الصفحة 68
تعلمون، أنهم اليهود والنصارى، قال: إذا يدعونهم إلى دينهم، ثم أشار بيده إلى صدره فقال: نحن أهل الذكر ونحن المسؤولون.

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله تعالى: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، قال: كتاب الله الذكر،وأهله آل محمد الذين أمر الله بسؤالهم ولم يؤمروا بسؤال الجهال.

وقال الباقر (عليه السلام) في قوله تعالى: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، قال نحن أهل الذكر. قال أبو زرعة: صدق محمد بن علي، ولعمري إن أبا جعفر لمن أكبر العلماء(1).

وجاء في نهج الحق: وقوله تعالى: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ". وهذا أيضا غاية في الأمر باتباعه، لموضع الأمر بسؤاله، وبجعله تعالى أهل الذكر، والذكر هو القرآن، وهو أهله بنص كتاب الله تعالى، فوجب اتباعه واتباع ذريته، لموضع الأمر بسؤالهم(2).

هذه أقوال الإمام علي وابنائه عليهم السلام بخصوص انفسهم, واما اقوال الصحابة واصحاب الائمة كعمر وابي حنيفة وغيرهم عن انفسهم واعترافهم بان الامام علي واولاده ع اعلم منهم فهي كما يلي:

قولة عمر في غير مرة: لولا علي لهلك عمر(3).

وقوله: أللهم لا تبقني لمعضلة ليس لها ابن أبي طالب(4). وقوله: لا أبقاني الله بأرض لست فيها أبا لحسن(5). وقوله: لا أبقاني الله بعدك يا علي(6). وقوله: أعوذ بالله من

____________

1- العمدة ص 303.

2- نهج الحق ص 210.

3- أخرجه أحمد والعقيلي وابن السمان، ويوجد في الاستيعاب 3 ص 39، الرياض 2 ص 194، تفسير النيسابوري في سورة الأحقاف، مناقب الخوارزمي 48، شرح الجامع الصغير للشيخ محمد الحنفي 417 هامش السراج المنير. تذكرة السبط 87، مطالب السئول 13، فيض القدير 4 ص 357.

4- تذكرة السبط 87، مناقب الخوارزمي 58، مقتل الخوارزمي 1 ص 45.

5- إرشاد الساري 3 ص 195.

6- الرياض النضرة 2 ص 197، مناقب الخوارزمي 60، تذكرة السبط 88، فيض القدير 4 ص 357.

الصفحة 69
معضلة ولا أبو حسن لها. وقوله: أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن وقوله: أعوذ بالله أن أعيش في قوم ليس فيهم أبو الحسن.وقوله: أللهم لا تنزل بي شديدة إلا وأبو الحسن إلى جنبي. وقوله: لا بقيت لمعضلة ليس لها أبو الحسن. وقوله: لا أبقاني الله إلى أن أدرك قوما ليس فيهم أبو الحسن(1).

وقال سعيد بن المسيب: كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن. وقال معاوية: كان عمر إذا أشكل عليه شئ أخذه منه ولما بلغ معاوية قتل الإمام قال: لقد ذهب الفقه والعلم بموت ابن أبي طالب. أخرجه أبو الحجاج البلوي في كتابه (ألف باء)(2).

وقال الإمام السبط احسن ع في خطبة له: لقد فارقكم رجل بالأمر لم يسبقه الأولون ولا يدركه الآخرون بعلم(3). وقال ابن عباس حبر الأمة: والله لقد اعطي علي بن أبي طالب تسعة أعشار العلم، وأيم الله لقد شارككم في العشر العاشر(4). وقال: ما علمي وعلم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في علم علي رضي الله عنه إلا كقطرة في سبعة أبحر وقال: العلم ستة أسداس، لعلي من ذلك خمسة أسداس وللناس سدس، ولقد شاركنا في السدس حتى لهو أعلم به منا(5).

وقال ابن مسعود: قسمت الحكمة عشرة أجزاء فاعطي علي تسعة أجزاء والناس جزءا، وعلي أعلمهم بالواحد منها وقال: أعلم أهل المدينة بالفرائض علي بن أبي طالب وقال: كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي وقال: أفرض أهل المدينة وأقضاها علي

____________

1- تاريخ ابن كثير 7 ص 359، الفتوحات الإسلامية 2 ص 306 لرياض النضرة 197، منتخب كنز العمال هامش مسند أحمد 2 ص 352 فيض القدير 4 ص 357، م وأخرجه ابن البختري كما في الرياض 2 ص 194 وأخرجه أحمد في المناقب، ويوجد في الاستيعاب هامش الإصابة 3 ص 39، م - صفة الصفوة 1 ص 121) الرياض النضرة 2 ص 194، تذكرة السبط 85، طبقات الشافعية للشيرازي 10، الإصابة 2 ص 509، الصواعق 76، فيض القدير 4\357. حاشية شرح العزيزي 2 ص 417، مصباح الظلام 2 ص 56.

2- ج 1 ص 222, مناقب أحمد، الرياض النضرة 2 ص 195.

3- أخرجه أحمد كما في تاريخ ابن كثير 7 ص 332، و أبو نعيم في الحلية 1 ص 65، وابن أبي شيبة كما في ترتيب جمع الجوامع 6 ص 412، م وأبو الفرج ابن الجوزي في صفة الصفوة 1 ص 121.

4- الاستيعاب 3 ص 40، الرياض 2 ص 194، مطالب السئول 30.

5- مناقب الخوارزمي 55، فرايد السمطين في الباب ال 68 بطريقين.


الصفحة 70
وقال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلا وله ظهر وبطن وإن علي بن أبي طالب عنده منه الظاهر والباطن(1). وقال ابن عباس في علي: (ما في القرآن آية، إلا وعلي رأسها وقائدها وشريفها وأميرها، ولقد عاتب الله أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقال: ما نزل في أحد من كتاب الله ما نزل في علي نزل في علي 300 آية، وقال: ما أنزل الله (يا أيها الذين آمنوا) إلا وعلي أميرها وشريفها. وقال ابن حجر العسقلاني: قال أحمد بن حنبل وإسماعيل القاضي والنسائي وأبو علي النيسابوري: لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الجياد أكثر مما جاء في علي(2)).

كذلك شهد اصحاب الائمة ع في عصرهم كابي حنيفة ومالك وغيرهم ممن عاصرهم بعلمهم وكمالهم ورجوعهم اليهم كما بينا ذلك في محله فراجع.

____________

1- كنز العمال 5 ص 156، 401 نقلا عن غير واحد من الحفاظ , الاستيعاب 3 ص 41، الرياض 2 ص 194 مستدرك الحاكم ج 3 وصححه، الاستيعاب 3 ص 41، أسنى المطالب للجزري 14، تمييز الطيب من الخبيث لابن البديع 15، الصواعق 76 مستدرك الحاكم، الرياض 2 ص 198، الصواعق 76، تاريخ الخلفاء للسيوطي 115.

2- الصواعق المحرقة: ص 125. شواهد التنزيل: 1 / 49. ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق: 2 / 430. ذخائر العقبى: ص 89. كفاية الطالب: ص 140. نظم درر السمطين: ص 89. نور الأبصار: ص 73. ينابيع المودة: ص 126 و 286. تاريخ الخلفاء، السيوطي: ص 171. مجمع الزوائد: 9 / 112. إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار: ص 145. الرياض النضرة: 2 / 274. منتخب الكنز بهامش المسند: 5 / 38. 2 - ترجمة الإمام من تاريخ دمشق: 2 / 430. شواهد التنزيل: 1 / 39. نور الأبصار: ص 37. تاريخ الخلفاء: ص 171. الصواعق المحرقة: ص 125. إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار: ص 160. 3 - ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق: 2 / 31. كفاية الطالب: ص 231. تاريخ الخلفاء: 172. نور الأبصار: ص 73. ينابيع المودة: ص 126. الصواعق المحرقة: ص 125. إسعاف الراغبين: ص 160. السيرة النبوية، دحلان بهامش السيرة الحلبية: 2 / 11. ملحق المراجعات: ص 399. 4 - الصواعق المحرقة: ص 25. شواهد التنزيل: 1 / 49. ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق، ابن عساكر: 2 / 430. ذخائر العقبى: ص 89. كفاية الطالب، الكنجي الشافعي: ص 140. نظم درر السمطين: ص 89. نور الأبصار: ص 73. ينابيع المودة: ص 126 و 286.


الصفحة 71
وقال: هشام بن عتيبة في علي عليه السلام: هو أول من صلى مع رسول الله، وأفقهه في دين الله، وأولاه برسول الله. وسئل عطاء أكان في أصحاب محمد أحد أعلم من علي؟! قال: لا والله ما أعلمه(1).

وقال عدي بن حاتم في خطبة له: (والله لئن كان إلى العلم بالكتاب والسنة إنه - يعني عليا - لأعلم الناس بهما، ولئن كان إلى الاسلام إنه لأخو نبي الله والرأس في الاسلام، ولئن كان إلى الزهد والعبادة إنه لأظهر الناس زهدا، وأنهكهم عبادة إنه لأشد الناس عقلا، وأكرمهم نحيزة)(2).

وعن الترمذي قال: قال أبو بكر: (أقيلوني فإن عليا أحق مني بهذا الأمر) وفي رواية كان الصديق يقول ثلاث مرات: (أقيلوني أقيلوني، فإني لست بخير منكم وعلي فيكم) ثم قال: وإنما ذلك لعلمه بحال علي كرم الله وجهه، ومرتبته في الخلافة الحقة الحقيقية الأصلية اليقينية تخلفا وتحققا وتعقلا(3).

وروى ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج عن عمر بن الخطاب أنه قال: (والله لولا سيفه - يعني عليا لما قام عمود الإسلام، وهو بعد أقضى الأمة، وذو سابقتها وذو شرفها(4)). وعن ابن عباس أنه قال: سمعت عمر وعنده جماعة، فتذاكروا السابقين إلى الإسلام، فقال عمر: (أما علي، فسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول فيه ثلاث خصال، لوددت أن تكون لي واحدة منهن، كانت أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من أصحابه، إذ ضرب النبي صلى الله عليه وآله [ بيده ] على منكب علي (رضي الله عنه) فقال له: "يا علي أنت أول

____________

1- الاستيعاب 3 ص 40، الرياض النضرة 2 ص 194، م - ألف باء ا ص 222 الفتوحات الإسلامية 2 ص 337.

2- جمهرة خطب العرب 1 ص 202.

3- الامامة والسياسة لابن قتيبة 1 / 31، وشرح النهج لابن أبي الحديد: 1 / 58 و ج 4 / 166 و 169، وكنز العمال: 3 / 132 و 135 و 141.

4- شرح نهج البلاغة: 12 / 82.


الصفحة 72
المؤمنين إيمانا، وأول المسلمين إسلاما، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى(1)". وروى أحمد في مسنده، والحاكم في مستدركه، عن عمر بن الخطاب، أنه قال: "لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاثا "، لأن تكون لي واحدة أحب إلي من حمر النعم: زوجته فاطمة بنت رسول الله، وسكناه المسجد، يحل له ما يحل لرسول الله والراية يوم خيبر(2)". وذكر ابن حجر في الصواعق المحرقة له في الفصول الذي ذكر فيه ثناء الصحابة لعلي عليه السلام قال: أخرج ابن سعد - أي في الطبقات - بسنده عن أبي هريرة، قال: قال عمر بن الخطاب: (علي أقضانا(3)). وروى المحب الطبري في (ذخائر العقبى) عن عمر بن الخطاب، قال: (أقضانا علي بن أبي طالب(4)). وأخرج السيوطي في تاريخ الخلفاء نحوه في الباب الذي ذكر فيه فضائل علي عليه السلام وقال: أخرج ابن سعد، عن علي عليه السلام أنه قيل له: ما لك أنت أكثر أصحاب رسول الله حديثا؟ قال: إني إذا سألته أنبأني، وإذا سكت ابتدأني(5). ثم قال: وأخرج الحاكم عن ابن

____________

1- رواه ابن ابي الحديد في شرح النهج , والخوارزمي الحنفي في مناقبه و رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 3 / 331 بإسناده إلى ابن عباس مثله، وفي ج 1 / 117 من طريق آخر إلى ابن عباس نحوه، والمتقي الهندي في كنز العمال: 15 / 108 و 109، والحمويني في منهج الفاضلين: 180 مخطوطة (مثله)، راجع إحقاق: 15 / 353 - 356.

2- رواه السيوطي في تاريخ الخلفاء: 172، وقال في آخره: روى أحمد بسند صحيح في مسنده: 2 / 26 عن ابن عمر نحوه، والشيباني في المختار في مناقب الأخيار: 4، والهندي في كنز العمال: 15 / 101، والنقشبندي في مناقب العشرة: 33 (مخطوط)، والحضرمي في وسيلة المآل: 142 (مخطوط)، والأمر تسري في أرجح المطالب: 411 (ط. لاهور) وكثير غيرهم يطول ذكرهم، راجع إحقاق الحق: 15 / 644 - 647 و ج 4 / 433 - 436.

3- و رواه البخاري في صحيحه باب التفسير، وابن سعد في الطبقات الكبرى: 2 / 339 و 340، وابن وكيع في أخبار القضاة: 1 / 88 و 89، وابن حجر في الصواعق المحرقة: 76، وكثير غيرهم، وعنها إحقاق الحق: 8 / 60 - 66. تقدم ص 332.

4- ذخائر العقبى ج 2 ص 98 } رواه ابن سعد في الطبقات: 2 / 336، وابن وكيع في أخبار القضاة: 1 / 88، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 1 / 288، ومصادر عديدة غيرها، راجع إحقاق الحق: 8 / 61 - 66.

5- تاريخ الخلفاء ج 1 ص 66 رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى: 2 / 338، عنه السيوطي في تاريخ الخلفاء: 66، وابن حجر في الصواعق المحرقة: 37، والترمذي في صحيحه: 13 / 170، وغيرهم.


الصفحة 73
مسعود، قال: كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي(1). وقال: عن سعيد بن المسيب قال: كان عمر بن الخطاب يتعوذ بالله من معضلة ليس فيها أبو الحسن(2).

وروى الحمويني في فرائد السمطين مسندا: أن عائشة قالت في علي عليه السلام: هو أعلم بالسنة(3).. وفي رواية الخوارزمي عنها: هو أعلم الناس بالسنة. وروى المحب الطبري في (ذخائر العقبى) قولها في علي عليه السلام: (أما إنه أعلم الناس بالسنة). وروى مثل هذا ابن عبد البر في الإستيعاب، وابن حجر في الصواعق المحرقة له، والمحب الطبري في (الرياض النضرة)، والخوارزمي في (المناقب)، وروى القندوزي الحنفي في ينابيعه، عن عائشة أنها قالت في علي: ذلك خير البشر لا يشك إلا كافر(4). وبناء على هذا كل من فضل الشيخين على علي ع فهو كافر كما قالت عائشة, بل هناك حديث عن رسول الله ص يقول: " علي خير البشر فمن أبى فقد كفر(5)". واهل السنة يأبون ان يكون علي ع افضل من الخلفاء الثلاثة,

____________

1- رواه عن ابن مسعود جماعة من أعلام القوم منهم: ابن وكيع في أخبار القضاة: 1 / 89، والنيشابوري في المستدرك: 3 / 135، وابن عبد البر في الإستيعاب: 2 / 461، وابن الأثير في أسد الغابة: 4 / 32، والطبري في الرياض النضرة: 2 / 198، والسيوطي في تاريخ الخلفاء: 66، وغيرها.

2- قد تقم د ذكره.

3- فرائد السمطين ج 1 باب 68.

4- ينابيع المودة: 1 / 293، ورواه ابن مردويه في المناقب: 30 (على ما في الدر الثمين)، والبغدادي في تاريخ بغداد: 7 / 421 و ج 3 / 192، والحمويني في فرائد السمطين: 449 (مخطوط)، والرازي في نهاية العقول في دراية الأصول: 114، والعسقلاني في تهذيب التهذيب: 9 / 419، والحنفي في كنز العمال: 6 / 159، والحنفي الترمذي في المناقب المرتضوية: 106، والمناوي في كنوز الحقائق: 98، والكمشخانوي في راموز الأحاديث: 442، والبدخشي في مفتاح النجا في مناقب آل العبا: 16 و 49 (مخطوط)، والدهلوي في تجهيز الجيوش: 308 (مخطوط)، عنها الاحقاق: 4 / 254 - 256.

5- كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص 245 ط الحيدرية وص 119 ط الغري، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج 2 / 444 ح 995 و 956 و 957 و 958، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 246 ط اسلامبول وص 293 ط الحيدرية و ج 2 / 71 ط العرفان صيدا، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج 5 / 35، ميزان الاعتدال للذهبي ج 2 / 271، كنوز الحقائق ص 98 ط بولاق، إحقاق الحق للتستري ج 4 / 254، تاريخ بغداد للخطيب ج 3 / 154 و ج 7 / 421، الغدير للأميني ج 3 / 22، فرائد السمطين ج 1 / 154.

الصفحة 74
ويروون عن رسول الله ان علي خير البشر فهل يعني ان الخلفاء ليس بشر ام ان الكفر عندهم سهل في سبيل الخلفاء؟؟!!!!.

وروى القندوزي الحنفي في ينابيع المودة عن كتاب (الفصل الخطاب) روى قول ابن عباس: (إن القرآن نزل على سبعة أحرف، ما منها حرف إلا له ظهر وبطن، وإن علي بن أبي طالب علم الظاهر والباطن(1)). وفيه أيضا " عن (الدر المنظوم) للحلبي الشافعي، عن ابن عباس أنه قال: (أعطي الإمام علي (رضي الله عنه) تسعة أعشار العلم، وإنه لأعلمهم بالعشر الباقي(2)). وروى مثل هذا في (الإستيعاب) و(الرياض النضرة) و(مطالب السؤول). ورواه عن (شرح الفتح المبين) مثله إلى أن قال: كانت الصحابة (رض) يرجعون إليه - أي إلى علي عليه السلام - في أحكام الكتاب، ويأخذون عنه الفتاوى كما قال عمر بن الخطاب، في عدة مواطن: (لولا علي لهلك عمر). ورواه المحب الطبري في (ذخائر العقبى) عن ابن عباس أيضا(3)". وعن شرح ابن أبي الحديد المعتزلي، عن ابن عباس حبر الأمة أنه قيل له: أين علمك من علم ابن عمك علي؟ فقال: كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط(4).

وعن كتاب (شفاء الصدور) للنقاش ما يرويه عن ابن عباس، أيضا قال: إن علياعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله ورسول الله علمه الله، فعلم النبي من علم الله، وعلم علي من علم النبي، وعلمي من علم علي، وما علمي وعلم أصحاب محمد في علم علي إلا كقطرة من سبعة أبحر. ورواه القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) عن الكلبي،

____________

1- ينابيع المودة الباب 65.

2- ينابيع المودة: 1 / 79، وروى ابن عبد البر في الإستيعاب: 2 / 462، والطبري في ذخائر العقبى: 78، وفي الرياض النضرة: 2 / 194، والجزري في أسد الغابة: 4 / 22، وابن طولون في الشذرات الذهبية: 51، والحنفي في محاضرة الأوائل: 62، والشافعي في شرح الأرجوزة (مخطوط)، والنبهاني في الشرف المؤبد: 59، والأمر تسري في أرجح المطالب: 105، والسيد أحمد في فتح العلى: 36، (مثله) عنها الإحقاق: 7 / 624 - 626.

3- تقدم: 352 بتخريجاته.

4- شرح النهج: ج 1 ص 19، وينابيع المودة: 1 / 80 عن رسالة الفتح المبين للترمذي، و ج 2 ص 448 عن فصل الخطاب.


الصفحة 75
عن ابن عباس(1). وروى المحب الطبري في (ذخائر العقبى) عن ابن عباس أنه سئل عن علي (رضي الله عنه) فقال: رحمة الله على أبي الحسن، كان - والله - علم الهدى، وكهف التقى، وطود النهى، ومحل الحجى، وغيث الندى، ومنتهى العلم للورى، ونورا أسفر في الدجى، وداعيا إلى المحجة العظمى، مستمسكا بالعروة الوثقى، أتقى من تقمص وارتدى، وأكرم من شهد النجوى بعد محمد المصطفى، وصاحب القبلتين، وأبا السبطين، وزوجته خير النساء، فما يفوقه أحد، ولم تر عيناي مثله، ولم أسمع بمثله(2).

روى القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) عن (مودة القربى) للشافعي، عن ابن مسعود أنه قال: (قرأت سبعين سورة على رسول الله صلى الله عليه وآله، وقرأت البقية على أعلم هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وآله: علي بن أبي طالب)، وروى نحوه الخوارزمي الحنفي. وروى القندوزي أيضا " في (ينابيعه) عن (فرائد السمطين) للحمويني بسنده، عن ابن مسعود، أنه قال: (نزل القرآن على سبعة أحرف، له ظهر وبطن، وإن عند على علم القرآن ظاهره وباطنه(3)). ورواه عن كتاب (فصل الخطاب) عن ابن مسعود أيضا(4)". وروى الكراجكي في (كنز الفوائد) عن ابن مسعود، أنه قال: (قسمت الحكمة عشرة أجزاء، فأعطي علي عليه السلام تسعة

____________

1- راجع كلمات ابن عباس في علم علي عليه السلام في إحقاق: 7 / 623 حيث أخرجها عن مصادر عديدة عن أعلام القوم يطول بنا ذكرها.

2- روى مثله الأمر تسري في أرجح المطالب: 47 (ط. لاهور) عنه إحقاق الحق: 7 / 629.

3- ينابيع المودة: 1 / 294 باب 56, ينابيع المودة: 1 / 79 باب 14.

4- ينابيع المودة: 2 / 448.

الصفحة 76
أجزاء، والناس جزء واحد، وعلي أعلمهم بالواحد منها(1)). وجاء في (الإستيعاب) عن ابن مسعود أنه قال: أعلم أهل المدينة بالفرائض علي بن أبي طالب(2).

وروى أحمد بن حنبل في مسنده عن معاوية أنه قال: (إن عليا كان رسول الله يغره العلم غرا - إلى قوله - وكان عمر إذا أشكل عليه أمر شئ يأخذ منه(3))

وروايات أخذ عمر والصحابة منه العلم، وأنهم كانوا عيالا " عليه فيه مستفيضة(4).

وروى ابن أبي الحديد في شرح النهج، عن محفن ابن أبي محفن الضبي، لما قال لمعاوية: جئتك من أبخل الناس - يعني عليا -!! فقال معاوية: ويحك! كيف تقول إنه أبخل الناس؟! وهو الذي لو ملك بيتا من تبر وبيتا من تبن لأنفق بيت تبره قبل تبنه، وهو الذي كان يكنس بيوت الأموال ويصلي فيها، وهو الذي قال: يا صفراء! ويا بيضاء! غري غيري، وهو الذي لم يخلف ميراثا، وكانت الدنيا كلها بيده إلا ما كان من الشام. ولما قال له جئتك من عند أعيا الناس!! قال له معاوية: ويحك! كيف يكون أعيا للناس؟ فوالله ما سن الفصاحة لقريش غيره(5).

وروى ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) وابن الجوزي في (تذكرة الخواص) وغيرهما من مؤرخي أهل السنة والجماعة: إن ضرار بن ضمرة دخل على معاوية، فقال له: صف لي عليا. فقال: أوتعفني؟ قال: لا أعفيك. فقال ضرار: أما إذا كان

____________

1- أخرجه في إحقاق الحق: 7 / 624 - 626 عن الإستيعاب: 2 / 462، وذخائر العقبى: 78، والرياض النضرة: 2 / 194، وشذرات الذهب: 51، وفصل الخطاب: 372 على ما في ينابيع المودة، وغيرها بألفاظ شتى عن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما.

2- رواه ابن عبد البر في الإستيعاب: 2 / 461، والسيوطي في تاريخ الخلفاء: 66، وابن حجر في الصواعق: 76، والهيثمي في مجمع الزوائد: 9 / 116 عنها إحقاق الحق: 8 / 57 - 60 وعن مصادر أخرى بنفس اللفظ وألفاظ أخرى.

3- ورواه الطبري في ذخائر العقبى بتفاوت يسير، ورواه الحمويني في فرائد السمطين ج 1 باب 68.

4- رواه ابن المغازلي: 34، والهندي في وسيلة النجاة: 109، وابن عساكر في ترجمة الإمام علي عليه السلام من تاريخ دمشق: 1 / 339، واللكهنوي في مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين: 88، وابن الأثير في المختار: 7، والزرندي في نظم درر السمطين: 134. ورواه عن طريق أحمد في وسيلة المآل في مناقب الآل: 125، والأمر تسري في أرجح المطالب: 449، عنها إحقاق الحق: 1216 - 15 , شرح النهج لابن أبي الحديد: 1 / 6 (ط. مصر، عنه إحقاق الحق: 8 / 578.

5- شرح النهج: 1 / 24 \ ط. قم.

الصفحة 77
لابد، فكان - والله - بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلا ويحكم عدلا، يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويأنس الليل وظلمته كان - والله - غزير الدمعة، كثيرة الفكرة، يقلب كفه ويخاطب نفسه، يعجبه من اللباس ما خشن، ومن الطعام ما جشب كان - والله - كأحدنا، يجيبنا إذا سألناه، ويأتينا إذا دعوناه، ونحن - والله - مع قربه منا ودنوه إلينا لا نكلمه هيبة له، ولا نبتديه لعظمته، فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم يعظم أهل الدين، ويحب المساكين، لا يطمع القوي في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله، فأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه ليلة، وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه، وقد مثل في محرابه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، وكأني أسمعه وهو يقول: (يا دنيا غري غيري، ألي تعرضت، أم إلي تشوقت؟! هيهات قد أبنتك ثلاثا لا رجعة لي منك، فعمرك قصير وعيشك حقير، وخطرك كبير، آه من قلة الزاد، وبعد السفر، ووحشة الطريق). قال: فذرفت دموع معاوية على لحيته، فلم يملك ردها، وهو ينشفها بكمه، وقد اختنق القوم بالبكاء. ثم قال معاوية: رحم الله أبا الحسن، فقد كان - والله - كذلك -، فكيف حزنك عليه يا ضرار؟ فقال: حزن من ذبح ولدها في حجرها، فلا ترق عبرتها، ولا يسكن حزنها(1).

وذكر أصحاب السير والتواريخ والمناقب، منهم: الخوارزمي الحنفي في مناقبه: أن معاوية كتب إلى عمرو بن العاص كتابا حتى إغواءه، والانضمام إليه لحرب الإمام عليه السلام فأجابه عمرو بكتاب طويل، يذكر فيه فضائل علي ومناقبه، ومما جاء فيه، قال: (فأما ما دعوتني إليه من خلع ربقة الإسلام من عنقي، والتهور في الضلالة معك، وإعانتي إياك على الباطل، واختراط السيف في وجه علي (رضي الله عنه) وهو أخو رسول الله صلى الله عليه وآله ووصيه ووارثه، وقاضي دينه، ومنجز وعده. ثم صار

____________

1- رواه ابن الصباغ في الفصول المهمة: 111، والقالي في الأمالي: 2 / 143، وأبو نعيم في حلية الأولياء: 1 / 84، والقيرواني في زهر الآداب: 1 / 43، والزمخشري في ربيع الأبرار: 15 (مخطوط) وابن الجوزي في صفة الصفوة: 1 / 121، والشافعي في مطالب السؤول: 33، وابن أبي الحديد في شرح النهج: 4 / 276 عنها إحقاق الحق: 4 / 425 - 432، وأخرجه في ج 8 / 272 - 274 و ص 598 - 600 و ج 15 / 638 - 644 عن مصادر أخرى كثيرة.

الصفحة 78
يعدد كلمات رسول الله صلى الله عليه وآله في حق علي عليه السلام كقوله صلى الله عليه وآله يوم غدير خم: (ألا ومن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله). وكقوله: (اللهم ائتني بأحب الخلق إليك يأكل معي من هذا الطائر، فجاء علي وأكل معه). وكقوله: (علي إمام البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله). وكقوله: (علي وليكم من بعدي). وكقوله: (إني مخلف فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي). وكقوله: (أنا مدينة العلم، وعلي بابها) ثم ذكر عمرو بن العاص لمعاوية بعض الآيات النازلة في فضل علي، كقوله تعالى: (يوفون بالنذر) وكقوله: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون). وكقوله: (قل لا أسألكم عليه أجرا " إلا المودة في القربى). ثم ذكر قول النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، سلمك سلمي، وحربك حربي، يا علي من أحبك فقد أحبني، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن أحبك أدخله الله الجند، ومن أبغضك أدخله الله النار). ثم قال لمعاوية: وكتابك يا معاوية الذي هذا جوابه ليس مما ينخدع به من له عقل أو دين(1)).

اقول: أنظر إلى إقرار هذا المماكر المخادع، واعترافه بالحق المغتصب مع إصراره على الباطل، وخروجه على إمام زمانه أمير المؤمنين علي عليه السلام تكالبا على الدنيا وحطامها.

وروى القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) عن ابن الجوزي، عن القاضي أبي يعلى في كتابه قال - بعد ذكر موبقات يزيد -: إن معاوية ابن يزيد لما ولي العهد صعد المنبر، فقال: إن هذه الخلافة حبل الله تعالى، وإن جدي معاوية نازع الأمر أهله، ومن هو أحق به منه، علي بن أبي طالب (رضي الله عنه). ثم ذكر اغتصاب أبيه الحق من الحسين عليه السلام... الخ(2). وروى الدميري في حياة الحيوان، قال: إن معاوية

____________

1- رواه في المناقب: ص 125 و 199 (مؤسسة النشر الإسلامي)، عنه الاحقاق: 5 / 51.

2- ينابيع المودة: 2 / 393 باب 60 , وهو المعتمد في الأصول، بإسناده إلى صالح بن أحمد بن حنبل.


الصفحة 79
بن يزيد قال على المنبر في مجتمع أهل الشام: ألا إن جدي معاوية قد نازع في هذا الأمر من أولى به منه ومن غيره، لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وآله وعظم فضله وسابقته: أعظم المهاجرين قدرا، وأشجعهم قلبا، وأكثرهم علما، وأولهم إيمانا، وأشرفهم منزلة، وأقدمهم صحبته، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره وأخوه، زوجه ابنته فاطمة، وجعله لها بعلا، باختياره لها، وجعلها له زوجة باختيارها له، أبو سبطيه سيدي شباب أهل الجنة، وأفضل هذه الأمة، تربية الرسول، وابني فاطمة البتول من الشجرة الطيبة الطاهرة الزكية... إلخ(1). ورواه الخوارزمي نظيره. وذكر ابن الجوزي الحنفي في (تذكرة الخواص) عن عمر بن عبد العزيز، أنه قال: ما علمنا أن أحدا من هذه الأمة بعد رسول الله أزهد من علي بن أبي طالب، ما وضع لبنة، ولا قصبة على قصبة(2). وروى ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح النهج) خبر المحاكمة الشهيرة التي وقعت عند عمر بن عبد العزيز في امرأة حلف زوجها عليها بالطلاق في أن عليا " عليه السلام خير هذه الأمة، وأفضلها بعد نبيها صلى الله عليه وآله وادعى أبوها أنها قد طلقت منه، فجمع عمر بن عبد العزيز الهاشميين والأمويين عنده، وعرض عليهم الحكم، فقام هاشمي من بني عقيل، وقال: (بر قسمه) ولم تطلق زوجته، ثم احتج على ذلك بما روي عن النبي صلى الله عليه وآله من تفضيله لعلي عليه السلام على سائر الأمة، فقال عمر: صدقت وبررت يا عقيلي. ثم قال: والله يا بني عبد مناف ما نجهل ما يعلم غيرنا، وما بنا إلا عمى في ديننا!! والقصة مشهورة(3). وروى القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) عن (فصل الخطاب) لمحمد خواجة البخاري

____________

1- حياة الحيوان: 1 / 88.

2- رواه الحنفي في تفريح الأحباب في مناقب الآل والأصحاب: 326 عنه إحقاق الحق: 17 / 618. ورواه ابن الأثير في أسد الغابة: 4 / 24، والخوارزمي في المناقب: 70، وابن كثير في البداية والنهاية: 8 / 55 بإسنادهم إلى سفيان (مثله)، عنها إحقاق الحق: 8 / 247.

3- ذكر الخبر ابن أبي الحديد في شرح النهج: 20 / 222 بعد إيراده لقوله عليه السلام: (يهلك في رجلان: محب مفرط، وباهت مفتر) وقول الرضي رحمه الله تعالى: وهذا مثل قوله عليه السلام: (يهلك في اثنان: محب غال، ومبغض قال. -والمحب المغال من قال في اهل البيت ع ما لم يقل الله ورسوله كالخوارج , اما الشيعة فهم ليس مغالين كما يزعم البعض لانهم لا يقولوا في اهل البيت ع الا ما قاله الله ورسوله ص -.


الصفحة 80
عند ذكره للإمام الصادق عليه السلام وبعد الثناء العاطر عليه، ووصفه بالعلم الغزير، أنه قال: إئتني بجعفر الصادق حتى أقتله!! قال: قلت: هو رجل أعرض عن الدنيا، وتوجه لعبادة المولى فلا يضرك. قال المنصور: (إنك تقول بإمامته، والله إنه إمامك وإمامي، وإمام الخلائق أجمعين، والملك عقيم فأتني به) الخ(1).

أقول: انظر وتامل ايها المنصف إلى هذا السلطان الظالم الجائر، كيف أنطقه الله بالصواب مرغما، وأجرى الحق على لسانه كما حصل لغيرة كمعاوية وغيرة ممن شهد بالحق لاهل البيت ع واعترف بإمامتهم على جميع الخليفة من قبل الله تعالى، ثم يبادرون إلى قتالهم واخذ حقهم الذي منحهم الله اياه ويحتجوا بان الملك عقيم!!! كما وروى الخوارزمي في مناقبه عن سليمان بن مهران، عن المنصور، أنه حدثه بكرامات جليلة لعلي وفاطمة والحسنين- عليهم السلام- والحديث طويل جدا وفي آخره: إن سليمان قال للمنصور: لي الأمان؟ فقال: لك الأمان. فقال: ما تقول فيمن يقتل هؤلاء؟ قال المنصور: في النار لا أشك في ذلك. قال: فما تقول فيمن قتل أولادهم وأولاد أولادهم؟ قال: فنكس المنصور رأسه، ثم قال: يا سليمان! الملك عقيم(2).

وروى القندوزي الحنفي في ينابيعه عن كتاب (فصل الخطاب) لمحمد خواجة البخاري عند تعداد مناقب الأئمة من أهل البيت عليهم السلام واحدا بعد واحد، وذكر فضائلهم الجمة، وعلومهم الغزيرة حتى جاء إلى ذكر الإمام الكاظم عليه السلام، فقال - بعدما ذكر علمه وحمله وفضله وورعه وشيئا من مناقبه وكراماته -: روى المأمون، عن أبيه الرشيد أنه قال لبنيه في حق موسى الكاظم: (هذا إمام الناس، وحجة الله على خلقه، وخليفته على عباده، أنا إمام الجماعة في الظاهر والغلبة والقهر، وأنه والله لأحق بمقام رسول الله صلى الله عليه وآله مني، ومن الخلق جميعا، ووالله لو نازعني في هذا الأمر لأخذت الذي فيه عيناه، فإن الملك عقيم. وقال الرشيد للمأمون - كما ذكره

____________

1- ينابيع المودة: 2 / 458 باب 65.

2- المناقب للخوارزمي: 284 ح 279 باب 19.