غير أننا نستميح المعترض عذراً إذا أعلمنا القارئ
الكريم بأمر لا يعد من الأسرار، لأنه في متناول أيدي كل الناس، وهو ان
ما أورده في كتابه «بنات
النبي «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه»
قد أجبنا عن أكثره في كتابنا: «القول
الصائب في إثبات الربائب»،
ولكنه أصر على أن يكرره من جديد. وليس لنا في هذا الأمر حيلة، بل هو
عائد إليه، وتقع تبعته عليه.
وأما شكوانا، فهي من هذا التكرار للمطالب بصورة فاقعة
تخرج عن حدود التصور، فقد تكررت معظم مطالبه. ليس فقط مرات عديدة،
وإنما عشرات المرات.. وقد حيرنا هذا الأمر، ووضعنا أمام أحد خيارين
كلاهما مرّ.
الأول:
أن نكتفي بأخذ عينة واحدة، ونعالجها. ونترك مشابهاتها، فخشينا أن
يستوحش القارىء من هذا الإجراء، إذا مرّ في وهمه أننا قد ضيعنا جهد
المعترض، وأسقطنا الكثير من اللمحات، التي ربما تكون قد وردت في
المواضع الأخرى، والتي تفيد في تأييد مدّعاه. وقد يستغرق في نفسه أن
هدفنا هو تعمية الأمر على القارىء، وإيهامه بأمر لا حقيقة له، ولا واقع
وراءه..
الثاني:
أن نتتبع كلام المعترض كلمة كلمة، ثم نورده بعينه،
وربما لخصناه في بعض المواضع، مع الحفاظ على كل خصوصيته قد يتوهم أنها
تجدي في تأكيد ما يرمي إليه..
فآثرنا الأخذ بهذا الخيار الثاني، وإن كان ذلك قد حتَّم
علينا تكرار المطالب والأجوبة مرات ومرات، قد يصل تعدادها إلى
العشرات.. كما أنه تسبب بضخامة حجم الكتاب إلى حد غير مستساغ.
غير أننا نحب أن نعلم القارىء:
بأن هذا التكرار لم يؤثر على خصوصية التجدد في المناقشات، والإشارات
المتواصلة إلى خصوصيات في نصوص كلامه، لم نكن قد أشرنا إليها في
الموارد السابقة..
فاقتضى ذلك التنويه، والطلب من القراء الكرام أن لا
يكتفوا بقراءة المناقشات السابقة، إذا رأوا أن المعترض قد عاود طرح
فكرته.. فليعلم ذلك..
والحمد لله، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى،
محمد وآله الطيبين الطاهرين..
|