صفحة : 13  

عدم التصريح باسم المعترض:

يقول المعترض: إنه قد فوجىء بعدم تصريحنا باسمه، ولا مرة واحدة، واننا استبدلناه بقولنا: «الأخ الكريم»، مع إشارة موحية بعدم حقيقته، وذلك بعلامتي التعجب، اللتين صحبتاه كما يصحب الظل صاحبه، وقال: «وأنا على علم بأنه وضعهما قصداً، ليدل على أن هذا المعبر عنه أخاً فما هو بأخ، وكريماً فما هو بكريم»([1]).

ونقول:

أولاً: إن هذا المعترض قد نظر إلى الأمر بعين واحدة.. فخرج بهذه النتيجة، ولو أنه نظر اليها بعينه الاخرى لرأى أن الصحيح هو أن عدم ذكرنا لاسمه لكي لا يعرفه الناس من خلال التخطئة له، حفاظاً منا عليه، أو هكذا بدا لنا.. وهذا أولى من اخذه بالإحتمال الآخر.. لا سيما مع وصفنا له بالأخ وبالكريم.

ثانياً: بالنسبة لعلامتي التعجب، نقول:

قد كان يمكن لهذا الأخ الكريم !! أن يفسرهما على أنهما لاجل إظهار اننا لا نرى مبرراً لمجافاته لنا على النحو الذي اظهرته الفقرات التي نقلناها عنه في حقنا في كتاب «القول الصائب»، مع أن نظرتنا إليه تضعه في موقع الأخ العزيز والكريم.. فقد ظهر ان ثمة اختلافاً في النظرتين، وفي طريقة التعامل من الجانبين..

وقد تأكد ذلك بصورة أعمق في كتابه هذا الأخير.. كما يظهر من متابعة كلامه في المواضع المختلفة.

وقد فرض علينا موقفه هذا استبعاد كلمة «الأخ الكريم» من هذا الكتاب، نزولاً تحت رغبته بكلمة: «المعترض».. الأمر الذي لو خلينا وطبعنا لم نرض له به، لأنه يضعه في صف ذلك «المعترض» الآخر، الذي هو من مذهب آخر، غير مذهب أهل البيت «عليهم السلام».

ثالثاً: ان هذا المعترض عاد ليناقض نفسه، ويقول عن لقب «الاخ الكريم»، الذي دأبنا على وصفه به في كتابنا «القول الصائب في اثبات الربائب»:

«حتى هذا اللقب المنعم به عليّ انهكه من طول ما ردده حتى صار قريناً للازمة. فكأنه لازمة السيد حفظه الله. وما ختم الكتاب إلا بعد أن فقد معناه من طول ما ردده، واستحال إلى اسم من أسماء الأضداد، وعرف العام والخاص بأنه قيل للمجاملة، بناء على أدب اللياقة. وإلا فما معنى كوني أخاً، وأنا تابع لخصمه؟. وما معنى كوني كريماً وأنا أدين بافكار ذلك الخصم، بناءً على ما توهمه سيدنا الجليل»؟!([2]).

ونقول له:

إن كان هذا اللقب قد قيل للمجاملة، والتزاماً بأدب اللياقة، فلا تصلح علامتا التعجب للدلالة على أن هذا الأخ ليس بأخ، وهذا الكريم ليس بكريم. كما ذكره المعترض في بداية كلامه..

كما أنه إذا كانت كثرة التكرار هي التي افقدته معناه المجاملي، فمعنى ذلك أن الذي أفقده معناه، حتى صار يدل على أن الأخ ليس بأخ، والكريم ليس بكريم. وحتى استحال إلى اسم من أسماء الأضداد. ليس هو علامات التعجب التي رسمناها، بل هو كثرة التكرار، كما قال..

رابعاً: إستدل المعترض على أن معنى الأخوة والكرامة غير مقصود لنا، بقوله: «كيف أكون أخاً وأنا تابع لخصمه، وما معنى كوني كريماً، وأنا أدين بأفكار ذلك الخصم..».

ونقول له:

إن للتبعية درجات، فهي مفهوم مشكك، يختلف بحسب الأحوال، والمفردات، وآثارها، ودورها، فقد تكون بدرجة أو في مورد لا توجب التبعية فيه الخروج عن درجة الأخوة الإيمانية، ولا تخرج عن معنى الكرامة، وقد يكون موردها من الحساسية والخطورة بحيث يوجب ذلك.


 

([1]) بنات النبي «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه ص 6.

([2]) بنات النبي «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه ص 15.

 
   
 
 

موقع الميزان