلي وتطيع وليست الإمامة والخلافة إلا: وجوب الإطاعة، وجوب الاقتداء، وجوب الأخذ، وجوب التمسك بالشخص، وأي نص أصرح من هذا في إمامة علي أو غير علي؟ يعني لو كان هذا اللفظ واردا في حق غير علي بسند معتبر متفق عليه لوافقنا نحن على إمامة ذلك الشخص. فهذا هو الخبر، وهو خبر متفق عليه بين الطرفين، إذ ورد هذا الخبر بأسانيد علمائنا وأصحابنا في كتبنا المعتبرة المشهورة. فمن رواة هذا الخبر: ابن إسحاق، صاحب السيرة أحمد بن حنبل، يروي هذا الخبر في مسنده وغيرها كثير(2).

____________

1- من رجال البخاري والأربعة، تقريب التهذيب 2 / 278 تقريب التهذيب 1 / 408 مقدمة فتح الباري: 382، 398، 410 تفسير ابن أبي حاتم 9 / 2826 رقم 16015 باختلاف - مكتبة نزار الباز - مكة المكرمة - 1417 هـ. من رجال البخاري - في المتابعات - ومسلم والأربعة. تقريب التهذيب 2 / 1441.

2- 1441 مسند أحمد 1 / 111 رقم 885 - دار إحياء التراث العربي - بيروت - 1414 هـ النسائي، صاحب الصحيح. 4 - الحافظ أبو بكر البزار، صاحب المسند. 5 - الحافظ سعيد بن منصور، في مسنده. 6 - الحافظ أبو القاسم الطبراني، في المعجم الأوسط. 7 - الحافظ أبو

=>


الصفحة 41

عجز من بحثوا عن دليل ليبطلوا هذا الحديث:

ان ابن تيمية الذي دوره التكذيب اذا لم يقدر ياول الشي بمعنى يتناسب مع هواه يكذبه مهما بلغت صحته, اذ يقول: إن من له أدنى معرفة بالحديث يعلم أن هذا كذب, ويقول: بأن رجال قريش في ذلك العهد لم يكونوا يبلغون الأربعين، وأيضا: إنه يشكل على هذا الخبر بأن العرب لم يكونوا أكالين بهذا المقدار، بحيث أن هؤلاء أكلوا وشبعوا والطعام كفاهم كلهم، فهذا دليل على كذب هذا الخبر(1).

والجواب: 1- ان الروايات هي التي بينت هذا العدد وهو ان يكذب فيكذب اهل السير والتواريخ سنة وشيعة, والرايات ليس فيها ما يدل على انهم اكالون انما يدل على معجزة الرسول ص اذ فخذ شاة وعس من لبن كفاهم كما في الرواية: "... واجعل عليه رجل شاة، واملأ لنا عسا من لبن، ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى أبلغهم ما أمرت به. ففعلت ما أمرني به، ثم دعوتهم له، وهم يومئذ أربعون رجلا، يزيدون رجلا أو ينقصونه، فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب. فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعته، فجئتهم به، فلما وضعته، تناول رسول الله ص جذبة من اللحم، فشقها بأسنانه، ثم ألقاها في نواحي الصفحة، ثم قال: خذوا باسم الله، فأكل القوم حتى ما لهم بشئ حاجة، وأيم الله أن كان الرجل الواحد منهم ليأكل مثل ما قدمت لجميعهم. ثم قال: إسق القوم، فجئتهم بذلك العس فشربوا حتى رووا جميعا، وأيم الله أن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله..." انما الحال انها معجزة اذ كلهم شبعوا من اكل يقدم لنفر واحد وهذا لا يعني انهم اكالين او غير اكالين انما الغرض معجزة الرسول ص التي يجب على كل مسلم ان يعتقد بها, وله معجزات كثيرة ذكرها العام والخاص مثل ان الماء ينبع من يديه ويتوضاء كل من معه, وكذا فخذ شاة تشبعه

____________

<=

عبد الله الحاكم النيسابوري، في مستدركه على الصحيحين. 8 - عرفتم أن من رواته أبو جعفر محمد بن جرير الطبري. 9 - الحافظ أبو جعفر الطحاوي، صاحب كتاب مشكل الآثار 10 - عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، صاحب التفسير. 11 - أبو بكر بن مردويه. 12 - الحافظ أبو نعيم الاصفهاني، صاحب دلائل النبوة وكتاب حلية الأولياء. 13 - الحافظ البغوي، صاحب التفسير. 14 - الضياء المقدسي، في كتابه المختارة.

1- منهاج السنة 7 / 302.

الصفحة 42
ومن معه وغير ذلك مما ورد معجزات الرسول ص فهل ابن تيميه يستبعد المعجزه على الرسول ص كما هي عادته القول بمثل ذلك.

2- انه يكذب كل من اورد الخبر من علماء ومفسري اهل السنه وليس الشيعة فقط كأحمد بن حنبل يرويه أكثر من مرة في مسنده! ومحمد بن جرير الطبري في تاريخه يروي هذا الخبر! والنسائي أيضا! وأبو بكر البزار كذلك! وو... إلخ وهؤلاء كبار علمائهم وأعلام محدثيهم، يروون ذلك فهل ليس لديهم ادنى شي من المعرفة في نظرة؟؟!! فاسلوب ابن تيمية ليس علمي وانما هو تكذيب مالا يحب ولو اجمع عليه كل المسلمون وهذا اسلوب انسا ن متعصب لا يريد الحق ويعطي الحق.

اما الطبري فقد سلك طريق اخر فهو يروي هذا الحديث في تاريخه فية لفظة الوصي والخليفة, لكنه حذفها في تفسيرة واورادها الكثير في كتبهم المعتبرة كصاحب كنز العمال وغيره(1) عن الطبري، وينص صاحب كنز العمال على أن الطبري قد صحح هذا الحديث، فالحديث في تاريخه فيه لفظة (وصيي وخليفتي) أما في تفسيره، إذا لاحظتم تفسير الطبري في ذيل هذه الآية المباركة: (وأنذر عشيرتك الأقربين) تأتي العبارة بهذا الشكل: إن هذا أخي وكذا وكذا وأصل العبارة: (انهذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، جاء بدل هذه العبارة: إن هذا أخي وكذا وكذا) وربما كان هذا من النساخ للتفسير أو كان من الطابعين، والله العالم المهم ان هذا ألاسلوب يعد تحريف, وأيضا، إذا ينقل نفس الحديث عن نفس الأشخاص من ابن إسحاق، وابن جرير الطبري، وأبي نعيم، والبيهقي، وابن مردويه، وغيرهم، عندما يصل إلى هذه الجملة التي هي محل الاستدلال، تأتي الجملة في الدر المنثور بهذا الشكل: فأيكم يوآزرني على أمري هذا، فقلت وأنا أحدثهم سنا: أنا، فقام القوم يضحكون(2). فقد حذف من اللفظ جملة: ويكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم. هذا حذف. وأيضا حذفوا منه: قام القوم يضحكون وقالوا لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع وتطيع لعلي. هذا أيضا محذوف.

____________

1- مجمع الزوائد 9 / 113، كنز العمال 13 / 131 الدر المنثور 6 / 324 - 329 - دار الفكر - بيروت - 1403 هـ.

2- الدر المنثور 6 / 324 و 329.

الصفحة 43
ولكن لا ندري اهذا من السيوطي نفسه؟ اممن النساخ؟ ام من الناشرين للكتاب؟ لا نعلم المهم ان انه تحريف فضح الله صاحبه في الدنيا وللاخرة اشد تنكيلا. ومن علماء العامة المؤلفين المعروفين في هذا الزمان: أبو الحسن الندوي. هذا الرجل الذي هو من كبار علماء السنة له مؤلفات منهاا عن سيرة الامام علي ع ولكن عندما يصل إلى هذه القضية يقول: وتكلم ابن كثير في بعض رواة القصة، وفيها ما يشكك في صحتها وضبطها. ولكن ماهو هذا الشك؟؟الله اعلم.

كذلك محمد حسين هيكل نشر كتابه حياة محمد الطبعة الاولى، وذكر القصة كما هي وفيها ذكر (وصيي وخليفتي)،فقاموا ضده حتى ألجأوه إلى حذف القصة في الطبعة الثانية من كتابه المذكور.

المهم ان النتيجة في هذا البحث ان القاري سيصل إلى ان الحديث متفق عليه بين الطرفين، مقطوع الصدور, ورواه كبار علماء القوم في كتبهم ونصوا على صحته كما بينا ذلك في محله فلا يوجد أي تردد حول صحة هذا الحديث بل لابد من القطع بصحته لان الحجة لزمت كل باحث منصف يريد الحق وباحث عنه.

اخبار كثيرة تكررت فيها الوصية منها:

1- خطبة أبي ذر.

قال رحمة الله تعالى: أيها الناس! من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر الغفاري، أنا جندب بن جنادة الربذي، " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم " محمد الصفوة من نوح، فالأول من إبراهيم، والسلالة من إسماعيل، والعترة الهادية من محمد، إنه أشرف شريفهم، واستحقوا الفضل في قوم هم فينا كالسماء المرفوعة وكالكعبة المستورة، أو كالقبلة المنصوبة، أو كالشمس الضاحية، أو كالقمر الساري، أو كالنجوم الهادية، أو كالشجرة الزيتونية أضاء زيتها وبورك زبدها (زندها خ) ومحمد وارث علم آدم وما فضلت به النبيون، وعلي بن أبي طالب وصي محمد ووارث علمه أيها الأمة المتحيرة! أما لو قدمتم من قدم الله وأخرتم من أخر الله وأقررتم الولاية

الصفحة 44
والوراثة في أهل بيت نبيكم لأكلتم من فوق رؤوسكم ومن تحت أقدامكم، ولما عال ولي الله، ولا طاش سهم من فرائض الله، ولا اختلف اثنان في حكم الله إلا وجدتم علم ذلك عندهم من كتاب الله وسنة نبيه، فأما إذ فعلتم ما فعلتم فذوقوا وبال أمركم " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون(1)".

2- أخرج الطبراني في المعجم الكبير بسنده عن أبي سعيد الخدري عن سلمان قال: (قلت يا رسول الله لكل نبي وصي فمن وصيك فسكت عني فلما كان بعد رآني فقال يا سلمان فأسرعت إليه قلت لبيك قال تعلم من وصي موسى قلت نعم يوشع بن نون قال لم قلت لأنه كان أعلمهم قال فإن وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب(2)).

3- أخرج الطبراني في الكبير بالإسناد إلى سلمان الفارسي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " أن وصيي وموضع سري، وخير من أترك بعدي، ينجز عدتي ويقضي ديني، علي بن أبي طالب(3).

4-أخرج أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء عن أنس، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب إمام المتقين، وسيد المسلمين، ويعسوب الدين، وخاتم الوصيين، وقائد الغر المحجلين، قال أنس، فجاء علي، فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وآله، مستبشرا فاعتنقه، وقال له: أنت تؤدي عني، وتسمعهم صوتي وتبين لهم ما اختلفوا فيه من بعدي(4)".

____________

1- تاريخ اليعقوبي: ج 2 ص 171.

2- كنز العمال للهندي ج 5 الحديث 443، وذخائر العقبى لمحب الدين الطبري ص 71، والرياض النضرة في مناقب العشرة ج 2 ص 178.

3- هذا الحديث بلفظه وسنده هو الحديث 2570 من أحاديث كنز العمال في آخر صفحة 154 من جزئه السادس، وأورده في منتخب الكنز، فراجع من المنتخب ما هو مطبوع في هامش ص 32 من الجزء الخامس من مسند أحمد.

4- حلية الأولياء لأبي نعيم ج 1 ص 63، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 9 / 169 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، المناقب للخوارزمي الحنفي ص 42، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج 2 / 487 ح 1005، كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص 212 ط الحيدرية وص 93 ط الغري، ميزان الاعتدال للذهبي ج 1 / 64، فضائل

=>


الصفحة 45
5- وأخرج الطبراني في الكبير بالإسناد إلى أبي أيوب الأنصاري، عن رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: " يا فاطمة، أما علمت أن الله عز وجل اطلع على أهل الأرض فاختار منهم أباك فبعثه نبيا، ثم اطلع الثانية، فاختار بعلك، فأوحى إلي، فأنكحته واتخذته وصيا(1).

عن أبي ربيعة الأيادي عن ابن بريدة، عن أبيه مرفوعا " لكل نبي وصي ووارث، وأن عليا وصيي ووارثي(2)".

وهناك اخبار اخرى لم نحصيها مراعاة للاختصار وفيما ذكرنا الكفاية في ان الرسول ص لم يرحل عن الدنيا وامته بلا وصي عليهم وقائد لهم يرجعون اليه, فثبتت الوصية لاهل البيت الطاهرين وبطل قول من انكرها والله متم نوره ولو كره الكارهون.

____________

<=

الخمسة ج 2 / 254، مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي ص 21 ط طهران و ج 1 / 60 ط النجف وغيرها.

1- هذا الحديث بلفظه وسنده هو الحديث 2541 من أحاديث كنز العمال في ص 153 من جزئه السادس، وأورده في المنتخب أيضا، فراجع من المنتخب ما هو مطبوع في هامش ص 31 من الجزء الخامس من مسند أحمد.

2- هذا الحديث أو رده الذهبي في أحوال شريك من ميزان الاعتدال، وكذب به، وزعم أن شريكا لا يحتمله، وقال: إن محمد بن حميد الرازي ليس بثقة، والجواب: أن الإمام أحمد بن حنبل والإمام أبا القاسم البغوي والإمام ابن جرير الطبري وإمام الجرح والتعديل ابن معين وغيرهم من طبقتهم، وثقوا محمد بن حميد ورووا عنه، فهو شيخهم ومعتمدهم كما يعترف به الذهبي في ترجمة محمد بن حميد من الميزان، والرجل ممن لم يتهم بالرفض ولا بالتشيع، وإنما هو من سلف الذهبي فلا وجه لتهمته في هذا الحديث.


الصفحة 46

الدليل الخامس اجر الرسالة (مودة القربى)

قال تعالى: " ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ "(1)

روي عن ابن عباس انه قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة كانت تنوبه نوائب وحقوق وليس في يده لذلك سعة، فقال الانصار: إن هذا الرجل قد هداكم الله تعالى به وهو ابن أختكم وتنوبه نوائب وحقوق وليس في يده لذلك سعة، فاجمعوا له من أموالكم مالا يضركم، فأتوه به ليعينه على ما ينوبه ففعلوا، ثم أتوا به فقالوا: يارسول الله إنك ابن أختنا وقد هدانا الله تعالى على يديك وتنوبك نوائب وحقوق وليست لك عندنا سعة فرأينا أن نجمع لك من أموالنا فنأتيك به فتستعين على ما ينوبك وهو هذا، فنزلت هذه الآية(2). رواه الطبراني من رواية حرب بن الحسن الطحان عن حسين الاشقر عن قيس بن الربيع.

من هذه الرواية نفهم ان القران يقول لهاؤلاء ان الرسول لا يريد منكم اجر على رسالته الا المودة في قرابته وهذا ايضا واضح من نص الاية الكرية, فاجر الرسالة هو مودة اهل بيته لان الله تعالى امر بذلك فلا بد من الامتثال للامر الالاهي والقران يجري حكمه مجرى الشمس والقمر وهناك قرائن اخرى للاية تدل على وجوب مودة اهل البيت ع

____________

1- الشورى: 23.

2- مجمع الزوائد ج 7 ص 103 رواه الطبراني من رواية حرب بن الحسن الطحان عن حسين الاشقر عن قيس بن الربيع. رواه الطبراني في الكبير والاوسط، ونحوه ونحوه رواه الطبراني في الكبير ج 3 ص 39 وج 11 ص 444 وج 12 ص 26، ورواه أحمد في فضائل الصحابة ج 2 ص 669 مجمع الزوائد ج 9 ص 168، وبلفظ مقارب له رواه القسطلاني في إرشاد الساري ج 7 ص 330، والرازي في تفسيره ج 14 جزء 27 ص 166، نقلا عن الكشاف للزمخشري. وذكره في هامش الترغيب للمنذري ج3 ص 363 , ورواه ابن حجر في الصواعق المحرقة ص 169 - وفي الطبراني الكبير أيضا ج 12 ص 72: عن ابن عباس 366 وثقواورواه محب الدين الطبري في الذخائر ص 25، ونحوه بالفظ مختلف رواه وابن حجر في الصواعق ص 102 و 136، والسمهودي في جواهر العقدين.